"استراتيجية دفاعية" ضد التكفيريين؟!

تاريخ الإضافة الإثنين 9 كانون الأول 2013 - 6:34 ص    عدد الزيارات 350    التعليقات 0

        

 

"استراتيجية دفاعية" ضد التكفيريين؟!
المستقبل....محمد مشموشي
لكي تكون "مقاومة...وممانعة" في لبنان، أو أقله لكي تبقى على سلاحها، يجب أن يكون هناك عدو. ويبدو أنه سيكون على اللبنانيين أن يعوّدوا أنفسهم من الآن على هذا العدو الجديد: ما يسمى تارة بالتكفيريين، وأخرى بالجهاديين، وثالثة بالارهابيين، في سوريا أولاً ثم في لبنان، وعلى ما يقومون به من أعمال تبرر بقاء "المقاومة" من جهة وانتقالها الى سوريا لمحاربتهم فيها من جهة ثانية.
ستبقى اسرائيل طبعا في رأس القائمة، لأنها سبب وجود "المقاومة" ومبرره، لكن ارهاب العدو الجديد يبقى القضية الأهم في هذه المرحلة. أما السبب فبسيط، وهو أن ارهاب هذا العدو لا يصب الا في خدمة الأول وعدوانه الدائم على لبنان.
هذا هو السيناريو الذي ترفع لواءه وتحاول اشاعته منظومة "المقاومة...والممانعة" اللبنانية الآن، لكن ليس فقط لتبرير ما تقوم به فصائلها في سوريا وضد شعبها في المرحلة الحالية، بل أيضا وقبل ذلك من أجل ادامة دورها في لبنان في ضوء ما ينتظر المنطقة، وينتظره حتماً، من تبدلات في الأيام والشهور المقبلة.
ذلك أن كل ما يتم تحت شعار "المقاومة" وباسمها حالياً، لم يعد يقنع أحداً لا في لبنان ولا في المنطقة ولا حتى في العالم، أولاً بعد قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 قبل سبعة أعوام كاملة من الآن، وأخيرا بسبب تورط "حزب الله" بسلاحه ومقاتليه في الحرب(التي يسميها هو حرباً أهلية) في سوريا، بالرغم من كل الدعاوى المناقضة لذلك في خطابه السياسي.
بل وأكثر، فعلى خلفية الاتفاق الأخير الذي وقعته ايران("الولي الفقيه" الذي طالما ردد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أنه جندي في جيشه) مع الدول الخمس الكبرى في العالم زائداً ألمانيا، فان "المقاومة" هذه لن يمكن أن تكون الا جزءاً من هذا الاتفاق عاجلاً أو آجلاً، و"شاءت هي ذلك أو أبت"...على طريقة ما كان نصر الله يخاطب شركاءه في الوطن عندما لا يجد ما يرد به على دعواتهم اليه للعودة الى الوطن.
للمناسبة فقط: لم يتحدث السيد حسن بغير هذا المعنى عندما حاول، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، تفسير الاتفاق النووي بين من لا يزال يعتبره "الولي الفقيه" القائد في طهران من ناحية وما كان يسميه "الشيطان الأكبر" في واشنطن(ولي اسرائيل التاريخي) من ناحية ثانية.
في المرحلة المقبلة، ينبغي ألا يفاجأ اللبنانيون اذا لم يسمعوا أو يروا الا ما يتعلق بـ"ارهاب" العدو الجديد هذا، بغض النظر عما ستكون عليه حال النظام في سوريا وحتى طبيعة الاتفاق النهائي المتوقع بين النظام في ايران ومنظومة "أعدائه" السابقين في المنطقة وفي العالم. فما يهم الآن وبخاصة في المستقبل هو العمل لابقاء "المقاومة" وزميلتها "الممانعة"، وما يفترضه ذلك من الحاجة الى وجود عدو..وحتى اختراعه اذا لم يكن موجودا.
وعملياً، فلم يكن الا في هذا الاطار تفتيش نصرالله وفريقه السريع عن راع وممول مفترض لذلك العدو... ليتم من خلال تواجد بعض عناصره في سوريا أولاً، ثم عبر تفجير السفارة الايرانية في بيروت بعد ذلك، اتهام المملكة العربية السعودية وكل من يؤيد الثورة السورية أو يتساءل عما يقوم به ما يسمى بـ"المقاومة" في مواجهتها، بالوقوف وراءه.
وفي اطاره كذلك وبشكل خاص، جاءت مغازلة نصرالله الحميمية لما يوصف بـ"الاقليات" الطائفية والأثنية في المنطقة، وتحديدا في لبنان الذي بادر الى الاعتراف بنهائية كيانه السياسي، مع ما يحمله ذلك من معان واشارات لجهة تعظيم خطر العدو الجديد هذا على "الاقليات" وحاجتها بالتالي للوقوف معاً في مواجهته من أجل رد هذا الخطر العظيم.
لكن هل هذا فقط؟.
واقع الحال أن ما تعمل له "المقاومة...والممانعة" في لبنان حاليا هو تهيئة الأجواء لنقلة ما في تكتيكاتها، لكن من دون أي تغيير في استراتيجيتها. ما تسعى اليه هو الابقاء على وجودها، وبخاصة على سلاحها، مع ما يستدعيه ذلك من هيمنة شبه كاملة ودائمة على الدولة، أو ما تبقى منها، تحوطاً لما يمكن أن تتطور اليه الأمور في المنطقة بعد "جنيف1" الايراني من ناحية و"جنيف2" السوري من ناحية أخرى. ففي ذهن "الحزب" القائد وفريقه وأتباعه أن التحولات المتوقعة، وهي كبيرة، يجب ألا تقلل بأي شكل من الأشكال ما تعتبره "المقاومة...والممانعة" مكاسب تمكنت من تحقيقها في خلال الفترة السابقة.
هي "نقلة" كما تبدو في الظاهر، الا أن من شأنها فضلاً عن الدوافع اليها والأهداف من ورائها أن تطرح تحديات جديدة على اللبنانيين في المرحلة المقبلة.
فلا تقول "المقاومة...والممانعة" في لبنان الا أن فريقها في المنطقة يحقق "انتصارات" على كل صعيد، بما فيها "جنيف1" الايراني وصولاً الى "جنيف2" السوري حتى قبل أن يعقد. وعلى الطريق نفسه، فهي لا تجد لنفسها في لبنان الا المزيد من مثل هذه "الانتصارات".
وها هي الآن تعثر على عدو جديد(التكفيريين أو الجهاديين أو الارهابيين لا فرق) تبريراً أولاً للابقاء على سلاحها وتجسيداً بعد ذلك لما تصفه بـ"انتصارات" حققتها هي وحققها فريقها على مستوى المنطقة والعالم.
...وهل يستبعد أحد، في ظل ذلك، أن يطرح غدا استبدال "الاستراتيجية الوطنية للدفاع" التي طال الحديث عنها من دون جدوى باستراتيجية أخرى عنوانها هذه المرة "الاستراتيجية الدفاعية...ضد التكفيريين"؟.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,300,487

عدد الزوار: 7,627,230

المتواجدون الآن: 0