طهران تلجأ إلى قابوس لمساعدتها في وقف الحرب باليمن..هدوء في عدن... وجدولة الإجلاء واستهداف الحوثيين...أرتال القوات البرية السعودية تواصل زحفها تجاه الحد الجنوبي...رؤساء أركان التحالف يبحثون تطورات «عاصفة الحزم»

القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه... أحرزت تقدما في معاركها لاستعادة الشرعية

تاريخ الإضافة الإثنين 6 نيسان 2015 - 6:41 ص    عدد الزيارات 2271    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

طهران تلجأ إلى قابوس لمساعدتها في وقف الحرب باليمن
عبد اللهيان التقى يوسف بن علوي.. ومسقط لم تؤكد
الشرق الأوسط...الدمام: ميرزا الخويلدي
أعلن في طهران عن رسالة وجهها الرئيس الإيراني حسن روحاني للسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، يحثه فيها على المساعدة على وقف الحرب في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان التقى أمس في مسقط الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، ليبلغه رسالة الرئيس روحاني (بشأن ضرورة المساعدة علي وقف الهجمات علي اليمن).
وقالت الوكالة إن أمير عبد اللهيان التقى أمس السبت وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، في العاصمة العمانية مسقط، لينقل ارتياح رئيس الجمهورية حسن روحاني لنجاح العملية الجراحية التي أجريت للسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، وعودته إلي بلاده.. «كما نقل رسالة من الرئيس روحاني بشأن ضرورة تقديم المساعدة لوقف الحملات علي اليمن فورا، والحيلولة دون توسيع رقعة الحرب في المنطقة، والتركيز علي الآلية السياسية».
وقالت الوكالة إن الطرفين العماني والإيراني شددا خلال هذا اللقاء علي «ضرورة اتخاذ آليات سياسية وتجنب الحرب، وركزا علي أهمية دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسائر المنظمات الدولية في تقديم المساعدات الطبية والأدوية والخدمات الإنسانية العاجلة إلي الشعب اليمني». وفي مسقط، أكدت مصادر عُمانية لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الإيراني عبد اللهيان وصل بالفعل إلى السلطنة، ولكن لم تؤكد هذه المصادر الرسالة التي تحدثت عنها وكالة الأنباء الإيرانية.
وكانت سلطنة عمان، التي تحظى بعلاقات متميزة مع إيران، استقبلت الأربعاء الماضي وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مرتضى سرمدي، حيث قالت مصادر إعلامية إيرانية إنه بحث مع المسؤولين العمانيين التطورات في اليمن، وذلك في إطار مساع إيرانية «لإيجاد حل عبر السبل السلمية للأزمة اليمنية».
وعمان، التي دائما ما تسعى للعب دور الوسيط في إقليم مضطرب، هي البلد الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يشارك في عمليات «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية لدعم الشرعية في اليمن. وكان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي أبلغ وكالة «رويترز»، الخميس الماضي، بأن عمان على استعداد لمساعدة الأمم المتحدة في الوساطة في حرب اليمن.
وقال يوسف بن علوي إن عمان سبق أن نقلت رسائل بين جماعة الحوثي والسعودية، لكن لم يسع أي منهما لهذا النوع من التواصل منذ بدأت السعودية ودول خليجية أخرى ضربات جوية ضد الحوثيين في 26 مارس (آذار) الماضي.
ورغم أن عمان قد تساعد الأمم المتحدة على جمع أطراف النزاع حول «مائدة مستديرة»، فإن بن علوي قال إن مساعي السلام ينبغي أن تحال إلى مجلس الأمن الدولي، وأن تتم استضافتها في أي مكان خارج الشرق الأوسط. وقال «الأمم المتحدة منظمة مهمتها الحفاظ على السلام لكل القوى المعنية، لكن عمان لن تمانع في لعب دور من أجل مساعدة اليمنيين ومساعدة الأمم المتحدة وتشجيع طرفي الأزمة على الجلوس حول مائدة مستديرة لمناقشة مستقبلهما». وقال بن علوي لـ«رويترز»: «لا يمكننا القيام بجهود للسلام في الوقت الذي نكون فيه جزءا من حملة عسكرية. هذان موقفان لا يلتقيان». وتحتفظ سلطنة عمان بعلاقة وثيقة مع مختلف الأطراف السياسية المتصارعة في اليمن، ومن بينهم جماعة الحوثيين، وكذلك جماعة الحراك الجنوبي التي استضافت زعيمها الرئيس السابق لما كان يُعرف باليمن الجنوبي علي سالم البيض، بعد فراره من اليمن بعد انهيار اتفاق تقاسم السلطة بين شطري اليمن، الذي وقعه مع علي عبد الله صالح في 22 مايو (أيار) 1994، حيث لجأ البيض إلى سلطنة عُمان بعد خسارته الحرب مع صالح، ومنحته السلطنة اللجوء السياسي ثم الجنسية بشروط تتضمن عدم قيامه بأي نشاط سياسي.
وبحسب مصادر متطابقة فقد نجحت الوساطة العمانية مع الحوثيين في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإطلاق سراح اللواء يحيى المراني، مسؤول الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي اليمني (المخابرات).
 
القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه... أحرزت تقدما في معاركها لاستعادة الشرعية
الشرق الأوسط...جدة: أسماء الغابري
ضرب نحو 4 آلاف مقاتل من أبناء القبائل اليمنية طوقا حول محافظة مأرب، وطوقا مماثلا يلف محافظة شبوه من جميع الاتجاهات، مما أدى إلى محاصرة أعداد من الميليشيات الحوثية المسلحة والميليشيات التابعة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وكشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر متطابقة من داخل المحافظتين اليمنيتين اللتين يختبئ فيهما عدد من عناصر الميليشيات الداعمة للانقلاب في اليمن، والمناهضة للشرعية المتمثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن القبائل الموالية للرئيس الشرعي للبلاد أخذت زمام المبادرة وبدأت التفوق في ميادين القتال. وبحسب المصادر التي تحدثت من شبوه ومأرب، أحرزت القبائل اليمنية تقدما على الأرض في معاركها لاستعادة الشرعية في اليمن، وذلك تحت الغطاء الجوي الذي وفرته لها قوات التحالف التي تقودها السعودية.
وأبلغ «الشرق الأوسط» الشيخ حمد بن صالح بن وهيط، وهو أحد مشايخ قبيلة عبيدة، أن أبناء القبائل أحكموا السيطرة فعلا على قوات تابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية، وأخرى موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقال إن «الميليشيات الحوثية وأتباع علي عبد الله صالح محاصرون بطوق قوامه 4 آلاف مقاتل، يتحلقون حول محافظتي مأرب وشبوه، وهو ما أجبر الانقلابين على طلب الاستسلام، وهو الأمر الذي لن يحدث إلا في حال سلمت الميليشيات العابثة ما معها من أسلحة لأبناء القبائل دون قيد أو شرط».
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ خالد بن غالب الأجدع، أن أبناء القبائل الشرفاء الذين يحاصرون - حاليا - محافظتي مأرب وشبوه منحوا الميليشيات الحوثية الغادرة وأتباع علي عبد الله صالح «ساعات، إما الاستسلام التام، وتسليم ما معهم من أسلحة تخص الدولة بشكل كامل، وإلا فإن الهلاك سيكون مصيرهم المحتوم». في هذه الأثناء، أوضح الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت، أن حلف القبائل «باشر الزحف المبارك نحو مدينة المكلا للالتحام مع أبناء هذه المدينة ومساندتهم لحماية الممتلكات العامة والخاصة على السواء»، بعد أن سلمت القوات الموالية للرئيس المخلوع المدينة الساحلية لقوى تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن. وبارك المحافظ كل الجهود التي تبذل من قبل أبناء حضرموت جميعا؛ رجالها وشبابها للوقوف صفا واحدا ضد من ينشرون الفوضى والخراب ويشيعون الخوف والرعب في نفوس أبنائها. وقال إن «أبناء حضرموت سيسطرون ملحمة بطولية بتضامنهم وتوحيد كلمتهم». وكان حلف قبائل حضرموت الذي يضم أغلب قبائل المحافظة، قد أعلن في وقت سابق سيطرته على مطار الريان ومدينة الشحر في المحافظة. وقال صالح الدويلة الناطق باسم حلف قبائل حضرموت إن «مدينة الشحر ومطار الريان وعددا من المناطق الواقعة شرق المحافظة باتت تحت سيطرة الحلف». وأكد الدويلة نصب نقاط تفتيش في الطريق المؤدي إلى مدينة المكلا «عاصمة محافظة حضرموت»، فيما أكد سعد بن حبريش رئيس حلف القبائل، العمل على تأمين عاصمة المحافظة ومداخلها، مشيرا إلى أن القبائل ستعمل مع قيادات الأحياء من أبناء القبائل الموجودين لتأمين المدينة.
 
استمرار المواجهات في عدن.. والحوثيون يستهدفون المدنيين في المعلا والمقاومة تصدهم في الميناء
زعيم قبلي بحضرموت لـ {الشرق الأوسط} : قمنا بتأمين مقارّ حكومية في المكلا ونتفاوض مع قيادة «27 ميكا»
عدن: «الشرق الأوسط» صنعاء: عرفات مدابش
انتقلت المواجهات المسلحة في عدن إلى حي المعلا قرب ميناء المدينة، حيث تستمر المواجهات الدامية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بين المقاومة الشعبية الجنوبية والقوات المهاجمة من ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وأكدت مصادر محلية في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة كبدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، بينما تشير المصادر إلى أن الحوثيين وأنصار صالح يلجأون إلى تعويض هزائمهم باستهداف المدنيين، في محاولة للضغط على المقاومة التي تصاعدت عملياتها خلال الساعات الـ48 الماضية، بعد أن تلقت دعما لوجيستيا متكاملا من طيران التحالف.
وقال شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين تمركزوا في منطقة جزيرة العمال بعد انسحابهم من جبل حديد، وإنهم حاولوا الوصول إلى ميناء عدن في حي المعلا، لكن المقاومة تصدت لهم ببسالة وصدت هجماتهم، وأكد الشهود أن الحوثيين قاموا بقصف البنايات السكنية في شارع مدرم الرئيسي في المعلا، وهو من أشهر شوارع عدن، وقد أنشئ إبان الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، وأن عددا من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح جراء هذا القصف العشوائي بقذائف الهاون.
وتواصل المقاومة الشعبية التصدي لمحاولات الحوثيين الوصول إلى ميناء عدن الاستراتيجي والهام عبر الشارع الذي استهدف بالقصف، وأكدت المصادر أن الاشتباكات تدور في الوقت الراهن في حي خور مكسر والمعلا، وأن معظم مديريات أو أحياء عدن باتت تحت سيطرة المقاومة الشعبية التي تعززت قدراتها القتالية بعد حصولها على دعم لوجيستي متكامل من قبل قوات التحالف عبر عملية إنزال جوي، أول من أمس، وتفيد المعلومات الواردة من عدن بأن ميليشيا الحوثيين قصفت مواقع تزويد معظم مديريات عدن بمياه الشرب، الأمر الذي أدى إلى انقطاعها، وقال مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان (مقره عدن) إن الحوثيين وقوات صالح استولت على موقع البرزخ، وهو المكان الذي يتم من خلاله تغذية أحياء ومديريات عدن: التواهي - المعلا – القلوعة – خور مكسر - كريتر، وإنهم قاموا بمنع العمال والفنيين من ممارسة عملهم في ضخ المياه لتلك الأحياء الرئيسية في المدينة. وأضاف المركز في بيان صادر عنه أن «هذا العمل الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين وهم سكان هذه المناطق بسبب حرمانهم من الحصول على مياه الشرب»، وحمل المركز «مسؤولية نتائج هذا العمل الذي يدخل في الجرائم الإنسانية الذي تحرمه كل الديانات وكل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمعنية بواقع وظروف الحرب والأزمات لكل من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقيادة المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه وينفذ تحت لوائه جريمة هذه الحرب والسيد عبد الملك الحوثي، زعيم أنصار الله، الحوثيين، حلفاء وشركاء هذه الحرب العدوانية التي يشنونها على الجنوب والجنوبيين وفي مقدمتها مدينة عدن الباسلة».
وإضافة إلى استهداف الحوثيين لمحطة مياه الشرب، قصف الحوثيون في عدن محطة الحسوة التي تزود المدينة بالطاقة الكهربائية، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة الساحلية، وذكرت مصادر حقوقية في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن المسلحين الحوثيين استهدفوا سيارات الإسعاف بالرصاص الحي أثناء قيامهم بعملهم الإنساني، ما أدى إلى مقتل عدد من المسعفين، وقد أدان كثير من المنظمات الحقوقية هذه الممارسات، وروى شهود عيان ارتكاب الميليشيات الحوثية مجازر بحق المدنيين والأسرى في عدد من أحياء عدن ومنها حي السعادة، إذ استهدف القصف المنازل بصورة مباشرة، وقال مواطنون، في اتصالات مع «الشرق الأوسط» إن «الأشخاص الذين احتضنتهم عدن كعسكريين ومدنيين شماليين كانوا يخططون لهذا اليوم ويخزنون الأسلحة والمؤن في منازلهم وشركاتهم وهم الذين يمدون الميليشيات بالأسلحة والمؤن في الوقت الراهن».
وفي محافظة الضالع، شمال عدن، أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أعدموا 7 من الأسرى... في الوقت الذي تواصل بعض المواقع التي ما زالت تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين في الضالع قصف المدينة ومنازلها، وأكدت مصادر محلية نزوح عدد كبير من سكان المدينة إلى المناطق الجبلية والأرياف، فرارا من القصف العشوائي وعمليات القنص التي ينفذها قناصة محترفون من قوات صالح النظامية بحق سكان المدينة، وقال مصدر طبي في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن معظم الحالات التي أسعفت إلى المستشفيات العامة والخاصة، بين قتلى ومصابين، هم من المدنيين الذين استهدفهم القناصة من المواقع التي سيطروا عليها في وقت مبكر، قبل بدء العمليات العسكرية، وأشارت المصادر المحلية إلى أن المواجهات بين المقاومة في الضالع والمسلحين الحوثيين وقوات صالح مستمرة في بعض الجيوب التي تتمركز فيها القوات المهاجمة، وإلى أن المقاومة تمكنت، خلال الساعات الماضية، من منع وصول تعزيزات عسكرية وبشرية إلى القوات المهاجمة مقبلة من محافظة إب المجاورة والتي تمثل ثقلا سكانيا، وقد تمكن الحوثيون من التغلغل فيها، الأشهر الماضية، بواسطة تسهيلات من مشايخ القبائل الموالية للرئيس السابق صالح.
واستمرت عمليات قصف طائرات قوات التحالف في عملية «عاصفة الحزم»، إذ استهدف الطيران بعض المواقع في أطراف صنعاء وفي محافظة صعدة، ومناطق في محافظتي حجة والحديدة في غرب البلاد، وعلمت «الشرق الأوسط» أن معظم قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح بدأت في الفرار أو ترتيب ذلك عبر اتصالات تجريها مع سلطنة عمان، وذكرت مصادر محلية أن نائب رئيس الوزراء، وزير الاتصالات الأسبق، القيادي البارز في الحزب، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والمقرب من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فرّ مع عائلته عبر محافظة حضرموت إلى سلطنة عمان، ورغم أن صنعاء لا تشهد ذات المواجهات الدائرة في عدن والمحافظات الجنوبية، إلا أن القيادات الحوثية وقيادات حزب صالح والمشايخ القبليين الموالية له يواصلون نقل عائلاتهم إلى خارج صنعاء إلى مناطق جبلية محصنة، إضافة إلى نقل الأموال والمقتنيات الثمينة من قصورهم في صنعاء إلى خارجها، وقالت مصادر موثوقة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الخطوة التي تقدم عليها قيادات الحوثيين وقيادات حزب صالح وغيرهم تأتي في ظل قيام كثير من المنظمات بتوثيق الإجراءات والممارسات التي أقدم عليها هؤلاء في ارتكاب جرائم الحرب بحق اليمنيين في كل المحافظات من أجل مقاضاتهم بمجرد أن تضع الحرب الدائرة أوزارها وملاحقتهم في كل المحافل المحلية والعربية والدولية».
على صعيد التطورات في محافظة حضرموت، قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي حلف قبائل حضرموت توجهوا صوب مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، وذلك لاستعادة السيطرة عليها وطرد عناصر تنظيم القاعدة الذين سيطروا على المدينة، قبل يومين. وذكرت المصادر أن مسلحي الحلف تمكنوا من السيطرة على نقطة عبد الله غريب في المدخل الشرقي لمدينة المكلا ونقطة بروم في المدخل الغربي، كما ذكرت المصادر أن مسلحي حلف قبائل حضرموت تمكنوا، أيضا، من السيطرة على جولة مسحة التي تم رفع أعلام الحلف عليها ونشر المسلحين، خشية أن تتعرض لعمليات نهب وسلب، ومن أبرز المنشآت الموجودة في جولة مسحة: إدارة مرور حضرموت، شركة النفط، مبنى الجمارك، المعهد الفني، ومحطة البنزين الحكومية.
وأشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا، أمس، بالتقدم نحو منطقة الريان في محاولة لإسقاط آخر ثكنة عسكرية تتبع معسكر اللواء «27 ميكا»، إلا أن تدخل مسلحي الحلف أعاق تقدمهم، وحسب خبراء محليين لـ«الشرق الأوسط» فإن الحلف «يقدم نفسه كقوة حفظ سلام لتأمين واستقرار المحافظة ولا يهدف إلى خوض المواجهات مع عناصر (القاعدة)»، وقال المقدم القبلي، أحمد بامعس، مقدم قبيلة المعوس، عضو رئاسة الحلف لـ«الشرق الأوسط» إن القبائل أمنت كثيرا من المؤسسات في المكلا وإن هناك مفاوضات مع القيادة العسكرية لتسليم معسكر اللواء «27 ميكا» لرجال القبائل، «لأن المعسكر وقف موقفا سلبيا ولم يقاوم ولم يترك المجال للقبائل للتحرك لحماية المكلا»، وأشارت مصادر محلية إلى أن هذه المفاوضات تهدف إلى تفويت فرصة نهب المعسكر من قبل المسلحين المتشددين وحقنا لدماء الجنود، إضافة إلى السعي لتسليح رجال القبائل بعتاد المعسكر لمواجهة أية هجمات تنفذها «القاعدة»، وقد انسحبت ذات المشكلات في صنعاء وعدن، على سكان مدينة المكلا، إذ انعدمت المشتقات النفطية وقطعت مياه الشرب، بينما بدأت حالات نزوح من مدينة المكلا إلى الأرياف المجاورة.
 
القبائل تحاول طرد «القاعدة» من المكلا
صنعاء، عدن، المكلا - «الحياة»
اتهم أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي جماعة الحوثيين بإطلاق مئات السجناء في مدينة الضالع وتجنيدهم للقتال إلى جانبهم، فيما حاول مسلّحو قبائل تشديد الطوق على مدينة المكلا من الشرق والغرب، لاستعادتها من تنظيم «القاعدة». وتردّدت أنباء عن سقوط قتلى مدنيين في صنعاء.
وتوغّلت أمس قوات موالية للحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح في حي المعلا بمدينة عدن، تحت قصف الدبابات، ساعية إلى السيطرة على الميناء وإحكام القبضة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة، في ظل مقاومة شديدة من مسلحي «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. وتواصلت لليوم العاشر غارات طائرات «عاصفة الحزم»، وطاولت أهدافاً عسكرية للحوثيين في صنعاء وعدن وأبين وحجة وصعدة.
وتظاهر الآلاف في مدينة تعز (جنوب غرب) تأييداً لعمليات التحالف، وتنديداً بحرب الحوثيين وقوات علي صالح على مدينة عدن ومناطق الجنوب، في وقت زحف مسلحو حلف قبائل محافظة حضرموت لاستعادة السيطرة على المكلا، كبرى مدن المحافظة، والتي استولى عليها قبل يومين تنظيم «القاعدة» وأباحها للسلب والنهب.
وأطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً من أجل هدنة في العمليات الحربية لاعتبارات إنسانية.
وقالت مصادر محلية لـ «الحياة»، إن مسلحي الحلف القبلي سيطروا أمس على مدينة الشحر المجاورة للمكلا، واستولوا على معسكر لم يسقط في يد «القاعدة» وأحكموا قبضتهم على مداخل المكلا من جهتي الشرق والغرب، وسط مفاوضات مع مسلحي التنظيم للانسحاب من المدينة من دون مواجهات.
وفي عدن، روى شهود أن «دبابات تابعة للحوثيين وعلي صالح توغّلت (أمس) إلى حي المعلا واقتربت من السيطرة على الميناء ومقر المنطقة العسكرية الرابعة، تحت غطاء كثيف من القصف بقذائف هاون وقذائف دبابات على مواقع لمسلحي اللجان الشعبية الموالية لهادي».
وأكدت المصادر لـ «الحياة»، أن اشتباكات تدور بين الجانبين في أحياء خور مكسر وكريتر والبريقة، فيما شوهدت منازل تحترق في المعلا وسط استغاثات من الأهالي الذين يحاولون النزوح إلى مناطق آمنة، هرباً من قصف الحوثيين ورصاص قناصة متمركزين في المباني.
وجاء تقدُّم الحوثيين على رغم القصف الذي تواصل أمس بكثافة من طائرات التحالف وبوارجه الحربية، واستهدف خصوصاً مواقعهم في مطار عدن وحي خور مكسر ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وخطوط الإمداد قرب سواحل مدينة شقرة في محافظة أبين، وتلك الممتدة من محافظة لحج.
وتفيد مصادر طبية بأن أكثر من مئتي شخص قُتِلوا ومئات جُرحوا خلال بضعة أيام نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين ومسلحي المقاومة الجنوبية في عدن، في حين ذكرت مصادر قريبة من جماعة الحوثيين أن مسلحيها اعتقلوا محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور، وهو من المقربين إلى الرئيس هادي، على رغم اتهام المقاومة المسلحة له بـ «خذلان المدينة».
وطاولت غارات التحالف في يومها العاشر، مواقع عسكرية ومخازن ذخائر في محيط صنعاء، كما ضربت أهدافاً في صعدة معقل الجماعة، وعلى امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي الذي يحاول المسلحون الحوثيون التسلل عبره إلى الأراضي السعودية. وأكدت مصادر محلية وطبّية في صنعاء أن غارة استهدفت موقعاً للدفاع الجوي في منطقة جبل النبي شعيب، التابعة لمديرية بني مطر غرب صنعاء.
إلى ذلك اتهم أنصار هادي في مدينة الضالع (شمال عدن) التي يخوضون فيها معارك شرسة مع الحوثيين منذ أسبوعين، الجماعة بالتمترس حول السجن المركزي وإطلاق مئات من السجناء بعدما التزموا المشاركة في القتال في صفوف مسلّحيها. وتجدَّدت الغارات بعد ظهر أمس على مواقع عسكرية محيطة بصنعاء، في وقت تفاقمت في المدينة أزمة فقدان السلع الرئيسية والوقود، والانقطاع المتكرر للكهرباء. كما تعاني مناطق عدن ولحج وأبين الجنوبية ومدينة المكلا في حضرموت، غياباً كاملاً للخدمات وفقاً لتأكيدات منظمات إغاثة.
وفي اجتماع لقيادته، دان الحزب الاشتراكي اليمني أمس، حرب الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح على عدن والمناطق الجنوبية. وأكد الحزب أنه يعمل لإعداد مبادرة من أجل وقف الحرب والعودة إلى الحوار لإيجاد حل سلمي للأزمة.
وأنذر بيان نُسِبَ إلى قبائل محافظة إب (جنوب صنعاء) الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ أشهر، عناصر جماعتهم بمغادرة المحافظة سريعاً. تزامن ذلك مع تظاهرة حاشدة في تعز تؤيد «عاصفة الحزم» وتُندِّد باجتياح الحوثيين عدن، في حين تحدثت مصادر قريبة من حزب «الإصلاح» عن تنفيذ الحوثيين حملات دهم واعتقالات في صفوف الحزب في العاصمة بعد يوم على إعلانه رسمياً تأييد «عاصفة الحزم».
 
هدوء في عدن... وجدولة الإجلاء واستهداف الحوثيين
الحدود السعودية اليمنية - عناد العتيبي ويحيى خردلي { الرياض - سيف السويلم { نيويورك - «الحياة»
أكدت وزارة الدفاع السعودية أمس أن قوات تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية واصلت في اليوم العاشر للعمليات استهداف مواقع الميليشيات الحوثية في اليمن، وإن كانت عاصفة ترابية ضربت اليمن أدت إلى خفض الكثافة المعتادة للغارات الجوية، تجنباً لإلحاق الأذى بالسكان والبنية الأساسية للبلاد. ورهنت قوات التحالف فتح الباب لعمليات الإغاثة الإنسانية بقرار من القيادة السياسية لدول التحالف. وأعلنت تكوين لجنة للإخلاء والعمليات الإنسانية لتسريع مسار الإجراءات المتعلقة بهذا النوع من العمليات، مؤكدة أن طائرتي إغاثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستهبطان في اليمن (الأحد). ووقفت «الحياة» على قيام قوات حرس الحدود السعودي بإزالة 96 قرية حدودية لـ«أسباب أمنية». ورصدت قيام أفراد حرس الحدود بعمليات تمشيط يومي للمنازل المهجورة على الشريط الحدودي المحاذي لليمن.
وشدد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد حسن عسيري، في إيجازه الصحافي اليومي بقاعدة الرياض الجوية أمس، على أن الجانب الإنساني جزء أساسي في خطة التحالف. وقال إن العمليات الإنسانية تتم وفقاً لإجراءات محددة، لضمان ألا تتعارض مع العمليات العسكرية، وضمان سلامة الطائرات وطواقمها، وضمان وصول الشحنات إلى مستحقيها، وليس إلى الميليشيات وأية جهات أخرى. وأشار إلى أن المنظمات غير الحكومية التي يمكنها أن تشارك في العمل الإنساني يجب أن يكون معترفاً بها من الأمم المتحدة.
وعلى صعيد الموقف العملياتي، وصف عسيري الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن بأنه «هادئ إلى حد ما». وأكد استمرار الإنزال الجوي للمعدات اللوجستية للجان الشعبية والمقاومة الرافضة للوجود الحوثي. وأقر باستمرار وجود «جيوب حوثية في مناطق معروفة ومحددة» في عدن. وأشار إلى قيام طيران التحالف بشن غارات أمس (السبت) استهدفت مواقع في محيط عدن لإسناد اللجان الشعبية والمقاومة. وأكّد عودة مقاتلات التحالف إلى قواعدها بسلام.
وفي شأن الموقف على الحدود الجنوبية المحاذية لليمن، أوضح عسيري أن الميليشيات الحوثية استمرت من وقت لآخر في شن هجمات متقطعة، بغرض إيقاع ضحايا في صفوف القوات البرية السعودية وأفراد حرس الحدود. لكنه قال إن القوات السعودية دحرت المعتدين، وستواصل استهداف تلك العناصر التي قال إنها تتحرك في مجموعات من فرد إلى خمسة أفراد، يتحصنون في كهوف، مستفيدين من وعورة تضاريس المنطقة الحدودية. لكن عملياتهم محدودة بحكم صغر حجم مجموعاتهم. وكشف أن الحوثيين حاولوا أمس تفجير قنابل على الحدود السعودية، «لكن القوات السعودية لم تسمح لهم، وتم تدميرهم».
وفي ما يتعلق بالعمليات البحرية، أكد عسيري استمرار متابعة حركة السفن في المياه الإقليمية اليمنية، للتأكد من أنها لا تحمل إمدادات للميليشيات الحوثية، ولضمان عدم مغادرة عناصر الميليشيات الأراضي اليمنية. وذكر أن قوات التحالف تراقب الوضع في المناطق اليمنية التي تسللت إليها عناصر تنظيم «القاعدة»، خصوصاً المكلا. وأضاف من دون إيضاحات أن هناك عملاً تم اتخاذه تقوم به اللجان الشعبية.
وحول ما إذا كانت عمليات اللجان الشعبية والمقاومة ستتطلب تعزيزها بقوات خاصة تابعة للتحالف، قال المتحدث باسم قوات التحالف إن عدن الآن تحت سيطرة اللجان الشعبية التي تحاول القضاء على «جيوب صغيرة للميليشيات». وأضاف: «ما يهمنا هو توفير الأمن للسكان واللجان. ولكن تبقى كل الخيارات على الطاولة».
وفي شأن مطالبة روسيا بقرار دولي لعقد هدنة إنسانية في اليمن، أكد عسيري أنه حال صدور توجيه سياسي من قادة دول التحالف في شأن العمليات الإنسانية فإن قوات التحالف ستنفذه فوراً. وأشار إلى أن الإنزال الجوي للإمدادات اللوجستية يشمل مواد غذائية وأدوية. وكشف أن الطائرات التي تولت إجلاء رعايا روسيا من اليمن أتت من مصر والأردن، وهما عضوان في تحالف «عاصفة الحزم». وأضاف أنهما وروسيا محل ثقة، وأن الإجلاء يتم تحت مراقبة جوية من قوات التحالف، في إشارة إلى عدم صحة ما ورد في تقارير صحافية عن إجلاء الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح من اليمن على متن إحدى طائرتي الإخلاء الروسيتين.
وشدد على أن قوات التحالف تقوم بمسؤوليات تجاه ضمان سلامة وحرية الملاحة في مضيق باب المندب، الذي تعبره نسبة 7 في المئة من تجارة النفط. وقال إن التحالف يقوم بمسؤولياته لضمان منع الميليشيات الحوثية والإرهابيين من إعاقة الملاحة، واستمرار تأمينها إلى أن تستقر الأوضاع اليمنية.
وفي تطور ذي صلة، شرعت الجهات السعودية المختصة في إزالة 96 قرية حدودية تم نقل ساكنيها، وعددهم 15 ألفاً قبل أعوام إلى إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي في محافظات جازان، خشية تحول مبانيها أوكاراً للمتسللين من الحدود السعودية - اليمنية أثناء عمليات «عاصفة الحزم». ورصدت «الحياة» رجال حرس الحدود وهم يقومون يومياً بمهمات تفتيش وتمشيط أمنية واسعة للمنازل على الشريط الحدودي.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الحياة» أن المنازل التي تمت إزالتها حتى بداية الأسبوع الثاني من عاصفة الحزم شملت 10 قرى حدودية، ويتم العمل بشكل متلاحق على إزالة المتبقي منها خلال الأيام المقبلة.
ووقفت «الحياة» أمس على القرى الحدودية المهجورة، حيث تنعدم مظاهر الحياة فيها، ويخيم الصمت عليها منذ إجلاء سكانها إبان الحرب على المتسللين في عام 2009، قبل أن يقطعه دوي الانفجارات في محيطها نتيجة للقصف المتتالي الذي تنفذه القوات البرية السعودية بقذائف الهاون على التجمعات الحوثية بالقرى اليمنية المحاذية للشريط الحدودي.
وقال قائد حرس الحدود بقطاع الحرث العقيد الدكتور حسن عقيلي لـ«الحياة»: «الهدف من إزالة المباني بالقرى الحدودية خصوصاً قطاع الحرث هو أنها تشكل عائقاً من ناحية المتابعة الأمنية على الشريط الحدودي، وتعتبر ملاذاً آمناً للمهربين والمتسللين ومتجاوزي الشريط الحدودي، والعمل على إزالتها يتم بشكل متتابع وفق ترتيبات الجهات المعنية».
وفي نيويورك (الحياة)، فاجأت روسيا دول مجلس التعاون الخليجي بطلبها انعقاد مجلس الأمن أثناء العطلة الأسبوعية وطرحها مشروع قرار ينحصر في الدعوة إلى «هدنة إنسانية» لإجلاء المدنيين دون أي إشارة إلى الشرعية الدستورية للحكومة اليمنية أو إلى إنقلاب الحوثيين.
واجتمع سفراء الدول الخليجية الخمس (باستثناء عمان) وسفير اليمن في مقر البعثة القطرية فيما انعقد مجلس الأمن في جلسة مغلقة لمناقشة الطلب الروسي. وصبّت مناقشات الدول الخليجية على استراتيجية التحرك بمشروع القرار الخليجي في ضوء مشروع القرار الروسي المفاجئ، علماً أن روسيا كانت تفاوض الدول العربية على نص مشروع القرار العربي الي يشدد على أهمية الشرعية الدستورية ويطالب الحوثيين بالتراجع عن الإنقلاب وخروجهم من المناطق التي يسيطرون عليها ومن مؤسسات الدولة والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني لـ «الحياة» إن عدم تنسيق روسيا مع الجانب اليمني «سلوك غير ودي» و «نحن كنا نتفاوض معهم وبصدد وضع نص مشروع قرار مقبول عندما خرج الروس بفكرة الهدنة الإنسانية». وأكد اليماني أن «الروس لم يستشيروا أبداً الجانب اليمني قبل التوجه إلى مجل الأمن مما هو مستغرب لأنه خروج عن الأعراف الديبلوماسية».
وكشف أن لغة حل وسط برزت أثناء المفاوضات تقدمت بها الولايات المتحدة في شأن المسألة الشائكة في مشروع القرار العربي والمرفوضة روسياً وهي الدعوة إلى حظر السلاح على الحوثيين وعلي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن. وهذه اللغة الوسط صبّت في خانة فرض «حظر أسلحة على الأطراف المعيقة للعملية السياسية بصورة موجهة أي ما يُعرف بالعقوبات التي تستهدف أشخاصاً محددين».
وأشار السفير اليمني إلى جهود تبذل لإصدار قرار يدعم جهود الأمم المتحدة للعودة إلى العملية السلمية وانما بعد تراجع الحوثيين عن انقلابهم. وقال: «إذا أرادت روسيا أن تساعد فيجب أن تضغط على الحوثيين لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2201 للخروج من مؤسسات الدولة والكف عن الاستقواء وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح».
وبموجب مشروع القرار الروسي المؤلف من صفحة واحدة، يطالب مجلس الأمن بالوصول «السريع وبلا عراقيل للمساعدات الإنسانية»، ويطالب بهدنات إنسانية ملزمة ومنتظمة في غارات التحالف لكي تتمكن الدول المعنية والمنظمات الدولية من إجلاء رعاياها وموظفيها من اليمن. ويشدد مشروع القرار على أن تعطيل المساعدات الإنسانية والإجلاء يشكل «انتهاكاً جدياً للقانون الإنساني الدولي».
وقالت رئيسة مجلس الأمن دينا قعوار «إن الأعضاء يحتاجون إلى وقت لدرس مشروع القرار الروسي»، مشيرة إلى اجتماعات حصلت بين أعضاء المجلس ومجلس التعاون الخليجي و «نأمل أن نخرج بشيء ما غداً الإثنين».
 
أرتال القوات البرية السعودية تواصل زحفها تجاه الحد الجنوبي
نجحت في تدمير مجاميع حوثية في اليومين الماضيين ومنعهم من حفر خنادق
الشرق الأوسط..الخوبة: محمد العايض
واصلت أرتال القوات الملكية البرية السعودية والمعبأة بالعدة والعتاد العسكري، مواصلتها زحفها تجاه الحدود السعودية باتجاه اليمن، رغبة في مزيد من التأمين على الحد الجنوبي للبلاد، على أثر عملية «عاصفة الحزم»، التي تجريها قوات التحالف الدولي بقيادة السعودية، استجابة لاستغاثة الشعب اليمني ومنع الميليشيات الحوثية من الإضرار به، ومنع أي إمداد للتنظيم المتمرد حتى انتهاء هذه العملية العسكرية.
 وفي جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في الحدود الجنوبية «الخوبة، والطوال، والعارضة» في منطقة جازان، لوحظ استمرار بقاء السكان في الأماكن الحدودية مع استمرار أنشطتهم اليومية، وأشار المواطن عبد الرحمن الحارثي أحد سكان محافظة الخوبة إلى أن الأوضاع في المنطقة مستقرة، مبينا أنه «برغم سماعنا لأصوات الغارات الجوية وقذائف القوات البرية الملكية السعودية، إلا أننا لم نُبلغ من قبل المسؤولين بالنزوح من المناطق الحدودية».
واستهدفت القوات البرية السعودية ميليشيات حوثية على الحدود، بعد أن حاول الأخيرة إلحاق الضرر، بالقوات السعودية، وهو ما أدى إلى الرد المناسب من قبل القوات السعودية.
من جهته، قال العميد أحمد عسيري إن تحركات القوات البرية نحو الحد الجنوبي «طبيعية في مثل هذه الحالة، مؤكدا أن الأوضاع في المدن الحدودية الجنوبية للمملكة هادئة جدا ومستقرة»، مبينا أن هناك خططا موضوعة لحماية الحدود وحماية السكان، وفقا لحالة الإنذار، ولا توجد أي عمليات برية في هذه التحركات.
وتحاول الميليشيات الحوثية حفر الخنادق على الحدود السعودية، بيد أن القوات البرية المتمركزة على الحدود لا تسمح لها بذلك، وبين العميد أحمد أن قوات المدفعية بالميدان أو طائرات «أباتشي» تقوم بدورها على أكمل وجه، ولن يسمح للميليشيات الحوثية بحفر الخنادق.
الدور الكبير الذي تقوم به القوات البرية يلقى كثيرا من الإشادات من سكان الحدود القيادات العليا. ويقول مواطن من محافظة الطوال: «ما يقوم به إخواننا في القوات البرية شيء عظيم؛ فهم يدافعون عن أمن الوطن وساكنيه»، فهنيئا لهم هذا الشرف العظيم.
من جهته، ثمن المتحدث باسم قوات التحالف الجهد الكبير للقوات البرية السعودية وقوات حرس الحدود.
وتستمر القوات البرية على الحدود باستهداف أي تحرك أو محاولة تجميع قوات في شمال اليمن من قبل الميليشيات الحوثية، ومن يساندها من قوات علي صالح، ويدعم القوات الطيران الخاص بها، الذي تمثله طائرات الأباتشي.
وفي نجران، دمرت القوات البرية مصدرا للنيران قادم من اليمن تجاهها، حيث تلقت الحدود السعودية هناك قذائف الهاون قبل أن يُحدد مصدر النيران وتدميره على الفور، وتعمل القوات البرية على كامل الحدود، بهدف منع أي تكوين لقواعد قد تنطلق منها الميليشيات الحوثية لمهاجمة الحدود.
القوات مستعدة للتعامل مع أي تهديدات سواء كانت جوية أو برية، على الحدود السعودية اليمنية، لكن إلى الآن لم يُعلن عن حملة برية خالصة إلا إذا دعت الحاجة، بحسب العميد عسيري.
من جهته، قال العقيد حسن غشوم لـ«الشرق الأوسط»: «متيقظون تماما لأي تحركات على الحدود السعودية اليمنية، وأي تحرك سيتعامل معه فورا». وبين غشوم أن التواصل مستمر مع بقية القوات المسلحة السعودية، وقيادة التحالف الدولي.
 
رؤساء أركان التحالف يبحثون تطورات «عاصفة الحزم»
الحياة..الرياض – ياسر الشاذلي
عقد رؤساء هيئات الأركان العامة لبعض دول التحالف المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم» مساء أول من أمس في مدينة الرياض اجتماعاً عرض خلاله إيجاز للموقف العسكري الراهن، وتمت مناقشة سير العمليات العسكرية التي تتم وفق الخطط المرسومة، كما تم استعراض الأهداف التي تحققت حتى الآن. وأثنى المجتمعون على المعنويات العالية التي أظهرها المشاركون في العمليات من جميع قوى التحالف، وعزمهم وتصميمهم على إنجاز مهماتهم بقوة وحزم.
في غضون ذلك، يبدأ نائب وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن، زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، تشمل السعودية، والإمارات، وسلطنة عُمان، ولبنان، وتونس، خلال الفترة من 5- 10 نيسان (أبريل) الجاري. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان له مساء أول من أمس، حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن بلينكن سيبدأ جولته بزيارة إلى بيروت اليوم تستمر حتى غدٍ يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين في لبنان، وممثلين عن المجتمع المدني العاملين في مجال القضايا الإنسانية والتعليم.
وأشار البيان، إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركية، سيبحث في الرياض التي يصل إليها بعد غدٍ عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسة، فيما سيناقش في العاصمة الإماراتية أبوظبي التي يصل إليها الأربعاء استمرار التعاون في مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك العمل المتواصل كجزء من التحالف العالمي لمكافحة تنظيم «داعش».
وسيتوقف بلينكن، في العاصمة العُمانية مسقط يوم الخميس لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية، والإقليمية والعالمية مع المسؤولين العمانيين قبل أن يختتم زيارته إلى المنطقة في تونس يوم الجمعة للاجتماع مع كبار المسؤولين التونسيين وممثلي المجتمع المدني للتأكيد على دعم بلاده التحوّل الديموقراطي في تونس، خصوصاً بعد الهجوم الإرهابي على «متحف باردو» في 18 آذار (مارس) الماضي في العاصمة التونسية، والذي أودى بحياة عدد من السياح الأجانب والمواطنين التونسيين.
 
المقاومة الشعبية تعزز قبضتها على عدن وبدء ملاحقة «القاعدة» في حضرموت
المستقبل.. صنعاء ـ صادق عبدو.. ووكالات
رفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي درجة الالتزام المصري بأمن دول الخليج أمس، معلناً بعد استعراض تطورات الأوضاع في اليمن في اجتماع عسكري رفيع، أن «مصر لن تتخلى أبداً عن أشقائها في الخليج»، ومعتبراً تأمين باب المندب من «أولويات الامن القومي«. وفي عدن أجبرت مقاومة أبناء المدينة التي قدمت إليها قوات «عاصفة الحزم» مساعدات لوجستية، مليشيات الحوثي الموالية لطهران والقوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على التراجع عن العديد من المناطق التي كانت تسللت إليها.
ففي القاهرة، قال الرئيس المصري أمس بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن «مصر لن تتخلى أبدا عن أشقائها في الخليج، ونحن قادرون على ذلك»، وقال التلفزيون الرسمي الذي أذاع تلك التصريحات إن اجتماع كبار القادة العسكريين استمر قرابة ست ساعات.
وأضاف «سنقوم معهم بالدفاع عنهم وحمايتهم إذا تطلب الأمر ذلك»، لكنه شدد على أن مصر تريد حلاً سياسيا ً للأزمة اليمنية، وقال «نحن نتحرك فى إطار إيجاد حل للمشكلة فى إطار سياسي يجنبنا كلنا خسائر ملهاش لازمة»، وتابع «وأنا قلت الكلام دا لأشقائنا في اليمن من كام يوم وبأكده تاني».
وتابع السيسي إنه يخاطب بتصريحاته المصريين قبل غيرهم بعد أن لمس قلقاً لدى بعض الرأي العام إزاء احتمال أن تتدخل مصر في حرب في اليمن على غرار تدخلها عسكرياً هناك في الستينات. وقال إن تدخل مصر في اليمن في الستينات كان أمراً مختلفاً، مضيفاً أن «الواقع اللي احنا فيه أمر مختلف تماما».
وأوضح ان تأمين الملاحة في مضيق باب المندب بين اليمن والصومال، من «أولويات الامن القومي المصري»، وقال ان «تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق باب المندب تعد أولوية قصوى من اولويات الامن القومي المصري» حسبما جاء في بيان للرئاسة المصرية.
ولاحقاً، اضاف السيسي في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الرسمي ان أمن مضيق باب المندب يخص ايضا «الامن القومي العربي».
وفي اليمن عززت المقاومة الشعبية من قبضتها على مدينة عدن، وتمكنت من اجبار مليشيات الحوثي الموالية لطهران، والقوات التابعة للرئيس اليمني السابق على التراجع عن العديد من المناطق التي كانت استولت عليها خلال معارك الأيام القليلة الماضية.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري أن قوات تحالف «عاصفة الحزم» مستمرة في إسقاط المعدات اللوجستية للجان الشعبية وأفراد المقاومة اليمنية في مدينة عدن، والوضع الآن أصبح هادئًا إلى حد ما، مع وجود بعض عناصر المليشيات الحوثية والموالين لها في مناطق محددة داخل عدن ويتم متابعتهم.
وأشار مقاتلون ميدانيون إلى أن تقدم المقاومة الشعبية في عدن جاء على إثر حصول المقاومة على شحنات من الأسلحة وصلتها جواً من قبل قوات تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده المملكة العربية السعودية، حيث تم حشد العشرات من أبناء المدينة وتدريبهم على استخدام هذه الأسلحة، بخاصة الأسلحة المستخدمة ضد الدبابات.
وزودت قوات التحالف العربي اللجان والمقاومة الجنوبية بأسلحة مختلفة وأجهزة اتصالات متطورة عبر عمليات إنزال جوي في عدة مناطق بمدينة عدن وأبرزها منطقة فتح بمديرية التواهي التي فيها ثاني القصور الرئاسية بعدن والمعروف بـ»القصر المدور» والمنطقة العسكرية الرابعة، وذلك بهدف مساعدة وتمكين تلك القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مواجهة المتمردين.
تزامن ذلك مع قصف مكثف من البوارج الحربية استهدف تجمعات لمليشيات صالح والحوثي في منطقة خورمكسر، حيث الحقت بهذه القوات الكثير من الخسائر بعد محاولة فرارها إلى جبهات خلفية باتجاه منطقتي العلم والعريش الواقعتين بين عدن وأبين.
وأشارت مصادر محلية إلى أن بعض القوات التابعة للمتمردين لا تزال منتشرة في الخط الساحلي، إلى جانب خلايا نائمة تابعة لها في مناطق البريقة، دار سعد وخورمكسر.
وارتفعت أعداد ضحايا قصف الحوثيين للتجمعات السكنية في المدينة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث أوضحت مصادر طبية مقتل 185 شخصا وإصابة 1282 آخرين.
في غضون ذلك أعلن حلف قبائل حضرموت الذي يضم أغلب قبائل المحافظة، الواقعة شرق البلاد، سيطرته على مطار الريان ومدينة الشحر في المحافظة، وذلك بعد يوم من سيطرة تنظيم القاعدة، المدعوم من الرئيس السابق صالح، على المدينة.
وقال الناطق باسم حلف قبائل حضرموت، صالح الدويلة، إن مدينة الشحر ومطار الريان وعدداً من المناطق الواقعة شرق المحافظة باتت تحت سيطرة الحلف، مشيراً إلى أن قوات الحلف شرعت في نصب نقاط تفتيش في الطريق المؤدي إلى مدينة المكلا (عاصمة المحافظة)، التي أعلن الحلف في وقت سابق أنه سيتوجه إليها.
وفي بيان صحافي أصدره الحلف، أكد أن قبائل حضرموت ستعمل على تأمين عاصمة المحافظة ومداخلها، كما أنها ستعمل مع قيادات الأحياء من أبناء القبائل الموجودين على تأمين المدينة، وإبلاغ قيادة الحلف الأمنية عن أي ظواهر مخلة بأمن المحافظة أولاً بأول.
وتمكن تنظيم القاعدة من مهاجمة عدد من المؤسسات الحكومية في مدينة المكلا، أبرزها القصر الجمهوري والبنوك التجارية، حيث استولى على الكثير من الأموال لتمويل عملياته، كما تمت مهاجمة السجن المركزي، والإفراج عن 300 من عناصر التنظيم .
ونشر التنظيم صوراً للقيادي في التنظيم خالد باطرفي وهو في القصر الجمهوري بمدينة المكلا، في محاكاة لصور قام الحوثيون بنشرها عندما استولوا على القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء في شهر كانون الثاني الماضي.
ولكن الناطق باسم تحالف «عاصفة الحزم» العميد عسيري قال، أنهم يتابعون الوضع في حضرموت ويعلمون بأن القاعدة نشطة في هذه المناطق منذ فترة طويلة والرئيس السابق صالح هيأ لهم الظروف للعمل على الأرض ومنها العمل الأخير الذي قاموا به وهو مهاجمة السجون وإطلاق سجناء القاعدة، مبينًا أن معظمهم خطرون وقد قاموا بمهاجمة المكلا وسيطروا على البنوك والمؤسسات الحكومية.
وفي محافظة تعز قالت مصادر مطلعة إن تمرداً وقع داخل 3 ألوية عسكرية في المحافظة، على رأسها اللواء 17 مشاة المطل على باب المندب، وأشارت مصادر محلية إلى أن هناك تحركات شعبية هائلة للمقاومة الشعبية ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
في الأثناء شهدت مدينة تعز، خروج الآلاف من أبناء المدينة في مسيرة جابت شوارع المحافظة تنديداً بالحرب التي تشنها جماعة الحوثي وقوات صالح على مدينة عدن والضالع ولحج الجنوبية. وأكد المتظاهرون دعمهم الكامل لعمليات القصف التي تستهدف سلاح الحوثيين وصالح، حيث رفع المتظاهرون صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصور العلمين اليمني والسعودي مطالبين بزيادة الضربات على المتمردين.
وفي سياق آخر، اعلنت مصادر سياسية انشقاق أحمد عبيد بن دغر، عن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده الرئيس السابق. وبحسب مصادر مقربة من ابن دغر الذي يتولى منصب نائب صالح في الحزب، فإن الأخير انشق عن صالح وهرب إلى سلطنة عُمان عبر منفذ صرفيت في محافظة المهرة، شرق البلاد.
ومع استمرار القتال، يعقد مجلس الامن الدولي بطلب من روسيا اجتماعاً مغلقاً لبحث امكانية ارساء هدنة انسانية. ويأتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة اخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول اقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين اسلحة. لكن روسيا التي تعارض هذه المبادرة اقترحت تعديل النص ليصبح حظراً يشمل كل البلد وعقوبات محدودة.

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,366,516

عدد الزوار: 7,676,404

المتواجدون الآن: 0