بمَن «تُضحّي» إيران بعد الإتفاق؟.. بالعراق أم سوريا!

تاريخ الإضافة الجمعة 22 تشرين الثاني 2013 - 5:11 ص    عدد الزيارات 327    التعليقات 0

        

 

 
بمَن «تُضحّي» إيران بعد الإتفاق؟.. بالعراق أم سوريا!
مرلين وهبه
دخل لبنان في مرحلة أمنية قد تُتيح لجهات عدّة التحرّك فيه واستغلال الفرَص لتصفية حسابات سياسية قد تكون سورية أو عراقية ومصرية وحتى لبنانية! وعلى رغم أنّ بصمات «القاعدة» او التنظيمات المتطرفة او مثيلاتها تحوم حول التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية، إلّا أنّه من الصعب التأكّد حتى الساعة واتّهام الجهة المسؤولة عنه مباشرة! وهذا ما يُفسّر عدم صدور بيان من «حزب الله» حتى الساعة يتهم فيه الجهة المسؤولة! وفي ظل غياب أيّ دليل موثّق، عَدا التبنّي «الاعلامي» لمجموعة «عبدالله عزام» مسؤولية التفجير، ليس هناك من شيء مؤكّد حتى الساعة.
في الوقت الذي اعتبر محلّلون سياسيون أنّ التفجير قد شكّل رسالة سياسية تحذيرية واضحة لإيران! فضّل آخرون عدم استباق التحقيقات التقنية التي ستوصِل حتماً الى هوية الفاعلين، أقلّه في ضوء بروز خيوط عدة ستساعد حتماً الاجهزة الامنية اللبنانية التي أثبَتت سابقاً قدرتها على كشف ألغاز تفجيرات مماثلة ونجحت في ذلك.
أما الجديد الذي لم يشهده لبنان منذ عقود، فهو دخول عناصر انتحارية حيّة الى الحلبة الساخنة، فيما اعتبرت أوساط سياسية مراقبة أنّ خطابات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخيرة في عاشوراء قد تكون ساهمت في توجّههم الى لبنان وتحرّكهم التصعيدي.
غير أنّ المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد الدكتورخليل حلو، يعتبر أنّ هذه التصريحات لا يمكن أن تكون السبب المباشر في اتخاذ قرارات كبيرة بحصول تفجير مماثل، مشدداً على وجوب «النظر الى الصورة الكبيرة في الافق، والتي تتمثّل في مفاوضات الولايات المتحدة الاميركية مع ايران، حيث من الممكن أن يَصلوا الى اتفاق على البرنامج النووي!».
لكنه يوضح في المقابل أنّ «الوصول الى هذا الاتفاق لا يعني بالضرورة الاتفاق على الوضع السوري أو الوضع العراقي!»، مؤكداً أنّ «المتفاوضين لن يسيروا في المفاوضات القائمة مع العراق مثلاً، في موازاة التفاوض في شأن البرنامج النووي»! متوقعاً أن ترفع مفاوضات البرنامج النووي، بمجرّد حصولها، من حظوظ التوصّل الى حلول بالنسبة للعراق وسوريا!».
ويضيف: «لا يمكن لأميركا تجاهُل مصالح السعودية في سوريا، أو مصالح السعودية في العراق! فأميركا تعرف ماذا تريد، ولديها حلفاؤها في العراق وسوريا ولبنان، وليس وارداً ولم يحدث في التاريخ أن تجاهلت أميركا مصالح السعودية، ولن تفعل ذلك اثناء تفاوضها مع ايران على سوريا والعراق».
ويرجّح حلو الى أنه «عند انتهاء الملف النووي، سيضعف موقع إيران في المفاوضات، لأنّ الإيرانيين كانوا يستعملون ملفّهم النووي لتقوية موقعهم في العراق وسوريا، وهذا الموقع يهمّهم أكثر بكثير من النووي، ولكن عندما تصبح ورقة النووي في «الثلّاجة» لن تعود قادرة في التأثير على ما تبقّى، عندئذ تصبح المفاوضات على سوريا والعراق ممكنة وسَلسة والتنازلات ممكنة أيضاً».
من هنا يراقب المحللون السياسيون تحرّك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، القابع في المنطقة، وتنقّلاته بين الاردن والسعودية واسرائيل. وكلّ هذه التحركات تهدف الى طمأنة الفريق الآخر والقول له: «صحيح اننا نتكلم مع ايران ونفاوضها لكننا لم نَنسَكُم!».
وفي وقت أشارت تحليلات سياسية غربية الى أن لا مصلحة لـ»حزب الله» في إتمام هذه المفاوضات، بل يهمّه إيقافها وهو غير راض ضمنياً عنها لأنها تضعف ورقته في لبنان، تعتبر أوساط لبنانية أنّ الحزب لا يستطيع إعلان رفضه عَلناً لهذه المفاوضات، اذ إنّ حليفه الوحيد وغطاءه الوحيد هو ايران، واذا تخلَّت عنه فلن يعود له حليف آخر.
كذلك، يعلم الجميع أنّ الثوابت الاساسية للسياسة الاميركية تقضي بخلق توازنات بين القوى الكبيرة، فلا يمكن بالتالي وَهب الشرق الاوسط لإيران وحدها، ومهما كانت الاتفاقات شكلاً ومضموناً، لن تكون لحساب فريق إقليمي على آخر.
سببان محتملان للتفجير
وفي هذا الإطار، لم يستبعد حلو أن تكون هذه الرسالة التفجيرية الاخيرة وبهذه الضخامة من أعداء ايران، أو من المنسيّين في هذه المفاوضات، ليقولوا «نحن هنا» واذا أردتم تجاهلنا فيمكننا «خربطة مشروعكم جميعاً».
أمّا السبب الثاني، في رأي حلو، فهو «احتمال ضئيل، انما يدخل في إطار الحرب الدائرة اليوم، وهو ذهاب الآلاف من مقاتلي «حزب الله» الى سوريا للقتال، وتحديداً في المناطق الحدودية مع عرسال وعلى أطراف القلمون التي لم تبدأ حتى الساعة المواجهة الكبيرة فيها، لكنها ستحصل لا محال».
ويوضح أنّ «في استراتيجيات الحروب، يستهدف الهجوم الرأس مباشرة ويمكن وَضع معركة القلمون في هذا الاطار، علماً انّ فتح معركة القلمون والتسريبات الاعلامية التي رافقتها وسَوّقها «حزب الله» كانت مفاجئة، لأنه لم يَعتد مُسبقاً الإعلان عن معاركه الكبرى التي تميَّزت بعنصر المفاجأة». ويرى المراقبون أنّ الذي اختلف اليوم هو رغبة نصرالله في كسب الوقت خلال المفاوضات الايرانية - الاميركية، لحصد مكاسب ميدانية أكثر، ما يقوّي ورقته على طاولة «جنيف - 2».
مَن سيقدّم التنازلات في المفاوضات؟
وعلى رغم ارتفاع منسوب التفاؤل بنجاح المفاوضات، إلّا أنّ أيّ محلل لم يُشِر حتى الساعة الى هويّة مَن يدفع الثمن، فهل يكون «حزب الله»؟
وتعتبر أوساط مراقبة في هذا الإطار، أنّ «حزب الله» سيقبل بأيّ تنازل تطلبه إيران منه ولن يقدم على أيّ خطوة لا توافق عليها، نظراً للتحالف القائم بينهما، وهو بالتالي لا يملك حليفاً آخر، واذا خسر هذا الحليف، ينتهي هو.
ليبقى السؤال، ماذا لو خُيِّرت إيران بعد انتهاء المفاوضات النووية؟
العراق أم سوريا؟ وأيّهما أهمّ بالنسبة إليها؟ العراق الذي يُهدّد حدودها وكان دائماً مصدر خطر عليها؟ أم سوريا التي لا يربطها بها سوى «حزب الله» والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحرس الثوري الايراني، وبالتالي لا يمكن التخلّي عنه بسهولة؟
لكن... في المفاوضات الكبيرة لا بد من تنازلات كبيرة. فهل يتنازل «حزب الله» في سوريا مثلاً! وينسحب منها؟ أم يتنازل في لبنان عن سلاحه؟ وبالتالي، بمَن تُضحّي إيران بعد الاتفاق؟ بالعراق أم بسوريا؟

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,322,928

عدد الزوار: 7,627,684

المتواجدون الآن: 0