نصرالله: السعودية تتحمل المسؤولية الأكبر في محاربة فكر داعش..الحزب على خط التوتر السعودي-الإيراني...."حزب الله" ينشر الفوضى في عاشوراء والأمن الذاتي: كلاب بوليسية وعناصر ببزَّات عسكرية.....نازحو التبانة وتجار الأسواق العتيقة في طرابلس مصدومون من هول الدمار وتاجر لـ («الشرق الأوسط»): لم أر مثل هذا الخراب حتى أثناء الحرب الأهلية

من تحرير طرابلس إلى مرحلة المطاردات واشنطن تشيد بشجاعة الجيش والحكومة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 تشرين الأول 2014 - 7:38 ص    عدد الزيارات 2023    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

من تحرير طرابلس إلى مرحلة المطاردات واشنطن تشيد بشجاعة الجيش والحكومة
النهار..
اذا كان اليوم الرابع من معركة طرابلس وبعض الجوار بين الجيش والمجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي "جبهة النصرة" و "داعش" أسفر عن حسم الجيش للمواجهة بشكل جذري لجهة اقتلاع معقل المسلحين من باب التبانة والمنية وتواري هؤلاء ورموزهم، فان هذه النتيجة العسكرية والأمنية شكلت تطوراً بالغ الأهمية ترددت اصداؤه على المستويين الداخلي والخارجي وعزّزت صورة الجيش في خوضه هذا المعترك الجديد من المواجهة مع الارهاب بأداء اًكثر قوة وتماسكا واحترافا. بيد أن هذه الخلاصة الايجابية العريضة لم تحجب وقائع اخرى لا تزال تثير ترددات ومخاوف على المستويين الامني والسياسي، ومن ابرزها ان نجاح الجيش في السيطرة الكاملة على مربعات المسلحين المتطرفين في طرابلس والمنية استتبع نشوء واقع جديد سيجعل المرحلة اللاحقة من "تطهير" مناطق شمالية لجأ اليها المسلحون محفوفة بنوع آخر من الاخطار والتحديات بما يمكن ان يلجأ اليه المسلحون المطاردون بتعقبات الجيش من اساليب متطورة لاستهداف وحداته وأمن المناطق التي يلوذون بها. ثم ان ثمة جانبا داخليا يتصل بواقع طرابلس والموقف السياسي فيها الذي على رغم الايجابية الكبيرة الذي مثله في دعم فعالياتها الثقيلة للجيش لم تغب عنه امس ملامح الضيق الواسع بالواقع المنكوب للمناطق التي اصابتها الاشتباكات بدمار كبير، مما يقتضي استعجالا في انقاذ هذه المناطق منعا لتوظيف واقعها مجددا في الضرب على الحساسيات والعصبيات والمزايدات.
وهذا العامل الاخير برز في موقف فعاليات المدينة التي أصدرت بياناً عقب اجتماعها امس في منزل النائب سمير الجسر، اذ اكدت مواقفها السابقة لجهة التمسك بمشروع الدولة والتأييد المطلق للقوى العسكرية والأمنية في محاربة ظاهرة التطرف، واعتبرت ان ما جرى "كان بداية استكمال تنفيذ الخطة الامنية التي اصبحت تغطي احياء المدينة كافة وبدون استثناء"، كما اشادت بوقوف اهل المدينة الى جانب الدولة والجيش والخطة الامنية "الامر الذي دحض كل الشائعات التي كانت تروج لكون المدينة حاضنة للارهاب والتطرف". وطالبت مجلس الوزراء بتخطي كل الروتين والشكليات واستعجال اقرار سلفة خزينة لتغطية تعويضات سريعة للمتضررين ومسح الاضرار على وجه السرعة.
أما على الصعيد العسكري والامني، فبدا واضحاً ان المواجهة انتقلت امس من مرحلة الاشتباكات المباشرة الى مرحلة المطاردات الصعبة التي باشرها الجيش في مناطق متاخمة لمحاور القتال واخرى بعيدة عنها تماما في جرود الضنية وعكار. وترافقت هذه المرحلة مع تساؤلات واسعة عن الامكنة التي قد يكون توارى فيها رؤوس المجموعات المسلحة ولا سيما منهم شادي المولوي واسامة منصور والشيخ خالد حبلص. وبدا من التعزيزات التي استقدمها الجيش من المغاوير ومغاوير البحر انه اعد لمرحلة استكمال صعبة لعمليات التعقب والمطاردة في مناطق جبلية وعرة بعدما احكمت وحداته السيطرة تماما على طرابلس وبحنين والمنية، واتسعت عمليات التمشيط والدهم وتسيير الدوريات في المنية في اتجاه منطقة عيون السمك على امتداد مجرى النهر البارد. ولعل البارز في هذا السياق ما كشفته قيادة الجيش امس من انها اوقفت 162 ارهابيا نتيجة عملياتها الاخيرة وأنها ماضية في هذه العمليات، نافية بشدة حصول اي تسويات مع المجموعات الارهابية ودعت فلول المسلحين الفارين الى تسليم انفسهم الى الجيش منذرة بأنها لن تتهاون في كشف مخابئهم ومطاردتهم.
ونفى سياسي متابع لتفاصيل الحوادث شمالاً أن تكون قيادة الجيش قامت بتسوية مع المجموعات المسلحة، ناقلاً عن قائد الجيش العماد جان قهوجي تشدده في رفض أي تنازل عن بسط سيطرة الجيش والأجهزة الأمنية.
وأوضح أن ما حصل ببساطة هو تلقي القيادة العسكرية اتصالاً من مرجعية دينية في الشمال فحواها أن المسلحين سوف يقدمون بادرة حسن نية بالإفراج عن المواطن المدني المتعاقد مع الجيش طنوس نعمة الذي كانوا يحتجزونه، وطلب وقفاً للنار إذا أمكن لمدة نصف ساعة أو ساعة لإخراج الجرحى والمدنيين. وعندما انتهت فترة وقف النار كان المسلحون قد اختفوا، والأرجح أنهم رموا أسلحتهم وتفرقوا كل في اتجاه وربما توارى بعضهم عن الأنظار في بعض المخابئ بعدما تبين لهم أنهم أصيبوا بخسائر جسيمة ولا يمكنهم الإستمرار في القتال.
كما أكد أن المزاج الشعبي في البيئة السنية بطرابلس والضنية وعكار وقف قبل المعركة وبعدها بقوة إلى جانب الجيش، مما ينفي صحة أي حديث عن وجود حاضنة للإرهاب.
وفي المقابل، أبدت مصادر وزارية بارزة لـ"النهار" اقتناعها بأن المواجهة لم تنتهِ، ولفتت إلى ما تضمنه بيان "جبهة النصرة" من إعلان انتصار سائلة: "هل كان المطلوب خروج المسلحين من طرابلس ومحيطها؟"
وبعدما لفتت المصادر إلى أن الشمال كله منطقة واحدة تشملها ترددات المواجهة، خلصت إلى استبعاد أن تكون الجماعات التكفيرية قررت حصر حدود معركتها بما حصل، مضيفة أنها تشعر بأن ما جرى هو "جولة من جولات".
التهديدات
غير ان تنظيمي "النصرة" و"داعش" عادا عقب هذه المواجهة الى تحريك تهديداتهما بقتل عسكريين مخطوفين لديهما بتوزيع ادوار واضح بينهما. واذ اعلنت "النصرة " تراجعها عن اعدام الجندي علي البزال امس انبرى "داعش" الى التهديد بقتل الجندي المخطوف خالد مقبل حسن وزميله سيف ذبيان والاعلان صباح اليوم عن اسم جندي ثالث ما لم ينفذ "امر غير صعب" طلبوا تنفيذه من الوزير وائل ابو فاعور ولم يفصحوا عنه. وقد اكد ابو فاعور انه تلقى كتابا يتضمن مطالب الخاطفين من الحكومة، ولم يفصح عن المزيد، وعلم انه انصرف طوال ساعات المساء الى معالجة هذا الامر بالتشاور مع رئيس الوزراء تمام سلام الموجود في برلين ومسؤولين آخرين. وحضر ليلا الى خيمة اعتصام اهالي العسكريين في ساحة رياض الصلح واجتمع بهم.
سلام وميركل
في غضون ذلك، أبلغ الرئيس سلام "النهار" ان العملية الامنية للقضاء على الارهاب مستمرة "أيا كان الوقت الذي ستستغرقه، فالقرار هو المواجهة ولا رجعة عنه". وقال للصحافيين الذين يرافقونه في زيارته الرسمية الى المانيا: "ان الجيش والقوى الامنية يتقدمان في المواجهة فيما الارهاب ينهار ليس فقط عسكريا وانما بشريا بفضل وعي وادراك جميع اللبنانيين الذين رفضوا محاولة الارهابيين شقّ صفوفهم". وكشف عن وجود الموفد القطري في بيروت في إطار المهمة المكلف بها. ووصف عملية التفاوض بأنها تتم مع جماعات "لا قواعد عمل تنطلق منها مما يزيد صعوبة التفاوض معها".
وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي يرافق الرئيس سلام في زيارته لالمانيا أبلغ "النهار" انه علم من الرئيس سلام انه خلال الاجتماع الامني في السرايا تلقى رئيس مجلس الوزراء تقريرا من القيادات الامنية يفيد "ان السيطرة قد حسمت في باب التبانة تقريباً، كما ان الحسم قد أنجز أيضا في بحنين في المنية حيث فرّ بعض المسلحين الى البساتين وهناك امكانية للسيطرة على الوضع في المنطقة، فيما تحرك مغاوير الجيش لملاحقة البؤر التي كانت تمارس أعمال القنص على العسكريين".
والتقى الرئيس سلام مساء في برلين المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل عشية انعقاد مؤتمر برلين حول اوضاع اللاجئين السوريين، ولفتت ميركل الى ان "لبنان يواجه تحديا هائلا " في استضافته لنحو مليون لاجئ، لذا هناك الان اهتمام بالمساعدات الانسانية وهذا ما سيتم التركيز عليه في المؤتمر"، في اشارة قوية الى التضامن مع لبنان.
واشنطن
الى ذلك، أفاد مراسل "النهار" في واشنطن ان الولايات المتحدة دانت الهجمات الارهابية التي تعرض لها الجيش اللبناني، وأكدت تأييدها للحكومة والجيش وقوى الامن اللبنانية، مشددة في الوقت عينه على ان المؤسسات الامنية الشرعية هي الوحيدة التي يجب ان تضطلع بمسؤولية حماية لبنان من خطر الارهاب.
كما أثنت واشنطن على "شجاعة افراد القوات المسلحة اللبنانية" في حماية جميع سكان طرابلس وعكار في وجه "الهجمات الارهابية" التي تعرضوا لها والهادفة الى تقسيم الشعب اللبناني. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان الولايات المتحدة تشارك اللبنانيين في حدادهم على الضباط والجنود الذين قضوا "وهم يدافعون عن لبنان في وجه التنظيمات الارهابية". وأضافت: "نشعر بالتشجع من جراء الموقف القوي لرئيس الوزراء في هذا الشأن وغيره من القادة. ونحن ندين أولئك الذين يسعون الى زرع الفوضى في لبنان، ونحن واثقون من ان الشعب اللبناني سوف يصمد اذا بقي متحدا في وجه هذا الخطر".
 
سلام يكشف عن إلغاء بند اتفاق جنيف من إعلان برلين اليوم ميركل: لبنان يواجه تحدياً هائلاً في ملف اللاجئين السوريين
النهار...برلين - أحمد عياش
توّج رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم الأول من زيارته لبرلين بلقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، عشية انطلاق مؤتمر برلين الذي سمته الخارجية الالمانية "مؤتمر عن اوضاع اللاجئين السوريين – دعم الاستقرار في المنطقة". واكتفت المستشارة الالمانية بالادلاء بتصريح مقتضب في مستهل اجتماعها بسلام. ومما قالته: "سنتبادل الآراء في المشاكل التي يواجهها لبنان، والمرتبطة بالوضع في سوريا، وذلك في ظل العدد الكبير من اللاجئين السوريين ويبلغ نحو مليون مسجل، فيما يبلغ عدد سكان لبنان نحو 4 ملايين. وهذا يمثل تحديا هائلا، علما ان لبنان يواجه تحديا مماثلا منذ فترة طويلة بفعل وجود اللاجئين الفلسطينيين على اراضيه. انه امر صعب للغاية. لذا هناك اهتمام بالمساعدات الانسانية للاجئين السوريين، وهذا ما سيتم عليه التركيز غدا (اليوم) في المؤتمر الذي يعتبر اشارة قوية للتضامن مع لبنان وسائر الدول المضيفة للاجئين".
وقال سلام الذي أشاد بمبادرة المانيا استضافة المؤتمر: "ان ملف اللاجئين السوريين هو القضية الأخطر التي يواجهها لبنان اليوم". وخلال لقائه الوفد الصحافي المرافق الى المؤتمر أكد "ان لبنان هو أكثر الدول تحملا لاعباء اللجوء السوري بين دول المنطقة، وان لبنان سيطالب بمزيد من الدعم لتحمل عبء غير مسبوق في العالم بالنسبة الى حجم لبنان وعدد سكانه". واضاف: "لبنان يريد دعما لكنه لن يخضع للضغوط والاملاءات، إذ ان لنا شخصيتنا ومبادئنا، ومعرفتنا كافية في هذا المضمار. وهناك فرصة لاطلاع العالم على ما اتخذناه من اجراءات على قاعدة العمل المشترك لمعالجة الوضع الطارئ بيننا وبين دول الجوار وفق طرح مشترك". واوضح "ان المساعدات المرتجاة لوجستية وانسانية وتنموية على ان تكون بيد الدولة اللبنانية إضافة الى ما يفدم للاجئين مباشرة". وإذ أبدى الامل في ان يصدر اليوم عن المؤتمر اعلان يلبي تطلعات لبنان كشف ان مسودة الاعلان قد تم تعديلها بحيث لم تنص على اتفاق جنيف الخاص باللاجئين والذي لم يوقعه لبنان.
ولفت الى "ان لبنان طالب ولا يزال بايجاد مناطق آمنة في سوريا يمكن اللاجئين العودة اليها". لكنه اعترف بأن "الامر ليس سهلا بفعل التعقيدات الناجمة عن الحرب في سوريا".
وكان بين اللقاءات الاساسية التي عقدها سلام مساء امس، اجتماعه بمساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد.
 
الوحدات العسكرية حسمت في طرابلس وتتعقّب المسلّحين في الضنّية قيادة الجيش تنفي أيّ تسوية وتدعو فلول الفارين إلى تسليم أنفسهم
النهار..
هدأت أصوات الانفجارات والتراشق الصاروخي وبالأسلحة الرشاشة، وبدأت طرابلس تلتقط أنفاسها بعد 48 ساعة عصيبة من الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمسلحين في باب التبانة.
اذا كانت المعلومات المتوافرة من عاصمة الشمال لم تحدد مصير المسلحين وقادتهم، فإن الايام القليلة المقبلة قد تكون كفيلة بتظهير حقيقة المخرج الذي ساهم في وضع حد للحرب التي دارت في المدينة، والتي أفيد ان محصلتها شبه النهائية 12 شهيداً للجيش بينهم 3 ضباط، و91 جريحاً عسكرياً بينهم 9 ضباط، إضافة الى 10 قتلى مدنيين و63 جريحا.
وكان الجيش بدأ صباحاً بتنفيذ سلسلة عمليات دهم في المربع الامني لأسامة منصور وشادي المولوي، وعدد من اماكن وجود المسلحين المحتملين في احياء التبانة. ووصلت وحدات عسكرية الى محيط مسجد عبد الله بن مسعود في باب التبانة، بعدما عمل فوج الهندسة على تفجير قنابل غير منفجرة. وفي هذه الأثناء، سمعت أصداء رشقات نارية لم تعرف طبيعتها. وسيّرت دوريات مؤللة في شوارع المدينة.
وآزرت عمليات الدهم والتفتيش طائرة استطلاع عسكرية حلقت منذ ساعات الصباح الاولى في اجواء المدينة.
المنية - بحنين
وأفاد مراسل "النهار" في عكار ميشال حلاق أنه رغم الهدوء الذي خيم منذ ما بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين على منطقتي بحنين والمنية، اثر سيطرة الجيش على المربع الامني للشيخ خالد حبلص و"مدرسة السلام" و"جامعة الشرق" عند المدخل الشمالي للمنية ومحيط هذا المربع، فإن وحدات الجيش واصلت تعقب عناصر المجموعات الارهابية التي فرت الى البساتين والاحراج الممتدة من بحنين وصولا الى جبال الاربعين، مرورا بمنطقة عيون السمك على امتداد مجرى النهر البارد الذي يعتبر الخاصرة الأمنية الرخوة التي طالما افادت منها المجموعات المسلحة في تحركاتها، من حوادث الضنية الى المواجهات مع مسلحي "فتح الاسلام".
وحظيت تدابير الجيش بدعم شبه كلي من ابناء عكار والضنية الذين يطالبون بإنجاز المهمة بالشكل الذي يحمي أبناء هاتين المنطقتين من تكرار ما حصل، ويجنبهم نار فتنة كان يراد منها ان تحصد الاخضر واليابس.
يذكر ان عمليات التمشيط تشمل كل هذه المنطقة الوعرة، حيث سيّرت دوريات وأقيمت الحواجز الثابتة والنقالة، ونفذت حملات دهم في اكثر من منطقة، أوقف خلالها عدد من المشتبه في تورطهم بإطلاق النار على الجيش. وقدر عدد الموقوفين بأكثر من 40 شخصا. وثمة تكتم ملحوظ لدى القيادات العسكرية ازاء الواقع القائم .
وحلقت طوافات الجيش واحدى طائرات الاستطلاع في أجواء هذه المنطقة على مدار الساعة، في إطار رصد تحركات المجموعات المسلحة التي توارت في الأماكن الوعرة وبين الاشجار الكثيفة التي تغطي مجرى البارد الفاصل بين قضاء المنية الضنية ومحافظة عكار.
قيادة الجيش
في اليرزة، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان "وحدات الجيش تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها، حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة، واعتقلت عدداً منهم، فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعدما أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية وخصوصاً في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، حيث يعمل الجيش على تفكيكها. وقد عثر على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات". ونفت "حصول أي تسوية مع هذه المجموعات"، معتبرة أن "كل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً. وستواصل وحدات الجيش بعدما جرى تعزيزها باستقدام قوى جديدة، تنفيذ تدابيرها الأمنية، وتعقّب بقايا المجموعات الإرهابية، ودهم كل المناطق المشبوهة".
وفي بيان لاحق، دعت قيادة الجيش "فلول الجماعات المسلّحة الفارين، إلى تسليم أنفسهم الى الجيش اللبناني الذي لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة"، منبهة "هؤلاء العناصر الذين باتوا معروفين لديها إلى أخذ العبرة ممّا حصل، حيث لا بيئة حاضنة لهم ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون".
اعترافات أحمد ميقاتي: ربط القلمون بالساحل!
أفادت مصادر عسكرية ان الارهابي الموقوف أحمد ميقاتي اعترف في التحقيقات الجارية معه أنه كان يسعى الى احتلال قرى: بخعو – عاصون – سير الضنية – بقاعصفرين، تمهيدا لاعلانها منطقة آمنة ورفع رايات داعش فوقها ومبايعة أبو بكر البغدادي، ما سيجعلها ملاذا آمنا للمقاتلين والثائرين على الظلم، وللعسكريين الذين سينشقون عن الجيش. وستترافق هذه الخطوة مع أعمال أمنية في مدينة طرابلس ومحيطها ما سيسهل تنفيذها. وعليه ستكون المرحلة الاولى من المخطط الاكبر القاضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني. وأكد ان شادي المولوي وأسامة منصور كانا يعلمان بهذا المخطط الذي كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد حوالي الشهر من تاريخه.
وأفاد ان علاقة تربطه بكل من الشيخ كمال البستاني والشيخ خالد حبلص والشيخ طارق خياط، والموقوفين في سجن رومية: فايز عثمان وغسان الصليبي.
ويشار الى ان ميقاتي خبير في مجال تصنيع المتفجرات وكان سيعمد الى تصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في مخططاته، وقد قام بتجربة احدى عبواته قبل حوالي عام في منطقة زغرتا.
 
"حزب الله" ينشر الفوضى في عاشوراء والأمن الذاتي: كلاب بوليسية وعناصر ببزَّات عسكرية
 المصدر : 14march
 تتحول بيروت مساء كل يوم إلى مجلس عاشورائي، يقف أمامه اللبناني معلقاً: "نحترم كل التقاليد والعادات، نحترم الاديان وحرية الرأي والتعبير، لكن حريتكم تنتهي عند حرية الاخرين"، اذ كان اعتاد اللبناني على المجالس العاشورائية وعلى تجول الندبيات في الشوارع، لكنه لم يعتاد على اجراءات "حزب الله" المستفزة إلى حد دفع اللبناني إلى الابتعاد عن فكرة الخروج من المنزل او التجول ليلاً.
رغم كل ما يجري في المنطقة وفي لبنان، ورغم أحداث طرابلس واجتياح حال التطرف في بلدان عدة، فضلاً عن التهديدات اليومية التي يتلقاها لبنان و"حزب الله" تحديداً، أصر الاخير على المجالس العاشورائية في شكلها الطبيعي، من دون مثلاً أن يقلل من عدد الاماكن او حصرها مناطقيا في مكان واحد.
يومياً، تتحول كل منطقة فيها حسينية او مجلس عاشورائي إلى مربع أمني، ينتشر في محيطه "القمصان السود"، كل مئة متر هناك واحد، وكلما اقتربنا من المجلس يزيد العدد، في ظل غياب لاي قوى أمنية. السلطة فقط لـ"حزب الله"، وطبعاً "حركة أمل"، لديهم الحرية، في كل المناطق اللبنانية بمنع السيارات من المرور، بتفتيش المواطنين وترهيبهم. منهم من استخدم مستوعب النفايات لاغلاق الطريق وآخر ركن سيارته في وسط الشارع مع اصدقائه لتمر فقط سيارة واحدة بدلاً من ثلاث.
لا شك أن الحزب وأنصاره مهددون، ولأجل ذلك ايضاً وضعت حواجز الجيش عند بوابات الضاحية الجنوبية والتي يتحملها اللبنانيون من أجل فقط الحفاظ على حياتهم وحياة ابنائهم، علماً أن "حزب الله" ورغم حواجز الجيش لم يزل أمنه الذاتي المستتر تحت بزّات "البلدية"، بل هناك خلف كل حاجز جيش نقطة لـ"حزب الله" وكلاب بولسية وتجمعات توقف السيارات. لا شك أن الحزب وأنصاره مهددون، لكن نقل التهديد إلى خارج الضاحية ونقل الحواجز والاجراءات الامنية السوداء الجنونية إلى خارج الضاحية وباسلوب علني، أقل ما يقال انه مرفوض.
وفي ضوء ذلك، أكدت مصادر أن الاخير "اتخذ هذا العام اجراءات لم يتخذها من قبل، وتعتبر أكثر من مشددة، حيث ينتشر شبانه في الشوارع في محيط مكان المجلس، ويتم اغلاق الطرق قبل موعد بدء المجلس لتنطلق مرحلة تفتيش وفحص السيارات الموجودة بجانب المكان، أكان عبر التفتيش العيني أو عبر الكلاب البوليسية، وتبقى الطرق مقفلة إلى حين انتهاء المجلس"، وكشفت عن ملاحظتها "لعناصر من حزب الله ببزّاتهم العسكرية المعروفة كالتي يرتدونها في قتالهم في الجرود، أمام أحد المجالس".
وتخوفت من أن "تستمر الاجراءات بعد انتهاء مراسم عاشوراء أو يعتاد الشبان على التواجد في الشوارع"، داعية القوى الامنية إلى التواجد على مقربة من المجالس وبسط الامن بنفسها بدلاً من اعتياد شباب لبنان على ادارة امنه بنفسه"، كما تخوفت من استخدام هذا الانتشار لغايات اخرى في ظروف غير مناسبة.
 
كيف تحرك "جبهة النصرة" خلاياها في لبنان؟
 المصدر : النهار... محمد نمر
لم يعد خافياً على أحد وجود "جبهة النصرة" في لبنان، خصوصاً بعد معارك طرابلس الاخيرة وهو أمر بات مسلماً به بالنسبة إلى جهات اسلامية وسياسية عدة، بعدما كانت توصف عناصر التنظيم بـ"الأنصار" غير المنظمين.
"نصرة" لبنان
الاسلاميون في مدينة الفيحاء يعتبرون أن الامر انتهى بـ"تسوية" أخرجت المسلحين إلى أماكن مجهولة وأدخلت الجيش إلى "باب التبانة"، وتشير مصادر إسلامية إلى أن "هيئة العلماء المسلمين بالتعاون مع بعض السياسيين انتجوا هذه التسوية"، فيما الجيش ينفي حصول اي "تسوية" ويؤكد مواصلته عملية ملاحقة الارهابيين.
مع الكشف عن وجود "نصرة" في لبنان، تساءل البعض عن أمير في هذه الجمهورية؟ وتجيب المصادر عن مثل هذه الأسئلة بالقول: "ليس هناك من أمير للنصرة في لبنان، فهي تعتمد أسلوب الخلايا العنقودية، ما يعني مجموعات لا تعرف بعضها البعض، يتم تحريكها عبر منظومة تقود وتسيطر على المجموعات، وظهر ذلك في معارك طرابلس، حيث لوحظ الانسحاب التكتيتي والمحترف والعمل اللوجستي والقدرات التنظيمية الكبيرة، والتي تعود بأكملها إلى مسؤول مركزي".
ماذا عن "الدولة الاسلامية"؟ المعطيات تؤكد وجود عناصر لـ"داعش" في لبنان ليسوا بعدد عناصر "النصرة" وهم أضعف وأقل تنظيماً، وتلفت المصادر إلى أن "التطورات في القلمون أعطت النصرة المرجعية في قيادة العمل أكان في الداخل او في الجرود، وباتت عناصر "الدولة" بتصرف "النصرة".
وفق قراءة المصادر الاسلامية، فـان "النصرة وداعش يريدان وقف امكانية ضرب السني في لبنان، ولا يريدون للمناطق السنية أن تكون خاصرة ضعيفة أمام "حزب الله"، لتنتهي بخلاصة أنه "طالما هناك حزب الله كميليشيا غير شرعية في لبنان فهناك جهة اخرى (النصرة) علينا التعايش معها لتجنب الانفجار الاكبر"، رافضة التداول الاعلامي بمصطلح "امارة اسلامية"، وتسأل: "كيف يمكن لـ 20 أو 30 شخصاً اقامة إمارة اسلامية في الشمال وهم لم يستطيعوا السيطرة على شارع واحد؟".
رغم متابعة العملية بالنسبة إلى الجيش بدهم وتوقيفات وانتشار عسكري، إلا أن المصادر تعتبر أنه "طالما الازمة السورية موجودة فكل الامور تبقى مفتوحة، خصوصا في طرابلس لأنها باتت صندوق بريد".
منع الاعتداء على السنة
يربط رئيس "هيئة السكينة الاسلامية" أحمد الأيوبي عدم حصول أي معركة جديدة بـ"مدى وعي القيادات السياسية والعسكرية"، ويضعهم أمام السؤال: "هل سيكون لدينا الاصرار على زج الجيش في معارك تخدم حزب الله مباشرة ولا تمكّن الجيش من الحسم وتضعه على مفترق طرق خطير، أو علينا ان نعي ان ما يجري من متغيّرات في المنطقة بدأ يصبح واقعاً في لبنان وعلينا التأقلم معه؟".
انفجرت المعارك بعد القاء القبض على مجموعة عاصون، وبرأي الأيوبي أنه "حتى انتهاء مواجهات عاصون كانت الامور طبيعية، لكن الجيش قرر تحت ضغط ما الذهاب باتجاه استكمال عمليات الدهم وفتح مواجهة مع المجموعات المسلحة، وبحسبه ان "القاء القبض على شبكة عاصون صحيح من الناحية النظرية، لكن عمليا أدى الامر إلى مواجهة سمحت للمقاتلين بالانسحاب الآمن".
ويضع ما جرى ضمن "الصراع القائم بين حزب الله وجبهة النصرة في سوريا ولبنان، فالآن يخوض الأول الحرب ضد المعارضة السورية في سوريا وهو في مواجهة مباشرة مع جبهة النصرة، التي ارخت بظلالها وادخلت لبنان في اشكالية الاشتباك المباشر، واصبحت "النصرة" تمتلك القدرة على احداث صدامات كبيرة في لبنان".
ولا يستبعد الأيوبي علاقة لـ"النصرة" بما جرى في طرابلس، داعياً إلى مراقبة بيانات هذا التنظيم ومواقفه، ويقول: "أقله لدينا مناصرة للنصرة من هذه المجموعات، لكني اعتقد أن الامر أكبر من مناصرة شفهية"، مضيفاً: "هناك وجود لجبهة النصرة في لبنان لكن ليس لديها القرار بمعركة داخلية، أما حزب الله فيريد أن يجر الجيش اللبناني إلى معركة مع انصار وعناصر النصرة في لبنان لاعتقادهم انه سيسقط مشروعهم، لكن الواضح أن حزب الله تأخر كثيرا لاجهاض هذا المشروع"، ويشير إلى أن مشروع هؤلاء هو "ايجاد التوازن لمنع الاعتداء على أهل السنة".
مجموعات مستقلة
لا يستبعد العميد المتقاعد خليل الحلو حصول معارك جديدة بين الجيش والمسلحين، لكنه يرى أنه "لن تكون بالشكل نفسه الذي حصل في طرابلس لأن قدرة المسلحين في حال فرّ منهم أحد ضعفت".
ويوضح أن "النصرة وداعش يتبعان اساليب المعارك الثلاثة: الارهابي بتفخيخ السيارات وقتل المدنيين والذبح أمام الكاميرات، حرب العصابات التي يخوضانها في سوريا، والحرب الكلاسيكية مثلما يحصل في كوباني".
وبحسب الحلو، "تبيّن أن مجموعات المسلحين في لبنان تستخدم اسلوب حرب العصابات وتعمل باستقلالية عن بعضها، ولكل مجموعة قرارها الميداني وتمويلها وسلاحها"، معتبراً أن "ما حصل في طرابلس يدل على أن حربا كلاسيكية لا يمكنهم القيام بها لأنهم يحتاجون إلى حشد من 300 إلى 400 عنصر وتسجيل خرق ما مثلما فعلوا في الموصل وكوباني، وهو أمر متعذر بسبب أن الطائفة السنية لا تحتضن هؤلاء بعكس ما يتداول بعض الاعلام"، متسائلاً: "في حال كان للنصرة خلايا نائمة اخرى، لماذا لم تحركها؟".
تسوية أم فرار؟
يرجح الحلو أن تكون قد حصلت عملية فرار "لأنه في العلم العسكري لا يوجد طوق أمني كامل"، ضاربا ًالمثل بما حصل في معارك "نهر البارد"، حينما حصلت عملية فرار كبيرة ونصفهم اما قتلوا او القي القبض عليهم أو فروا إلى سوريا، وفي الفلوجة ايضاً حصل الامر نفسه.علماً ان تفسيرات أخرى وتأويلات قد أعطيت لعملية الفرار هذه.
فرار المسلحين بـ"تسوية" او من دونها قائم، لكن يسأل الحلو: "أين سلاحهم وذخائرهم؟ وماذا عن من تم ايقافهم والذين سيدلون بمعلومات عن اماكن تواجد الباقين؟"، مؤكداً أن "حصول الفرار لن يسمح لهم باعادة سيناريو طرابلس لأنهم خسروا قسماً كبيراً من قدراتهم، والخوف اليوم من خلايا جديدة خارج طرابلس استخلصت العبر من طرابلس".
 
نازحو التبانة وتجار الأسواق العتيقة في طرابلس مصدومون من هول الدمار وتاجر لـ («الشرق الأوسط»): لم أر مثل هذا الخراب حتى أثناء الحرب الأهلية

طرابلس (شمال لبنان): «الشرق الأوسط» ... بقي أهالي طرابلس يوم أمس تحت هول الصدمة، من تجار الأسواق العتيقة الذين تضررت محالهم أو احترقت، إلى سكان باب التبانة الذين تحولوا إلى نازحين، ومنهم من فقدوا بيوتهم، أو أحبتهم. الكارثة بدت كبيرة، ومختلفة عن أي معركة سبقت، رغم أن الاشتباكات لم تدم سوى 3 أيام، بين الجيش اللبناني ومسلحين متطرفين، تحصنوا في المنطقتين.
في «مدرسة النهضة» في منطقة الميناء ما يزيد على 120 نازحا من باب التبانة، وصلوها ليل أول من أمس، بعضهم بملابس النوم، وغالبيتهم لم يحمل أي شيء معه.
بلال. ع. (46 عاما) لا يريد التصريح باسمه، لأن ابنه مسجون بتهم إرهابية في سجن رومية. نزح مع زوجته و6 أشخاص من عائلته. منزله في التبانة ملاصق لمسجد عبد الله بن مسعود الذي اتخذ منه المسلحون المتطرفون مقرا لهم. يروي أن بيته الطيني انهار على رؤوس أولاده، مع بدء قصف الجيش على المسلحين. ويضيف: «عند الرابعة صباحا من يوم الأحد، انهار المنزل علينا، وصرت أرفع الردم عن رؤوس أولادي، ثم هربنا إلى ملجأ المبنى الفائض بالمياه والقاذورات، اختبأنا هناك، حتى الساعة الثامنة مساء حيث سمح لنا الجيش بالخروج. عندها سرنا على أقدامنا، وصولا إلى جامع التقوى، حيث كانت باصات إحدى الجمعيات بانتظارنا ونقلتنا إلى هنا».
آلاف من أهالي باب التبانة، استغلوا فرصة الهدنة الإنسانية، مساء أول من أمس، للخروج من بيوتهم بعد ساعات من المعارك الضارية التي دارت بين المسلحين المتشددين والجيش اللبناني، ووقوع غالبية الإصابات بين صفوف المدنيين. وشوهدت نساء يخرجن بملابس النوم، وغالبيتهم نزحوا دون أي أمتعة معهم. ويقول بلال إن بيته أصيب لمرات عده في الجولات السابقة لكنه هذه المرة نكب بانهياره بالكامل، متحدثا عن دمار هائل في منطقته، وكارثة حلت بالكثيرين. ويقول: «نحن فقراء لأننا مدنيون ومسالمون ولا نحمل السلاح. المسلح في التبانة يحمل 3 تلفونات وعنده سيارتان، ويلبس أحلى الثياب، والناس تحترمه». ويضيف: «لكن هؤلاء المسلحين كانوا يهتمون بنا، ويساعدوننا بمعونات غذائية، وبعض الأموال التي لا بأس بها لعائلة مثلنا». ويصف ما تتعرض له التبانة بأنه «مسلسل مكسيكي، بدأ ولن ينتهي».
احتقان وغضب شديدان عند هؤلاء النازحين الذين يتريثون في العودة إلى بيوتهم. يتحدثون عن كابوس القصف الذي عاشوه. الشتائم على أفواه أهالي التبانة لا ترحم أحدا، أولهم السياسيون الذين «يغدرون بهم» المرة تلو المرة، والمسلحون الذين يورطونهم، وحتى الجيش له من الغضب حصة. منهم من يقول: «لا نريد الكلام. كلهم زعران يروحوا يوظفوا الناس، بدل أن يعطوهم سلاحا ويضحكوا على الشباب». امرأة تسأل: «هل الذنب هو ذنب المسلحين وأهالي التبانة أم السياسيين الذي سلحوهم وغرروا بهم وتركوهم يموتون». ترد أخرى: «أخبروني كم مسلحا مات في المعارك. الذين ماتوا هم الناس المختبئون في بيوتهم. والقصة لم تنته بعد». وكانت المعارك، التي بدأت في يومها الأول في الأسواق المملوكية القديمة، لتنتقل بعدها إلى منطقة باب التبانة التي تبعد أمتارا قليلة عن الأسواق، خلفت رغم قصر مدتها، أضرارا بالغة وعددا كبيرا في الضحايا.
في الأسواق الصدمة، بدت جلية على وجوه التجار الذين جاءوا يتفقدون محالهم. السوق العريض القريب من السرايا العتيقة هو الأكثر تضررا. محلات محترقة قضت عليها النيران بالكامل، واجهات زجاجية انهارت بسبب الرصاص. شراسة المعركة نخرت كل شيء. يحاول صاحب محل أحذية انتشال بعض ما بقي من دكانه. الرجل غاضب لكنه يشكر السماء لأن بعض البضاعة سلم. يزفر وكأنما طفح الكيل ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يسبق في تاريخ هذا السوق أن شهد دمارا مشابها لا عام 1974 أثناء اختباء المطلوبين للدولة فيه طوال 9 أشهر، ولا خلال 15 سنة من الحرب الأهلية».
تاجر آخر بقي دكانه سالما، يجلس أمامه يتأمل جيرانه المنكوبين، يعلق: «اليوم أحسن من بكرا، والآن أفضل من بعد 5 دقائق. ذاهبون إلى الأسوأ، لا نزال في بداية الفيلم، والله يستر من الأعظم». السوق لا يزال مغلقا، مئات المحلات لم تفتح أبوابها. طرابلس العتيقة في حزن لا ينتشلها منه أمل بغد ممكن. متشائمون حتى الثمالة، هؤلاء الذين ورثوا في غالبيتهم، محالهم عن عائلاتهم. من عائلة هلال إلى كبي إلى المظلوم والسنكري، أسماء لها تاريخ في السوق، لكن هذا لا يجدي في شيء أمام جنون التوحش. محلات المظلوم للملابس في السراي العتيقة أجهزت النيران على طابقيه الاثنين، وأكلتهما بالكامل، ويبدو أن أصحابه لم يرغبوا حتى في جرف بضاعتهم المتفحمة. شاحنات تحاول مع أصحاب المحال لملمة الردم الهائل، وتنظيف ما يمكن تنظيفه، ورشة من عمال شركة الكهرباء تصلح التيار المقطوع من يومين عن كل المنطقة. العمل يسير بطيئا، فكم التمديدات التي ضربت كبير جدا.
لا يريد أحدا أن يصدق هنا ما قاله لهم المسؤولون الذين مروا لمواساتهم، بأن «معركة من هذا النوع لن تتكرر». يسخر أحدهم وهو يهز برأسه: «كما حصل في باب التبانة 20 جولة، سنرى ما يشبهها هنا. افتتحت الجولات ولن تغلق قبل أن تقضي علينا». طبعا يجيبه آخر: «الحبل عالجرار». يتحدثون هنا عن الأب الذي قتل مع ابنه بالقرب من محالهم، كل يحاول أن يصوب للآخر تفاصيل المأساة التي ألمت بعائلة المصري التي لا ناقة لها ولا جمل. نساء في أول السوق العريض ينزلن ردما إسمنتيا من منزل يقلن إنه دمر بشكل شبه كامل. تقول إحداهن: «كان أخي أكمل ورشة لإصلاح المنزل يريد أن يتزوج ويسكن فيه، لكن ما في نصيب». حين نسأل إن كان أحد قد بدأ يتكلم عن إغاثة أو مساعدة ستعطى إليهم. تجيب: «الجميع هنا ينتظرون، ما يمكن للدولة أن تساعد الجميع». تتحدث التقديرات عن خسائر بمليوني دولار في الأسواق ومثلها في التبانة.
لا وجود لأي عسكري في السوق. الجيش كان غائبا بالكامل عند وصولنا ظهر أمس، رغم الكلام عن مخاوف من هرب مسلحين واختبائهم في الأسواق.
بعض الوقت وتصل دبابة بالقرب من محلات «اي.بي.سي» الشهيرة، قريبا من الأسواق، ثم سرعان ما يتوالى وصول الجيش وتبدأ عمليات دهم في الأسواق.
الحال أسوأ كثيرا داخل منطقة باب التبانة حيث جرت المعارك الأشرس، والتي رغم الحديث عن تواري المسلحين أو فرارهم، يضرب الجيش طوقا أمنيا حولها، ولا تزال الأجواء الحربية مخيمة عليها.
 
الجيش اللبناني يحبط مخططا لإقامة إمارة إسلامية مركزها طرابلس ومصدر عسكري لـ(«الشرق الأوسط») : اعترافات موقوفين كشفته.. وبعض المخططين أداروا العملية من السجن

بيروت: ثائر عباس .... أكد الجيش اللبناني أمس إصراره على إحباط أي مخطط لإقامة إمارات متطرفة على أراضيه، فيما كانت السلطة السياسية تتوحد خلفه، مقدمة له الدعم الكامل في مهمته، كما شدد مصدر بارز في تيار «المستقبل» الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط». وقال المصدر إن الحريري كان حازما في تأمين الغطاء السياسي للجيش في مناطق حضوره الشعبي، معتبرا أن الحريري لا يؤمن بأن «خطأين يولدان صوابا»، في إشارة إلى ما يقال من أن تسلح المتشددين السنة رد على تسلح «حزب الله» وتورطه في سوريا.
وأكد مصدر عسكري لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش «كسر شوكة» مشروع الإمارة المتطرفة التي كانت المجموعات المتشددة تحضر له في شمال البلاد، مشددا على أن مدينة طرابلس، ثاني كبرى المدن اللبنانية، والتي كانت الحجر الأساس في مخطط «داعش» للوصول إلى البحر، «أصبحت نظيفة» من الإرهابيين، فيما تجري عملية تنظيف المناطق الشمالية على قدم وساق. وأوضح المصدر أن عملية متابعة دقيقة تتم للقبض على زعيم مجموعة المتشددين خالد حبلص، متوقعا أن تثمر في وقت غير بعيد.
وروى المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن عملية توقيف أحد قادة «جبهة النصرة»، عماد جمعة في أغسطس (آب) الماضي، كشفت عن أن جمعة الذي بايع «داعش» هو جزء من مخطط اعترف به، يقضي بالسيطرة على المنطقة التي تربط القلمون (في سوريا) بالبحر لتأمين ممر بحري لإمارة كان المتشددون ينوون إعلانها. وأشار إلى أن تصدي الجيش اللبناني للمسلحين، وحصرهم في جرود بلدة بريتال جعلهم يفكرون بالخطة «ب» التي تقضي بالانطلاق من البحر للوصول إلى القلمون. وأشار المصدر إلى أن اعترافات الموقوف الجديد أحمد الميقاتي أظهرت تفاصيل هذه الخطة التي تقضي بالسيطرة على مدينة طرابلس بوصفها هدفا استراتيجيا، بما أن المدينة تختلف عن وضع بلدة عرسال المضطربة التي يمكن للجيش حصر مداخلها، ومداخل جرودها، فيما أن طرابلس يمكن أن تشكل قاعدة أساسية في حال سقوطها بأيديهم، خصوصا أنها مدينة بحرية قد تكون مثالية لاستقدام السلاح والمقاتلين عبرها.
وكشف المصدر عن أن المتهم الميقاتي اعترف بأنه كان على تواصل مع عدة شخصيات تشكل عصب مشروع «الإمارة» بينهم الشيخ كمال البستاني، والشيخ خالد حبلص الذي تزعم مجموعة بحنين التي قاتلت الجيش في عكار. غير أن اللافت كان أن من بين أعضاء مجموعة العمل هذه موقوفان في سجن رومية كان يتم التواصل معهما هاتفيا وعبر الرسائل، هما فايز عثمان وغسان الصليبي. واعترف ميقاتي – كما أكد المصدر – أنه خبير متفجرات، وأنه أجرى تفجيرات تجريبية في وقت سابق في منطقة زغرتا.
ورجح مصدر منفصل أن خطة المتشددين كانت تقضي بإسقاط طرابلس، على غرار السيناريو الذي حصل في مدينة الموصل العراقية، باعتبار أن المدينتين متشابهتان من حيث وجود خروقات أمنية وخلايا نائمة قبل أن يتداعي الأمن نهائيا في الموصل ويسيطر عليها التنظيم، ثم يتمدد «داعش» بعد السيطرة على طرابلس في بقية القرى والبلدات المجاورة التي ينظر إليها على أنها مناطق رخوة يسهل السيطرة عليها، وصولا إلى القلمون، ليعلن لاحقا إمارته الإسلامية.
وكشفت التحقيقات مع ميقاتي أنه «كان يسعى لاحتلال قرى بصعون وعاصون وسير الضنية وبقاعصفرين (شمال لبنان) كونها غير ممسوكة أمنيا تمهيدا لإعلانها ملاذا آمنا للمسلحين»، كما أفادت معلومات عسكرية، موضحة أن «المرحلة الأولى من المخطط كانت تقضي بالقيام بأعمال أمنية بطرابلس بهدف ربط القلمون السورية بالساحل اللبناني»، مشيرة إلى أن «شادي المولوي وأسامة منصور (قائدا معركة طرابلس) كانا يعلمان به، وكان من المفترض البدء بتنفيذه بعد نحو شهر».
ولكن المصادر تستغرب «التعايش» بين تنظيمي «داعش» و«النصرة» اللذين يتقاتلان في كل مكان، ويعملان معا في لبنان. وأشارت إلى أن ميقاتي كان يريد رفع راية «داعش»، لكن من انتصر له كانت «جبهة النصرة» التي هددت بقتل العسكريين المخطوفين إذا استمرت العملية العسكرية للجيش.
واندلعت معارك طرابلس مساء الجمعة الماضي، بعد أقل من 48 ساعة على اعتقال المتشدد أحمد سليم ميقاتي بعد عملية أمنية نوعية نفذها الجيش، في بلدة عاصون، في منطقة الضنية الجبلية، ضد خلية إرهابية بقيادته، قتل خلالها 3 أشخاص بينهم جندي منشق وألقي القبض على ميقاتي الذي كانت قيادة الجيش أعلنت أنه بايع تنظيم داعش أخيرا.
وكانت مصادر عسكرية أكدت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نشرت أمس، أن الجيش «أحبط مخططا لهز استقرار لبنان»، وذلك من خلال العملية التي نفذها في الشمال. وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي، حذر في تصريحات أدلى بها لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قبل أسبوعين، من وجود خلايا نائمة لـ«داعش» في طرابلس وعكار (شمال البلاد) تسعى لإقامة ممر آمن إلى البحر، «وهو ما لم يتوافر للتنظيم حتى الآن، لا في سوريا ولا في العراق».
سياسيا، أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن الوضع في طرابلس بات في نهاياته، وأن الجيش قطع شوطا كبيرا في فرض الأمن والاستقرار في المدينة. وقال سلام في لقاء مع الإعلاميين على الطائرة التي أقلته إلى برلين للمشاركة في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان وفي مؤتمر برلين حول وضع اللاجئين السوريين، إن «الوضع في طرابلس أصبح في نهايته، والقرار اتخذ، وهو الحسم مع الإرهاب والإرهابيين. ولا يمكن الرضوخ والرجوع إلى الوراء في هذا الموضوع»، لافتا إلى أن «هناك تصميما على فرض الأمن والاستقرار على الجميع، ولا بد من تسجيل الموقف الشعبي الحاضن للجيش وقوى الأمن، والموحد وراء هذه الجهود»، مؤكدا أن «المواجهة العسكرية فرضت علينا من قبل الإرهابيين، لكن المواجهة الوطنية كانت خيارا، وهي التي أعطت فرصة للجيش وقوى الأمن لخوض هذا التحدي الكبير والنجاح فيه»، مشيرا إلى أن «الكلفة ليست بسيطة، وهناك شهداء أعزاء ومواطنون أبرياء وخسائر في الممتلكات.. وغيرها. ولكن وحدة الصف الوطني تبقى ملاذنا».
وردا على سؤال، شدد على أنه «لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يخطط له الإرهاب، لكن أعتقد أننا قطعنا شوطا كبيرا في فرض الأمن والاستقرار في طرابلس وفي الشمال وفي كل لبنان، ونأمل أن تتكثف الجهود من جميع القوى السياسية بداية، ومن الدولة مدعومة من هذه القوى، لإنهاء حالة الفوضى والتطاول على الجيش والقوى الأمنية».
ورأى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أن «الجيش اللبناني يقدم مرة جديدة تضحيات جسيمة في إطار مهمته لحماية الاستقرار والسلم الأهلي، فله في ذلك الدعم والتأييد الكامل لتثبيت هيبة الدولة والشرعية في مدينة طرابلس والشمال وسائر المناطق اللبنانية»، لافتا إلى أن «الجيش اللبناني يؤكد أنه منحاز فقط لحماية اللبنانيين ولإعادة الطمأنينة إليهم، وقد بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذا الهدف في عبرا وعرسال وبريتال وطرابلس ومواقع أخرى». واعتبر أنه «لا بد من الترحيب بالجو الشعبي العارم المؤيد للجيش اللبناني في ما يقوم به، وهو ما يعكس وعي اللبنانيين بأهمية الدور الذي تؤديه المؤسسة العسكرية في هذه اللحظة المفصلية والحساسة. والتحية، كل التحية، لشهداء الجيش الذين يسطرون بدمائهم بطولات لحماية لبنان وحفظه من المخاطر الداهمة على أكثر من صعيد. والتحية موصولة كذلك لأهالي الشهداء الذين يصبرون على جراحهم ويتعالون عليها ويؤكدون تمسكهم بالدولة والجيش رغم جسامة الخسائر التي يتكبدونها».
 
معركة طرابلس توقظ خطوط تماس خفيّة في عكار
الحياة...طرابلس (شمال لبنان) - بيسان الشيخ
من المفارقات ان تكون طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني تستعد لعقد «لقاء جامع للإعلان عن الثوابت الوطنية» في اليوم الذي شهدت أسواقها وأحياؤها الداخلية مواجهات مسلحة بين مجموعات متطرفة والجيش اللبناني. اللافتات التي تستقبل الزائر على طول الطريق المؤدي الى المدينة، ولا تودعه قبل وصوله الى عمق ريفها العكاري، مستعرضة شعارات مثل «الاسلام والارهاب لا يلتقيان»، و «طرابلس مدينة للجميع» تشي بطموح أهلها ورغبتهم العميقة في النأي بأنفسهم عن واقع بات لصيقاً بهم. فبعد نحو 25 جولة قتال بين أبناء باب التبانة السنّة، وجيرانهم في جبل محسن العلويين، والتي امتدت على فترة سنتين وأكثر، جاءت اليوم المواجهة المباشرة مع المؤسسة العسكرية وسط حالات انشقاق لمصلحة «جبهة النصرة».
وإذ تبدو طرابلس متنازعة بين أحياء راقية تريدها فعلاً مدينة الاعتدال والعيش الواحد، وأزقة فقيرة متروكة لبؤسها وحرمانها، وتلاعب اجهزة وإرهابيين بها، يسمع صدى المعارك مدوياً في قرى عكار.
فهذا الريف السنّي المحاصر بين طرابلس وحمص السورية، خزان مقاتلين على الجبهتين: جبهة الجيش اللبناني الذي ترفده المنطقة بجنود وأخيراً جنديات، وجبهة التنظيمات المتطرفة التي وجد كثيرون فيها متنفساً لاحتقانهم الطائفي. والى هذا وذاك، يضاف الى مخاوف الاهالي وهواجسهم «طابور خامس» يمثله اللاجئون السوريون الموجودون بكثافة في كل المناطق العكارية.
وتقول سيدة متقدمة في السن: «لم تمر علينا ايام كهذه. حتى خلال الثورة (1958) كنا نصل الى ارضنا، ونقضي شؤوننا، أما الآن فبتنا نخاف ان نخرج من منازلنا بعد الغروب».وإذ راحت الاجيال الاكبر سناً تستعيد فجأة أحداث 1958، التي شهدت احتكاكاً طائفياً مسلحاً بين مسلمين ومسيحيين، استحضرت الاجيال الشابة لغة طائفية تجعل كل قرية سنّية «متهمة حتى يثبت العكس» بالنسبة الى القرى المسيحية والعلوية المجاورة. وبدا ان العلاقات الاجتماعية ذاهبة الى مزيد من التصدع. هكذا مثلاً، بدا سكان بلدة شهدت انشقاق جندي الاسبوع الماضي وانضمامه الى «جبهة النصرة»، في احراج لم يعرفوا كيف يتخلصون منه فعمدوا الى تكثيف واجبات التهنئة والعزاء، فيما حول آخرون مسارهم، تفادياً لعبور بلدات بعينها. فالاختلاط الكبير في تلك المنطقة، يجعل البلدات مفتوحة على بعضها بعضاً، فتتجاور في الاراضي الزراعية وتتقاسم طرق العبور باتجاه المدينة.
والواقع ان قرى عكار، فرضت على نفسها حظر تجول طوعياً. فحتى قطاف الزيتون الذي يعد ركيزة اقتصاد السكان وحركتهم المشتركة في هذه الفترة من السنة، اختصر بما تقتضيه الأوضاع الأمنية.
كل العائلات معلّقة على الهواتف الخليوية وخدمة «واتساب»، تطمئن من خلالها على الأبناء الجنود، حتى إذا ما انقطع الانترنت في اليوم الاول للمعارك بضع ساعات، دبّ الذعر في أوصال الامهات. وتقول سيدة تواكب تحركات زوجها الجندي على الهاتف: «استدعي الجميع. كل شباب البلدة ذهبوا والتحقوا بمراكزهم... حتى المجندات! ابنة الجيران حامل، ولم تنجح في البقاء في منزلها».
وفيما اعلن أمس عن عودة الهدوء الحذر الى بعض المناطق، وفتح طريق عكار- طرابلس، بقي عبور ساحات المعركة تلك مقتصراً على أصحاب الحاجة والضرورة... على طلاب وموظفين وبعض المرضى ممن تركوا خلفهم مدينة قالت انها «للجميع».
 
السفير السوري: لتكامل التنسيق مع الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب
بيروت - «الحياة»
اعلن السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي ان «السلطات السورية تعبّر بكل شدة ووضوح عن تضامنها مع لبنان شعباً وجيشاً وحكومة لدحر الارهاب التكفيري، ونحن واثقون بقدرة لبنان وشعبه وجيشه والقوى الوطنية في لبنان والتكامل بين سورية ولبنان في دحر هذا الارهاب التكفيري والانتصار عليه».
وأشار خلال لقائــــه الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص، الى ان «سلطات سورية تطمئن الى تماسك بنيتها الداخلية والى الرؤية الشعــبية والكفاية لدى جيشها ومواطنيها والى الحاضنة الشعبية التي تكبر كل يوم في دول المنطقة والرأي العام الدولي الذي يشكل رديفاً ويجب معالجة الفكر الذي يتغذى منه هذا الارهاب».
وعن التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في مواجهة خطر الارهاب، أكد علي ان «السلطات السورية قالت منذ اليوم الاول ان الخطر الذي يتهدد البلدين سواء عبر العدو الاسرائيلي المتربص بالبلدين ام الخطر التكفيري هو خطر واحد ونحن نرى الخطر بعين واحدة وما يتهدد لبنان يصيب سورية، لذلك فإنها قالت بالتضامن الكامل مع الجيش اللبناني وبالتعاون معه وهناك تنسيق، وكلنا نرجو ان يكون اكثر تكاملاً لأن سلطات سورية حريصة على دعم الجيش اللبناني وحده بكل اسباب القوة والتكامل معه لجبه خطر الارهاب التكفيري».
 
المجلس الشرعي:لنزع السلاح اللاشرعي من الجميع
بيروت - «الحياة»
أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى «قلقه الشديد مما يحاك لمدينة طرابلس من محاولات متكررة لاستدراجها إلى الفتنة وتشويه صورتها الوطنية التي تعتز بها ومن محاولات إلصاق التهم الباطلة بمجتمعها وبأهلها الذين يتمسكون بالعيش المشترك وبالشرعية وبالدولة وبمؤسساتها».
عقد المجلس الشرعي، تلبية لدعوة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، جلسة طارئة أمس في دار الفتوى خصصها للبحث في الوضع في مدينة طرابلس والشمال، في ضوء الأحداث الأمنية الدامية والمؤلمة التي تتعرض لها.
وتلا نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي بياناً أشار فيه إلى أنه وبعد البحث في وقائع الأحداث التي عصفت بعاصمة الشمال وبمناطق متعددة في الضنية والمنيه وعكار، شدد المجلس الشرعي على «فرض سلطة الدولة وتثبيت هيبتها، وتنفيذ القانون نصاً وروحاً على الجميع وفي جميع المناطق اللبنانية من دون محاباة أو استثناء، علماً أن طرابلس استقبلت بعد طول معاناة الخطة الأمنية الأخيرة بالارتياح والورود، ويبقى السؤال الكبير، كيف نمت وظهرت هذه المجموعات المسلحة في ظل الخطة الأمنية هذه؟».
ورأى المجلس أن «طرابلس منارة الانتماء الوطني عانت عقوداً من الإهمال ومن غياب التنمية الجدية، نتج منها ما نراه اليوم من بؤس وحرمان نجني بعض نتائجه، ما يوجب على الدولة المبادرة فوراً إلى تنفيذ خريطة طريق عملية وسريعة لإنعاش اقتصاد طرابلس والشمال وتطوير الخدمات الاجتماعية والصحية».
وإذ أكد المجلس «دور الجيش اللبناني في الدفاع عن سيادة الوطن وأمن المواطنين»، أشاد «بتضحياته وندد بالاعتداء عليه أو الإساءة إليه»، واعتبر أن «أي تحريض على الانشقاق عن الجيش هو عمل مشبوه ومدان».
كما أكد المجلس «دور الجيش والقوى الأمنية في حماية الأماكن السكنية والأسواق وتراث المدينة والمدنيين الأبرياء الذين يدفعون الأثمان الباهظة من أرواحهم وممتلكاتهم»، داعياً «إلى نزع السلاح غير الشرعي من الجميع وتطبيق الخطط الأمنية التي أقرت سابقاً من دون مراعاة لأي كان، بما يعيد الاطمئنان والثقة إلى النفوس».
وإذ أهاب المجلس بوسائل الإعلام أن «تكون شريكاً في الخروج من الأزمة والامتناع عن تشويه صورة طرابلس والمنية وسائر مناطق الشمال وتوخي الدقة والموضوعية في نقل الأحداث»، دعا «مؤسسات الدولة الإغاثية والوزارات المختصة وهيئات المجتمع المدني إلى التحرك السريع لتخفيف آلام المصابين من المدنيين واحتضانهم، وتعويض المتضررين من دون تأخير».
وأعلن المجلس «رفضه المحاولات المشبوهة لخطف قرار المسلمين وجرهم إلى مواجهة مرفوضة ومدانة مع الجيش اللبناني»، مؤكداً «مشروع الدولة القوية العادلة من دون تمييز بين المناطق والمواطنين».
الخير: الشمال ليس حاضناً للإرهاب
وكان المفتي دريان التقى في دار الفتوى النائب كاظم الخير ووالده النائب السابق صالح الخير. وقال النائب الخير: «وضعنا المفتي دريان في آخر التطورات والأحداث التي حصلت في منطقة طرابلس ومنطقة بحنين المنية، بعد التعرض للجيش في طرابلس، وبعد العملية النوعية التي قام بها الجيش في منطقة عاصون. كما وضعناه في أجواء منطقة المنية وبحنين تحديداً التي وقفت إلى جانب الجيش والدولة والمؤسسات وإلى جانب الشرعية، وأكدنا له أن هذه المنطقة جددت ولاءها للدولة، متمنين أن تنظر الدولة إلى هذه المنطقة وأن تساعد المدنيين والمتضررين من هذه الأحداث». وأضاف: «أكدنا للمفتي دريان أن منطقة الشمال ككل ليست بيئة حاضنة للإرهاب، هي منطقة مؤمنة بثوابت الدولة ومؤمنة بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وثقتنا كبيرة بأن مؤسسات الدولة والجيش ستنهي هذه الحالات الشاذة في بعض المناطق».
إلى ذلك تلقى دريان اتصالات من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي.
 
 
الحزب على خط التوتر السعودي-الإيراني
الجمهورية...
فيما أكد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أنّ «الوضع في طرابلس بات في نهاياته، وأنّ الجيش قطعَ شوطاً كبيراً في فرض الأمن والاستقرار في المدينة» التي استعادت هدوءَها النسبي، شدد الجيش في المقابل على أن لا تهاون مع الإرهابيين، ونجح في إبقاء طرابلس في حضن الدولة. وفي حين تستعيد الحركة السياسية حيويتها رويداً رويداً من باب التمديد لمجلس النواب الذي بات داهماً، شكّلت مواقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله تجسيداً عملياً للتوتّر السعودي-الإيراني، الذي يمكن أن ينسحب محلياً بعد تحميله السعودية «مسؤولية وقف أفعال التكفيريين وإسلامهم الزائف»، وتشديده على أنّ «عمق فكر التيار التكفيري هو الفكر الوهابي».
على قاعدة أن لا تسوية مع الإرهابيين، أجهضَ الجيش مخطط المسلحين في الشمال، والذي كشفَه الموقوف أحمد ميقاتي في التحقيقات معه، وتمكّن من فرض الأمن في طرابلس والتبانة، واستمرّ في تنفيذ عملياته العسكرية في المدينة ومحيطها بعد مواجهات لأيام ثلاثة بنهاراتها ولياليها.

وإذ نفى الجيش حصول أيّ تسوية مع المجموعات الارهابية، وأدرجَ كلّ ما قيل «في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرَت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً»، قال الرئيس سلام ردّاً على سؤال حول الكلام عن حصول تسوية في طرابلس: «هناك كلام كثير يدور حول هذه المواجهة، وربّما هناك كثير من الإجراءات والترتيبات التي تتخلّل دائماً المواجهات العسكرية والأمنية وتواكبها، وما يهمّنا هو أن يستتبّ الأمن وتستقرّ البلاد، وأن نكون كلبنانيين موحّدين وكلّ الباقي تفاصيل».

وأكّد سلام «عدم الرضوخ أو الرجوع إلى الوراء، وهناك تصميم على فرض الأمن على الجميع». مصدر عسكري رفيع وأعلن مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ طرابلس باتت للمرّة الأولى خالية كلّياً من المسلّحين، خلافاً للمعارك السابقة والخطط الأمنية التي كانت تنتهي بفرار المسلّحين أو عودتهم الى ممارسة حياتهم الطبيعية في ظلّ جهوزية قتالية.

وأوضح أنّ الجيش أوقف نحو 164 مشبوهاً في معارك طرابلس وبحنين، والتحقيقات ستُبيّن مدى تورّط كلّ منهم. وأكّد أنّ الجيش خاض في طرابلس أصعبَ المعارك وأكثرها تعقيداً، نظراً لكونها دارت داخل أحياء مكتظّة سكنياً وفي مدينة مليئة بالمعالم الأثرية، في وقتٍ اتّخذ المسلّحون من المدنيين دروعاً بشرية.

وإذ عبّر المصدر عن ارتياحه للوضع الأمني بعد حسم الجيش المعارك في المدينة، جزمَ بأنّ المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور وخالد حبلص باتوا خارجها، بعدما أجلى الجيش ساحات المعركة من المدنيين الذين تحصّن هؤلاء بهم فخسروا ورقة الضغط على الجيش، عندها تواروا خارج المدينة مستغلّين الطبيعة السكنية لساحة المعركة، مؤكّداً أنّ الجيش ماضٍ في ملاحقتهم.

إعترافات ميقاتي

وفيما وزّعت مديرية التوجيه في الجيش خلاصة اعترافات الموقوف أحمد ميقاتي، كشفَ المصدر أنّ المخطط كان يقضي بتحريك الخلايا النائمة في قرى عكّار والمنية وفي طرابلس بالإتفاق مع مولوي ومنصور، ضدّ مراكز الجيش، بهدف إخلائها وانتزاع هذه القرى من سلطة الدولة، فضلاً عن تنفيذ اعتداءات متزامنة في أماكن أخرى خارج الشمال. كذلك يقضي المخطط بتفجير سيارات مفخخة تقودها نساء مؤتَمِرة بـ»داعش».

وقد ضبط الجيش لدى توقيفه ميقاتي في الضنية 50 عبوةً ناسفة تزن كلّ واحدة منها 10 كيلوغرامات، فضلاً عن معمل لتصنيع المتفجّرات، ومعدّات وأسلحة أخرى تخدم هذا المخطط.

نساء مجنّدات للتفجير

كذلك، كشفَ المصدر العسكري أنّ معلومات وردت الى قيادة الجيش تفيد عن تحرّك عدد من السيارات المفخّخة المعدّة للتفجير، وقد عمّمت أوصافها على كلّ المراكز الأمنية، وهي موضع مراقبة.

وأكّد أنّ الجيش ألقى القبض على خديجة حميد، وهي إحدى النساء اللواتي جُنّدن لقيادة سيارة مفخخة والدخول الى مجالس عاشورائية بهدف تفجيرها.
وكانت مديرية التوجيه أشارت الى أنّ ميقاتي اعترف بأنه كان يسعى الى احتلال قرى: بخعون – عاصون – سير الضنية – بقاعصفرين، كونها غير ممسوكة أمنياً بما فيه الكفاية، تمهيداً لإعلانها منطقة آمنة ورفع رايات «داعش» فوقها ومبايعة «أبو بكر البغدادي»، ما سيجعلها ملاذاً آمناً للمقاتلين والثائرين على الظلم، وللعسكريين الذين سينشقّون من الجيش.

وأفاد ميقاتي أنّ هذه الخطوة كانت ستترافق مع أعمال أمنية في مدينة طرابلس ومحيطها ما سيسهّل تنفيذها. وعليه ستكون هذه المرحلة الأولى من المخطط الأكبر القاضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني.

ولفتت إلى أنّه وفق الاعترافات فإنّ مولوي وأسامة منصور يعلمان بذلك المخطط الذي كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد حوالي الشهر من تاريخه. كذلك اعترف ميقاتي بخبرته الواسعة في مجال تصنيع المتفجّرات وأنّه كان سيعمد الى تصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في مخططاته، وقد قام بتجربة إحدى عبواته منذ حوالي السنة في منطقة زغرتا.

إجتماع أمني ـ وزاري

وكان سلام جمعَ قبل سفره إلى برلين، الوزراء المعنيين بالملف الأمني وقادة الأجهزة الأمنية، للبحث في ما جرى وما يمكن القيام به في مواجهة ما تعرّضت له وحدات الجيش في طرابلس وعكار، والخطط الموضوعة لضبط الوضع الأمني في المدينة، وإنهاء الوضع الشاذ في بعض أحيائها وصولاً إلى مناطق عكّار.

وخلال الاجتماع، عرضَ قائد الجيش العماد جان قهوجي والقادة العسكريون والأمنيون لآخر تطوّرات الأوضاع الأمنية في طرابلس وعمليات التصدّي للإرهابيين. كذلك نوقِشت الخطط العسكرية الموضوعة واتّخِذت في شأنها القرارات المناسبة.

وقال أحد الذين شاركوا في اللقاء إنّ العماد قهوجي وضعَ المجتمعين في سلسلة الأحداث منذ انطلاقها في طرابلس، والظروف التي رافقت تمدّدَها من المدينة الى منطقة بحنين وساحل عكار والقرى المجاورة لها وصولاً إلى بعض المناطق في سهلِها.

وتحدّث قهوجي عن حجم تعاون الأهالي الذي مدّوا الجيش بمعلومات دقيقة حول تحرّكات مشبوهة في عدد من المناطق اللبنانية، الأمر الذي ساهمَ في تدخّل وحدات الجيش في الوقت المناسب من أجل تعطيل محاولة خطف العسكريين الخمسة على إحدى الطرُق الرئيسة شمال المدينة، وفي مناطق أخرى من الشمال، وصولاً إلى زغرتا والضنية التي شهدت محاولات للإخلال بالأمن.

هيل

وفي المواقف، أسفَت الخارجية الأميركية «لفقدان الجنود والضبّاط الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان»، وقال السفير دايفيد هيل بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لدى الجيش والمؤسسات الأمنية للدولة فقط الدورُ الشرعي للدفاع عن لبنان، وذلك بتوجيه من الحكومة».

مؤيّدو التمديد

نيابياً، كشفت مراجع سياسية وحزبية واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ المساعي مستمرّة لتوسيع قاعدة مؤيدي التمديد لئلّا يأتي من جانب واحد ويفتقد الدعم المسيحي، وتحديداً الكتل المارونية الكبرى، في ضوء المواقف المعلنة لـ«التيار الوطني الحر» وحزبي الكتائب و«القوات اللبنانية».

ورصدَت المصادر حركة لقاءات بعيداً من الأضواء الإعلامية تسعى الى توحيد المواقف، خصوصاً على مستوى قوى 14 آذار، مشيرةً الى انّ وجود مساع تُبذل لعقد لقاء موسّع على مستوى القادة الأساسيين للبحث في هذا الموضوع.
 
نصرالله: السعودية تتحمل المسؤولية الأكبر في محاربة فكر داعش
أ. ف. ب.
بيروت: اعتبر الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الاثنين ان السعودية تتحمل المسؤولية الاكبر في محاربة فكر تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، مشيرا الى ان التحالف العسكري لا يكفي للقضاء على هذا التنظيم الجهادي.
وقال نصرالله في خطاب نقلته قناة "المنار"، التابعة للحزب، ان "الذي يتحمل المسؤولية الاولى اليوم في العالم الاسلامي لوضع حد لانتشار هذا الفكر هو المملكة العربية السعودية". اضاف "لا يكفي ان يؤسسوا تحالفًا دوليًا، لتاتي جيوش العالم لتقاتل داعش. في البداية، وهذا خطاب للكل، اغلقوا المدارس التي تخرج اتباع هذا الفكر الداعشي، واوقفوا وأغلقوا أبواب التكفير والحكم على الناس لانهم مشركون لأدنى الاسباب".
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف، المعروف باسم "داعش"، على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وقد اعلن قيام "الخلافة" الاسلامية، ونصب زعيمه ابو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين.
ويتبنى هذا التنظيم فكرا اسلاميا متطرفا، ويطبق احكامه بشكل متشدد، حيث لا يتوانى عن قطع رؤوس من يصنفهم اعداء، وحتى عن رجم نساء ورجال حتى الموت في حالات الكفر او الاختلاط او الاشتباه بالزنا.
ويشن تحالف دولي عربي تقوده الولايات المتحدة منذ اسابيع ضربات جوية تستهدف مواقع للتنظيم في سوريا والعراق، وهي ضربات يرفضها حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعدما راى انها تخدم "المصالح الاميركية". وتشارك السعودية، التي تصنف تنظيم الدولة الاسلامية على انه تنظيم ارهابي، في هذا التحالف الى جانب تسع دول عربية اخرى.
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,899,134

عدد الزوار: 7,649,935

المتواجدون الآن: 0