المطلوب حل جذري لا تسويات مؤقتة..

تاريخ الإضافة الخميس 26 أيلول 2024 - 8:02 م    التعليقات 0

        

المطلوب حل جذري لا تسويات مؤقتة..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

مع تطور الصراع والمواجهات العنيفة على جبهة لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بين الجيش الصهيوني، ومقاتلي حزب الله، تتسارع محاولات التدخل العربي والدولي، لاحتواء التفاقم والبحث عن حل او تسوية تؤدي الى وقف النزيف الدموي الذي يصيب اللبنانيين بعد غارات الامس التي ادت الى سقوط مئات الشهداء والجرحى، في مختلف المناطق اللبنانية دون استثناء..

وليل الاربعاء- الخميس .. أصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداء مشتركا لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" في لبنان حيث يهدّد النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق. والمقترح الفرنسي بنص على وقف النار لمدة 21 يوماً.. لافساح المجال امما المفاوضات..وهذا الاقتراح يتضمن في سياق مضمونه، الذي يبدو مقبولاً للوهلة الاولى، محاولة للفصل بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وهذا ما يؤكد عليه باستمرار حزب الله في مختلف بياناته ومواقفه.. وسبق ان ربط وقف عمليات الاسناد لغزة، بوقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة..

الرئيس ميقاتي وفي مضمون كلمته على منبر الامم المتحدة، (فقد قال رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الأربعاء، إن «إسرائيل تنتهك سيادتنا». ودعا ميقاتي مجلس الأمن للضغط على إسرائيل من أجل «وقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات»..

الرئيس بري اكد ايضاً ان مسعاه الجدي لوقف اطلاق النار بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي.. يتضمن «تمسّك لبنان بثوابته»، وقال رداً على سؤال عن إمكانية قبول «حزب الله» بمبدأ الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة: «هذا المسعى يراعي عدم الفصل بين الملفّين»...

اذا العقبة الاساس الان، امام التوصل الى وقف اطلاق نار مؤقت، من عدمه هو القبول بفصل التلازم بين جبهتي لبنان وغزة...

القصف الاسرائيلي المتصاعد والمتفاقم، انما الهدف منه هو التالي:

ضرب بنية حزب الله العسكري البشرية.. كما راينا، في عملية تفجير الاجهزة الالكترونية..(بايجرز، وايكوم)..

تدمير ما يمكن من مخازن الاسلحة ..من صواريخ ومسيرات...

قنل اكبر عدد ممكن من قياداته العسكرية العليا.. والمتوسطة..

قتل ما يمكن من قيادات حزب الله المسؤولة عن المناطق الجنوبية وفي الداخل اللبناني

عدم المس بالقيادات السياسية حتى الان

استهداف العمق اللبناني، بحيث لا يوجد مكان او منطقة لا يتم استهدافها

التدمير المنهجي للقرى والبلدات والبنية التحتية في هذه المناطق

اجبار المواطنين على النزوح واخلاء القرى والبلدات..مما يؤدي الى تباين في العلاقة بين حزب الله وجمهوره

سياسة الردع المتبادل والالتزام بقواعد الاشتباك سقطت دون شك..

نتنياهو سبق وان اعلن ان هذه الحرب الهدف منها تغيير الواقع الامني والسياسي والجغرافي في منطقة الشرق الاوسط.. وهذا يعني بشكلٍ خاص لبنان.. ، وحزب الله اعلن ان معركته لاسناد غزة، لن تتوقف حتى يوقف اسرائيل حربها المفتوحة على قطاع غزة والفصائل الفلسطينية.. اذا كل فريق يتمسك بتحقيق مطالبه ولا يستطيع التراجع عن مواقفه وسقف اهدافه مما يعني ان امكانية الوصول الى اتفاق صعبة ان لم تكن مستحيلة حتى الان.. واي فريق يوافق على التراجع او التنازل.. او حتى تخفيض سقف مطالبه سوف يعتبر خاسراً لمعركته امام جمهوره اولاً وهذا ما لا يمكن ان يتحمله اي فريق.. وخاصةً حزب الله الذي يخوض معركة وجود وترسيخ حضور وتثبيت معادلات..

وهذا يعني ان احتمال حرب واسعة النطاق على الجبهة اللبنانية مرتفع جدا، وفرضية اتساع الحرب لتشمل الساحة السورية، احتمال مفترض، لكن دخول ايران في هذه الحرب اصبح خارج النقاش بعد التصريحات التي اطلقها القادة الايرانيون.. مستخدمين مفردات واضحة جدا برفضهم التورط او الانخراط في اية حربٍ بذريعة عدم الانجرار الى حربٍ يريد نتنياهو اشعالها..

ومما يشجع اسرائيل على التورط في حربٍ على الجبهة اللبنانية هو الخرق الامني البالغ الخطورة الذي برز خلال الاشهر والاسابيع الماضية مع عملية تفجير الاجهزة الالكترونية كما في استهداف قادة حزب الله كما اشرنا..

ولكن لا بد من الاشارة الى ان جبهة الاسناد اللبنانية لم تشكل فارقاً يذكر في تخفيف ضغط العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية.. بل يمكن القول ان اسرائيل استفادت من الاشتباكات المحدودة على الجبهة البنانية لتطوير هجومها وشن حربها على لبنان لتغير الواقع السياسي والامني..

يبقى ان الجمهور اللبناني وخاصة الجنوبي يدفع ثمناً باهظاً لهذه المعركة..والفراغ السياسي الذي يعيشه لبنان، نتيجة عدم انتخاب رئيس للجمهورية..والحكومة في حالة تصريف اعمال.. والانقسام الداخلي العامودي حول انخراط حزب الله في المعركة دون توافق داخلي، مع غياب سلطة تنفيذية حقيقية.. يزيد من تعقيد الواقع اللبناني.. وتحديد من هو الفريق الذي بإمكانه اتخاذ قرار الحرب والسلم...في هذه الظروف الصعبة جداً..

ولكن يجب ان نتوقف عند تضافر وتضامن اللبنانيين في احتضان النازحين من مختلف المناطق رغم التباين السياسي وثقافة العداء المتبادلة.. الى جانب انهيار الوضع الاقتصادي الذي يزيد من عبء الازمة على عاتق اللبنانيين جميعاً..

لذا المطلوب حل جذري لا تسويات مؤقتة..

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,868,536

عدد الزوار: 7,715,780

المتواجدون الآن: 0