عبوة تنفجر خلال مرور موكب تشييع السعدي و"عين الحلوة" في مرمى الفتنة

تاريخ الإضافة الخميس 5 كانون الأول 2013 - 6:53 ص    عدد الزيارات 511    التعليقات 0

        

 

عبوة تنفجر خلال مرور موكب تشييع السعدي و"عين الحلوة" في مرمى الفتنة
صيدا ـ رأفت نعيم
من ينفخ بنار الفتنة في "عين الحلوة"؟ ومن الذي يريد لهذا المخيم ان يتحول كتلة نار تحرق اهله ومحيطه وقد تحرق لبنان كله؟
وكأن من وضع عبوة "عين الحلوة" في طريق موكب تشييع عنصر "فتح" محمد السعدي الذي اغتيل بدم بارد مساء الأحد، أراد أن يعوض بها عما كان يهدف اليه او ينتظره او يتوقعه من تفاعلات أمنية لعملية الاغتيال.. فلم يصل الى هدفه هذه المرة ايضا، وأنقذ عين الحلوة ومعه صيدا مرة جديدة من مجزرة محققة كانت ستتسبب بها عبوة ناسفة.
ورغم ان بعض المصادر الفلسطينية، رجحت ان يكون مسؤولا فلسطينيا بعينه هو المستهدف وانه قد يكون العميد محمود عيسى - اللينو الذي أصيب أحد مرافقيه في الانفجار، الا ان وجود عدد من القيادات من كل التنوع الفلسطيني الوطني والاسلامي على السواء ضمن هذا الموكب لحظة وقوع الانفجار(من بينهم اللواء صبحي ابو عرب والعميد ماهرشبايطة من حركة فتح وابو الشريف عقل وابو محمد بلاطة وخالد السعدي من القوى الاسلامية) وضع الجميع في دائرة استهدافاتها، لكن رد المخيم على هذه الرسالة الأمنية المتفجرة كان مزيدا من التماسك وعدم الانجرار الى ردات فعل تجره الى أتون فتنة يراد له الوقع فيها بأي طريقة.
وتساءلت أوساط فلسطينية مطلعة عما اذا كان من قبيل الصدفة تزامن الأحداث الأمنية المتلاحقة في مخيم عين الحلوة مع حملة غير مسبوقة على المخيم من قبل بعض وسائل الاعلام من خلال تسليط الضوء عليه وتضخيم المعلومات عن وجود مجموعات متشددة بداخله تستعد لتنفيذ عمليات أمنية في الداخل اللبناني! اذاً، نجا مخيم عين الحلوة من قطوع أمني آخر كاد هذه المرة ان يتسبب بكارثة وان يفتح جرحا متفجرا جديدا في خاصرة صيدا ومن خلالها لبنان. وفي التفاصيل ان عبوة ناسفة انفجرت قرب مدحل مقبرة درب السيم جنوبي المخيم لحظة مرور موكب تشييع العنصر الفتحاوي محمد السعدي، ما تسبب في إصابة الفلسطيني صالح ديب أحد مرافقي العميد اللينو وفتى في الرابعة عشرة من عمره يدعى ابراهيم سرحان بترت إحدى ساقيه وأفيد ان حالته حرجة وكانت تضاربت المعلومات في البداية حول ما اذا كانت له علاقة بوضع العبوة، فتردد للوهلة الأولى انها انفجرت به أثناء وضعه لها، لكن تبين لاحقا انه كان يمر هناك صدفة في طريقه لإستبدال قارورة غاز صغيرة، وتعثر بالعبوة فانفجرت بعدما تجاوزها بخطوتين او أقل.
شبايطة
وقال امين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، الذي كان مشاركا في التشييع، لـ"المستقبل": "ان ما أنقذ موكب التشييع من الانفجار هو ان الموكب انقسم الى قسمين بعدما سمع صوت اطلاق نار قبيل انفجار العبوة بثوان قليلة، فمر القسم الأول من الموكب وكان في عداده العميد اللينو ومرافقوه، فيما تريث القسم الآخر من الموكب في التقدم لحين استطلاع مصدر الرصاص وسببه، فوقع الانفجار في المساحة الفاصلة بين الموكبين. وأوقع الانفجار ايضا ثلاث إصابات اخرى طفيفة لم تستدع نقلها الى المستشفى. كما ألحق اضرارا بسيارة كانت متوقفة في المكان تعود لأحد المشاركين في التشييع.
ونقل الجريحان الى مركز لبيب الطبي في صيدا. فيما شهد مخيم عين الحلوة على اثر الانفجار حالة من الاستنفار القصوى في صفوف عناصر ومراكز حركة فتح، وتأثرت الحركة في شوارعه وسط مخاوف من تدهور الوضع الأمني في المخيم على خلفية هذا الانفجار. ونشطت الاتصالات على اكثر من مستوى وصعيد من اجل لجم التوتر.
عثمان
ودان مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في صيدا فؤاد عثمان الانفجار، داعيا كافه القوى السياسية الفلسطينية "الى وضع خارطة تفاهم جديدة تعيد النظر في الوضع الأمني في المخيم لما له من انعكاسات سلبية على شعبنا وقضيته وحياته الاقتصادية والاجتماعية"، معتبرا ان "الخروج من هذا النفق المظلم يتطلب موقفا جديا من الجميع قبل فوات الاوان".
وكان الفلسطيني ابراهيم عبد الغني الذي اصيب في اطلاق نار أعقب اغتيال العنصر الفتحاوي محمد السعدي مساء الأحد قد فارق الحياة متأثرا بجراحه، علما ان القوة الأمنية الفلسطينية في عين الحلوة كانت أوقفت مطلق النار على عبد الغني وجرى تسليمه الى السلطات اللبنانية.
اللينو لـ"المستقبل": العبوة كانت تستهدفني
كشف القيادي الفتحاوي العميد محمود عبد الحميد عيسى، الملقب بـ"اللينو"، ان "العبوة التي انفجرت اثناء مرور الجنازة في مخيم عين الحلوة كانت تستهدفه شخصياً، وانها فجرت لاسلكيا"، متهما من أسماهم "صهاينة الداخل بالوقوف وراء هذا العمل"، موضحا أن "لديه معلومات ومعطيات عمن يقف وراء الأحداث الأمنية التي يشهدها مخيم عين الحلوة، وهما مجموعتان مشبوهتان، الأولى في مخيم عين الحلوة، والثانية في منطقة الطوارئ المحاذية للمخيم" .
وأشار في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أنه "سيتحمل مسؤولياته كاملة في مواجهة هذه المجموعات، بالطريقة التي تفهمها، ولن نسكت بعد الآن على هذا الاجرام الذي يستهدف امن شعبنا، وسأتحمل مسؤولياتي على اكمل وجه وبمسؤولية عالية، بعيدا عن اذى ابناء شعبنا، ولن نستخدم اسلوبا يهدد امنهم اواستقرارهم".
ولفت الى أن "الانفجار كان يستهدفني شخصيا، وبعد الكشف على مكان العبوة من قبل ضباط مختصين لدينا في هذا الشأن، أكدوا لي ان العبوة فجرت لاسلكياً، والحمد لله، أنه لطف بأبناء شعبنا، لأننا كنا نسير في جنازة"، مذكرا بأنه "سبق وتعرضنا لعبوات، ولكن لأول مرة وصلت الأمور بصهاينة الداخل الى أن يستهدفوا جنازة، ونحن لدينا معلومات ومعطيات".
ولفت الى أنه "في الفترة الأخيرة سبق ووقعت سلسلة من الاستهدافات والاغتيالات والتفجيرات، طبعا وراءها مجموعتان معروفتان داخل المخيم، وفي مخيم الطوارئ، وكل الفصائل وكل القوى تعرف هاتين المجموعتين المشبوهتين، وأنا اؤكد انهما مرتبطتان بالموساد الصهيوني، ولكن طبعا كنا نأتي ببعض المعلومات، وبعض المعطيات عن تحركات واتصالات هذه المجموعات، لكن لا حياة لمن تنادي"، مشيرا الى "أننا ندعو اخواننا في الفصائل، الى أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه امن المخيم وامن شعبنا، ولكن دائما كانوا يتصرفون بطريقة النعامة، وطريقة النعامة لن تأتي بنتيجة، وطريقة الأمن بالتراضي لن تأتي بنتيجة، من هنا نحن نستمع الى كل المبادرات الشعبية واللجان الشعبية ولجنة السلم الأهلي، ونقدر كل تحركاتهم وجهودهم، ولكن هذا لا يحل مشكلة، بتقديري يجب ان نتحمل مسوؤلياتنا بشكل واضح، وهذه المجموعات يجب مواجهتها بالطريقة التي تفهمها، والتي يمكن ان تأتي بنتيجة، ولن نسكت بعد الآن على هذا الاجرام الذي يستهدف امن شعبنا، وسأتحمل مسؤولياتي على اكمل وجه".
وقال: "سبق لي وقلت، ربما البعض فهم خطأ، انه اذا كانت هناك أي اجراءات في اتجاهي، يمكن ان يستغلوا هذا الظرف ليأخذوا مجدهم، وانا اؤكد لهم انكم لن تستطيعوا ان تأخذوا مجدكم بعد اليوم، وسنتحمل مسؤولياتنا بمسؤولية عالية، بعيدا عن اذى ابناء شعبنا، ولن نستخدم اسلوبا يهدد ابناء شعبنا او امنهم او استقرارهم، بل سنستخدم اسلوبا ان شاء الله سيكون ناجحا، ونردع كما ردعنا سابقا هذه المجموعات، المرتبطة بأجندات مشبوهة صهيونية، ولذلك نوجه اليوم هذه الرسالة، التي تفيد بأنه سيكون لنا تصرف آخر، لأننا تركنا مجالا واسعا لكل الفصائل والمرجعيات والفاعليات، ولكن للأسف الشديد نرى تناميا لهذه المجموعات، ولكن نحن سنواجههم على اكمل وجه، ونحن كأبناء هذه الحركة وكأصحاب البيت، في الدفاع عن ابناء شعبنا، ولدينا حاضنة شعبية، ستكون داعمة لنا، وخلفنا في اي اجراء يضمن امن واستقرار ابناء شعبنا، ليس فقط في مخيم عين الحلوة بل في كل المخيمات" . ولاحقا دانت لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية والإسلامية في بيان "مسلسل القتل والتفجير الذي ضرب أمن مخيم عين الحلوة"، مستنكرة "هذه الجرائم"، داعية إلى "كشفها وتعرية الفاعلين".
 
 

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,011,882

عدد الزوار: 7,655,445

المتواجدون الآن: 0