فلسطين: الحرب التي لم تتوقف

تاريخ الإضافة الجمعة 13 كانون الأول 2013 - 6:29 ص    عدد الزيارات 527    التعليقات 0

        

 

فلسطين: الحرب التي لم تتوقف
معتصم حمادة.. كاتب فلسطيني
تشتعل داخل الأراضي الفلسطينية، حرب الاستيطان في ظل مفاوضات تتناقض الأنباء بشأن مسارها:
- القدس، وقد امتدت مساحتها لتصبح 77 كلم2، ستبقى "موحدة" (أي لا انسحاب) "وعاصمة أبدية" لإسرائيل. والحلول المطروحة، تهدف إلى تزوير الأحياء العربية المجاورة لتدعى "القدس" على أن تدعى القدس القديمة وتوابعها اورشليم). عمليات التهويد على قدمٍ وساق، في طرد الفلسطينيين أو الاستيلاء على الأحياء العربية أو التهديد بابتلاع المسجد الأقصى وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، لتجريد المجتمع المدني من عناصر قوته، وتحويله مجتمعاً هشاً يسهل إسقاطه تحت ضربات المشروع الاستيطاني الذي ارتفعت موازنته عشر مرات (من 58 مليون شيكل في آب الماضي إلى 614 مليونا خلال شهر كانون الأول الحالي).
- في الضفة الفلسطينية، جنون الاستيطان مشتعل بلا حدود والأرقام مذهلة. كان في المستوطنات في نهاية 1993 (عام توقيع أوسلو) - ومن دون القدس الشرقية - نحو 110 آلاف مستوطن، ارتفع عددهم إلى 355 ألفاً. أي أن العدد ضاعف نفسه أكثر من ثلاث مرات. ولو زاد عدد سكان إسرائيل بالوتيرة ذاتها لتوجب أن يكونوا الآن 16 مليون نسمة (عددهم الآن 8 ملايين بمن فيهم غير اليهود). ثلثا الزيادة في المستوطنات اعتمدت على الهجرة. بني في المستوطنات (من دون القدس الشرقية) منذ بدء 1994 وحتى نهاية 2012، 38744 وحدة استيطانية، وإذا احتسبنا الشقق "غير القانونية" التي تبنى ولا تدخل في الإحصاءات الرسمية لوصل العدد منذ بدء أوسلو إلى 42 ألف وحدة. ومنذ التوقيع على أوسلو ضاعفت إسرائيل عدد المستوطنات في الضفة ، فأنشأت أكثر من 100 مستوطنة جديدة.
- يتركز الجهد على ابتلاع منطقة الغور [سلة الغذاء الفلسطينية] من خلال ما يسمى ترتيبات أمنية في إطار الحل الدائم، تتيح للإسرائيلي أن يقيم في المنطقة كحد أدنى لثلاثين عاماً. الحجة في ذلك أن الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من السلاح، ولن تكون قادرة على حماية الحدود الشرقية لإسرائيل مما يتوجب بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة. تبلغ مساحة الغور حوالى مليون دونم. المنطقة المرشحة للضم لا تقل عن 500 ألف دونم، فيها مستوطنات ومزارع إسرائيلية ستبقى في مكانها "لحماية" إسرائيل، ما يعني إخراج الفلسطينيين، منها.
- منطقة النقب في جنوب فلسطين، مسرح لحرب ساخنة بين الفلسطينيين (يحملون الجنسية الإسرائيلية)، والحكومة التي ستطبق مشروع "بيغن - برافر" لطرد سكان المنطقة، وتغيير ديموغرافيتها، وجغرافيتها، والعمل على تهويدها. النقب منطقة إستراتيجية، فيها مفاعل ديمونا النووي، والمصانع العسكرية، ومطارات حربية ومراكز قتالية، وتشكل لإسرائيل عنصراً مهماً في صناعة مستقبلها الاستيطاني الاستعماري الإقليمي. وقد تحولت هذه القضية قضية قومية فلسطينية داخل إسرائيل، حتى أن الصحافة العبرية تتحدث عن "يوم أرض جديد" قيد الولادة في النقب كما ولد في الجليل عام 1976.
المعركة تدور على الأرض بين حكومة إسرائيل المدججة بعناصر القوة العسكرية، والمالية، والإعلامية، والبوليسية، وشعب أعزل مشتت. والأخطر أن إسرائيل نجحت في أمرين:
- فتتت هذه الحرب وحولتها معارك يخوضها الفلسطينيون متفرقين، في ملفات منفصلة عن بعضها البعض مما يعزز قوة العدو وبطشه وقدرته على الفعل.
- "حيّدت" القيادة الفلسطينية التي غرقت حتى الأذنين في بحث منطقة الغور (كمسألة أمنية فقط خارج التصدي لمشروع الاستيطان) وبقيت في موقف المتفرج على باقي المعارك، يكبل يديها القيد إذ التزمت بعدم اللجوء إلى المحافل الدولية (اتفاقيات جنيف - المحكمة الجنائية - محكمة لاهاي) في مقاضاة إسرائيل على جرائمها، والتزمت بألا تكون هناك انتفاضة ثالثة، وتصرّ على حل بدأت ملامح موته تبدو واضحة العيان هو حل الدولتين.
حل وهمي خاصة إذا اعتقدنا أن إسرائيل ستسلم بقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بحدود حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية (حتى دون الإتيان على ذكر قضية اللاجئين وحق العودة).

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,845,951

عدد الزوار: 7,647,701

المتواجدون الآن: 0