دروس حرب غزة
في الصحافة العالميّة
"في رأي مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن المواجهة الأخيرة بين حماس وإسرائيل كانت اختباراً للمواجهة المسلحة التي قد تحدث مستقبلاً مع إيران، والمقصود المواجهة بين الصواريخ التي تستطيع بلوغ وسط إسرائيل وبطاريات الصواريخ الجديدة المضادة لها. ومما لا شك فيه ان إيران هي الموضوع الذي يستأثر باهتمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك أوباما، اللذين على رغم خلافهما التكتيكي يدركان تماماً أن الوقت بدأ ينفد، وان الفترة المتبقية لحل مشكلة المشروع النووي الإيراني لا تتعدى الاشهر... من المؤكد ان النزاع مع إيران في حال فشل المفاوضات معها سيكون مختلفاً عما حدث في غزة... ولكن على رغم ذلك من المنتظر ان تتعرض إسرائيل خلال المواجهة مع إيران لخطر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي قد يطلقها "حزب الله" من لبنان، وخطر الصواريخ البعيدة المدى التي ستطلقها إيران... وعلى رغم النجاح الذي حققته منظومة القبة الحديد فإن قدراتها محدودة".
"نجاح الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس مخابراته رأفت شحاتة في تحقيق وقف للنار يمنح مصر مكانة عربية ودولية جديدة كان يتطلع اليها الرئيس مرسي منذ انتخابه. لكن هذا الانجاز أوضح لمرسي أن قدرته على حل الازمات في المنطقة منوطة بالعلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة، وانه اذا كانت مصر تتطلع الى مواصلة رعايتها للتوصل الى حل للمشكلة الفلسطينية فلا مفر لها من ادارة شبكة علاقات مستقرة مع اسرائيل وليس فقط على المستوى العسكري. مما لاشك فيه ان الاتفاق هو انجاز سياسي بالنسبة الى مصر، لكنه يلقي مسؤولية ثقيلة عليها لأنها باتت عنواناً للاشراف على وقف النار ومعالجة الشكاوى والخروقات. لا يوضح الاتفاق آلية معالجة الخروقات، وماذا ستكون العقوبات، لكن مصر حبست نفسها داخل منظومة وباتت ملزمة الحوار مع اسرائيل، وهذا ثمن سياسي باهظ بالنسبة الى الرئيس المصري الذي يمثل حركة ايديولوجية ترى اسرائيل عدوا".
"لقد خرجت إسرائيل رابحة على الصعيد الدولي وهذا شيء مهم بعد الاستخدام المفرط للعنف سنة 2008-2009. أما "حماس" فقد نجحت في انهاك منظومة القبة الحديد وفي تهديد الجزء الأكبر من إسرائيل وعززت سيطرتها على القطاع، لكن هذا لن يزيل عنها صفة الدولة المارقة في نظر الغرب".