تفاقم النزاع المذهبي في العراق

كتب كريستوف عياد: "شيئاً فشيئاً يغرق العراق في أزمة سياسية ومذهبية قد تعيده الى اسوأ ايام الحرب الاهلية التي دارت هناك بين 2006 و2009 بين الميليشيات الشيعية ومقاتلي القاعدة. ومن ابرز المؤشرات لذلك احداث الحويجة في 23 نيسان الجاري التي ادت الى مقتل 25 متظاهراً سنياً وجنديين في هجوم شنه الجيش العراقي على اعتصام متظاهرين سنّة، بأوامر من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، مما تسبب بسلسلة من اعمال العنف ادت الى مقتل 110 اشخاص خلال يومين. وتعتبر هذه الحوادث الاعنف منذ الانتفاضة السنية في العراق في نهاية كانون الاول 2012.... على الصعيد السياسي، زاد هجوم الحويجة الشرخ القائم بين الشيعة والسنة. فقد اقدم وزيران سنيان على تقديم استقالتهما من حكومة المالكي التي بات تمثيل الطائفة السنية فيها يقتصر على صالح المطلك، المسؤول السابق في حزب البعث الذي اختار التحالف مع السلطة الجديدة. والمقلق أن الأكراد ايضاً علقوا مشاركتهم في الحكومة العراقية... الامر الذي زاد عزلة نوري المالكي وقوته في آن واحد، فبات أمامه اما الاستقالة، واما التمسك بالسلطة باي ثمن جارفاً بلاده الى الحرب الاهلية".

 

كتب مراسلا الصحيفة في بغداد: "في ما بدا انه بداية مرحلة جديدة للنزاع المذهبي ولحرب مذهبية دموية، اطلق الجيش العراقي من المروحيات النيران على مسلحين يتمركزون في قرية تقع شمال العراق... والراهن اليوم ان الانتفاضة السنية في العراق صارت دموية وباتت تشكل تحدياً مهماً لرئيس الوزراء نوري المالكي، الذي عزز قوته وسط القوات الامنية وداخل السلطة القضائية والذي يلاحق كبار الشخصيات السنية، مما يثير القلق في دول العالم... والواقع ان تدهور الوضع في العراق يعكس التوتر المذهبي الذي يسود المنطقة بسبب الحرب الاهلية في سوريا".

 

كتب تيموثي غارتون: "أكثر من مرة بكينا وقلنا ان هذا لن يتكرر مرة اخرى. لقد فعلنا هذا بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب في راوندا، وفي البوسنة. لكن الحرب تتجدد مرة اخرى، اكثر من 70 الف شخص قتل، في سوريا في الحرب الاهلية الدائرة هناك، وأربعة ملايين سوري في حاجة الى مساعدة انسانية".