بين ليبرمان وبوتين

تاريخ الإضافة الإثنين 5 تشرين الثاني 2012 - 7:07 ص    عدد الزيارات 760    التعليقات 0

        


آري شبيط

بين ليبرمان وبوتين

 

   تخطىء زهافا غلئون حين تُقارن بين فلاديمير بوتين وافيغدور ليبرمان. فبوتين رئيس قوي وحّد بطريقته وشكّل مرة اخرى دولة منتقضة العُرى وجعلها قوة مهمة من القوى الدولية. وليبرمان وزير خارجية فاشل مُقاطَع جزئيا في الولايات المتحدة وفي اوروبا وهو يجعل اسرائيل تُرى في الغرب دولة فقدت صورتها.
بوتين قومي روسي يعمل بصورة عدوانية ليُعيد لروسيا قوتها وعظمتها. وليبرمان متهكم اسرائيلي يعمل بصورة تحرشية لا ليخدم مصلحة وطنه القومية بل ليخدم مصلحته السياسية. هل الكلمة هي الكلمة؟ في حين ان بوتين رجل عمل فان الكلمة عند ليبرمان هي كلمة فقط ومن ورائها بواعث شخصية لا تُحل ألغازها.
وهكذا فان الشيء الوحيد المشترك بين الرجل الجدي الخطير في الكرملين والرجل الخطير غير الجدي من مستوطنة نوكديم هو عدم ثقتهما بالجهاز الديموقراطي وبعالم المصطلحات الديموقراطية. فبوتين وليبرمان ايضا لا يلتزمان بحقوق الأقليات وحقوق الانسان وسلطة القانون. وبوتين وليبرمان ايضا لا يطأطئان هامتيهما أمام استقلال جهاز القضاء ومبدأ فصل السلطات. ويُفضل بوتين وليبرمان ايضا اعضاء مجلس نواب مُعينين خاضعين لفضلهما على اعضاء مجلس نواب منتخبين مخلصين لناخبيهم. ويجعل فلاديمير الروسي وافيغدور الاسرائيلي ايضا قيمة القوة العليا فوق قيم الحرية والأخوة والمساواة العليا.
هناك من يزعمون ان انتقاد ليبرمان تُفسده عنصرية معادية للروس وهذا هُراء، فقد كانت الهجرة من روسيا هجرة مدهشة أغنت اسرائيل بكل معنى. لكن المهاجرين من روسيا أرادوا ان يفروا من ثقافة سياسية مستبدة لا اعادة نسخها. وهاجر المهاجرون من الاتحاد السوفياتي سابقا الى حرية كما في اميركا لا الى استبداد كما في روسيا البيضاء. وليس من الصدفة انه حينما استخذى ليبرمان لبوتين في مطلع هذه السنة أثار غضبا عظيما في المجتمع الروسي الاسرائيلي. ان القيم التي عبر عنها استخذاؤه ذاك هي قيمه هو لا قيم الجمهور المدهش الذي يدّعي تمثيله.
لا شك على الاطلاق في ان ليبرمان عبقري سياسي. فالعبقري السياسي وحده هو الذي يستطيع ان يضلل دولة كاملة وان يتلاعب كما يشاء ببرنامج عمل كراهية العرب وبرنامج عمل كراهية الحريديين كي يهدم بيتنا الاسرائيلي في حين يبني اسرائيل بيته. والعبقري السياسي فقط يستطيع جعل أعداء اليمين يؤمنون بأنه هو الشخص الذي سيسقط اليمين في حين انه يُقوي اليمين ويزيده تطرفا بلا انقطاع.
والعبقري السياسي فقط يستطيع ان يجعل (الرهينة) بنيامين نتنياهو و(الصديق الطيب) حاييم رامون و(الحليف) آريه درعي لا يتجرأون على الثورة عليه.
لكن هذا العبقري السياسي لم يُسخر عبقريته قط لمصلحة دولة اسرائيل. فهل غيّر طريقة الحكم؟ وهل ساهم في الاقتصاد؟ وهل أحبط التهديد الاستراتيجي الذي كان يفترض ان يواجهه؟ لا، لا، لا. ان ما فعله ليبرمان دائما هو إضعافنا وتقوية نفسه.
ان ما نجح ليبرمان في فعله هنا في العقد الاخير في الحقيقة هو هدم جهاز مناعة الديموقراطية الاسرائيلية. فاذا لم نقف في وجهه الآن فلن نقف.
 

"هآرتس" – ترجمة المصدر

 

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,016,501

عدد الزوار: 7,655,653

المتواجدون الآن: 0