نواب عراقيون يعترضون على إرسال قوات كردية إلى كوباني والسيستاني يحض الحكومة على دعم «الحشد الشعبي»

سليماني يشرف على عملية «عاشوراء» لطرد المتشدّدين من «جرف الصخر» في جنوب بغداد وواشنطن ملتزمة بتأهيل قوات عراقية «وطنية» لمحاربة «داعش»

تاريخ الإضافة الأحد 26 تشرين الأول 2014 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2103    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الجيش العراقي يستعيد بعض القرى في الأنبار
بغداد – «الحياة»
أعلنت القوات العراقية استعادة السيطرة على بلدة جرف الصخر، 60 كلم جنوب بغداد، في حملة شارك فيها متطوعو «الحشد االشعبي». وأكدت قيادة العمليات تطهير ثلاث قرى من عناصر «داعش»، وتمركزت أمس في أطراف بلدة بيجي الجنوبية.
وأوضح ضابط رفيع المستوى إن « الجيش والحشد الشعبي استعادا السيطرة على ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية وتم تحرير كل محاورهما، والسيطرة على المؤسسات الحكومية والطرق الرئيسية بعد اشتباكات عنيفة مع عصابات داعش الارهابية أسفرت عن قتل 60 ارهابياً واصابة 33 آخرين».
واوضح، ان «القوة تقدمت في مركز الناحية بشكل كبير ما دفع ارهابيي داعش نحو منطقتي الفارسية والحجير ليتم ضربهم بالطيران الحربي». واكد ان «مركز ناحية جرف الصخر والبهبهان والفاضلية والرويعية اصبحت في قضبة الجيش ومازالت القوات العسكرية والحشد الشعبي يحرزان التقدم».
إلى ذلك، قال ضابط في «قيادة عمليات بابل» لـ «الحياة» إن «قوات الفرقة الثامنة وعناصر الحشد الشعبي شنا فجر اليوم (امس) هجوما من ثلاثة محاور على ناحية جرف الصخر شمال بابل». واضاف إن «مدفعية الجيش ضربت الناحية، تمهيدا للهجوم البري»، واشار الى إن «الجيش واجه مقاومة في المحور الشمالي ولكنه اخترق المحور الشرقي وتمكن من الوصول الى مركز الناحية بعد معارك استغرقت 7 ساعات».
واشار الى أن «العملية العسكرية أدت الى قتل واستسلام المئات من عناصر داعش، فيما فر الاخرون الى محافظة الانبار لينضموا الى القتال الدائر في ناحية عامرية الفلوجة».
وأفاد بيان لمتطوعي «الحشد الشعبي» امس أن «فصائل عصائب اهل الحق وبدر وسرايا السلام وكتائب حزب الله في العراق شاركت في اقتحام جرف الصخر». وسيطر «داعش» على هذه الناحية في تموز (يوليو) الماضي وهي خط امدادات يمتد الى شمال بابل وشرق الانبار في منطقة الفلوجة وشمال بغداد في ابو غريب وعامرية الفلوجة.
وكانت «الحياة» نقلت الاسبوع الماضي عن مصدر أمني قوله: «إن المستشارين الاميركيين طلبوا من قوات الجيش تنفيذ عملية لاستعادة ناحية جرف الصخر».
في الانبار، أفاد مصدر أمس ان «القوات الأمنية التابعة للفرقة 7، بالتنسيق مع فوج الطوارئ في بغداد وباسناد عشيرة العبيد تمكنت من تحرير ثلاث قرى». واوضح بيان أن «قوات الأمن في ناحية العامرية تمكنت من صد هجوم لعناصر داعش من ثلاثة محاور، وقتلت 20 عنصراً من التنظيم وفجرت ثلاث مدرعات مفخخة يستقلها انتحاريون حاولوا استهداف مداخل الناحية وبوابات الساتر الترابي، وفرضت حظراً للتجول على سير المركبات والأشخاص والدراجات الهوائية والنارية في ناحية عامرية الفلوجة حتى إشعار آخر».
وفي شمال البلاد، اعلن علي الدجيلي، وهو عضو اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين أن «قوات الجيش والشرطة احكمت سيطرتها على كل القرى المحيطة بقضاء بيجي، شمال تكريت، ووصلت إلى المدخل الرئيس للقضاء ، وباتت كل المناطق المحيطة به تحت سيطرة القوات الامنية، ولفت الى ان العشرات من عناصر داعش فروا من دون اي مقاومة». وتابع ان «قوات الجيش استولت على عشرات العربات والاسلحة والمعدات القتالية التي تركها الارهابيون بعد هربهم من ارض المعركة».
وفي ديالى أكد رئيس الحكومة المحلية في الخالص عدي الخدران في بيان أمس أن «عناصر من داعش هاجموا ناحية العظيم، من جهة صلاح الدين من محورين، وتصدت لهم قوات الامن والحشد الشعبي».
وأوضح ان «مسلحي داعش زرعوا عبوات ناسفة على جانبي الطريق الرابط بين العظيم وكركوك»، ولفت الى ان «مفارز الجهد الهندسي تواصل عمليات تفكيك العبوات تمهيداً لاعادة فتح الطريق».
من جانب آخر اعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال بيير دو فلييه أن «الطائرات الحربية دمرت 12 مبنى في العراق كان يستخدمها تنظيم الدولة الاسلامية».
 
نواب عراقيون يعترضون على إرسال قوات كردية إلى كوباني
بغداد - «الحياة»
أعلنت وزارة «البيشمركه» في إقليم كردستان أمس، أن القوة العسكرية التي سترسل الى عين العرب (كوباني) صغيرة، لكنها مدعومة بأسلحة شبه ثقيلة لفك الحصار عن المدينة.
إلى ذلك، اعتبرت كتلة «ائتلاف دولة القانون» البرلمانية، بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قرار الأكراد بالتدخل في سورية مخالفة صريحة للدستور وتجاوز لصلاحيات الحكومة الاتحادية.
وأكد رئيس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري» صالح مسلم أمس، الأكراد تخلوا عن حلم «الدولة»، وأشار إلى رغبتهم في نموذج مشابه للنموذج الألماني في التعامل مع أوروبا.
وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركه» الفريق جبار ياور، إن «القوة التي سنرسلها إلى كوباني خلال الأيام القليلة المقبلة لمساندة وحدات حماية الشعب الكردي صغيرة ولكنها مجهزة بأسلحة متطورة شبه ثقيلة».
وأضاف أن «الامر يأتي بالتنسيق مع الجانب الأميركي والتركي والأحزاب الكردية السورية»، واعتبر «حماية كوباني مسؤولية الجميع وعلى كل الأطراف تحريرها من داعش، وهذه الخطوة مهمة بالنسبة إلى الأكراد من الناحية السياسية وناحية الأمن القومي الكردي»، ولفت إلى أن «الجانب الأميركي ينسق اليوم بصورة مباشرة مع وحدات حماية الشعب الكردي في سورية وحزب الاتحاد الديموقراطي السوري الذي يتزعمه صالح مسلم».
ورحب ملا بختيار، مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، في بيان، بـ «قرار تركيا الذي يسمح بعبور قوات البيشمركة إلى كوباني لنجدة المدينة، ومصادقة برلمان كردستان على قرار رئيس الإقليم». وأضاف: «انا على استعداد لأكون أول شخص يذهب الى كوباني وسأكون سعيداً إن سمح رئيس إقليم كردستان بمنحي مهمة الإشراف على القوة».
في بغداد، قالت النائب عالية نصيف جاسم، إن «المادة 67 من الدستور تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز لوحدة الوطن ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور»، وإن تحريك «إقليم كردستان قوات البيشمركة نحو مدينة كوباني السورية مخالفاً للمادة 78 من الدستور التي نصت على أن رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة». وأضافت أن «سلطة الإقليم خالفت أيضا المادة 110 من الدستور التي حددت الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، كما خالفت أيضا المادة 121 ر، التي تنص على أن لسلطات الأقاليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفقاً لأحكام هذا الدستور، باستثناء ما ورد فيه من اختصاصاتٍ حصرية للسلطات الاتحادية».
وأبدت استغرابها «تركيز قوات البيشمركة على الدفاع عن مدينة كوباني السورية بدلاً من التركيز على الدفاع عن تلعفر وسنجار وباقي المدن العراقية من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وبدلاً من أن تسهل السلطات الكردية دخول القوات الاتحادية لتحرير الموصل وباقي المناطق».
وتابع البيان أن «الوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود لتحرير المدن العراقية من سيطرة الإرهابيين ولا يحتمل المزايدات السياسية عبر وسائل الإعلام». وشدد على «ضرورة إبداء رئيس الجمهورية موقفه الصريح إزاء هذه المخالفات الدستورية بصفته الحامي للدستور والمسؤول عن وحدة العراق».
ومن أجل طمأنة القوى الإقليمية إلى التقارب الكردي- الكردي، قال مسلم إن «الأكراد تخلوا عن حلم الدولة ويريدون نموذجاً مشابهاً للنموذج الألماني في التعامل مع أوروبا، حيث لا تتغير الحدود المرسومة، لكن مع المحافظة على الروابط القومية»، لافتاً إلى أن «الكرد كانوا تاريخياً جنود الآخرين، واليوم قرروا أن يتوقفوا عن ذلك». واتهم أنقرة بـ «الاستمرار في دعم التنظيم المتطرف، مباشرة أو بغض الطرف عن المساعدات التي تصله، وآخرها 120 مقاتلاً من تركيا»، ودعاها إلى «التخلص من الفوبيا الكردية إذا أرادت أن تعيش بسلام مع جيرانها الأكراد والعرب».
 
الولايات المتحدة تشكك في قدرة الجيش العراقي على شن هجوم واسع لتحرير الموصل قبل شهور
قاعدة ماكديل الجوية (فلوريدا) - رويترز -
شكك مسؤولون في القيادة المركزية الأميركية في قدرة القوات العراقية على شن أي هجوم بري متواصل على تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل شهور من الآن. وأكدوا أن أي جهد مماثل في سورية سيستغرق وقتاً أطول بكثير. ويرتبط توقيت الهجوم في العراق، بعوامل كثيرة، بعضها خارج إرادة الجيش، مثل الوضع السياسي والطقس. ويتعين أيضاً تدريب القوات وتسليحها وتجهيزها قبل أي هجوم كبير مثل الذي يهدف إلى استعادة الموصل التي سقطت في يد «داعش» في حزيران (يونيو).
وقال مسؤول عسكري إن الهجوم «ليس وشيكاً. لكننا لا نعتقد بأن الأمر لن سيستغرق أعواماً للوصول إلى هذه المرحلة، بل شهور». وأضاف المسؤول أن «الأولوية في العراق تتمثل في وقف تقدم الدولة الإسلامية». لكنهم أقروا بأن محافظة الأنبارمهددة، على رغم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.
وتعرضت الفرق العسكرية الرئيسية في الأنبار، وهي السابعة والثامنة والعاشرة والإثنا عشر لأضرار بالغة. وقتل ما لا يقل عن 6 آلاف جندي في حزيران (يونيو) وفرّ مثل هذا العدد من الخدمة.
وحين سئل عما اذا كان المستشارون العسكريون الأميركيون في العراق قد سيتوجهون إلى الأنبار، أقر بأن المناقشات «جارية على نطاق واسع لتمكين العراقيين بقدر ما نستطيع» لكنه لم يكشف تفاصيل. وأضاف المسؤول إن محادثات جارية أيضاً مع الشركاء في التحالف لنشر مستشاريهم.
وكان سكان الأنبار مستائين من حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لكن الأميركيين رصدوا مؤشرات إيجابية بين العشائر منذ تولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء. وقال المسؤول: «ما زال على حكومة العبادي أن تثبت نفسها»، وأضاف أن الجيش الأميركي «سيتكفل بذلك وسيهتم بالتوسط بين الحكومة والعشائر». وتابع: «إلى ان تتمكن حكومة العبادي من تثبيت مكانتها وتحقيق بعض النجاحات الصغيرة لا أعتقد بأننا سنكون في وضع يتيح لنا تقديم اي وعود لمصلحتها».
وفي حين توقع المسؤولون الأميركيون معركة طويلة الأمد في العراق، اكدوا أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول في سورية. وقال أحدهم إن «الوضع في سورية سيستغرق الكثير من الوقت، فهناك تدريب قوات ندعمها هدفها الأول ضمان عدم سقوط المزيد من المدن» في يد «داعش». وأضاف: «نحاول تدريبهم في البداية ليكونوا قادرين على الدفاع عن مدنهم وقراهم. لكن تدريب مقاتلين قادرين على مواجهة «الدولة الإسلامية» على نحو قوي يتطلب قدراً أكبر من الوقت لتجهيز ما يكفي من المقاتلين، قد يستغرق من عام إلى 18 شهراً يكون له تأثير في ساحة المعركة».
 
السيستاني يحض الحكومة على دعم «الحشد الشعبي»
بغداد – «الحياة»
دعا المرجع الديني آية الله علي السيستاني أمس، الحكومة ومجالس المحافظات إلى مواصلة دعم المقاتلين في المعارك الدائرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد، وشدد على ضرورة «اليقظة والحذر»، في كربلاء لمنع استهداف «الإرهاب» تجمعات الزوار في مناسبة عاشوراء.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة أمس: «نودع عاماً هجرياً ونستقبل آخر، ونسأل الله أن يكون عام خير على بلاد المسلمين وبلدنا العزيز وسائر بلاد المسلمين، والمأمول من الساسة أن يستفيدوا مما مضى ويستعدوا بنفوس صادقة محبة لشعبهم ويسعوا لجلب الخير له، باذلين كل وقتهم لحل المشاكل العالقة بينهم التي يعاني منها الشعب العراقي». وأضاف: «على رغم التحديات الأمنية التي يواجهها البلد، هناك تحديات أخرى على صعيد الخدمات لا بد من توفيرها، وعلى جميع الجهات استثمار موارد البلد في الزراعة والصناعة ورسم سياسة تنموية واضحة تحقق تطلعات الشعب الذي مازال يكافح لإنهاء المشاكل».
وأشار إلى أن «شهر محرم الحرام شهر يحيي فيه المؤمنون الشعائر الحسينية، على رغم الظروف التي تمر بهم، لكن لا بد من الحذر واليقظة من استهداف التجمعات المؤمنة». ودعا «الأجهزة الأمنية إلى بذل ما في وسعها للحفاظ على أرواح الناس وعدم فسح المجال لأي عمل إرهابي خلال زيارة عاشوراء».
وتابع أن «بعض الإخوة المتطوعين تعودوا في كل عام أن يُحيوا هذه الشعائر في مناطقهم ومدنهم، وهم اليوم على جبهات القتال يقاتلون الإرهابيين ويدفعون عن العراق خطر الإرهاب جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة وأبناء العشائر. ولا ريب في أن مرابطتهم في ساحات القتال وتحملهم هذا الواجب الوطني والديني والأخلاقي والتاريخي لا يجعلانهم بعيدين مما تعودوا عليه، بل سيضفيان عليهم شجاعة ورباطة جأش وصلابة موقف في الحرب».
وزاد: «لقد كان للدعم المادي والمعنوي من الإخوة الميسورين، الأثرُ الفاعل في شد عزيمة المقاتلين، وسمعنا في الأيام الماضية عن انتصارات تحققت على أرض الواقع وفي أكثر من مكان في العراق من القوات العسكرية وأبناء العشائر والمتطوعين».
في النجف، دعا إمام وخطيب جامع الكوفة علي الطالقاني، الحكومة أمس إلى «إطلاق الأبرياء من المقاومين»، في إشارة إلى معتقلي التيار الصدري الذين اعتقلوا قبل سنوات خلال العمليات العسكرية لمواجهة الميليشيات جنوب البلاد.
وقال: «علينا رفض أميركا وإسرائيل وكل تطرف مسلح قام على أساس الإرهاب وثقافة قطع الرؤوس بالوعي والنباهة، فكلما زاد الوعي تضاءل الشر»، ودعا «الحكومة إلى إطلاق المعتقلين الأبرياء والمقاومين الشرفاء».
 
الكويت تبلغ بغداد استعدادها للتنازل عن ديونها
بغداد - «الحياة»
أعلن النائب العراقي نوزاد رسول، أن «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني، وهو عضو الوفد البرلماني إلى الكويت، أن الأخيرة «أبدت استعدادها لإلغاء ديونها إذا استكمل مجلس الأمن الإجراءات القانونية»، فيما أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري نجاح الزيارة.
وأوضح رسول في بيان أمس، أن «الجانب الكويتي أبلغ إلينا خلال زيارتنا الأخيرة الاستعداد لإلغاء ما في ذمة العراق من ديون»، مؤكداً أن مجلس الأمن «هو الذي يعرقل المسألة حتى الآن بسبب الإجراءات القانونية والفنية»، وأكد أن «الكويتيين اقترحوا فتح أبواب الاستثمار في العراق أمام الشركات الكويتية بدلاً من مبلغ الستة بلايين دولار المتبقية».
وأضاف أن «الكويت أبدت استعدادها أيضاً لإغاثة النازحين والمهجرين العراقيين في كل المحافظات من خلال تبني منظمات غير حكومية تأخذ على عاتقها الإسراع في إغاثة الأسر النازحة التي باتت تحت تهديد الأمطار مع بداية موسم الشتاء».
وأشار الى أنه «تم الاتفاق بين الوفد النيابي العراقي ومجلس الأمة الكويتي على زيارة وفد من مجلس الأمة للعراق خلال الأيام المقبلة لتعزيز أطر التعاون البرلماني بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين».
وقال الجبوري خلال مؤتمر صحافي قبيل عودته إلى بغداد، إن «وفدنا الزائر الذي يمثل الطيف العراقي بأكمله جاء لتعزيز أواصر التعاون في كل المجالات التي تخدم مصلحة البلدين على أساس الاحترام المتبادل وإيجاد مشروع عربي موحد تتجاوز من خلاله الدول مشاكل وقضايا المنطقة».
وأوضح أن «اللقاءات التي عقدناها هنا بحثت في الآفاق المستقبلية بين البلدين متجاوزين صفحة الماضي السوداء، ومتطلعين إلى مرحلة أفضل وأرقى نفتح من خلالها صفحة من التعاون».
وأكد أن «الزيارة نجحت في بلورة تفاهمات بين مجلسي النواب العراقي والأمة الكويتي من خلال إيجاد لجان مشتركة للتباحث في القضايا الثنائية كافة إلى جانب مباركة الجهود الاستثنائية التي قامت بها حكومتا البلدين واللجان المشتركة التي استطاعت إنهاء الكثير من الملفات».
وتابع أنه وجّه دعوة رسمية إلى رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم لزيارة البرلمان العراقي، و «ننتظر منه تحديد الموعد وسنكون والشعب العراقي مسرورين جداً في تلبية هذه الدعوة».
ولفت إلى أن «زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح العراق أخيراً على رأس وفد يمثل الجامعة العربية كانت إيجابية تناول خلالها الجانبان القضايا بمنتهى الشفافية والوضوح».
وطمأن «الشعب الكويتي والعربي وشعوب العالم إلى أن العراقيين متحدون في مواجهة التحديات الإرهابية ومواجهة من يريد شق الصف الوطني، فكلنا نمثل صوتاً وإرادة واحدة ونمضي باتجاه أمن العراق والمنطقة واستقرارهما».
 
شباب عراقيون يتحدون الواقع بالترويج لحزب البعث السابق ويضعون ميداليات وساعات تحمل صور صدام حسين

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: معد فياض... يلفت نظر من يتجول في مناطق معينة ببغداد، خاصة تلك التي لا يمكن تصنيفها على أنها شيعية أو سنية فقط، التي تحتل مركز العاصمة، أو في أحياء مثل المنصور أو الكرادة أو الأعظمية، انتشار القمصان التي تحمل صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أو تعليق إشارات أو باجات تحمل صورة مَن حكم البلد بصورة مطلقة لأكثر من 3 عقود الذي تتهمه أحزاب السلطة، الشيعية خاصة، بالديكتاتورية وأنه تسبب بـ«مظلومية الشيعة».
وفي منطقة «الباب الشرقي»؛ حيث يقف نصب الحرية الشهير على مبعدة 200 متر، تزدهر ظاهرة بيع وتداول الميداليات والساعات التي تحمل صورة صدام حسين، يقول البائع حسين محمد لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الميداليات والساعات ليست كلها قديمة أو مصنوعة في زمن صدام حسين أو أنها أنتيكات أصلية، بل إن هناك الكثير منها جرى تصنيعه وما يزال بعد عام 2003»، موضحا أن «هناك إقبالا كبيرا من قبل الشباب لاقتناء هذه الميداليات أو الساعات أو حتى القمصان التي تحمل صورة الرئيس الراحل»، ويستطرد قائلا: «أنا رجل على باب الله، أبيع البضاعة التي يقبل عليها الزبائن ولا يهمني موضوع السياسة، ومع ذلك فأقول لك، أنا شيعي ومن سكان مدينة الثورة (الصدر حاليا) عندما أقارن بين ما قبل تغيير النظام وبعده أجد أن سنواتنا السابقة كانت أفضل مما نحن عليه اليوم، وإلا كيف لنا أن نفسر تعليق صور الخميني الذي قتلت قواته أكثر من مليون عراقي، ضمنهم أخي وابن عمي، من أجل احتلال العراق، على سياج نصب الحرية وسط بغداد؟ أليست هذه إهانة لنا ولدم شهدائنا؟».
وعن مصدر بضاعته، خاصة الميداليات والساعات التي تحمل صورة صدام حسين، قال: «هناك ميداليات وساعات أصلية وهي قليلة جدا، بل تكاد تكون نادرة، وإذا طلبها أحد مني فإني أستطيع أن أبذل جهدي بتوفيرها مقابل سعر مرتفع، وهناك ما هو منتج حديثا من قبل بعض معامل الطباعة، وهذه أسعارها زهيدة بالتأكيد»، منبها إلى أنه «ليس هناك من يضايقني أو يحاسبني لأنني أبيع مثل هذه الأشياء باعتبارها أنتيكات وصارت من الماضي».
سعد إبراهيم (24 سنة)، كان ينتقي بعض ميداليات صدام حسين لشرائها، في البداية، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يشتري هذه الميداليات والساعات كنوع من التذكار، لكنه عاد ليوضح «نحن، أنا وأصدقائي، نشتريها لنضعها على قمصاننا كدليل على انتمائنا لصدام حسين كونه رمزا عراقيا لم يساوم الغرب أو غير العراقيين، ولم يخن بلده وشعبه مثلما نرى القيادات السياسية اليوم؛ حيث ترتمي في أحضان إيران أو تركيا أو أميركا من أجل مصالحها الشخصية»، نقول له إن الإعلام والقادة السياسيين الجدد والأحداث تقول إن الرئيس الراحل كان ديكتاتورا، فكيف تتعاطفون مع شخصيته وأفكاره، يجيب مبتسما: «وماذا عن حكام العراق منذ 10 سنوات؟ هل هم ديمقراطيون؟ انظروا ماذا حل في العراق اليوم، تفجيرات، استباحة لسيادتنا الوطنية، تخلف، سرقة المال العام، وتقسيم الشعب إلى سنة وشيعة وأكراد وتركمان»، يضيف هذا الشاب الذي يدرس علوم الحاسبات في إحدى الجامعات الأهلية، قائلا: «لم نعد نخشى التعبير عن أفكارنا، كل ما سمعناه من الآخرين عن صدام حسين يؤكد لنا أنه كان عراقيا ووطنيا، نعم هناك بعض المشاكل تحدث بيننا وبين طلبة أو غيرهم يجدون أن ميداليات صدام حسين استفزازا لهم، لكننا نجد أن بعض صور رموزهم الدينية أو السياسية استفزازا لنا نحن الشباب»، معترفا أن «الموضوع ليس سطحيا ولا يتوقف عند وضع صور صدام حسين أو التظاهر بانتمائنا لأفكاره، بل نحن ننتمي إلى تنظيم سياسي بعثي جديد لا يشدد على الشوفينية القومية وينفتح على بقية الأحزاب والأفكار وهذا التنظيم يتنامى بين الشباب، وخصوصا في الجامعات».
ويؤكد الدكتور عبد الكريم الأمي، مدرس في إحدى كليات جامعة بغداد، اتساع ظاهرة مؤيدي حزب البعث وأفكار صدام حسين بين طلبة الجامعة، مشيرا إلى أن «فكرة التمرد دائما تنشأ عند التجمعات الشبابية، والتمرد على ما هو سائد من أفكار طائفية ومحاصرة الشباب والتضييق عليهم، وعدم توافر مبدأ تكافؤ الفرص سواء في العمل أو السفر أو سوء الأوضاع الاقتصادية، يدفع هؤلاء لتبني أفكار مضادة للمجتمع أو لما هو سائد»، منبها إلى أن «أفكار الحزب الشيوعي العراقي الاشتراكية كانت قد تنامت بين شباب الجامعات والطبقة العمالية والمثقفين».
ويوضح الأمي قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «عندما يجري السماح من قبل الجامعة لبعض الطلبة بإقامة عزاء حسيني خلال شهر محرم ولا يسمح للآخرين بإقامة حفل موسيقي في مناسبات معينة، فإن ردة الفعل تأتي عكسية بالتأكيد، وعندما يدخل أبناء السياسيين والمسؤولين إلى الحرم الجامعي بسيارات فارهة وثمينة بينما لا يجد الطلبة الآخرين سوى وسائط النقل الرخيصة للتنقل فيها، فهذا يثير ردة فعل ضد الطبقة السياسية الحاكمة، وهناك الكثير من المظاهر التي يمكن درجها ضمن هذا المنظور».
ويعترف أبو علي القيادي السابق بحزب البعث في العراق، أن «تنظيماتنا ناشطة بين طلبة الجامعات، إضافة إلى بقية فئات الشعب العراقي، فنحن نعيد اليوم تنظيمنا بأفكار وأساليب تنظيمية جديدة دون أن تمس بجوهر أفكار الحزب»، موضحا «إننا استفدنا كثيرا من أخطائنا السابقة من أجل أن ننجح في انطلاقتنا الجديدة».
يضيف القيادي البعثي الذي كان يعمل ضمن تنظيمات الطلبة في عهد صدام حسين، قائلا لـ«الشرق الأوسط» في عمان؛ حيث يقيم منذ أكثر من 10 سنوات: «نحن نستفيد من تجربتنا، كذلك في تنظيمات الطلبة والاتحاد الوطني لطلبة العراق، والحقيقة هي أن تنظيماتنا لم تتوقف رغم كل الظروف، إلا أننا نعمل اليوم بنشاط أكبر معتمدين على الشباب وطلبة الجامعات تطبيقا لمقولة (الشهيد) الرفيق صدام حسين التي مفادها (نكسب الشباب لنضمن المستقبل)».
 
مسؤولون أكراد: المساعدات العسكرية الدولية للبيشمركة ليست على المستوى المطلوب وطالبوا بأن يكون مستوى تسليح قواتهم بحجم أسلحة «داعش» وتطورها

جريدة الشرق الاوسط.... أربيل: دلشاد عبد الله .... قال مسؤولون أكراد، إن المساعدات العسكرية الدولية المقدمة لإقليم كردستان ليست على المستوى المطلوب كما ونوعا، وطالبوا بأسلحة ثقيلة، مؤكدين أن قوات البيشمركة بحاجة إلى الدبابات والعجلات المدرعة لمواجهة «داعش».
وقال محمد الحاج محمود، سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، وقائد قوات البيشمركة في محور كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المساعدات العسكرية الدولية التي وصلت إلى قوات البيشمركة، قليلة وليست على المستوى المطلوب كما ونوعا، وهي بالأحرى تتكون من عدة أقسام، منها حديثة ومتطورة، وتجري حاليا قوات البيشمركة تدريبات على استخدامها من قبل الدول التي قدمتها إلى قوات البيشمركة، كأميركا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، قسم منها وصلت بالفعل إلى جبهات القتال بعد أن أتمت قوات البيشمركة تدريباتها على استخدام هذه الأسلحة، وهي بصورة عامة أسلحة متوسطة، مثل سلاح (ميلان) الألماني والـ(دوشكا 16 و20)، والقناصات الحديثة، هذه الأسلحة عددها محدد، ووزارة البيشمركة وزعت هذه الأسلحة على جبهات القتال، ودربت عددا من أفراد البيشمركة على استخدامها».
وتابع حاج محمود: «القسم الآخر من هذه المساعدات يمثل الأسلحة الخفيفة، التي تمتلكها قوات البيشمركة أصلا، وهذه الأسلحة ضرورية لبناء قوات نظامية في الإقليم، بعد توحيد قوات البيشمركة وتنظيمها أكثر، وخصوصا وحدتي 70 و80 من قوات البيشمركة التابعة للحزبين الرئيسين». وأكد الحاج محمود أن «الأسلحة التي وردت إلى الإقليم قليلة، لكن الإعلام ضخم قصصها عندما تداول موضوع وصولها بشكل غير متوقع»، مشيرا إلى أن «كميات الأسلحة المقدمة للإقليم محدودة وقليلة، إلى جانب أن عددا من هذه الدول لم تقدم السلاح، بل قدمت فقط التجهيزات العسكرية من واقيات رصاص وخوذ، وبالنسبة لمساحة الجبهة بيننا وبين (داعش)، فطول هذه الجبهة تصل إلى ألف و50 كم (من خانقين إلى الحدود السورية)، وهذه الجبهة الواسعة بحاجة إلى عدد كبير من البيشمركة والسلاح والعتاد، نحن بحاجة إلى سلاح يكون على مستوى الأسلحة التي يمتلكها تنظيم داعش، وأقوى من أسلحة (داعش)، فهذا التنظيم استحوذ على أسلحة الجيش العراقي الأميركية المتطورة، حكومة الإقليم طالبت دول العالم بأسلحة ثقيلة ومتطورة».
من جانبه قال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي لوزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأسلحة التي وصلت إلى إقليم كردستان قليلة، وليست بالمطلوب، نحن طالبنا كميات كبيرة من السلاح، ففي آخر اجتماع بين وزارة البيشمركة والتحالف الدولي الذي عقد الأسبوع الماضي في أربيل، طلبنا من التحالف الدول إرسال أسلحة وأعتدة كثيرة إلى إقليم كردستان، لأن هناك ضغطا كبيرا علينا، تسلمنا خلال المدة الماضية كميات من الأسلحة الحديثة: الألمانية، والأميركية، والإيطالية، وهناك كميات من الأسلحة الروسية أيضا ضمن هذه المساعدات التي قدمت من قبل التشيك وألبانيا، نحن بحاجة إلى أسلحة ثقيلة وحديثة».
بدوره قال النائب في برلمان الإقليم، فرست صوفي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «برلمان الإقليم سيستضيف وزير البيشمركة خلال الأيام القادمة، ليقدم لنا شرحا عن الأسلحة التي وردت إلى إقليم كردستان من ناحية العدد والنوعية، ومدى تلبية الأسلحة الواردة لاحتياجات البيشمركة»، مستطردا: «لكن بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من وزير البيشمركة والقائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني، اتضح لنا أن الأسلحة التي وصلت إلى الإقليم ليست هي الأسلحة التي تلبي حاجة قواتنا التي تقاتل في مواجهة (داعش) وفي الحرب ضد الإرهاب، ولا تزال قوات البيشمركة تنتظر الأسلحة الثقيلة التي كان من المقرر أن تصل إليها، والأسلحة الموجودة لديها (البيشمركة) ليست بكفاءة وتطور الأسلحة الموجودة بيد مسلحي تنظيم داعش، الذين يمتلكون أسلحة متطورة وثقيلة. نحن ننتظر من التحالف الدولي تزويد قواتنا بأسلحة ثقيلة وكثيرة، وأن تكثف غاراتها الجوية على مواقع التنظيم؛ لذا نؤكد أن السلاح الذي وصل إلى كردستان لحد الآن ليس على المستوى المطلوب».
وأشار صوفي إلى أن «قوات البيشمركة استطاعت بالأسلحة التي لديها الآن أن توقف تقدم (داعش)، لكنها تحتاج الآن إلى أسلحة ثقيلة ومتطورة، لاستعادة كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم في أغسطس (آب) الماضي كمناطق سنجار وزمار وجلولاء، والقضاء عليه بشكل جذري في المنطقة، ولهذا نحتاج إلى المدافع الثقيلة والمدرعات والدبابات».
ويرى الخبير العسكري صلاح الفيلي، أن «الأسلحة التي وصلت إلى إقليم كردستان قليلة وهي لا تكفي قوات البيشمركة، وقال فيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الأسلحة التي وصلت إقليم كردستان من ناحية النوعية أسلحة جيدة لحد ما، لكن عددها قليل، البيشمركة تحتاج إلى أسلحة ثقيلة، كان من المقرر أن تصل، لكنها لم تصل لحد الآن، كالدبابات، والمدرعات، والعجلات المدرعة، وطائرات الهليكوبتر، هذه الأسلحة ضرورية جدا في المعارك التي تخوضها قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش، لأن هذه المعركة كبيرة وطويلة الأمد وتحتاج إلى تلك الأسلحة، ودول التحالف الدولي وعدت إقليم كردستان بتقديم هذه الأسلحة، لكن موعد تسليم هذه الأسلحة غير معروف».
 
الجيش العراقي يدخل «جرف الصخر» ويمنع التجول في عامرية الفلوجة وقائد عسكري ميداني لـ («الشرق الأوسط»): الأولوية لحزام بغداد

بغداد: حمزة مصطفى .... رفعت القوات الأمنية العراقية وبعد معارك عنيفة استمرت لشهور العلم العراقي فوق الأبنية الحكومية لناحية جرف الصخر (65 كم جنوب بغداد) ومنطقة الرويعية والفاضلية القريبة منها. وقال مصدر أمني مسؤول في تصريح صحافي أمس إن «قوات الجيش والحشد الشعبي استعادت السيطرة على مركز ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية وتم تحريرهما من جميع المحاور والسيطرة على المؤسسات الحكومية والطرق الرئيسة بعد اشتباكات عنيفة مع عصابات داعش الإرهابية أسفرت عن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 33 آخرين». وأضاف أن «القوة تقدمت في مركز الناحية بشكل كبير ما دفع إرهابيي داعش نحو منطقتي الفارسية والحجير ليتم ضربهم بالطيران الحربي».
وأوضح المصدر أن «مركز ناحية جرف الصخر والبهبهان والفاضلية والرويعية أصبحت بقبضة قوات الجيش وما زالت القوات العسكرية والحشد الشعبي تحرزان التقدم».
من جهته أكد قائد عسكري عراقي مشارك في عمليات جرف الصخر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته أن «المعارك التي أدت إلى استعادة جرف الصخر كانت قاسية وصعبة بسبب تداخل المناطق وتعدد المحاور والأهداف العسكرية» كاشفا إلى أن «العملية التي أدت إلى تحرير جرف الصخر وبعض المناطق المحيطة بها والتي تشكل حواضن مهمة لتنظيم داعش هي المرحلة الثانية من 3 مراحل باتجاه تطهير المناطق المحيطة بأطراف بغداد».
وفيما لم يوضح القائد العسكري العراقي فحوى المرحلة الثالثة من الخطة العسكرية فإنه أكد أن «الأولوية الآن هي لمناطق حزام بغداد حتى تتفرغ القوات الأمنية والحشد الشعبي ومعها الحشد الدولي للبدء في عملية تحرير المناطق الأخرى»، موضحا أن «الهدف الثاني سوف يكون استعادة قضاء هيت لما له من أهمية استراتيجية لنا ولداعش معا فضلا عن تكريت حيث هناك نجاح في الخطط العسكرية وهو ما أربك مسلحي داعش».
وكان المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع محمد العسكري أعلن أمس عن بسط سيطرة الجيش الكاملة على ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية شمالي بابل. في سياق ذلك فإنه وطبقا لمصادر عسكرية عراقية فإن العمليات التي شارك فيها وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان وزعيم منظمة بدر هادي العامري أسفرت عن مقتل قائد الفرقة التكتيكية باستخبارات وزارة الداخلية المقدم محمد الذي كان يقود الفرقة في المعركة.
من جهته أكد الخبير الأمني والمتحدث السابق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «منطقة جرف الصخر نقطة استراتيجية مهمة سواء للقوات الأمنية العراقية أو لتنظيم داعش حيث إنها تمثل نقطة انطلاق 3 محاور في آن واحد، وهي مطار بغداد الدولي، والفرات الأوسط وكربلاء كما لها تأثير بالغ الأهمية على مناطق حزام بغداد وأيضا باتجاه الفلوجة وبالتالي فإن هذه الأهمية متبادلة سواء لداعش أو للقيادة العسكرية العراقية». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان بالإمكان الاحتفاظ بها من قبل القوات العراقية قال اللواء خلف إن «نقطة التحول الآن والتي تكاد تكون مهمة هي أن قوات الحشد الدولي بدأت تعمل على أساس خطة الإسناد القريب وليس الإسناد البعيد مثلما كان معمولا به في المعارك السابقة وبالتالي حرمان داعش من استخدام وسائل القيادة والسيطرة» مشيرا إلى أن «عملية الإسناد القريب تم استخدامها في معارك سد الموصل والتي نجحت في تحرير هذا السد».
وبشأن الخلل الموجود في معارك المناطق الغربية لا سيما الأنبار قال اللواء خلف إن «الأمر يختلف من منطقة إلى أخرى ففي تكريت مثلا تم تقطيع أوصال المنطقة عسكريا إلى 3 محاور وهي استراتيجية جديدة أربكت داعش» موضحا أن «معارك الأنبار تعاني من فقدان السيطرة والتواصل مع القيادات العسكرية ولذلك فإنه تم مثلا الانسحاب من منطقة البونمر وهي المنطقة الوحيدة من هيت التي بقيت بيد داعش حيث انسحبت القوات الأمنية باتجاه حديثة تمهيدا لاستعادة السيطرة على هيت لأنها تحتل أهمية استراتيجية كبيرة».
في سياق ذلك فرضت القوات الأمنية حظرا شاملا للتجوال على ناحية عامرية الفلوجة جنوبي المدينة، (62 كم غرب بغداد)، إلى إشعار آخر. وقال مصدر في عمليات الأنبار في تصريح صحافي أمس إن «القوات الأمنية فرضت حظرا للتجوال على سير المركبات والأشخاص والدراجات الهوائية والنارية في مركز ناحية عامرية الفلوجة جنوبي الفلوجة، من الآن وحتى إشعار آخر». وأضاف المصدر، أن «فرض الحظر جاء احترازيا على خلفية استمرار هجمات تنظيم (داعش)، على مداخل الناحية وشدة المعارك».
 
سليماني يشرف على عملية «عاشوراء» لطرد المتشدّدين من «جرف الصخر» في جنوب بغداد وواشنطن ملتزمة بتأهيل قوات عراقية «وطنية» لمحاربة «داعش»
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
يبدو أن لجوء العراق الى القوة الاميركية أمر لا مفر منه في ظل وهن القوات العراقية وتشتتها بعد الانتكاسات التي أصابتها خلال الاشهر الماضية، على الرغم من خيبة الأمل والاحباط الذي يسيطر على مواقف الكتل الفاعلة في المشهد العراقي حيال ضعف تأثير الغارات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم «داعش» المنتشر في مساحات شاسعة من البلاد.

ويحاول الجيش العراقي بمساندة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وبإشراف ضباط كبار في الحرس الثوري، ومن بينهم قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، استعادة زمام المبادرة، والقيام بشن هجمات مضادة لانتزاع مدن وبلدات استراتيجية من قبضة «داعش» التي تواجه مصاعب شتى، من بينها خوض عناصرها مواجهات في أكثر من جبهة، ما يجعلها عرضة لاستنزاف كبير في قدراتها وإمكاناتها العسكرية.

وتسعى واشنطن إلى مساعدة العراق بشتى الطرق لإخراجه من دائرة التحديات التي تخيم على البلاد، وفي مقدمتها التحدي الأمني الذي يمثله المتطرفون واسناده عسكرياً في الحرب على «داعش»، إذ أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي خالد العبيدي التزام بلاده بدعم العراق في محاربة الارهاب.

ونقل بيان لوزارة الدفاع الاميركية عن هاغل تأكيده للعبيدي على «أهمية إعادة بناء القوات العراقية بطريقة تعيد الثقة إلى الضباط والجنود العراقيين والشعب العراقي جميعاً. وأضاف أنه «تم في الاتصال الهاتفي، البحث في سبل تدريب وتسليح القوات العراقية لتعزيز قدراتها في مواجهة مسلحي تنظيم داعش»، موضحاً أن «الجانبين تعهدا بتعزيز التعاون الثنائي من أجل تحقيق الاهداف المنشودة بدحر الارهاب».

من جهته، قال الناطق الاعلامي لوزارة الدفاع الاميركية الادميرال جون كيربي في بيان صحافي إن «وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أخبر هاغل بأن لديه كل الرغبة بملاحقة مسلحي تنظيم (داعش) وأن يضمن بأن القوات المسلحة العراقية، ستكون مهيأة بشكل جيد لهذا الهجوم من تدريب وتسليح».

واشار كيربي الى ان «العبيدي أعرب عن تقديره لدور المستشارين الاميركيين والغارات الجوية التي تشنها الطائرات الاميركية»، موضحاً أن «هيغل والعبيدي تعهدا بالاستمرار في العمل سوية لتحقيق أهداف أمنية مشتركة»، مبيناً ان «وزير الدفاع العراقي يسعى لضمان أن تكون القوات المسلحة في البلد ممثلة لجميع المواطنين ويدافع عن كل شبر من العراق».

من جهتهم، أكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الاميركية أن الجيش العراقي بدأ عملية اعادة تنظيم وتجميع استعداداً لشن هجمات واسعة النطاق ضد تنظيم «داعش»، مشيرين إلى ان «القوات العراقية غير مستعدة في الوقت الراهن على شن هجمات مضادة كبيرة».

وأضاف المسؤولون في حديث مع مجموعة من الصحافيين في مقر القيادة المركزية الاميركية في فلوريدا ان «الجيش العراقي تمكن مؤخراً من استعادة بعض الاراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين لكن تنظيم وتدريب القوات العراقية سيستغرق فترة لا تقل عن أشهر عدة».

ولفت المسؤولون الاميركيون إلى ان «الجيش العراقي يحتاج إلى الكثير من المساعدة في الأمور الأساسية مثل تصليح المعدات العسكرية والتخطيط للعمليات القتالية واستخدام المعلومات الاستخباراتية في المعارك من أجل استعادة قوته القتالية».

وعزا المسؤولون بطء تقدم القوات العراقية في تحرير مدينة بيجي، الى الأحوال الجوية السيئة، وعملية مسح الطرق من المتفجرات، وتفكيك العبوات الناسفة خصوصاً ان تنظيم داعش بدأ يلجأ بشكل متزايد الى زرع العبوات وتفخيخ السيارات كأستراتيجية لابطاء تقدم القوات العراقية».

الى ذلك، أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك ان الطيران الحربي الفرنسي قصف ليل اول من أمس، مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في بناية المعهد الفني الذي يستخدمه التنظيم مقراً لتصنيع المتفجرات وتفخيخ السيارات»، مضيفاً أن الطيران الفرنسي قصف أيضاً مقر المجلس المحلي ومديرية شرطة قضاء الحويجة المستخدمة كمقرات ونقاط تفتيش للتنظيم في أطراف نواحي الرياض والرشاد والملتقى، وسط قضاء الحويجة (55 كيلومتراً جنوب غربي كركوك).

وأضاف المصدر أن «هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 30 مسلحاً من تنظيم داعش وتدمير المواقع بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «الطيران الفرنسي استخدم صواريخ «هيل فاير» الذكية والموجهة بأشعة الليزر التي تمتلك دقة متناهية في تدمير الأهداف».

وكان رئيس أركان الجيش الفرنسي بيير دو فيليي أعلن في وقت سابق امس أن مقاتلات فرنسية دمرت 12 مبنى في العراق يضم ترسانة أسلحة لتنظيم «داعش».

في غضون ذلك، نجحت القوات العراقية والميليشيات الشيعية وبتعاون واشراف مباشر من قوات الحرس الثوري الإيراني، ولا سيما قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، بشن هجوم واسع النطاق على بلدة جرف الصخر، جنوب بغداد، ساهم بإخراج مسلحي «داعش» من المنطقة بشكل شبه كامل.

وقالت مصادر عراقية مطلعة في تصريح لصحيفة «المستقبل» ان «الجنرال سليماني يشرف بشكل مباشر على العملية العسكرية الواسعة التي اطلق عليها اسم «عملية عاشوراء» وشنتها القوات العراقية مدعومة بالميليشيات، للسيطرة على بلدة جرف الصخر (شمال بابل) الاستراتيجية» لافتة الى ان «سليماني يتواجد حالياً في منطقة العمليات برفقة وزير النقل السابق هادي العامري، زعيم ميليشيا «بدر»، وأبو مهدي، المهندس المشرف على فصائل مسلحة عدة، بينها «كتائب الامام علي» فضلاً عن مشاركة وزير الداخلية العراقي محمد الغبان».

وأوضحت المصادر ان «ميليشيات «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» و«فيلق بدر» و«كتائب الامام علي» شاركت مع بعض قطعات صغيرة تابعة للجيش العراقي في هذه العملية»، مشيرة الى ان العملية التي انطلقت فجر امس «حققت نتائج جيدة من خلال فرار عناصر «داعش» من أغلب مناطق البلدة وسيطرة القوات المهاجمة على مساحات واسعة من دون حسم المعركة حتى الآن بشكل كامل».

وفي الانبار (غرب العراق)، أعلنت السلطات الامنية عن احباط هجوم جديد لتنظيم «داعش» على بلدة عامرية الفلوجة (جنوب الفلوجة) الاستراتيجية القريبة من بغداد.

وفي صلاح الدين (شمال بغداد) تتواصل الحملة العسكرية التي تشنها القوات العراقية على معاقل المتشددين في المحافظة، حيث أفاد مصدر أمني أن القوات العراقية وصلت الى المداخل الجنوبية لقضاء بيجي (شمال تكريت)، بعدما سيطرت على جميع القرى الواقعة في جنوبه.
 

المصدر: مصادر مختلفة

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,377,593

عدد الزوار: 6,889,607

المتواجدون الآن: 82