هل بدأ السُنّة في لبنان ينجذبون إلى «الإسلام الإنتحاري»؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013 - 6:58 ص    عدد الزيارات 379    التعليقات 0

        

 

 
هل بدأ السُنّة في لبنان ينجذبون إلى «الإسلام الإنتحاري»؟
طوني عيسى
مع دخول «حزب الله» في النزاع السوري، بدأت تسري التساؤلات: كيف سيرُدُّ السُنّة في لبنان؟ فالمواجهة بالسلاح غير متكافئة إطلاقاً، وقد تكون انتحاراً. أمّا حرب العصابات والإنتحاريّين، فلا فضل فيها لشيعيّ على سُنّي... من أفغانستان إلى بلاد العراق والشام.
لن ينتحر السُنّة في لبنان في مواجهة مع "حزب الله"، لكنّ بعضهم ربّما بدأ يحضّر الإنتحاريّين للمواجهة. فالمواجهة بالإنتحاريّين أفضل من المواجهة إنتحاريّاً.
لطالما ارتفعت الأصوات محذّرة "حزب الله": إذا كان تيار "المستقبل" غير مرغوب فيه كشريك سُنّي، فالبديل الآتي قد يكون "جبهة النصرة". وإذا كان الرئيس سعد الحريري غير صالح للمحاورة، فالمُحاوِر الآتي لن يكون الشيخ أحمد الأسير... بل ربّما الشيخ أيمن الظواهري!
لكنّ اللعبة استمرّت وكأنّها قَدَر السُنّة والشيعة. وتبيَّن اليوم أنّ الشابّين اللذين تجرّأا على نحر نفسيهما على بوّابة السفارة الإيرانية، على علاقة - سابقة على الأقل - بالأسير، وحاضرة بالجهاديّين السوريين. وللمرّة الأولى في تاريخه، بات يُصنِّع لبنان إنتحاريّيه بنفسه، وكفافَ يومه.
بعض الباحثين يعتقدون أنّ حالات "الحقن" التي تعرَّض لها السُنّة، من 7 أيار 2008 إلى أحداث عبرا وطرابلس وعرسال، هي التي أوصلت "المزاج السُنّي" إلى هذه الحال. ولكن في المقابل، هناك مَن يعتقد أنّ "المزاج السُنّي" يتّجه إلى التشدّد نتيجة عوامل غير لبنانية، وما يجري في مصر دليل إلى ذلك. وهناك مَن يجمع بين العاملين. وهناك أيضاً مَن يعتقد أنّ "المزاج السُنّي" في لبنان، على رغم كلّ شيء، ما زال معتدلاً، وما زال السُنّة في لبنان رمزاً للإعتدال الوطني.
والأرجح هو أنّ المقولات الثلاث صحيحة في درجات معينة. فهناك تأثير سلبي من جانب التيارات الجهادية العالمية، ولكن على بعض السُنّة في لبنان، وليس على الطائفة كلّها. وحتى اليوم، ما زال تيار "المستقبل" والقوى والزعامات السياسية المتحالفة معه أو المتخاصمة، وكلّها قوى وزعامات معتدلة، هي التي تمسك بالخيارات داخل الطائفة، وليس الأقلّية المتطرّفة.
ومن المؤكّد أنّ الطائفة السُنّية في لبنان لم تذهب بقدَميها إلى التطرّف والخيارات الجهادية الإنتحارية، بل إنّ مشاركة "حزب الله" في النزاع السوري وسلاحه، هما اللذان جاءا بالجهادية إلى السُنّة، أو إلى بعضهم. ولو جرى الأخذ بالتحذيرات التي أُطلِقت، مراراً، مِن إنفجار "المزاج السُني" نتيجة الحقن المتواصل، لكان الوضع أفضل سُنّياً وأسلمَ وطنيّاً.
وأمّا اليوم، وقد وقعت الواقعة، فهل هناك مخرج من المأزق، على المستوى اللبناني على الأقلّ، أم فات القطار؟
الظروف التي تضغط على "حزب الله" للإستمرار في دعم حليفه السوري، وتالياً إستمراره على الجبهات هناك، ما زالت قائمة. ولذلك، سيبقى الإحتقان قائماً.
وإذا كان "الحزب" يقاتل هناك للحفاظ على مصير الشيعة في لبنان وسوريا معاً، فذلك سيقود السُنّة في لبنان وسوريا إلى خوض المعركة لتحقيق الإنتصار في البلدين معاً. وهذا ما يجعل البلدين ساحة لمعركة واحدة، ويُكرّس تحوُّل لبنان "ساحة جهاد" لتنظيم "القاعدة"، بعدما كان حتى اليوم "ساحة نُصرة".
إنّها معركة مذهبية مكشوفة، ولا يمكن لأحد التنكُّر لذلك. والخوف من أن تكون الفصول الآتية أعظم. والأعظم هو الآتي:
أن تنتقل عدوى التطرّف و"الإنتحار" من المجموعات والتيارات المتشدّدة في الطائفتين السنّية والشيعية إلى القوى المعتدلة. فعندئذٍ "يَفسَد المِلحُ، فبماذا يُملَّح؟"
ومن الصعب على المحلّلين أن يتوقّعوا خروج "المجاهدين الشيعة" من سوريا، أو خروج "الجهاديّين السُنّة" من هناك. فالجدلية بين "الجهاديّين" و"المجاهدين" تبدو قَدَريةً في لبنان وسوريا وسائر الشرق الأوسط. ويُخشى أنّ أمام الفريقين فصولاً طويلة من "الجهاد"، وكثيراً من "الإنتحار المشترك".
أوَليست استعادة الدور المسيحي، كصمام أمان، وكغضروفٍ واقٍ من الأوجاع بين المفاصل الملتهبة، مصلحةً إسلاميةً في الدرجة الأولى؟ فهل لدى المعنيّين مَن يقتنع بذلك؟ وإذا كان هناك مَن يَقتنع، فلماذا تنتصر شهوة السيطرة على العقل؟

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,316,067

عدد الزوار: 7,627,555

المتواجدون الآن: 0