أخبار وتقارير...«الاشتباك» الأميركي - التركي في كوباني ... إلى أين؟...الدور الإقليمي ورسالة مصر...النموذج اللبناني هو الحل...الشاورما في فرنسا مؤشر لانتشار "الأسلمة"؟...عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا

أردوغان يدشّن قصره... على حديقة أتاتورك....حكم بإعدام زعيم أبرز حزب إسلامي في بنغلادش....موسكو وكييف تعاودان مفاوضات الغاز والأمل ضعيف في التوصل إلى اتفاق....قطر وبريطانيا تتفقان على تبادل المعلومات حول «مجموعات تثير قلقا»

تاريخ الإضافة الجمعة 31 تشرين الأول 2014 - 6:53 ص    عدد الزيارات 2442    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

أردوغان يدشّن قصره... على حديقة أتاتورك
الحياة...أنقرة – يوسف الشريف
لم يهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقصره الجديد الذي طالما منّى النفس بالانتقال إليه، منذ أمر بتشييده قبل 5 سنوات، وكان آنذاك مشروعاً لإقامة رئيس الوزراء ومكتباً له، لعل أردوغان كان يحلم منذ ذلك الوقت بأن يكون رئيساً للجمهورية.
لكن بعدما تحقّق الحلم، بات من الأَولى أن يتحقق مشروع القصر الأبيض، من مخطط هندسي على ورق، إلى مبنى شُيِّد تبعاً لأعلى معايير الفخامة والرفاهية والأمان، ما يليق بإقامة الرئيس.
وبعد إعلان كل أحزاب المعارضة مقاطعتها الاحتفال بعيد الجمهورية الذي كان سيفتتح خلاله أردوغان قصره الجديد، ألغي الاحتفال لتجنّب أزمة سياسية، بحجة التعاطف مع 18 عاملاً محاصرين في منجم جنوب تركيا.
القصر الذي يعتبره أردوغان مكافأة على مسيرته السياسية، ويسمّيه كثيرون «قصر الأحلام» أو «البيت الأبيض»، أثار زوبعة جدل بسبب موقع إنشائه ومدى رفاهيته. وأردوغان الذي رفض منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في حزيران (يونيو) الماضي، لأسباب لا يعرفها أحد سواه، أن يقيم في قصر شانكايا الذي كان سكناً لجميع رؤساء تركيا، أمر بتشييد القصر في أرض على مشارف أنقرة، هي حديقة خاصة لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، تركها وقفاً لتكون متنزهاً لأهل العاصمة.
وإضافة إلى ما يحمله اختيار الموقع من مغزى، إذ ترى فيه المعارضة طمساً للإرث الأتاتوركي، ظهرت مشكلة قانونية، باعتبار الأرض وقفاً يُمنع البناء عليه. وعلى رغم أن ثمة قضية مرفوعة ضد المبنى، وقراراً من محكمة بوقف البناء إلى حين النظر في القضية، يقيم أردوغان الآن في هذا القصر الذي يُطلّ على غابة أتاتورك الضخمة. لذلك رفضت أحزاب المعارضة دخول المبنى الذي اعتبرته «عشوائياً» خارجاً عن التنظيم العمراني، ومثالاً صارخاً على ازدراء الرئيس القضاء وأحكامه.
ويحيط غموض بالقصر الجديد، إذ يبرّر مقرّبون من أردوغان عزوفه عن الإقامة في قصر شانكايا، بشكوك تراوده في وجود أجهزة تجسس وتنصت مزروعة في كل زاوية فيه. وكان الأمن أهم ما شغل أردوغان في قصره الجديد، إذ لم يُتَحْ لأحد إلى الآن التجوّل في أرجائه كاملة، كما أن غرف الاجتماعات فيه بلا مقابس كهرباء أو خطوط هاتف، منعاً لأي خرق إلكتروني.
القصر الذي كبّد موازنة الدولة نحو 450 مليون دولار، تثير مساحته حفيظة كثيرين، إذ تتحدث وسائل إعلام عما يراوح بين 150 و300 ألف متر مربع، تضمّ ملحقات بينها مسجد وعمارات سكنية.
وأوردت وسائل الإعلام أن مساحة قصر أردوغان أضخم من قصر الإليزيه في فرنسا وباكنغهام في بريطانيا والبيت الأبيض في الولايات المتحدة، وحتى الكرملين مع الساحة الحمراء في روسيا، وحاضرة الفاتيكان بكاملها، بل إنه أكبر بمرات من قصر دولمه باهشة في إسطنبول.
وبدل تذكّر أتاتورك وظروف إعلان الجمهورية في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1923، انشغل كثيرون بالحديث عن القصر الجديد. وبعد إلغاء الاحتفالات بعيد الجمهورية، بسبب العمال المحاصرين في المنجم، لم ينزل كثيرون إلى الشارع للاحتفال كما في كل سنة، لكن أهالي مدينة ماردين جنوب تركيا استيقظوا على أصوات احتفالات عمّت شوارع المدينة، اعتقد بعضهم أنها لمناسبة عيد الجمهورية، لكن من خرج منهم فوجئ بأن الاحتفال كان لاستقبال قوات «البيشمركة» الكردية الآتية من شمال العراق، لكي تساند بني جلدتها في عين العرب (كوباني) السورية، مستخدمة تركيا جسراً برياً.
 
حكم بإعدام زعيم أبرز حزب إسلامي في بنغلادش
دكا – رويترز، أ ف ب -
أصدرت محكمة جرائم الحرب في بنغلادش أمس، حكماً بإعدام مطيع الرحمن نظامي، زعيم ابرز حزب اسلامي، لادانته بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع من اجل الاستقلال عام 1971.
واعتبرت المحكمة التي انشأتها الحكومة عام 2010، ان نظامي (71 سنة) اضطلع بدور اساسي في اطار ميليشيا «البدر» الاسلامية التي قاتلت الى جانب الجيش الباكستاني، ودانته بتنسيق مجازر استهدفت اساتذة وكتاباً وأطباء، والتورط بجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك قتل وإبادة جماعية وتعذيب واغتصاب ونهب. وأمر أبرز القضاة عناية الرحيم بـ «إعدام نظامي شنقاً».
واعتبر المدعي العام حيدر علي الحكم «تاريخياً»، مشيراً الى أن الميليشيا التي قادها نظامي وسعت الى منع استقلال بنغلادش عن باكستان، «شاركت في كثير من الجرائم الشنيعة».
لكن اسلام تاج الاسلام، محامي نظامي، أعلن انه سيستأنف الحكم، معتبراً ان محاكمته تنــدرج في اطـــار ملاحقة الحـــكومة لمعارضيها. وأضاف: «إنه حكم غير مقبول. المحكمة تذهب ابعد من القانون وليـــس هناك أي دليل بأن أي شخص رآه يقتل».
وعلى رغم تدابير امنية اتخذتها السلطات، اذ تخوّفت من تكرار عنف وقع عام 2013، موقعاً اكثر من 500 قتيل، بعد أحكام بإعدام قادة في الجماعة، دينوا بارتكاب جرائم عام 1971، شهدت بنغلادش بعد صدور الحكم صدامات في مدنٍ، أطلقت خلالها الشرطة رصاصاً مطاطياً وغازاً مسيلاً للدموع، لتفريق المحتجين.
 
«الاشتباك» الأميركي - التركي في كوباني ... إلى أين؟
الحياة...خورشيد دلي .. * كاتب سوري
ليست معركة كوباني (عين العرب) مجرد معركة على رقعة جغرافية بين «داعش» والمقاتلين الكرد بقدر ما هي معركة مشاريع سياسية تتعلق بترتيب المشهد السوري والمنطقة بشكل عام.
بالنسبة إلى الكرد هي معركة وجود وحقوق وهوية، فيما هي لـ «داعش» معركة توسيع حدود «الدولة الإسلامية» وامتلاك مزيد من عناصر القوة في ظل حرب التحالف الدولي ضده. لذلك يستميت كل طرف من أجل الانتصار في هذه المعركة الاستراتيجية التي ستكون لها تداعيات على مشاريع الطرفين مستقبلاً.
لكن أبعد من ثنائية الكرد و «داعش»، تحولت معركة كوباني إلى ساحة اشتباك أميركية– تركية على شكل حرب باردة بين الجانبين على خلفية اختلاف الأولويات والأجندة إزاء الحرب ضد «داعش» والأزمة السورية والوضع في العراق.
منذ الإعلان عن إقامة التحالف الدولي ضد «داعش» في مؤتمر جدة، الذي رفض الجانب التركي توقيع بيانه الختامي، وضعت أنقرة مجموعة من الشروط التي تعبر عن أجندتها الخاصة للمشاركة في التحالف الدولي، ومنذ ذلك الوقت دخلت واشنطنوأنقرة في ما يشبه «حرب أولويات» ومحاولة تسجيل نقاط سياسية ودبلوماسية وعسكرية على أرض معركة كوباني، إلى أن خرجت هذه «الحرب» إلى العلن عبر تصريحات ومواقف وخطوات.
فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزم بأنه لن يسمح بإدخال أسلحة إلى كوباني لدعم المقاتلين الكرد، وفي اليوم التالي استفاق العالم على قيام طائرات أميركية بإمداد هؤلاء المقاتلين بأسلحة وذخائر مصدرها إقليم كردستان. وسارع أردوغان إلى وصف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري بزعامة صالح مسلم بالإرهابي كونه على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، وفي اليوم التالي، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هاف وجود ما يثبت أن هذا الحزب إرهابي، بل أشادت بدوره في محاربة الإرهاب، وقبل ذلك التقى السفير الأميركي المكلف الملف السوري دانيال روبنشتاين بصالح مسلم في باريس في لقاء كان الأول من نوعه بين الجانبين.
وأعلن أردوغان، الذي وجد أن استراتيجيته الرافضة دعم كوباني في مواجهة «داعش» تتآكل، ومنع دخول الآلاف من كرد تركيا إلى المدينة للدفاع عنها، بشكل مفاجئ السماح بمرور مئات البيشمركة الكردية عبر الأراضي التركية من إقليم كردستان العراق إلى كوباني، بل أعلن أن معركة كوباني هي معركة استراتيجية لتركيا، وذلك في رد متأخر على قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن معركة كوباني ليست استراتيجية.
تعكس حالة الشد والجذب هذه بين أنقرة وواشنطن إلى حد كبير فشل المفاوضات بين الجانبين بشأن كيفية محاربة «داعش» ورفض أنقرة المشاركة في التحالف الدولي إلا بعد استجابة شروطها، وهي شروط باتت معروفة للجميع، فأنقرة لن تدعم سياسة أميركية تقضي على «داعش» من دون استهداف النظام السوري وتحد من مخاوفها اتجاه الصعود الكردي، فيما تقول واشنطن بطريقتها الخاصة إن كل شيء ينبغي أن يكون وفقاً للحسابات الأميركية وبالتوقيت الأميركي، وهي حسابات ترى أنقرة أن هدفها هو قطع الطريق أمام إقامة منطقة عازلة في شمال شرق سورية، تلك المنطقة التي تراهن عليها أنقرة كي تكون منطلقاً للتصعيد ضد النظام السوري وصولاً إلى إسقاطه.
بين تعارض الحسابات الأميركية والتركية، تزداد الضغوط على الحكومة التركية في كل الاتجاهات، فعلى المستويين الإقليمي والدولي، ثمة تحذيرات روسية وإيرانية وصلت إلى حد تهديدها إذا ما قامت بخطوة على الأرض. وعلى المستوى السياسي أدى الانفتاح الأميركي على كرد سورية إلى مزيد من الدعم الغربي لهم والدعوة إلى تسليحهم، وسط اقتناع غربي بأن الكرد سواء في سورية أو العراق يشكلون حليفاً مجرباً وموثوقاً به لمحاربة «داعش
وفي الداخل التركي تكاد التظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات التي اندلعت في العديد من المدن الكردية والتركية احتجاجاً على الموقف التركي من معركة كوباني، وضعت نهاية لعملية السلام بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية لولا تدخل عبد الله أوجلان ونداءاته المتتالية لعدم الانجرار إلى العنف، وقد أظهرت هذه النداءات القيمة الحقيقية لأوجلان لجهة الحفاظ على الاستقرار في تركيا، وهذه قضية حساسة، لأنها تعني الاقتصاد التركي الذي يكاد يكون المنجَز الوحيد الباقي لحزب العدالة والتنمية في خوض معركة الانتخابات البرلمانية منتصف العام المقبل، وهي انتخابات يأمل أردوغان منها الانطلاق فعلياً في الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي.
وإذا وصلت قوات البيشمركة من إقليم كردستان إلى كوباني، يكون ذلك بمثابة شرعية سياسية وقومية للحركات والأحزاب الكردية أينما كانت.
يبقى السؤال عن مغزى سماح أنقرة للبيشمركة بدخول كوباني وبأسلحة ثقيلة فيما منعت كرد تركيا من ذلك، فهل هي محاولة لفرض مشروعها الكردي في كوباني؟ أم محاولة لزرع الفتنة بين البيشمركة ووحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في ظل الخلافات الكبيرة بين الجانبين؟ إذا كانت الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب من الكرد الدقة والحذر والانتباه، فالثابت أن حدود معركة كوباني لا تتوقف هنا، لأن السجال الأميركي – التركي سيستمر على شكل تضارب الأولويات في الحرب ضد «داعش» وكيفية وضع نهاية للأزمة السورية، من دون أن يعني ما سبق أن الطرفين سيوقفان العمل المشترك.
 
الدور الإقليمي ورسالة مصر
الحياة...صلاح سالم ... * كاتب مصري
يجري الحديث الآن عن تصاعد الدور الإقليمي المصري، وعودة الريادة المصرية وذلك في إطار خطاب وطني شوفيني مبتذل يرى العالم كله متآمراً ضد تلك العودة، التي يبررها ذلك الخطاب بملابسات عادية ويستشهد عليها بوقائع ديبلوماسية لا ترقى أبداً إلى تكريسها، من قبيل خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة، وهو حدث ديبلوماسي في النهاية رغم الظروف المحيطة به. أو من قبيل انعقاد قمة إعمار غزة في القاهرة، وكأنها المرة الأولى التي تستضيف فيها مصر مثل تلك المناسبات، التي تكررت كثيراً حتى في أواخر العهد السابق لـ 25 يناير، ما يعني أننا أمام خطاب مبتذل عن الوطنية المصرية، ورؤية قاصرة لمفهوم الدور الإقليمي.
ذلك أن الأدوار الإقليمية، كالعالمية، تنشأ عن عملية جدلية بين التاريخ الثقافي والجغرافيا السياسية، وهي عملية معقدة طالما أعادت توزيع الأدوار وإنتاج المكانة بين الدول في كل مرحلة تاريخية تبعاً لقدراتها على إدارة عناصر مواردها الشاملة، وعلى التكيف مع التغير في الأوزان النسبية التي تعطيها البيئة التاريخية المتجددة لهذه العناصر نفسها في كل عصر من العصور، وهي تغيرات كبيرة ترتبط بتحولات المعرفة العلمية، وتطورات القيم السياسية، وتبدلات الرؤى الثقافية، إذ لم تعد الكثافة السكانية الكبيرة وحدها أمراً حاسماً في صوغ الأدوار الكبرى، أو خوض الحروب الناجحة، أو تبوؤ المكانة الاستراتيجية المتقدمة.
وقد لعبت مصر في الحقبة الحديثة الممتدة عبر مئتي عام تقريباً تلت حكم محمد علي، دوراً في محيطها الإقليمي استناداً إلى موقعها المركزي وكتلتها الحيوية الكبيرة نسبياً، وأيضاً سبقها الاقتصادي داخل الإقليم على أرضية الثورة الزراعية، وكذلك ريادتها الثقافية سواء الموروثة تاريخياً عن احتضانها للأزهر قلعة الاعتدال السُني، أو المكتسبة بفعل سبقها إلى الحداثة الفكرية، وتجسيدها لدور الجسر الذي عبرت عليه إلى جل المجتمعات العربية.
اتخذ هذا الدور أشكالاً عدة في مراحل تاريخية متباينة، فالتبس بالتمدد الجغرافي - العسكري في الحقبة العلوية خصوصاً في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية. ثم ارتكز إلى الانتشار الثقافي - السياسي في الحقبة الناصرية التي شهدت قيادة مصر لحقبة التحرر القومي. غير أن هذا الدور أخذ في التآكل تدريجاً منذ نهاية السبعينات بفعل ذبول حقبة المد القومي العربي، وبداية الاستقطابات السياسية العربية التي أعقبت حرب 1973، وتوقيع معاهدة السلام. وربما كانت المرة الأخيرة التي تبدّى فيها هذا الدور واضحاً كانت إبان حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت من القبضة العراقية بداية التسعينات، حين شاركت بفعالية كبيرة ضمن التحالف الدولي/ الأميركي بقوات برية بلغ عددها 35 ألف جندي، تأكيداً لسياستها الرافضة لانتهاك السيادة الوطنية لأي من الدول العربية.
غير أن العقد الأخير من حكم الرئيس حسني مبارك، شهد هبوطاً حاداً في منسوب الدور الإقليمي لدوافع عدة منها شخصية الرئيس نفسه، ومنها عمره ودخوله معاناة الشيخوخة والمرض اللذين قللا قدرته على الإدراك والحركة، ودفعاه إلى الانطواء على الذات، وإدارة البلاد بمنطق العامل الأجير، يوماً بيوم، مما لا يمكن معه التفكير في دور فعال أو وضع تصورات استراتيجية بعيدة. ومنها أيضاً نمو الدور السياسي للابن (جمال) واحتلاله موقعه الحزبي المتقدم منذ عام 2004. واضطرار الأب لدفع رشاوى كبرى للعالم الخارجي، لضمان استمرار شرعية النظام وتمرير واقعة التوريث حين يأتي موعدها، ظناً منه أن الرضا الأميركي قادر على تقديم ضمانات لذلك التحول أو على الأقل غطاء له.
ومع التحولات التي عصفت بالمنطقة بدءاً من الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003، وصلت مصر إلى أدنى درجات التأثير الإقليمي، وباتت محاصرة بالقوة الأميركية، خائفة من شيء ما، وتم اختصار فعاليتها في رعاية ملف العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وضبط العلاقة بين حركتي «فتح»، و «حماس». ومع اندلاع الحربين الإسرائيليتين ضد اللبنانيين والفلسطينيين عامي 2006 و2008، بدت مصر فاقدة الشعور بالسيطرة على مصيرها، عاجزة تماماً أمام العدوانية الإسرائيلية، إلى درجة فسرها بعضهم بالتواطؤ، على نحو جرح كبرياء الجماعة المصرية التي كانت امتلكت منذ وقت طويل إحساساً عميقاً بالمسؤولية القومية، وحساسية شديدة تجاه العدوانية الإسرائيلية، وهنا لم يعد لدى المصريين ما يبكون عليه، ولم يبق أمامهم سوى الطوفان، وهو ما كان.
ومن التمدد الجغرافي - العسكري العلوي، إلى الانتشار السياسي - الثقافي الناصري، إلى السلبية الشاملة في ربع القرن الأخير، تتأكد حقيقة أن المكانة ليست هبة إلهية لها طابع الأبدية والدوام، كما أن الأدوار ليست منحاً تعطى لأحد أو تؤخذ منه، بل إن كليهما ثمرة طبيعية لشخصية المكان، وفاعلية البشر في الزمان، وقد يأتي وقت يفقد فيه البشر قدرتهم على استقصاء روح أرضهم لعارض يصيبهم، غير أن هذا لا ينال من حجم المكان ولا من شخصيته، كما لا ينال من قدرة البشر على مراجعة أنفسهم بغية تعديل المسار واستعادة السيطرة على الموقع والمصير.
ومن ثم تأتي أهمية حدث 25 يناير، فرغم كل الارتباكات والانقسامات التي تلته، فإن أحد الأهداف القليلة التي تلقى إجماعاً بين المصريين يتمثل في استعادة المجال الحيوي المفقود للحركة والتأثير، وهي مهمة تبلغ من الأهمية حداً لم تعد معه مجرد اختيار. غير أن انجازها يحتاج إلى ما هو أكثر من عقد اجتماع مهما كان خطيراً، أو إلقاء خطاب مهما كان شجاعاً، إذ يتطلب بذل جهود كبرى، والسير في مسالك وعرة، والتحلي بروح كفاحية قادرة على نقل الوطن من حال إلى حال، ومن موقف تاريخي يتسم بالركود إلى آخر مفعم بالفعالية، وعندها فقط يمكن الحديث عن عودة الدور الإقليمي. وتحديداً تحتاج إلى تنمية عناصر قوتها الشاملة، وتحقيق التناسق في ما بين المكونين القاعديين: الاقتصادي حيث إعادة بناء الذات وتشغيل الكتلة البشرية، والإستراتيجي بمعنى أن إعادة استثمار القوة العسكرية الكبيرة وتوظيف الموقع المركزي المزين بقناة السويس، يمثلان أمراً حتمياً.
ورغم أن تنمية هذين المكونين وتنسيقهما يمكن أن يجعلا من مصر بلداً محورياً في العالم، يكاد يقارب في أهميته الإستراتيجية دولاً كبريطانيا وفرنسا، فإن الريادة الحقيقية لن تتحقق إلا بتحديد دقيق لمعالم رسالة حضارية يمكن مصر أن تقوم بها. وإذا كان سبق مصر إلى الحداثة، كونها الجسر الذي عبرت عليه القيم، والفنون، والفكر الحديث، إلى هذه الأمة، وفر أرضية جذابة لدورها القديم في المحيط العربي على مدى قرنين مضيا، فإن تلك الجاذبية تقادمت، وصارت في حاجة إلى تجديد عناصرها، فالقائد غالباً ما يحتاج إلى بلورة قيم أرقى، والتبشير بأفكار أحدث مما كان سائداً في أي مراحل سابقة. ومن ثم يتعين على مصر الإمساك بالقيم الأكثر حداثة، وحفزاً لحركة العصر على منوال «الديموقراطية» ومتواليتها من قبيل الدولة الوطنية، والعلمانية، والنزعة الفردية، وهي القيم التي يتوجب على مصر أن تنميها داخل حدودها، صانعة نموذجها الذي يمكن تقديمه إلى المحيط العربي، وإلى العالم من حولها، طلباً للمكانة الحقيقية والدور الفعال، أما قبل ذلك فلن يعدو حديث الريادة أن يكون مجرد شوفينية وطنية ونرجسية ثورية.
 
النموذج اللبناني هو الحل...
النهار...لوران عون... محام، رئيس اللجنة الاقتصادية في الرابطة المارونية
يسود العالم متغيرات جيوسياسية بدأت في الدول العربية وأخذت تظهر ملامحها في الدول الغربية والعالم في زمن كثر فيه الاختلاط بين اديان متعددة في كل البلدان. يُطرح حالياً في المجتمعات الشرقية والغربية كيف يمكن مواطنين من طوائف او معتقدات او ثقافات مختلفة ان يتعايشوا في مجتمع واحد.
لقد كان لبنان البلد الوحيد في العالم حيث يتعايش العديد من العائلات الروحية في ظل نظام يحترم هذا التنوع، اذ تمكن اللبنانيون من ابتكار آلية حكم ديموقراطي تتمثل فيه كل الطوائف والمذاهب بموجب نصوص قانونية، متمايزاً في ذلك عن محيطيه الشرقي حيث تكافح الاقليات للحصول على حقوقها ومختلفاً ايضاً عن الدول الغربية، التي، وبالرغم من نظامها الديموقراطي، فإن الاقليات المسلمة فيها لا تحظى بتمثيل سياسي ترضى عنه نظراً الى اعتماد النظام الانتخابي الاكثري.
في عالم متسارع نحو الاختلاط الطائفي والثقافي يبقى السؤال الاكثر الحاحاً كيف يمكن العيش بسلام واحترام بوجود التعددية الدينية او الثقافية في البلدان؟ وكيف يمكن تحويل هذه التعددية الى مصدر غنى بدل ان تكون مصدر صدام وحروب؟
1 - صعود ديموغرافيا الاسلام وتباطئ ديموغرافيا المسيحيين: ان الارقام والامثلة الآتي ذكرها تؤكد ان العالم يتجه وبسرعة نحو المزيد من الاختلاط بين مختلف شعوب الارض وبشكل خاص بين المسيحيين والمسلمين. لقد كان عدد المسلمين في العالم لا يتعدى 120 مليون نسمة منذ مئة سنة اما اليوم فيبلغ 1,6 مليار نسمة اي ما يوازي 22% من سكان العالم، فعلى سبيل المثال، كان عدد الاتراك 14 مليونا سنة 1930 واصبح اليوم اكثر من 77 مليون نسمة. اما المجتمعات الغربية فهي تلحظ انهياراً كبيراً في الديموغرافيا ويعود السبب بشكل رئيسي الى التخلي اكثر وأكثر عن تعاليم الدين المسيحي ايماناً وممارسة وتزايد العزوف عن الزواج واضمحلال فكرة تأسيس العائلة وقد نتج عن ذلك الحاجة الماسة لليد العاملة الاجنبية الموجودة بشكل رئيسي في شمال افريقيا وبلدان الشرق الاوسط.
2 - المسيحيون في المجتمعات الاسلامية: يتعرض المسيحيون في المجتمعات الاسلامية على يد بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة والتكفيرية للظلم والفظائع من قتل وتهجير مع العلم ان تعرض المسيحيين (وهم العريقون والاصلاء في هذه المنطقة) للتهميش والاقصاء موجود لدى العديد من هذه الدول منذ زمن بعيد. ففي العديد من الدول العربية على سبيل المثال، لا يتمكن المسيحيون من ممارسة الشعائر الدينية والتملك واكتساب الجنسية، وهي من ابسط حقوق الانسان.
من هنا وجب البحث عن الأنظمة السياسية العادلة الواجب اتباعها والتي تكفل حقوق كل مكونات المجتمعات حفاظاً على الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي.
يجدر بنا أن نذكر ان الوضع مختلف بالنسبة لقطاع الأعمال والتجارة حيث ان العديد من الدول العربية وخاصة دول الخليج ابقت قطاع الأعمال والتجارة متاحاً للجميع من مواطنين واجانب دون تمييز بين طائفة وأخرى.
3 - المسلمون في المجتمعات الغربية: يتمتع المسلمون في الدول الغربية بحقوق المواطنة المكفولة في شرعة حقوق الانسان الا ان حقوقهم السياسية مكفولة في الظاهر فقط بفعل الأنظمة الانتخابية المعتمدة على اساس النظام الاكثري الذي وان كان يصلح عندما كانت هذه البلدان ذات لون طائفي واحد الا انها عندما اصبحت غير متجانسة طائفيا، اصبح هذا النظام يساهم في شعور المسلمين بالانتقاص من حقوقهم السياسية.
هل يمكننا ان نتخيل للحظة مشاعر المسلمين في هولندا على سبيل المثال عندما تعلن نتائج تبين ان حزباً سياسياً يفوز بـ30% من اصوات الهولنديين فقط على اساس انه مناهض للمسلمين؟
4 - النموذج اللبناني هو الصالح لحل أزمات التعايش في البلدان الاخرى: ان الفكرة اللبنانية قامت اساساً على التعايش بين طوائف عدة، في كيان واحد. وقد تمكن اللبنانيون، بعد تجارب كثيرة، من ابتداع نظام سياسي ديموقراطي، يختلف عن الأنظمة السائدة في محيطه وايضا يتميز عن الأنظمة الديموقراطية الغربية اذ يسمح للمسيحيين والمسلمين ان يحكموا بعضهم بعضا وأن يتشاركوا في صنع القرار وفي آلية الحكم وفي تطبيق القوانين على الجميع. بسبب هذه الخصوصية اللبنانية ولمصلحة الاستقرار العالمي وليس فقط اللبناني، قال قداسة الحبر الأعظم ان "لبنان اكثر من بلد، انه رسالة".
رسالة ونموذج عالمي للتعايش بسلام بين المسيحيين اللبنانيين الذين يختلفون عن كل مسيحيي العالم والمسلمين اللبنانيين الذين يختلفون ايضا عن كل مسلمي العالم. فالدول المحيطة بلبنان والتي تستعر فيها الاضطرابات المدمرة لن تتمكن من العيش بسلام ما لم يشارك جميع فئات الشعب في ادارة شؤون المجتمع وذلك من خلال اعتماد النموذج اللبناني.
قد يقول البعض ان التجربة اللبنانية نجحت حتى سنة 1975 وسقطت بعد ذلك وهذا كلام يثير الالتباس. قد يكون النموذج اللبناني يمر بمراحل صعبة ولكنه لم يسقط ذلك ان الشوائب ليست بسبب تركيبته الدستورية المؤسسية بل بسبب عدم تمكن الطبقة السياسية من خلق مفهوم المواطنية الحديثة القائم على قبول الآخر باختلافه وتحقيق التناغم الاجتماعي القائم على الوحدة في التنوع. ذلك ان السلطة السياسية لم تتمكن بعد من الارتقاء بنظام الحكم ليتناغم وروحية الميثاق الوطني. هذا فضلا عن الفساد والمحسوبيات والمحاصصة.
واجب علينا جميعاً الحفاظ على النموذج اللبناني كنموذج للتعايش المسيحي الاسلامي الذي نفخر جميعاً به اذ لا يجوز أن نخسر نظامنا السياسي النموذجي في وقت تبحث دول أخرى عما هو شبيه له.
من هنا وجب توجيه النداء التالي للقيادات اللبنانية والمدنية:
- الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية يضرب "لبنان بلد الرسالة" في الصميم فهل يجوز وممثلو الدول على طاولة المفاوضات لرسم التصور الجديد للمنطقة، وما لنا من خشية من اعادة رسم الحدود، ان تبقى كرسي الرئيس اللبناني المسيحي فارغة بسبب خلافاتنا؟
- التعاون بين القيادات اللبنانية المعتدلة من مختلف الطوائف والتي تقبل بعضها البعض بما هي عليه، واجب وضروري لأن التحالف في ما بينها يقي لبنان آفات التطرف وشروره. اما بعض المحللين الدوليين الذين ينظّرون لصعوبة بل استحالة التعايش بين المسلمين وسائر الاديان والطوائف فنذكّرهم بـ"وثيقة المدينة" التي قامت الدولة الاسلامية الاولى في المدينة على اساسها والمعروفة بالسلطة النبوية في المدينة. فحوى وثيقة المدينة "ان المسيحيين واليهود يشكلون مع المسلمين امة واحدة" وهذا قمة الاعتراف بالحقوق المتساوية بين المواطنين وبحرية ممارسة الشعائر الدينية. والمسيحيون وقياداتهم الدينية ومنذ عام 1920 حين كانوا الاكثرية في لبنان عملوا على اشراك مختلف الطوائف في الحكم معهم.
- ان المسيحيين لا يشعرون بأن لبنان هو بلد الرسالة حالياً بسبب اختلال التوازن في الحكم والادارة وحتى لناحية تطبيق القوانين. ومن واجبات المسلمين ايضاً المساهمة والمساعدة في استنهاض الدور المسيحي في لبنان. فوطن الارز، وكما يقول الوزير ميشال اده، بغياب دور اي من عائلاته الروحية يمكن تسميته اي شيء الا لبنان.
لا يجوز على سبيل المثال استصدار مراسيم تجنيس غير متوازنة طائفياً واعتماد قوانين قديمة تجعل شبه مستحيل تسجيل وقوعات المغتربين، وعرقلة استصدار قوانين لتسهيل تسجيل وقوعاتهم كقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، والاستناد الى كل ذلك واعتبار المسيحيين اقلية في لبنان.
الأقلية التي يحكى عنها مزورة فالمسيحيون ما زالوا قوة فاعلية في لبنان والانتشار ومن واجبهم وحقهم ان يمارسوا دورهم السياسي مناصفة مع اخوتهم المسلمين كما نص عليه دستور الطائف الذي وجب التمسك به بشتى الوسائل.
ان ايجاد الحلول للاشكالات المذكورة اعلاه يساهم في تقوية روحية الميثاق والتمسك بالنموذج اللبناني الذي نطرحه حلا لمشاكل الآخرين والأحرى بنا ان نقوي دعائمه بالتلاحم بين قياداته المؤمنة بالعيش المشترك وبلبنان بلد الرسالة.
 
الشاورما في فرنسا مؤشر لانتشار "الأسلمة"؟
المصدر: رويترز
ترتبط الهوية الوطنية في فرنسا في شكل كبير بمطبخها المميز، ما دفع سياسيين من اليمين المتشدد لاعتبار الانتشار المتزايد لمطاعم الشاورما في البلاد دليلا على "الأسلمة" الثقافية.
وافتتحت أربعة مطاعم للشاورما الشهر الماضي في بلوا ليتجاوز عددها العشرة في البلدة الجميلة الواقعة بوادي نهر لوار والتي يتوافد عليها السياح لزيارة قلعتها. ويستخدم لفظ كباب ايضا في فرنسا ودول غربية أخرى للاشارة الى الشاورما.
ويجادل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد بأن "بلوا المركز التاريخي ودرة التاريخ الفرنسي تتحول إلى مدينة شرقية."
والرسالة الضمنية واضحة وهي أن مطاعم الشاورما المنتشرة في كل مكان والتي تحظى بشعبية بين الشبان ومحدودي الدخل مؤشر على أنه باتت لثقافة الشرق الأوسط جذور في فرنسا التي لا يرضى كل فرد فيها عن وجود خمسة ملايين مسلم على أراضيها.
ويقول تيبو لو بيليك مؤسس موقع (KebabFrites.com) الذي ينشر تقييما لمطاعم الشاورما في فرنسا ويعمل على الاشادة بجهد العاملين في هذا المجال إن "الشاورما تمثل انعكاسا بدرجة ما لجميع المشاكل المتعلقة بالهجرة والاندماج في فرنسا."
ويتحدث داميان شميتز الذي يدير مطعما للشاورما في باريس بصراحة أكبر قائلا إنه بانتقاد مطاعم الشاورما "يمكنك أن تسيء للمسلمين من دون أن تصرح بذلك".
وجلب المهاجرون الأتراك الشاورما إلى باريس في التسعينيات وسرعان ما لاقت قبولا بين المهاجرين القادمين من شمال أفريقيا.
وحاليا يباع 300 مليون شطيرة شاورما بسعر ستة اورو للواحد في نحو 10200 مطعم في فرنسا كل عام مما يضع القطاع الذي يبلغ حجمه نحو 1.5 مليار اورو (1.9 مليار دولار) وراء قطاع البرجر والبيتزا مباشرة وفقا لشركة جيرا كونسي المتخصصة في أبحاث السوق.
وباتت الشاورما في كل مكان في فرنسا.. في المدن والبلدات وتباع مجمدة في المتاجر وتقدمها المطاعم السريعة التي تخدم ركاب السيارات. حتى أن احد منتجات البطاطا (البطاطس) المقرمشة يقدم بطعم الشاورما ويروج له يوهان كاباي وهو لاعب ابيض البشرة في منتخب فرنسا لكرة القدم وفريق باريس سان جيرمان.
انتشار واسع
على الرغم من التزايد السريع في شعبية الشاورما إلا أنها تعاني من سمعة عالقة في الأذهان بوصفها وجبة سريعة مليئة بالدهون تقدمها مطاعم صغيرة مملوكة لمهاجرين مسلمين غير مندمجين في المجتمع. وتعززت تلك السمعة بفعل لقطات بكاميرات خفية بثتها برامج تلفزيونية وتظهر بعض الظروف غير الصحية لمطبخ اعدادها.
وفي ظل استخدام الطعام في الأغلب كرمز للهوية الفرنسية جعل حزب الجبهة الوطنية أحد مواضيع حملته الانتخابية معارضة الانتشار الواسع للحوم الحلال وهو ما يرى فيه تأثيرا للإسلام على التقاليد الفرنسية.
ولا يقتصر الأمر على اللحوم. فقد أحدث سياسي يميني ضجة عام 2012 بتكرار حكاية لا أساس لها عن خطف مسلمين صائمين في رمضان لكعكة شوكولاتة فرنسية من يد تلميذ.
وخلال حملة الانتخابات المحلية في آذار الماضي انتقد مرشحو الجبهة الوطنية في جميع أنحاء البلاد انتشار محلات الشاورما. والوضع على النقيض تماما في ألمانيا حيث تعتبر الشاورما رمزا إيجابيا لاندماج الأتراك في المجتمع الألماني.
وصورت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ثلاث مناسبات على الأقل وهي تقوم بتقطيع لحم الشاورما. وبعث زعيم المعارضة البريطاني إد ميليباند رسالة إشادة لموقع الانترنت (بريتش كباب) قال فيها إن العاملين في هذا القطاع يقومون "بعمل شاق ويتفانون ... لتقديم طعام عالي الجودة وبأسعار معقولة".
ولم يقم أي سياسي فرنسي بتصرف مماثل.
على طريق السوشي والبيتزا
وقال الهان أرسلان الذي أطلق في عام 2006 أول سلسلة لمطاعم الشاورما في فرنسا باسم (او كباب) والتي تضم حاليا 13 فرعا ولا تزال تتوسع "نحن لا نطالب أي شخص بأن يتغنى بالشاورما أو جعلها طبقا فرنسيا.. كما نعلم فذلك لن يحدث أبدا".
وأضاف أرسلان الذي كان والده يملك مطعما للشاورما في أزمير بتركيا "لكن الأمر يشبه وضع فرنسا اليوم مع المهاجرين إليها ... أنهم يجلبون الثراء لفرنسا ولكن فرنسا لا تقبل ذلك... الشيء نفسه مع الشاورما".
وتوجه بعض الاتهامات لمحلات الشاورما بأنها واجهة لغسل الأموال لكن العاملين في هذا القطاع يقولون إن مثل هذه الاتهامات مبالغ فيها إلى حد كبير.
لكن الاتهامات الأكثر ضررا للقطاع تتعلق بتفشي مخالفات السلامة الغذائية. لكن أحد مفتشي الصحة الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام قال إن هذه الهفوات لم تعد منتشرة في محلات الكباب أكثر من المطاعم الأخرى.
ولا يزال الكثير من الفرنسيين يثقون في بطونهم أكثر مما يثقون بالضجة المثارة حول الشاورما.
وفي بلوا أقرت أوزنور بوسكول وهي صاحبة مطعم للشاورما بأنه بالنسبة للبعض "فعندما تقول شاورما فإنك تعني العرب" لكنها قالت إن هذا الموقف بدأ يتغير وأشارت إلى أن زبائنها "جميعهم فرنسيون". وأضافت "عندما كنت صغيرة كانت الشاورما حقا للأجانب. الآن أراها متاحة للجميع. لقدت تطورت."
وقال شميتز الذي استقال من عمله كمستشار استراتيجي لفتح مطعم شاورما قرب محطة سان لازار في باريس إن الشاورما تسير على خطى أكلات مثل البرجر والبيتزا والسوشي التي كان ينظر لها في السابق على أنها دخيل أجنبي ولكنها الآن مقبولة تماما.
ويقول إن المشكلات المتعلقة بالصورة حاليا ستتلاشى مع الجيل القادم مشيرا إلى أن البيتزا جلبت عند وصولها لفرنسا في الستينات تهمة "صاحب المتجر الإيطالي القذر الذي لا يتكلم الفرنسية وتفوح منه رائحة العرق".
وأضاف شميتز الذي يستأجر طاهيا فرنسيا شهيرا لإعداد وجبة شاورما قليلة الدسم متبلة على مهل "لولا أني أرى هذا الأمر ممكنا في يوم من الأيام لما كنت فعلت ذلك."
 
عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا
النهار...معتصم حمادة
لا يبدو أن المستقبل المرئي يحمل للوجود الفلسطيني في سوريا حلاً لأزمته. ولا يستبعد كثيرون أن تتحول هذه الأزمة، الخاصة بمخيمات اللاجئين، جزءاً لا يتجزأ من الأزمة السورية نفسها، لا يمكن الوصول إلى حل لها إلا عبر البوابة السورية.
إن أزمة الوجود الفلسطيني في سوريا، تجاوزت في تداعياتها، مسألة التهجير الذي تعرض له الفلسطينيون من عدد من المخيمات في شمال البلاد (كحندارات) وجنوبها (كدرعا) وفي قلب العاصمة دمشق (كاليرموك وسبينه وغيرهما)، بل تعدت ذلك نحو المس بالنسيج الاجتماعي لهذا الوجود، وإعادة صوغه وفقاً لآليات ترسم نفسها بنفسها تحت تأثير حالة التشرد الذي بات يعيشه أكثر من 300 ألف لاجئ فلسطيني، اضطروا لمغادرة منازلهم، ومصادر رزقهم، والبحث عن ملاذ بديل.
ولم تقتصر الهجرة الفلسطينية من سوريا الى لبنان، بل بدأت تشق طريقها نحو البلاد الاسكندنافية، وألمانيا، بحثاً عن مأوى بديل، بعدما كانت سوريا هي المأوى الأفضل للاجئ الفلسطيني، بفضل ما كان يتمتع به من امتيازات ويتلقاه من خدمات، مقارنة بالحالة الفلسطينية في لبنان.
ويبدو أن موجة الهجرة الأولى إلى أوروبا، التي شقت طريقها عبر مواكب الموت، عام 2013، بدأت تستقر في أماكنها الجديدة، وتوفر عنصر استقطاب لموجات جديدة، مستفيدة من قوانين جمع الشمل التي تسمح لعائلات بأكملها أن ترحل عن سوريا، ولعل أكثر فئات حماسة للهجرة هي فئات النخبة من رجال أعمال وأطباء، ومهندسين، ومحامين، وكتاب، وصحفيين وغيرهم، ما يضعف النسيج الاجتماعي الفلسطيني في سوريا ويشوهه، ويعكس نفسه سلباً على حيويته السياسية والمجتمعية داخل المجتمع السوري، وفي العلاقة مع القضية الفلسطينية.
يعزز مثل هذا الواقع، فشل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها نحو الوجود الفلسطيني في سوريا، وفشل القيادات المحلية الفلسطينية في توفير حل لقضايا المخيمات، بمعزل عن قضايا المحيط، فاقتصر دورها على معالجة بعض القضايا الجزئية واليومية ذات الأثر المحدود.
وحدها وكالة الغوث، كما يبدو، وفرت القسم الأكبر من الإغاثة للاجئين الفلسطينيين النازحين عن منازلهم في المخيمات المهجرة، ضمن سقف مالي لم ينجح هو الآخر، في تأمين الاستقرار البديل للاجئين.
يمكن، كخلاصة، القول، إن الوجود الفلسطيني في سوريا، يعيش حالة تحول سياسي واجتماعي واقتصادي، ستكون لها آثارها الواضحة على الجسم الفلسطيني الذي يتعرض لتشوهات بنيوية غير بسيطة، لا يمكن سبر غورها ومعرفة مدى عمقها إلا في نهاية مرحلة نستطيع القول فيها إن حركة الهجرة إلى الخارج قد بدأت تخف وإن بعض عناصر الاستقرار قد بدأت تلوح في الأفق. ولعل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا سوف ينتظرون سنوات غير قليلة حتى يدخلوا في هذه المرحلة.
 
موسكو وكييف تعاودان مفاوضات الغاز والأمل ضعيف في التوصل إلى اتفاق
المصدر: (و ص ف)
عاودت امس اوكرانيا وروسيا في بروكسيل مفاوضاتهما في محاولة لتسوية خلافهما على اسعار الغاز في رعاية المفوضية الاوروبية التي أبدت حذرا شديدا حيال فرص التوصل الى اتفاق.
وصرح المفوض الاوربي لشؤون الطاقة غانتر اويتنغر اثر لقاء وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان ورئيس شركة "نفتوغاز" الاوكرانية وذلك قبيل لقاء الوزير الروسي الكسندر نوفاك ورئيس مجموعة "غازبروم": "آمل ان يكون اجتماعنا هذاهو الاخير". واوضح ان "هدفنا هو التوصل الى اتفاق موقت لتوفير كمية للشتاء، يقضي بان تضمن اوكرانيا امن مرور الغاز الروسي الذي يشتريه الاتحاد الاوروبي حتى نهاية شهر اذار 2015".
الا ان اويتنغر لاحظ انه ينبغي ازالة الكثير من العقبات وخصوصا ابقاء اوكرانيا فواتيرها غير المدفوعة والدفع المسبق لمشترياتها.
واوقفت المجموعة الروسية "غازبروم" في حزيران شحنات الغاز الى كييف التي ترفض زيادة السعر الذي قررته موسكو بعد وصول الموالين لاوروبا الى السلطة في اوكرانيا في شباط.
ولم يشأ اويتنغر كشف مضمون محادثاته مع الاوكرانيين، قائلا: "احتفظ بها لمحادثي الروس".
وقدر المفوض بـ50 في المئة فرص التوصل الى اتفاق، في مقابلة مع شبكة "زد دي اف" الالمانية العامة. وقال: "نحن في حاجة الى اتمام تزويد اوكرانيا للشتاء" بشراء الغاز من روسيا. ولهذا السبب، يتعين علينا اولا دفع الفواتير السابقة" مثل فاتورتي تشرين الثاني وكانون الاول من العام الماضي او فواتير نيسان وايار وحزيران 2014.
والمطلوب اجمالا 4,6 مليارات دولار، كما قال. لكن "اوكرانيا تواجه مشاكل ضخمة في الايفاء، وهي مفلسة عمليا"، ويا للاسف. واضاف: "لقد حصلت حتى الان على مساعدة بالمليارات" من صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي "ويتعين عليها استخدام جزء منها" لشراء الغاز. وفي الوقت عينه، يجب ان تتحمل كييف مسؤوليتها حيال نفقات اخرى مثل "اعادة شق الطرق" او "شراء اسلحة".
واتفقت كييف وموسكو على سعر موقت للغاز، لكن ايفاء ديون الغاز الاوكراني يبقى عالقا. ولاعادة تحريك الشحنات، تطالب روسيا بـ1,45 مليار دولار من المتاخرات، ثم 1,6 مليار دولار على اساس الدفع المسبق لشحنات تشرين الثاني وكانون الاول، لان الجانب الروسي يرفض ارسال اي شحنة قبل الدفع. وتدرس المفوضية الاوروبية طلب كييف الحصول على قرض اضافي بقيمة ملياري اورو.
 
قطر وبريطانيا تتفقان على تبادل المعلومات حول «مجموعات تثير قلقا» والشيخ تميم التقى الملكة إليزابيث وبحث استثمارات لبلاده في المملكة المتحدة بـ20 مليار جنيه إسترليني

جريدة الشرق الاوسط... لندن: مينا العريبي ...
شهدت العلاقات القطرية - البريطانية نقلة في مستوى التنسيق والتعاون بعد التوقيع أمس على اتفاق «شراكة» بين البلدين. وجاء ذلك أثناء زيارة رسمية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بريطانيا، استهلها بلقاء الملكة إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وأفاد مقر رئاسة الحكومة البريطانية «10 داوننغ ستريت»، بأن كاميرون والشيخ تميم «اتفقا على أن يقوما البلدان بالمزيد من تبادل المعلومات حول المجموعات التي تثير القلق»، ورفضت الناطقة باسم الحكومة البريطانية الإجابة عن أسئلة «الشرق الأوسط» حول هذه المجموعات. وأشار مكتب كاميرون إلى أن الزعيمين «بحثا دور البلدين في تحالف مواجهة (داعش)، وضرورة أن تعمل كل الدول على مكافحة التطرف وعدم دعم المنظمات الإرهابية». وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني بأن كاميرون رحب أثناء اللقاء «بالقوانين الأخيرة التي أقرتها قطر لمنع تمويل الإرهاب، وهو يتطلع إلى التطبيق السريع لهذه الإجراءات الجديدة».
واستضاف رئيس الوزراء البريطاني، الشيخ تميم في مقر رئاسة الوزراء (وسط لندن) لإجراء مشاورات، أعقبها بإقامة مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق. وأفاد مكتب كاميرون بأن «الزعيمين اتفقا على أن العلاقات الثنائية تنمو، وعلينا أن نعمق الروابط في مجالات واسعة، من الروابط الاقتصادية إلى التعاون الأمني». وعبر كاميرون عن «ترحيبه باستثمار قطر أكثر من 20 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا، وحث أمير قطر على النظر في المزيد من الفرص بالبلاد». وسعى كاميرون إلى إقناع الشيخ تميم بالاستثمار في مدن شمال بريطانيا، حيث إن غالبية الاستثمارات القطرية في العاصمة لندن. وتطرق اللقاء إلى استضافة قطر كأس العالم عام 2022، وعرض رئيس الوزراء البريطاني خبرات بلاده في هذا المجال.
وصرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»، بأن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وقع مع نظيره القطري خالد العطية اتفاق «شراكة» يعمق العلاقات بين البلدين على المستوى العسكري والاقتصادي والثقافي، بالإضافة إلى تطوير العلاقات على مستوى الطاقة.
ووقع الوزيران على مذكرة تفاهم لتأسيس منتدى وزاري للحوار بين دولة قطر والمملكة المتحدة باسم «شراكة»، ليصبح منبرا لحوار وزاري مرتين في السنة. وأوضحت الناطقة أنه من المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل على المستوى الوزاري خلال 6 أشهر، وأن يبحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وبشكل خاص قضايا الأمن والدفاع. كما ستعمل هذه الاتفاقية على وضع إطار لتطوير العلاقات الثنائية في مجالات ذات اهتمام مشترك، مثل الرعاية الصحية والتعليم.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,885,162

عدد الزوار: 7,649,034

المتواجدون الآن: 0