جاء في افتتاحية الصحيفة: "طوال سنوات اعتمدت العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي على استخدام الغارة الجوية المفاجئة بداية ثم الانتقال الى احتلال ارض العدو وتدميره... لكن تجارب الحروب في السنوات الأخيرة، وارتفاع عدد الخسائر، دفع جيوش العالم والجيش الإسرائيلي الى التفكير في استخدام القتال الجوي دون البري، وساهمت في ذلك التطورات التكنولوجية وتزود سلاح بالغ الدقة. وقد اختبر هذا الاسلوب بنجاح في حرب كوسوفو عام 1999، وتبناه الجيش الإسرائيلي لدى انسحابه من لبنان عام 2000. لكن المواجهات التي دارت في لبنان عام 2006 اظهرت بسرعة صعوبة الاكتفاء باستخدام الغارات الجوية... وهذا ما حدث في عملية "الرصاص المصبوب" ضد غزة، ذلك انه بعد الغارات الجوية كان الانتقال الى التوغل البري. لقد جرت عملية "عمود السحاب" حتى اليوم من دون احتكاك بري. ان استدعاء قوات الاحتياط للضغط على التنظيمات الفلسطينية وعلى الاطراف الدوليين من اجل الموافقة على صيغة وقف النار، قد يشكل مجازفة اذ يجب تجنب العملية البرية".

 

كتب المراسل العسكري: "حتى الآن لم يتخذ المجلس الوزاري المصغر قراره بتوسيع عملية عمود السحاب الى عملية برية، على رغم الاستعدادات التي قام بها الجيش لهذا الغرض. ومن العوامل التي ستؤثر في اتخاذ القرار ردة فعل دول المنطقة وعلى رأسها مصر والأردن وحزب الله، الى جانب مواقف الاطراف الدوليين... والتخوف اليوم الذي شدد عليه إيهود باراك هو من ان تؤدي العملية البرية الى انهيار الشرعية الدولية التي تحظى بها إسرائيل وخصوصاً في حال سقوط عدد كبير من الخسائر بين المدنيين. ثمة عامل آخر هو ان سلاح الجو لم يستنفد كل قدراته وهو يركز على ضرب مؤسسات حماس... في حال حصول عملية برية، سيتخذ القرار قريباً من دون التسبب بتصعيد اقليمي".

 

"بعد ثلاثة ايام على غارات الجيش الإسرائيلي على حماس في غزة، تسيطر السياسات المتطرفة لدى كلا المعسكرين. فقد قرر بنيامين نتنياهو ومعه اليمين المتطرف المضي الى الحرب قبل اسابيع من الانتخابات وعمل على تعبئة الرأي العام لعملية عقابية جديدة ضد القطاع... مخاطراً بالتسبب بانفجار اقليمي".