أخبار لبنان..«دبلوماسية الهاتف»: لتحييد بيروت وحيفا..وبلينكن يسأل عن الرئيس..حزب الله لسكان شمال اسرائيل: منازلكم تحت مرمى صواريخنا..ماكرون: حرب غزة ولبنان تنتهي مع وقف إمداد الأسلحة..ميقاتي يطالب الأمم المتحدة بقرار وقف إطلاق نار فوري في لبنان..الأمم المتحدة «مذهولة» من «تهديد» نتنياهو للبنانيين..«انسداد دبلوماسي» ينذر بحرب طويلة في لبنان..طموحات محدودة لمؤتمر دعم لبنان في باريس..إسرائيل تناور في القرى الحدودية اللبنانية..«لقاء معراب» يواجه «خلل» الحضور المنقوص للمعارضة اللبنانية..«ورقة تفاهمات» أميركية توقف الحرب وتعيد الاعتبار للدولة اللبنانية..

تاريخ الإضافة السبت 12 تشرين الأول 2024 - 4:48 ص    القسم محلية

        


«دبلوماسية الهاتف»: لتحييد بيروت وحيفا..وبلينكن يسأل عن الرئيس..

تنديد أوروبي باستهداف اليونيفيل..وشهيدان للجيش والأباتشي تقصف إسرائيل..

اللواء...أسبوعان من بدء اسرائيل ضرباتها القوية ضد لبنان، من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض قرى جبل لبنان، وسط خسائر ترتفع مع كل غارة أو استهداف، وتحصد الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، على نحو ما هو حاصل في قطاع غزة، حيث يرتفع عدد الضحايا الى ما يقرب من خمسين ألف شهيد و100 ألف مصاب وجريح. ولئن كانت وقائع المواجهات الجارية في الميدان من محور الناقورة (غرباً الى مارون الراس والقرى المحيطة بها في الوسط الى ميس الجبل وبليدا والعديسة وكفركلا والخيام غرباً، تثبت قوة صمود المقاومة وعنف الضربات المعادية، بالطائرات والمدفعية والصواريخ والمسيرات، فإن الكابينت الحربي الاسرائيلي أعطى التفويض المتجدّد لبنيامين نتنياهو للمضي قدماً في حرب لبنان، بدءاً من المحاور الجنوبية الى خارطة الاستهدافات العسكرية التي تتوسع يوماً بعد يوم. قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما من تقدم في ملف الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في لبنان، على أنه بالنسبة إلى التحرك الرسمي فإن الجهد يتواصل من أجل هذه الغاية. ورأت أن ما من آلية معينة جاهزة ولكن هذا لا يعني ان المسألة لن تتم متابعتها. إلى ذلك، رأت هذه المصادر أن خارطة الطريق التي تصدر اليوم عن اللقاء الذي تستضيفه معراب تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» من شأنها إبراز موقف المعارضة المنسجم مع مبادئها بشأن الحرب وتداعياتها والتحذيرات التي أطلقت مرارا وتكرارا بشأن عدم جر لبنان إليها، متوقعة صدور نقاط بشأن المقاربة المقبلة والسعي إلى انتخاب رئيس الجمهورية ووقف إطلاق النار والالتزام بالقرارات الدولية، معتبرة أن هذا اللقاء ليس موجها ضد أحد إنما غايته التأكيد على هذه المقاربة الانقاذية والعمل على تنفيذها من دون تأخير. على ان البارز دبلوماسياً، دخول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن على الخط عبر ما يمكن تسميته بـ «دبلوماسية الهاتف» فأجرى اتصالا م الرئيس نجيب ميقاتي، ثم اتصالا مع الرئيس نبيه بري استمر 40 دقيقة. وحسب ما عمّم جرى خلال الاتصال البحث بالاوضاع الراهنة في لبنان. وفي المعلومات ان الاتصال تناول احتمالات المرحلة المقبلة، وان الرئيس بري اكد التمسك بوقف اطلاق النار فوراً. وتعليقاً على إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا. قال الرئيس بري: أحر التعازي الى اللبنانيين كل اللبنانيين، لذوي الشهداء الذين سفكت دماؤهم على إمتداد الجنوب وفي الضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وجبل لبنان، والتعازي أيضاً موصولة للجيش اللبناني الذي قدم اليوم المزيد من القرابين شهداء وجرحى في مسيرة التضحية والوفاء من اجل سيادة لبنان. واضاف الرئيس بري: إن ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل وآلتها العدوانية، هو جريمة وليس محط إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701. وحسب المعلومات التي رشحت عن الاتصالات الهاتفية الأميركية تجزئة وقف النار، عبر احياء معادلة «بيروت- حيفا»، بمنى وقف استهداف اسرائيل لبيروت مقابل وقف قصف المقاومة لحيفا، وكانت قناة «سكاي نيوز» نقلت عن مصادر لم تحددها ان المحاولات الأميركية تسير بهذا الاتجاه. وكشف الرئيس ميقاتي ان مجلس الوزراء اتخذ القرار الآتي: الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي تدعوه فيه الى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار. وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي:»يبقى الحل الديبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق ايضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انه يوجد أي تردد. وتابع : نتيجة المساعي خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع»، ان ضرب المدنيين بهذه الطريقة، والحاق الاذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء امر لا يجوز بتاتا، فهذا حرام، فهل تخلينا عن انسانيتنا؟. وعما اذا كان لبنان لا يزال مرتبطا بغزة، اجاب: «اولويتنا اليوم الا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والامن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه». وفي اطلالات تلفزيونية أعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إننا:

- نعمل ليلاً نهاراً من أجل مسألة وقف إطلاق النار في لبنان والوصول إليه في أسرع وقت. وكشف عن ان التنسيق مستمرّ مع الحكومة اللبنانيّة ورئيسها وقائد الجيش والأمر يتعلّق بمستقبل لبنان من أجل الوصول إلى ما يريده الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة. ووصف الهجوم أمس على وسط بيروت كان مدمّراً ونسعى لوقف العمليّات العسكرية والولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان. واعتبر ان الرئيس اللبناني يجب أن يختاره اللبنانيون بأنفسهم وليس علينا ان نختاره نحن لهم. واشار الى ان القرار 1701 انهى حرب تموز، لكنه لم ينفذ بشكل جيد، والآن يجب تنفيذه. واشار الى انني اتواصل مع الرئيس بري، ونحن نريد العمل مع مؤسسات الحكومة بما في ذلك الجيش للوصول الى نهاية لهذا الصراع، وهذا يعني التفكير في القرار 1701، والعمل على التوصل الى اتفاق شامل يجلب الاستقرار. ونفى ان تكون الولايات المتحدة او هو اعطيا الضوء الاخظر لاي عمليات عسكرية في لبنان، خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان الرئيس جو بايدن يعمل جاهدا على محاولة تحقيق وقف اطلاق النار.

الحدث الخطير استهداف اليونيفيل

وتفاعلت قضية استهداف القوة الدولية في الناقورة لليوم الثاني، وبعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها، تعرّضت قوات «اليونيفيل» في الجنوب لاستهداف جديد، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج «اليونيفيل» في الناقورة، الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح. واعتبرت «اليونيفيل» في موقف لها ان ما حدث يشكل تطورا خطيرا. ودعت الى ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، «وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)». وكان استهداف اليونيفيل شكل موضع ادانة دولية، فندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ، وثله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل «غير مقبول». وتفاعلت القضية دولياً، فأصدر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني ورئيسة وزراء اسبانيا بيدرو سانتشيت التنديد باستهداف الجيش الاسرائيلي لقوة الامم المتحدة في الجنوب، وقالوا في بيان مشترك: مثل هذه الهجمات غير مبررة، ويجب ان تنتهي على الفور. وطلب وزير الدفاع لويد اوستن من نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي بينهما على ضمان سلامة قوات اليونيفيل. ولم توفر آلة الحرب المعادية الجيش اللبناني فاستهدف موقع للجيش في بلدة كفرا الحدودية، مما ادى الى استشهاد جنديين وجرح 3 آخرين بجروح.

جولة «التشاوري المستقل»

اما في الحراك السياسي الداخلي، واصل نواب «اللقاء التشاوري المستقل» زيارات الكتل النيابية، للبحث في سبل وقف العدوان والاستحقاق الرئاسي مع اللقاء الديموقراطي والتغييريين، والتقى وفد من اللقاء ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا ونعمة افرام وميشال ضاهر وجميل نواب «اللقاء الديموقراطي»: وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن وراجي السعد وفيصل الصايغ. وقال عون بعد اللقاء: كان البحث بداية بالملف الساخن المتمثل بالحرب الدائرة وبكيفية توسيع المساحة الوطنية التي تطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ وتتبناه. اضافة الى دعم موقف لبنان الرسمي بما يخص وقف اطلاق النار والموافقة على الاقتراح الدولي المرتبط بالهدنة.

لقاء معراب

وفي معراب يعقد اليوم اللقاء الوطني، بعنوان «دفاعا عن لبنان» بمشاركة نواب وشخصيات تمثل المعارضة. وعشية اللقاء استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب النائب نعمة افرام، الذي قال بعد اللقاء: «تبادلت وجعجع المعلومات والقراءات في ما يخصّ وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس والخروج من الأزمة الحاليّة وحول كيفيّة تقريب وجهات النظر بين النوّاب للخروج من الأزمة التي لا يجب أن تتكرر». وأكد افرام ان «الأولويّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة القادم تطبيق القرارات الدوليّة وخصوصاً 1701 ووجود رئيس يسهّل وقف إطلاق النار ونؤكّد أنّ المساحة المشتركة في لبنان هي الضمانة».وأشار الى ان النازحين إخوتنا وبناء المستقبل مسؤوليّتنا وما نعيشه اليوم «شغل إيدينا» وعلينا تغيير هذا الواقع». كما زار النائب المستقل الدكتور غسّان سكاف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه لآخر التطوّرات السياسيّة اللبنانيّة، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم. ولا يشارك التيار الوطني الحر في اللقاء، بل سيحي الذكرى الرابعة والثلاثين للثالث عشر من ت1 بقداس في كنيسة مار الياس في انطلياس عند الخامسة من عصر اليوم، على ان يتحدث عند السادسة والنصف رئيس التيار جبران باسيل بكلمة عن التطورات الراهنة وتحرك التيار الوطني الحر من اجل ايجاد مساحة مشتركة للخروج من الوضع الخطير الذي يعيشه لبنان.

القمة الروحية

وعلى صعيد القمة الروحية، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عقد القمة الروحية الاربعاء المقبل (وفقا لما اشارت اليه اللواء امس). وكان الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من بطريرك الارثوذكس يوحنا اليازجي، تطرق الى القمة الروحية.

انتقادات عفيف

وانتقد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف الحكومة ووزارة الاعلام، وسأل اين هي وزارة العدل، ولم يوفر المجلس الوطني للاعلام من انتقاداته. وقال عفيف خلال مؤتمر صحف قيل انه عقد في مكان الانفجار في النويري ان الاولوية لالحاق الهزيمة باسرائيل، وخاطب العدو بالقول: «لم تر بعد بعد الا القليل»، مؤكدا ان المقاومة بخير وتدير حقل رماتها بما يتناسب مع الميدان وظروفه.

الميدان

وتفاعلت قضية استهداف الاحتلال الاسرائيلي لبيروت ومناطق واسعة في الجنوب والبقاع امس الاول وامس، ردت المقاومة بعمليات قصف للكيان الاسرائيلي تجاه حيفا ومناطق اخرى.واعلنت المقاومة انها استهدفت صباحاً تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما شنت في الوقت ذاته، هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إليعازر في حيفا. وقاعدة قيادة الدفاع الجوي بـ«كريات إيلعيزر» كانت من المواقع العسكرية التي صورت ضمن جولة «الهدهد» الاخيرة. واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق 20 صاروخاً من لبنان باتجاه خليج حيفا ومطقة «الكريوت». واصابة مباشرة لمبنى بسقوط صاروخ في المنطقة الصناعية في «كريات بياليك». وواصلت المقاومة في لبنان بعد ظهر امس، استهداف الكيان الاسرائيلي المحتل، واعلنت في بيانات، انه ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، عند الساعة 05:30 من بعد ظهر اليوم الجمعة، تجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة. واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان تجاه الجليل الغربي والجليل الأوسط.هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى رمبام في حيفا. سقوط 4 إصابات جراء القصف الأخير من لبنان تجاه الشمال. وسقطت طائرة تجسس اسرائيلية عند أطراف بلدة عبا عمد الجيش الاسرائيلي الى تفجيرها تلقائيا. وكشف مراسل موقع قناة 12 العبرية شاي ليفانان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اصطحب الصحافيين الإسرائيليين الى المنطقة الحدودية حيث دخلوا بضعة أمتار إلى جنوب لبنان.والهدف من التصوير هو خدمة «البروبغندا» الإعلامية للجيش الإسرائيلي. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استبعدني من الجولة لأنه لا يريد سماع الأسئلة الصعبة. اضاف: الجيش الإسرائيلي لن يخبركم عن الحدث التي اضطرت فيه مروحية «آباتشي» الى إلقاء ذخيرتها من الجو داخل «الأراضي الإسرائيلية».

15 موقوفاً على ذمة شبكة تجسس

كشفت مصادر عسكرية لبنانية امس، عن توقيف 15 شخصا للتحقيق معهم في الاشتباه بتعاملهم مع إسرائيل. وبحسب المصادر تدور الشبهات بشأن إقدام الموقوفين على تصوير أماكن استهدفت بغارات إسرائيلية، أو تصوير ما بعد استهدافها من الجانب الإسرائيلي. كما أشارت المصادر إلى أن اثنين من الموقوفين، وهما من الجالية السورية بلبنان، تبين تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان بيان للجيش اللبناني قد أشار إلى أنه نتيجة عمليات رصد ومتابعة لشبكات التجسّس الإسرائيلية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات السوريَّين (م.ا.) و(ب.ع.) لإقدامهما على تصوير أماكن ونقاط مختلفة، إضافة إلى توثيق آثار الغارات الجوية ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الجثامين للتحقق من نتائجها.

حزب الله لسكان شمال اسرائيل: منازلكم تحت مرمى صواريخنا

دبي - العربية.نت.. حذّر حزب الله سكان مناطق في شمال اسرائيل من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفا له. واتهم الحزب الجيش الإسرائيلي بأنه "يتخذ (...) منازل" في بعض مناطق شمال اسرائيل "مراكز تجمع لضباطه وجنوده وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء" سكنية في مدن كبرى مثل "حيفا وطبريا وعكا". كما أضاف أن "هذه المنازل والقواعد العسكرية هي "أهداف للقوة الصاروخية والجوية" للحزب. وحذّر السكان من "التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظا على حياتهم وحتى إشعار آخر".

رصد مسيرتين

وفي وقت سابق قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد طائرتين مسيرتين قادمتين من لبنان في وقت متأخر من مساء اليوم الجمعة بعد أن دوت صفارات إنذار في وسط إسرائيل، مضيفا أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وأضاف الجيش في بيان أنه اعترض طائرة مسيرة وأنه "جرى رصد الطائرتين منذ لحظة عبورهما الحدود اللبنانية". لكن الجيش والشرطة في إسرائيل قالا في بيانين منفصلين إن مبنى في مدينة هرتسليا تعرض لبعض الأضرار. واندلع الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله قبل عام عندما بدأت الجماعة المدعومة من إيران في إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل دعما لحركة حماس خلال الأيام الأولى من حرب غزة. وتفاقمت حدة الصراع في الأسابيع الماضية إذ قصفت إسرائيلجنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل عدد كبير من كبار قادة حزب الله. وأطلق حزب الله صواريخ على عمق إسرائيل.

ماكرون: حرب غزة ولبنان تنتهي مع وقف إمداد الأسلحة

دبي - العربية.نت... بينما جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في كل من غزة ولبنان، أكد على الأمر الرئيس الفرنسي.

"وقف صادرات الأسلحة"

إذا عاد سيد الإليزيه إيمانويل ماكرون، وعاود تصريحات كانت تسببت بتوتر مع إسرائيل، شدد فيها على أن وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في غزة ولبنان هو الطريق الوحيد لوقف الصراع. وأضاف اليوم الجمعة، أن إمداد الأسلحة هو السبب الرئيسي للتصعيد الراهن. كذلك أكد على أن فرنسا "لن تقبل" بأن يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا، في إشارة منه إلى ما جرى اليوم من استهداف لليونيفيل وخلّف إصابات. وقال خلال قمة في قبرص لدول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط: "ندين هذا الأمر. لن نقبل به ولن نقبل بأن يتكرر ذلك"، موجها الشكر إلى الدول المشاركة لتعبيرها عن موقف بالغ الوضوح إلى جانبنا في هذا الشأن".

نتنياهو يلوح بتكرار سيناريو غزة في لبنان.. هل يستطيع؟

وكان ماكرون أعرب الأسبوع الماضي، عن اقتناعه بأن وقت وقف إطلاق النار حان في لبنان. إلا أن هذا التصريح لم يعجب رئيس الحكومة الإسرائيلية، حيث أكد بنيامين نتنياهو حينها أن إسرائيل تتوقع الدعم من فرنسا وليس فرض "قيود" عليها. وقال إنه "من المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل إلى جانبها، وألا يفرضوا عليها قيوداً من شأنها فقط أن تقوي محور الشر الإيراني"، وفقاً لمكتبه. أتت هذه التطورات بعدما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية ارسولا فون دير لاين، إن وقف إطلاق النار في لبنان قد يمهد الطريق أمام تنفيذ القرار الدولي 1701. كما جددت الدعوة من أجل وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن ما قد يوفر فرصة لإيجاد حل دبلوماسي. وتحدثت دير لاين أيضا في قبرص حيث احتضنت اجتماع الدول الأوروبية التسع ظهر اليوم الجمعة.

غارات جوية إسرائيلية مكثفة

ويعيش لبنان على وقع تصعيد لا يوصف بفعل غارات جوية إسرائيلية مكثفة على مواقع عدة، وعمليات برية "محدودة" في البلدات الحدودية. إثر ذلك، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) اليوم الجمعة إصابة اثنين من عناصرها في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، للمرة الثانية خلال يومين، محذرة من أن قواتها تواجه "خطراً شديداً". في حين برر الجيش الإسرائيلي ما حصل قائلاً في بيان إن "فردين من قوات اليونيفيل أصيبا بنيران إسرائيلية أثناء الرد على تهديد في جنوب لبنان". يأتي هذا وسط دعوات أممية لوقف التصعيد الإسرائيلي الحاد الذي بدأ في 23 سبتمبر على لبنان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص ونزوح أكثر من 1.2 مليون آخرين، وفقاً للأرقام الرسمية.

فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تندد باستهداف إسرائيل قوات «يونيفيل» في لبنان

الجريدة....رويترز ...نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا اليوم الجمعة باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» وقالت إن مثل هذه الهجمات «غير مبررة» ويجب «أن تنتهي على الفور». وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك «نعبر عن غضبنا بعد إصابة عدة أفراد من قوات حفظ السلام في الناقورة. تمثل هذه الهجمات انتهاكاً خطيراً لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وبموجب القانون الدولي الإنساني». وأضافت في البيان «نُذّكر أنه يتعين حماية جميع قوات حفظ السلام ونكرر إشادتنا بالالتزام المستمر والضروري لقوات/أفراد (يونيفيل) في هذا السياق الصعب للغاية». ودعت كذلك إلى «وقف فوري لإطلاق النار»...

العثور على جثمان نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني.. في بيروت

• في موقع اغتيال زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله

الجريدة....أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، العثور على جثمان نائب قائد عمليات «الحرس»، الجنرال عباس نيلفروشان، في موقع اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصرالله بأحد ضواحي بيروت. وقال «الحرس الثوري» في بيان إنه بصدد «ترتيب إجراءات نقل الجثمان إلى إيران، على أن يحدد موعد تشييعه لاحقاً». وفي 27 سبتمبر الماضي، استهدفت إسرائيل بغارة محمّلة بقنابل تزن أكثر من 80 طناً، مقر قيادة «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، أودت بحياة نصرالله، وقادة آخرين، إلى جانب نيلفروشان، الذي كان موجوداً في اجتماع بالمبنى بصفته مستشاراً عسكرياً إيرانياً.

توقيف سوري في لبنان بتهمة العمالة لإسرائيل

الجريدة...أوقفت سلطات الأمن اللبنانية شخصاً من الجنسية السورية بتهمة العمالة لمصلحة إسرائيل وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية عبر موقعها الرسمي أن دورية من معلومات الأمن العام «دائرة الأمن القومي في الشوف»، أوقفت بعد عمليات رصد ومتابعة، شخصاً من الجنسية السورية في بلدة دير القمر، وهو متهم بالعمالة لإسرائيل. ووفق ما ذكرته «الوكالة» فإن مهمة المتهم هي «تحديد مواقع والكشف عليها بعد قصفها». وأشارت إلى أن المتهم قد حضر إلى منطقة الشوف بعدما كان تعرض لإصابة في منطقة بيروت.

ميقاتي يطالب الأمم المتحدة بقرار وقف إطلاق نار فوري في لبنان

- الحكومة ملتزمة بتنفيذ القرار 1701 لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في الجنوب.. و«حزب الله» موافق

الراي....طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الجمعة، الأمم المتحدة بقرار وقف إطلاق نار فوري في لبنان. وقال ميقاتي بعد اجتماع حكومته إن مجلس الوزراء قرّر «الطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب الى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه لاتخاذ قرار لوقف تام وفوري لإطلاق النار». وشدّد على «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار". وردا على سؤال عن إمكانية تطبيق القرار 1701 وما بقي منه قال ميقاتي: «يبقى الحل الدبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق أيضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد أنه يوجد أي تردد»....

فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد إطلاق النار على قوات «يونيفيل» في لبنان

الراي... قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة، إن فرنسا استدعت السفير الإسرائيلي لطلب التوضيح بعد أن أطلقت قوات إسرائيلية النار على مواقع لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، بما في ذلك قاعدة الناقورة في جنوب لبنان. وأضافت الوزارة في بيان «هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي ويجب أن تتوقف على الفور». ولدى فرنسا نحو 700 جندي ضمن مهمة «يونيفيل». ولم يصب أي من جنودها حتى الآن. وذكرت الوزارة أن جميع الأطراف في الصراع ملزمة بحماية قوات حفظ السلام.

الأمم المتحدة «مذهولة» من «تهديد» نتنياهو للبنانيين

خيّرهم بين «الانتفاضة» على «حزب الله» أو مواجهة الدمار

نيويورك: «الشرق الأوسط»... أعربت الأمم المتحدة اليوم (الجمعة)، عن «ذهولها» حيال اللهجة التحريضية التي تخيم على النزاع بين إسرائيل و«حزب الله»، مناشدة من يتولون مراكز السلطة إنهاء «مواقفهم العدوانية»، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حض هذا الأسبوع، الشعب اللبناني على الانتفاضة ضد «حزب الله»، أو المخاطرة بمصير مماثل لقطاع غزة في ظل حكم «حماس». وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، في إحاطة صحافية من جنيف: «نحن مذهولون من اللغة التحريضية العارمة من قبل أطراف متعددة». وأضافت: «اللهجة الأخيرة التي تهدد الشعب اللبناني ككل وتدعوه إما إلى الانتفاضة ضد (حزب الله)، أو مواجهة الدمار مثل غزة، تنطوي على مخاطر أن يُفهم منها أنها تشجع أو تقبل العنف الموجه ضد المدنيين والأهداف المدنية، في انتهاك للقانون الدولي». كما نددت بـ«التشهير المستمر بالأمم المتحدة، خصوصا (الأونروا)»، الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تغيث نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، ووصفته بأنه «غير مقبول». وشددت على وجوب «أن يتوقف هذا النوع من الخطاب السام، من أي مصدر». وتشوب الخلافات منذ مدة طويلة، العلاقة بين إسرائيل و«الأونروا»، إذ تتهم الدولة العبرية الوكالة الأممية بأن بعض موظفيها شاركوا في هجمات «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وبدأت إسرائيل في 23 سبتمبر (أيلول)، حملة قصف جوي كثيفة في لبنان تقول إنها ضد أهداف لـ«حزب الله»، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة ومركزة» عند الحدود. وأفادت الدولة العبرية الثلاثاء، بتوسيع نطاق هذه العمليات لتشمل القطاع الغربي في جنوب لبنان. وأكدت شامداساني أن «أعمال القتل والتدمير، فضلاً عن المواقف العدوانية من جانب أولئك الذين هم في مواقع السلطة، يجب أن تنتهي». وحذرت المتحدثة من أن «اتساع النزاع والتصعيد التدريجي يعرضان حياة ورفاه ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء المنطقة للخطر». وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تحققت من وقوع 18 هجوماً على مراكز للرعاية الصحية بلبنان منذ 17 سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 72 شخصاً وإصابة 40 آخرين بين العاملين في قطاع الصحة. وبينما تسجل المنظمة مثل هذه الهجمات، إلا أنها لا تنسبها لأي جهة. وذكر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، أن 96 مرفقاً للرعاية الصحية أُجبرت على الإغلاق في جنوب لبنان. وأفادت تقارير بأن 5 مستشفيات خرجت عن العمل بعد تعرضها لأضرار، بينما تم إخلاء 4 مستشفيات بشكل جزئي. وأضاف ليندماير أنه مع زيادة عدد النازحين في لبنان وتقلص القدرة على الحصول على الرعاية الطبية، «نواجه وضعاً يكون فيه خطر تفشي الأمراض أعلى بكثير».

«انسداد دبلوماسي» ينذر بحرب طويلة في لبنان

«حزب الله» اعتبر المعركة «في بدايتها»... ومصدر أمني أكد أن حالة وفيق صفا حرجة

عواصم: «الشرق الأوسط».. ينذر الانسداد الدبلوماسي بأن الحرب الإسرائيلية على لبنان ستكون طويلة؛ إذ أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن جيشه لن يتوقف، في حين قال «حزب الله» إن المعركة لا تزال «في بدايتها»، وأطلق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية وصولاً إلى حيفا. وغداة اجتماع مجلس الأمن الذي شدد فيه ممثلو دول العالم على ضرورة «وقف إطلاق النار فوراً»، عبر الخط الأزرق، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين هاتفيين برئيسي البرلمان اللبناني نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وفيما استمر الاتصال مع بري 40 دقيقة، قال ميقاتي أن الاتصال به يصب في إطار التنسيق والسعي الجدي لوقف إطلاق النار. وجدد ميقاتي التأكيد على التزام لبنان بتنفيذ القرار «1701» وموافقة «حزب الله» عليه. إلى ذلك، قال مصدر أمني لبناني رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله»، وفيق صفا، في حالة حرجة بعد إصابته إصابة بالغة جرّاء غارة إسرائيلية استهدفته مساء الخميس في بيروت وأوقعت 22 قتيلاً وعشرات الجرحى.

الخوف يسيطر على سكان بيروت بعد تلقيها ضربات إسرائيلية

بيروت: «الشرق الأوسط»... لا يزال سكان منطقة وسط بيروت التي ضربتها غارة جوية إسرائيلية أسقطت كثيراً من القتلى والجرحى في حالة صدمة، الجمعة، وسط الغبار والأنقاض والزجاج المهشم، ويخشون من أنه إذا تعرضت منطقتهم التي لم تكن مستهدفة من قبل للقصف، فلن يبقى مكان آمن في لبنان. وتستهدف حملة إسرائيل المتصاعدة في لبنان بشكل أساسي، المناطق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب، والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع في الشرق، حيث توجد معاقل جماعة «حزب الله». ومع ذلك، أصابت غارتان، في وقت متأخر ليل الخميس، منطقة البسطة الفوقا، وهي منطقة في بيروت تضم مباني سكنية امتلأت على مدى الأسبوعين الماضيين بالنازحين من المناطق التي تقصفها الضربات الإسرائيلية. وقال اللبنانية هدى عدلي (51 عاماً)، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «صار شي مخيف. بكرة الله أعلم وين رح يضربوا. نزلتي نزول بتخافي طلعتي طلوع بتخافي، روحتي يمين بتخافي بتروحي شمال بتخافي، وين بنروح؟». وكانت تؤدي صلاة العشاء في منزلها، الخميس، عندما انفجرت كرة من النار في المبنى المجاور، لتتصاعد سحابة من الغبار حولها وتسود حالة من الفوضى. وفي اليوم التالي، كان يتناثر في الطريق الزجاج المهشم والركام والملابس والحقائب، وأخذ الناس يبحثون بين الحطام عن متعلقاتهم والصدمة تعلو وجوههم. وتكدست السيارات فوق بعضها وقد انبعجت هياكلها أو تحطمت من شدة الانفجار، ووضع كثيرون الكمامات للوقاية من الغبار الذي لا يزال منتشراً بكثافة في الهواء.

غارات

وقالت السلطات الصحية اللبنانية إن الغارتين الجويتين الإسرائيليتين أسفرتا عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 117 آخرين. واستهدفتا مسؤولاً في «حزب الله»، لكن مصادر أمنية قالت إنه نجا. وقال عامر الحلبي (55 عاماً)، الذي يسكن في المبنى نفسه الذي تقطن فيه هدى، إن كثيراً من النازحين انتقلوا إلى حيهم ويخشون من أن تستخدم إسرائيل مزاعم وجود أعضاء من «حزب الله» بينهم ذريعة لتوسيع ضرباتها. وأضاف: «هذه كلها أبنية سكنية يسكنها الناس من أكثر من 30 سنة. أين ضمائرهم عندما يقتلون 22 شخصاً؟ من أجل ماذا؟ ما في أي إنسانية». وأشار الحلبي إلى أنه كان في منزله مع زوجته عندما وقعت الضربتان. وبعد دقائق قليلة، تناثرت الجثث في الشارع. وتابع، وهو يقف أمام المبنى الذي يقيم فيه، أن طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق فوق بيروت بشكل مستمر منذ أسابيع تهدف إلى «إجهاد أعصاب الناس». وأردف: «مر على وجودها هنا أكثر من شهر. لم تغادر (الطائرة) الأجواء. لا يمكنك أن تأكل، لا يمكنك أن تشرب، لا يمكنك أن تنام، لا يمكنك أن تفعل أي شيء». وتسببت الضربتان في تدمير واجهات 5 مبانٍ على الأقل، وتحطيم نوافذ مبانٍ أخرى على طول الشارع. وفي إحدى البنايات، يمكن رؤية حطام غرفة معيشة. ولا تزال صور أفراد العائلة على الحائط وستارة حولها الغبار إلى اللون الرمادي تتدلى على أحد الجوانب. وعلى بعد أمتار، وقفت أسرة أمام مبنى سكني تنقل حشايا وغسالة ملابس وغيرها من المتعلقات على ظهر شاحنة صغيرة. وفر أفراد الأسرة من جنوب لبنان ولجأوا إلى حي البسطة الفوقا بحثاً عن الأمان. والآن يتجهون إلى مدينة طرابلس في الشمال.

إسرائيل تطالب «اليونيفيل» بالابتعاد 5 كيلومترات داخل حدود لبنان

واشنطن تركز على «خريطة طريق» لتجريد «حزب الله» من السلاح وبسط سلطة الدولة

الشرق الاوسط...واشنطن: علي بردى... طالبت إسرائيل القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» بـ«الابتعاد» خمسة كيلومترات، شمال الخط الأزرق؛ لتجنب الأخطار الناجمة عن القتال مع «حزب الله» في جنوب لبنان، في حين رسمت الولايات المتحدة ملامح «خريطة طريق» لنزع سلاح التنظيم المدعوم من إيران، ومنع إيران من إعادة تسليحه، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وفقاً لقرارات مجلس الأمن. وجاءت هذه المطالبة الإسرائيلية، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، مساء الخميس، بطلب من فرنسا، واستمع خلالها إلى إحاطة من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، التي حذّرت من أن «الصراع المدمر في لبنان، إلى جانب الضربات المكثفة في سوريا، والعنف المستعر في غزة والضفة الغربية المحتلة، يشير إلى منطقة تتأرجح بشكل خطير على شفا حرب شاملة». وأكدت أنه «يجب على (حزب الله) والجماعات المسلحة غير الحكومية الأخرى التوقف عن إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل»، مطالِبة الأخيرة بـ«وقف قصفها للبنان، وسحب قواتها البرية منه». وشددت على أنه «يتعين على الأطراف التزام العودة إلى وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل لقراريْ مجلس الأمن 1559 و1701». وأكدت ديكارلو أنه «يتعين على الدولة اللبنانية أن تسيطر على كل الأسلحة داخل أراضيها»، داعية الزعماء السياسيين في لبنان إلى «اتخاذ خطوات حازمة نحو معالجة الفراغ» الرئاسي. وحضّت على «بذل كل جهد ممكن لعكس هذه الدورة من العنف، وإعادة لبنان وإسرائيل - والمنطقة - من شفا الكارثة». وتبعها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار - لاكروا، الذي قال إن الوضع الراهن يُعرّض قوات حفظ السلام لـ«خطر شديد». وإذ أشار إلى الاستهداف الإسرائيلي لقوات حفظ السلام، وإصابة اثنين من عناصرها، الخميس، أكد أن «سلامة قوات حفظ السلام وأمنها معرَّضان للخطر بشكل متزايد، الآن».

«وقف النار فوراً»

من جهته، أكد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، أن «الوضع في لبنان خطير جداً»، وعدَّ أن «الوقت حان لخفض التصعيد»، والتوصل إلى «وقف إطلاق نار فوري ودائم في لبنان». وأشار إلى استضافة فرنسا مؤتمراً وزارياً في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من أجل «المبادرة إلى ثلاثة أهداف على الصعيد السياسي. إن الهدف هو إعادة إطلاق الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي يستند إلى القرار 1701، ويتضمن البعد الإنساني هدف تعبئة المجتمع الدولي لتلبية حاجات الحماية والطوارئ للشعب اللبناني. وأخيراً وليس آخراً، ولضمان سيادة لبنان، نريد زيادة الدعم للمؤسسات اللبنانية، وخاصة القوات المسلّحة اللبنانية». وتحدَّث نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، الذي عَدَّ أنه «لكي يكون الحل الدبلوماسي مستداماً، يتعين على الأطراف أن تنفذ بالكامل القرار 1701 الذي يطالب (حزب الله) بالانسحاب من منطقة الحدود، ونشر القوات المسلّحة اللبنانية في الجنوب»، بالإضافة إلى «فرض حظر الأسلحة، واتخاذ الخطوات اللازمة للمساعدة في ضمان عدم عودة إيران إلى إمداد ما تبقّى من وكلائها الإرهابيين بالأسلحة».

تكاليف باهظة

ورأى أن الحل «يتطلب أيضاً أن يضع الزعماء السياسيون في لبنان خلافاتهم جانباً ويشكلوا حكومة تستجيب لحاجات الشعب اللبناني»، مؤكداً أن «الحل لهذه الأزمة ليس في لبنان الضعيف، بل في لبنان القوي والسيادي الحقيقي المحميّ بقوة أمنية شرعية». وطالب المجتمع الدولي بـ«التنديد بإيران؛ لتقويضها سيادة لبنان»، وبـ«حزب الله؛ لمهاجمته إسرائيل». وشدد على أنه «يتعين علينا أن نكون مستعدين لفرض تكاليف باهظة على إيران؛ لانتهاكها قرارات هذا المجلس».

الصين وروسيا

وعبَّر المندوب الصيني فو تسونغ عن «القلق البالغ» لبلاده من «التصعيد الخطير»، واستهداف قوات «اليونيفيل»، مؤكداً أن «الشرق الأوسط لا يستطيع أن يتحمل حرباً شاملة». وأضاف: «لا بد أن يكون التوصل إلى وقف إطلاق النار أولوية قصوى». وطالب إسرائيل بـ«التخلي عن هوس استخدام القوة (...) والتوقف عن انتهاك سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وإنهاء سلوكها المغامر الذي قد يجرّ المنطقة إلى كارثة جديدة». وعرض المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، العمليات العسكرية الإسرائيلية على كل الأراضي اللبنانية، وطالب بـ«التنفيذ الكامل والشامل للقرار 1701، الذي يحدد التزامات إسرائيل. ويتلخص هذا الالتزام في وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، وسحب قواتها المسلّحة من جنوب لبنان، ووقف احتلال الأراضي اللبنانية. كما يتضمن القرار التزامات على (حزب الله) بسحب فِرقه من شمال لبنان إلى شمال نهر الليطاني». وأكد أن بلاده «ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية لتهدئة الموقف ومنع سيناريو كارثي للشرق الأوسط بأكمله».

موقف لبنان

وأكد القائم بأعمال المندوب اللبناني، هادي هاشم، أن «القرار 1701، الذي يتمسك به لبنان بالكامل، هو الحلّ الأمثل»، مجدداً «التزام لبنان بالمبادرة الأميركية الفرنسية المدعومة من دول عربية شقيقة وأخرى صديقة، والداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، يتم خلالها معالجة المسائل الحدودية العالقة، والتي تبلغنا موافقة إسرائيل عليها قبل أن تعود وتتنصل منها، وتُصعّد عدوانها». وأكد أيضاً أن «لبنان مستعدّ للحل الدبلوماسي وجاهز لتسهيل مهمة الوسيطين الأميركي والفرنسي»، وعَدَّ أن الجانب الإسرائيلي «مخطئ في محاولته كسر القرار 1701، بخلق واقع عسكري جديد على الأرض يؤمِّن له حلولاً غير عادلة».

ما تريده إسرائيل

وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن الجنود الإسرائيليين في الميدان «سيعملون على إضعاف قدرات (حزب الله)، وإزالة قدرته على شن هجمات ضد شعبنا، وتقليص شبكة الإرهاب التي تمتد عبر جنوب لبنان»، وعَدَّ أن «هناك طريقاً واحداً فقط للسلام في إسرائيل ولبنان: يجب أن يكون دون (حزب الله)، ويجب تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2006 الذي أنهى آخِر حرب بين إسرائيل و(حزب الله) بالكامل. ويدعو البند الرئيسي في القرار إلى نزع سلاح جميع الجماعات المسلَّحة، بما في ذلك (حزب الله)، ونشر الجيش اللبناني وسيطرته على الجنوب بأكمله». كذلك قال إن إسرائيل توصي بابتعاد قوات «اليونيفيل» خمسة كيلومترات شمالاً في أسرع وقت ممكن»؛ من أجل «تجنب الخطر مع تصاعد القتال».

طموحات محدودة لمؤتمر دعم لبنان في باريس

مصادر دبلوماسية: تراجع واشنطن عن مبادرتها المشتركة مع فرنسا لوقف النار يضعف رسالة المؤتمر

الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبونجم... ستكون الدول الأوروبية والمفوضية حاضرة في المؤتمر، الذي دعت إليه باريس يوم 24 الحالي لمساعدة ودعم لبنان، والذي وضعت له 4 محاور رئيسية. المحور الأول محور إنساني، عنوانه مزدوج وفق ما شرحت مصادر رئاسية فرنسية، إذ سيتناول وضع القطاع الصحي والاستجابة لحاجة لبنان التمويلية المباشرة (427 مليون دولار) ودعم القطاع الصحي والاستشفائي وتوفير الأدوية. والجانب الذي يجد لبنان نفسه عاجزاً أيضاً إزاء فداحته، يتركز على ملف النازحين، الذين تقدرهم المصادر الحكومية بـ1.4 مليون شخص اضطروا لترك منازلهم وقراهم المدمرة في غالبيتها. وهذا التناول، في مرحلته الراهنة، لا يتناول إعادة بناء ما تهدم، إذ الحرب ما زالت دائرة رحاها، ولائحة التدمير الطويلة لم تختتم. وترى المصادر الرئاسية الفرنسية أن «هناك حاجة للتنسيق بين الدول الراغبة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى لبنان». وليس من المستبعد أن تتشكل لجنة لهذه الغاية، علماً أن غالبية الدعم الإنساني والمالي سيأتي من الدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص.

أولوية دعم الجيش

أما المحور الثاني فيتركز على دعم الجيش اللبناني، وهو محل إجماع نظراً للدور المنتظر منه عندما تضع المعارك أوزارها، وتتم العودة إلى القرار الدولي رقم 1701، سواء بصيغته الراهنة أم المعدلة ودور الجيش في فرض احترامه، إلى جانب قوات «اليونيفيل» الموجودة في لبنان منذ عام 1978. والحال أن القاصي والداني يعيان أن الدولة اللبنانية لا تمتلك الإمكانات لتطويع مزيد من الجنود، ولا لنشرهم، ولا لتسليحهم، فضلاً عن أن الجيش الذي يعدّ العمود الفقري للمحافظة على الدولة اللبنانية مطلوب منه اليوم القيام بمهام متعددة، من بينها المحافظة على الأمن الداخلي ومراقبة الحدود والانتشار على كل الأراضي اللبنانية.... ومع الأزمة المالية والاقتصادية التي ضربت لبنان منذ عام 2019، تهاوت رواتب العسكريين واضطرت قيادة الجيش للبحث عن موارد تمويل وهبات متعددة المصادر. من هنا، ينتظر أن يحظى دعم القوات المسلحة اللبنانية على إجماع المؤتمرين، علماً أن السنوات الأخيرة شهدت كثيراً من المؤتمرات لدعم الجيش، وتقوم إيطاليا برئاسة لجنة مخصصة لهذه الغاية. وفي هذا السياق، واستجابة لالتزام الحكومة اللبنانية بنشر قوات الجيش جنوب نهر الليطاني، فإن باريس أكدت بصوت مندوبها لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، بمناسبة انعقاد جلسة مجلس الأمن، الخميس، العمل على «ضمان سيادة لبنان». الأمر الذي يمر بدعم القوات المسلحة اللبنانية. وقال دو ريفيير لاحقاً: «نريد زيادة الدعم للمؤسسات اللبنانية، خاصة القوات المسلحة اللبنانية... نريد انتشار القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب والقيام بمهمتها... ما نحتاج إلى فعله هو التأكد من أن القوات المسلحة اللبنانية مجهزة ومدربة بشكل صحيح». وفي هذا السياق، قال نائب المندوب الأميركي روبرت وود، في إطار اجتماع مجلس الأمن: «إن على المجتمع الدولي أن يركز جهوده على تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية». وأضاف وود: «حلّ هذه الأزمة ليس بإضعاف لبنان... وإنما بالذهاب إلى لبنان قوي وذي سيادة حقيقية بحماية من قوة أمنية شرعية تتمثل في القوات المسلحة اللبنانية». وبحسب مصادر دبلوماسية في باريس، فإن دعم الجيش اللبناني محل إجماع، وينتظر أن تصدر عن المؤتمرين مقررات قوية بهذا الشأن.

الفراغ الرئاسي

يقوم المحور الثالث للمؤتمر، وفق ما شرحته المصادر الرئاسية، على الدفع باتجاه معالجة الأزمة المؤسساتية التي يعاني منها لبنان منذ عامين، مع الفراغ الرئاسي من جهة، ووجود حكومة تصريف أعمال، وشلل المجلس النيابي، وضعف أداء الحكومة والإدارة، خصوصاً في ظروف الحرب التي تلفّ لبنان. وقالت المصادر الرئاسية ما حرفيته: «إن الرسالة التي سيروج لها الشركاء الدوليون عنوانها تقديم الدعم للمؤسسات اللبنانية وتشجيع الشركاء اللبنانيين من أجل إيجاد سلطة تنفيذية، عنوانها الأول انتخاب رئيس للجمهورية». وتجدر الإشارة إلى أن باريس تجهد، منذ ما قبل حلول الفراغ في قصر بعبدا، على القيام بوساطة تسهل انتخاب رئيس للجمهورية، بشكل منفرد أو من خلال اللجنة الخماسية، التي تضم إلى جانب فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية ومصر وقطر، إلا أن جهودها لم تثمر، كما أن محاولات الخماسية تدور في فراغ. وتأخذ باريس على السياسيين اللبنانيين، كما تقول مصادر فرنسية معنية، «تغليبهم مصالحهم الشخصية والحزبية والمذهبية على المصلحة الوطنية، وانقساماتهم التي تغذي بعضها جهات خارجية». ومن المرتقب أن يلحظ البيان الختامي للمؤتمر فقرة خاصة بهذا الملف، الذي تبدو الحاجة لإغلاقه أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بسبب حالة الحرب التي يعيشها لبنان والحاجة إلى جهات كاملة الصلاحيات تخوض التفاوض باسم لبنان، عندما تنطلق المفاوضات.

هدف واشنطن

يبقى أن كل هذه المحاور ستبقى قاصرة من غير توقف لإطلاق النار وإطلاق العملية السياسية الدبلوماسية، وتسوية الخلافات الحدودية بين لبنان وإسرائيل. والحال أن الاجتماع الأخير لمجلس الأمن اقتصر على كلمات المندوبين، ولكن لم يصدر أي بيان أو أي قرار. ويجدر التذكير بأنه خلال أسبوع القادة، في بداية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، توصلت الولايات المتحدة وفرنسا إلى إطلاق مبادرة دعمها كثير من الدول الأوروبية والعربية، تقوم على الالتزام بهدنة من 21 يوماً يجري خلالها البحث في العودة إلى التنفيذ الحرفي للقرار 1701 والتزام الحكومة اللبنانية بالعمل بمقتضياته، بما في ذلك إرسال قوة كبيرة من الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني.

خيبة كبرى

جاء التزام الحكومة اللبنانية مع ضوء أخضر من «حزب الله» بقبول وقف إطلاق النار، ما يعني عملياً فكّ الارتباط بين الجبهة اللبنانية وغزة، وهو الخط الذي سار عليه الحزب منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. بيد أن هذه الجهود، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس، أصيبت بخيبة كبرى عندما سحبت واشنطن يدها من المبادرة التي أطلقتها مع فرنسا، مفسحة المجال لإسرائيل لتحقق أهدافها من الحرب على لبنان. وبدا ذلك جلياً من خلال غياب الدعوة لوقف إطلاق النار في كلمة نائب المندوب الأميركي في مجلس الأمن، كما غابت أيضاً عن تصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن من لاوس، حيث كان يشارك في اجتماع دولي لبلدان جنوب شرقي آسيا. فالمندوب الأميركي روبرت وود أفاد أن بلاده «تعمل على التوصل الى حل دبلوماسي»، لكنه لم يشر إلى وقف إطلاق النار. وتسعى باريس إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المبادرة الفرنسية الأميركية، وستعمل للاستفادة من المؤتمر للدفع في هذا الاتجاه. وسوف تدل نوعية المشاركة الأميركية، التي تريدها باريس على مستوى وزراء الخارجية، على مدى الاهتمام الأميركي بالجهد الجماعي المرتقب من المؤتمر المرتقب. وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الأربعاء، عما تطمح إليه واشنطن في لبنان، بقوله: «نريد أن يقرر الشعب اللبناني هوية قادته». مضيفاً: «نحن بالتأكيد لا نريد أن نملي على الشعب اللبناني من هو زعيمهم، ولن نفعل ذلك... نريدهم أن يكونوا قادرين على القيام بذلك في غياب منظمة إرهابية تصوب مسدساً إلى رؤوسهم، وهو الوضع الذي يعيشه لبنان منذ عقود حتى الآن». وختم قائلاً: «في نهاية المطاف، نأمل أن يتم إضعاف (حزب الله) بما فيه الكفاية بحيث يصبح أقل قوة في السياسة اللبنانية». وكان من الممكن لباريس أن تراهن على موقف أوروبي موحد. والحال أن الانقسامات، التي برزت بشأن حجب السلاح عن إسرائيل، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية الأسبوع الماضي، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة، تُبين عمق الانقسامات الأوروبية، وتُظهر أن الرافعة الجماعية الأوروبية معطلة، خصوصاً عندما يعلن المستشار الألماني، في الفترة عينها، معاودة بلاده تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بعد تجميد غير معلن، منذ بداية العام الحالي.

إسرائيل تناور في القرى الحدودية اللبنانية... و«حزب الله»: المعركة في بدايتها

مقتل عسكريين في الجيش اللبناني بقصف على مركزهما جنوباً

بيروت: «الشرق الأوسط»... قُتل عسكريان اثنان في الجيش اللبناني في قصف إسرائيلي على مركز للجيش في جنوب لبنان، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي «الاستمرار بالعمل ضد العدو حتى ضمان عودة سكان الشمال»، فيما قال «حزب الله» إن «المعركة مع العدو في بداياتها». وأعلن الجيش اللبناني، الجمعة، مقتل اثنين من جنوده في استهداف إسرائيلي لأحد مراكزه في جنوب لبنان، بعد أسبوع من مقتل جنديين آخرين بنيران إسرائيلية. وقال الجيش في بيان: «استهدف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في بلدة كفرا» في جنوب لبنان، «ما أدى إلى سقوط شهيدين و3 جرحى». وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن الداخلي أجريا تقييماً أمنياً داخل جنوب لبنان، أمس الخميس. وأكد رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي في مقطع فيديو خلال التجمع، نشره الجيش: «نواصل العمل ضد العدو، ولن نتوقف حتى نضمن إمكانية إعادة السكان (الذين تم إجلاؤهم من الشمال) بأمان، ليس الآن فحسب، بل بنظرة مستقبلية». وأضاف: «إذا فكر أي شخص في إعادة بناء هذه القرى مرة أخرى، فسوف يعرف أنه لا جدوى من بناء بنية تحتية للإرهاب؛ لأن الجيش الإسرائيلي سوف يعمل على شل قدراتها مرة أخرى». وفي حين سجّل هدوء حذر في ضاحية بيروت الجنوبية، استمر القتال في المناطق الحدودية اللبنانية التي توغلت في أكثر من محور حدودي، وهو ما تجلى في بيانات لـ«حزب الله» الذي أعلن عن استهدافات لتجمعات لجنود إسرائيليين، وقال في بيانات متتالية إنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر مقابل بلدة رميش وتجمعاً آخر في رأس الناقورة بصلية صاروخية، وتجمعات في مستعمرات شوميرا ويعرا وكفرسولد وفي منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا في ثكنة يفتاح ومحيطها بصليات صاروخية». كما نفذ «حزب الله» هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا، واستهدف تجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجه، كما أعلن أنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي عند أطراف بلدة بليدا الشرقية الجنوبية»، وتجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفريوفال بصلية صاروخية. كذلك أعلن أنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي غرب كريات شمونة بصلية صاروخية». وفي إسرائيل، أفادت وسائل إعلام بإصابة مباشرة لمبنى في المنطقة الصناعية في كريات بياليك في خليج حيفا نتيجة صواريخ من لبنان، فيما سقطت صواريخ أطلقت من لبنان في منطقة الكريوت في خليج حيفا، كما أصيب شخصان بصاروخ مضاد للدروع في بلدة يارؤون في الجليل الأعلى، بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في زرعيت وإغلاق شوارع رئيسية في شمال إسرائيل خشية عملية تسلل إلى عدد من البلدات. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عصراً بسقوط صواريخ أطلقت من لبنان في كريات شمونة وفي بلدات حدودية شمال إسرائيل. وبعد الظهر، انطلقت صفارات الإنذار في عشرات البلدات في شمال غربي إسرائيل بينما تستعد البلاد للاحتفال بعيد الغفران، وأبلغ الجيش الإسرائيلي عن رصد «نحو 80 مقذوفاً» أطلقت من لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد «نحو 80 مقذوفاً فوق الأراضي الإسرائيلية بعد إطلاقها من لبنان».

«حزب الله»: المعركة مع العدو في بدايتها ومن المبكر الحديث عن الاستثمار السياسي

وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف في مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن المعركة مع إسرائيل في بدايتها، موجّهاً انتقاده إلى الخارج والداخل، حيث رأى أنه من المبكر الحديث عن الاستثمار السياسي. وانتقد الحكومة اللبنانية ووزارة الإعلام والقضاء اللبناني لعدم ملاحقتها من «ينشر أسماء ‏قرى معينة ويقول إن فيها مسؤولين من المقاومة أو بيوتاً فيها سلاح وذخائر، ويحرض ‏العدو على قصفها»، ورفض عفيف «الذرائع الواهية بوجود مخازن ‏أسلحة في الضاحية الجنوبية»، قائلاً: «تقصف الضاحية بالصواريخ الموقوتة التي تنفجر بعد انتهاء ‏الغارات من أجل الإيهام بمخازن أسلحة وتضليل الرأي العام، ويمنع عمليات الإنقاذ ‏للمحتجزين تحت الركام، كما يفعل في منطقة المريجة، ويقصف المسعفين وسيارات ‏الإسعاف، ويمنع آليات وزارة الأشغال من سد الحفرة على طريق المصنع بتواطؤ وضغط ‏أميركي».

محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»

وفيما لم يتطرق إلى مصير مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، تحدث عن القصف على منطقة النويري في بيروت قائلاً: «العدوان على ‏بيروت هو استكمال لجرائمه المدانة ‏في سائر أنحاء الوطن، تحت ذرائع واهية ‏وكاذبة اختلقها ليبرر جريمته الجديدة». وجدد قوله إن «ضرب تل أبيب ليس ‏سوى البداية، وما حصل في الأيام الماضية في حيفا وفي جوارها يؤكد أننا ما زلنا في ‏البداية، وللعدو أقول: لم تر بعد إلا القليل من ضرباتنا».‏ وعن الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية قال: «المقاومة بخير، وتدير حقل ‏رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، مخزونها ‏الاستراتيجي بخير. الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية ‏وأعلى درجات الاستعداد دفاعاً عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأراً لدم شهيدنا ‏الأقدس». ووجه رسائل إلى الداخل اللبناني قائلاً: «يدور الكثير من الكلام على شاشات التلفزة والصفحات الأولى وكواليس السياسة عن ‏استعجال النتائج السياسية في الداخل اللبناني»، وأكد «أن المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى، ومن المبكر الحديث عن ‏الاستثمار السياسي، وتذكروا دائماً أن الإسرائيلي لا يعمل عندكم أبداً، بل يعمل لمصالحه وحدها».‏

بايدن

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم، أنه يطلب من إسرائيل عدم استهداف قوات «اليونيفيل» خلال الصراع مع «حزب الله».

«لقاء معراب» يواجه «خلل» الحضور المنقوص للمعارضة اللبنانية

توصيته بتطبيق الـ«1559» يُدخل «القوات» في مواجهة مع بري

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... تبقى الأنظار السياسية في لبنان مشدودة إلى اللقاء الذي يستضيفه حزب «القوات اللبنانية»، السبت، في معراب، بدعوة من رئيسه سمير جعجع، تحت عنوان «لقاء وطني جامع لإنقاذ لبنان». ويُفترض أن يخرج اللقاء ببيان سياسي شامل، يكون بمثابة خريطة طريق للانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة غير تلك القائمة حالياً. ويتوقع أن تترتب على البيان ردود فعل، في ظل الانقسام السياسي الحاد بين المعارضة ومحور الممانعة، وبغياب بعض أطراف المعارضة عن المشاركة في اللقاء، بذريعة عدم التشاور مع بعضها وعدم دعوة البعض الآخر. والأمر نفسه ينسحب على «اللقاء الديمقراطي» الذي ارتأى التخلف عن الحضور، إضافة إلى الكتل النيابية التي تتموضع في الوسط وتواصل تحركها بحثاً عن قواسم مشتركة للتلاقي مع الفريقين المتخاصمين في منتصف الطريق للتوافق على تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية لا يشكل تحدياً لأحد.

مشاركة منقوصة

ومع أن الدعوة للقاء، وهو الثاني بعد اللقاء الذي عُقد في أبريل (نيسان) الماضي، فإن مشاركة أطياف المعارضة تبقى منقوصة بغياب نواب تحالف «قوى التغيير» (ميشال الدويهي، ومارك ضو، ووضاح الصادق)، والنائب المستقل بلال الحشيمي، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، المنقطع عن التواصل مع جعجع، والنواب السابقين: أحمد فتفت وفارس سعيد ومصطفى علوش، وحزب «الكتلة الوطنية»، فيما كلف رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، الموجود في لبنان، النائب السابق جواد بولس بتمثيله. واللافت أيضاً أن حضور النواب المسلمين، وعددهم 64 نائباً، يقتصر على النائب أشرف ريفي بالإنابة عن كتلة «التجدد»، ما يعني وجود خلل أخذ يتنامى داخل المعارضة لم تتمكن حتى الساعة من معالجته، رغم استمرار التواصل بين الذين قرروا التخلُّف عن الحضور، باستثناء السنيورة الذي اعتذر عن عدم حضور اللقاء الأول لتلقيه الدعوة هاتفياً، وسعيّد الذي لم تشمله الدعوة، وإن كان الجميع، بمن فيهم الذين تغيبوا عن الحضور لا يمانعون بتلازم التطبيق بين الـ1701 والـ1559، لكنهم يأخذون على جعجع عدم التشاور معهم في غالب الأحيان، والتفرد بمواقف يجد البعض نفسه محرجاً أمامها، ما يضطره إلى التمايز عنه.

جعجع مطالب بالانفتاح

فالمسؤولية في معالجة الخلل وتصويب العلاقة بين قوى المعارضة تقع، بحسب هؤلاء، على عاتق جعجع الذي لا منافس له، كونه يتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان، ولديه حضور مميز في الشارع المسيحي، بخلاف حضوره إسلامياً الذي يتطلب منه الانفتاح على الشركاء الآخرين في البلد، الذين لا ينكرون عليه دوره وحجمه في المعادلة السياسية، ويأخذون عليه جنوحه نحو التصعيد السياسي. ويأمل هؤلاء من جعجع أن يبادر، ولو متأخراً، إلى استيعاب المعارضة والتشاور مع حلفائه، ومد اليد إلى خصومه، خصوصاً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بادر أخيراً إلى صرف النظر عن دعوته للحوار أو التشاور كشرط لانعقاد البرلمان في جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس، مقرونة هذه المرة بالتوافق عليه، ما يعني أن هناك ضرورة للتعاطي بانفتاح مع تحوله وعدم التفريط بالفرصة المواتية لانتخابه، وإن كان يتطلع من موقفه المستجد إلى تحصين الساحة الداخلية في مواجهة تمادي إسرائيل في عدوانها.

ضرورة التريث

وكان هؤلاء يتمنون على جعجع، كما تقول مصادرهم، التريث في دعوته للقاء إلى حين تسمح الظروف باختيار التوقيت المناسب، بعيداً عن المراهنات، ليأتي اللقاء جامعاً على الأقل لقوى المعارضة، ليكون في مقدورها التفاهم على مقاربة موحّدة بكل ما يتعلق بالمرحلة المقبلة فور التوصل إلى وقف النار، بما يتيح لها أن تتقاطع مع الفريق الآخر أو بعضه؛ للتوصل إلى رؤية موحدة تؤمّن الانتقال السلمي بلبنان إلى مرحلة الاستقرار على قاعدة التوافق يكون على قياس متطلبات المرحلة، بدلاً من تجدد الاشتباك السياسي على خلفية التمسك بالـ1701 لقطع الطريق على إسرائيل لتعديله كشرط لإعادة الهدوء إلى الجنوب، بعد أن توغلت في القرى الأمامية الواقعة قبالة الشمال الإسرائيلي. ومع أنه لا مشكلة أمام المعارضة للتوصل إلى مقاربة موحدة تتعلق بالمرحلة الجديدة، فإن لا شيء يمنع من انفتاحها على ما خلص إليه «لقاء عين التينة» الذي ضم رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق لـلحزب «التقدمي الاشتراكي»؛ لأن هناك ضرورة لتجاوز الاعتراض على الشكل بذريعة عدم دعوتهم لقيادات مسيحية بالانضمام إليهم، والتوقف أمام المضمون الذي يحاكي فيه هؤلاء شريكهم المسيحي، بتأييدهم لوقف النار ونشر الجيش وتطبيق القرار 1701، مقروناً بالتفاهم على رئيس توافقي، خصوصاً أن الثلاثية التي رسمها لقاء عين التينة هي بمثابة خطوة نوعية يجب توظيفها لتجاوز الاصطفاف السياسي، وصولاً لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث.

حرق المراحل

فهل استعجل جعجع بالدعوة للقاء معراب؟ وما الذي أملى عليه حرق المراحل بدلاً من أن يأخذ وقته بالتشاور مع أطياف المعارضة استعداداً لمواجهة المرحلة المقبلة بموقف يقطع الطريق على من يتهمه بالرهان على المستجدات الآتية من الجنوب، فيما الجهود الدولية تتعثر لإلزام إسرائيل بتطبيق 1701، من دون أن يربطه بالقرار 1559، وبالتالي يكون قد فوّت الفرصة على الصدام مع الثنائي الشيعي؟ فمجرد التلازم بين هذين القرارين سيؤدي حكماً إلى جنوح البلد نحو صدام سياسي عاصف؛ لأن الثنائي الشيعي سيتعامل معه على أنه يستهدف سلاح «حزب الله» وتحميله مسؤولية ما أصاب البلد من كوارث بتفرّده بقرار إسناد «حماس» من دون العودة إلى الدولة، بدلاً من إلقاء المسؤولية بالكامل على إسرائيل، وتحميلها مسؤولية سقوط هذا العدد الكبير غير المسبوق من الضحايا وجرح الألوف وتهجير مئات الألوف من المدنيين، وتحويل القرى أرضاً محروقة. وبكلام آخر، فإن استحضار جعجع للقرار 1559، يعني من وجهة نظر الثنائي تناغمه حكماً وواشنطن التي تطالب بتطبيقه بموازاة تنفيذ القرار 1701، وهذا ما يرفضه محور الممانعة، ويُدخل «القوات» في مواجهة مباشرة مع بري الذي تنقل عنه مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» قوله إن القرار 1559 أصبح وراءنا، وإنه لا مكان له في الترتيبات الأمنية لإعادة الهدوء إلى الجنوب بتطبيق الـ1701.

«ورقة تفاهمات» أميركية توقف الحرب وتعيد الاعتبار للدولة اللبنانية

عناصرها: نزع سلاح «حزب الله» وانتخاب رئيس للجمهورية

الشرق الاوسط...علي بردى.... كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إدارة الرئيس جو بايدن شرعت في محادثات دبلوماسية مع المسؤولين في بيروت، وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين؛ من أجل مساعدة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها على أراضيها، وتطبيق قراريْ مجلس الأمن 1559 و1701 اللذين ينصّان على نزع أسلحة الميليشيات، ومنع انتشار المسلّحين والأسلحة غير التابعين للدولة في منطقة عمليات القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل». وعلمت «الشرق الأوسط» أن كبير الدبلوماسيين الأميركيين، وغيره من المسؤولين المعنيين بملف لبنان في إدارة بايدن، وبينهم خصوصاً المنسق الخاص للبيت الأبيض للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة آموس هوكستين، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، ومساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، شرعوا في إعداد «ورقة تفاهمات» جديدة تحدد العناصر المطلوبة لوقف الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». وشملت اتصالات بلينكن لبنانياً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حين اتصل هوكستين بمساعد لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وماكغورك بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وشملت الاتصالات مسؤولين لبنانيين آخرين. وتركز هذه التفاهمات على إعادة فرض السلطات اللبنانية الرسمية هيبتها على كل الأراضي اللبنانية، ونزع سلاح «حزب الله» وغيره من الميليشيات المسلّحة، استناداً إلى القرار 1559، ومنع انتشار أي سلاح في منطقة عمليات «اليونيفيل» بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، طبقاً للقرار 1701. وتُشدد التفاهمات، في الوقت نفسه، على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ سنتين، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتوافق. ولم يكشف الدبلوماسيون الأميركيون أسماء المسؤولين الإسرائيليين، الذين يجري التواصل معهم لهذه الغاية، علماً بأن الرئيس جو بايدن أثار موضوع لبنان و«حزب الله»، خلال اتصاله الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولم تنتقل المحادثات حتى الآن إلى مرحلة تحديد الأولويات، علماً بأن الجانب الأميركي يركز على عودة سكان جنوب لبنان، وكذلك شمال إسرائيل إلى مُدنهم وبلداتهم وقراهم.

المشكلة مع إيران

وكان بلينكن يتحدث مع الصحافيين، على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» في فينتيان، لاوس، إذ أفاد بأن المجموعة ناقشت النزاع في الشرق الأوسط، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تُواصل الانخراط بشكل مكثف» لمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة، بالتركيز على «إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، وتقديم المساعدة لسكان غزة (...) وإنهاء الصراع، والتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان». وكرر «دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها الإرهابيين، وإيجاد مسار لوقف دائرة العنف والتحرك نحو شرق أوسط أكثر تكاملاً وازدهاراً». ورداً على سؤال، أكد بلينكن أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل لـ«محاولة منع الصراع في غزة (...) من الانتقال إلى أماكن أخرى وجبهات أخرى (...) سواء فيما يتصل بلبنان، أو فيما يتصل بإسرائيل وإيران، أو الحوثيين، أو الجهات الفاعلة المختلفة». لكن «المؤسف أننا نواجه ما يسمى محور المقاومة الذي تقوده إيران، والذي يسعى إلى إنشاء جبهات أخرى في أماكن مختلفة». وأضاف: «نحن نعمل بجدٍّ من خلال الردع والدبلوماسية لمنع حدوث ذلك». وفي كلامه عن لبنان، قال بلينكن إن «أحد التحديات الرئيسية التي شهدناها هو حقيقة أن (حزب الله) استولى فعلاً على عدد من وظائف الدولة، وخاصة التمسك بسلاحه»، مضيفاً أن «هذا ما ينبغي ألا تكون عليه الحال». وذكر أن إسرائيل خرجت من لبنان عام 2000، وكان جزءاً من ذلك «التوصل إلى تفاهمات مهمة في قراريْ مجلس الأمن 1701 و1559، والتي كان من شأنها أن تضمن عدم وجود قوات على الحدود - وبالتأكيد ليس قوات غير نظامية مثل (حزب الله) - وجهات فاعلة غير حكومية يُفترض نزع سلاحها». وأشار إلى أن ذلك «لم يحدث، وظل (حزب الله) يشكل تهديداً مستمراً لإسرائيل». وإذ أعاد إلى الأذهان هجوم «حماس» ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقيام «حزب الله» بمحاولة فتح جبهة أخرى في اليوم التالي، أوضح أن التصعيد أدى إلى إرغام نحو 70 ألف إسرائيلي على مغادرة منازلهم، مقابل اضطرار عشرات آلاف اللبنانيين إلى مغادرة منازلهم أيضاً. وعَدَّ أن «لدى إسرائيل مصلحة واضحة ومشروعة» في «خلق بيئة حيث يمكن للناس العودة إلى ديارهم، والعيش هناك بأمان وسلامة». كذلك شدد على أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية من (حزب الله)، و(حماس)، وأي طرف آخر».

القرار للبنانيين

وفي ما يتعلق بمستقبل لبنان، قال كبير الدبلوماسيين الأميركيين إن «الأمر يعود إلى الشعب اللبناني، وليس لأي طرف آخر، وليس لأي طرف خارجي، سواء أكانت الولايات المتحدة أم إسرائيل أم أياً من الأطراف الأخرى في المنطقة». بَيْد أنه رأى أن «الشعب اللبناني لديه مصلحة قوية في أن تفرض الدولة نفسها وتتحمل المسؤولية عن البلاد ومستقبلها»، مذكّراً بأن «منصب الرئاسة ظلّ شاغراً لمدة عامين حتى الآن. وبالنسبة للشعب اللبناني، فإن وجود رئيس للدولة سيكون أمراً بالغ الأهمية». واستدرك أن «هذا الأمر يعود إلى اللبنانيين وحدهم، ولا أحد غيرهم»، موضحاً أنه «انخرط في محادثات مع بلدان في مختلف أنحاء المنطقة ومع اللبنانيين أنفسهم». واستنتج على أثرها أن «هناك رغبة قوية؛ ليس فقط من جانب عدد من البلدان التي تشعر بالقلق إزاء لبنان، بل أيضاً من جانب اللبنانيين أنفسهم في رؤية الدولة تقف على قدميها وتثبت حضورها وتتحمل المسؤولية عن حياة مواطنيها»، بما في ذلك عبر ملء الشغور الرئاسي. وشدد على أن هذه «جبهة»، على اللبنانيين أن يقرروا فيها مستقبلهم، معلناً أن «الولايات المتحدة وكثيراً من البلدان الأخرى تريد المساعدة. قدَّمنا ​​ما يقرب من 160 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لمحاولة مساعدة كثير من النازحين، وكثير من النازحين من الطائفة الشيعية»؛ من أجل «تلبية حاجاتهم». كذلك قال: «كنا لفترة طويلة من المؤيدين للمؤسسة الوحيدة التي توحد كل اللبنانيين تقريباً، وهي القوات المسلحة اللبنانية - والكثير من البلدان الأخرى أيضاً». وكرر أن «تلك القرارات تخص الشعب اللبناني».

قرى مسيحية بين نارَي إسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان تكافح للبقاء

رميش جنوب لبنان: «الشرق الأوسط»... يجد سكان قرى مسيحية حدودية في جنوب لبنان أنفسهم محاصرين بين نيران القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل، لكنهم يرفضون ترك بيوتهم والاستسلام لحرب «فُرضت عليهم»، كما يقولون. بعد عام من بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، تحوّلت المواجهات عبر الحدود اللبنانية، اعتباراً من 23 سبتمبر (أيلول)، إلى حرب مفتوحة ازداد وقعها على سكان رميش المسيحية التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود مع إسرائيل. ويقول جوزيف جرجور (68 عاماً) في اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال فسحة قصيرة توافرت فيها شبكة الإنترنت الضعيفة بالقرية: «نحن مسالمون؛ ليس لدينا سلاح، ولا نحبّ الحرب منذ الأمس وحتى الآن. نريد البقاء في بيوتنا ولا نريد أن نكون طرفاً». ولا تكلّ أصوات القصف في القرية النائية التي تفترش هضابها بيوت بأسطح حمراء تصدّعت من عصف الانفجارات المتكررة. في القرية المعروفة بزراعة التبغ وحقول الزيتون، يقول جرجور: «نحن محاصَرون... الطرق ليست ميسرة، ومن الصعب التوجه نحو بيروت». ويضيف: «إذا قصفت إسرائيل يعبر القصف فوق رؤوسنا، وإذا ردّ عليها الحزب يمرّ فوق رؤوسنا». مع ذلك، يقول الرجل الذي يعيش مع زوجته في القرية: «نحن صامدون في قريتنا حتى النفس الأخير. لن نتخلى عنها أو عن بيوتنا. سنبقى فيها مهما حصل».

صعوبات

وسط صعوبة التنقُّل، برز شُحّ في بعض السلع لدى سكان رميش البالغ عددهم حالياً نحو 6 آلاف شخص يشكّلون نسبة 90 في المائة من عدد السكان الإجمالي، وفق رئيس البلدية ميلاد العلم، فيما تستضيف البلدة أيضاً مئات النازحين من قريتي عين إبل ودبل المجاورتين. ويقول العلم: «الحياة متوقفة منذ أكتوبر 2023. كل المهن الحرة والأعمال والقطاع الزراعي توقفت، ومَن كان لديه مدخرات صرفها خلال الأشهر الماضية». ويضيف: «نحن كبلدية تمكنّا من تأمين بعض المساعدات» من منظمات غير حكومية تُنقل بمواكبة الجيش اللبناني ومعرفة من «اليونيفيل»، ووصل آخرها الخميس: «لكن لا نستطيع أن نحلّ مكان الدولة». خلال الحروب العديدة التي مرّت على جنوب لبنان، وصولاً إلى حرب يوليو (تموز) 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل، لم تفرغ القرية يوماً من السكان. ويقول العلم إن حرب 2006 «استمرّت 33 يوماً... أما الآن فهي متواصلة منذ عام، ولا نعرف الأفق. هذا الأمر لا يشجع السكان على النزوح لأنهم إن غادروا فعلاً، لا يعرفون متى يمكن أن يعودوا». وبقيت القرى ذات الغالبية المسيحية في جنوب لبنان بمنأى، إلى حدّ بعيد، عن القصف الإسرائيلي، منذ بدء المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي فتح «جبهة إسناد» لقطاع غزة من لبنان في الثامن من أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس». أما القرى الشيعية المحيطة، فقد لحقها دمار هائل بسبب القصف الإسرائيلي، وفرغت من سكانها. وتعترض شريحة كبيرة من اللبنانيين، لا سيما مسؤولين سياسيين ودينيين مسيحيين، على فتح «حزب الله» جبهة من جنوب لبنان. في إحدى عظاته، يناير (كانون الثاني)، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي إن أهالي القرى الحدودية «يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم»؛ فهم يرفضون أن يكونوا «رهائن ودروعاً بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة».

محاولة نسيان الحرب

مثل رميش، لا يزال ثلثا سكان قرية القليعة التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن الحدود مَوجودين فيها أيضاً. ويقول كاهن الرعية بيار الراعي إن السكان قرّروا البقاء على الرغم من ورود اسم القرية في إنذارات الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة. ويضيف: «لن نخلي. نحن أشخاص مؤمنون ومتمسكون بأرضنا». توجد في القرية حالياً نحو 550 عائلة، من أصل 900، وفق الكاهن، رغم صعوبة توافر بعض الأدوية وشحّ الوقود، وأحياناً صعوبة التحرك، وإغلاق المستشفى الأقرب في بلدة مرجعيون المجاورة. ويتابع: «لا أعمال عسكرية في بلدتنا. جهدنا حتى لا تكون هناك أي أعمال عسكرية هنا... ولا توجد منشآت عسكرية». في القرية التي يتوسطها تمثال للقديس جرجس، الحركة خفيفة صباحاً، وأصوات القصف والقصف المضاد تُسمَع بوضوح. لكن السكان يحاولون تخفيف عبء الحرب عن بعضهم، لا سيما عبر الأنشطة الكنسية، كما تقول بولين متى (40 عاماً). وتضيف: «أقمنا مخيماً صيفياً للأطفال لأسبوعين... القصف فوقنا... كانت المسيّرة تحلّق فوقنا... لم نكن لنتمكّن من الاستمرار هذا العام لولا تلك الأنشطة... نذهب إلى الكنيسة، وننسى أن هناك حرباً». إلا أن الخوف لا ينتهي تماماً. وتروي أنها أجهشت بالبكاء حين علمت أن قريتها باتت من القرى المهدّدة بالإخلاء. وتقول الأم لأربعة أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 18 عاماً، وأصغرهم فتاة في الرابعة: «لم أعد أحتمل أصوات جدار الصوت أو القصف. أصرخ حين أسمعها». لكن فكرة النزوح بعيداً تثير قلقها، لا سيما أن راتب زوجها الجندي في الجيش اللبناني ليس كبيراً. وتشدّد المرأة على أن الحرب «فُرِضت علينا، لا علاقة لنا بها. أصررنا على البقاء. لماذا نرحل؟ أنا مصرَّة على البقاء على الرغم من أنني أم لأربعة أولاد. لا أريد أن أتشرّد على الطريق».



السابق

أخبار وتقارير..الدبلوماسية تتراجع لصالح الميدان والكلمة الفصل للنتائج..إلغاء «تحريم النووي» يطرق باب خامنئي..شولتس يعلن عن توريد المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل..تقرير: قوات كورية شمالية تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا..شابات أفريقيات وُظّفن للعمل في روسيا خُدعن لبناء مسيّرات تستخدم في أوكرانيا..مساعدة أميركية جديدة بقيمة 2.4 مليار دولار لأوكرانيا..مكالمات "الحرب" بين بوتين وترامب تثير "مخاوف جدية" في البيت الأبيض..باكستان تواجه استمرار الهجمات الإرهابية..المساعدات المالية..ذراع الهند في «الحرب الباردة» مع الصين..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مصادر تكشف لـ«الشرق الأوسط» مضمون رسالة إيرانية إلى إسرائيل..مقتل 30 شخصا بضربات إسرائيلية في جباليا شمال غزة..التصويت قد يتم هاتفياً..إسرائيل تدرس كيفية ضرب إيران..مسؤولون أميركيون: إسرائيل حددت أهدافها في إيران..خبراء أمميون: ما تشهده غزة أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..مفوض «الأونروا»: التخلص من الوكالة يكاد يكون من أهداف الحرب..لأول مرة منذ 7 أكتوبر..إسرائيل تصنف غزة «ساحة قتال ثانوية»..آلاف محاصرون في جباليا وإسرائيل تكثف الهجوم شمالي قطاع غزة..إسرائيل تتوعد إيران بضربة «لا تتخيلها»..اجتماعات «فتح» و«حماس» في القاهرة انتهت «دون تقدُّم ملموس»..

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 176,230,335

عدد الزوار: 7,902,663

المتواجدون الآن: 42