أنقرة تغلق معبر «باب السلامة» بعد يوم على إغلاق «باب الهوى»...الأسد تحول إلى مدير تنفيذي للمصالح الإيرانية في سوريا

المعارضة تتقدم في حلب... و30 قتيلاً من «داعش» في الرقة...الثوار يحررون حندرات ويسقطون طوق حلب

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 آذار 2015 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2258    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الثوار يحررون حندرات ويسقطون طوق حلب
المستقبل..سالم ناصيف
يبدو أن مخططات النظام الرامية إلى إكمال طوق حصار مدينة حلب، قد انهارت بشكل شبه كامل بانهيار جبهاته المشرفة على المدينة وخاصة من جهة الشمال. فقد أحرز مقاتلو حلب أمس إنجازاً مهماً بتحريرهم بلدة حندرات الواقعة على تلة استراتيجية تشرف على عقدة مواصلات هامة تصل المدينة بريفها الشمالي والشمالي الشرقي إضافة لتحرير تلة المضافة الواقعة بالقرب من حندرات، والتي تعتبر

من أهم نقاط الرصد التي استخدمها النظام هي وتلة حندرات لكشف حركة مقاتلي حلب في المناطق المتاخمة لها وخاصة في مخيم حندرات، إضافة إلى رصد طريق الكاستيلو الذي يصل مدينة حلب بريفها الشمالي.

خطوة تقدم مقاتلي حلب في حندرات تحققت بعد يوم كامل من المعارك العنيفة والدامية، خاضتها فصائل الجبهة الشامية وجبهة أنصار الدين وغيرهما من الفصائل المشاركة في عملية التحرير. وتكبد النظام خلال المعركة عدداً كبيراً من الخسائر البشرية التي ناهزت الخمسين قتيلا من جنوده والمقاتلين الأجانب، إضافة لاغتنام أربعة رشاشات ثقيلة وقطع عديدة من البنادق والسلاح الخفيف والذخائر، كما تم تدمير دبابة باستهدافها بصاروخ مضاد للدروع وتدمير رشاش ومدفع.

وذكر مدير شبكة «حلب الآن» اسماعيل الرج أن تحرير بلدة حندرات يوم أمس يقدم لفصائل المعارضة إنجازاً مهماً على الصعيد الاستراتيجي، فقد أصبحت قوات النظام في الشيخ نجار والمدينة الصناعية مكشوفة أمام الضربات النارية للمعارضة، وأصبح الطريق نحو السجن المركزي مفتوحا للتقدم نحوه، إضافة إلى أن تحرير حندرات سيؤدي إلى قطع طريق الإمداد عن قوات النظام المتقدمة في سيفان وباشكوي الأمر الذي سيعتبر بمثابة بداية حصار لهما. كما حققت خطوة تحرير تلة حندرات عامل الأمان لطريق الكاستيلو الذي كان يعاني من استهداف قناصة النظام عليه بشكل دائم وأصبح ذلك الطريق متاحاً بسهولة أمام حركة الوصول من حلب نحو الريف الشمالي.

وكان سير معركة تحرير حندرات قد بدأ حين شنت مجموعة الفصائل المشاركة في المعركة هجوماً شاملاً ومتكاملاً أمس، مكنها من استعادة تلة حندرات وتلة المضافة قبل أن يتحقق لها الانتشار الكامل في البلدة بتحرير معمل «عمريكو» الذي كان يعتبر آخر نقطة تمركز لقوات النظام داخل حندرات. كما ذكرت مصادر عن عملية اقتحام للبوابة الجنوبية لحندرات جرت من خلال استهدافها بسيارة مفخخة قادها انتحاري من جبهة النصرة وكانت محملة بكميات كبيرة من المتفجرات.

وتتواصل المعارك في محيط الكتيبة الواقعة شمال البلدة، وبسقوط الكتيبة سيتحقق لفصائل حلب حصار قوات النظام في باشكوي التي لا تزال المئات من قوات النظام تتحصن داخلها منذ الهجمة التي شنتها ضد باشكوي وحردتين وريتيان خلال الشهر الماضي حسب ما أفاد المصدر.

وكان النظام سبق له أن تسلل إلى حندرات قبل نحو ثمانية أشهر حين انقضت قواته المتمركزة في سجن حلب المركزي على البلدة واستولت عليها لتحولها إلى قاعدة عسكرية داخلها المئات من مقاتلي النظام والمئات من العناصر الأجنبية المقاتلة في صف النظام من جنسيات عراقية وأفغانية وإيرانية.

واستخدم النظام قاعدته في حندرات كمركز انطلاق لعملياته ضد ريف حلب الشمالي خلال الفترة الماضية حيث انطلق منها ليستولي على منطقة سيفان ومعمل الإسمنت ثم توجه نحو الملاح واخيراً إلى رتيان وباشكوي وحردتين التي ارتكب فيها مجازر بحق المدنيين بلغت أكثر من خمسين ضحية قتلوا على أيدي المليشيات المرتزقة خلال محاولات إخضاع تلك البلدات لسيطرة النظام الشهر الماضي.

وتصدت فصائل حلب لهجوم قوات النظام بهجوم معاكس مكنها من استعادة رتيان وحردتين والملاح بالكامل، وتوجتها امس بتحرير حندرات الاستراتيجية التي بتحريرها يكون قد سقط مخطط النظام في إكمال ما يعرف بطوق حلب الذي يعمل عليه منذ مدة طويلة لتطويق المدينة وحصارها. وسبق أن حشد النظام قواته التي تقدمت بخطوات تكتيكية سارت على مراحل متتابعة، بدءاً من السيطرة على خناصر مرورا بالسفيرة ومجموعة من التلال الاستراتيجية المحيطة بحلب منها تلة الشيخ يوسف لتتقدم بعدها نحو المدينة الصناعية والسجن المركزي وصولاً إلى باشكوي أخيراً.

وفي مناطق اخرى من سوريا، استشهد 6 مدنيين بينهم طفلان، وجرح أكثر من 10 آخرين بعضهم بحالة حرجة، وأغلبهم من النساء والأطفال، ببرميلين متفجرين ألقتهما مروحية على الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة في ريف حمص.

وفي درعا، سقط صاروخ من نوع أرض ـ أرض على مناطق في الحي الشرقي من مدينة بصرى الشام بريف درعا، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة معربة بريف درعا، في حين قصفت قوات النظام مناطق في الطريق الواصلة بين منطقتي تل العلاقية وتل قرين، وأماكن أخرى في بلدة الصورة ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
 
مقتل ألمانية في اشتباكات مع «داعش» في سوريا
 (رويترز)
قال مسؤولون أكراد أمس إن امرأة ألمانية كانت تقاتل بجانب القوات الكردية في سوريا قتلت في اشتباكات مع متشددي تنظيم «داعش».

وقال المسؤول الكردي ناصر حاج منصور إن إيفانا هوفمان قتلت في قرية قرب بلدة تل تمر في شمال شرقي سوريا. وأضاف أنها انضمت إلى المقاتلات الكرديات في وحدات حماية الشعب قبل شهرين أو ثلاثة.

وأكد نواف خليل المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في أوروبا مقتل هوفمان في بداية الأسبوع.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هوفمان هي ثالث المقاتلين الأجانب الذين لقوا حتفهم في سوريا ممن انضموا للقوات الكردية خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات.
 
«جبهة النصرة» تتوسع شمال سوريا بإقصاء فصائل «الحر» وقضم المعتدلين
مخاوف من هجمات ضد حركة «نور الدين زنكي» بعد «ثوار سوريا» و«حزم»
الشرق الأوسط..بيروت: نذير رضا
تضاعفت مخاوف كتائب «الجيش السوري الحر» في شمال سوريا من أن توسع «جبهة النصرة» حربها ضد جميع فصائل المعارضة المعتدلة، تمهيدا لإنشاء كيان خاص بها، في ظل تمددها في مناطق الشمال، وقضم مساحات كانت تشغلها فصائل معتدلة، وتغلغلها في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة، بذريعة «التخفي من ضربات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب».
وأكد مصدران معارضان في الشمال لـ«الشرق الأوسط» ارتفاع مخاوف المعارضين من استهداف «جبهة النصرة»، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، للكتائب التابعة لحركة «نور الدين زنكي» الناشطة في الشمال، بعد أن أنهت «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف أواخر العام الماضي في إدلب، وسيطرت على مقرات «حركة حزم» المدعومة أميركيا، الأسبوع الماضي.
وقال مصدر في إحدى فصائل المعارضة المعتدلة في الشمال لـ«الشرق الأوسط» إن «النصرة» تسعى «للقضاء على كل فصائل الجيش السوري الحر شمال سوريا، تمهيدا لتوسعة رقعة نفوذها، وإعلان إمارة موازية لإمارة تنظيم داعش شمال البلاد أيضا». وأوضح أن «النصرة» تختلق كل فترة «ذرائع واهية وحججا مختلفة، لتبرير حروبها ضد فصائل المعارضة المعتدلة»، مشيرا إلى أن تلك الذرائع «تتنوع بين الإيحاء بمواجهة الفاسدين، وكَيل التهم لفصائل (الحر) بأنهم عملاء للغرب ولواشنطن أو للنظام».
وتسيطر جبهة النصرة على معظم القرى والمدن في ريف إدلب الشمالي الغربي، بعد إقصاء فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة، وتتخذ مقرات لها في كل تلك المناطق. وتعد هذه المناطق من أكبر التجمعات للجبهة بعد أن قاتلت فصائل في الجيش الحر فيها واستولت على مقراته وأسلحته فعليا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتطال مخاوف المعارضين حركة «نور الدين زنكي» التي «نجت من هجمات ضدها قبل الهجوم على مقرات حزم في الأسابيع الماضية، بعد انضمامها إلى الجبهة الشامية». وأشار المصدر نفسه إلى أن الفصائل المعتدلة المعرضة لخطر هجمات الإقصاء من «النصرة» هي «الفرقة 16» التي تتهمها «النصرة» بأنها مقربة من الغرب، وفصائل أخرى تابعة لـ«الجبهة الشامية» مثل «ألوية أمجاد الإسلام» وغيرها. ويعرب المصدر عن اعتقاده بأن الهجمات الأخرى «لن تكون سريعة، إذ تحتاج النصرة إلى تحقيق انتصارات على النظام في إدلب أو حلب، قبل مهاجمة المعارضين المعتدلين، كي لا تخسر الحاضنة الشعبية للمعارضة في حلب».
ورغم ذلك تكررت خلال الأسابيع الماضية المظاهرات التي خرجت في مناطق شمال سوريا ضد «جبهة النصرة»، على ضوء ممارساتها بحقهم، وإقصاء المعتدلين وافتعال الحروب الداخلية، علما بأن النصرة «تعلمت من أخطاء (داعش) عبر مضاعفة تقديماتها للمدنيين في مناطق سيطرتها، كي تجنب نفسها ثورة عليها».
وتسيطر «النصرة» على قسم كبير من مناطق واسعة في ريف محافظة إدلب، وخلقت نقطة اتصال بين ريف المحافظة الجنوبي وريف حماه الشمالي، حيث تتمتع أيضا بنفوذ، إضافة إلى الريف الغربي لحلب، وقسم من ريف حلب الشمالي والمدينة نفسها، واستطاعت أن تتمدد إلى تلك المناطق بعد إقصاء فصائل الجيش السوري الحر منها.
وبينما تم تداول معلومات الأسبوع الماضي، نقلتها وكالة «رويترز» عن مصادر، بأن محادثات تجري مع النصرة للتخلي عن ولائها لتنظيم القاعدة، بهدف محاربة «داعش»، نفت الجبهة عزمها الانفصال عن «القاعدة».
وفي هذا الوقت تعرضت «النصرة» لضربات كثيرة من طائرات «التحالف الدولي»، كان آخرها الأحد، إذ قتل 9 عناصر من جبهة النصرة، بينهم 4 من جنسيات غير سورية، جراء قصف طائرات التحالف العربي – الدولي مقرا للجبهة في منطقة أطمة القريبة من الحدود السورية – التركية في محافظة إدلب.
وتحاول الجبهة استحداث مراكز لها بين المدنيين، بهدف حماية نفسها من ضربات التحالف، كما قالت مصادر معارضة تقيم في تركيا لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الجبهة «أخلت مقراتها منعا لاستهدافها جويا، وهو ما دفعها للتضليل قبل أيام، بالقول إنها أخلت مقر (الفوج 46) بريف حلب الغربي، بعد السيطرة عليه إثر المعركة مع حركة (حزم)، والإيحاء بأنها سلمته للجبهة الشامية التي نفت ذلك»، موضحة أن «هذا التضليل يهدف إلى منع طائرات التحالف من استهداف الجبهة». وقالت إن «النصرة» باتت «أكثر قلقا منذ بدء طائرات التحالف باستهدافها».
وتواجه «النصرة» حربا أيضا من قوات النظام التي قتلت 5 من قيادييها الأسبوع الماضي، بينهم قائد الجبهة العام أبو همام السوري، في ضربة جوية استهدفت اجتماعا لهم، بينما قتل عدد من القياديين بالجبهة بريف درعا والقنيطرة في جنوب دمشق، جراء المعارك المستمرة.
وكانت طائرات التحالف استهلت توسيع نطاق عملياتها إلى سوريا ضد الإرهاب، بتنفيذ ضربات ضد مقرات الجبهة بريفي إدلب وحلب، بالتزامن مع تدشين ضرباتها ضد المتشددين في سوريا في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، استهدفت مقرات الجبهة في قرية كفر دريان في ريف إدلب الشمالي، إضافة إلى ضربة استهدفت ريف المهندسين في ريف حلب الغربي، إذ أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة هزت المنطقة.
وفي 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي استهدفت طائرات التحالف مقرات وتحركات تابعة لقياديين في جبهة النصرة في عدة مناطق بريف إدلب، بينها سيارة لقيادي في الجبهة أمام مبنى المحكمة الشرعية في بلدة سرمدا القريبة من الحدود التركية في ريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى احتراقها بالكامل دون معرفة من بداخلها حتى الآن. كما استهدفت الضربات في الليلة نفسها عدة مواقع للجبهة في بلدة حارم، منها حاجز السجن المركزي والمصرف الزراعي ومستودع ذخيرة على طرف المدينة، إضافة إلى استهداف حلفاء للنصرة، بينها موقع لحركة «أحرار الشام» في بلدة بابسقا بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وجاءت الضربات آنذاك بعد سيطرة «النصرة» على معظم الريف الإدلبي الذي كان يخضع لـ«جبهة ثوار سوريا» بقيادة «جمال معروف».
وكان ناشطون سوريون أعلنوا في 27 فبراير (شباط) الماضي أن طائرات يعتقد أنها للتحالف الدولي استهدفت أحد مقار جبهة النصرة على سفح الجبل في قرية كفر هند قرب مدينة سلقين في سماء ريف إدلب الشمالي الغربي.
 
قائد «جبهة ثوار سوريا»: نقاتل من دون تسمية تحاشياً من استهداف «القاعدة» لنا
قال لـ («الشرق الأوسط») إنه لم يعتزل عسكرياً ويتنقل بين سوريا وتركيا
بيروت: بولا أسطيح
دحض جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» كل المعلومات التي أفادت باعتزاله العمل العسكري وانكفائه في تركيا منذ سيطرة «جبهة النصرة» على المعقل الرئيسي لمجموعاته في ريف إدلب شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، مؤكدا في حديث لـ«الشرق الأوسط» استمراره في قيادة المعارك ووجوده ما بين سوريا وتركيا.
وقال معروف إن «كل ما يحكى في الآونة الأخيرة يندرج في إطار الشائعات التي يبثها النظام السوري و(القاعدة) اللذين ليسا إلا وجهين لعملة واحدة»، مؤكدا أنه سيقاتل النظام في سوريا «حتى آخر رجل وآخر نفس».
وأوضح معروف أن عناصر «جبهة ثوار سوريا» يتوزعون حاليا في الجنوب والشمال، فيقاتلون في الجبهة الأولى تحت لواء «الجيش الأول»، بينما يقاتلون في المنطقة الشمالية من ريف إدلب إلى ريف حماه وريف حلب الجنوبي، من دون تسمية، وبإطار مجموعات مؤلفة من 40 أو 50 عنصرا خوف استهدافهم من قبل مجموعات «القاعدة».
واحتدمت المعارك الصيف الماضي ما بين مقاتلي «ثوار سوريا» و«النصرة» في ريف إدلب حتى نجحت الأخيرة في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالسيطرة على معاقل «ثوار سوريا»، ما أدى إلى انكفائهم تلقائيا.
واعتبر معروف أن الجبهة التي يقودها عالقة ما بين كماشتَي النظام و«القاعدة»، مؤكدا أنه سيعيد تجميع الكتائب المقاتلة تحت اسم «ثوار سوريا» في الوقت المناسب. وقال: «نحن لا نزال نعترف بكيانَي الجيش الحر كمرجعية عسكرية، والائتلاف المعارض كمرجعية سياسية، لكننا لا نتلقى الدعم المطلوب». وأشار إلى أن كل مجموعاته ستشارك في التدريبات العسكرية المرتقبة في تركيا، نافيا أن تكون هذه التدريبات انطلقت بعد.
وأفيد أخيرا باعتزال معروف العمل العسكري وانضمام مقاتليه إلى «الجبهة الشامية» بعدما كانت «جبهة ثوار سوريا» تعتبر القوة العسكرية الأساسية المعتدلة التي يعول عليها الغرب لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتردد قبل أيام أن ضغوطا تمارس على قادة «جبهة النصرة» في سوريا لحثهم على الانفصال عن تنظيم القاعدة، وأفيد بأن اجتماعات مكثفة تعقد في المناطق السورية المحررة بين شخصيات سياسية وعسكرية في الجيش السوري الحر وجبهة النصرة لتحقيق الهدف المذكور.
وأوضح معروف أن عناصر «القاعدة» الذين يقاتلون في سوريا إن كانوا تحت اسم «النصرة» أو «داعش» هم 3 مجموعات، مجموعة تميل إلى الجيش الحر وهي بصدد الرضوخ لأي ضغوطات للعودة إلى صفوفه، ومجموعة انضمت إلى القاعدة من أجل المال وبالتالي لن تمانع هي الأخرى من الانفصال عن التنظيم المتطرف، أما المجموعة الثالثة فتبايع التنظيم عقائديا وسيكون مصيرها الفرار إلى المناطق النائية مع تفكك كيان «القاعدة» في سوريا.
وانتقد معروف بشدة خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لوقف القتال في حلب، معتبرا أنها «لا ترتقي إلى مستوى الرد عليها»، وقال: «كيف يطرح تجميد القتال في حي واحد؟ ماذا عن باقي المدنيين المنتشرين في أنحاء سوريا؟». وشدد على أن أي خطة للحل يجب أن تبدأ بإقناع النظام بوقف طلعاته الجوية.
وتشكلت جبهة «ثوار سوريا» في عام 2014 من كتائب من «الجيش السوري الحر»، أبرزها «المجلس العسكري» في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب «شهداء سوريا»، وألوية «النصر القادم»، و«الفرقة التاسعة بحلب»، و«لواء أحرار الشمال»، وكتائب «فاروق الشمال»، وكتائب «رياض الصالحين» في دمشق، وتجمع «أحرار الزاوية»، وألوية «الأنصار»، وكتائب «فاروق حماه»، و«الفرقة السابعة»، وألوية «ذئاب الغاب»، وفوج «المهام الخاصة» بدمشق، ولواء «شهداء إدلب».
وكانت الجبهة قبل شهر أكتوبر الماضي تكتسب قوة ميدانية في المناطق الشمالية، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 40 ألفا ينتشرون أيضا في مدن سورية أخرى.
وتخضع مدينة إدلب لسيطرة القوات النظامية، وتستضيف نحو نصف مليون نازح من مدن وبلدات ريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. واتخذت فصائل الجيش السوري الحر قرارا في السابق بتحييد المدينة عن القتال، بهدف حماية النازحين فيها. وتتمتع «النصرة» بنفوذ في المنطقة، تمكنت من توسيعه في يوليو (تموز) الماضي، وطردت مقاتلي معروف من أجزاء في ريف إدلب الغربي إثر المعارك.
 
خالد خوجة لـ («الشرق الأوسط»): الأسد تحول إلى مدير تنفيذي للمصالح الإيرانية في سوريا
مائة يوم على تسلمه رئاسة الائتلاف السوري
باريس: ميشال أبونجم
مائة يوم مرت على تسلم خالد خوجة رئاسة الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة، لكن هذا الرجل، الذي شغل سابقا منصب ممثل الائتلاف قي أنقرة، يعرف تفاصيل الملفات المنوطة به وهذا أمر طبيعي. ولكنه خصوصا يعرف إلى أين يريد الذهاب وكيف الوصول، والعقبات التي تعترض طريقه وطريق الثورة السورية التي تحولت إلى حرب ثلاثية في الداخل «النظام والمعارضة المعتدلة وعلى رأسها الائتلاف، والتنظيمات المتشددة» إقليمية ودولية «عبر التحالف الدولي وقوى أخرى».
خالد خوجة الذي التقيناه مطولا في باريس على هامش زيارته إلى فرنسا، فتح لنا قلبه وكشف ما يمكن كشفه في هذه اللحظة عن واقع الائتلاف والجيش السوري الحر، والعلاقة مع الدول الداعمة، وغموض العلاقة مع واشنطن. تحدث خوجة بإسهاب عن خطته التي يسعى لتطبيقها على مسارين متوازيين: عسكري وسياسي، وعن أدوار الأطراف المؤثرة على الأزمة السورية من إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وعن تمسكه المطلق بـ«سقف جنيف» الذي لا نزول عنه بعكس ما فهم من تصريحاته من أجل حل سياسي في سوريا، وعن مواضيع أخرى كثيرة. لكن الرجل يبدو، رغم الصعوبات، مؤمنا بأن الأمور ستكون لصالح الشعب السوري وأن نظام الأسد سيقع في نهاية المطاف.
بداية، يرى خوجة أن ما يسعى الأميركيون للقيام به لجهة تدريب 15 ألف معارض خلال 3 سنوات «غير كاف بل لا معنى له»، خصوصا عندما تعلن الإدارة الأميركية أن الغرض مكافحة الإرهاب؛ أي بالمنظور الأميركي، «داعش». بالمقابل، يصر خوجة على 3 أمور: الأول، الحاجة لأن تعدل واشنطن فهمها لمعنى الإرهاب بحيث يتضمن «إرهاب الدولة» الذي يمارسه النظام منذ 4 سنوات. وثانيا، دمج القوة التي ستدرب في إطار ما يسميه «قوة الاستقرار الوطني» التي يسعى الائتلاف لإقامتها. والأمر الثالث، يتمثل في رغبة رئيس الائتلاف بقيام انسجام وتكامل بين برنامج التدريب الأميركي وبين غرفتي العمليات في الجنوب والشمال السوريين اللتين تقومان بتوجيه الدعم العسكري للمعارضة المسلحة. وفي أي حال، يطالب خوجة بأن تمر المساعدات، من الآن فصاعدا، عبر وزارة الدفاع المؤقتة وقيادة الأركان، علما أن ما يسعى إليه هو «مأسسة» الجيش الحر. وكشف خوجة لـ«الشرق الأوسط» أنه طلب مساعدة فرنسا لتحقيق هذا الهدف وأن باريس وعدت بتلبيته.
عندما نقول لرئيس الائتلاف إن الجيش الحر يبدو الأضعف بمواجهة التنظيمات المتشددة والألوية الأخرى، يرد بأن هناك 3 آلاف ضابط سوري منشق في المخيمات، وأن هناك 70 ألف مقاتل في جبهات الجنوب والشمال السوريين، وهم بعيدون كل البعد عن الفكر المتشددة والتنظيمات المتطرفة. ويطالب خوجة بأن يضم الضباط ضمن هيكلية تراتبية، وأن تكون لهم الأولوية في برامج التدريب. والهدف: «توحيد جميع هؤلاء ضمن منظومة الأركان وعلى أرضية وطنية والتزام بمبادئ الثورة وبالهوية الوطنية ومبدأ الحياد تجاه مكونات الشعب السوري كافة». ويكشف خوجة لـ«الشرق الأوسط» أنه اجتمع ميدانيا بكثير من الكتائب والألوية والجبهات المقاتلة، ذاكرا منها «الجبهة الشعبية»، نور الدين زنكي، «جيش المجاهدين»، الجيش الأول، الفيلق الأول، وغيرها، مؤكدا أن كثيرا منها «جاهز» للسير في المشروع العسكري التوحيدي. ولذا، فإن قيادة الائتلاف تريد من هذه المكونات العسكرية أن «تشارك في تشكيل قيادة أركان جديدة»، وأن «تكون حاضرة ميدانيا». وبموازاة ذلك، فإن المطلوب من الدول الداعمة «Core Group» أن توصل دعمها للجيش السوري الحر عبر قناة قيادة الأركان التي ستعمل على بناء «قوة وطنية محايدة تكون نواة لجيش سوريا المستقبلي»، الذي سيقبل التعاون والعمل والاندماج مع الجيش السوري «الرسمي»، إذ «نحن لسنا ضد مؤسسة الجيش السوري ولا ضد مؤسسة الشرطة، بل هناك مجرمو حرب ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري وهؤلاء يجب أن نعزلهم عن قيادة الجيش، بينما الدولة ومؤسساتها يجب أن تبقى». والخلاصة أن «جزءا لا بأس به من النظام لم يتورط في قتل الشعب السوري، ونحن مستعدون لاستيعابه ضمن المؤسسة الوطنية وضمن رؤية سوريا الجديدة».
ولكن، قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يتعين على الائتلاف أن يعيد تنظيم صفوفه من ضمن «الاستراتيجية السياسية الجديدة» التي أخذ بتطبيقها. ولكن ما هي ملامحها وواقعيتها؟
يقول خوجة إن الائتلاف «يريد اليوم الانفتاح على بقية أطياف المعارضة (في الداخل والخارج)، ولكن من غير أن يعني هذا أن سقف جنيف قد تراجع»، أي الالتزام بإقامة هيئة حكم انتقالية بسلطات تنفيذية بموافقة متبادلة. ولذا، فإن مبادرة موسكو سقطت لأن روسيا قالت: «النظام موجود، وعليكم التحاور معه إذا أردتم جزءا من السلطة».
ويحرص خوجة على تأكيد أن «لا حوار مع الأسد»، بل مفاوضات، وأن الائتلاف «لم يغير موقفه» لجهة قبوله بقاء الأسد لنهاية التفاوض، لأن رحيله سيكون الهدف الذي لا تخلي عنه. ولذا، فإن ما يريده الائتلاف هو التفاهم على أرضية مشتركة للمعارضة، الأمر الذي بدأ مع هيئة التنسيق في الاجتماعات التي رعتها باريس في قصر سان جوست «الضاحية الباريسية». وإلى هيئة التنسيق، يريد الائتلاف التفاهم مع تيار بناء الدولة والتيار الديمقراطي ومجموعة إعلان دمشق، فضلا عن كثير من التنسيقيات، لغرض «توسيع قاعدة المشاركة وإيجاد إطار مشترك سيشكل الموقف الموحد للمعارضة في أي عملية تفاوضية».
ولكن، ما الذي يجعل خطط إدارة الائتلاف الحالية أكثر صدقية من خطط الإدارات السابقة؟
يقول خالد خوجة إن عمليات التغيير في السابق «كانت تأتي من القمة إلى القاعدة ولذا فشلت»، بينما اليوم منهج التغيير مختلف. أما الخطأ الثاني، فيكمن في أن الائتلاف سابقا «أضاع الحاضنة الشعبية واستند إلى تحالف كرتوني (الدول الداعمة) مقابل حلف حديدي دعم النظام، خصوصا روسيا وإيران». ولذا، ثمة حاجة لمشاركة كل الهيئات والقوى لإنتاج «بوصلة» ستصنعها كل القوى الثورية التي تقاتل النظام «الألوية والكتائب ومنظمات المجتمع المدني...». أما الأمر الآخر الذي يشدد عليه رئيس الائتلاف، فهو ضرورة توافر «قاعدة أرضية» حدودية، أو في الداخل، للتواصل الدائم مع الفصائل والقوى المقاتلة، وهو الغرض من السعي لإقامة «قوة الاستقرار الوطنية». بيد أن هذه المقاربة على أهميتها لا تحل مشكلة «جبهة النصرة» ومعرفة ما إذا كانت داخل أو خارج منظومة المعارضة التي يسعى إليها الائتلاف؟
يقول خوجة إن «(النصرة) تشكل خطرا علينا لا يقل عن خطر (داعش)». ويرى أن من أخطاء الرؤساء السابقين «للائتلاف» أنهم «لم يصرحوا بذلك». ولذا، فإن «أول شرط» يطالب به خوجة، هو أن تفك «النصرة» ارتباطها بتنظيم القاعدة، وأن تقف «ضمن الخط الوطني» حتى يقبل الائتلاف التعامل معها على أساس قوة ثورية. ويضيف: «لم نعد نقبل أن تعمل على هواها، ألوية شاردة من غير مفهوم التراتبية والمحاسبة». وعندما نقول لخالد خوجة، إنه «من المستبعد» أن تقبل «النصرة» شروطه، يرد بأنه يطالب بفك الارتباط مع «القاعدة» كخطوة أولى، أما الثانية فهي أنه يتعين «حل كل القيادات خارج قيادة الأركان»، وأنه سمع «تجاوبا» من «جيش الإسلام»، و«أجناد الشام»، و«جيش المجاهدين»، وأن الفرصة المتوافرة «يجب اقتناصها».
لو كان قصور المعارضة في إسقاط النظام السوري سببه فقط، تشظيها لكانت الأمور سهلة. لكن المشكلة في البعد الخارجي الإقليمي والدولي الذي لعب حتى الآن ضد مصلحة المعارضة ولصالح النظام. ويشير خوجة في ذلك إلى الدور الإيراني، وإلى شبكة الترابط التي قامت حول برنامج طهران النووي من جهة وحول رغبة واشنطن في الامتناع عن أي مبادرة من شأنها «تنفير» إيران والحؤول دون الوصول إلى اتفاق تحتاج إليه الإدارة الأميركية لتحقيق «إنجاز» دبلوماسي في الشرق الأوسط. وبكلام آخر، يقول خوجة إن واشنطن «تساهلت» مع إيران لأنها «ربطت» بين المفاوضات النووية وبين الملفات الإقليمية، وأن طهران «فهمت» اللعبة واستغلتها لدعم نظام الأسد الذي أصبح «مديرا تنفيذيا للمصالح الإيرانية في سوريا». ويشكو رئيس الائتلاف من «غياب الرؤية الأميركية» ويسرد تفاصيل تفيد أن واشنطن امتنعت عن القيام بمبادرات كان من شأنها حماية المدنيين السوريين وتوفير مناطق آمنة ومنع النظام من الاستمرار في إسقاط البراميل المتفجرة على المواطنين. وبعكس واشنطن، فإن خوجة يشكر عدة دول من «المجموعة الضيقة» الداعمة للمعارضة، ومنها: فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وتركيا، ومن الدول العربية السعودية وقطر.
يأمل رئيس الائتلاف أن تبدأ واشنطن بتغيير استراتيجيتها في سوريا مع نهاية يونيو (حزيران)، أي مع نهاية المهلة الزمنية للتوصل إلى اتفاق بين مجموعة «5+1» وإيران «أكان ذلك سلبا أم إيجابا». وبحسب خوجة، فإن واشنطن ستكون قادرة عندها على اتخاذ «قرار تغييري» في سوريا، الأمر الذي قد يحمل موسكو وطهران على إعادة النظر في مواقفهما المتشددة، خصوصا إذا ما تعدل ميزان القوى ميدانيا ونجح الائتلاف في استراتيجيته السياسية والعسكرية، وفهمت الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن أن «جذور الإرهاب موجودة عند النظام».
إنها «سيناريوهات» يمكن أن تتحقق أو لا تتحقق. لكن خالد خوجة مؤمن بأن الأمور لن تبقى على هذا المسار، وأن مصلحة الدول الغربية هي في التوصل إلى حل في سوريا مفتاحه إرغام الأسد على التفاوض بضغط من روسيا وإيران، وبضغط التحولات الميدانية ووطأة عامل الإرهاب الذي يمكن أن يضرب في عواصم الغرب كما حصل في باريس وكوبنهاغن. كلها عوامل ستدفع إلى إخراج الملف السوري من حال المراوحة، ولذا يرى خوجة أنه يتعين إنجاح الاستراتيجية الجدية لكي تكون المعارضة مهيأة للصفحة الجديدة القادمة.
 
اشتباكات بين عناصر من «داعش» بعد محاولة «أجانب» الفرار
لندن - «الحياة»
تمكّنت فصائل المعارضة السورية من توجيه ضربة للجيش النظامي وحلفائه في ريف حلب الشمالي، بسيطرتها أمس على قرية حندرات التي كان النظام ينطلق منها لإكمال حصار مدينة حلب، فيما باشرت تركيا تنفيذ قرارها إغلاق معبر باب السلامة الذي يصل محافظة حلب بأراضيها بعد يوم على إغلاقها معبر باب الهوى في محافظة إدلب المجاورة.
وجاءت الخطوة التركية في وقت ترددت معلومات عن محاولة «منشقين» أجانب ترك صفوف تنظيم «داعش» والفرار من سورية إلى تركيا عبر ريف حلب، في مؤشر جديد إلى أن ضربات التحالف، وربما سلوك البطش المتزايد الذي يمارسه التنظيم، تدفع بعدد من عناصره، بمن فيهم الأجانب، إلى التخلي عنه، على رغم التقارير التي تفيد بأن أجانب آخرين ما زالوا يلتحقون بصفوفه.
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، معلومات عن مقتل عناصر من التنظيم بينهم 5 من جنسيات غربية، خلال اشتباكات بين مجموعتين من «داعش» قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي قبل يومين. وأشار إلى أن 10 عناصر من التنظيم أحدهم تونسي والباقون من جنسيات غربية «حاولوا الفرار عبر الحدود السورية- التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء فرارهم تمكن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم وأُودِعوا سجناً عند أطراف مدينة الباب». وتابع أن الموقوفين العشرة أقنعوا سعودياً من «الشرعيين» المشرفين على سجنهم بأن يسمح لهم بالرحيل «فتعاطف معهم وسلّمهم أسلحة ليتمكنوا من الفرار»، لكنهم سرعان ما اشتبكوا مع رفاقهم فقتل خمسة منهم وأربعة من الموالين للتنظيم، واعتُقِلت بقية الفارين. وتوقّع «المرصد» أن يلقى هؤلاء مصير 120 آخرين من التنظيم أُعدِموا لدى محاولتهم العودة إلى بلدانهم.
وجاءت عملية الفرار الأخيرة متزامنة مع قرار تركيا إغلاق منافذها الحدودية مع سورية، إذ أغلقت أمس معبر باب السلامة (تسيطر عليه «الجبهة الشامية») بعدما أغلقت الأحد معبر باب الهوى.
ميدانياً، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن المعارضين السوريين سيطروا أمس على قرية حندرات في ريف حلب الشمالي بعدما قتلوا «حوالى 25 عنصراً من قوات النظام». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد أن «الاشتباكات العنيفة» استمرت في الساعات الماضية في قرية حندرات وفي محيط تلة حندرات وقرية باشكوي بريف حلب الشمالي، بين «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و «جبهة أنصار الدين» من جهة، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات. وأشار «المرصد» إلى تقدم مقاتلي «جبهة النصرة» والتنظيمات المشاركة معها داخل قرية حندرات والسيطرة على أجزاء واسعة منها.
 
المعارضة تتقدم في حلب... و30 قتيلاً من «داعش» في الرقة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
- سيطرت فصائل المعارضة السورية أمس على أجزاء واسعة من قرية حندرات الاستراتيجية شمال حلب، في نكسة جديدة لقوات النظام التي كانت تحاول منذ شهور التقدم من تلك المنطقة لإكمال الطوق على مدينة حلب ولكسر حصار المعارضة على بلدتي نبل والزهراء المواليتين والواقعتين في ريف المدينة الشمالي الغربي.
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في قرية حندرات وبمحيط تلة حندرات وقرية باشكوي بريف حلب الشمالي، بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، بالتزامن مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وسط تقدم لمقاتلي جبهة النصرة والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين داخل قرية حندرات والسيطرة على أجزاء واسعة منها». وأكدت وكالة «مسار برس» المعارضة بدورها سيطرة المعارضين على قرية حندرات «بالكامل» وتقدمها صوب مخيم حندرات.
وأشار «المرصد»، من جهته، إلى مقتل طفلتين وإصابة آخرين بجروح «جراء القصف الجوي الذي استهدف قرية المسلمة قرب بلدة مسكنة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بريف حلب الشرقي، فيما قصف الطيران الحربي مناطق على طريق الكاستيلو شمال حلب، كما قصف الطيران المروحي ببراميل متفجرة منطقة في حي مسكن هنانو بمدينة حلب». وأورد «المرصد» أيضاً أن الطيران المروحي ألقى برميلاً متفجراً على منطقة المعامل على طريق الشيخ نجار القديم على أطراف مدينة حلب، كما ألقى برميلاً متفجراً على منطقة تلة المضافة قرب قرية حندرات بريف حلب الشمالي.
في غضون ذلك، أفاد «المرصد» أن ثلاثين شخصاً غالبيتهم عناصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» قُتلوا في غارتين نفذتهما طائرات تابعة لقوات التحالف على مصفاة نفط في شمال سورية على مقربة من الحدود التركية. وأوضح «المرصد» في بريد إلكتروني: «نفذت طائرات التحالف العربي الدولي ضربتين متتاليتين على مصفاة نفط عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة قرب الحدود السورية - التركية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعمال في مصفاة النفط».
ووزع «المرصد» شريط فيديو يظهر كتلة نار كبيرة تندلع ليلاً في المصفاة بعد حصول الغارة.
وكانت طائرات التحالف نفذت أول من أمس غارات على مقر لـ «جبهة النصرة» في منطقة أطمة الحدودية مع تركيا في محافظة إدلب (شمال غرب)، ما تسبب بمقتل تسعة عناصر من الجبهة، وفق «المرصد». واستهدفت الغارات معسكراً للجبهة مؤلفاً من مساكن وأبنية عدة، يقع على تلة على بعد أكثر من خمسمئة متر من وسط أطمة. وأفاد سكان في أطمة وكالة «فرانس برس» أن الصواريخ التي ألقتها الطائرات استهدفت ثلاثة أبنية «دمرت تماماً».
على صعيد آخر، قتل أمس سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام استهدف مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وأوضح «المرصد» أن ستة قتلى قضوا في قصف بالبراميل المتفجرة، لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات حرجة»، بينما قتلت امرأة في قصف مدفعي على المدينة. وتسيطر قوات النظام على مجمل مدينة ومحافظة حمص (وسط)، باستثناء حي الوعر في المدينة، وبعض المناطق في الريف وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة المحاصرتان.
وفي محافظة دمشق، دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في حي جوبر، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في الحي»، وفق ما ذكر «المرصد». أما في ريف دمشق فقد ارتفع إلى 13 قتيلاً بينهم طفلان عدد الذين قتلوا الأحد جراء قصف من طائرات النظام الحربية على مناطق في مدينة عربين. كما أصيب في الغارات أكثر من خمسين شخصاً آخرين بجروح، وفق «المرصد» الذي كان قد أفاد في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصاً.
وتعرضت مناطق أخرى في الغوطة الشرقية الأحد لقصف من طائرات حربية أو بالبراميل المتفجرة التي يتم إلقاؤها من مروحيات عسكرية.
وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية منذ حوالى سنة ونصف وتستهدفها بالقصف الجوي في شكل شبه يومي، وتسعى إلى السيطرة عليها بهدف القضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها، وإبعاد خطر مقاتلي المعارضة عن العاصمة.
وتعاني مناطق عدة في ريف دمشق من نقص في المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بعشرات الوفيات كان آخرها قبل يومين في مدينة دوما حيث توفي طفل نتيجة «نقص العلاج والغذاء اللازميَن»، وفق المرصد.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن القوات النظامية قتلت «عدداً من متزعمي التنظيمات الإرهابية التكفيرية: في ريفي درعا والقنيطرة، مشيرة إلى ضربة «دقيقة» استهدفت مقراً للمعارضة في بلدة الجيزة التي تبعد 13 كلم عن الحدود الأردنية في محافظة درعا، وضربة أخرى في قرية رسم الخوالد في القنيطرة. وتابعت الوكالة أنه «في ريف إدلب قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة على 20 إرهابياً على طريق إدلب - حارم- معظمهم من جنسيات أجنبية ودمرت لهم 3 عربات ومدفعاً ثقيلاً». أما «المرصد» فأشار إلى «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أطراف بلدة معرتحرمة بريف إدلب الجنوبي والتي شهدت (أول من) أمس قصفاً بالبراميل المتفجرة» أدى إلى مقتل مواطنة.
وفي محافظة اللاذقية، نفذ الطيران الحربي صباح أمس غارات على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي والتي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أيام بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، وفق تقرير لـ «المرصد».
أما في محافظة حماة (وسط سورية)، فقد ذكر «المرصد» أن الطيران المروحي قصف صباح أمس بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرزيتا ومناطق أخرى في الأراضي الزراعية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي، في حين دارت ليلة الأحد - الإثنين «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، قرب بلدة اللطامنة وقرية الزلاقيات».
 
أنقرة تغلق معبر «باب السلامة» بعد يوم على إغلاق «باب الهوى»
لندن - «الحياة»
أكدت وكالة «مسار برس» المعارضة أن قرار السلطات التركية إغلاق معبر باب السلامة الحدودي مع سورية «حتى إشعار آخر»، دخل حيّز التنفيذ أمس الإثنين، مشيرة إلى استثناء «الحالات الإسعافية» من إغلاق الحدود.
ونقلت الوكالة في هذا الإطار عن «الجبهة الشامية» التي تدير الجانب السوري من معبر باب السلامة تأكيدها في بيان توقف عمل المعبر بالنسبة إلى السيارات والأشخاص المسافرين «بدءاً من اليوم (أمس) وحتى إشعار آخر». وأشار البيان إلى أن إغلاق المعبر الذي يصل ريف حلب الشمالي بالجانب التركي سببه صدور قرار من السلطات التركية بإغلاق المعبر، من دون ذكر الأسباب.
وكانت السلطات التركية أغلقت ظهر الأحد معبر باب الهوى الذي يصل محافظة إدلب بالأراضي التركية حتى إشعار آخر. وذكرت إدارة المعبر من الجانب السوري أنه تم إغلاق معبر باب الهوى أمام المسافرين والسيارات السياحية التي تريد الدخول إلى تركيا، أما بالنسبة إلى سيارات الشحن والإسعاف فمسموح لها الدخول إلى الأراضي التركية.
ولفتت «مسار برس» إلى أنه سبق للسلطات التركية أن أغلقت عدداً من معابرها الحدودية مع سورية، لمرات عدة، وذلك لأسباب أمنية أو على خلفية اشتباكات وانفجارات حصلت قرب المعابر، ثم أعادت فتحها بعد استقرار الوضع.
وجاء إغلاق تركيا معابرها الحدودية مع سورية الآن في ظل تقارير عن انشقاقات تحصل في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حيث يحاول المنشقون الفرار من خلال عبور الحدود إلى تركيا. وفي هذا الإطار، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 9 عناصر من تنظيم «الدولة» قُتلوا في اشتباكات مع مقاتلين أجانب «حاولوا العودة إلى بلدانهم». وأوضح «المرصد» في تقرير: «قُتل 9 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم 5 من جنسيات غربية، خلال اشتباكات بين مجموعتين من عناصر التنظيم قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي أمس الأول (قبل 3 أيام)».
وأضاف أن «10 عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية أحدهم تونسي الجنسية والبقية من جنسيات غربية، حاولوا الفرار عبر الحدود السورية - التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء فرارهم تمكّن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم، وأودعوا السجن عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي»، وتابع «أن العناصر العشرة تمكنوا من إقناع شخص من تنظيم الدولة الإسلامية سعودي الجنسية وهو أحد المسؤولين عن السجن، والذي تعاطف معهم وسلمهم أسلحة ليتمكنوا من الفرار من السجن، ودارت اشتباكات بين العناصر الـ10 الفارين وعناصر آخرين من التنظيم قرب مدينة الباب، أسفرت عن مقتل 5 من العناصر الذين حاولوا الفرار ومقتل 4 آخرين من عناصر التنظيم الذين حاولوا اعتقالهم واشتبكوا معهم، فيما تم اعتقال العناصر الـ5 المتبقين». وقال: «من المتوقع أن يلقى الخمسة (الموقوفون) مصيراً مشابهاً لمصير أكثر من 120 عنصراً من التنظيم أعدموا في أشهر تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) من عام 2014، لدى محاولتهم ترك التنظيم والعودة إلى بلدانهم».
وكان «المرصد» نقل عن «مصادر متقاطعة من مناطق حدودية عدة» أن تنظيم «الدولة» بدأ في أواخر تشرين الثاني الماضي تطبيق سياسة «منع المواطنين من العبور والدخول إلى الأراضي التركية عبر المعابر غير الرسمية من مناطق سيطرته، إلا بعد مراجعتهم التنظيم، وتسلّم وصل منه يُسمح لهم بموجبه بالدخول إلى الأراضي التركية، وذلك في خطوة من تنظيم الدولة الإسلامية لتشديد الإجراءات على الحدود السورية - التركية ومنع عناصر التنظيم غير الراغبين بالبقاء في التنظيم من الهروب إلى الأراضي التركية أو العودة إلى بلدانهم». ونقل «المرصد» أيضاً عن «مصادر موثوقة» قولها في الفترة ذاتها «أن تنظيم الدولة الإسلامية اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية والبالغ من العمر نحو 17 عاماً، من أحد محال الاتصالات... عقب اتصاله بذويه في بلده، حيث اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية، واقتياده إلى منطقة مجهولة». وتابع: «أن مترجماً كان برفقتهم وأبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله بأنه يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده». كما نشر «المرصد» في 28 أيلول (سبتمبر) الماضي أن تنظيم «الدولة» قبض على أحد شرعييه «أبو ساجدة» لدى محاولته الفرار إلى تركيا بعد اختلاسه «مبلغاً مالياً كبيراً من أموال التنظيم».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,959,951

عدد الزوار: 7,652,215

المتواجدون الآن: 0