مساهمات إيران

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 تشرين الأول 2008 - 6:55 م    عدد الزيارات 1599    التعليقات 0

        

لورانس كورب ولورا كونلي - "بوسطن غلوب" الأميركية

قلة من الدول ساعدت الولايات المتحدة في بداية تدخلها في أفغانستان بقدر ما ساعدتها إيران. والآن وبعد سقوط حركة طالبان، فشلت الولايات المتحدة في تقدير ما قد تقدمه تلك العلاقة الاستراتيجية. والآن تخسر قوات التحالف والجنود الأفغان أمام المتمردين ذاتهم الذين واجهوهم في عام 2001، في حرب من غير المحتمل ان تفوز فيها الولايات المتحدة إلا إذا أعادت التفكير بعلاقتها مع إيران.حتى قبل الأعمال الإرهابية التي وقعت في 11 ايلول 2001، عارضت إيران حركة طالبان بقوة ودعمت تحالف الشمال الأفغاني. وبعد الهجمات، تقدمت طهران للمساعدة بالإطاحة بحكومة أفغانستان السنية المتشددة وتعهدت بتقديم 560 مليون دولار من أجل جهود إعادة البناء.بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إيران قدرة مثيرة في العمل مع الحكومة الأفغانية الوليدة وإرشادها. وقد اعترف جيمس دوبنز، مبعوث إدارة بوش الخاص الأول إلى أفغانستان، بمساهمات إيران الجوهرية في تدريب وتجهيز الجيش الأفغاني. كما أثنى على مساهماتها في مؤتمر بون عام ,2001لسوء الحظ، أفشلت الولايات المتحدة هذه العلاقة الناجحة بالاستمرار في عزل الإيرانيين، بدل الاستفادة من نفوذهم لإقامة أفغانستان مستقرة نسبيا.والأسوأ من ذلك، وضع بوش إيران ضمن "محور الشر" خلال خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه عام ,2002 وفي حين كانت الادارة تنتقد تدخل إيران في كل مكان في الشرق الأوسط، لم يشر بوش قط إلى المساعدة الجوهرية التي قدمتها إيران ضد طالبان. بدلا من ذلك، سمح الرئيس للحسابات السياسية بالسيطرة على الوقائع الإستراتيجية.ليس لدى الولايات المتحدة ما تتحدث عنه من صمتها الدبلوماسي مع إيران. فمنذ ان أدرجت على قائمة محور الشر، شرعت إيران ببرنامجها للتخصيب النووي. كما وسعت نفوذها في الشرق الأوسط بسبب اجيتاح الولايات المتحدة للعراق وانتخابات الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة هناك. في تلك الأثناء، تداعى وضع الولايات المتحدة في أفغانستان، ما ضاعف الثمن الذي يتحمله الجنود الثمن هناك.وقد أكد بوش أن الولايات المتحدة لن تجلس للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة. لكن الطلب من الإيرانيين التعاون في أفغانستان لا يعني ضمنا استئناف العلاقات الدبلوماسية أو الرغبة بإجازة برنامج إيران النووي. إنه قد يثبت اعترافا واقعيا بالحاجة لاستخدام دبلوماسية إقليمية لتحقيق الاستقرار في افغانستان.ثمة آخرون في الشرق الأوسط يمهدون لنا الطريق. فرغم ان السعوديين قد قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع طالبان في العام 2001، إلا أنهم أجروا محادثات سلام بشكل متكرر بين حكومة حميد قرضاي وحركة طالبان، وهي المفاوضات التي قال عنها وزير الدفاع روبرت غيتس بأنها ضرورية. وبشكل مشابه، سوريا وإسرائيل، وهما دولتان ليس بينهما أي علاقات دبلوماسية، تتحركان قدما من خلال محادثات بوساطة الأتراك. ورغم ان الدولتين لن تصبحا صديقتين، إلا أنهما قد تعثران على طريق لإحراز تقدم فيما يتعلق بالعديد من القضايا.قبل سبع سنوات، كان لدى الولايات المتحدة فرصة للتصرف بطريقة مماثلة. فكان بإمكانها أن تتصل بإيران أملا في استثمار تجربتها الطويلة في الشرق الأوسط الكبير ومعرفتها الوثيقة بتحالف الشمال الأفغاني. كان بإمكانها أن تبحث عن علاقة عمل، بعيدة عن الصداقة، مع إيران من أجل المساعدة في استقرار أفغانستان. في حين أن فشل الولايات المتحدة في القيام بذلك لم يقوض جهود التحالف في أفغانستان بقدر ما قوضه السباق المتهور لشن الحرب على العراق، فإن عدم رغبة إدارة بوش بالعمل مع دولة لا تحبها جعل الأمور أصعب لتحقيق اهداف الولايات المتحدة هناك.في حين أن جهود الولايات المتحدة في أفغانستان تتطلب المزيد من الجنود، فلن يتم تحقيق النجاح دون تجديد الإلتزام بالدبلوماسية وإشراك جيران أفغانستان. وإيران هي اللاعب الأساسي في هذه العملية.هذا وقت حيوي بالنسبة لأفغانستان. فإصابات الولايات المتحدة أعلى من أي وقت مضى منذ بداية الإجتياح، وعدم الاستقرار في الباكستان يشعل العنف عبر الحدود. قد تكون لدى الولايات المتحدة فرصة واحدة أخرى للتواصل مع إيران لضمان مشاركتها في جهود نشر الاستقرار، رغم العلاقات الدبلوماسية المقطوعة. هذه المرة، يتعين عليها أن تتخذ القرار الصحيح.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,079,672

عدد الزوار: 7,619,962

المتواجدون الآن: 0