من حقيبة النهار الديبلوماسية - مأزق إيران في سوريا

تاريخ الإضافة السبت 28 كانون الأول 2013 - 7:20 ص    عدد الزيارات 316    التعليقات 0

        

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - مأزق إيران في سوريا
عبد الكريم أبو النصر
مسؤول غربي شدد في جلسة خاصة في باريس على ان أميركا وفرنسا والدول الغربية الأخرى المشاركة في عملية التفاوض مع القيادة الايرانية تتعامل مع الدور الايراني في سوريا بواقعية على أساس المعادلة الآتية: "ان ايران هي الشريك الأساسي لنظام الرئيس بشار الأسد في معركته مع الثوار والمعارضين وتملك في الساحة السورية نفوذاً عسكرياً وأمنياً مهماً الى حد ان الايرانيين يرددون مع حلفائهم ان تدخلهم الكبير هو الذي منع حتى الآن سقوط النظام. ولكن ينبغي الاعتراف أيضاً بأن ايران ذات نفوذ سياسي وشعبي محدود في سوريا وليست لها القدرات والامكانات والتحالفات الكافية والضرورية لتحقيق أهدافها والحفاظ على بقاء نظام الأسد وفرض وجوده على السوريين عموماً وعلى الدول الاقليمية والأجنبية المؤثرة المعنية بالأزمة خصوصاً". وأضاف: "الحقيقة ان القيادة الايرانية لم تتفاوض مع الدول الست أميركا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا من موقع قوة بل من موقع ضعف اذ انها هي التي تراجعت عن مطالبها الأساسية التي تمسكت بها سنوات، وقدمت تنازلات جوهرية من أجل انجاز اتفاق جنيف، وسوف تضطر الى تقديم تنازلات أكبر وأهم من أجل انجاز الاتفاق النهائي المتعلق ببرنامجها النووي واتخاذ اجراءات وخطوات محددة وملزمة تضمن تخلي الايرانيين نهائياً عن نشاطاتهم وجهودهم التي يمكن أن تسمح لهم بانتاج السلاح النووي. وعلى هذا الأساس فان أميركا والدول الغربية المؤثرة هي التي ستفرض شروطها في ما يتعلق بسوريا ولن تقبل أن تكون ايران شريكاً في عملية حل الأزمة السورية قبل أن توافق القيادة الايرانية على التعاون معها من أجل تطبيق المشروع السياسي الوحيد المقبول اقليمياً ودولياً والمستند الى بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 والذي يدعو الى نقل السلطة سلمياً الى نظام ديموقراطي تعددي جديد". وذكر المسؤول ان أميركا أبلغت الدول الاقليمية البارزة المعنية بالأزمة السورية " ان الدول الغربية ترفض أن تكون سوريا خاضعة للنفوذ الايراني وان التفاهم الوحيد الذي يمكن انجازه مع ايران هو التعاون معها ومع روسيا من أجل انهاء حكم الأسد والمساعدة على اقامة النظام الديموقراطي التعددي الجديد الذي يحقق المطالب المشروعة لكل مكونات الشعب السوري ويضمن وقف الحرب والأمن والاستقرار والسلام".
وأبرز المسؤول الغربي في هذا المجال الأمور الرئيسية الآتية:
أولاً - ايران قادرة على صنع الحرب وتغذيتها في سوريا لكن الخيار العسكري لن يضمن بقاء النظام اذ ان الوقائع والأحداث أظهرت ان هذا الخيار أفقد النظام القدرة على حكم سوريا وفرض ارادته على شعبها، من جهة لأن النظام فشل في القضاء على الثورة، ومن جهة ثانية لأن حربه ألحقت بالبلد كوارث غير مسبوقة وفي مختلف المجالات والقطاعات. وعندما يتمسك النظام بخوض حرب من غير نهاية وفي بلد مدمر فان ذلك ليس انتصاراً له ولحلفائه.
ثانياً - ايران عاجزة عن صنع السلام واعادة الحياة الى مجراها الطبيعي في سوريا لأن تحقيق ذلك يتطلب حلاً سياسياً شاملاً حقيقياً للأزمة. وتكتفي القيادة الايرانية بالقول أن حل الأزمة يجب أن يكون سياسياً لكنها لم تطرح أي مشروع حل سياسي على الأفرقاء السوريين وعلى الدول المعنية لأنها تدرك انه سيفشل ما دامت تدعم نظام الأسد وتدافع عنه.
ثالثاً - تحتاج ايران الى التعاون الجدي مع الدول الاقليمية والغربية المساندة للثورة والمعادية للأسد من أجل انجاز حل سياسي للأزمة. وهذه الدول تؤيد مع روسيا بيان جنيف الذي يؤدي تطبيقه الى انهاء حكم الأسد ويحدد الخطوات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. لكن القيادة الايرانية ترفض مع الأسد بيان جنيف ونقل السلطة الى نظام ديموقراطي جديد مما يجعلها معزولة سياسياً وديبلوماسياً على هذا الصعيد ويحد من قدرتها على المشاركة في صنع مستقبل سوريا.
واستناداً الى ديبلوماسي أوروبي مطلع، "تواجه ايران مشكلة حقيقية في تعاملها مع الأزمة السورية، ذلك أنها لن تستطيع مهما فعلت أن تفرض وحدها السلام الذي تريده في سوريا لأنها ستصطدم بمقاومة واسعة داخلياً وعربياً واقليمياً ودولياً تسقط مخططها وتمنعها من بسط نفوذها وسيطرتها على هذا البلد. وفي الوقت عينه لن تستطيع ايران أن تنقذ النظام وتحافظ على بقائه من طريق مواصلة دعم حربه التي تلحق بسوريا دماراً وخراباً هائلين وتمنع هذا النظام فعلاً من أن يحكم البلد. هذا هو مأزق إيران والأسد معاً".

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,246,592

عدد الزوار: 7,625,803

المتواجدون الآن: 0