التحالف الخائن: تنافس ايراني - اسرائيلي في الهيمنة على الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الأربعاء 4 شباط 2009 - 9:15 م    عدد الزيارات 847    التعليقات 0

        

يعتقد تريت بارسي مؤلف كتاب «التحالف الخائن: الصفقات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة» (منشورات Triliteral- الولايات المتحدة 2007) إن العوامل الجيو سياسية وليس الأيديولوجية تحكم العلاقات بين الدول الثلاث, ولذلك فإن حلاً يتم التفاوض عليه للتنافس الاستراتيجي بينها سيكون من شأنه تسهيل حل نزاعات المنطقة.
ويشدد المؤلف على أن التنافس بين إيران وإسرائيل ينصب على الهيمنة على العالم العربي. ويؤكد أن التنافس لم يبدأ غداة الثورة الإسلامية في 1979, بل هو استمرار لعهد الشاه. لذلك تشعر إيران بأن مصيرها العزلة إذا هيأت الظروف لإسرائيل صلحاً مع خصومها العرب, ويفسر ذلك معارضة طهران الدائمة لأي تسوية بين العرب وإسرائيل.
ويرى بارسي، أن إسرائيل تخشى الورقة «الإسلامية» التي تلوّح بها إيران وتحاول نشرها في العالم العربي ليتسنى لها توسيع نفوذها. ويضيف أنه لذلك السبب حين تكون «العلاقات» الإسرائيلية - العربية في أسوأ حالاتها من التدهور والتوتر، يشهد التنافس بين إيران وإسرائيل استرخاء ملحوظاً.
ويكشف الكتاب أن إسرائيل سعت بعد الثورة الإسلامية إلى تحسين علاقاتها مع إيران، على أمل أن يتيح ذلك تهدئة طفيفة في النزاع العربي - الإسرائيلي. والمثير أنه حين رفعت إيران صوتها إبان ثمانينات القرن الـ20 معلنة تأييدها للقضية الفلسطينية، طلبت جماعات الضغط (اللوبي) اليهودي في واشنطن عدم الاكتراث بالتهديدات الإيرانية، باعتبار أن إيران لن تقدم على تنفيذ أي منها. بيد أن الصورة تغيرت بعد عام 1991، فحين سعت الولايات المتحدة إلى سلام بين العرب وإسرائيل، عمدت إيران إلى تفعيل خلاياها النائمة في فلسطين لإطلاق سلسلة من العمليات الانتحارية داخل إسرائيل، بهدف عرقلة عملية السلام.
ويؤكد بارسي أن عملية السلام تضرّ المصالح الجيو - سياسية لإيران، إذ يعني نجاحها إزاحة الأطراف العربية، خصوصاً سورية، بعيداً من إيران، ما سيؤدي إلى عزل طهران استراتيجياً في المنطقة. ويضيف أن إيران ترفض السلام بين العرب وإسرائيل لأن من شأن التسوية أن تتيح شروطاً أكثر مرونة لوجود عسكري أميركي في الشرق الأوسط. ويوضح المؤلف أن إسرائيل، في سياق ردها على تعاظم قوة «حزب الله» اللبناني، عمدت، طبقاً لتقرير بثته «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، إلى إنشاء قوة «عميلة» لها في العراق، قوامها جماعات كردية، تستطيع التسلل إلى شمال غربي إيران لجمع المعلومات الاستخباراتية. ويكشف ان ايران قامت بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بتوجيه رسالة إلى البيت الأبيض تعلن فيها استعدادها لتقديم «تنازلات كبيرة» لاستباق أي عدوان أميركي قد يستهدف النظام الإيراني. ويشمل العرض سحب الدعم لـ «حزب الله» وحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، وكذلك استعداد طهران لإعلان موافقتها على مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية.
وأضاف أن إيران عرضت أيضاً على البيت الأبيض وقف برنامجها النووي، والتعاون في إعمار العراق، وأن تسلمها الولايات المتحدة مقاتلي منظمة «مجاهدين خلق» المعارضة، في مقابل تسليمها واشنطن عناصر تنظيم «القاعدة» الذين لجأوا اليها من أفغانستان. بيد أن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد رفضا العرض الإيراني، بدعوى أن إدارة جورج بوش «لا تتحدث مع الأشرار». وزاد: «بل إن إدارة بوش وبَّخت الرسل السويسريين الذين حملوا العرض الإيراني بدعوى أنهم تجاوزوا مهمتهم في تمثيل المصالح الأميركية في إيران».
ويـــــورد بارسي أن إيـــران أطلقت في الوقت ذاته عرضاً مماثلاً قصــــدت به إسرائيل، اقترحت عليها بموجبه أن يتفق الطرفان على احترام منطقة نفوذ كل منهما، وبذل كل جهد ممكن لتفادي الصدام. لكن إسرائيل رفضت العرض، بدعوى أن ايران تسعى إلى كسب الوقت فحسب.
ويخلص بارسي إلى أن المواجهة العسكرية مع إيران ستكون مدمرة، وستتعدد الأطراف التي ستتضرر منها. ويرى أن أفضل حل للنزاع مع إيران يتمثل باحتوائها وإعادة دمجها في المجتمع الدولي، وهو الأسلوب الذي نجحت واشنطن باتباعه في اتقاء «شر الصين»، كي يمكن تفادي حرب أخرى مأسوية يكون الشرق الأوسط مسرحاً لها.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,093,102

عدد الزوار: 7,620,229

المتواجدون الآن: 0