أضخم مناورة لسلاح الجو الإسرائيلي

بدأ سلاح الجو الاسرائيلي منذ الاثنين الماضي ما وصفه بأنه أكبر تمرين لسلاح الطيران في تاريخه، في رسالة لإظهار القدرة على التحرك ضد إيران بشكل منفرد، تزامناً مع تدريبات عسكرية برية بحرية تحاكي إعادة احتلال مدينة غزة وهو ما يعتبره القادة العسكريون الاسرائيليون "مسألة وقت".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "سلاح الجو الإسرائيلي يجري في قاعدة عوفدا العسكرية الجوية منذ الاثنين الماضي تمرينًا مشتركًا لأسلحة جو أميركية ويونانية وإيطالية"، اعتبرته الإذاعة الإسرائيلية أكبر تمرين دولي تجريه إسرائيل في تاريخها إذ تشارك فيه قرابة 60 طائرة عسكرية من مختلف الأنواع.

وصرح السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو خلال تفقده التمرين وفق "يديعوت احرونوت"، أن تل أبيب وواشنطن تتعاونان في كل مجال، وأضاف أن "الرئيس (الأميركي) باراك أوباما ورئيس الوزراء (الاسرائيلي) بنيامين نتنياهو نسقا مواقفهما بشأن الاتفاق الدائم حول برنامج إيران النووي".

وأشارت الصحيفة إلى أن التمرين أعد له خلال عام كامل لرفع مستوى سلاح الطيران الإسرائيلي. وذكرت أن إسرائيل تستغل هذه المناسبة لترسل رسالة مهمة لطهران "بأنها قادرة للتحرك في حال لزم الأمر".

يذكر أن قائد سلاح الجو الأميركي الأدميرال جونتن جرينارت شهد التدريبات التي تجري في جنوب البلاد.

ونفذ مئات الجنود من الوحدات الخاصة بمشاركة ناقلات الجند ومركبات عسكرية تدريبا تمثل باحتلال مدينة عسقلان جنوب اسرائيل، في محاكاة لعملية عسكرية برية لاحتلال قطاع غزة، يعتبرها قادة في الجيش مسألة وقت.

وشارك في هذا التدريب سلاح البحرية الاسرائيلي واقتحمت القوات ترافقها سيارات الجيب العسكرية وناقلات الجند الأحياء السكنية في مدينة عسقلان، في تدريب يعتبر هو الأوسع لما يسمى "فرقة قطاع غزة" في الجيش الاسرائيلي.

وأشار موقع صحيفة "معاريف" ان هذا التدريب الواسع يأتي بعد مرور سنة على الحرب الأخيرة "عمود السحاب" في ظل حالة الهدوء الذي تشهده المنطقة، ومع ذلك فإن قيادات الجيش تقدر أن الجولة الجديدة من الحرب مع قطاع غزة قادمة، والموضوع ليس قرارا وإنما مسألة وقت، حيث تقوم "فرقة قطاع غزة" في الجيش الاسرائيلي بمشاركة سلاح البحرية بهذا التدريب لمواجهة الحرب القادمة التي يقدر قادة الجيش أنها ستستدعي عملية عسكرية برية.

ويشارك في هذا التدريب كافة قادة الألوية العسكرية في سلاح المدفعية والقوات البرية المقاتلة، ولم يتم استخدام الدبابات الثقيلة في العملية.

وتتكثف في إسرائيل الأبحاث ذات الصلة بالملف الايراني، ورأت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن ـ السادات للدراسات الإستراتيجيّة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي الانفرادي على البنية التحتية النوويّة الإيرانيّة مسعى محفوف بالمخاطر، ومن الناحية العسكريّة عملية مُعقدّة للغاية لكنها في متناول اليد.

ولفتت الدراسة التي نُشرت على موقع المركز، إلى أنّ إسرائيل "إذا كانت مُبدعةً ومصممةً على إخراج الضربة إلى حيّز التنفيذ، فإنّ أغلب الاحتمالات أنْ تنجح عسكرياً وسياسياً"، ولم تستبعد أنْ تحظى هذه الخطوة باستجابة دوليّة على الرغم من الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه صباح الأحد.

وتابعت الدراسة التي صدرت عقب توصل الدول العظمى الاحد الماضي الى اتفاق مع ايران حول ملفها النووي أنّ "التصريحات الاسرائيليّة الأخيرة بأنّ لدى إسرائيل القدرة على ضرب إيران وإحداث تدميرٍ كبيرٍ للبنية التحتية النووية الإيرانية، تعكس سخط الدولة العبرية المتنامي مع ردّ الفعل الضعيف من المجتمع، ومن ناحية أخرى، فإنّ الضربة العسكريّة تعكس إدراكًا تدريجيًا بأن القوة العسكرية فقط يمكنها منع إيران من الحصول على السلاح النوويّ".

علاوة على ذلك، شدّدت الدراسة على أنّ مثل هذا الهجوم يتطلب القدرة على الوصول للبنية التحتية النوويّة، وتدمير أهداف بعيدة، والتغلب على أنظمة الدفاع الجويّ.

وقالت الدراسة إنّ اسرائيل ذراعها طويلة وخصوصا في سلاح الجو الذي يملك القدرة على ضرب أهداف بعيدة، لافتةً إلى أنّه وفقًا لتقارير أجنبية، فإنّ سلاح الجو الإسرائيليّ لديه أكثر من 400 طائرة مقاتلة، أيْ أكثر من معظم البلدان في العالم، ويشمل أسطول سلاح الجو مقاتلات من طراز اف 15آي وهي من أكثر الطائرات تطورا في العالم، ويمكنها أن تحمل العديد من الأسلحة الموجهّة بدقةٍ لمسافات طويلةٍ.

وأوضحت الدراسة أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ أجرى تدريبات على ضرب أهدافٍ بعيدة جدا عن إسرائيل، حيث حلّقت عشرات الطائرات لمسافات طويلة جدًا، الأمر الذي أكّد قدرة سلاح الجو الإسرائيليّ على الوصول إلى إيران، ناهيك عن الطائرات التي تتزوّد بالوقود وهي في الجو.