الجيش اللبناني ينفذ حملات أمنية في الشمال والجنوب ويعتقل عددا من السوريين والأمم المتحدة: الحكومة اللبنانية خفضت أعداد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد..خطف مواطنين من عائلة الحجيري يتخذ منحى خطرا

المشنوق: مطلوبون يفرون إلى جرود بريتال وجهة حزبية تقاتل فيها بمساندة جهاز رسمي... وكلام كبير للمشنوق ينذر بمناخ تصعيدي

تاريخ الإضافة الأحد 19 تشرين الأول 2014 - 8:51 ص    عدد الزيارات 2347    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عكار ترد على استهداف الجيش بإحتضانه وكلام كبير للمشنوق ينذر بمناخ تصعيدي
النهار...
لولا حفل إحياء الذكرى الثانية لإغتيال اللواء وسام الحسن وما تخلله من خطاب عالي اللهجة لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أطل فيه على المشهد الأمني المتردي، موجهاً أكثر من رسالة وإتهام مبطن، كانت عطلة نهاية الأسبوع مرت من دون أي حدث سياسي يخرق حال المراوحة والترنح التي تسود المشهد السياسي في البلاد، فيما شكل التشييع الوطني والشعبي للجندي الشاب جمال هاشم رداً على عمليات الاستهداف المبرمج للجيش ومحاولات تفجير الشمال على خلفيات فتنة مذهبية.
فمنطقة عكار التي فجعت باستشهاد الجندي هاشم ابن القبيات اول من امس في مكمن مسلح ثم أفاقت امس على كارثة سيول اغرقت معظم مناطقها ومنطقة الضنية بأضرار كبيرة قد حولت مأتم الجندي الشهيد الى رد اكتسب دلالات معبرة في مواجهة الموجات الاجرامية التي تستهدف الجيش من جهة ومحاولة اثارة فتنة طائفية ومذهبية في عكار والشمال من جهة اخرى . هذا الرد برز في الاستقبالات والمحطات الحاشدة التي أقيمت لجثمان الجندي الشهيد هاشم في قرى سنية وعلوية ومسيحية بدت بمثابة رد جامع على القتلة . وقد انزل النعش خصوصا في خمس قرى منها ثلاث قرى سنية هي الكويخات والدوسة والبيرة وفي قرية علوية هي الريحانية وفي قرية مسيحية هي التلال قبل وصوله الى مسقطه بلدة القبيات . وحرصت فعاليات المنطقة واتحادات بلدياتها على إضفاء هذا الطابع الوطني الشامل على المأتم تأكيدا للرد على محاولات اثارة الفتنة وتشديدا على احتضان الجيش .
لكن هذه الصورة الجامعة ولكن الحزينة يخشى من احتمال تكرارها في ظل استمرار المخاوف من مخطط إستهداف الجيش المستمر فصولا والمترافق مع مناخ سياسي غير مساعد لإحتواء الوضع ومواجهته مع ترنح الخطة الأمنية وتعرضها لأكثر من إنتكاسة بفعل الخلافات السياسية التي تحاصرها، وهو الأمر الذي اخرجه وزير الداخلية الى العلن في كلمته في الذكرى الثانية لإستشهاد اللواء وسام الحسن.
فقد أطلق المشنوق سلسلة مواقف مدوية مع كشفه " أننا بتنا على قاب قوسين او أدنى من إكتشاف حقيقة الجريمة وهذا سيعلن في الوقت المناسب"، في إشارة واضحة حول التوصل الى الاثبات بالصورة ويبقى الصوت كما قال مخاطباً رئيس فرع المعلومات عماد عثمان .
وإذ رفض المشنوق " تحويلنا الى صحوات لبنانية على غرار الصحوات العراقية متخصصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية" في إشارة مبطنة الى حزب الله الذي شن عليه هجوماً سائلا إياه" ماذا لو وضع الحزب إمكاناته بتصرف الدولة بدل التفرد بالقرار ، فهل كان وضعنا أفضل أو أسوأ؟" لافتا الى ان تعثر الخطة الامنية يعود لأسباب سياسية وليس لنقص في الامكانات"، مضيفاً " ان هناك فريقاً من اللبنانيين يعتقد ان قدراته أكبر من لبنان لكنه لن يستطيع ان ينكر ان الكلفة يتحملها كل اللبنانيين لأن قدرته اصغر من المنطقة".
ولم يوفر هجوم المشنوق احد الأجهزة الأمنية التي وصف رئيسها بأنه "يفتقد الى الصفاء" في مقاربته الأمنية.
وقد بدا ان كلام المشنوق والاتهامات التي ساقها الى حزب الله تؤشر الى مرحلة جديدة من التعاطي بين تيار " المستقبل" والحزب، خصوصا وان المشنوق كان تميز بوجوده على رأس وزارة الداخلية بالتواصل والتنسيق الأمني مع الحزب.
ولم تستبعد مصادر سياسية ان يرتب هذا الكلام معادلة جديدة ستحكم الملفات السياسية والأمنية التي يعي تيار " المستقبل" مسؤولية الحزب في زجه في مواقف لوضعه في مواجهة مع الجيش او عبر التسويق لتحول الطائفة السنية الى بيئة حاضنة للإرهاب، ما استدعى مواقف صارمة للرئيس سعد الحريري أطلقها من روما بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي.
وهذا يعني في رأي المصادر ان البلاد ستكون مقبلة على مرحلة من التصعيد السياسي وربما الأمني أيضاً خصوصا في ضوء إعلان المشنوق عن عزمه على الاعلان عن قتلة الحسن.
وكان الحريري سبق الكلام بموقف أشار فيه الى "ان ساعة الحساب آتية مهما طال الزمن".
 وليس بعيداً من هذا المناخ القاتم، ما نقله زوار رئيس الحكومة تمام سلام عنه الذي يشعر بأن البلاد تعيش في دوامة لا أحد يدري متى تتوقف وإلى أين يمكن أن تأخذها. وإذ ينقل الزوار عن سلام قوله ان الوضع في لبنان لا يحسد عليه، يلفتون الى ان غالبية الملفات " مكربجة" ومعطلة.
وعلى رغم الجهود المبذولة من أجل معالجة ملف العسكريين المختطفين لدى تنظيمي " داعش" و" جبهة النصرة"، فإن أي معطيات لم تتبلور بعد بحسب هؤلاء الزوار الذين طرحوا علامات إستفهام وتشكيك في الوساطتين القطرية والتركية اللتين تتحركان تارة ثم تتعثران طوراً.
وكان لافتاً ان تعثر ملف إطلاق العسكريين ترافق مع إستهداف مبرمج للجيش بالتزامن مع إستهداف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم الذي يتولى جانباً أساسياً من المفاوضات.
 
خطف مواطنين من عائلة الحجيري يتخذ منحى خطرا
المصدر: زحلة – "النهار"
لا يكفي ان عملية خطف المواطن مصطفى الحجيري وابن خاله خالد الحجيري، ليل الجمعة الفائت، من عقر دار العائلة، وبقوة السلاح، اسقطت كل حدود التعدي على الامن. اذ حضر، قرابة الحادية عشرة الا ربعا، مسلحون في 4 سيارات، عبر طريق فرعية، الى منزل عائلة مصطفى، في بلدة تعلبايا – قضاء زحلة. بوجوه مكشوفة، مرتدين ثياب مدنية، اقتحموا منزل العائلة. اول ضحاياهم كان خالد، قادما الى بيت عمته، امسكوا به وتحت السلاح طلبوا منه المناداة على العائلة، وعندما فتح الباب دخلوا المنزل مدّعين بانهم امن الدولة، يطلبون علي الحجيري، وهو كما خالد في اوائل عشريناتهما، الا انه لم يكن موجودا، فاقتادوا تحت تهديد السلاح، الذي شهر بوجه اهل البيت وبينهم نساء، شقيقه مصطفى، ولم ينجو شقيقهما الثالث محمد، الا بفضل استبسال النساء في انتزاعه من بين ايديهم. ليتمكن بعدها المسلحون من بلوغ مقصدهم، مع ضحيتيهم مصطفى وخالد، من دون ان يعترضهم احد.
فقد اتخذت عملية الخطف بعدا اكثر خطورة، مع اتهام عائلة المخطوفين، آل حميه باختطاف ولديهما، وايضا باختطاف خالد الحجيري وابنه وليد من منزلهما في مشاريع القاع، قبل 4 ايام، مع صهرهما الذي اطلق لاحقا. معتبرين بان الاربعة لم يخطفوا الا لانتمائهم الى عائلة الحجيري، انفاذا للتهديدات التي اطلقت بحق العائلة باسرها. فيكون بذلك دخل امن البقاع، المستباح اصلا من قبل عصابات تسرح وتمرح في ارجائه، في نفق العشائرية والطائفية والمناطقية.
وقد قطعت عائلة المخطوفين، طريق تعلبايا- سعدنايل لبعض الوقت بعد ظهر اليوم. واعطت مهلة لغاية العاشرة من قبل ظهر غد الاحد، للافراج عن المخطوفين الاربعة من آل الحجيري والا التصعيد وقطع طرق. وعقدت العائلة مؤتمرا صحافيا، تحدث باسمها محمد الحجيري، وهو عم المخطوف خالد وخال المخطوف مصطفى، مشيرا الى "انهم يدفعوننا الى امور لا نريدها. قمنا بقطع طريق، ونحن لا نحبذ هذه الامور ولا نريدها. نريد هؤلاء الشباب. من الآن حتى العاشرة، من قبل ظهر غد، نتمنى عمن هم لديه ان يأتي بهم، حتى لا يحصل ما لا يرضى عنه احد".
وملمحا الى السبب الذي تجزم العائلة بانه وراء عمليتي الخطف قال: "نحن ضد كل الذي يحصل. الجيش هو الذي كان يدافع عن ابن عرسال، فهل يرضى ابن عرسال ان يخطف عناصره ويوضعوا في الجرد؟ ثم اذا خطف ابن عرسال هل يفرج عن عناصر الجيش من قبل الجماعات التي تأسرهم؟" لافتا بانه لو كان الامر كذلك: " لكنت انا اتكفل بان آتي بكل اهل عرسال واضعهم عند اهل المخطوفين". وختم قائلا "رجاء لا يدفعونا الى امور لا نرضى عنها. من الآن حتى العاشرة موعدنا لان يطلقوا المخطوفين الاربعة".
يعزّ على العائلة انتهاك حرمات بيوتها، بالنسبة لها "خطفوا كرامتنا، وشرفنا وعرضنا قبل ان يخطفوا اولادنا". "يطلع من ثيابهم" شبابها كل ما استعادوا طريقة اقتحام المنزل التي لا يقدم عليها سوى "مجنون او محشش". ويضيف آخرون "او مدعوم"، ودليلهم ان الخاطفين تمكنوا من ان يجتازوا حواجز الجيش وقوى الامن وصولا الى احدى البلدات في قضاء بعلبك، التي تعتقد العائلة بان المخطوفين نقلوا اليها، من دون ان يتعرض لهم احدا ورغم ان احدى سيارات الخاطفين تعرضت لحادث سير على طريق زحلة، على ما ابلغت العائلة.
لكن لماذا تستبعد العائلة فرضية الخطف على الفدية؟ تأتي اجاباتها "لان احدا لم يتصل ويطلب فدية، ويا ليتها تكون فدية. ولان من خطف خالد ووليد الحجيري ايضا لم يطلب فدية. ومن يخطف على فدية لا يقتحم البيوت".
 
المشنوق: مطلوبون يفرون إلى جرود بريتال وجهة حزبية تقاتل فيها بمساندة جهاز رسمي
بيروت - «الحياة»
أكد وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق أن «الدولة هي تراكم الجهود الساعية إلى حمايتها وتطويرها وليس التعالي على ضعفها أو تقصيرها أو قصورها، واستسهال النيابة عنها والقيام بمقامها». وقال إن «قوى الأمن الداخلي ليست مجرد أرشيف للأحداث أو ذاكرة للدولة اللبنانية في عزها، بل هي جهاز كفوء وشجاع ومسؤول ويملك من الإمكانات البشرية أولاً ما لا ينبغي تجاهله في سبيل تعزيز إمكاناتنا الأمنية».
كلام المشنوق جاء خلال رعايته احتفالاً تأبينياً في الذكرى الثانية لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه أحمد صهيوني في قصر الـ «أونيسكو» أمس في حضور الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، ممثلي حزب «الكتائب اللبنانية» الوزير سجعان قزي، «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط الوزير السابق غازي العريضي، «تكتّل التغيير والاصلاح» النائب ألان عون ووزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات من «14 آذار» وأرملة الحسن آنا وعائلته.
وقال المشنوق: «الشكر لرئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام على تكليفي تمثيلهما في هذه المناسبة، لكنني لا أحمّلهما مسؤولية ما سأقول حين يكون النص أقرب إلى القلب من غشائه، تاركاً لهما أن يتقدّما عليّ في نص الرصانة والعقل والمنطق».
وأضاف: «عملت جاهداً بدعم من الرئيس تمام سلام وبالتعاون مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، لرفع مستوى الشراكة بين المؤسسات الأمنية، وحققنا الكثير في هذا المجال، ما يمكن استثماره لمصلحة أمن أفضل وأكثر عدلاً، وهو ما لم يكن ممكناً لولا الكفاءات الاستثنائية التي واكبت خطة التكامل والشراكة».
ووجّه المشنوق بعض الرسائل القصيرة قائلاً: «ما سأقوله هو أول الكلام وليس آخره، ومن له أذنان فليسمع بوضوح». وأضاف: «أقول بشجاعة ومسؤولية وبعيداً من الاجتهادات السياسية المتخاصمة، رحم الله الشهداء الذين سقطوا في جرود بريتال، فهم لبنانيون سقطوا على أرض لبنانية دفاعاً عن وطنية الأرض، أقول هذا لنتمكّن من التعالي معاً على الجراح، وما أكثرها، ولكن من دون أن نسقط في فخ التكاذب».
وأكد أنه «في كل مرة أتحدّث فيها عن خاطفين في بريتال أو مزوّرين في النبي شيت أو ما يفوقهما في حي الشراونة في بعلبك، يأتيني الجواب الحزبي (حزب الله): لا سلطة لنا ولا قدرة لنا ولا حتى معلومات تساعد على فرض الأمن. الفاعلون يهربون إلى الجرود التي لا نعرف أوّلها من آخرها، ويكتمل الجواب من الجهاز الرسمي بأقل أو أكثر من التبريرات، وفجأة تصبح الجرود أرض معركة، فيها متاريس ودشم ومقاتلون يشارك فيها حزبيون بمساندة من الجهاز الرسمي نفسه ولو من بُعد». وزاد: «دقَقْتُ الكبــير الكــبير من الأبواب، خاطبت الأكبر من العقول، منعاً لليأس وتجنّباً للانفجار أو التعطيل، ولكن من دون نتيجة».
وأضاف: «ذهبت إلى الرئيس سليمان مرات طالباً حصانته الوطنية لما أفكر فيه، وذهبت مرات ومرات إلى الضمانة الوطنية في الرئيس نبيه بري، وفي كل مرة كان يوافقني الرأي، وذهبت إلى التوازن الوطني في وليد جنبلاط، وناقشت مرات مع الضمير العسكري الوطني لميشال عون، ولكن من دون نتيجة».
وزاد: «لمن يتذرعون بنقص الإمكانات لتبرير التقاعس والازدواجية في تطبيق الخطة الأمنية، أعلن على الملأ ما تعهدته في الاجتماعات الرسمية، من استعداد لمناقشة أي ترتيب على مستوى العديد والعدة لسد الثغرات المزعومة».
وأشار إلى أنه «لدينا في الوزارة اقتراحات عملية جاهزة للتطبيق إذا ما توافرت الإرادة الوطنية والمسؤولية الأمنية لتصحيح الخلل في تطبيق الخطة الأمنية، وهو ما حذرت منه مراراً وبهدوء في اجتماعات رسمية عدة خلال الأشهر القليلة الماضية».
الهبتان السعوديتان
وقال: «لا أنكر هنا النقص الذي تعاني منه الأجهزة الأمنية كافة، وهو ما استدعى هبتين سعوديتين كريمتين بدأت تأخذ إحداهما الطريق إلى التنفيذ بمواكبة حثيثة من الرئيس سعد الحريري، كما استدعى دعماً أميركياً وفرنسياً».
وأضاف: «لكن لنقل الأمور بصراحة. إن تعثر الخطة الأمنية يعود لأسباب سياسية وليس للنواقص التي نعرفها جميعاً، فالنقص يكون على كل الناس، كما أن اكتمال الإمكانات يستفيد منه كل الناس».
ولفت إلى أن «هناك فريقاً من اللبنانيين يعتقد أن قدراته أكبر من لبنان لكنه لا يستطيع أن ينكر الآن أن كلفة باهظة يتحمّلها كل اللبنانيين لأنه أصغر من المنطقة وأزمتها وكوارثها».
وقال: «لي رأي قد لا يعجب البعض، ولا أقوله مجاملة بل من موقع التعامل المسؤول مع الأمر الواقع، ففي خطاب القسم قال الرئيس السابق ميشال سليمان إن نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة، واستمرارَها كان في التفاف الشعب حولها واحتضان الدولة -كياناً وجيشاً- لها، وبسالة رجالها وعظمة شهدائها في إخراج المحتلّ، إلا أن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو الإسرائيلي تهديداته وخروقاته للسيادة، يحتم علينا إستراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادئ، للاستفادة من طاقات المقاومة، خدمة لهذه الإستراتيجية».
وزاد: «تحدث سليمان يومها عن المقاومة بلغة الماضي كي يَعْبُر بها إلى مستقبل أفضل لكل اللبنانيين، ومنهم المقاومة وأهلها. وها نحن اليوم بلا استراتيجية دفاعية، وبمقاومة أدماها التفرد ويكاد يخنقها دخان الحريق المذهبي في المنطقة».
وأكد أن «مواجهة الإرهاب لا تتم إلا بركيزتين: ركيزة الدولة وركيزة الاعتدال اللبــناني الوطني، بسنته وشيعته ودروزه ومسيحييه»، لافتاً إلى أنه «لا يحارب التشدد المذهبي بتشدّد مذهبي آخر».
ولفت إلى أن «الدولة كما كانت في تجربة وسام، هي الإيمان بها وبفكرتها أولاً قبل وضع الشروط عليها»، متوجّهاً إلى قوى الأمن الداخلي بقول «أنتم يا رفاق وسام الحسن أثبتّم في كل تفصيل من تفاصيل الإعصار الذي يضرب المنطقة ولبنان، أنكم شركاء أصليون في تثبيت معادلة الأمن والأمان، وشركاء أصليون مع الجيش وسائر القوى الأمنية في دفع ضريبة مكافحة الإرهاب، وبعضكم اليوم يتشارك مع جنود الجيش اللبناني تجربة الاحتجاز المُرّة على أيدي تنظيمات إرهابية».
وسأل: «تعلمون أنني حين سُمّيت وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس سلام قلت منذ اليوم الأول في كلام علني إنني سأكون وزير كل اللبنانيين، ساعياً لحماية أمن الجميع وفارضاً شروط الأمن على الجميع»، لافتاً إلى أنه «بهذا التوجه وضعنا خطة أمنية متكاملة تؤمن أكثر من الحد الأدنى من شروط الأمن والأمان في لبنان، في لحظة تتخبط فيها المنطقة بعواصف لا تنتهي».
وقـــال: «دافعـــت عن هذه الخطة الأمنية، وحمــيتها بصدر الرئيس الحريري قبل صدري، من كل أشكال المزايدات التي طاولتها من بعض الأصدقاء قبل الخــصوم، وعملت على توفير البنية التحـــتية السياسية والنفسية لنجاحها، قافــزاً فوق معظم الحواجز التي تمنع التـواصل الجاد والمجدي لمصلحة لبنان، مؤمناً بأن الأمن وحدة لا تتجزأ ولا يحتمل المقاربات الحزبية الضيقة».
وأكد أنه «لم يكن الحسن رجل أمن وحسب، بل كان رجل دولة ترك بصماته في تفاصيل مؤسسة قوى الأمن الداخلي عامة وشعبة المعلومات تحديداً، حيث من موقعي اليوم في وزارة الداخلية أمرُّ بطيفه كل لحظة، في قصة نجاح هنا وإنجاز هناك وكفاءةٍ أشرفَ على تنميتها أو آلية عملٍ على وضعها أو حداثة كان سباقاً إليها هنالك، قبل أن تأخذه الشهادة إلى حيث يسكن الأنقياء الأنقياء». وقال: «تغيب التفاصيل ويبقى الجرح. هي ذاتها عبوة الحقد استهدفت قبلك (الحسن) رفيق الأمل، كأنما أرادوا بكما النيل من الأمل والأمن والأمان، تماماً كما استهدفوا رجالات ربيع لبنان ليمنعوا ربيع الشام وكل العرب».
بصبوص: انجازاته ماثلة
وتحدث المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، الذي لفت إلى أن «إنجازات الشهيد الحسن لا تزال ماثلة أمامنا من اكتشاف شبكات التجسس والجرائم وكشف ملابسات جرائم التفجير والاغتيال». وأشار إلى أن «حملات التشهير وتزييف الوقائع لم تثن الشهيد عن تحدي الصعاب والعمل، ونعاهده على أننا على صراط الحق باقون».
ولفت بصبوص الى أن «الحسن لم ترهبه التهديدات عن القيام بواجباته، فطرق أبواب المجرمين وكشف الحقائق والجرائم»، وأكد أن «شعبة المعلومات تابعت ما بدأ به شهيدها ونجحت في كشف حقائق جديدة»، معتبراً أن «لبنان يمر بمرحلة حرجة هي الأخطر منذ نشأته، فهناك مساع للنيل من هيبة الدولة والنيل من هيبة الأمن والعسكر».
غانم: جمعتنا الصداقة والمهنية
واستذكر الإعلامي الزميل مارسيل غانم في كلمة باسم عائلة الشهيد وأصدقائه، تفاصيل معرفته بالحسن، لافتاً إلى أن «اثنين قرّباني من وسام هما رفيق الحريري ونهاد المشنوق، والثالث دمغ دمُ وسام علاقتي به إلى الأمام لتحقيق أحلامنا الوطنية معاً، إنه سعد الحريري، الذي تلقف دموعي على الهواء يوم سقط وسام برسالة هي الأغلى علي، فيها وعد بالانتقام لوسام وكل الشهداء».وقال: «الزمن يعود إلى عام 1995، وعرف الاثنان كيف يجعلان مني ومن وسام صديقين وأخوين تجمعنا المهنية والمناقبية، محبة لبنان واحترام الآخر... رفيق الحريري رجل التفاصيل الدقيقة والمشنوق فنان التفاصيل، والاثنان يبحثان بأناقة وحرفية عن الحصاد الجميل من السلك. وقع اختيار رفيق الحريري على وسام ليصير الوجه الجدي في قريطم والسراي والسفر، وليمسك العلاقات والأسرار وأحزان الأصدقاء كما أفراحهم». وذكر أن «الصداقة تعزّزت بيني وبين وسام وكان يحترم عملي ولا يتدخل فيه، وأنا كذلك، وعندما يعتب الرئيس أو يزعل من مسألة، كان وسام رسول الخير، ولم أعرفه يوماً إلا أميناً وصادقاً وطفلاً كبيراً وجمعنا مشروع لبنان الواحد».
وقال: «في طريقه يوم الأحد إلى بتوراتيج قبل الأخطار الأمنية والمسؤوليات أو في طريق العودة من الصيد، كان وسام يمر بي لنحكي في أحلام الوطن المستحيل، وكان شقيقي جورج حاضراً، وازداد الخطر في اللقاءات عندما بدأت إشارات الضغط السوري تحاصر رفيق الحريري. ومرة في الجبل حيث زارني، شعرت بعلامات الاختناق في عينيه عندما تناقش مع فارس سعيد في آفاق الخروج من الحصار. كنت مستسلماً وكان سعيد يرى نوراً من لقاء قرنة شهوان، لكن وسام وعلى رغم الاختناق، كان متفائلاً بالفجر الجديد، خصوصاً بعد نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول/ سبتمبر عام 2000، على رغم الأجنحة المتكسّرة، والإشارات، ونهاد المشنوق منفياً في باريس، وحده وسام كان فارساً شهماً يتواصل معه ويسأل عنه مع أصدقاء. وكلما اقتربت العاصفة من رفيق الحريري كان الحسن يخاف عليه أكثر، وكان يسأل عن منافذ الخلاص ويستفسر، وأحياناً عن سبب الاعتداء على مشروع رفيق الحريري وأحلامه لوطن وعالم عربي جديد».
ولفت غانم إلى أنه «كبر الخوف، إلى أن سألت الرئيس الشهيد أمامه في باريس قبل شهرين من استشهاده: ألا تخشى الاغتيال؟ وأجاب: أنا إنسان مؤمن، ولتكن إرادة الله. وهنا عتب علي الحسن من السؤال، وحين خرجنا إلى الحديقة سألني إذا كانت لدي معلومات، فقلت له مجرّد إحساس. إنه السؤال نفسه الذي سألته لوسام قبل 8 أيام من اغتياله وأنا أهمّ بالمغادرة، وكنت خائفاً كثيراً عليه بعد أن اتّفقنا على العشاء في مكتبه يوم الجمعة الذي استشهد فيه. عانقته بحرارة وقلت له: ألست خائفاً؟ تعود من لقاءات في أميركا وتلقي القبض على ميشال سماحة، تتبادل معلومات حول الأصوليين والتكفيريين، تكشف شبكات تجسس إسرائيلية وتفكك مع وسام عيد رموز الاغتيالات وتلعب الأدوار الكبيرة وأنت مراقب؟ وبابتسامة حزينة قال لي: كل يوم أعيشه هو بونوس».
وقال رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم، الذي قدم الا حتفال: «نعاهد وسام الحسن على أن نستكمل الرؤية الوطنية التي انتهجها دون تردد».
 
الحريري: المجرم واحد وساعة الحساب آتية
بيروت - «الحياة» -
رأى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن أن «خسارة لبنان باستشهاده أكبر من أن تختصر بكلمات عابرة تتوقف عند الذكرى الثانية لاغتياله والأبعاد الأمنية لجريمة الاغتيال». وقال في بيان أمس: «اغتالوه على دروب الوفاء لرفيق الحريري، ودروب الدفاع عن الأمن الوطني، والمجرم القاتل بهذا المعنى واحد، مهما تعددت له الأسماء والصفات، وساعة الحساب آتية، مهما طال الزمن».
وأضاف الحريري: «الشهيد أعطى خلال فترة زمنية قصيرة من تجربته، مفهوماً متقدماً وعلمياً وحديثاً للأمن، يشكل قاعدة لعمل الأجهزة المختصة في لبنان، والتي تتحمل في هذه المرحلة مسؤوليات غير مسبوقة في حماية الأمن الوطني والسلم الأهلي، وسد المنافذ التي تتسلل منها رياح الفوضى والفتن».
وأضاف: «خسارتي باستشهاده لا توصف بكلمات، وهو الذي كان جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وعنصر ثقة وأمان ارتقى الى منزلة الأخ والإبن البار في بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وأكد أن «وسام كان على مستوى هذه المسؤولية، وهو استطاع بكفاءاته المهنية والوظيفية وبقوة الولاء للبنان والدولة، ان يتخطى التزاماته السياسية والخاصة، ويقدم نموذجاً حقيقياً لرجل الدولة والضابط المؤتمن على سلامة اللبنانيين من دون تفريق او تمييز وبمعزل عن اي ولاء سياسي»، مشيراً إلى أنه «كان مثالاً للوفاء والإخلاص لقضية رفيق الحريري، ولكن من منطلق الوفاء والإخلاص للدور الذي اضطلع به في قوى الأمن الداخلي، وتأسيس منظومة أمنية حديثة، تتصدر مهمات الدفاع عن لبنان، ولا تقيم حساباً لغير المصلحة الوطنية ودورها في كشف أوكار التجسس والتخريب والإرهاب».
 
الجيش اللبناني ينفذ حملات أمنية في الشمال والجنوب ويعتقل عددا من السوريين والأمم المتحدة: الحكومة اللبنانية خفضت أعداد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد

بيروت: «الشرق الأوسط» ... نفذ الجيش اللبناني، أمس، حملة أمنية في شمال لبنان وجنوبه، بحثا عن مطلوبين ومشتبه بهم في انتمائهم لمجموعات متشددة، ضمت منطقة وادي بسري شمال شرقي مدينة صيدا في جنوب لبنان، وأسفرت عن توقيف 26 شخصا بينهم سوريون، فيما قالت ممثلة الأمم المتحدة في لبنان إن الحكومة اللبنانية خفضت كثيرا عدد اللاجئين السوريين الذين تسمح لهم بدخول البلاد.
وجاءت حملات الجيش غداة تعرض وحدات الجيش في شمال لبنان لهجمات أسفرت عن مقتل جندي وإصابة جندي آخر، فيما نفذ الجيش حملات دهم لتوقيف متهمين بقتل جنوده.
ونفذت وحدات من الجيش اللبناني أعمال بحث وتفتيش ودهم للوادي الفاصل بين منطقتي الشوف وجزين في جنوب لبنان، وتحديدا في وادي بسري، وذلك في إطار الإجراءات التي ينفذها الجيش «للحفاظ على الأمن والاستقرار، وملاحقة المخلين بالأمن، للتأكد من عدم وجود مسلحين قد يلجأون إلى تلك المنطقة»، كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية (الوطنية للإعلام).
وأعلنت قيادة الجيش أن عمليات الدهم طالت عددا من أماكن النازحين السوريين الموجودين في بلدة بسري ومرج بسري، مشيرة، في بيان، إلى توقيف 9 أشخاص من التابعية السورية لتجولهم على الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وشخص مصري الجنسية وآخر مكتوم القيد. وكان الجيش نفذ آخر عملية تفتيش واسعة في تلك المنطقة، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أسفر عن توقيف 5 متورطين بالهجوم على حواجز الجيش اللبناني في صيدا، وينتمون إلى «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة.
في موازاة ذلك، دهمت عناصر من استخبارات الجيش اللبناني أماكن تجمعات النازحين السوريين في مدينة زغرتا في شمال لبنان، مما أدى إلى توقيف 15 سوريا، إضافة إلى مصادرة إعلام ورايات لتنظيم داعش. وتأتي تلك الحملات في أعقاب تعرض حافلة ركاب تابعة للجيش تقل عددا من العسكريين المتوجهين إلى مراكز عملهم، لإطلاق نار من قبل مسلحين في محلة البيرة في عكار في شمال لبنان، مما أدى إلى مقتل أحد العسكريين، مما دفع بوحدات الجيش إلى فرض طوق أمني حول مكان الحادث، وباشرت تنفيذ عمليات تفتيش ودهم، بحثا عن مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص. وأفيد بتوقيف ما يزيد على 35 سوريا، بالتزامن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة وتسيير دوريات مؤللة وإقامة حواجز الثابتة عند مفارق الطرق.
ويكثف الجيش اللبناني حملات أمنية تشمل لبنانيين وسوريين من المشتبه بانتمائهم لمجموعات متشددة، وذلك بعد معارك عرسال بين الجيش اللبناني ومتشددين ينتمون إلى تنظيمي داعش و«جبهة النصرة»، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين، واختطاف آخرين لا يزال 27 منهم بحوزة المجموعات الخاطفة. وتضاعفت الحملات إثر هجمات على مراكز للجيش اللبناني في الشمال وشرق لبنان.
في غضون ذلك، أعلنت ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي أن لبنان «يسمح لأعداد أقل بكثير من العادي بالدخول للحصول على وضع اللاجئ»، مجددة دعوة الأمم المتحدة إلى «الاستثمار في البنية التحتية بلبنان لمساعدة البلاد على استيعاب تدفق اللاجئين». وقالت إن التجمعات السكانية اللبنانية التي تستضيف اللاجئين تستحق الدعم لتحملها عبء اللجوء.
وبعد زيادة ثابتة في عدد اللاجئين الوافدين على لبنان منذ مطلع 2012، أظهرت بيانات الأمم المتحدة انخفاضا بنحو 40 ألف لاجئ منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. ويستضيف لبنان، منذ بدء الأزمة السورية، مليونا ومائة وسبعة وثلاثين ألف لاجئ سوري، بحسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,490,647

عدد الزوار: 7,635,695

المتواجدون الآن: 0