خبراء وسياسيون: طهران أبلغت الحوثيين أنها لن تستطيع تقديم أي دعم مالي بسبب انخفاض أسعار النفط

إحباط مخطط حوثي لإغلاق باب المندب..«القاعدة» ينهب المكلا...الحوثيون وأنصار علي صالح ينسحبون من القصر الرئاسي...«عاصفة الحزم» تدعم اللجان الشعبية بالأسلحة.. وتستهدف مخازن في باب المندب

تاريخ الإضافة الأحد 5 نيسان 2015 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2331    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إحباط مخطط حوثي لإغلاق باب المندب
الحياة..الرياض - سيف السويلم الداير بني مالك (الحدود السعودية اليمنية) - عناد العتيبي ويحيى خردلي
وصفت قوات تحالف «عاصفة الحزم»، التي تقودها السعودية، القتال الذي تشهده شوارع ومنشآت العاصمة الموقتة لليمن (عدن) بأنه كرٌّ وفرٌّ. وأكدت أن طائراتها أسقطت أسلحة للجان الشعبية التي تقاوم الجيوب الحوثية، التي اضطرت إلى الانسحاب أمس من القصر الجمهوري في منطقة المعاشيق. وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد حسن عسيري أمس، إلى أن الدعم اللوجستي للجان الشعبية تم تسلمه فعلياً، وهو الذي أتاح للمقاومة اليمنية تغيير الوضع على الأرض.
وأضاف أن الحوثيين يتحصنون حالياً في بعض المناطق داخل عدن، ويجري التعامل معهم، فيما يستمر العمل على عزل عدن خارجياً لمنع وصول أي دعم للميليشيات الحوثية. ووصف العمليات القتالية التي للحوثيين بأنها قتال يائس لن يحقق نتائج، مؤكداً أن العمل جار لإضعافهم. وأشار إلى أنهم يستنزفون قدراتهم في عمليات من الحدود السعودية شمال اليمن إلى أقصى الجنوب، وهي عمليات بلا خطة عسكرية، وليس بينها أي رابط. وقال إن التحالف سيواصل استهداف الحوثيين وتقطيع خطوط إمداداتهم لمنع التواصل بينهم.
وأعلن عسيري أن مقاتلات التحالف استهدفت أمس تجمعات كبيرة للحوثيين في جزيرة ميون الواقعة على باب المندب، إذ حشدوا عربات مدرعة ودبابات وصواريخ كانوا ينوون استخدامها لتعطيل الملاحة في مضيق باب المندب. وقال إنه تم تدمير وجودهم هناك، بما في ذلك الدبابات ومستودعات المواد والذخيرة، ومراكز القيادة والسيطرة.
وأوضح المتحدث العسكري السعودي باسم قوات التحالف أن الحملة الجوية لـ«عاصفة الحزم» مستمرة على الوتيرة نفسها. وتم أمس - في تاسع أيام الحملة - استهداف وتدمير صواريخ سكود، التي قال إن الحوثيين يحركونها باستمرار، ويخفون بعضها تمويهاً. وأشار إلى أنه يصعب القضاء الكامل على ميليشيات الحوثيين، لأنها تتحرك في مجموعات صغيرة، لكن سيتم إضعاف قدراتها كي لا تشكل أي خطر على أمن اليمن ومواطنيه.
وفي شأن الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لشمال اليمن، ذكر عسيري أن القوات السعودية واصلت القصف المدفعي لإسكات المحاولات الحوثية اليائسة لإطلاق النار عشوائياً على الحدود السعودية. وكشف عن وقوع محاولة حوثية لاستهداف منفذ الوديعة الحدودي السعودي من الجانب اليمني، وأكد أنه تم إسكاتها.
وقال إنه تمت ملاحظة تصدعات في صفوف الحوثيين، إذ رصدت خلافات واشتباكات بين مجموعاتهم، واعتبر أن ذلك يمثل مؤشراً لفقد القيادة والسيطرة في صفوف الحوثيين، مؤكداً أن السعودية ستستمر في حماية أمن وسلامة حدودها. وأشار إلى استمرار الحصار البحري لليمن، ومراقبة الحدود البحرية والجزر، ورصد تحركات جميع السفن، وتحليل المعلومات المتعلقة بذلك لاتخاذ القرار الملائم.
ورداً على سؤال عن استعانة الحوثيين بمرتزقة أجانب، قال عسيري إنهم يواجهون المصير نفسه، وهم مع الحوثيين في خندق واحد. ولم يستبعد عسيري أن يقوم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بأي تصرف لتحقيق مكاسب شخصية مهما كان ذلك يضر بالشعب اليمني. وأضاف أن قوات التحالف تأخذ بعين الاعتبار أية معلومات عن احتمال حيازة صالح أسلحة كيماوية، وأوضح أنه إذا تأكد ذلك فستكون هناك استجابة مناسبة، ولن يسمح للمخلوع والحوثيين بالاستمرار في الإضرار بالشعب اليمني.
وعرضت التلفزة الحكومية السعودية أمس لقطات مرئية تظهر طائرات حربية تابعة للتحالف، وهي تسقط في ساعة مبكرة أمس أسلحة وإمدادات طبية بالمظلات على منطقة التواهي في مشارف عدن التي لا يزال يسيطر عليها أنصار هادي.
 
«القاعدة» ينهب المكلا
صنعاء، عدن، المكلا - «الحياة»
تواصلت أمس معارك الكر والفر بين المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مدينة عدن وزودت طائرات عملية «عاصفة الحزم» أنصار هادي بالسلاح والمؤن ومعدات اتصال حديثة عبر إنزال مظلي رافقه قصف جوي على مواقع الحوثيين في محيط المطار والقصر الرئاسي وثكنة عسكرية في باب المندب.
واستمرت لليوم التاسع غارات التحالف في قصف مواقع للحوثيين ومعسكرات للقوات الموالية لهم في محيط صنعاء وصعدة حيث معقل الجماعة وبامتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي مع فترة هدوء أثناء النهار.
وعزز تنظيم «القاعدة» سيطرته على مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) غداة اقتحامهها إذ هاجم مواقع عسكرية جديدة ونهب أسلحتها وسط محاولات يائسة لقوات الجيش لاستعادة السيطرة على المدينة التي عمّتها الفوضى.
وفي ظل انفلات الأمن وحالة فراغ السلطة أحكم تنظيم «القاعدة» سيطرته على مدينة المكلا وواصل نهب مصارفها ومؤسساتها وسيّر دوريات في المدينة ونصب نقاط تفتيش مع محاولته السيطرة على قوات الدفاع الساحلي التي لم يتمكن من السيطرة عليها.
وذكرت مصادر أمنية وشهود «أنه هاجم أمس معسكر الحامية في منطقة الديس وسيطر مسلحوه على مقر المنطقة العسكرية الثانية بعد هجوم عنيف سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى قبل أن يجبر الجنود الباقين على الفرار».
ويتخوف مراقبون أن تكون سيطرة التنظيم على أكبر مدينة في حضرموت مقدمة لتوسيع نطاق سيطرته على مناطق أخرى يحاكي خلالها تجربة تنظيم «داعش» في العراق، مستغلاً ضعف السلطات المحلية وإقناع السكان بأنه يحميهم من خطر الزحف الحوثي المسنود بقوات الرئيس السابق علي صالح.
وكان حلف قبائل حضرموت اتهم السلطات الرسمية في المدينة بالتهاون في حمايتها كما أعلن تأييده لقوات التحالف المنضوية تحت عملية «عاصفة الحزم»، طالباً المساندة لحماية حضرموت من الجماعات المسلحة.
وفي تطور سياسي بارز أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) مساء الخميس رسمياً تأييده عملية «عاصفة الحزم» محملاً الانقلابيين الحوثيين وعلي صالح مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وهو التأييد الذي فهم منه الإيذان بدخول أنصار الحزب ساحة المواجهة المسلحة ضد الجماعة والقوات الموالية.
وتظاهر آلاف من أنصار صالح وحزبه «المؤتمر الشعبي» أمس في ميدان التحرير في صنعاء رفضاً لغارات «عاصفة الحزم» وتنديداً بما وصفوه «العدوان الخارجي على اليمن». وقال مكتب صالح في بيان «إن موقف حزب «الإصلاح» المؤيد يضعه مع هادي في «موضع المساءلة الشعبية والدستورية بتهمة الخيانة العظمى».
وفي عدن قال شهود عيان لـ»الحياة» إن طائرات تابعة لقوات التحالف ألقت كميات من الأسلحة والذخائر ومعدات الاتصال مستخدمة المظلات إلى مسلحي المقاومة الموالية لهادي في سياق دعم صمودهم في مواجهة الاجتياح الحوثي للمدينة.
وأكدت مصادر متطابقة في عدن أن «الحوثيين سيطروا على القصر الرئاسي في منطقة معاشيق في ظل مقاومة شرسة في أحياء كريتر والتواهي والمنصورة التي يحاولون اقتحامها بالدبابات والعربات المدرعة، إذ لا تزال غالبية مناطق المدينة تحت سيطرة المقاومة الموالية لهادي و»الحراك الجنوبي» باستثناء محيط القصر الرئاسي وحول المطار وأجزاء من ساحل خور مكسر».
واتهم الحوثيون طائرات التحالف والبوارج الحربية بقصف مطار عدن وتدمير طائرات مدنية يعتقد أن بينها الطائرة الرئاسية، وقالوا إنهم سيطروا على الميناء كما أكدوا أنهم سيواصلون «تطهير المدينة من المسلحين الموالين لهادي ومن يقف إلى جوارهم من «الإرهابيين» بحسب تعبيرهم.
وواصل الطيران الحربي غاراته ليلاً على مناطق متفرقة من صنعاء وصعدة مستهدفاً تجمعات للحوثيين على الشريط الحدودي في صعدة وحجة، كما امتد القصف الجوي إلى أقصى الجنوب الغربي في باب المندب حيث توجد ثكنة تضم وحدات عسكرية يسيطر عليها الحوثيون.
 
الحوثيون وأنصار علي صالح ينسحبون من القصر الرئاسي
الحياة..عدن - أ ف ب -
أسفرت الحملة العسكرية التي بدأت قبل تسعة ايام في اليمن بقيادة السعودية عن عرقلة تقدم الحوثيين في هذا البلد الغارق في الفوضى، حيث يسعى «القاعدة» الى بسط سيطرته في شكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.
ونظراً إلى الغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي، اضطر الحوثيون وحلفاؤهم من القوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح الى الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر الخميس إثر معارك اتسمت بالعنف، في اتجاه حي خور مكسر المجاور، حيث قتل 12 منهم خلال اشتباكات ليلية مع انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح مسؤول عسكري، طالباً عدم كشف اسمه ان «المسلحين الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا قبل الفجر من قصر المعاشيق بعد غارات جوية للتحالف». وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو آخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعاً لهم، اندلعت اشتباكات مع «اللجان الشعبية» المؤيدة للرئيس هادي.
من جهته، أكد مصدر أمني عملية الانسحاب التي اعلنتها وكالة الانباء السعودية، مشيرة الى ان القوات المؤيدة لهادي «نجحت في طرد» المتمردين من القصر. وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات استمرت في شكل متقطع في الأحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلاً من سفن حربية تابعة للتحالف العربي، مشيرة الى احتراق طائرة قد تكون تلك المخصصة للرئيس اليمني.
وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لإنزال مواد غذائية وأدوية في مرفأ عدن لإغاثة السكان الذين يواجهون نقصاً في المواد الاساسية، على ما أفاد مصدر في المرفأ.
على صعيد عمليات الإغاثة، أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة المعارك في اليمن بلغت في اسبوع 519 قتيلاً ونحو 1700 جريح. وأعربت عن «قلقها البالغ» على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد، داعية مختلف أطراف النزاع الى بذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين. وقالت: «على الذين يشاركون في المعارك ان يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولا سيما في المناطق المأهولة، او عدم استخدامها لغايات عسكرية».
وأضافت ان عشرات الآلاف فروا من منازلهم وان قسماً من هؤلاء توجه الى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالأخطار.
في مجال آخر، يغتنم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الفوضى السائدة في اليمن لتعزيز سيطرته في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي حيث يحظى بوجود ملحوظ في حضرموت.
وقال مسؤول ومواطنون ان مقاتلي «القاعدة» فرضوا الجمعة سيطرتهم في شكل جزئي على مدينة المكلا، غداة اقتحامهم السجن المركزي لتحرير احد قادتهم ونحو 300 موقوف. وأفاد شهود ان بين 200 و300 مسلح انتشروا في وسط المدينة وغربها حيث اقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء. وأوضح مسوؤل محلي ان مقاتلي التنظيم «يسيطرون على احياء وليس على كل المكلا». وأضاف ان النقاط الحساسة وبينها قاعدة كبيرة للجيش والمطار «ما زالا تحت سيطرة القوات الحكومية».
لكن مقاتلي «القاعدة» سيطروا على المرفأ من دون اي مقاومة، بعدما تخلى عناصر الأمن عن أسلحتهم على ما أفاد احد العمال وشهود قالوا ان المقاتلين وجهوا نداء عبر مكبرات الصوت الى القاطنين قرب قاعدة الجيش في شرق المدينة لمغادرة اماكنهم، ما يؤشر الى احتمال مهاجمتها.
وبعد دخولهم المدينة امس وجه عناصر «القاعدة» نداء عبر المساجد «للجهاد ضد الروافض والحوثيين» بينما كان المتمردون يحاولون السيطرة على عدن. كما سيطروا على كتيبتين للجيش الخميس مستخدمين دبابات ومصفحات.
وبين السجناء الذين فروا اثناء اقتحام السجن احد أبرز قادة التنظيم ويدعى خالد باطرفي الموقوف منذ اكثر من اربعة اعوام. وبالاضافة الى السجن، هاجم عناصر «القاعدة» الميناء والقصر الرئاسي ومقار الادارة المحلية والمحافظ والامن والمخابرات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية.
 
واشنطن مستعدّة لتزويد طائرات «عاصفة الحزم» وقوداً في الجو
الحياة..واشنطن - أ ف ب -
أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير الخميس، أن الولايات المتحدة ستزوّد الطائرات الحربية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية، وقوداً في الجو.
وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن «سنتكوم» (القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط) أعطت الضوء الأخضر لنشر طائرات لتزويد مقاتلات السعودية وشركائها الخليجيين في العملية، وقوداً في الجو، خارج المجال الجوي اليمني. وأضاف أن الولايات المتحدة تتوقع أن تتلقى من السعودية ثمن عمليات التموين التي لم تبدأ بعد.
وكان الرئيس باراك أوباما، وعد بتقديم مساعدة لوجيستية واستخبارية في العمليات التي بدأت السعودية شنّها في 26 آذار (مارس)، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لمنعهم من السيطرة على القسم الأكبر من اليمن.
وفي ما يتعلق بالمساعدة في مجال الاستخبارات، قال المسؤول الأميركي نفسه إن واشنطن تمدّ السعودية بمعلومات مصدرها أقمارها الاصطناعية وطائراتها الاستطلاعية، للمساعدة في مراقبة حدودها ومتابعة تقدّم الحوثيين. وأوضح أن هذه المساعدة تهدف الى توفير «صورة عن ميدان المعركة» ومواقع انتشار الحوثيين وتجنيب الطائرات السعودية إسقاط ضحايا مدنيين.
وتابع: «إننا نساعد السعوديين للبقاء مطلعين على ما يجري على حدودهم. إنهم يبحثون عن إثبات لأي توغل بري للحوثيين» المتمركزين في عدن، لكننا لن نزوّدهم (السعوديين) بمعلومات لتحديد» أهداف الغارات الجوية. وتابع أن القوات البرية السعودية ليست على وشك دخول اليمن، على رغم تعزيز أمن حدودها. وأكد أن الرياض «تنشر قواتها على طول الحدود للحؤول دون توغل حوثي»، مشدداً على أن هذه القوات «في موقف دفاعي».
وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي فيما أعلنت السعودية أول الضحايا في صفوف قواتها منذ انطلاق الهجوم الجوي، مع مقتل جندي وإصابة 10 في إطلاق رصاص عبر الحدود.
وأضاف المسؤول، أن السعوديين يدركون الحاجة الى وقف تدفّق الأسلحة الى اليمن، لكنهم «لا يعلمون كيف حتى الآن»، وتابع: «قبل انطلاق الأحداث الأخيرة، كان اليمن حليفاً محورياً للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة، وأجاز لها شنّ غارات بطائرات من دون طيار استهدفت القاعدة». وأجبر انهيار الحكومة اليمنية أمام تقدّم الحوثيين، الأميركيين على إغلاق سفارتهم وسحب قوات العمليات الخاصة التي كانت تساعد الحكومة في محاربة التنظيم في شبه جزيرة العرب، ما أدى الى «تقليص قدراتنا».
وتعتبر وكالات الاستخبارات الأميركية «القاعدة» في شبه جزيرة العرب، أخطر فروع التنظيم، لا سيما بعد محاولته تفجير طائرات متّجهة الى الولايات المتحدة.
 
«عاصفة الحزم» تدعم اللجان الشعبية بالأسلحة.. وتستهدف مخازن في باب المندب
عسيري: قصف صواريخ «سكود» متحركة بعضها مموه.. واشتباكات داخل الميليشيات الحوثية > اجتماع رؤساء هيئات أركان دول التحالف في الرياض
الشرق الأوسط..الرياض: ناصر الحقباني
أكدت قوات التحالف أمس، أنها نجحت في عملية لوجستية للجان الشعبية في عدن، وذلك بعد أن قامت بإمدادهم بالأسلحة، التي ساعدتهم في طرد الميليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي، مشيرة إلى أن طائرات التحالف استهدفت عربات ومدرعات في جزيرة ميون التي تقع في مضيق باب المندب وكذلك عددا كبيرا من صواريخ سكود التي يتم تحريكها بشكل مستمر، وكان جزء منها مموها والآخر مخزنا، فيما قال العميد أحمد عسيري، إنه تجري اشتباكات وصراعات داخل الميليشيات الحوثية في محاولة لوقف فقدهم للقيادة والسيطرة.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن قوات التحالف قامت فجر الجمعة الماضية، بعملية إسقاط بهدف الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن، التي استطاعت أن تغير الوضع على الأرض وطرد عناصر الميليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها، حيث يتحصن المتمردون الآن في مناطق داخل مدينة عدن، ويتم التعامل معهم لطردهم، والعمل على عزل مدينة عدن من أي دعم خارجي.
وأضاف: «قامت مجموعة صغيرة تابعة للميليشيات الحوثية خلال اليومين، بمحاولة الدخول إلى عدن، في عمليات كر وفر لتحقيق أهداف إعلامية لإحداث البلبلة، إلا أن اللجان الشعبية عملت على صدها، وكان هدفهم الوصول إلى القصر الرئاسي، وتمكنت اللجان الشعبية والمخلصين من الجيش اليمني من التصدي لهذه العملية، بمتابعة قوات التحالف».
وقال العميد عسيري خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار القاعدة الجوية بالرياض أمس، إن عمل الميليشيات الحوثية معزول، وقامت قوات التحالف أول من أمس، باستهداف جزيرة ميون التي تقع على باب المندب، وكانت قوات التحالف تتابع خلال الفترة الماضية محاولات الميليشيات الحوثية استخدام التهريب إلى الجزيرة، حيث وجدت مجاميع منهم فيها، وتحوي الجزيرة عددا من العربات المدرعة والدبابات والصواريخ.
وأضاف: «الحملة الجوية مستمرة نحو تحقيق أهدافها وأهدافنا واضحة ويتم العمل على تحقيقها، وأي عمل عسكري يجب ألا ينجر خلف ردود الأفعال، بل العمل العسكري المحترف يكون هو صاحب الفعل ويترك للطرف المقابل رد الفعل».
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن هناك احتمالا لوجود صواريخ من النوع الذي يطلق من البر إلى البحر لتعطيل أو بلبلة الملاحة في مضيق باب المندب، إلا أن قوات التحالف اختارت الوقت المناسب للعملية لتدمير جميع مستودعات الذخيرة والدبابات ومراكز القيادة في الجزيرة، وهي إحدى العمليات المهمة والنوعية التي نفذت.
ولفت مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن العمل العسكري مستمر على نفس الوتيرة لتحقيق أهداف الحملة الجوية، وأن «عاصفة الحزم» استهدفت أول من أمس صواريخ سكود التي يتم تحريكها بشكل مستمر، بموجب معلومات استخباراتية، وكان جزء منها مموها والآخر مخزنا، كما استهدفت مستودعات ذخيرة وصواريخ بعد ورود معلومات دقيقة عنها.
وذكر العميد عسيري، أن متابعة الأهداف وتقييمها والتأكد من نوعية الاستخبارات المتوفرة ومقارنتها بجميع الوسائل سواء التقنية أو البشرية تتطلب وقتا وجهدا كبيرين، والعمل مستمر على وتيرة واحدة، مبينا أن هناك ضغطا متزايدا على هذه الميليشيات الحوثية، والمؤشرات تدل على ضعف إمكاناتهم، وأن الميليشيات لا يمكن القضاء عليها بشكل كامل لأنها تتحرك بشكل فردي ومجموعات بسيطة، والحملات الجوية ستقلل من قدراتهم لتصبح غير قادرة على التأثير والإضرار بالشعب اليمني.
وأضاف: «هناك محاولات يائسة من الميليشيات الحوثية في منطقة صعدة واستمرار تحركها شمالا للوصول إلى الحدود السعودية، وأن هناك مناوشات من وقت لآخر من حيث عمليات إطلاق نار عشوائي ضد المواقع الحدودية للسعودية، وكان هناك استهداف مساء أول من أمس، لمنفذ الوديعة اليمني في الجانب اليمني وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في استجابة سريعة من القوات البرية الملكية السعودية لأي تهديد».
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، إنه خلال وقت الإيجاز العسكري، يحدث الآن في داخل هذه الميليشيات صراعات واشتباكات، وهذه مؤشرات أن هناك فقدا للقيادة والسيطرة، وستستمر القوات البرية في تأدية مهامها وحماية الحدود السعودية، لتكون آمنة ومستقرة، مشيرا إلى أن العمليات البحرية مستمرة في عمل مراقبة الحدود البحرية والموانئ والجزر.
وأضاف: «جزء كبير من المعلومات يصل عن طريق السفن الموجودة في الحدود أو المياه الإقليمية اليمنية أو السعودية، ويتم نقل المعلومات وتحليلها ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع جميع التحركات من هذا النوع».
وحول صحة المعلومات عن امتلاك الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أسلحة كيميائية مخبأة في صنعاء، واستخدامها ضد الشعب اليمني، أجاب مستشار وزير الدفاع السعودي، «لا يستبعد من الرئيس المخلوع صالح أي تصرف بهدف الحفاظ على مكاسبه الشخصية مهما كانت النتائج على الشعب اليمني، وأن قوات التحالف تأخذ كل الاحتمالات والأخطار في الاعتبار، ولن نسمح بإذن الله سواء للرئيس المخلوع، أو المتمردين من الجيش اليمني أو الميليشيات الحوثية بالإضرار بالشعب اليمني».
وذكر مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الميليشيات الحوثية عندما استولت على العاصمة صنعاء عملت على الاستيلاء على جميع القنوات الإعلامية الرسمية والمنشآت الحكومية، وتغيير طواقمها والعبث فيها، لافتا النظر إلى أن هدف قوات التحالف في هذه المرحلة هو الأمن الذي يعد المطلب الأساسي للمواطن اليمني، والعمل في المراحل القادمة على إعادة تأهيل البنى التحتية للشعب اليمني ومن ضمنها الأجهزة الإعلامية.
وحول استعانة الميليشيات الحوثية بمرتزقة من جنوب أفريقيا لنشرهم حول حدود المملكة، أكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن المجال الجوي تحت سيطرة قوات التحالف فلا يسمح بطائرات تدخل اليمن، وكذلك الحال بالنسبة لشواطئ اليمن، أما من سبق ووجد داخل اليمن قبل بدء العملية فهو مع الحوثيين في خندق واحد ويواجهون نفس المصير، مؤكدا أن «الحدود السعودية آمنة، بجهود أبنائنا المخلصين من أبناء قواتنا البرية وزملائهم في القوات الأخرى».
وحول نسبة تحقيق الأهداف للعمليات الجوية لقوة التحالف منذ بداية عاصفة الحزم حتى يومها التاسع، ذكر مستشار وزير الدفاع السعودي، أن 9 أيام في عمر المعارك والحروب تعد قليلة جدا، وتزداد هذه العمليات صعوبة عندما يكون الطرف الآخر ميليشيا وليس جيش نظامي، وأن الحملة الجوية هي مرحلة مهمة ودقيقة للتمهيد لما بعدها من أعمال، ويجب ألا نستعجل النتائج، مؤكدا أن قوات التحالف تسير وفق خطة موضوعة في ظل وجود عدة معطيات كبيرة، فيما العمل الجوي يتطلب الدقة المتناهية لسلامة المواطنين وعدم الإضرار بالبنية التحتية لليمن.
وعقد أمس في الرياض، اجتماع لرؤساء هيئات الأركان العامة لبعض دول التحالف المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم».
وقدم في الاجتماع إيجاز عن الموقف العسكري الراهن، وسير العمليات العسكرية التي تتم حسب الخطط المرسومة، كما تم استعراض الأهداف التي تحققت حتى الآن. وأثنى المجتمعون على المعنويات العالية التي أظهرها المشاركون في العمليات من جميع قوى التحالف، وعزمهم وتصميمهم على إنجاز مهامهم بقوة وحزم.
 
كاميرون يؤكد للعاهل السعودي الدعم الكامل وصالح يتواطأ مع «القاعدة» في المكلا
«عاصفة الحزم» تطرد الحوثيين من عدن
المستقبل..صنعاء ـ صادق عبدو ووكالات
استعادت المقاومة الجنوبية في مدينة عدن روحها القتالية من جديد، وتمكنت بدعم لوجستي وقصف جوي وبحري من قوات «عاصفة الحزم» من مواجهة آلة الموت، التي جاءت بها جحافل مليشيات الحوثيين الموالين لطهران، تؤازرهم القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قام الحرس الوطني الموالي له في المكلا بتسليم المدينة والمنشآت العسكرية فيها الى عناصر تنظيم «القاعدة» من دون مقاومة.

ولفت امس الاتصال الهاتفي الذي تلقاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تطرق فيه إلى تطورات الأحداث في اليمن وتأكيده التزام بريطانيا بدعم المملكة العربية السعودية الكامل، واستمرار التنسيق بين الدولتين الصديقتين في كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

وكذلك أكد أمس رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة حيث يقوم بزيارة رسمية، أن بلاده وافقت «على تقديم كل الدعم الممكن للدفاع عن سيادة المملكة العربية السعودية وسلامة أراضيها».

ففي عدن انسحبت القوات الموالية للحوثيين وأنصار صالح فجر أمس من القصر الرئاسي في منطقة معاشيق بعد ساعات من سيطرتها عليه، عقب قصف جوي من طائرات «عاصفة الحزم» ووصول أسلحة إلى المقاومة عبر الجو من خلال إنزال مظلي إلى منطقة التواهي التي تخضع لسيطرة المقاومة الجنوبية.

وأشارت مصادر أمنية وكذلك شهود عيان إلى أن قوات الحوثيين وصالح غادرت القصر بعد ما شن طيران «عاصفة الحزم» عدة غارات جوية أوقعت إصابات في صفوفها لم يكشف عنها، موضحة أن قوات الحوثيين انسحبت كذلك من عدد من المناطق التي سيطرت عليها في منطقتي خورمكسر وكريتر، كما صدت المقاومة محاولة لتلك القوات في منطقة كالتكس أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.

وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري أن «عاصفة الحزم « مستمرة لتحقيق أهدافها على جميع المحاور. وقال خلال الإيجاز الصحافي اليومي في قاعدة الرياض الجوية ان الحملة الجوية مستمرة نحو تحقيق أهدافها، وأشار إلى ما حصل في داخل أحياء عدن, حيث قامت مجموعة صغيرة تابعة للمليشيات الحوثية بمحاولة الدخول إليها في عمليات كر وفر لتحقيق أهداف إعلامية لإحداث البلبلة, إلا أن اللجان الشعبية عملت على صدها, وكان هدفهم الوصول إلى القصر الرئاسي، وتمكنت اللجان الشعبية والمخلصين من الجيش اليمني من التصدي لهذه العملية بمتابعة قوات التحالف.

وأبان أن قوات التحالف قامت بعملية إسقاط بهدف الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن التي استطاعت أن تغير الوضع على الأرض وتطرد عناصر المليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها, حيث يتحصنون الآن في مناطق داخل مدينة عدن ويتم التعامل معهم والعمل على عزل مدينة عدن من أي دعم خارجي .

وقال العميد عسيري ان «عاصفة الحزم» استهدفت بموجب معلومات استخباراتية صواريخ سكود يتم تحريكها بشكل مستمر. وأفاد أن هناك ضغطا متزايدا على هذه المليشيات الحوثية, وقال: الآن هناك في داخل هذه المليشيات صراعات واشتباكات.

وفي الأثناء طرد جنود وضباط اللواء 17 مشاه في باب المندب وجزيرة ميون في البحر الأحمر قائدهم العميد صالح الصباري بعد تعامله مع الحوثيين وإدخالهم إلى اللواء.

وذكرت مصادر إعلامية أنه تم تعيين العقيد الركن عبدالرحمن الشمساني قائد للواء بديلا له بعد خيانة الصباري، مشيرة إلى أن الأخير سمح بدخول مجاميع حوثية الى المقر الدائم للواء الاربعاء الماضي ومعهم قطع مدفعية سواحلي عيار 130 قادرة على ضرب السفن والبوارج في عمق البحر.

وأبان عسيري أن قوات التحالف قامت بعملية نوعية لتدمير جميع مستودعات الذخيرة والدبابات ومراكز القيادة في الجزيرة, وهي إحدى العمليات المهمة والنوعية التي نفذت.

وفي حضرموت أفادت مصادر محلية بمدينة المكلا أن مسلحي «القاعدة« تمكنوا من بسط سيطرتهم الكاملة على المنشآت والمراكز الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية هناك. كما تمكن «القاعدة« من السيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية التي كانت أعلنت تأييدها للرئيس عبدربه منصور هادي، كما سيطروا على معسكر الحماية في حي الديس شرق المكلا ومعسكر اللواء 27 ميكا.

وأكد مسؤولون في السلطة المحلية أن قيادات أمنية وعسكرية موالية للرئيس المخلوع صالح قامت بتسليم المدينة والمنشآت العسكرية لعناصر «القاعدة« دون مقاومة، في إطار «حرب قذرة» تستهدف نشر الفوضى في المحافظات الجنوبية.

كذلك أكدت مصادر عسكرية لقناة «العربية» أنه تم تسليم معسكر الحرس الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة لعناصر تنظيم القاعدة في المكلا، مضيفة أن عناصر التنظيم يقومون حالياً بنهب المعدات العسكرية من المعسكرين. وتقوم القوات الموالية لصالح بمنع أهالي حضرموت من الدخول إلى المكلا لطرد «القاعدة» منها.

وفي سياق آخر، قال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن جنديين سعوديين قتلا بمنطقة عسير أمس، إثر تعرض دورية لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن بيان للوزارة قولها إن الحادث وقع عصرا أثناء أداء رجال حرس الحدود لمهامهم في نقطة أمنية بمركز الحصن بمنطقة عسير. وأضاف البيان «نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد اثنين من رجال حرس الحدود».
 
قوات سعودية وباكستانية تنفذ فرضيات الاقتحام الجوي وتطهير المباني
الطائف: «الشرق الأوسط»
يواصل التمرين السعودي الباكستاني الذي يحمل اسم (الصمصام) في نسخته الخامسة فعالياته اليومية وينفذ في ميدان شمرخ بمركز الملك سلمان للحرب الجبلية شمال منطقة الباحة (شمال السعودية) وتشترك فيه وحدات من القوات البرية الملكية السعودية ووحدات من الجيش الباكستاني.
وقد نفذ المشاركون خلال الأيام الماضية المرحلة الثانية من مراحل التدريب، مستخدمين أجهزة مشبهات (مايلز)، فيما تنطلق مطلع الأسبوع المقبل المرحل الثالثة والأخيرة بالتطبيق على مستوى قوة واجب بالذخيرة الحية بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية وطيران القوات البرية ووحدات من حرس الحدود ويشرف على عملية تدريب المهارات ضباط وضباط صف من مركز الملك سلمان للحرب الجبلية.
وأوضحت إدارة التمرين أنه يغلب على نوعية التدريب تطبيق عمليات غير نظامية في بيئة جبلية وستشهد الأيام المتبقية في التمرين عمليات الاقتحام الجوي وعمليات الإنزال بواسطة المروحيات والقيام بعمليات التدخل السريع واقتحام المباني وتطهيرها، وستشارك في هذه العمليات طائرات الأباتشي وطائرات الصقر الأسود. يذكر أن التمرين يأتي في إطار التعاون العسكري بين السعودية وباكستان.
 
أوباما يبحث ملف إيران مع قادة خليجيين
حرص أميركي على التواصل مع مجلس التعاون
واشنطن: «الشرق الأوسط»
بعد اتصاله بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أول من أمس أمس، اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بقادة خليجيين لإطلاعهم على تفاصيل اتفاق الإطار الخاص بالبرنامج النووي الإيراني.
وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي اتصل بكل من أمير الكويت الشيخ صباح أحمد الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن الشيخ محمد بن زايد تلقى اتصالا هاتفيا أمس من أوباما أطلعه خلاله على الاتفاق الإطاري بشأن ملف إيران النووي. وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وتطرق الحديث بين الجانبين إلى علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بتطورات الأحداث في اليمن.
 
«عاصفة الحزم» تسقط الحلم الإيراني في السيطرة على باب المندب
خبراء وسياسيون: طهران أبلغت الحوثيين أنها لن تستطيع تقديم أي دعم مالي بسبب انخفاض أسعار النفط
الشرق الأوسط..جدة: سعيد الأبيض
لم تكتمل الفرحة الإيرانية بعد إتمامها صفقة «النووي» مع الغرب أول من أمس، بسبب ما تتناقله الأخبار من تجرع حلفائهم الحوثيين في اليمن لمرارة الهزيمة وتكبدهم الخسائر بسبب ضربات «عاصفة الحزم»، التي يقودها تحالف عربي من 9 دول بقيادة السعودية.
إيران كانت تحلم بإكمال الصفقة النووية، مع أنباء سيطرة الحوثيين على كل اليمن.. ولكن جاءت عواصف الحزم بما لا تشتهيه السفن الإيرانية.
وتبخر حلمها في السيطرة على باب المندب عبر حليفها في اليمن «جماعة الحوثيين». وإن كانت إيران تنازلت، بحسب خبراء في السياسة، على خفض أجهزة الطرد المركزي المركبة بنحو الثلثين، كي ترفع العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها، مع تمكين المفتشين من مراقبة أجهزة الطرد المركزي ونسب التخصيب ومنشآت التخزين لمدة 20 عاما، فإنها لا تمتلك الخيار نفسه في تقديم جملة من التنازلات في الحالة اليمنية، فقد أجهضت «عاصفة الحزم» هذا الحلم في السيطرة على اليمن، ولا توجد هناك أوراق يمكن اللعب بها، أو المناورة لكسب مزيد من الوقت أو المساحة في تطويل أو تخفيف حجم الخسارة التي يتعرض لها الحوثيون الذين يدينون بالولاء لهم، وكانوا يسيرون أمور البلاد منذ سقوط صنعاء ووضع الرئيسي الشرعي تحت «الإقامة الجبرية».
ويرى محللون سياسيون، أن الإيرانيين أدركوا منذ اللحظات الأولى، وتحديدا في مطلع مارس (آذار) المنقضي، حجم المخاطر التي قد يواجهها موالوهم في اليمن (الحوثيين) وارتفاع وتيرة المواجهة مع تقدم الحوثيين للعاصمة المؤقتة «عدن» التي فرّ إليها الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، لتسيير أمور البلاد، وذلك من خلال تأجيل المواجهة مع حليف الحوثيين علي عبد الله صالح في الفترة الحالية. ووفقا لما تناقلته وسائل إعلام، فإن إيران أبلغت الحوثيين بأنها لن تستطيع تقديم أي دعم مالي هذه الأيام، لأنها تمر بأزمة بسبب انخفاض أسعار النفط، وأبلغتهم بضرورة السيطرة على جميع المؤسسات الإيرادية في الدولة للإنفاق على أنشطة الجماعة، إضافة إلى أن الوقت غير مناسب للعداء مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى أن يتمكنوا من بسط نفوذهم على الدولة.
وقال الدكتور علي التواتي الخبير الاستراتيجي والعسكري إن إيران دولة متحوطة لم تدخل في عداء مباشر مع الدول، وهي تحرك مكونات طموحة داخل المجتمعات العربية، وهم الناقمون من الفئات الإسلامية بمختلف أسمائها (الشيعية، والسنة).. وكل من هو طامح في زعزعة الأمن في بلاده أو الانقضاض على السلطة، وأولئك جعلوا من أنفسهم «جنديا صغيرا» للإيرانيين، لأن مطامعهم فئوية وشخصية، فهم مسيرون لمن يمول عملياتهم، والدليل على ذلك كل الجماعات التي في سوريا، أو اليمن، لبنان، التي هي في الأصل جماعات طموحها في كسب المال ومكانة خاصة، وبالتالي إيران وجدت بيئة خصبة لخدمة طموحها في الإمبراطورية.
ولفت التواتي إلى أنه إذا ما وقع الاتفاق النووي، فإن إيران ليست على استعداد لدفع دولار واحد لهذه الجماعات، لذلك رد الفعل الأولي للجماعات هو سلبي لهذا التوقيع الأولي، وهم يعلمون أن إيران في حال رفعت العقوبات عن أموالها فالأولوية ستكون للتنمية، وإن كانوا يدعمون هذه الجماعات بحجة أنهم في حرب طوال هذه السنوات، فبعد توقيع الاتفاق ورفع العقوبات لن يكون هذا التوجه، لأن مستوى الفقر في المدن الإيرانية وصل إلى قرابة 30 في المائة.
وأكد التواتي أن إيران ستعمد على عدم تفعيل هذه الجماعات عسكريا وتدفعها للهدوء في المرحلة المقبلة للتحول إلى جماعات سياسية، وفي حال تمويل هذه الجماعات ستندرج تحت تمويل الإرهاب، فإن العقوبات التي سترفع تدريجا لن ترفع بسبب هذا الدعم، لافتا إلى أن عودة إيران إلى المجتمع الدولي وبشكل كامل يحتاج إلى 5 أعوام.
وأشار التواتي إلى أنه إذا كانت إيران استخدمت هذه الجماعات لإثارة القلاقل بحجة أنها تستعد لحرب، فربما الجناح المعتدل في إيران ممثل «روحاني، وخاتمي، وهاشمي»، قد يهيمن في السنوات المقبلة، كما أنه «لا بد أن تعقل رباط سفهائها الموجودين في الحرس الثوري أمثال قاسم سليماني وجماعاته، وإلجامهم مع تحويل الحرس إلى مؤسسة عسكرية منضبطة بدلا من البحث عن الخراب في إيران والإقليم».
وبالعودة إلى الحلم الإيراني في السيطرة على باب المندب، لتكون ورقة رابحة لها في الضغط على المجتمع الدولي وتهديد الأمن القومي العربي، عملت ومنذ مطلع عام 1994 على هذا الجانب عندما استقبلت «بدر الدين الحوثي وابنه حسين» وهو ما أسهم وبشكل كبير في انتشار بعض الأفكار الغريبة بين أتباع الحوثي، وتلاه إيفاد الطلاب من اليمن إلى إيران بحجة الدراسة، وهو ما جعل إيران تسارع في توسيع هذه الدائرة، من خلال فتح قناة اتصال كي تعمل على إيفاد الطلاب اليمنيين إليها.
وبعد سنوات من التدريب وتقديم الدعم المالي، خرج الحوثيون من نطاق التعليم إلى التنفيذ، وهي مرحلة التنظيم المسلح العلني في عام 2004، حيث تحول التنظيم إلى الميليشيات العسكرية ذات البعد الآيديولوجي، وخاض 5 حروب مع الجيش اليمني، وفي تلك الحروب واجهت الجماعة ضربات متعددة، إلا أنها ما زالت، وبدعم قوي من إيران، متماسكة، وتقلد الأخ الأصغر عبد الملك الحوثي، قيادة الميليشيات خلفا لأخيه الذي قتل في فترات الحرب.
وطيلة هذه السنوات كانت إيران المحور الرئيسي في دعم هذه الميليشيات، التي سقطت في عدة مرات إلا أنها تعود بقوة مدعومة من إيران، واستمر هذا الحال حتى عام 2009 عندما دخلت الحكومة اليمنية الحرب السادسة مع الحركة بسبب الخروق والاعتداء التي قام بها أنصار الحوثي ضد قوات الجيش وأبناء صعدة.
واليوم، مع دمار جميع أنواع التسلح لميليشيات الحوثيين، وارتفاع عدد القتلى في صفوفه، ولم تجد إيران حلا في وقف هذا النزيف، وبقاء الحلم، سارعت إلى إطلاق عبارات رنانة هي السلام والحوار، كي تبقي على مواليها ولو لفترة زمنية مقبلة، وإعطائهم الفرصة في استجماع قواهم للعودة مرة أخرى لنبش الحلم القديم في قصف الخاصرة العربية وتمزيقها من أقصاها إلى أقصاها.
وفي هذا السياق، قال الدكتور خضر القرشي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، إن حلم إيران في السيطرة على باب المندب من خلال السيطرة على اليمن، قد تبدد مع تكبد مواليهم الحوثيين لضربات متلاحقة من قبل قوات التحالف التي استخدمت شكلا واحدا في تمزيق هذه القوة التي كانت قبل عدة أيام ترفض كل المبادرات للحوار والعودة إلى الشرعية الدولية في هذا الجانب.
وأكد القرشي أنه في الوقت الراهن ومع احتمال استخدام القوة البرية في مواجهة الحوثيين الذين لجأوا إلى المواقع السكينة لحمايتهم من الضربات الجوية، لا يمكن لإيران أن تمتد إلى اليمن أو أن تقدم أي دعم لإنقاذ حليفها في ظل محاصرة قوات التحالف لهذا الفصيل برا وجوا وبحرا، لافتا إلى أن إيران في الوقت الراهن تشاهد فقط، بعد أن سقط حلمها في انهيار حليفها «الحوثي» في السيطرة على البلاد، وتكون صنعاء العاصمة الخامسة التي من خلالها تطوق السعودية.
وكان الإيرانيون بحسب القرشي، يحلمون بعد سقوط بغداد ودمشق، وقبل ذلك لبنان من حزب الله الذي يعد السبب الرئيسي في بقاء البلاد من غير حكومة لتعنته بقوة ما يمتلك من سلاح جاء بشكل كبير ومباشر من إيران، في الوصول بعيدا بحلمه في إيجاد أرض صالحة لإكمال مسيرتهم في تطويق العرب وتحديدا السعودية من خلال اليمن الأقرب للمملكة، إلا أن هذا التوجه والتفكير تراه إيران اليوم ينهار بعد أن قدمت كل ما لديها، ووفرت الإمكانات لسقوط اليمن.
واستبعد القرشي أن تكفّ إيران عن تهييج الشعوب من خلال الضرب على وتيرة سنة وشيعة، وسوف تستمر في الفترة المقبلة على إيجاد مواقع أخرى ودول يمكن زعزعة النظام فيها، لأنها تحلم بإعادة الإمبراطورية الفارسية وأن يكون العرب دورهم كدور الغساسنة والمناذرة قبل الإسلام، يحكمون من قبل الإيرانيين، وقد أنفقت في ذلك مئات المليارات، وقتّروا على الشعب، مما انعكس على التنمية الداخلية في إيران.
وتوقع القرشي أنه، وبعد سقوط الحوثيين، سوف تعمل كل الفصائل على تكوين جيش وطني لا ينقاد إلى أي حزب، وإنما يعمل لصالح الوطن والمواطن، وسوف يدعم هذا التوجه قوات التحالف لتقوية الجيش وإعادة دوره في حفظ أمن وسلامة اليمن من خلال الدعم المالي واللوجستي، كي يتمكن من الفصل في حال وجود أي منازعات داخلية.

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,417,581

عدد الزوار: 7,681,788

المتواجدون الآن: 0