نتنياهو يصفّي حسابه مع واشنطن على حساب الفلسطينيين: وحدة استيطانية في الضفة

في خطوة اعتبرتها السلطة الفلسطينية تصفية حسابات مع واشنطن رداً على الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، صعدت إسرائيل من هجومها على خط مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وقررت فجأة بناء 829 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، بعدما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اضطر في 13 تشرين الثاني الجاري إلى الغاء مشروع بناء عشرين الف وحدة استيطانية في الضفة بعد ضغوط.

وجاء القرار الاستيطاني في وقت كانت السلطة الفلسطينية تتحسب مسبقاً من قيام إسرائيل بتصفية حسابها مع الادارة الاميركية على اتفاق جنيف، من خلال تشديد الاستيطان وعرقلة عملية السلام.

فقد أعطت السلطات الاسرائيلية الضوء الاخضر لبناء 829 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، في حين صادرت 78 دونماً من أراضي قرية كفر جمال، جنوب طولكرم.

وقال المسؤول في حركة "السلام الآن" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ليور اميحاي لوكالة "فرانس برس" أمس الاثنين ان "لجنة في الادارة العسكرية الاسرائيلية المكلفة الضفة الغربية وافقت مؤخرا على بناء 829 وحدة سكنية" استيطانية. واوضح ان هذه الوحدات ستبنى في مستوطنات غيفعات زئيف شمال القدس ونوفي برات في شيلو وغيفعات ساليت ونكديم.

صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الصادرة امس أوضحت ان هذه المستوطنات كانت تعد عشوائية في الماضي ما يعني تعزيز وضعها القانوني.

السلطة الفلسطينية، نددت بإعلان سلطات الاحتلال الاسرائيلي نيتها بناء 829 وحدة استيطانية جديدة، معتبرة إن هذه القرار يضع "العراقيل أمام إحراز أي تقدم حقيقي وجاد على صعيد المفاوضات".

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صدر عنه امس الاثنين إن هذه القرارات الاستيطانية "تؤكد استمرار السياسة التصعيدية الإسرائيلية ومواصلة وضع العراقيل أمام إحراز أي تقدم حقيقي وجاد على صعيد المفاوضات". وأضاف: "على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدم تصفية حساباته مع الولايات المتحدة الأميركية على حساب الفلسطينيين".

بدوره، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، إسرائيل بالإصرار على تدمير عملية السلام عبر تصعيدها البناء الاستيطاني. وقال عريقات إن "قرارات إسرائيل الاستيطانية الجديدة "نسف للمفاوضات ويعني أنها وصلت إلى طريق مسدودة". واضاف أن الاستيطان "محل إدانة أميركية ودولية شاملة ولا يمكن القبول فلسطينيا باستمراره لأنه يعني فرض إملاءات وتكريس الاحتلال وليس التفاوض من أجل السلام".

وأوضح عريقات أن "الخيارات الفلسطينية مفتوحة ولا يمكن لنا أن نقبل بأن تكون المفاوضات غطاء للاستيطان، وتدميراً لحل الدولتين، وستكون هناك مشاورات فلسطينية وعربية عاجلة في مواجهة الممارسات الإسرائيلية".

وفي سياق آخر، أعلنت السلطات الإسرائيلية صباح امس الاثنين، مصادرتها 78 دونماً من أراضي قرية كفر جمال جنوب طولكرم في الضفة الغربية. وأفاد سكان محليون أن المزارعين الفلسطينيين في المنطقة فوجئوا بالقرار الذي يقضي بالإستيلاء على 78 دونما من أراضيهم، مما سيعزلها تماما ويؤدي لتمدد الجدار الإسرائيلي الفاصل في الجهة الشرقية.