تشييع هاني فحص في جبشيت سلام نعاه: كان عابراً للطوائف وبري ناقش مع الخرينج خطف الهاجري...الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي يتسلمان دفعة جديدة من المساعدات الأميركية

3 شهداء للجيش تفجيراً وإعداماً في عرسال وسلام يطلب اليوم انعقاد مجلس الأمن.....«حزب الله» يسقِط اقتراح المخيمات ودمشق تقايض بالاعتراف بانتخاب الأسد...الجيش في مكمن الإرهاب مُجدّداً وإستنفار تحسُّباً لإرتدادات الشارع

تاريخ الإضافة الأحد 21 أيلول 2014 - 7:18 ص    عدد الزيارات 2556    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

3 شهداء للجيش تفجيراً وإعداماً في عرسال وسلام يطلب اليوم انعقاد مجلس الأمن
النهار...
دفعت خطورة الوضع في عرسال ومحيطها رئيس الوزراء تمام سلام إلى اتخاذ قرار بتوجيه طلب اليوم لدعوة مجلس الأمن إلى الإنعقاد، بعدما بدا أن المهل التي كانت مطاطة أخذت تقصر أكثر فأكثر ومنسوب التوتر يتصاعد بسرعة وعلى نحو دموي أوقع من الجيش ثلاثة شهداء، اثنان منهم بتفجير عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية والآخر إعداماً، في موازاة سعي المسلحين إلى الإحتفاظ بسيطرتهم على ممرات آمنة بين عرسال وجرودها وصولاً إلى منطقة القلمون السورية، بعدما كان الجيش أعلن عزل عرسال عن الجرود.
وحجب المشهد الدموي على الحدود الشرقية مع سوريا الكلام السياسي وترتيبات الكواليس من أجل معاودة المؤسسات الدستورية دورها الطبيعي.
فمرة أخرى دفع الجيش ضريبة الدم باستشهاد اثنين من عسكرييه هما الشهيدان علي حمادي الخراط، ومحمد ضاهر، وجرح ثلاثة من رفاقهما بأسلوب جديد ولافت من الإستهداف بتفجير عبوة ناسفة لاسلكياً قدرت بنحو 10 كيلوغرامات لدى مرور آلية الجيش داخل البلدة. وعقب الإعتداء شن الجيش حملة دهم واسعة وأوقف عددا كبيراً من المشتبه فيهم. كما رد على ثلاثة صواريخ سقطت على اللبوة بقصف لمرتفعات يتمركز فيها المسلحون.
وربط متابعون توقيف ثلاثة سوريين يشتبه في أنهم من تنظيم "داعش"، وتحديدا جماعة الموقوف قائد "لواء فجر الإسلام" المدعو عماد جمعة، وذلك لاحتمال ضلوعهم في قتل الجندي الشهيد عباس مدلج وجرائم أخرى، بتصعيد المسلحين الإرهابيين اعتداءاتهم بتفجير الآلية العسكرية، وإعلان "جبهة النصرة" مساء في بيان إعدامها الجندي الأسير محمد حمية من بلدة طاريا. وقبل التأكد من الخبر، توافد الأهالي إلى منزله العائلي وساد جو متوتر. وقبل منتصف الليل قطع مواطنون من آل حمية طريق المطار، بعدما كان أهالي الشهيد الخراط قطعوا طريق المية ومية في صيدا بعض الوقت.
وبعيد منتصف الليل دعا والد الجندي محمد حمية، معروف حمية في بيان، الى الهدوء والتروي، وقال انه تلقى اتصالات من شخصيات عرسالية أكدت له عدم صحة خبر اعدام ابنه.
الموفد القطري
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان الموفد القطري الموجود في لبنان منذ يوم امس اصطدم بواقع كون "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" يقاتلان معا في الميدان ويتواجهان في المفاوضات. وأفادت المعلومات ان صراعا خفيا بين الأطراف العرب والاقليميين قد استجد وخلف تأثيراته في عرسال، كما ظهرت معالمه في تحرك "داعش" ضد أكراد سوريا والتحرّك في القنيطرة مما تسبب بالتوتر في منطقة شبعا.
وقالت إن الجيش يستمر في تطبيق القرار السياسي لمجلس الوزراء بفصل عرسال عن المرتفعات، بينما يتمسك المسلحون بإبقاء الممرات مفتوحة، مع العلم أن هؤلاء يسيطرون على المؤن والوقود من أجل أعمالهم العسكرية على حساب اللاجئين وأهالي عرسال. وأضافت أن التوتر بدأ أمس عندما تعرضت مواقع الجيش لاعمال قنص من مسافات تراوح بين 500 و1500 متر مما يدل على حيازة المسلحين أسلحة متطورة.
دعوة مجلس الأمن
كذلك علمت "النهار" ان الرئيس سلام سيطلب اليوم دعوة مجلس الامن إلى الإنعقاد للبحث في التطورات في منطقة عرسال بعد استشهاد العسكريين وجرح آخرين وسط تصعيد لافت من المسلحين في جرود عرسال. وتأتي هذه الخطوة قبل 48 ساعة من سفر رئيس الوزراء الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة حيث من المقرر أن يطرح قضية اللاجئين السوريين في لبنان، ومن هناك سيوجه نداء الى المجتمع الدولي فحواه أن لبنان لم يعد يستطيع تحمّل أعباء هذه القضية، خصوصا أن الدول المانحة لم تف بسوى 17 في المئة من التزاماتها، مشددا على ان الدعم يكون بالفعل وليس بالكلام. كما سيشدد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقد تلقى الرئيس سلام امس اقتراحا من رئيس كتلة نواب حزب الكتائب سامي الجميل حمله وزراء الكتائب، لعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء اليوم من أجل متابعة تطورات عرسال، وسيدرس الاقتراح في ضوء المشاورات التي سيجريها. أضف أن مجلس الأمن المركزي دعي الى الانعقاد اليوم لعرض الأوضاع واتخاذ قرارات في شأنها.
إحياء مجلس النواب
على صعيد آخر، بدأت مشاورات لعقد جلسة لمجلس النواب الأسبوع المقبل، ويتولاها مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري مع وزير المال علي حسن خليل ووزير الصحة وائل ابو فاعور والنائب جورج عدوان. وتتمحور المشاورات على ثلاثة خيارات في شأن سلسلة الرتب والرواتب: إما تقسيط دفع المترتبات وإما ترشيق المطالب وإما زيادة طفيفة على الضرائب. ولكن لم يتقرر شيء على هذا الصعيد. وذكر أن أعضاء هيئة مكتب المجلس جاهزون للإجتماع لوضع جدول أعمال الجلسة، وهو يضم أيضا موضوعيّ سندات اليوروبوند وإيجاد صيغة لمشاريع الموازنات العالقة بما ييسر دفع رواتب العاملين في القطاع العام.
وعلمت "النهار" أن نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب عدوان سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الـ48 المقبلة لبلورة إجراءات عقد الجلسات الإشتراعية، وسيبحث معه إلى المواضيع المشار اليها في التعديلات المطلوبة على قانون الإنتخابات النيابية في ما يتعلق بالمهل التي تم تجاوزها، لئلا تتعرض الإنتخابات في حال إجرائها للطعن. ووصف عدوان أجواء الإتصالات التي يجريها بأنها "مفتوحة على احتمالات إيجابية"، من غير أن يخفي تخوفه من الوضع الأمني في عرسال وما قد يجر إليه.
درباس وهموم اللاجئين
إلى ذلك، أبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس"النهار" أنه متوجس من تناقص المنح الدولية المخصصة للاجئين السوريين والتي تراجعت من 53 في المئة مما هو مطلوب عام 2013 الى 40 في المئة حاليا، وهذا يعني ترك لبنان يواجه مهمة إغاثة هؤلاء اللاجئين. وكشف عن قرار برنامج الغذاء العالمي خفض قيمة القسيمة الالكترونية الشهرية المخصصة لكل لاجئ من 30 دولارا أميركيا الى 20 دولارا بدءأً من تشرين الاول المقبل. وقال إنه سيحمل هذا الملف الى الكويت التي سيزورها في 12 و13 تشرين الاول المقبل ثم الى دولة الامارات العربية المتحدة في 14 منه . وستسبق هذه الجولة جلسة خاصة لمجلس الوزراء تحدد أطر التعامل الرسمي مع ملف اللاجئين "في ضوء رفض أحد الاطراف السياسيين إنشاء مخيمات على الحدود اللبنانية - السورية".
وروى درباس لـ"النهار" أن المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس قال له خلال زيارته للبنان قبل أيام: "مهمتي أن أصون اللاجئين ومهمتك (أي الوزير) أن تصون بلدك، فأجبته بأن الاصح القول إن مهمتك ومهمتي معا صون الوعاء الذي يحتضن اللاجئين، أي لبنان".
 
شهيدان و3 جرحى في تفجير شاحنة للجيش ضاهر التحق صباحاً وفـُقد الاتصال به ظهراً
النهار...بعلبك – وسام اسماعيل
تعلمنا ان الربيع يأتي حين تكتفي الأرض من حبات المطر إلا ان المؤسسة العسكرية ليلها طويل لا ينتهي في بلدة عرسال وجرودها، وارضها لم ترتوِ بعد من الدم النازف من أجساد الشهداء وما زالت متصحرة ظمأى لدماء أخرى.
لم يشفع امس الجهوز التام وتكثيف الاجراءات التي تتخذها وحدات الجيش في البلدة وخراجها وجرودها، اذ تعمدت ارضها مجدداً بشهيدين وجرح ثلاثة آخرين احدهم في حال حرجة، من خلال مواصلة محاربتها من مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" عمداً في البلدة. وأمس كان الاعتداء مختلفاً من حيث الاسلوب، فللمرة الاولى يستهدف الجيش بعبوة ناسفة وضعت الى جانب الطريق في محلة وادي حميد بالقرب من إحدى محطات الوقود الذي تمر دوريات الجيش طوال اليوم عليه وتحاول تأمين الهدوء للبلدة.
وقد استهدفت عبوة ناسفة موجهة ظهراً، شاحنة "ريو" للجيش كانت تقلّ 7 عناصر بين وادي حميد والمصيدة وسط بلدة عرسال لدى توجهها الى مركز للجيش في وادي حميد، وأدى انفجارها الى سقوط شهيدين هما الجنديان محمد ضاهر من بلدة عيدمون وعلي الخراط من صيدا، وجرح ثلاثة آخرين هم: يحيى محيش، محمود البعريني، محمود فاضل وهو في حال حرجة.
وعمل الأهالي على نقل الشهداء والجرحى الى مستشفى الرحمة الميداني في البلدة، فيما طوق الجيش المكان. وحضر الخبير العسكري لتحديد زنة العبوة.
وكان سيطر هدوء حذر في المنطقة، وعمدت وحدات الجيش الى توسيع دائرة انتشارها وتعزيزها وتكثيف إجراءاتها في معظم النقاط الساخنة في المنطقة الجردية، وعاشت البلدة جوا من التوتر انعكس شللاً في الحركة.
بيان الجيش
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه:"قرابة الساعة 12,15، تعرّضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة في أثناء انتقالها داخل بلدة عرسال، مما أدى الى استشهاد عسكريين إثنين وإصابة ثلاثة بجروح. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، وحضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث".
وفي بيان آخر، قالت مديرية التوجيه إنه "نتيجة كشف الخبير العسكري تبين أن الإنفجار ناجم عن عبوة ناسفة موجهة لاسلكياً من بعد، وتقدر زنتها بنحو 10 كلغ من المواد المتفجرة".
ولاحقاً أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً نعت فيه الجنديين الشهيدين، وجاء فيه:
■ الجندي الشهيد علي أحمد حمادي الخراط: من مواليد 25/ 7/ 1977 – صيدا، تطوع في الجيش في 30/ 2/ 2009 ، حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة. عازب. يرقى إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.
■ الجندي الشهيد محمد عاصم ضاهر: من مواليد 26/ 3/ 1992 عيدمون – عكار، تطوع في الجيش في 20/ 6/ 2014، حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش. عازب. يرقى إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.
عكار
ومن مراسل "النهار" في عكار ميشال حلاق، أن حال غضب واستنكار عمت بلدة عيدمون في عكار ومختلف القرى والبلدات العكارية التي تبلغت نبأ استشهاد ابن البلدة الجندي محمد عاصم ضاهر(20 عاماً) باﻻنفجار الذي استهدف آلية للجيش في عرسال.
وغص منزل عائلة الشهيد ضاهر بابناء البلدة الذين توافدوا متضامنين مع العائلة التي تعيش حالاً من الصدمة والغضب الكبيرين والحزن الشديد على الفاجعة التي حلت بها، وخصوصاً ان الشهيد وفق ما تقول العائلة غادر المنزل صباح أمس الجمعة متوجها الى خدمته، وقد حاولوا مرارا الاتصال به لدى سماع خبر استهداف إحدى الآليات العسكرية، الا انهم لم يفلحوا في سماع صوت ابنهم إلى ان بلغهم خبر الفاجعة التي أرخت بثقلها على كاهل هذه العائلة التي كانت تنتظر بفارغ الصبر لتفرح بزواج العريس محمد الذي غدا شهيد الواجب والوطن.
 
توقيف 3 سوريين ينتمون إلى جماعات أصولية بينهم متهم بالمشاركة في ذبح الجندي مدلج
المصدر: بعلبك – " النهار"
تمكن مخفر درك بعلبك من كشف خيوط ملف امني مهم بعدما اعترف ثلاثة سوريين هم دحام عبد العزيز رمضان (مواليد 1996) وخالد وليد البكير (مواليد 1975) وعبد الله احمد السلوم (مواليد 1993) بانتمائهم الى جماعات أصولية، ومشاركتهم في اعمال ارهابية أبرزها ذبح الجندي عباس مدلج الذي كان مخطوفاً لدى المسلحين في جرود عرسال، وقتالهم الجيش.
وعملت عناصر من مخابرات الجيش على توقيفهم يوم الثلثاء الفائت على مفترق بلدة ايعات – بعلبك، بعد دخولهم خلسة الاراضي اللبنانية من جهة جرود عرسال، وكان برفقتهم احد المواطنين من بلدة عرسال الذي ساعد على دخولهم. وعلى الأثر تسلم مخفر بعلبك الموقوفين بتهمة دخولهم خلسة، غير ان عناصر المخفر عملت على التدقيق في محتويات الهواتف الخليوية التي كانت معهم، وخلت هواتف البكير والسلوم من اي ملف يثير الريبة، غير ان هاتف الموقوف رمضان احتوى داخل ذاكرته على صور كان عمد الى محوها، واستطاعت عناصر المخفر اعادة نسخ هذه الملفات من داخل ذاكرة الهاتف لتظهر صور للموقوفين الثلاثة بثياب عسكرية ومدججين بالسلاح، اضافة الى التقاطهم مجموعة من الصور الى جانب قادة محاور القتال في القلمون وابرزهم المعروف بـ"التويني"، واعترفوا بانتمائهم الى مجموعته.
ولدى التوسع في التحقيق مع الموقوفين اعترف رمضان بالمشاركة في ذبح الشهيد العسكري عباس مدلج الى جانب عدد من الإرهابيين وهو ليس صاحب الصورة التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان الى جانبه ليتولى بنفسه لاحقاً دفن جثمان الشهيد على بعد كيلومتر من مكان ذبحه في وادي الرهوة في جرود عرسال.
كذلك اعترف الموقوفون بمشاركتهم في قتال الجيش خلال الهجوم الذي قامت به المجموعات المسلحة على بلدة عرسال وقتاله الى جانب المسلحين في معارك القصير والقلمون السورية .
ولفت مصدر امني "النهار" إلى أنه من المحتمل ان يكون رمضان يحمل هوية مزورة، فالهوية التي يحملها وتعرف عنه باسم دحام عبد العزيز رمضان (17 عاماً ـ والدته نجاح) تدل ملامحه على انه اكبر سنا مما يشير إلى امكان انها ليست هويته الحقيقية وهذا ما قد تظهره التحقيقات التي تولتها جهة خاصة خلال الايام المقبلة، والتي يمكن ان تكشف اموراً تساعد القوى الامنية على كشف مسائل أمنية لا تقل أهمية.
وذكر المصدر أنّ دحام رمضان قام بحفر القبر الذي أُنزل فيه جثمان مدلج. وكشف أنّ الثلاثة يعملون في مجموعة أحمد جمعة، وهم أعضاء في تنظيم "داعش". ونقلوا من بعلبك الى بيروت ليل أمس تحسّباً لقيام الأهالي بردّ فعل ضدّهم.
وفور تلقي عائلة الجندي الشهيد مدلج معلومات عن توقيف الثلاثة وان احدهم مشارك في ذبح ابنها، قطعت مع اصدقائه و صباح امس الطريق عند مدخل بعلبك - دورس في الاتجاهين قرابة ساعة ونصف ساعة للمطالبة بالاقتصاص من المتهم بذبح ابنهم.
وطالب والد مدلج "بالاقتصاص من السوري الموقوف دحام عبد العزيز رمضان المتهم بذبح ولده أو تسليمه للعائلة للاقتصاص منه"، مطالبا قائد الجيش العماد جان قهوجي بتسليمه القاتل. وسأل:"لماذا تم نقل رمضان إلى بيروت بهذه السرعة؟"
بدورها ناشدت والدة الشهيد مدلج، الدولة "عدم الرضوخ للخارج والجهات الدولية والاقليمية والعمل على الاقتصاص من الجاني".
بري ناقش مع الخرينج خطف الهاجري
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة نائب رئيس مجلس الامة الكويتي مبارك الخرينج والسفير الكويتي عبد العال القناعي وعائلة المواطن الكويتي مسفر فيحان الهاجري. وشكر الخرينج لبري استجابته في تحديد الموعد بهذه السرعة. وقال: "يتعلق اللقاء باختطاف المواطن الكويتي، وجاءت الزيارة بالتنسيق مع رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ورئيس مجلس الوزراء جابر المبارك، والنائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية صباح الخالد، ورئيس الوزراء بالانابة وزير الداخلية ووزير الدفاع بالانابة محمد الخالد." وأكد "ان الشعب الكويتي يتابع موضوع الاختطاف، وكذلك ذوو المختطف، وقد رافقني بهذه الزيارة اشقاء المخطوف. واملنا وثقتنا كبيرة بالرئيس بري وجهوده الطيبة، وله بصمات كثيرة وكبيرة في مثل هذه القضايا." وكان بري استقبل القائم بالاعمال الاوسترالي جون فيكس.
 
تشييع هاني فحص في جبشيت سلام نعاه: كان عابراً للطوائف
المصدر: النبطية – "النهار"
شيع في جبشيت أمس جثمان السيد هاني فحص وتقدم موكب التشييع ممثل رئيس مجلس النواب النائب هاني قبيسي ووزير الزراعة أكرم شهيب في مقدم وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي وممثل الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنواب علاء ترو وياسين جابر وعبد اللطيف الزين، ووفد من سفارة فلسطين برئاسة نظام الأحمد وممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ غاندي مكارم ورئيس "مؤسسة العرفان" الشيخ علي زين الدين وفاعليات. وأم الصلاة السيد محمد حسن الأمين.
ونعى رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام السيد فحص وقال: "فقد لبنان رجلاً كان ايمانه عابراً للطوائف والمذاهب وكان في إسلامه منفتحاً على كل لبنان بانسانية طبعت كل مواقفه.
فقد لبنان العلامة السيد هاني فحص الذي أمضى حياته في نهج تواصلي جعله منارة مضيئة في الفكر والثقافة والحوار.
لقد استطاع هذا الرجل ان يصلي بين مجموعات من المؤمنين من كل الاديان، فحمل في محبته كل هؤلاء الى ما أطلقه اصدقاؤه ومحبوه عليه وهو منطقة العمل المدني الناجح.
لقد استطاع العلامة هاني فحص ان يقدّم الحوار الهادئ بديلاً من الجدل الصاخب، فعرض مساحات لحرية الرأي لا تنمو بالصراعات العقائدية بل بغزارة الفكر وبشهود الباحثين عن الجوامع المشتركة بين الناس".
كذلك نعاه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن وقال إن الراحل "خط بمسيرته محطات تاريخية مشعة في الفكر والسياسة والأدب والشعر، وكان نبراساً للروح الوطنية وشعلة حق مضيئة، قارب الحياة العامة بشفافية وتجرد ونهل من العلم وأعطاه". وأضاف: "ان لبنان كما المسلمين كافة، سيفتقدون السيد هاني فحص ودوره وخطابه الوطني الجامع ووقفاته المشهودة في التاريخ اللبناني الحديث". وأبرق رئيس المجلس العام الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن معزياً بالسيد فحص، وجاء في البرقية: "كانت آخر وقفاته الاعتدالية قبل رحيله في احتفالية عامية انطلياس قبل أكثر من شهر، وبدا متعباً من ثقل المرض الذي ضرب صدره المتسع للحوار والانفتاح".
وأصدرت "الحركة الثقافية – انطلياس" بياناً مما فيه: "مع غياب المفكر والصديق العلامة السيد هاني فحص، يخسر الوطن احد اكبر علمائه ومثقفيه. لقد مثل جملة من القيم من أبرزها انه كان وسيطاً بين ثقافتين: الدينية وثقافة المجتمع المدني. لقد كان مؤمناً بدينامية الفكر الديني وقدرته على تطوير نفسه والتكيف مع تحديات الحداثة، وفي الآن نفسه كان مؤمناً بالفكر الانساني وقدرته على تطوير نفسه بما يخدم قضية الحرية والانماء المستدام. كان صاحب ثقافة موسوعية شاملة تغرف من عمق التراث وتنهل من مجاري الفكر الانساني المتنوع بكل ابعاده وتكتنز وقائع ومآثر تاريخ جبل عامل في الماضي وفي الحاضر".
ونعاه أيضاً "الفريق العربي للحوار الاسلامي – المسيحي": "برحيل العلامة فحص يخسر الفريق العربي ركناً أساسياً من أركانه. فقد كان الأخ المخلص المتبحّر بعلوم الدين، والداعية الى الحوار والاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين. ان فقدانه ليس خسارة للفريق العربي فحسب، بل لجميع اللبنانيين ولجميع أبناء الوطن العربي".
 
الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي يتسلمان دفعة جديدة من المساعدات الأميركية وسفير واشنطن: الوحدة بين الأجهزة الأمنية ستفشل القوى الساعية لهزّ الاستقرار

بيروت: «الشرق الأوسط» .... تسلّم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، أمس، دفعة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية المخصصة للأجهزة الرسمية اللبنانية، بينها 23 آلية نوع «فورد» مخصصة لنقل السجناء، 10 سيارات جيب نوع «فورد إكسبلورر»، و5 سيارات بيك آب نوع «دودج»، مخصصة لقوى الأمن، مقدمة من الحكومة الأميركية ممثلة بـ«المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون».
وخلال احتفال أقيم في ثكنة «الشهيد اللواء وسام الحسن» في ضبية، أشار السفير الأميركي في لبنان، ديفيد هيل، إلى أن «قوى الأمن الداخلي هي ركيزة أساسية للأمن في لبنان، والولايات المتحدة فخورة بشراكتها الطويلة الأمد مع قوى الأمن الداخلي لتدريب وتجهيز قوى الشرطة في لبنان»، مشيراً إلى أن «السفارة قدمت منذ عام 2008، أكثر من 140 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي»، مشدداً على أن «هذه المساعدة هي شاملة ومستمرة».
وقال هيل إن المركبات المخصصة لنقل السجناء، والبالغة قيمتها نحو 1.6 مليون دولار، «من شأنها أن تسمح لقوى الأمن الداخلي بزيادة عدد السجناء الذين يمكن نقلهم إلى المحاكم لجلسات الاستماع»؛ مما «سيعمل على تخفيف اكتظاظ السجون من خلال معالجة عامل رئيس في تراكم القضايا المعروضة على المحاكم، وتسهيل جزء هام من العملية القضائية». ويعاني لبنان من مشكلة البطء في المحاكمات، واكتظاظ السجن المركزي في رومية (شرق بيروت).
وعد هيل أن «قوى الأمن الداخلي، إلى جانب الجيش وقوى الأمن العام، أظهرت الشجاعة والبسالة مرارا وتكرارا، في مهامها لحماية أمن واستقرار لبنان»، مشدداً على أن «هذه الأجهزة الأمنية بذلت كثيرا من التضحيات في مواجهتها مع قوى تسعى لزرع الانقسام وعدم الاستقرار، ولبنان هو أكثر أمانا بسبب هذه التضحيات»، مؤكداً أن «التعاون والوحدة بين الأجهزة الأمنية اللبنانية سوف يؤديان إلى حتمية فشل هذه القوى».
بدوره، أشار مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء إبراهيم بصبوص، إلى «أننا اليوم أمام هبة جديدة عبارة عن آليات لنقل السجناء، وآليات للمهمات والدوريات، باشرنا استعمالها منذ أشهر، فساهمت بشكل ملحوظ في تنشيط عمليات سوق السجناء، وفي تسريع الإجراءات القضائية، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف الاكتظاظ الذي تعانيها كل السجون في لبنان، وذلك خطوة أولى في معالجة هذه المشكلة التي ستكتمل ببناء سجون جديدة، تتماشى مع المعايير الدولية تحقيقا لغاية تحويل السجن من مكان للعقاب إلى مكان للإصلاح والتأهيل، تمهيدا لإعادة الاندماج في المجتمع».
وأكد بصبوص أن «الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها المنطقة، ويمر بها لبنان، وانتشار الجريمة المنظمة والإرهاب بشكل واسع، تتطلب منا مضاعفة الجهود واليقظة والحذر المستمرين، كما تتطلب منا استمرار التكامل والتعاون والتنسيق مع الجيش وكل القوى الأمنية».
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن اللواء اللوجيستي، «تسلّم عبر مطار رفيق الحريري الدولي، كمية من الذخائر المختلفة، بحضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان».
وجاءت هذه الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.
 
«حزب الله» يسقِط اقتراح المخيمات ودمشق تقايض بالاعتراف بانتخاب الأسد
بيروت - «الحياة»
قوبلت الخطة التي أعدتها لجنة مشتركة من وزارات الشؤون الاجتماعية والداخلية والبلديات والخارجية لاستحداث 3 مخيمات للنازحين السوريين على مقربة من الحدود الدولية بين لبنان وسورية وتحديداً عند معابر المصنع في البقاع والعبودية والدبوسية في الشمال باعتراض من وزير «حزب الله» محمد فنيش بذريعة ان هذه المعابر لن تكون آمنة بسبب ازدحامها بالنازحين السوريين، ما اضطر الوزير رشيد درباس الى سحبها من التداول مقترحاً على مجلس الوزراء ايجاد البدائل لهذه الخطة.
وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية ان الخطة لم تناقش مطولاً في جلسة مجلس الوزراء مساء أول من أمس برئاسة الرئيس تمام سلام بعدما أكد الوزير فنيش عدم موافقته عليها ورد الوزير درباس بالقول: «طالما ان «حزب الله» لا يوافق فأنا اقترح سحبها من التداول»...
وأكدت المصادر الوزارية ان وزير الخارجية جبران باسيل لم يتدخل في النقاش بين الوزيرين فنيش ودرباس، وآثر الصمت مع ان ممثليه في اللجنة المشتركة وافقوا على الخطة ولم يسجلوا أي اعتراض. وقالت ان الرئيس سلام بادر الى استيعاب الاختلاف واقترح ان يعقد مجلس الوزراء جلسة تخصص للبحث في ملف النازحين السوريين بعد عودته من نيويورك حيث يمثل لبنان في الدورة العادية للأمم المتحدة على رأس وفد وزاري.
ولفتت مصادر وزارية أخرى الى ان معظم الوزراء لم يفاجأوا بموقف فنيش الرافض استحداث 3 مخيمات، وكشفت ان السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي كان أول من اعترض على إقامة هذه المخيمات وأبلغ جهات نافذة في قوى 8 آذار ان مثل هذه الخطة يجب أن تناقش بين المعنيين مباشرة في ملف النازحين في البلدين.
وأوضحت المصادر نفسها ان لبنان لا يعترض على التواصل مع السلطات السورية لتأمين انتقال النازحين الى داخل الأراضي السورية، انما لا بد من التقيد بالمعايير الدولية الموضوعة من المفوضية العليا لشؤون النازحين في الأمم المتحدة لضمان امنهم وسلامتهم، اضافة الى ان الحكومة اللبنانية تلتزم هذه المعايير ومن حقها اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتخفيف من أعباء هذا الملف على الوضع الداخلي في لبنان أكان أمنياً أم اقتصادياً، وبالتالي لها ملء الحرية في التصرف طالما ان هذه المسألة تتعلق بسيادة البلد ولا حاجة الى التنسيق مع السلطات السورية.
وسألت كيف يمكن التخفيف من أعباء ملف النازحين على لبنان وألا يحق لوزارة الشؤون ان تضع خطة لإعادة استيعابهم بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والخارجية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي وافقت عليها وأبدت استعدادها للمساهمة مالياً في استحداث هذه المخيمات، لا سيما انها تبعد عن الأماكن السكنية في الناطق التي حددت لاستحداثها؟
كما سألت عن ماهية المشكلة مع النظام السوري في حال تقرر إنشاء هذه المخيمات من ضمن ضوابط أمنية تحد من تنقلات النازحين وتؤمّن لهم حاجاتهم وتمنعهم من تجاوز الحدود الجغرافية التي تقع فيها هذه المخيمات؟
وأكدت المصادر ان لبنان لم يعد قادراً على استيعاب دفعات جديدة من النازحين السوريين، خصوصاً ان لا مبرر لنزوح جديد من الأراضي السورية الى الأراضي اللبنانية باعتبار انها لم تسجل عودة للمعارك بين النظام في سورية ومعارضيه في بعض المناطق، ويمكن النازحين العودة الى ديارهم، كما ان لبنان سيمنع النازحين من الدخول لأن قدومهم اليه سيكون من مناطق بعيدة ما زالت تدور فيها المعارك وتقع في المناطق الحدودية التي تربط سورية بكل من الأردن والعراق وتركيا.
ورأت ان السلطات اللبنانية ستعيد التدقيق في أعداد النازحين للتأكد من ان بينهم ألوفاً لا تنطبق عليهم صفة النازح ولن تتراجع أيضاً عن إبطال صفة النازح عن كل من يدخل سورية.
واعتبرت المصادر أنه لم يعد من مفر أمام الحكومة كي تعيد النظر في عدد من المخيمات التي تؤوي النازحين لجهة التخفيف من أعدادهم من خلال استحداث مخيمات جديدة، وقالت ان وزارة الداخلية كانت اقترحت في ضوء التدابير التي تتخذها وحدات الجيش اللبناني لتحييد عرسال عن جرودها، نقل مخيمات النازحين الواقعة على تخوم البلدة وفي داخلها، الى مناطق تبعد 3 كيلومترات عنها وتكون قريبة من الجرود لتسهيل انتقالهم من حين الى آخر الى داخل الأراضي السورية ولمنع المسلحين المنتشرين في الجرود من التوغل في عمق البلدة بذريعة زيارتهم لعائلاتهم.
وقالت ان هذا الاقتراح لا يزال قائماً ولا بد من السعي لتطبيقه بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون النازحين، لأنه يضع حداً للتداخل البشري بين النازحين وأبناء عرسال.
ولاحظت المصادر ان النظام السوري يريد من خلال ضغطه عبر بعض حلفائه لمنع استحداث مخيمات جديدة على مقربة من الحدود الدولية بين البلدين، ان ينتزع من الحكومة اللبنانية اعترافاً بإعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً لسورية، خصوصاً ان احداً في لبنان لم يتصل لتهنئته بولايته الرئاسية الجديدة على الأقل في العلن.
وأكدت ان النظام يضغط أيضاً من خلال الوضع المتوتر بين عرسال وجرودها وإصرار المجموعات الإرهابية المسلحة على شن اعتداءات تستهدف وحدات الجيش المنتشرة فيها او عند أطرافها في محاولة لإعادة الاعتبار الى معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين، وتحديداً بالنسبة الى البند الرابع الوارد فيها والمتعلق بالتعاون الأمني بين البلدين، وهذا ما لمح اليه عدد من حلفاء سورية في لبنان اضافة الى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون.
وكشفت المصادر أن السفير السوري في لبنان كان حمل اقتراحاً بإحياء الاجتماعات المشتركة بين لبنان وسورية المنصوص عنها في معاهدة التعاون على الا تقتصر على الشق الأمني منها، لكنه لم يلق تجاوباً من الحكومة اللبنانية.
 
الجيش في مكمن الإرهاب مُجدّداً وإستنفار تحسُّباً لإرتدادات الشارع
الجمهورية...
شهيدان جديدان للجيش اللبناني بعبوة ناسفة استهدفت شاحنة عسكرية للجيش في عرسال. شهيد ثالث من العسكريين المحتجزين. التصويب الإرهابي على الجيش لا يحتمل الالتباس، والهدف إضعاف منعة لبنان من أجل اختراقه وضرب استقراره واعتماده ساحةً بديلة وتعويضية عن العراق. ومن الواضح أنّ الحسابات الداعشية ما بعد التحالف الدولي الذي يصوّب على العراق دفعَت هذا التنظيم الإرهابي إلى التفكير بساحات بديلة، وهذا ما يفسّر اجتياحه لمناطق الأكراد في سوريا، ورفضَه التجاوبَ مع الوساطات الإقليمية لإطلاق المخطوفين. والثابت في هذه الصورة أنّ هناك إرهاباً يضرب لبنان، وجيشاً يتصدّى لهذا الإرهاب، وما بينهما سلطة سياسية موحّدة لمواجهة الإرهاب ومنقسمة حيال الملفات السياسية، وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية والنيابية. وقد دلّت التطورات المتصلة بالاستعدادات الدولية والهجمة على الجيش أنّ المرحلة التي تجتازها المنطقة ولبنان أمنيةٌ بامتياز وتتطلب التعاملَ معها على هذا الأساس.
العنوان هو الجيش. واستهداف الجيش يعني استهداف كلّ لبنان. ومعركة عرسال أطلقت مرحلة جديدة عنوانها تعزيز قدرات الجيش اللبناني من أجل إبعاد الخطر «الداعشي» عن لبنان.

ومن المؤشرات الإيجابية في كلّ هذا المشهد القاتم، أنّ المجتمع الدولي المنقسم على كلّ شيء، يكاد يكون موحّداً على مسألة واحدة هي تحييد لبنان ودعم جيشه، من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين وصولاً إلى السعودية وإيران، وفي هذا السياق بالذات تأتي زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى موسكو.

وإزاء التطورات الأمنية الأخيرة يُعقد اليوم في السراي الحكومي اجتماع أمنيّ برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام ومشاركة قادة الأجهزة الأمنية. ولم تستبعد مصادر وزارية أن يُعقد هذا الاجتماع بحضور خليّة الأزمة الوزارية المكلّفة ملفّ العسكريين المخطوفين لدى الإرهابيين.

مصدر أمني لـ«الجمهورية»

فيما كانت الآمال معلقة على عودة الوسيط القطري إلى لبنان لمتابعة جهود الوساطة والإفراج عن المخطوفين العسكريين، عادت مخاطر الفتنة والبلبلة الداخلية تطلّ برأسها مجدداً بعد شيوع خبر إعدام العسكري محمد حمية على يد «جبهة النصرة»، رمياً بالرصاص.

وفيما ظلّ الخبر لساعات يتأرجح بين التأكيد والنفي، أكّد مصدر أمني رفيع لـ«الجمهورية» صحّته، وتوقّع من دون أن يستبعد تنفيذ تهديد مماثل في وقت قريب.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ كلّ الجهود الأمنية والعسكرية والحزبية انصبَّت ليل أمس على رصد الشارع، ونفّذت إجراءات أمنية استثنائية تحسّباً لارتدادات مرتقبة كردّة فعل على هذه الجريمة، وبالفعل قطع الأهالي الغاضبون طريق المطار وأتوستراد الأسد بالإطارات المشتعلة وطريق الشويفات والمشرفية وغيرها من المناطق تضامناً مع آل حمية.

وشكّلت عرسال أمس أعلى تهديد أمنيّ بعدما وصلت معلومات لأجهزة الإستخبارات مفادُها أنّ المسلحين يتجوّلون في البلدة مقنّعين بجِيبات ويدخلون
بعض المنازل وينفّذون انتشاراً مسلحاً في بعض شوارعها. كذلك رُصِد تواصلٌ وتنسيق بين عرسال وطرابلس التي شهدت بدورها توتّراً أمنياً واستنفاراً مسلحاً لمقنّعين ظهروا جليّاً في باب التبّانة.

وتجدر الإشارة الى أنّ الشهيد حمية هو أوّل جندي لبناني يُعدَم على يد جبهة «النصرة»، بعدما ذبح تنظيم «داعش» الجنديين علي السيّد وعبّاس مدلج.

وبدا للمراقبين أنّ «النصرة» تنتهج طريقة وسياسة مختلفة في قتل العسكريين، لجهة إعدامهم بالرصاص وليس ذبحاً، فضلاً عن عدم إقدامها على نشر صوَر فورية لجريمتها، إذ إنّه وحتى ساعة متأخّرة من ليل أمس لم تكن تنسيقية الجبهة ومناصروها قد تناقلوا أيّ صورة للشهيد حمية.

إلّا أنّ المشترك بين «داعش» و«النصرة» أنّهما يتقصّدان اللعب على أعصاب اللبنانيين بغية ضرب معنوياتهم ودفعهم إلى الضغط على السلطة السياسية من أجل الرضوخ لمطالب التنظيمين الإرهابيين، ولكنّ ما يحصل هو العكس تماماً، حيث إنّ هذه الممارسات الإرهابية تزيد اللبنانيين تصَلّباً في مواجهة الإرهاب.

وكان لافتاً أنّ التهديد بقتل العسكري محمد حمية كان قد وصل بشكل جدّي إلى المعنيين عبر قنوات التفاوض القطرية والتركية التي حاولت ردعهم واستمهالهم على أمل حصول تقدّم في المفاوضات وإلى حين وصول الموفد القطري السوري الجنسية المَدعو جورج حصواني إلى بلدة عرسال لاستكمال مسار التفاوض، إلّا أنّ «النصرة» استعجلت إعدام حمية وهدّدت بإعدام آخر، في محاولة منها لإحداث بَلبلة أمنية وإشعال فتنة مذهبية وطائفية قد تدفع بالحكومة اللبنانية إلى تقديم بعض التنازلات.

وكان مستبعَداً في الوقت الحالي أن تُقدم «جبهة النصرة» على خطوة كهذه نظراً إلى العلاقة التي تربط أميرها ابو مالك الشامي الملقّب بـ»أبو التل» برجل الأعمال السوري جورج حصواني الذي سبق وأدّى دوراً فعّالاً في ملفّ مخطوفي راهبات معلولا، وهو من كان قدّم منزله لهنّ في يبرود.

وما تجدر الإشارة إليه أيضاً أنّه قرابة الثامنة إلّا عشرة دقائق نشر الناشط الإسلامي في طرابلس شادي المولوي أوّل خبر عن إعدام حمية. وقال على صفحته إنّ بياناً صدر عن جبهة النصرة قالت فيه إنّ العملية جرت «ردّاً على ما ارتكبَه الجيش الإيراني من خلفٍ للعهود، وحزب الشيطان من مكرٍ، فقمنا بإعدام محمد حمية، ولدينا مزيد».

مكمَن مسلّح

وقد أتى هذا التطوّر الأمني الخطير بعد ساعات على استهداف دورية للجيش اللبناني أمس في مكمن مسلّح أثناء انتقالها داخل البلدة أسفرَ عن استشهاد عسكريين اثنين وجَرح ثلاثة، وذلك في استهداف هو الأوّل من نوعه بعد المعركة الأخيرة في عرسال. وعلى الأثر، نفّذ الجيش عمليات دهم واسعة لأماكن يشتبه بلجوء العناصر الإرهابية إليها، وتمكّن من توقيف عدد كبير من الأشخاص.

مصدر عسكري لـ«الجمهورية»

وأكّد مصدر عسكري لـ«الجمهوريّة» أنّ «الحادث نتجَ عن انفجار عبوة ناسفة موجّهة استهدفت شاحنة تنقل جنوداً، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وجَرح 4 عناصر، ليتبعَها مداهمات في المنطقة وتوقيف عدد من الأشخاص»، لافتاً إلى «حصول تبادل لإطلاق النار خلال المداهمات».

وأشار المصدر الى أنّ «خطورة التفجير تأتي من أنّه حصل داخل بلدة عرسال وليس في منطقة بعيدة عن البلدة، أو في مناطق الإشتباك الساخنة»، مشيراً إلى أنّ «المجموعات الإرهابية تستخدم أسلوباً جديداً في المواجهة، وقدّ تعرّض الجيش لمثلِ هذا النوع من التفجير مرّتين في طرابلس، ولكن ليس بهذا الحجم الكبير».

في غضون ذلك، اتّهمت جبهة «النصرة» الجيشَ اللبناني و»حزب الله» بإفشال المفاوضات بشأن قضية العسكريين المخطوفين، وقيامهما باعتقال المدنيين في عرسال وقصف جرود القلمون. ودعت عبر «تويتر» إلى «انتظار أمر ما بعد قليل». ولاحقاً توَعّدت الجبهة بأنّ الجندي محمد حمية «سيكون أوّل ضحية من ضحايا تعنُّت الجيش اللبناني الذي أصبح ألعوبةً بيدِ الحزب الإيراني».

والد حميّة

وفي المقابل وفي سياق مساعي التهدئة قال والد الجندي حمية إنّه أجرى اتصالات مع الوسطاء في بلدة عرسال، فأكّدوا له أنّ ابنه محمد بخير، وأنّ أخبار إعدامه من قِبل جبهة النصرة عارية عن الصحة، وطلبَ من اللبنانيين في كافة القرى، ولا سيما منطقة البقاع «التزامَ التهدئة والتروّي وعدم اللجوء إلى أيّ ردّات فعل قد تسيء إلى معتقداتنا». وأضاف: « نشكر كلّ من يقف إلى جانبنا، ونؤكّد ثقتنا بالمؤسسة العسكرية الجامعة والضامنة لكلّ أبناء الوطن».

سلام

وإثر استهداف دورية للجيش في عرسال، تلاحقَت الاتصالات السياسية، فاتّصلَ سلام بوزير الدفاع سمير مقبل وبقائد الجيش العماد جان قهوجي، ودعا إلى ضرورة التنبّه والاستعداد لمواجهة القوى التكفيرية المستمرّة في اعتداءاتها في منطقة جرود عرسال.


المشنوق

ومن موسكو، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق «استعداد المسؤولين الروس لمساعدة لبنان في مجال محاربة الإرهاب، وإنّ سياسة لبنان قائمة على عدم الانضمام للمحاور، بل البقاء خارجَها، لكنّ هناك عنواناً واحداً لكلّ التحالفات هو مواجهة الإرهاب، ونحن متفقون على هذا العنوان.

وشدّد على أن «التحالفات ليست نادياً لتنضمّ إليه هذه الدولة أو تلك، بل ثمّة عنوان لمهمة يستند إليه هذا التحالف. ونحن دولة ليس لها دور عسكريّ في هذا المجال، لكن نقوم بمكافحة الإرهاب منذ سنوات، وازدادت العمليات الإرهابية أخيرا».

الجميّل عند قهوجي

وفي هذه الأجواء، قصد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل وزارة الدفاع الوطني في اليرزة في مبادرة دعم وتجديد للثقة بالمؤسسة العسكرية، فالتقى قهوجي ورافقَه في الزيارة مستشارُه عضو المكتب السياسي المحامي ساسين ساسين. وتركّزَ البحث على التطوّرات العسكرية والسياسية من جوانبها المختلفة، والاستحقاقات الدستورية التي تعيشها البلاد.

وعبَّر الجميّل خلال الزيارة الأولى إلى قائد الجيش بعد حرب عرسال عن تضامنه مع الجيش قيادةً وضبّاطاً وعسكريين، وتقديرِه للمهام التي يقوم بها الجيش على مستوى الوطن والحدود، مؤكّداً أهمّية أن يبقى اللبنانيّون على ثقتهم الكبيرة بأنّ الجيش والقوى الأمنية العسكرية هي المؤتمنة على أمنهم، وليس هناك أيّ قوى غير شرعية يمكن أن تقوم بمهامه في كلّ لبنان، من أقصى الجنوب حيث يقوم بمهامّه كاملةً إلى جانب القوات الدولية، وصولاً إلى المناطق اللبنانية كافة من عرسال والبقاع الشمالي إلى الحدود اللبنانيةالسورية الشمالية وعمق الوطن.

وأكّد الجميّل أنّ الجيش يقف حاجزاً منيعاً أمام الأفكار الهدّامة وقد عبّر بوحدته عن حجم ما يكتنزه من ثقافة تعزّز عقيدته المبنية على حماية الوحدة الوطنية، متمنّياً على اللبنانيين الحفاظ على اللحمة في ما بينهم مثلما يجسّدها الجيش اللبناني.

بدوره، عبّر قهوجي في اللقاء عن تقديره لموقف الجميّل وقيادة الكتائب، مبدياً ارتياحَه الى جهوزية الجيش اللبناني في كلّ المهام التي تولّاها على مساحة الوطن كاملاً وتلك التي يقوم بها في مواجهة الإرهاب. كذلك لفتَ الى حجم المهام الكبيرة التي قام بها الجيش في عرسال ومناطق أخرى تعرّض فيها الجيش لعمليات إرهابية، مؤكّداً أنّ جميع القدرات مجنّدة لهذه المهمّة.

ولفتَ قائد الجيش إلى أهمّية الدعم العسكري واللوجستي الذي تلقّاه الجيش بعد حرب عرسال، مؤكّداً أنّ صمود الجيش وطريقة إدارته للمعركة والتضحيات التي قدّمها كانت موضوع تقدير دوليّ كبير.

وعلمت «الجمهورية» أنّه وقبل انتهاء لقاء الجميّل ـ قهوجي بقليل، تبلّغَ قائد الجيش نبأ العلمية الإرهابية الغادرة التي تعرّضت لها دورية من الجيش تقوم بمهامها اللوجستية في عرسال، فتحوّل مكتبه غرفة عمليات فورية وتلقّى تعازي الجميّل بالشهداء الجُدد وتمنّياته للجرحى بالشفاء العاجل. كذلك تلقّى على الفور سلسلة اتصالات، أبرزُها من رئيس الحكومة ونائبه ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ومن قيادات سياسية وحزبية.

بدوره، أجرى وزير العمل سجعان قزّي إتصالاً بسلام ونقل إليه اقتراحاً من منسّق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميّل بعقد جلسة استثنائية وطارئة لمجلس الوزراء للبحث في التطوّرات الخطيرة في عرسال والجريمة التي ارتبكها الإرهابيّون بإعدام جندي من أسرى الجيش.
وترك قزّي لسلام حرّية التقدير والاستنساب للقيام بهذه الخطوة أو عدمها.

الحريري

وفي المواقف، استنكرَ الحريري حادثة عرسال ورأى أنّ المكمن الذي نُصِب للجيش في البلدة يحمل بصمات إرهابية لن تتمكّن من إضعاف الثقة بالمؤسّسة العسكرية ، وأكّد أنّه يرمي إلى توريط عرسال وأهلها.

«
حزب الله»

كذلك دان «حزب الله» الجريمة الإرهابية، ودعا إلى التكاتف حول المؤسسة العسكرية في مواجهة ما يتهدّدها من أخطار إرهابية.

هيل

في غضون ذلك، أكّد السفير الأميركي ديفيد هيل خلال احتفال تسليم 38 مركبة الى قوى الأمن الداخلي انّ الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالعمل مع الشعب اللبناني والمؤسسات الأمنية اللبنانية من أجل بناء لبنان أكثر ازدهاراً وأمنا»، وأضاف «أفكارنا وصلواتنا هي مع المخطوفين من عناصر الجيش وعناصر شرطة قوى الأمن الداخلي».

سلام إلى نيويورك

وعلى وقع الاتصالات الديبلوماسية الكثيفة والاستعدادات العسكرية الدولية والإقليمية المستمرة لمحاربة تنظيم» داعش»، تشخص الأنظار اعتباراً من يوم الاثنين الى نيويورك التي ستستقطب الأضواء نظراً إلى اللقاءات التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت أعلن البيت الأبيض أنه لا يتوقع عقد اجتماع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني.

أمّا لبنان الرسمي فيتمثل برئيس الحكومة الذي يغادر الى نيويورك بعد غد الاثنين، فيما وزير الخارجية جبران باسيل سافرَ أمس، وسيطرح سلام هواجس لبنان من على منبر الأمم المتحدة ويثير ملفّ النازحين السوريين وطلبَ مدّ يد المساعدة لمعالجته، كذلك مساعدة لبنان على حلّ المعضلة الرئاسية وانتخاب رئيس جمهورية جديد.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,429,341

عدد الزوار: 7,683,163

المتواجدون الآن: 0