الجيش الأميركي يدرّب أبناء عشائر الأنبار....بغداد وواشنطن تواجهان صعوبة في فك الارتباط بين العشائر و«داعش» وسط استمرار حالة الشك في نيات الحكومة وقدرتها على حمايتها

السيستاني يوصي الجبوري بإقرار الموازنة....«إيران ـ داعش غيت» تطاول مسؤولين كباراً في كردستان وبغداد وأوباما: الأسد مستبعد ونشر قوات في العراق محتمل

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2014 - 7:35 ص    عدد الزيارات 2740    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الجيش الأميركي يدرّب أبناء عشائر الأنبار
بغداد - «الحياة»
أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمسي أن وحدة من قواته اتخذت قاعدة عين الأسد، في الأنبار، مقراً وبدأت تدريب الجيش العراقي، فيما أعلن أحد مساعديه أن الهدف هو بناء قوة من العشائر تكون أساساً لـ «الحرس الوطني» الذي تستعد الحكومة لتشكيله
إلى ذلك، حض المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، خلال لقائهما في النجف أمس، على الإصلاح السياسي. وأفاد مصدر في المرجعية بأن هذا اللقاء لا يعني ترك الباب مفتوحاً أمام السياسيين، فالسيستاني يحتفظ لنفسه بمقاطعتهم إذا لم يسيروا في طريق الإصلاح.
وعقد الجنرال ديمسي سلسلة لقاءات مع الزعماء الأكراد في أربيل، لمناقشة طريقة دعم قوات «البيشمركة» في محاربة «داعش»، بعد لقاءات أخرى في بغداد للغرض ذاته.
ونقل بيان لرئاسة إقليم كردستان عن ديمسي قوله إن «قوات التحالف وضعت استراتيجية واضحة المعالم في الحرب على إرهابيي داعش». وأشار إلى أن «هدف زيارة أربيل هو الاطلاع عن قرب على الأوضاع الميدانية والاستماع إلى اقتراحات الرئيس (مسعود) بارزاني حول كيفية استمرار الضربات ومكافحة الإرهابيين، وسنأخذ ملاحظات الإقليم بجدية».
وكان ديمسي قال لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إن قواته «ساعدت في انتشال العراق من شفا الهاوية». وزاد أن المعركة ضد «داعش» بدأت تؤتي ثمارها، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في تصريحات، على هامش مؤتمر عقد في ولاية كاليفورنيا حول «استراتيجيات الأمن القومي»، أن واشنطن «مستعدة للنظر في إرسال قوات برية إلى العراق إذا تلقت طلباً بذلك».
وعلى رغم المعارضة الرسمية العراقية لوجود قوات برية أميركية في البلاد فإن مئات من الجنود الأميركيين ينتشرون في قاعدتَي عين الأسد في الأنبار، و»سبايكر» في صلاح الدين، مهمتهم استقطاب العشائر السنّية لتشكيل أفواج عسكرية تتولى قتال تنظيم «داعش»، لتجنّب إرسال فصائل شيعية مسلحة إلى المحافظة، على أن تكون القوات العشائرية أساس «الحرس الوطني» الذي تسعى الحكومة إلى تشكيله.
وقال الشيخ رافع الفهداوي، أحد شيوخ محافظة الأنبار لـ «الحياة» إن العشائر التي اتحدت أخيراً في ما بات يُعرف بـ «حلف الفضول» بدأت «تشكيل لواء المهمات الخاصة من أبنائها». وأضاف: «اكتمل تطوع الفوج الأول من هذا اللواء وتدريبه، فيما الفوج الثاني على وشك إنهاء تدريباته».
في النجف، قال الجبوري، خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه السيستاني أمس إن الأخير «كان واضحاً في ما يتعلق بضرورة إصلاح الواقع السياسي والاجتماعي». وأضاف: «تحدث سماحته انطلاقاً من رؤية واضحة وإرادة راغبة في إصلاح الواقع، ودعا إلى وحدة الصف والكلمة».
وزاد: «جرى التداول أيضاً في طبيعة المشاكل والتحديات وسبل حلها. وطالب المرجع مجلس النواب بأخذ دوره في الجانب التحقيقي والتشريعي، خصوصاً التشريعات التي تمس حاجة المواطنين وتعالج مشاكلهم، مثل الموازنة، فضلاً عن محاربة ظاهرة الفساد وخطرها».
وللمرة الثالثة يستقبل السيستاني مسؤولاً سياسياً عراقياً، بعد نحو أربع سنوات من مقاطعة هذا الوسط. وكان التقى في وقت سابق رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
وقال لـ «الحياة» مصدر مقرّب من السيستاني إن المرجع الشيعي «أراد تأكيد رعايته الأبوية لكل العراقيين، وكان لقاؤه رئيس البرلمان استكمالاً للقاء الرؤساء، ومباركة جهودهم في توسيع قاعدة الشراكة لمحاربة الإرهاب وتحقيق الإصلاح. لكن ذلك لا يعني أنه سيترك الباب مفتوحاً لهم، فهو متمسّك بعدم الزج بالمرجعية في التفاصيل السياسية، أو استخدام منبرها لخوض معارك أو الحصول على مكاسب».
 
ديمسي يبحث مع بارزاني في الحرب على «داعش»
الحياة....أربيل – باسم فرنسيس
بحث رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمسي مع القادة الأكراد في التطورات الميدانية في مواجهة تنظيم «داعش»، وفي حاجات قوات «البيشمركة»، فيما لم تستبعد وزارة الدفاع النظر في إرسال قوات برية إلى العراق إذا تلقت طلباً بذلك.
وعقد ديمسي فور وصوله إلى أربيل مساء السبت، قادماً من بغداد، اجتماعاً مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقادة الأمنين والعسكريين في الحكومة الكردية، فيما توجه وفد من رئاسة الإقليم إلى واشنطن لعقد لقاءات مع المسؤولين الأميركيين.
ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن ديمسي قوله إن «قوات التحالف وضعت استراتيجية واضحة المعالم في الحرب على إرهابيي داعش»، وأشار إلى أن «الهدف من زيارة أربيل هو الإطلاع عن قرب على الأوضاع الميدانية والاستماع إلى وجهة نظر الرئيس بارزاني في كيفية استمرار الضربات ومكافحة داعش» وتعهد «الاهتمام بملاحظات الإقليم بحاجات قوات البيشمركة».
من جانبه قال بارزاني إن «الحرب على الإرهاب لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تتطلب مواجهة الجوانب الفكرية والسياسية والاقتصادية، وينبغي منع توفير ملاذات آمنة للإرهابيين في العراق وسورية»، داعياً الحكومة العراقية إلى «مزيد من الجدية في تنفيذ التزاماتها في مساعدة قوات البيشمركة».
وأعلن رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين أن وفد كردياً توجه إلى واشنطن «لعقد لقاءات مع المسؤولين الأميركيين لتقييم الأوضاع في المنطقة، ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك، صرح ديمسي إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن قواته «ساعدت في انتشال العراق من شفا الهاوية، وأن المعركة ضد داعش بدأت تؤتي ثمارها»، واستدرك أن «القتال ضد التنظيم قد يستغرق أعواماً، وسيعتمد على بناء الحكومة العراقية للثقة بين السنة والشيعة».
وتعقيباً على تصريحات سابقة لديمسي في احتمال تقديمه اقتراحاً لإرسال قوات برية إلى العراق، أكد وزير الدفاع تشاك هاغل في تصريحات على هامش مؤتمر عقد في ولاية كاليفورنيا حول «استراتيجيات الأمن القومي»، «إمكان النظر في الأمر إذا تلقينا طلباً من قيادة الأركان المشتركة للمساعدة في تحديد الأهداف الأرضية للضربات الجوية». وستضاف هذه القوات في حال صدور قرار بإرسالها إلى نحو ثلاثة آلاف جندي ينتشرون في العراق.
وتتزامن هذه التطورات مع تجدد الاشتباكات بين «البيشمركة» ومسلحي «داعش» وتعرض مواقع التنظيم إلى ضربات جوية، وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني» في نينوى غياث سورجي أمس لـ»الحياة» إن «البيشمركة صدت هجوماً شنه إرهابيو داعش في محور وانكي قرب سد الموصل ومنطقة قسريج التابعة لناحية زمار»، كما أكد مصدر أمني كردي أن «الطائرات العراقية قصفت مواقع للإرهابيين في ناحية جلولاء في محافظة ديالى».
 
العراق: حلف «الفضول» العشائري يستقطب مزيداً من المتطوعين
الحياة...بغداد - بشرى المظفر
أكدت مصادر عشائرية في محافظة الأنبار استكمال تدريب الفوج الأول من لواء المهمات الخاصة المكون من متطوعي عشائر الأنبار المنضوية في «حلف الفضول» الذي تم تشكيله لمحاربة «داعش» في المحافظة، فيما أصيب عدد من الأشخاص في انفجار سيارة مفخخة قرب ساحة لوقوف السيارات المتوجهة الى مطار بغداد الدولي.
وقال الشيخ رافع الفهداوي، وهو أحد شيوخ محافظة الأنبار «الآن بدأنا تشكيل لواء المهمات الخاصة وهو يتكون من المتطوعين من ابناء العشائر في الشرطة المحلية». وأضاف: «إلى الآن تطوع وتدرب الفوج الأول من هذا اللواء، فيما الفوج الثاني على وشك انهاء تدريباته». وأشار إلى أن» قائد عمليات الأنبار دعا أبناء المحافظة الى التطوع في صفوف الجيش كما ان هناك تطوعاً في الحشد الشعبي»، وأكد «وجود إقبال كبير وهمة عالية لدى ابناء عشائر الأنبار المنتفضة على «داعش» للتطوع، بخاصة عشائر البوفهد والبونمر والجغايفة والبوعبيد والبوعيسى والبوعلوان والبوفراج والبومحل والبومرعي والملاحمة وغيرها مما بات يعرف بحلف الفضول». وأشار الى «وجود اكثر من 50 في المئة من أبناء العشائر من النازحين إلى خارج المحافظة وقد ابدى الكثير منهم رغبته في الانضمام الى صفوفنا».
ودعا الى «ضرور الإسراع في تحرير مناطق هذه العشائر ليتنسنى لها العودة والانخراط في التشكيلات الجديدة قد تكون ضمن تشكيلات الحرس الوطني وذلك بعد إقرار قانون تشكيله داخل البرلمان»، إلا انه اكد «عدم تلقي التشكيلات التي اكملت التدريب الى الآن اي قطعة سلاح». وطالب «الحكومة بالإسراع في تقديم الدعم إلى هذه التشكيلات لأنها معركة وطنية وتحتاج الى تضافر الجهود»
من جهة أخرى، أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم بدء تدريب مقاتلي العشائر لزجهم في عمليات تحرير مناطق المحافظة من «داعش»، وقال إن «قيادة العمليات باشرت، اليوم (امس) بتدريب 260 من أصل 3000 مقاتل من ابناء عشائر الأنبار في حديثة وناحية البغدادي في قاعدة عين الأسد غرب الرمادي»، وأضاف أن «المقاتلين يتلقون تدريبات حديثة على استخدام السلاح وحرب المدن والعمليات الهجومية، وفق أساليب متطورة».
وأكد مصدر أمني في محافظة الأنبار سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة محيطة بمدينة الرمادي، وقال إن «عناصر التنظيم يسطرون على مناطق البو ذياب، والبو علي الجاسم، والبو عساف، والخمسة كيلو، والتأميم، والحوز، جنوب منطقة الملعب»، مشيراً الى ان «المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» تحيط بمدينة الرمادي من ثلاث جهات»، كما يحكم التنظيم السيطرة على قضاء هيت وناحية كبيسة والفرات وأقضية القائم وعانه وراوه وكلها مناطق واقعة على الشريط الحدودي مع سورية».
في هذه الأثناء، قالت مصادر في الشرطة العراقية ان تنظيم «داعش» قتل اثنين من المخطوفين الـ 40 في محافظة الأنبار، بينما افرج عن 43 في صلاح الدين وهم سائقون، كان خطفهم عندما كانوا ينقلون مواد غذائية على طريق يربط بلدة حديثة ببلدة بيجي، وذكر مصدر في الشرطة ان «الإرهابيين قتلوا اثنين من المخطوفين قرب حديثة».
 
«إيران ـ داعش غيت» تطاول مسؤولين كباراً في كردستان وبغداد  وأوباما: الأسد مستبعد ونشر قوات في العراق محتمل
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما كلياً التحالف مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في مكافحة تنظيم «داعش»، متهماً الأسد بارتكاب مجازر ضد الشعب السوري راح ضحيتها مئات الآلاف، فيما لم يستبعد نشر قوات برية في العراق في سياق الحرب على التنظيم المتطرف.

ووسط التطورات المتلاحقة في العراق والنجاحات التي يحرزها الجيش العراقي بالتعاون مع العشائر ضد «داعش»، تتوسع دائرة فضيحة طائرة الشحن الروسية المحملة بالأسلحة للتنظيم المتطرف، لتشمل شخصيات نافذة في إقليم كردستان سهّلت عبور النفط من حقول تحت سيطرة المتطرفين الى إيران، مقابل حصولهم على كميات من الأسلحة تؤكد مصادر نيابية عراقية أنها جزء من عدة صفقات أبرمها «داعش» وتورط فيها مسؤولون في بغداد أيضاً.

فقد أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة قد ترسل قوات مقاتلة الى العراق إذا تمكن «داعش« من الحصول على أسلحة استراتيجية. وأضاف في كلمة ألقاها أمام مؤتمر قمة العشرين في أستراليا أن «الولايات المتحدة تعمل على تدريب العراقيين، وقد ترسل قوات مقاتلة إذا تمكن تنظيم «داعش الإرهابي من الحصول على أسلحة استراتيجية».

ورفض أي تحالف مع الأسد لمكافحة تنظيم «داعش»، معتبراً أن تحالفاً كهذا سيؤدي الى إضعاف التحالف الدولي.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي في ختام القمة في بريزبن الاسترالية، إن «الأسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية، ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل في غالبية هذا البلد». وقال: «برأينا، الوقوف الى جانب (الاسد) ضد «داعش» سيدفع مزيداً من السنة في سوريا باتجاه دعم «داعش« وسيضعف التحالف».

وكانت معلومات أفادت الأسبوع الماضي أن أوباما أمر بمراجعة شاملة لسياسة الإدارة الاميركية في سوريا، إلا أن الرئيس الأميركي نفى أن يكون ينوي تغيير سياسته في سوريا، مشدداً على أن هذه السياسة تخضع للمراجعة لمعرفة ما يجدي فيها وما لا يعمل. وقال: «بالتأكيد لا تغيير في موقفنا حيال الأسد». وأضاف «إنها معركة ضد التطرف من أي جهة تريد قطع رؤوس ناس أبرياء أو تقتل سجناء سياسيين بوحشية لم نشهد مثلها إلا نادراً في العصر الحديث». وأضاف «لكن بمعزل عن ذلك، لا توقعات بأننا سنغير موقفنا وندخل في تحالف مع الأسد»، معتبراً أنه «لا يتمتّع بالصدقية في بلده».

لكن الرئيس الأميركي أقر بأن «طبيعة الديبلوماسية» تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع بعض خصومها لإحلال السلام في سوريا. وقال: «في وقت من الأوقات سيتحتّم على شعب سوريا واللاعبين المختلفين المعنيين واللاعبين الاقليميين أيضاً تركيا وإيران ومن يرعون الأسد مثل روسيا، بدء حوار سياسي». وأوضح أوباما أن واشنطن أبلغت نظام الأسد ألا يتعرض للطائرات الحربية الأميركية التي تقوم بعمليات في سوريا ضد مقاتلي «داعش». وأضاف «أبلغنا النظام السوري بأنه عندما نلاحق «داعش» في المجال الجوي السوري، فإنه من الأفضل لهم ألا يهاجمونا».

وفي سياق متصل بالحرب على «داعش» أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إنه قد ينظر في طلب إرسال قوات برية أميركية إلى العراق من أجل المساعدة على تحديد الأهداف الأرضية لطائرات التحالف الدولي بحال قام قائد الأركان الأميركية المشتركة بتقديم توصية بذلك. وقال في تصريح صحافي امس: «سنتعامل مع تلك التوصية لكنها لم تطرح بعد«.

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي قال إنه قد يضطر لتقديم اقتراح مماثل في مرحلة ما مع تشديده على أنه لم يقدمه بعد. وأجرى الجنرال ديمبسي خلال اليومين الماضيين سلسلة محادثات في بغداد وأربيل مع رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني تناولت خطط واشنطن لمواجهة داعش وتوفير الدعم والتدريب للقوات العراقية.

ويحاول تنظيم «داعش» عرقلة الجهود الاميركية لنشر المستشارين العسكريين او ارسال قوات برية لدعم الجيش العراقي من خلال شن هجمات منظمة على المصالح والمؤسسات الاميركية في العراق.

وافادت مصادر مطلعة في تصريح لـ»المستقبل ان «الحكومة العراقية حصلت على معلومات دقيقة تفيد بنية تنظيم «داعش« شن هجمات مسلحة على المؤسسات الاميركية ولا سيما السفارة الاميركية في بغداد والقيام بحملات اغتيال منظمة للمستشارين الاميركيين من خلال تجنيد متطوعين سنة قد يدفع بهم ضمن الجماعات التي يجري تدريبها حالياً على يد المستشارين الاميركيين في قواعد عسكرية عراقية للقيام بعمليات اغتيال او خطف للاميركيين».

في غضون ذلك شرعت السلطات العراقية بتدريب مقاتلي العشائر السنية لزجهم في العمليات الحربية لاستعادة مناطق في الانبار (غرب العراق) من تنظيم «داعش». وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم إن «قيادة عمليات الجزيرة والبادية باشرت أمس تدريب 260 من أصل 3000 مقاتل من أبناء عشائر الانبار في حديثة وناحية البغدادي في قاعدة عين الاسد (90 كم غرب الرمادي) لزجهم في عمليات تحرير مناطق الانبار من سيطرة عناصر تنظيم داعش» لافتاً أن «المقاتلين سوف يتلقون تدريبات حديثة على استخدام السلاح وحرب المدن والعمليات الهجومية على مواقع داعش وفق أساليب متطورة».

أما في ملف فضيحة «ايران ـ داعش غيت«، فإن اسرار شحنة الاسلحة المضبوطة على متن احدى طائرات الشحن الروسية في مطار بغداد الدولي تكشف عن المزيد، على الرغم من محاولات التعتيم الجارية، إذ لا تبدو تلك الشحنة بمعزل عن مجموعة صفقات قد تصل الى 9 شحنات اسلحة وصلت الى تنظيم «داعش» من خلال تهريب النفط العراقي الى ايران.

وقالت النائب عالية نصيف عن ائتلاف دولة القانون (بزعامة نوري المالكي) إن «الأنباء التي وصلت الى مجلس النواب تشير الى أن هذا السلاح كان يراد إيصاله الى جهات مشبوهة قد تكون «داعش« أو غيره لتستخدمه في قتل العراقيين، كما وصلتنا معلومات أن هذه الطائرة ليست الوحيدة من نوعها بل هي واحدة من تسع طائرات محملة بأطنان من الأسلحة».

وأضافت نصيف في بيان صحافي انه «سبق وأن تم تهريب النفط تحت يافطة الوفاق السياسي وتم عقد اتفاقات على شراء اسلحة من مافيات دولية وقام سياسيون بالتخابر مع دول المنطقة وتم تجاهلهم حفاظاً على الوفاق السياسي«.

كما أكدت مصادر سياسية في بغداد ان «جهات متنفذة في السليمانية وبغداد طلبت التعتيم على قضية تهريب الاسلحة بطائرات روسية الى العراق وعدم ترديد اية معلومات حول صلة سياسيين وحزبيين وتجار بارزين في كردستان في توريد الاسلحة المهربة ثم نقلها بعدئذ باتجاهين أحدهما تنظيمات داعش مقابل الحصول على النفط والآخر الى حزب العمال الكردستاني التركي».

وأكدت المصادر ان «حجم التورط اكبر مما اعلن حتى الان وان رؤوساً كبيرة تتظاهر علناً بمحاربة تنظيم «داعش« حققت منافع منذ اشهر في عملية تسريب جزء من الاسلحة المهربة بالطائرات الروسية الى مسلحي التنظيم مقابل الحصول على كميات من النفط المنتجة ومن الآبار الخاضعة له حيث يتم بعد ذلك تهريب النفط الى ايران عبر الحدود «، مشيرة الى ان «تهريب الاسلحة مستمر منذ سنتين وقد ازدادت وتيرته منذ اوائل تموز (يوليو) الماضي حيث تتركز الاتهامات في كردستان على مسؤولين في شركة اتصالات كبيرة وابنائهم وتاجر وسيط يعمل مع احد الاحزاب الكبيرة اضافة الى قادة عسكريين وحزبيين».

وكشف رئيس لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان كردستان شيركو جودت أن «التحقيقات الاولية في قضية تجارة النفط مع تنظيم «داعش« أثمرت عن القاء القبض على عدد من الشخصيات المتورطة في تلك التجارة».

ونقلت وسائل إعلام كردية عن جودت قوله انه «سيلقي القبض على متورطين آخرين وان اللجنة طالبت حكومة الإقليم بمعاقبة هؤلاء بحسب المادة 4 إرهاب«، لافتا الى ان «المتورطين في تجارة النفط مع «داعش« هم من فئات عدة وهناك رتب مختلفة بين المتهمين، منهم عسكريون وحزبيون ومواطنون وتجار وقسم من هؤلاء متهم بتجارة النفط مع «داعش« وقسم ثان متهم بتسهيل هذه التجارة وهناك قسم ثالث متهم بالإهمال في أداء الواجب».

وكانت وزارة النقل العراقية قد نأت بنفسها عن فضيحة تهريب الاسلحة بطائرات روسية وأوروبية شرقية الى بعض المطارات العراقية على مدى السنتين الماضيتين. وأفادت مصادر في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بـ»ارسالها كتابين رسميين الى ادارتي مطاري بغداد والسليمانية لحضورهما الى مجلس النواب بشأن الطائرة المحملة بالاسلحة «مشيرة الى ان «الايام القليلة المقبلة ستشهد الاعلان عن نتائج التحقيق«.

ويشار الى ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كلف أخيراً وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بالتحقيق بشحنة الأسلحة المجهولة على متن الطائرة في مطار بغداد فيما تمت مصادرة شحنة الاسلحة.
 
السيستاني يوصي الجبوري بإقرار الموازنة
بغداد - «الحياة»
شدد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أمس، على ضرورة محاربة الفساد في العراق. ودعا إلى وحدة الصف و»إشراك كل الأفرقاء السياسيين» في الحكم، وطالب البرلمان بضرورة إقرار الموازنة العامة.
ووصل رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس إلى النجف، والتقى السيستاني، وكبار رجال الدين في المحافظة. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع المحافظ عدنان الزرفي، عقب اللقاء: «سعدنا في هذا اليوم بلقاء المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني الذي تحدث إلينا برؤية واضحة وإرادة راغبة في إصلاح الواقع الاجتماعي والسياسي، واستمعنا بعمق إلى ما قاله، خصوصاً إصلاح الواقع العراقي وإصدار التشريعات التي تصب في مصلحة الشعب وكذلك وحدته وإيجاد الحلول على مستوى قطاعات الدولة».
وأوضح أن لدى المرجع «فهماً عالياً للقضايا التي تم طرحها، في مقدمها تحدي الإرهاب الذي يواجه البلاد وتجاوز هذه الأزمة الأمنية عبر توحيد الكلمة والقرار ونبذ التفرقة ولم شمل كل الأطراف».
وأكد أن «المرجع أوصى بضرورة إقرار الموازنة لأهميتها بشكل مباشر في اقتصاد البلد والفرد الذي يعاني من التأخير، والتكاتف لإنجاز المشاريع المعطلة»، مشيراً إلى أن «الموازنة العامة واحدة من المسائل المهمة التي جاءت في حديث المرجع الذي أولاها تفهماً كبيراً». ولفت إلى أنه «دعا إلى إيجاد تشريعات ترتبط بمصلحة الشعب وتعالج مشاكله، وطالب بضرورة القضاء على الفساد وقد تم التداول بهذه القضية معه».
وتابع: «من المهم أن يأخذ البرلمان دوره في القضايا التي عاتقه، سواء في إجراء التحقيقات أو التشريعات، والفساد من أهم القضايا التي يجب أن يقضى عليها».
وأضاف: «تم طرح مشكلة النازحين وأولاها المرجع السيستاني اهتماماً كبيراً، ودعانا إلى ضرورة تقديم الدعم إلى هذه الشريحة من مختلف مناطق البلاد»، مؤكداً انه «وجد تفهماً لدى المرجع الأعلى لمجمل القضايا التي تم طرحها».
إلى ذلك، أكمل البرلمان أمس اختيار رؤساء لجانه الدائمة، بعدما أخفقت طوال الشهور الماضية بسبب كثرة الخلافات بين الكتل.
وقال النائب ماجد الغراوي إن «لجنة الأمن والدفاع اختارت النائب عن التيار الصدري حاكم الزاملي رئيساً، والنائب عن تحالف القوى الوطنية حامد المطلك نائبه واختارت النائب عن التحالف الكردستاني شيخوان عبدالله مقرراً. وأعلنت اللجنة القانونية اختيار النائب محمود الحسن رئيساً ومحسن سعدون نائباً له وحس توران مقرراً.
 
مجلس نينوى لـ («الشرق الأوسط»): مطلع العام المقبل موعد لانطلاق عملية استعادة الموصل وإقليم كردستان يخصص مراكز لتدريب عناصر القوة التي ستناط بها المهمة

أربيل: دلشاد عبد الله .... أعلن مجلس محافظة نينوى أمس أن العملية المرتقبة لتحرير الموصل ستنطلق مطلع العام المقبل بمشاركة 80 ألف عنصر، وأن الاستعدادات لهذه العملية الموسعة بدأت بالفعل.
وقال غزوان حامد، عضو المجلس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب الخطة المعدة من قبل وزارة الدفاع، فإن عملية استعادة السيطرة على الموصل تبدأ مع بداية العام المقبل، وهناك تحضيرات لهذه العملية كتشكيل الفرقة 19 لتضم 7 آلاف عنصر من الذين تركوا صفوف الجيش إبان سيطرة (داعش) على مدينة الموصل، إضافة إلى قوات شرطة نينوى التي تتدرب في معسكر بمنطقة دوبردان غرب أربيل، وقوات البيشمركة التي تساهم في العملية من خلال استعادتها السيطرة على مناطق في سهل نينوى، ومحاصرة الموصل من كل الاتجاهات». وتابع: «عندما تحرر القوات العراقية الشرقاط الواقعة جنوب الموصل، ستتجه للسيطرة على القيارة، وبذلك ستصبح الموصل محاصرة من كل الاتجاهات».
وأوضح حامد أن «المعسكرات الخاصة بقوات تحرير الموصل فتحت الآن في إقليم كردستان، والكثير من أفراد هذه القوات مدربون لأنهم ضباط وجنود كانوا موجودين في صفوف الجيش العراقي من قبل، أما الباقون فهم من المتطوعين الجدد وشرطة نينوى الذين يحتاجون إلى تدريب مكثف لإعدادهم من أجل خوض المعركة المرتقبة»، مضيفا أن تحرير الموصل، حسب رأي الجانب الأميركي، يحتاج إلى 80 ألف عسكري، وهذا العدد سيكون موجودا سواء من القوات الاتحادية التي ستأتي من بغداد، أو من القوات التي شكلت لهذا الغرض، وشرطة نينوى، وقوات البيشمركة.
لكن العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة، استبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مشاركة البيشمركة في تحرير الموصل، وقال: «نحن ملتزمون بالتحالف الدولي الموجود حاليا، وقوات البيشمركة تعتبر جزءا رئيسيا من هذا التحالف، أما بخصوص الموصل فإن البيشمركة تمتلك خططها الخاصة في الحرب ضد (داعش)، لذا لا أتصور أننا نستطيع في ذلك الوقت المشاركة في عملية استعادة الموصل، لأن قوات البيشمركة الآن تحارب (داعش) في جبهة طويلة وواسعة، لكن قد نستطيع أن نقدم لهم المساعدة في هذه العملية، ولم يحدد هذا بعد».
وكشف حكمت عن أن وزارة البيشمركة خصصت مراكز التدريب التابعة لها في الإقليم لتنظيم الفرقة 19 التي ستشارك في تحرير الموصل، مبينا أن وزارة الدفاع الاتحادية عينت ممثلا لها للإشراف على هذا الموضوع في كردستان.
 
عشيرة البونمر تحمل الحكومة مسؤولية تدهور أوضاعها الإنسانية وأحد وجهائها : لا تحرك جادا لمحاربة «داعش»

بغداد: «الشرق الأوسط» .... حمل نعيم الكعود، أحد شيوخ عشيرة البونمر في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية هناك في ظل استمرار سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الكعود: «من حيث الوضع الإنساني فهو مأساوي، حيث لا يزال الحصار مستمرا، ولم تصل المساعدات الغذائية أو الدوائية بسبب قطع الطريق، وإن الطريقة الوحيدة هي إرسالها بالطائرات، غير أن الحكومة أعطت أولوية للسلاح والمقاتلين على حساب الدواء والغذاء، وكأنها تريد أن تعاقبنا لكوننا وقفنا ضد تنظيم داعش». وكشف الكعود عن أن «الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي وزعت أسلحة على كل العشائر المحيطة بنا ما عدا عشيرتنا مع أن كل عشيرة من عشائر الأنبار فيها مع (داعش) وضدها ما عدا البونمر، والدليل على ذلك المجازر التي ارتكبها هذا التنظيم ضد أبناء هذه العشيرة ولا يزال يرتكبها حتى اللحظة».
على صعيد متصل، أكد أبو أكرم النمراوي، أحد وجهاء البونمر ممن نزحوا إلى منطقة حديثة بعد المجازر التي ارتكبت ضد عشيرته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنظيم داعش يجري الآن تدريبات لعناصره في حي البكر بقضاء هيت ويقوم باستعراضات عسكرية دون أن يكون هناك توجه جاد لمحاربته». وأضاف النمراوي، أن «المساعدات الغذائية والدوائية من قبل الحكومة لم يصل منها شيء». وكان قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم أعلن عن بدء تدريب مقاتلي العشائر لزجهم في عمليات تحرير مناطق المحافظة من «داعش». وقال كاظم في تصريح أمس إن «قيادة عمليات الجزيرة والبادية باشرت بتدريب 260 من أصل 3000 مقاتل من أبناء عشائر الأنبار في حديثة وناحية البغدادي في قاعدة عين الأسد (90 كلم غرب الرمادي) لزجهم في عمليات تحرير مناطق الأنبار من سيطرة عناصر تنظيم داعش الإرهابي».
 
تفجير انتحاري يستهدف قافلة للأمم المتحدة في بغداد ومصدر أمني أشار إلى إصابة 3 من المارة

بغداد: «الشرق الأوسط»..... تعرضت قافلة تابعة للأمم المتحدة، مكونة من 3 مركبات، كانت متجهة من مطار بغداد الدولي إلى المنطقة الخضراء، لانفجار واحد على الأقل صباح أمس.
وأكد بيان لبعثة الأمم المتحدة في بغداد، أن الحادثة لم تسفر عن مقتل أو إصابة أي من موظفي المنظمة الدولية الذين عادوا جميعا سالمين إلى مقر البعثة، مضيفا أن إحدى المركبات أصابتها أضرار بالغة.
ونقل البيان عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، قوله: «لن تثني هذه الحادثة المؤسفة الأمم المتحدة عن مواصلة عملها لدعم العراق وشعبه الذي ما برح يواجه العنف منذ فترة طويلة». وأضاف: «أتطلع إلى العمل معا مع الحكومة العراقية لضمان تقديم الجناة الذين قاموا بهذا الهجوم إلى العدالة».
وفي حين لم يحدد بيان البعثة طبيعة التفجير، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية لوكالة الصحافة الفرنسة إنه نجم عن تفجير انتحاري سيارة مفخخة على طريق عادة ما تشهد إجراءات أمنية مشددة، تقع في المحيط المباشر للمطار. وأشار المصدر إلى أن التفجير أدى إلى إصابة 3 من المارة بجروح.
 
بغداد وواشنطن تواجهان صعوبة في فك الارتباط بين العشائر و«داعش» وسط استمرار حالة الشك في نيات الحكومة وقدرتها على حمايتها

 خدمة: «نيويورك تايمز» ... جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: بن هوبارد* .... عندما اجتاح مسلحو «داعش» بلدة العلم السنية قدموا لزعماء العشائر هناك رسالة مصالحة مفادها: «إننا هنا للدفاع عنكم وعن كل أهل السنة»، وناشدوهم: «انضموا إلينا».
لكن بعد أن تسللت مجموعة من السكان الغاضبين ليلا وأحرقت الرايات السوداء للمتشددين ورفعوا بدلا منها الأعلام العراقية، جاء الرد سريعا.
قال ليث الجبوري، وهو من المسؤولين المحليين: «بدأوا بنسف منازل زعماء العشائر وأولئك التابعين لقوات الأمن العراقية». ومنذ ذلك الحين، دمر المتشددون العشرات من المنازل واختطفوا أكثر من 100 فرد من السكان وبقي مصيرهم مجهولا.
وخلال انتشارهم السريع في المناطق السنية بالعراق وسوريا، استخدم المتشددون استراتيجية مزدوجة لكسب طاعة العشائر. ففي حين استخدموا الأموال الوفيرة والسلاح لاستمالة زعماء العشائر، فإنهم قضوا كذلك على الأعداء المحتملين، ولاحقوا الجنود، وضباط الشرطة، والمسؤولين الحكوميين، وأي شخص كان تعاون مع الولايات المتحدة حينما كانت تحارب تنظيم القاعدة في العراق.
والآن، وفي وقت تسعى فيه الولايات المتحدة والحكومة العراقية إلى تجنيد العشائر السنية لمحاربة تنظيم داعش، فإنهم يواجهون صعوبات في عكس النجاحات التي حققها التنظيم الإرهابي في إخضاع العشائر السنية أو إرغامها على التعاون معه. ويقر المسؤولون بأن القليل من النجاح قد تحقق في التودد إلى الحلفاء من السنة، بعيدا عن الجهود غير المنتظمة لتسليح وإمداد العشائر التي كانت تقاتل أصلا تنظيم داعش. وحتى الآن، تسود حالة من عدم الثقة بنيات الحكومة العراقية ومقدرتها على حماية العشائر السنية.
ويقول أحمد علي، وهو محلل لدى معهد الدراسات الحربية: «هناك فرصة أمام الحكومة للعمل مع العشائر، ولكن الحقائق تفيد بأن تنظيم داعش قد اخترق تلك المجتمعات واستنزف قدراتها على مواجهته. إن الوقت ليس في صالح الحكومة العراقية الآن».
ويكمن جانب كبير من نجاح تنظيم داعش في السيطرة على المناطق السنية في التلاعب الماهر بالديناميات القبلية. فقد صور التنظيم نفسه مدافعا عن أهل السنة الذين، ولسنوات طويلة، تعرضوا لسوء معاملة ممنهج من جانب الحكومة. كما جاء التنظيم بالأموال والسلاح إلى زعماء العشائر وللمقاتلين، بل أعطاهم مساحة من الحكم الذاتي طالما ظلوا على ولائهم للتنظيم.
في الأثناء ذاتها، توسع التنظيم الإرهابي داخل مدن جديدة، وتعرف فورا على هوية المؤيدين المحتملين للحكومة العراقية من أجل استهدافهم واغتيالهم. ويقول سكان المناطق التي اجتاحها تنظيم داعش إن مقاتلي التنظيم دائما ما يحملون قوائم بأسماء ضباط وجنود الشرطة. فإذا ما تمكن أولئك القوم من الفرار فعلا، يقوم التنظيم بنسف منازلهم للتأكد من عدم عودتهم إليها. وعند نقاط التفتيش، يقوم رجال التنظيم بالبحث عن الأسماء على قواعد البيانات الكومبيوترية ويلتقطون الذين كانوا يعملون لدى الحكومة.
وقد ركزت الحملة الدعائية للتنظيم على تلك التكتيكات، حيث يصدرون التحذيرات لأهل السنة من أنهم إما أن يكونوا في صف التنظيم وإما ضده. وتظهر مقاطع الفيديو التي ينشرونها مقاتلي التنظيم يتقاسمون الطعام مع شيوخ العشائر الموالين لهم ويقتلون في الوقت ذاته الجنود السابقين.
لكن، لا تزال عناصر مجالس الصحوة موجودة، ولا تزال العشائر الموالية للحكومة تقاتل إلى جانب الجيش العراقي على جبهات محدودة، رغم أن الجميع يشكو من نقص الدعم والإمدادات. ويقول الشيخ مؤيد الحميشي، وهو قائد في الشرطة العراقية يقود مقاتلي العشائر بالقرب من الرمادي: «نحن الوحيدون الذين يعرفون كل شيء عن تنظيم داعش – من هم وأين يوجدون – ولذلك فنحن الوحيدون القادرون على قتالهم في الأنبار».
يقول المحللون إن العشائر التي انضمت إلى تنظيم داعش لم تفعل ذلك بناء على خلفية أو آيديولوجية راديكالية. فالأغلبية منهم، تعتبره قرارا براغماتيا للتحالف مع السلطة الحاكمة التي يعتقدون أن في إمكانها ضمان الأمن، والموارد لرجالهم. ولذلك، فإن قلب الموازين يتطلب تدفقا كبيرا في السلاح والمال، وسجلا حافل أيضا من النجاح. ومن الأهمية بمكان، أن تمنح الحكومة العشائر صفقة أفضل من التي يحصلون عليها من التنظيم الإرهابي.
ويقول وصفي العاصي، وهو شيخ قبيلة العبيدي التي تعارض المتشددين وقد قابل المسؤولين الأميركيين: «هناك عدد كبير من الناس من العشائر ينتمون إلى تنظيم داعش، لا يمكننا إنكار ذلك. لكن انضمام بعض أفراد عشيرة ما إلى (داعش) لا يعني أن العشيرة بأكملها تتبع التنظيم».
ويبقى من غير الواضح مدى نجاح أي جهد موثوق به وفعال من قبل الحكومة العراقية في تجنيد المقاتلين من العشائر السنية. ففي حين أن الأموال الأميركية والوجود في ميدان القتال قد ساعد مجالس الصحوة في النجاح في الماضي، إلا أن العشائر السنية تفتقد كلتا الميزتين في الوقت الراهن. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الولايات المتحدة تشجع تلك العملية، لكن يجب أن تتكفل الحكومة بالتسليح والتمويل.
ويؤيد رئيس الوزراء حيدر العبادي تسليح العشائر السنية، غير أن الكثير من حلفائه السياسيين يعارض الفكرة، خوفا من أن يقوم رجال العشائر ببيع تلك الأسلحة إلى المتشددين أو الانضمام إليهم على الفور. ومن جانب العشائر السنية، لا يزال الكثيرون يفقدون الثقة بالحكومة العراقية، لكنهم يقولون إن العنف الممارس من قبل «داعش» ضد العشائر يجعل أبناء العشائر ينفرون من التنظيم.
ويقول الجبوري، المسؤول المحلي من بلدة العلم: «قالوا للناس في العشائر إنهم المحررون الذين جاءوا لتحريرهم، لكن بمجرد أن سيطروا على الأوضاع، سقط القناع ولا تراهم إلا قتلة وسارقين».
الأسبوع الماضي، زار سليم الجبوري، رئيس البرلمان العراقي، قاعدة الأسد الجوية التي تحيط بها مناطق نفوذ «داعش» في محافظة الأنبار، من أجل طمأنة زعماء العشائر الموالين للحكومة من أن المساعدة في الطريق. لكن قبل مغادرته القاعدة، أقر الجبوري بالمقاومة العميقة من قبل الكثير من المسؤولين الحكوميين حيال تسليح العشائر السنية. وقال: «هناك الكثير من الشكوك وحالة من فقدان الثقة. إنهم يظنون أنه سيأتي يوم وتوجه تلك الأسلحة إلى الحكومة نفسها».
لكن أول شحنة من الأسلحة سيجري توزيعها قريبا، على حد قول الجبوري. وأضاف قائلا: «قد وصلتكم وجبة جيدة، وهناك وجبات أخرى في الطريق، إن شاء الله».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

حشود في مأرب.. والقبائل تهدد بتفجير آبار النفط إذا استولى عليها الحوثيون والحركة المتمردة تحاصر مقر قيادة القوات البحرية بالحديدة وتطرد قائدها

التالي

مواجهة دعائية بين الجيش ومسلحي سيناء...مقتل مسلحين في سيناء وإحالة طلاب على القضاء العسكري

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,390,922

عدد الزوار: 7,679,014

المتواجدون الآن: 0