أخبار سوريا..والعراق..والاردن..زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب منطقة الأردن وسوريا..قسد" ونظام الأسد..جذور "علاقة ملتبسة" وتفاصيل مشاهد دموية..«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور..تركيا تربط انسحابها من سورية بإقرار دستور جديد وضمان الحدود..وساطة عراقية تمهد لاجتماع وزاري سوري – تركي..فصائل عراقية تحذر واشنطن من استخدام أجواء العراق ضد إيران..بغداد تصعّد ضد الفصائل المسلحة بعد إعلانها الانخراط في حرب محتملة على إسرائيل..تركيا تعلن مقتل 17 مسلّحاً كردياً بضربات جوية شمال العراق..موجة جفاف كبيرة تضرب أهوار العراق وخشية من هجرة سكانها..الخصاونة: الأردن لن يسمح باستخدام أو اختراق أجوائه..
الثلاثاء 13 آب 2024 - 4:33 ص عربية |
زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب منطقة الأردن وسوريا..
دبي - العربية.نت..قال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن زلزالا بقوة 4.8 درجة ضرب الأردن وسوريا في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين وشعر به السكان في كلا البلدين وفي لبنان. وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات. وذكر المركز في وقت سابق أن قوة الزلزال بلغت 5.46 درجة لكنه خفضها بعد دقائق.
25 إصابة
وقال مدير صحة حماة السورية ماهر يونس "الإصابات 25 حالة إصابة تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة من رضوض وكسور نتيجة التدافع والخروج غير المنظم، وحوالي 25 نتيجة الهلع والتوتر النفسي". وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن مركز الزلزال شرق مدينة حماة. وفي بلدة السلمية التي تبعد نحو 30 كيلومترا شرقي مدينة حماة، هرع السكان إلى الشوارع المظلمة بعدما أصابهم الخوف، وفقا لما قاله ناصر ديوب وهو موظف حكومي يعيش هناك. وقال ديوب لرويترز "ابني كان نائما ولا أعلم كيف أمسكت به وخرجت من المنزل". وذكر سكان أنهم شاهدوا شرفة تنهار وسيارات إسعاف تعالج أشخاصا فقدوا وعيهم.
شعر به سكان دمشق
وقال آخرون في سوريا إنهم استعادوا ذكريات عام 2023 عندما حصد زلزال بقوة 7.8 درجة أرواح أكثر من 50 ألفا، معظمهم في تركيا لكن توفي الآلاف أيضا في شمال سوريا. كما خلف الزلزال دمارا واسع النطاق في كلا البلدين. وقالت أم حمزة وهي من سكان العاصمة السورية دمشق "كان الصوت نفسه، وكأنه قادم من الأرض. شعرت بالدوار تماما مثل المرة الماضية، لكن الخوف كان أسوأ لأنني كنت أعرف ما حدث في الزلزال السابق". من جانبها قالت منظمة الدفاع المدني السوري العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إنها نشرت عناصرها في عدة مناطق للاستجابة لأي حالة طوارئ محتملة، لكنها لم تتلق تقارير عن أي أضرار حتى الآن. كما شعر السكان في مختلف أنحاء لبنان بالزلزال. وقال سكان إنهم اعتقدوا في البداية أن الزلزال كان ضربة جوية. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن هزة ارتدادية بقوة 3.9 درجة حدثت بعد أقل من ساعة من وقوع الزلزال الأول.
"قسد" ونظام الأسد..جذور "علاقة ملتبسة" وتفاصيل مشاهد دموية...
الحرة....ضياء عودة – إسطنبول... المواجهات الحاصلة على ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور السورية ليست الأولى لكنها تعتبر الأشد والأكثر وضوحا على صعيد الأطراف المنخرطة على الأرض، ومن شأنها، حسبما يرى خبراء ومراقبون، أن تفرض قواعد جديدة، وتعيد تشكيل أسس العلاقة "الملتبسة" بين الطرفين المتحاربين. الطرف الأول هو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، والثاني هو النظام السوري والميليشيات الموالية له، التي يرتبط جزء كبير منها في دير الزور بإيران. وأسفرت المواجهات المستمرة، منذ الأسبوع الماضي، عن قتلى عسكريين من كلا الطرفين وضحايا مدنيين بينهم أطفال، ودفعت الكثير من العائلات المقيمة في القرى والبلدات الواقعة على ضفتي "الفرات" للنزوح إلى مناطق آمنة. وفي حين أنها اشتعلت أولا بيد قوات عشائرية متهمة بالارتباط بإيران، سرعان ما تطورت الأحداث لتصل، الاثنين، إلى حد مشاركة عناصر من "الجيش السوري" في عمليات القصف والرد المضاد، حسبما قال صحفيون من المنطقة لموقع "الحرة". وأوضح الصحفي، زين العابدين العكيدي، أن "الأمور تتجه نحو التأزم"، وأن القصف من جانب "قسد" وقوات النظام السوري لا يزال مستمرا "بصورة عشوائية". ويضيف أن النظام استقدم تعزيزات عسكرية إلى ريف دير الزور، في الساعات الماضية. وجاء ذلك بعد مقتل 7 من عناصره، بعملية تسلل نفذتها "قسد" انطلاقا من بلدة الصبحة باتجاه بلدة البوليل، الواقعة على ضفة الفرات الغربية.
تصعيد بين روايتين
قصة المواجهات بدأت بعد تسلل "قوات عشائرية" مسلحة، الأربعاء الماضي، من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الشرقية منه، الخاضعة لسيطرة "قسد" شريكة واشنطن في محاربة تنظيم داعش. وبعدما اشتبكت لساعات مع عناصر القوات الكردية المتمركزة في قرى وبلدات عدة، انسحبت إلى مواقعها، ومن ثم اتجهت إلى تنفيذ عمليات قصف أسفرت، الجمعة، عن مقتل 11 مدنيا، حسبما قالت "قسد" والمرصد السوري لحقوق الإنسان. واتهم النظام "قسد" أيضا بتنفيذ عمليات قصف أسفرت عن ضحايا مدنيين بالقرى والبلدات الخاضعة لسيطرته على الضفة الغربية للفرات. وتحدث أيضا عن فرض القوات الكردية طوقا على مناطقه في محافظة الحسكة، "مما تسبب في معاناة المدنيين".
11 قتيلا بينهم أطفال.. "قسد" تتهم النظام السوري بارتكاب "مجزرة" بدير الزور
قتل 11 مدنيا بينهم نساء وأطفال في بلدتين بمحافظة دير الزور السورية، جراء قصف نفذته قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية حسبما قال مصدران أحدهما "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن. وهذه المرة الأولى التي يتبنى فيها النظام السوري، بشكل علني وواضح، المواجهات ضد "قسد" في دير الزور. في السابق كان السلوك مقتصرا على تغطية وسائل إعلامه غير الرسمية، إذ كانت تدعم من خلال الخطاب ما وصفته بـ"انتفاضة العشائر العربية" ضد القوات الكردية. وفي بيان لخارجيته الأحد، هاجم النظام "قسد"، وقال إنها "شنت هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي"، وقرى أخرى في المناطق الشمالية والشرقية والشمالية الشرقية للبلاد. واعتبر أن دعم الولايات المتحدة لمن وصفهم بيان الخارجية بـ"ميليشيات انفصالية عميلة لها" يمثل "أداة رخيصة" لتنفيذ مخططاتها. وردا على ذلك، قالت "الإدارة الذاتية"، وهي المظلة السياسية لـ"قسد"، إن "عقلية تزييف الحقائق" التي يتبعها النظام هي ما أوصل البلاد إلى ما هي عليها الآن. واعتبرت أن "النظام السوري آخر من يحق له التحدث عن التبعية والانفصالية"، وأن "عقليته ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري، وأنه لا يزال على ذات المنهج".
"يد ممدودة من طرف واحد"
ويخضع جزء من محافظة دير الزور لسيطرة النظام السوري، وآخر لسيطرة "قسد". كما يشترك الطرفان بالسيطرة على محافظة الحسكة، التي توجد فيها "مربعات أمنية" ومؤسسات حكومية رسمية انقطعت كامل الطرق المؤدية لها خلال الأيام الماضية. ومنذ عام 2019 أبرم الطرفان "تفاهمات" برعاية روسية، أتاحت لقوات من الجيش السوري الانتشار داخل المناطق الخاضعة لـ"قسد"، خاصة في ريف حلب والرقة وأقصى الشمال الشرقي للبلاد. وكان هناك تفاهمات أخرى، انعكست تفاصيلها على شحنات النفط الخام التي كانت تخرج من مناطق سيطرة القوات الكردية، باتجاه مناطق سيطرة النظام والمصافي الخاصة به. وعلاوة على ذلك، دائما ما كانت "قسد" تمد يد الحوار باتجاه النظام السوري. وقالت لأكثر من مرة على لسان قائدها، مظلوم عبدي، إنها تتطلع لأن يكون لها "دور وخصوصية في الجيش السوري". لكن النظام السوري قابل تلك الدعوات بالتجاهل، ولم يؤكد في أي مرة أو يتطرق للتقارير التي كشفت عن "طاولة حوار" تجمعه مع القوات الكردية بين الفترة والأخرى، وبدفع وبتنسيق من موسكو.
"من 2011 إلى ما بعد كوباني"
يشرح الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، أسامة شيخ علي، أنه يجب التفرقة بين محطات عدة جمعت "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"قسد" بالنظام السوري في شمال شرق سوريا. "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) كان تأسس "كوريث لحزب العمال الكردستاني" في سوريا، بعد أن قرر الأخير تغيير استراتيجيته إبان اعتقال عبد الله أوجلان، مطلع عام 1999، عبر تأسيس أحزاب كردية محلية في الدول الأربع: تركيا، إيران، العراق، سوريا، وفق حديث شيخ علي. ويقول لموقع "الحرة" إنه، بناء على ذلك، حصل "الاتحاد الديمقراطي" على إرث "حزب العمال" في سوريا، سواء على صعيد الحاضنة الشعبية أو العلاقة مع النظام السوري. وظلت تلك العلاقات "في شد وجذب" بناء على استراتيجية بشار الأسد في التعاطي مع ملف "حزب العمال". ويضيف شيخ علي أنه، مع بداية الثورة السورية، حصل توافق من نوع ما بين "الاتحاد الديمقراطي" و"حزب العمال"، نصّ على انسحاب النظام من معظم مناطق التوزع الكردي وتسليمها لعناصر "وحدات حماية الشعب" (العماد العسكري لقسد). وكان هدف النظام يصب في إطار منع توسع الحراك الكردي المؤيد للثورة السورية، والحفاظ على موارد المنطقة من نفط وغاز وقمح، وضمان استمرار وصولها لقبضته في دمشق، وأيضا استخدام ملف "حزب العمال" لمناكفة تركيا، حسب الباحث السوري. ويشير إلى أن محطة معركة كوباني، التي يجب التفريق بين ما قبلها وما بعدها، فتحت الباب أمام مشهد جديد،وعززه الدعم المقدم من التحالف الدولي، واتخاذ قرار الاعتماد على "وحدات حماية الشعب"، والانخراط العسكري المباشر ضد داعش. وبعد تأسيس "قسد"، كما يوضح شيخ علي، "لم تعد كوادر (العمال الكردستاني) و(الاتحاد الديمقراطي) تدين بالولاء لنظام الأسد فقط". وبموازاة ذلك تم تأسيس "الإدارة الذاتية". وبعدما زادت قوة الإدارة الكردية، وارتفع سقف المطالب السياسية، بدأت "قسد" تنظر للنظام السوري باعتباره "ندا"، واختلفت طبيعة العلاقة بين الطرفين، حسب شيخ علي.
"معادلة ند.. لند"
ومنذ تأسيسها نشأت تيارات أخرى ضمن "قسد"، كان بعضها قريبا من الغرب والولايات المتحدة، ويرى أولوية في هذه العلاقة للحفاظ على المكاسب. وفي المقابل كانت هناك تيارات أخرى "ظلّت على ولائها لنظام الأسد، ولها ميول نحو إيران والمعسكر الشرقي بشكل عام"، وفق حديث الباحث شيخ علي. وعلى مدى السنوات الماضية، وبناء على تجارب كردية سابقة في دول الجوار، لم تقطع "الإدارة الذاتية" علاقتها كليا مع النظام السوري، لتضمن: إبقاء قناة تواصل فعالة للمفاوضات، وقطع الطريق أمام تهم السعي نحو "الانفصال"، وحتى لا تستعدي روسيا كليا. وكان أحد أهداف "قسد" الأساسية التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري لكسب شرعية دستورية للإدارة الذاتية، وهو ما أشار إليه مظلوم عبدي سابقا بإحدى مقابلاته. لكن في المقابل رفض النظام السوري التعامل مع "قسد" باعتبارها ندا، كما يتابع الباحث شيخ علي. ويضيف أنه "لم يقبل تقديم أي تنازل عن أي جزء من السلطة"، مما يفسر تصريحات "قسد" والنظام، المتباينة بين الفترة والأخرى.
زعزعة وأجندات.. إيران "تنفخ على جمر العشائر" في دير الزور السورية
لم يكن الهجوم الذي استهدف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في دير الزور السورية يوم الأربعاء الأول من نوعه ولن يكون الأخير حسبما يتوقع خبراء ومراقبون، ورغم تنفيذه تحت "عباءة عشائرية" تشير الاتهامات والسياق العام إلى "أياد خفية" تحركها إيران بهدوء، بهدف "إحداث الزعزعة". يرى شيخ علي أن سماح "قسد" لقوات النظام السوري بعد 2019 بالانتشار في نقاط التماس في شمال وشرق البلاد جاء "بناء على اتفاقيات بضمانات روسية. وأوضح أن هذا الخيار لجأت إليه "قسد" لمنع العمليات العسكرية التركية. كما أشار إلى أنها "لم تسمح بانتشار واسع لجيش النظام، وإنما وحدات حرس حدود وأسلحة متوسطة.. بينما تمر هذه الشحنات تحت أعينها. من جهته، يعتقد الباحث السياسي الكردي، إبراهيم كابان أن المشكلة ما بين "قسد" والنظام السوري تكمن بأن الأخير "يريد العودة للمناطق الغنية بالثروات، بطرق تشوبها الخديعة. ويضيف لموقع "الحرة" أن المشكلة تكمن أيضا بعدم اعتراف النظام بـ"قسد"، وخصوصية هذه القوات في المنطقة. وكانت معظم "الحوارات" التي حصلت في السنوات الماضية بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدودة، "بسبب ذهنية النظام وعدم قبوله بالاعتراف الجدي بقسد". ويتابع كابان في تعليقه على التفاهمات السابقة التي جمعتهما بالقول إن "معظم العلاقات كانت اضطرارية وإجبارية"، وأن "العمليات العسكرية التركية هي ما أجبرت قسد في منبج وريف حلب لفتح قنوات مع الروس". ودفعت روسيا "قسد" من خلال تلك القنوات للتنسيق مع قوات دمشق. وأكد كابان أن "العلاقة السابقة كانت وما زالت عسكرية مؤقتة"، وأن "البوابات التجارية والاقتصادية التي فتحت بذات الحال أيضا".
ما الأصداء في دمشق؟
ولا يعرف ما ستؤول إليه مجريات الأحداث في دير الزور، وتشير معظم مواقف النظام السوري والخطاب الذي تبثه وسائل إعلامه إلى التصعيد. ويعتبر الصحفي المقيم في دمشق، عبد الحميد توفيق، أن العلاقة بين النظام السوري و"قسد" كانت خلال السنوات الماضية "تخادمية". ويقول لموقع "الحرة" إن "قسد" ذهبت في كثير من الأحيان إلى تحويلها لـ"عمليات انتهازية" ولاعتبارات تتعلق بـ"الحضانة الأميركية والنزعة الانفصالية"، على حد تعبيره. ورغم اللقاءات التي حصلت بين الطرفين، يوضح توفيق أن "وفود قسد لم تستقبل في دمشق إلا من قبل أجهزة الأمن السورية". ويضيف: "التقييم الرسمي السوري لهذه المجموعة (قسد) هي عبارة عن ظاهرة تمرد ذات طابع أمني، ولا يجوز أبدا إعطائها أي صيغة لها علاقة بالدولة السورية، حتى لا تصبح طرفا يقابل دولة". "العلاقة تخادمية وحتى اللحظة هي كذلك"، كما يؤكد الكاتب والصحفي توفيق. ويقول في تعليقه على ما يجري في دير الزور: "هناك هبة عشائرية حقيقية لها علاقة بقيم العشائر وممارسات غير أخلاقية ارتكبتها قسد، وما أحدثته من تطهير عرقي".
الأسد والمحور الإيراني.. أسباب وأثمان "عدم الانخراط"
في خطابه الأخير لم يتطرق زعيم "حزب الله" حسن نصر الله إلى ذكر اسم سوريا باعتبارها "ساحة" من "ساحات محور المقاومة" التي قد تنخرط أو تشترك في الرد المحتمل على إسرائيل، وكذلك الأمر بالنسبة لخطاب إيران التي تحرك الخيوط من الأعلى، بينما يتجنب المسؤولون فيها الإشارة إلى أي دورٍ محتمل للنظام السوري. لكن الباحث السياسي كابان يقول إن "النظام يحاول الضغط في منطقة حساسة بالنسبة للولايات المتحدة، أو بمعنى آخر: إلقاء حجر وتشكيل ورقة ضغط على قسد". ويرجح أن يكون تحركه في دير الزور "مرتبط بعلاقة مباشرة مع محور أستانة، للضغط على قسد وواشنطن، من أجل الانسحاب من سوريا".
"بين مسارين"
ويتفق المراقبون من كل الأطراف أن المشهد في دير الزور يذهب باتجاه التصعيد. لكن، حتى الآن، لا يعرف من ستكون له الكلمة الأقوى في الميدان، خاصة أن الأعمال العسكرية لا تزال ضمن نطاق التسلل والقصف والرد المضاد. ويرى الباحث السوري شيخ علي أن الأحداث الحاصلة يمكن قراءتها ضمن مسارين:
الأول أنها "بتحريض إيراني، وهي جزء من الاستراتيجية الإيرانية للضغط على القوات الأميركية ودفعها للانسحاب". كما أنها "نوع من التحرش بالقوات الأميركية، كجزء من (الرد) على العمليات الاسرائيلية ضدها، وهو رد محسوب والأقل كلفة على إيران، سواء من ناحية الموارد المادية أو البشرية أو تبعاتها السياسية عليها".
ويذهب المسار الثاني باتجاه التقارب التركي مع النظام السوري، ويوضح شيخ علي أن "أحد دوافع تركيا للتقارب مع الأسد هو محاربة قسد". ورغم أن الأسد لا يملك القوة، ولا الجرأة، على إعلان الحرب النظامية على "قسد" في ظل التواجد الأميركي، إلا أنه "خبير في اللعب على التوازنات الاجتماعية، ويمكنه بسهولة الاستثمار في الثغرات الأمنية والاجتماعية في مناطق عدة بشرق الفرات". وبالتالي، يتابع الباحث السوري، أنه "يحاول حالة عدم الاستقرار وتشتيت قوة قسد مما يسهل ويعجل تفتيتها، بالتعاون من تركيا". المواجهات الأخيرة والحالية تثبت أن النظام السوري "ما زال يملك أوراق قوة في شرق الفرات، بإمكانه تحريكها في الوقت الذي يشاء". ويقول شيخ علي إن ما سبق "تنبهت له قسد، وإذا لم تتمكن من معالجة هذه النقطة فإنها ستشكل تحديا حقيقيا لها في الأيام المقبلة". ويعتبر الصحفي المقيم في دمشق، توفيق، أن رواية "المواجهات بين قسد والمجموعات الإيرانية كلام باطل". ويقول إن "دير الزور تعاني من التطهير العرقي من قبل حزب العمال و(قسد)، وأن الأخيرة تدفع ثمن ذلك". لكن الباحث السياسي كابان يشير إلى أن ما يجري "نابع من ذهنية النظام القائمة على إعادة الهيمنة على المنطقة". ويقول من ناحية أخرى إنه مرتبط بـ"الصراع الإسرائيلي والإيراني"، معتبرا أن جزءا كبيرا من دير الزور يخضع لسيطرة ميليشيات إيرانية موالية للنظام السوري.
«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور
تجدد المساعي الروسية لتهدئة التصعيد شرق سوريا
دمشق: «الشرق الأوسط».. بعد وصول وفد روسي عسكري روسي إلى المربع الأمني التابع لدمشق في مدينة الحسكة قادماً من مدينة القامشلي للقاء المحافظ وقادة عسكريين، توجه عدد من ضباط اللجنة الأمنية في المنطقة الشرقية التابعة للحكومة إلى بلدة (البوليل) على الضفة الغربية من نهر الفرات شرق دير الزور، التي تعرضت مع بلدتي (الكشمة والطوب) لهجوم من «قوات سوريا الديمقراطية» فجر الاثنين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، توجه الوفد للقاء محافظ الحسكة وقادة عسكريين من القوات الحكومية، «لمناقشة آلية تهدئة الأوضاع مع (قوات سوريا الديمقراطية) وفك الحصار عن المربعين الأمنيين في القامشلي والحسكة»، وسط استمرار حالة الاستنفار الأمني في القامشلي، وتأهب القوات الحكومية للضغط على «قسد» للإفراج عن نحو 20 أسيراً ومعتقلاً، بينهم ضابطان برتبة عميد، جرى اعتقالهم بأوقات مختلفة وفي مناطق متفرقة على الحواجز الأمنية. وتأتي التحركات الروسية بعد فشل مفاوضات أجراها الجانب الروسي مع «قسد» في القامشلي في التاسع من الشهر الجاري، لفك الحصار عن المربعات الأمنية في القامشلي والحسكة. في غضون ذلك، أعلنت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري التابع لـ«قسد»، تنفيذ عملية هجومية ضد القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها على الضفة الغربية من نهر الفرات، فجر الاثنين؛ وذلك «انتقاماً» لضحايا «مجزرة الدحلة وجديدة البكارة» الذين قتلوا بقصف مدفعي من القوات الحكومية وميليشيا «الدفاع الوطني» الرديفة، بحسب بيان مجلس دير الزور العسكري، الذي جاء فيه أنه تم تنفيذ «عملية انتقامية واسعة»، استهدفت الإغارة على ثلاث نقاط عائدة للقوات الحكومية السورية والميليشيات الرديفة لها في الضفة الغربية لنهر الفرات، وأسفرت العملية عن مقتل 18 من عناصر القوات الحكومية وجرح آخرين، إضافة إلى مقتل عنصرين آخرين بعملية قنص للقوات مجلس دير الزور، التي سيطرت على كمية من التجهيزات العسكرية. وأوضح البيان، أنه أثناء العملية تمت مداهمة نقاط القوات الحكومية التي انطلقت منها الهجمات على مناطق «قسد» وبشكل متزامن، وهي ثلاث قرى: «الكشمة والبوليل والطوب» في الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث «حققت أهدافها بدقة». وتوعدت قوات مجلس دير الزور العسكري بأن العملية تعد تحذيراً للقوّات الحكومية والميليشيات الرديفة، مع التأكيد على قدرة القوات في الوصول لجميع النقاط العسكرية التي تنطلق منها الهجمات ضد «قسد». وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قسد» عن تنفيذ عملية ضد القوات الحكومية السورية بهذا الحجم، منذ عام 2017 الذي شهد تقاسماً ضمنياً لمناطق النفوذ شرق وشمال سوريا. ونعت صفحات إعلامية سورية في وسائل التواصل الاجتماعي النقيب خير الله بلال من أبناء ريف جبلة، الذي قتل في كمين قرية الكشمة الذي نفذته «قسد» فجر الاثنين. ولليوم السادس على التوالي تجددت الاشتباكات بين «قوات العشائر» المدعومة من دمشق وطهران، ومعها القوات الحكومية من جهة، وقوات «قسد» المدعومة من واشنطن من جهة أخرى، وسط سقوط مزيد من الضحايا بين قتلى وجرحى واستمرار نزوح المدنيين. وتعرضت قرى أبو حمام والكشكية والبصيرة الخاضعة لسيطرة «قسد» لقصف متبادل بالمدفعية الثقيلة، ليل الأحد - الاثنين، لأكثر من أربع ساعات عبر ضفتي الفرات مما تسبب بإصابة منازل سكنية ونشوب حرائق ضخمة في المزارع، كما شهدت المنطقة حركة نزوح للأهالي خشية وقوع مجازر جديدة مع توسع القصف نحو قرى وبلدات أخرى على ضفتي النهر في البصيرة والصبحة والميادين وجديد عكيدات وموحسن، بحسب مصادر محلية متقاطعة. وأعلن «مجلس دير الزور العسكري» في وقت سابق، أن القوات الحكومية و«الدفاع الوطني» الرديفة شنا هجوماً برياً ومحاولات تسلل على مناطق سيطرة «قسد» على ضفتي نهر الفرات، تحت غطاء من قصف مدفعي كثيف. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 25، بينهم قيادات، وإصابة عشرة آخرين، فيما قُتل اثنان من عناصر «قسد» وأصيب عشرة آخرون خلال عمليات التمشيط. «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قال إن مناطق في دير الزور تشهد تصعيداً خطيراً منذ أيام، و«قصفاً برياً، واشتباكات أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والشهداء والمصابين بين العسكريين والمدنيين»، وقد حشدت تعزيزات عسكرية إلى مواقع الاشتباكات، فيما «عاش المدنيون حالة من الرعب الشديد وسط موجة نزوح واسعة بعيداً عن مناطق القصف والاشتباكات». ووثق المرصد خلال الأيام الأربعة الأولى من التصعيد، مقتل 16 مدنياً، بينهم 7 أطفال، إلى جانب مقتل عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية و8 من المجموعات المحلية الموالية لإيران، بالإضافة إلى إصابة 35 مدنياً و7 عسكريين. وكانت «قوات العشائر» التي يتزعمها إبراهيم الهفل، وتضم مسلحين من عشائر عربية، خاصة من العكيدات، بدأت في السابع من أغسطس (آب) الجاري، هجوماً واسعاً على مواقع وبلدات تحت سيطرة «قسد» شمال نهر الفرات شرق سوريا، بمساندة ميليشيات مدعومة من طهران والقوات الحكومية. وردت «قسد» على الهجوم بمحاصرة المربعات الأمنية التابعة لدمشق داخل الحسكة والقامشلي، وقطع طرق الوصول إليها. واتهمت دمشق «قسد» بزيادة معاناة المدنيين، من خلال قطع المياه ومنع وصول الطحين إليهم في المناطق المحاصرة.
قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري
تركيا تربط انسحابها من سورية بإقرار دستور جديد وضمان الحدود
الراي... ربط وزير الدفاع التركي يشار غولر، إمكانية سحب القوات التركية من الأراضي السورية بإقرار دستور جديد وضمان أمن الحدود المشتركة. وقال غولر، لـ «رويترز» في مقابلة مكتوبة، أمس، إن أنقرة ودمشق قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري، في إطار الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات، إذا توافرت الظروف المناسبة. وتابع «نحن مستعدون لتقديم كل دعم ممكن لدينا من أجل الاتفاق على دستور شامل (في سورية) وإجراء انتخابات حرة واستعادة العلاقات بالكامل وتهيئة الوضع الأمني، وعندما يحدث ذلك فقط ويصبح أمن حدودنا مضموناً تماماً، سنفعل اللازم من خلال التنسيق المتبادل». وأعلن غولر، من ناحية ثانية، أن الخطوات المشتركة التي اتخذتها تركيا مع العراق في الآونة الأخيرة نحو مكافحة الإرهاب تمثل «نقطة تحول» في العلاقات، مضيفاً أن هناك جهوداً فنية مستمرة لإنشاء مركز عمليات مشترك للأنشطة العسكرية. وأضاف أن «حزب العمال الكردستاني» المحظور يمثل خطراً على الجانب العراقي من مشروع طريق التنمية الذي يجري التخطيط له مع تركيا وقطر والإمارات، مما يجعل هذا الجزء في حاجة إلى تأمين. في سياق آخر، قال غولر، إن أنقرة سعيدة بصفقة مع الولايات المتحدة تتعلق بشراء 70 مقاتلة من طراز «إف - 16» ومُعدات التحديث، مشيراً إلى أن خطوات الصفقة مستمرة، كما هو مخطط. وعما إذا كانت تركيا تريد العودة لبرنامج «إف - 35»، أعلن أن المحادثات بين أنقرة وواشنطن مستمرة بشأن الأمر. وأضاف أن بلاده لا تزال مهتمة بشراء 40 مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون» من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، لكن ليس هناك تطورات ملموسة بعد، وأنه يأمل في رد إيجابي من الحلفاء. وأكد وزير الدفاع، أن عضوية تركيا، في حلف شمال الأطلسي لا تتعارض مع العلاقات مع منظمة شنغهاي للتعاون، «لكن الأولوية تظل الوفاء بمسؤوليات الناتو».....
وساطة عراقية تمهد لاجتماع وزاري سوري – تركي
الجريدة...تحدثت أوساط عراقية عن نجاح وساطة بغداد في تقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق، واحتمال ترتيب لقاء على مستوى وزاري قد يشمل وزيري الخارجية بين سورية وتركيا قريباً. وذكرت أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يستغل علاقاته الدبلوماسية الجيدة مع البلدين الجارين لعقد اللقاء الوزاري، بهدف تهيئة مناخ مناسب لعقد لقاء عالي المستوى بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، لتطبيع العلاقات بين البلدين وإيجاد صيغ تفاهمات تفضي إلى «حلحلة القضية السورية»....
فصائل عراقية تحذر واشنطن من استخدام أجواء العراق ضد إيران
الجريدة....في وقت أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن حكومة بلده تتواصل حالياً باستمرار مع الفصائل وإيران والولايات المتحدة «لإبعاد نار الحرب عن العراق»، وجهت جماعات عراقية موالية لإيران تحذيراً شديد اللجهة للقوات الأميركية الموجودة بالعراق، وهددت بالانتقام إذا استهدفت القوات الأميركية عراقيين أو استخدمت المجال الجوي العراقي لشن هجمات على إيران. وفي إشارة إلى تصعيد محتمل في العنف، قالت «لجنة تنسيق المقاومة العراقية»، في بيان، إن ردها على أي انتهاكات «لن يكون له حدود». واتهمت الميليشيات القوات الأميركية بدعم إسرائيل على حساب «الأمن الإقليمي وانتهاك» سيادة العراق. وفي وقت سابق، أوضح وزير الخارجية العراقي أن حكومته لم تتخذ أي قرار بفتح مقر لـ «حماس» الفلسطينية في بغداد، وذلك في أحدث تعليق رسمي على تقارير بهذا الشأن.
بغداد تصعّد ضد الفصائل المسلحة بعد إعلانها الانخراط في حرب محتملة على إسرائيل
لافتات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» تغزو شوارع العاصمة
الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى.. بينما كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن اتصالات مباشرة مع الأميركان بشأن تجنب التصعيد وعدم تحويل العراق إلى ساحة حرب، أعلنت ما تعرف بـ«تنسيقية المقاومة العراقية»، الاثنين، عن قيامها بالرد إذا ما تعرضت إيران لقصف أميركي عبر الأجواء العراقية. وقالت التنسيقية التي لم تعلن عن أسماء الفصائل المنضوية تحت لوائها، في بيان لها، إنه «مع استمرار تمادي قوى الاستكبار في اعتداءاتها الوحشية والغادرة بحق الشعوب ورجال مقاومتها، فإنها تواصل رعايتها ودعمها لأمن الكيان الصهيوني على حساب أمن المنطقة، دون اعتبار لسيادة العراق أو الدول الرافضة لسياساتها الإجرامية». وأضاف أن «(تنسيقية المقاومة العراقية) غير ملزمة بأي قيود، إذا ما تورطت قوات الاحتلال الأميركي مرة أخرى باستهداف أبنائنا في العراق، أو استغلال أجوائه لتنفيذ اعتداءات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فإن ردنا حينها لن توقفه سقوف». وفي الوقت الذي يأتي هذا الموقف بعد أيام من قيام فصيل غير معروف أطلق على نفسه «ثوريون» باستهداف قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار غرب العراق بصاروخين أديا إلى إصابة عدد من الجنود الأميركان، فإنه يأتي كذلك بعد سلسلة من الاتصالات التي تقوم بها بغداد مع الجانب الأميركي لتجنب التصعيد والحيلولة دون الانزلاق في حرب شاملة بعد تهديد إيران بالثأر لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، فقد صعّدت بغداد ضد الفصائل المسلحة، في موقف هو الأقوى من نوعه بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال شهر فبراير (شباط) عن بدء مباحثات مع التحالف الدولي في العراق، تلته هدنة بين الفصائل والأميركان. وفي لقاء متلفز مساء الأحد كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين استمرار الاتصالات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لتجنب التصعيد. وفي معرض عمليات الاستهداف التي تتعرض لها القواعد العسكرية العراقية التي تضم مقاتلين أميركان، قال حسين إن «الأميركان أبلغونا رسمياً أنهم لن يضربوا أحداً ما لم يقم بقصفهم»، مبيناً في الوقت نفسه أن «الأميركان ليسوا أعداء لنا، بل لدينا معهم علاقات تاريخية واستراتيجية». وتابع الوزير العراقي قائلاً إن «الأميركان يقولون لنا دائماً إننا ندافع عن أنفسنا». وأكد حسين حرص الحكومة العراقية على «عدم تحويل الساحة العراقية إلى ساحة حرب». وبينما يصف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين طبيعة العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة بأنها استراتيجية، فإن الوصف التقليدي لهم، سواء من قبل الفصائل المسلحة أو قوى شيعية أخرى منخرطة في العملية السياسية، هو أنهم «أعداء». وتعزز هذا الوصف لافتات مرفوعة الآن في شوارع بغداد تقول: «الموت لأميركا»، بالإضافة إلى «الموت لإسرائيل»، وهي على ما يبدو لافتات استباقية لاحتمالية الرد الإيراني على إسرائيل. ويعد الموقف الذي أعلنته ما تسمى «تنسيقية المقاومة العراقية» أمس ليس تصعيداً غير مسبوق فقط، بل نسف للهدنة التي أعلنتها الحكومة العراقية ووافقت عليها الفصائل المسلحة الموالية لإيران في وقت سابق، ولا سيما أن هذه الفصائل أعلنت رفع سقف المواجهة بلا حدود، وهو ما يعني دخول العراق رسمياً الحرب في حال قصفت إيران إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات وردت إسرائيل عليها. واشنطن من جهتها، لا تزال تلتزم الصمت حيال إصابة مجموعة من جنودها في «عين الأسد» قبل أقل من أسبوع بعد جهود بذلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع الجانب الأميركي لتجنب التصعيد. لكنه طبقاً لما تناقلته وكالات الأنباء الأسبوع الماضي، فإن الأميركان عبروا في اتصالات مباشرة مع الجانب العراقي عن انزعاجهم مما حصل في «عين الأسد» وعدم سكوتهم عما يمكن أن يحصل مستقبلاً. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى مؤخراً اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تمحور حول أهمية عدم التصعيد وبقاء قواعد الاشتباك دون تغيير. لكن واشنطن بدت منزعجة من عملية استهدافها في «عين الأسد»، وهو ما جعل السلطات العراقية تسارع في البحث عن مُطلقي الصواريخ بعد تتبع لإحدى عجلاتهم، الأمر الذي أدى إلى اعتقال عدد منهم، ويخضعون الآن للتحقيق لمعرفة الجهة التي تقف خلفهم.
تركيا تعلن مقتل 17 مسلّحاً كردياً بضربات جوية شمال العراق
أنقرة: «الشرق الأوسط»..قالت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، إن الجيش نفّذ ضربات جوية في شمال العراق أسفرت عن «تحييد» 17 عضواً بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور بتركيا، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وعادة تقصد تركيا بلفظ تحييد، القتلَ. وتنفّذ عملية عبر الحدود في العراق، في إطار هجوم على مسلّحي «حزب العمال الكردستاني». وتصنِّف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «حزب العمال الكردستاني»، الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ 1984، منظمة إرهابية. وتوغلت تركيا عسكرياً من قبل في سوريا أيضاً لتنفيذ عمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، إذ تَعدُّها جناحاً من «حزب العمال الكردستاني».
موجة جفاف كبيرة تضرب أهوار العراق وخشية من هجرة سكانها
خبير مائي: تراجع المساحات المائية ونسير باتجاه الأسوأ
الشرق الاوسط..بغداد: فاضل النشمي.. تزداد التحذيرات الرسمية والشعبية من مخاطر جفاف معظم مناطق الأهوار الجنوبية في العراق، وما ينجم عن ذلك من هجرة سكانها واندثار النظام البيئي والأحيائي هناك نتيجة الجفاف وضعف الإطلاقات المائية وانحسارها إلى مستويات غير مسبوقة. وخلال السنوات الأربع الماضية، شهد العراق حالات جفاف شديد نتيجة قلة هطول الأمطار في فصل الشتاء، إلى جانب تأثير السياسات المائية التي اتبعتها كل من أنقرة وطهران بالنسبة لخفض تدفق حصص العراق المائية إلى أنهاره وأراضيه. وطبقاً للتقارير الأممية، فإن العراق من بين أوائل الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية. وبينما تحذر أوساط رسمية في محافظة ذي قار الجنوبية من دخول مناطق كثيرة في الأهوار دائرة الخطر الحمراء، يشير خبير مائي إلى واقع الجفاف القائم، وأن الأمور تسير باتجاه الأسوأ بالنسبة لحالة معظم مناطق الأهوار بالنظر لحالة الجفاف المتواصلة التي تخيم على البلاد منذ سنوات. وقال الناطق باسم مجلس محافظة ذي قار ياس الخفاجي في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الاثنين، إن «ملف المياه ضمن مناطق جنوب ذي قار مثير للقلق خصوصاً مع انحسار إمدادات المياه بمستويات عالية، لا سيما في مناطق قضاء سيد دخيل وقراها وصولاً إلى الدواية والفهود والإصلاح والجبايش والمنار وسوق الشيوخ». وأضاف أن «شح المياه تسبب بنفوق الثروة الحيوانية والأسماك وتصاعد نسبة الهجرة من الأرياف بنسبة تصل إلى 25 في المائة»، مؤكداً أن من 8 إلى 10 مناطق دخلت فعلياً الدائرة الحمراء أي مرحلة الخطر الفعلي. وتحدث الخفاجي عن صعوبة الأوضاع الناجمة عن أزمة المياه وما يترتب عليها من «تبعات قاسية على المناطق الزراعية وأوضاع السكان». وعزت رئيسة لجنة الأهوار في مجلس محافظة ميسان، سكنة الياسري، قبل يومين، نفوق الأسماك في هور الحويزة إلى النقص الحاد بالأكسجين نتيجة ضحالة المياه الواصلة إلى الهور، واستبعدت الياسري أن تكون «حالات النفوق بسبب الصيد الجائر». ويحذر الخبير المائي جاسم الأسدي من عدم الجدية في معالجة واقع أن منطقة الأهوار تخوض تحدي مرحلة جفاف حقيقية ناجمة عن انخفاض شديد في مناسيب نهر الفرات المغذي الرئيسي للمنطقة بالمياه. ويقول الأسدي لـ«الشرق الأوسط»، إن «مناسيب نهر الفرات وصلت إلى نحو متر واحد و10 سنتيمترات تقريباً في أبريل (نيسان) الماضي، وهي مناسيب منخفضة، ومع ذلك لدينا أقصى انخفاض اليوم وبواقع 65 سنتيمتراً فقط، ولنا أن نتخيل حجم المشكلة المائية وتأثيرها الكارثي على منطقة الأهوار». ويضيف أن «تراجع المناسيب نجم عنه تراجع كبير في النظام الإحيائي والبيئي يهدد بهجرة ونزوح آلاف الأسر من مربي الجاموس والمعتمدين على صيد الأسماك التي نفق كثير منها خلال هذا العام». وفي حال عدم نزول أمطار مبكرة هذا العام، والحديث للأسدي، فإن «الجفاف سيلقي بظلاله القاتمة على كل منطقة الأهوار، وربما يؤدي إلى خلوها من السكان في المستقبل القريب». وعن معدل مساحات الأهوار المغمورة في المياه سابقاً وما وصلت إليه هذه الأيام، يقول إن «معدلاتها لا تتجاوز 15 في المائة من مساحتها الكلية، وكانت في تسعينات القرن الماضي، وقبل أن يعمد النظام البعثي على تجفيفها بحدود 9 آلاف و650 كيلومتراً، واليوم لا تتجاوز مساحتها 5 آلاف و600 كيلومتر مربع». ويضيف أن «هدف وزارة المواد المائية المعلن المحافظة على مساحة الـ15 في المائة، لكنها غير متحققة، والذريعة دائماً عدم وجود مياه كافية لإطلاقها إلى مناطق الأهوار». ورغم إعلان وزارة الموارد المائية، مطلع يونيو (حزيران) الماضي، عن انخفاض ملوحة مياه الأهوار إلى النصف مقارنة بالأعوام السابقة، فإن الأسدي يحذر من سوء المياه وضحالتها في مناطق الأهوار، مرجعاً مسألة نفوق الأسماك إلى ذلك. ويؤكد أن «نوعاً من الهجرة الداخلية في الأهوار متواصلة، بمعنى أن السكان ومربي الجاموس يضطرون إلى الانتقال من مكان لآخر داخل الأهوار بحثاً من المياه الصالحة والعذبة». وخرج خلال الأيام الماضية مئات المواطنين في مناطق متفرقة من محافظتي الناصرية وميسان في مظاهرات احتجاجية على نقص إمدادات المياه في الأهوار، وضمنها المياه الصالحة للشرب.
الخصاونة: الأردن لن يسمح باستخدام أو اختراق أجوائه
سنتصدى لأية محاولات تعرض أمن وسلامة مواطنينا للخطر
الجريدة....أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة اليوم الإثنين أن الأردن لن يسمح لأي جهة كانت باستخدام أو اختراق أجوائه وتعريض أمنه وسلامة مواطنيه للخطر وسيتصدى لأي محاولات في هذا السياق. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» عن الخصاونة قوله، خلال استقباله اليوم وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي، إن «الملك عبدالله الثاني ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة يقود جهداً مكثفاً وموصولاً للتوصل إلى وقف فوري ودائم للعدوان الإسرائيلي، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل شامل ومستدام للأشقاء في غزة»، مؤكداً أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدول المنطقة وشعوبها. وأعرب عن الشكر والتقدير للمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للأردن، مثمناً مواقف الإدارة الأمريكية والكونغرس الداعمة والمساندة لجهود وخطط وبرامج الأردن التنموية والاقتصادية. وعرض رئيس الوزراء لمشروع التحديث الشامل الذي يقوده الملك عبدالله بمساراته الثلاثة السياسي والاقتصادي والإداري، لافتاً إلى أن إجراء الانتخابات النيابية في العاشر من سبتمبر المقبل تُشكّل أولى استحقاقات التحديث السياسي. وأكد الخصاونة أن الأردن ماض بثقة وثبات لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي التي تتضمن مستهدفات طموحة في تحقيق نسب جيدة للنمو الاقتصادي وفرص العمل وفق مواقيت وجداول زمنية واضحة ومحددة. وأكد أعضاء الوفد تقديرهم للدور المهم الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك الأردني في المنطقة وفي تعزيز فرص السلام والاستقرار فيها..