إيران و«حزب الله» يضمنان استقرارَ المنطقة؟

تاريخ الإضافة الخميس 28 تشرين الثاني 2013 - 7:39 ص    عدد الزيارات 351    التعليقات 0

        

 

إيران و«حزب الله» يضمنان استقرارَ المنطقة؟
جاد يوسف
لا أحد يستطيع مُجاراة حفلة «الزجل»، احتفالاً بـ«الإنتصار التاريخي» الذي حققته إيران في صفقتها النووية مع الغرب. فانتصارات كهذه عادةً لا تكون محسوسة، خصوصاً إذا أُضيفت الى «الإنتصارات الإلهية» التي لا تعرف فيها حدود الربح والخسارة في هذا النوع من المعارك «الماورائية».
فخسائر الشعب الإيراني من جرّاء إصرار قيادته على خيارها النووي طوال عقد من الزمن أو أكثر، لا تدخل في الحسبان ما دام النظام استطاع شراء استمراريته.
في مطلق الحالات، يجب انتظار ما ستحمله الأشهر الستة المقبلة لتقدير مدى التحوّلات التي ستصيب المشهد الإيراني نفسه، خصوصاً أنّ المسار المطلوب اجتيازه مُتعرّجٌ كثيراً، وفق تأكيدات معظم الذين شاركوا في إنتاج الإتفاق النووي مع إيران.
غير أنّ ما يثير التساؤلات الملّحة في هذه المرحلة، هو ما يعني شعوب المنطقة ودولها، المعنيّة قبل غيرها بمراقبة تداعيات التحوّل في المشهد الدولي.
وتُبدي أوساط ديبلوماسية عربية وغربية في واشنطن قلقها من احتمال أن يكون لهذا الإتفاق أيّ انعكاس سلبي، خصوصاً على ملفّ الأزمة السورية والملفات الأخرى. فالصحف الأميركية تحدّثت عن مُلحقات سرّية لا سيّما في الجانب السياسي، بُحثت قبل الإجتماعات الرسمية مع الإيرانيين وخلالها، وستتواصل بالتأكيد بعدها.
وعلى رغم عدم ميل تلك الأوساط الى إضفاء الصفة "الشيطانية" على تلك المحادثات، فإنها تؤكد أنّ الإدارة الأميركية قد مهّدت ومنذ أشهر لإجتماعات جنيف، عبر لقاءات غير علنية وأخرى سرية، شارك فيها مباشرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأدارها شخصياً مع إيران.
ولم يكن الإعلان عن موعد 22 كانون الثاني المقبل لعقد أولى جلسات مؤتمر "جنيف ـ 2" حول سوريا مفاجئاً لأحد، فقد حيّد الأميركيون سلاح إيران النووي، وبات كلّ شيء بعد اليوم مُباحاً.
ويقول مصدر أميركي مطلع "إنّ ميزان القوى الذي اختلّ لمصلحة النظام السوري خلال الأسابيع الماضية كان ضرورياً، بغية تحقيق هدفَين أساسيَين: إتاحة المجال امام إيران لتحقيق تقدّم في ملف مفاوضاتها الخاصة، وإجبار المعارضة السورية على القبول بالمشاركة في المؤتمر، من دون شرط استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد كأمر واقع، على أن يتمّ التفاوض عليه لاحقاً".
ويضيف هذا المصدر "أنّ الحديث عن استبعاد إيران من حضور مؤتمر "جنيف ـ 2" بعد الإتفاق معها على ملفها النووي ليس منطقياً بعد اليوم، لكنّ هذا لا يعني أنّ بقاء الأسد او استبعاده لا يزال شرطاً مُلزماً لانعقاده". هذا ما يُستدلّ عنه ايضاً من الإعلان الرسمي عن انعقاد المؤتمر وتحديد موعده. فإيران لا يمكنها الإستمرار في رفض آلية عقد المؤتمر عبر الموافقة على قرارات "جنيف ـ 1".
"عُقدة الأسد" صارت من الآن فصاعداً "عُقدة إيرانية" قبل أن تكون مشكلة للآخرين ايضاً. ومَن يرغب في لعب دور سياسي إقليمي في المنطقة عليه تغيير سلوكه. فدور المشاغب لم يعد يصلح، وأدوات المشاغبة نفسها ستطرأ عليها تعديلات وتبدّلات عدّة، سواء في سلوك أصحابها او في هوياتهم ومشاريعهم وفي المهمات الموكلة اليهم. ويطفو على سطح تلك التبدّلات دور "حزب الله" والعلاقة معه ومهماته المستقبلية.
ويُنقل عن مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس حديثها للمرة الأولى عن جناحين في الحزب: عسكري وسياسي، ما يعني أنّ التسريبات العدّة عن وجود اتصالات، ولو غير مباشرة بين الإدارة الأميركية والحزب، تكتسب كثيراً من الصدقية. وهناك من يقول إنّ رايس ساهمت شخصياً في بحث الملفات السياسية مع الإيرانيين في الإجتماعات التمهيدية التي سبقت التوصل الى الإتفاق النووي معهم.
وهناك من يتحدّث عن قوى داعمة للإستقرار في المنطقة ينبغي دعمها والتعامل معها! ونظام الأسد، الأب والإبن، كان في السابق من بين تلك القوى، وبانهياره بات مُلحّاً التفتيش عن بدائل. وبما أنّ "حزب الله" قد نجح في ضمان الهدوء والإستقرار على حدود لبنان الجنوبية، فمن المرجّح أن يتحوّل الى نموذج مطلوب في إدارة الإستقرار في المنطقة، وهذا ما يمكن أن يفعله في سوريا مستقبلاً.
يقول البعض إنّ الخطر من "التكفيريين" صار شمّاعة يُعلَق عليها كثير من المشاريع. ولعلّ المسار المقبل يكشف أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل خصوصاً، اختارتا التعامل مع "شريك إسلامي" مضبوط ويمكن ضمان شرّه، طالما انّ مرجعيته الممثلة بإيران يمكن الاتفاق معها.
وبما أنّ الوضع العربي انتهى بعد أكثر من ثلاثة عقود الى لوحة شديدة الضعف والتفكّك ومن فقدان المرجعية، مصحوباً بنزعة أصولية فشل الرهان على وقفها عبر إسلام معتدل، كما كان يُؤمَل من "الإخوان المسلمين"، فمن الأفضل الرهان على إسلام آخر يمكن أن يلعب هذا الدور.
ومثلما كان صيت "السافاك" ذائعاً خلال عهد الشاه رضا بهلوي في المنطقة، سيَذيع صيت "الباسيج" مع إيران الجمهورية الإسلامية. وفي أيّ حال هذا ليس مرفوضاً لدى الإسرائيليين. لكن ماذا عن ردّة فعل العرب والخليجيين تحديداً؟ هذا ما ستجري مُتابعته لاحقاً.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,315,401

عدد الزوار: 7,627,536

المتواجدون الآن: 0