ماذا لا يزال هناك دور للدول الخمس الكبرى + ألمانيا في محادثات إيران النووية

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 شباط 2013 - 7:04 ص    عدد الزيارات 711    التعليقات 0

        

 

ماذا لا يزال هناك دور للدول الخمس الكبرى + ألمانيا في محادثات إيران النووية
مايكل سينغ
كتبت افتتاحية مؤخراً لصحيفة نيويورك تايمز أوضحت فيها تعالي الأصوات الداعية إلى إجراء محادثات مباشرة مع إيران، وذلك مرده بشكل كبير إلى غياب التحرك في المحادثات بين إيران والدول الخمس + 1، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. ويأتي ذلك بينما تدخل المناقشات بين القوى العالمية الـ 6 وطهران عامها الثامن، ورغم ذلك لم تحرز تلك المناقشات سوى تقدماً محدوداً تجاه الوصول إلى اتفاق نووي بينما قامت إيران بتوسيع قدراتها النووية بشكل كبير. وهذا يثير سؤالاً لم أتناوله في افتتاحيتي -- هل هناك دور مستمر للدول الخمس + 1؟
بالنسبة للدبلوماسيين، تتمتع التحالفات الدولية الكبيرة بجاذبية لا تُقاوم، لا سيما عند التعامل مع أنظمة مثيرة للمشاكل. إن العمل بشكل متضافر من خلال تجمعات مثل القوى العالمية الـ 6 يحسِّن الانصياع الدولي للعقوبات ويعزز عزلة الدولة المستهدفة، وهذا نظرياً يُعظِّم الضغوط عليها ويزيد احتمالات تحسين أهداف التحالف.
غير أن هذا التجمع الواسع له عيوبه. أولاً، يستغرق التنسيق -- سواء من خلال الترغيب أو الترهيب -- الكثير من الوقت كما يتطلب الكثير من العمل. وهناك مجموعة من العوامل، بدءً من السياسات الداخلية لكل دولة إلى النزاعات الدولية غير ذات الصلة بين الأعضاء، تحول دون التوصل إلى حل سريع للخلافات.
ثانياً، لجميع الدول مصالح مختلفة على المحك. وتنظر الولايات المتحدة إلى إيران باعتبارها تمثل تهديداً واسعاً، وذلك في ضوء دعمها للإرهاب وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما عززه وأكده سعي طهران نحو امتلاك أسلحة نووية. أما روسيا والصين فتنظران إلى القضية من منظور مختلف. فقد تستهدف طهران مطاعم في واشنطن، لكنها تتجنب توريط نفسها في الشيشان وشينجيانغ. ونتيجة لذلك، لا يرى الكثيرون في موسكو وبكين أن إيران تمثل تهديداً، ولكن شريك محتمل (وإن صعب) في تقييد ممارسات واشنطن للسلطة والنفوذ في المنطقة.
وكانت نتيجة هذه المصالح المتباينة هي اتباع نهج العامل المشترك الأصغر، حيث يركز التجمع على شيء واحد تستطيع جميع الدول الاتفاق عليه. وهو في هذه الحالة ضرورة التزام إيران بقواعد حظر الانتشار النووي الدولي، والتي تود جميع القوى الكبرى صيانتها. إن أي اتفاق تتوصل إليه الدول الخمس الكبرى + ألمانيا يُرجح أن يركز بشكل ضيق على قدرات إيران النووية؛ وهناك قضايا أخرى تمثل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -- سواء أنشطة إيران الإقليمية أو سجلها في مجال حقوق الإنسان -- وهي متروكة للمتابعة من قبل تحالفات منفصلة حسب الحاجة من الدول ذات الأفكار المتشابهة والغير مشاركة في المفاوضات الرسمية.
وفي ضوء هذه العيوب والخطى المتباطئة للمفاوضات، فإنه ليس من المستغرب أن الدعوات إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران آخذة في التصاعد. لكن رفض تلك المحادثات من قبل المرشد الإيراني الأعلى والتاريخ الطويل من الفشل للاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران يشير إلى أن المحادثات الثنائية لن تكون حلاً خارقاً يحقق نتائج أكثر مما حققته المحادثات متعددة الأطراف. إن عرض الولايات المتحدة إجراء محادثات مباشرة مع إيران يرجح أن يكون له أثر كبير على شركاء واشنطن في التحالف يتجاوز أثره على النظام الإيراني، حيث سيقنعهم بأن الولايات المتحدة تتحلى بالمبادرة في الأعمال الدبلوماسية وربما تدفعهم إلى ممارسة نفس الضغوط.
وفي الواقع، أنه وإن كان ينبغي على الولايات المتحدة عدم التردد في توظيف الدبلوماسية بشكل مبتكر ومرن لخدمة أهدافها السياسية، فإن العدوانية الإيرانية على الأرجح سوف تضمن بقاء تجمُع الدول الخمس زائد واحد، المنتدى الأكثر أهمية ومغزى للمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. ويبدو أن إيران ترى التسوية أكثر خطورة من الحفاظ على موقف المواجهة الذي تتبناه تجاه جيرانها والغرب؛ ولذا يجب إقناع قادة إيران بأن العجز عن التوصل إلى تسوية هو الخطر الأكبر. وسوف يتطلب القيام بذلك أشكالاً مختلفة من الضغوط الدولية -- الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية -- والتي يجب تحريكها من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف. وكما ذكرت في مقالي في صحيفة التايمز، فإن تحقيق انفراجة واسعة بين الولايات المتحدة وإيران، إذا حدثت، سوف تكون على الأرجح نتيجة تحول استراتيجي من قبل إيران وليست سبباً له.
مايكل سينغ هو المدير الإداري لمعهد واشنطن.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,859,510

عدد الزوار: 7,648,098

المتواجدون الآن: 0