إلى "حزب الله":سبحان الله

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 آب 2008 - 3:05 م    عدد الزيارات 1348    التعليقات 0

        

 سبحان الله مغيّر الأحوال والأقوال...
فجأة، أعلن بالأمس عن توقيع وثيقة تفاهم بين "حزب الله" ومجموعة من "التيارات السلفية" التي لا تمثل في واقع الحال شيئاً يذكر في الحالة السنية العامة، بل ان بعضها معروف للغريب والقريب بارتباطه بالاستخبارات السورية ونظام الوصاية غير المأسوف عليه في الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً.. لكن بغض النظر عن ذلك، فإن الطرف الآخر في المعادلة هو المهم والأهم، أي "حزب الله".
تتضمن الوثيقة على ما قيل "تحريم اعتداء" المسلمين على بعضهم البعض والعمل "لمنع الفتنة" وتعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك... وهي وضعت في الأساس كمحاولة لتنفيس احتقان سني ـ شيعي تصاعدت وتتصاعد وتيرته باطراد منذ مهرجان الثامن من آذار الذي جاء بعد أسابيع معدودة على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستمرّ مع كل جريمة طالت رموز "ثورة الأرز" وصولاً إلى غزوة بيروت والجبل التي جرت تحت شعار "الفتنة وراءنا ولا نخشى منها"، أي ان الوثيقة تكرّس كل ما حاول "حزب الله" وإعلامه الحربي نفيه طوال الفترة الماضية.
قال في مهرجان 8 آذار انه لم يقصد استفزاز أهل السنّة من خلال رفعه شعار "شكراً سوريا" على بعد أمتار من ضريح الرئيس الشهيد. وقال بعد خروجه من الحكومة انه لم يقصد استفزاز أهل السنّة إذا لم يوافق على آليات قيام المحكمة ذات الطابع الدولي. وقال انه لم يقصد استفزاز أهل السنّة عندما وافق على اقفال المجلس النيابي منعاً لإقرار تلك المحكمة. وقال انه لم يقصد استفزاز أهل السنّة عندما اعتصم في وسط العاصمة وعطل وسطها التجاري وحاصر السرايا الحكومية وطالب بسقوط الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته بعد أن أصدر في حقه وحقها احكاماً قاطعة بالخيانة... ثم قال انه لم يقصد استفزاز أهل السنّة عندما غزا بيروت واستباحها وعمل ومن معه على استباحة كلّ ما يرمز إلى المدينة وأهلها ورموزها الاحياء منهم والأموات، ثم نقل تلك الممارسات وإن بوتيرة أخف إلى البقاع الأوسط... ثم إلى طرابلس وبعل محسن تحديداً حيث له وجود مباشر يعرف تفاصيله أهل المدينة ومن له صلة بها...
وسط كل هذه المحطات وغيرها (الكثير الكثير) أصرّ قادة "حزب الله" وإعلامه الحربي على نفي وجود أزمة سنّية ـ شيعية أو فتنة بين المسلمين، وذهب أبعد من ذلك إلى اتهام الآخرين وتحديداً "تيار المستقبل" بالعمل على "إيقاظ" تلك الفتنة... ثم بعد كلّ ذلك يهبط فجأة من علٍ ليقول في وثيقة مكتوبة ان هناك بين المسلمين ما يحتاج إلى معالجة كي لا يتطوّر.
ليس هكذا توأد الفتنة وليس هكذا يعالج أمر على هذا القدر من الأهمية وهذه النسبة من الخطورة، وليس بهذه الطريقة تُفتح سبل المعالجة لمن أراد ذلك صادقاً...
لم يُعلّم رفيق الحريري أهله وناسه إلا ما يجمع ولا يفرّق، ويوحّد ولا يقسّم على المستوى الوطني العام وعلى المستوى الاسلامي الخاص. ولم يحضّ في حياته إلا على تلمس كل السبل بحثاً عن "التسوية" باعتبارها ملكة ملازمة لمختلف نواحي الحياة والعيش الكريم... التسوية التي تعني في مضمونها الأخير والنهائي القبول بالآخر وأخذه من برد التباعد إلى دفء الود والتفاهم على المشترك... ولم يرث سعد الحريري وجمهور "المستقبل" أهم من ذلك الميراث الابدي على الإطلاق رغم الطعنات الجوالة والإخلال بالعهود والمواثيق التي واجهه بها الآخرون. غير ان التسوية كي تستقيم وتستحق اسمها يفترض ان تكون واضحة، صادقة، شفافة، ملزمة وغير خاضعة لتذاكي طرف على آخر وتبطن غير ما تعلن!.

 

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,048,138

عدد الزوار: 7,619,521

المتواجدون الآن: 0