شهادات من تكريت تتحدث عن إعدامات انتقامية وسحل جثث في الشوارع...العبادي يخرج الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية من تكريت.. بعد عمليات سلب ونهب

الشرطة تغاضت عن ذبح الميليشيات لمشتبهين بالانتماء إلى «داعش»

تاريخ الإضافة الإثنين 6 نيسان 2015 - 7:01 ص    عدد الزيارات 2245    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

شهادات من تكريت تتحدث عن إعدامات انتقامية وسحل جثث في الشوارع
الشرطة تغاضت عن ذبح الميليشيات لمشتبهين بالانتماء إلى «داعش»
تكريت: «الشرق الأوسط»
في الأول من أبريل (نيسان) الحالي جرى تحرير مدينة تكريت من تنظيم داعش وطردت الحكومة والفصائل المتحالفة معها المتطرفين منها بعد معركة دامت شهرا. لكن بعضا ممن حرروا المدينة بدأوا بعد ذلك أعمالا ثأرية.
قرب مقر الحكومة المحلية المحترق الذي يحمل آثار أعيرة نارية أحاط اثنان من الشرطة الاتحادية بمقاتل يشتبه أنه من تنظيم داعش. وتحت إلحاح جمع غاضب من الناس استل الشرطيان سكاكينهما وطعنوا مرارا الرجل في رقبته وذبحاه. وحسب وكالة «رويترز» شاهد اثنان من مراسليها مقتل الرجل. وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية للوكالة إنه يجري الآن التحقيق في الواقعة.
ومنذ السيطرة عليها قبل 4 أيام شهدت مدينة تكريت أعمال عنف ونهب. وإضافة إلى مقتل المسلح المتشدد شاهد مراسلو «رويترز» أيضا مجموعة من المقاتلين الشيعة الذين ساعدوا قوات الحكومة في تحرير المدينة وهم يجرون جثة في الشوارع خلف سيارتهم. وقال مسؤولون محليون إن الفوضى مستمرة. وقال ضابطا أمن طلبا عدم نشر اسميهما إن عشرات المنازل أحرقت في المدينة. وأضافا أنهما شاهدا مقاتلي فصائل شيعية ينهبون المتاجر.
لم يكن من المفترض أن يحدث ذلك. ووصف مسؤولون مقربون من رئيس الوزراء حيدر العبادي حملة تكريت بأنها فرصة لإظهار استقلال الحكومة عن أحد مصادر قوتها، الفصائل الشيعية العراقية المدعومة من إيران والتي تحصل على المشورة من ضباط عسكريين إيرانيين. وقادت الفصائل الشيعية العاملة ضمن «الحشد الشعبي» هجوم تكريت في بدايته أوائل مارس (آذار). لكن بعد أسبوعين من القتال فرض العبادي تهدئة. وفي تأكيد لسلطته على الميليشيات طلب ضربات جوية أميركية.
ويهدد النهب والعنف في تكريت الآن بتلطيخ صورة انتصار العبادي ويخاطران بتوجيه رسالة إلى السنة العراقيين بأن الحكومة المركزية ضعيفة وليست جديرة بالثقة بدرجة كافية لكي تسترد أراضي أخرى يسيطر عليها تنظيم داعش، بما في ذلك مدينة الموصل.
سعت الحكومة أول من أمس لطمأنة كل الأطراف من أنها ستعمل على إرساء الأمن. وأصدر العبادي بيانا يطالب فيه قوات الأمن باعتقال كل من يخرق القانون. وردا على طلب للتعليق على ما رآه مراسلون لوكالة «رويترز» من مشاهد قال رافد جبوري المتحدث باسم العبادي إنه لن يتحدث عن حوادث فردية، لكنه أضاف: «الأولوية تمنح لتأمين حياة الناس وممتلكاتهم سواء كان في هذه العملية أو فيما يتعلق بجهود الجيش بشكل عام من أجل تحرير بقية العراق»..
وشكا نواب سنة زاروا تكريت من أن الأحداث خرجت عن السيطرة منذ أن استعادت قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها المدينة. وأثنى البرلماني مطشر السامرائي على الحكومة لقيادتها دخولا سهلا لتكريت ولكنه قال إن بعض الفصائل الشيعية استغلت الموقف. وقال: «أعتقد أن ما يحصل هو شيء متعمد لعرقلة منجزات الحكومة في تكريت». وأضاف: «ما يحصل هو صراع بين الميليشيات والحكومة من أجل السيطرة».
وأحرقت أحياء سكنية دخلتها القوات العراقية والفصائل الشيعية بما في ذلك أجزاء في الدور والعوجة مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين. وتلقي قوات الأمن باللوم على تنظيم داعش في زرع متفجرات في المنازل في حين يشتبه السنة في أن الفصائل الشيعية والجيش والشرطة تعمدوا حرق منازلهم.
والنهب مشكلة أيضا. فقد تحركت شاحنات للفصائل الشيعية في المدينة تحمل سلعا يبدو أنها نهبت من منازل ومكاتب حكومية. وحسب وكالة «رويترز»، كانت المركبات مليئة بمبردات وأجهزة تكييف وطابعات وأثاث. وركب أحد مقاتلي الفصائل الشبان دراجة حمراء وهو يصرخ «كنت أحلم دائما بامتلاك مثل تلك الدراجة الهوائية عندما كنت صغيرا». وقال العميد معن المتحدث الرئيسي باسم القوات الحكومية إن الشرطة توقف السيارات التي يبدو أنها تحمل سلعا مسروقة. وقال إن القوات تبذل قصارى جهدها لفرض الأمن.
وحسب الوكالة، كانت المشاعر متأججة وسط الفصائل الشيعية قبل الهجوم. فقد قطع تنظيم داعش رؤوس أناس ونفذ أعمالا وحشية أخرى في أراض سيطر عليها. وبشكل خاص كانت الفصائل الشيعية تريد الثأر من قتل «داعش» مئات الجنود العراقيين الذين أسروهم من معسكر سبايكر قرب تكريت في يونيو (حزيران).
ورغم جهود بغداد لكبح المقاتلين فإن بصمات الفصائل الشيعية وإيران ذاتها كانت واضحة خلال الساعات الأخيرة من العملية. فمع سقوط تكريت الأربعاء الماضي هرع أفراد من الفصائل لكتابة أسمائهم على المنازل حتى يعزى إليهم الانتصار. وتفاخر مقاتل إيراني يحمل على كتفه بندقية كلاشنيكوف ويعلق على صدره صورة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بدور طهران في الحملة. وقال الرجل الذي أطلق على نفسه اسم الشيخ داود: «أنا أشعر بالفخر للمشاركة في معركة تحرير تكريت.. إيران والعراق هما دولة واحدة الآن».
وعلى أطراف تكريت في الساعات التي تلت سقوط المدينة مرت قافلة تقل مجموعة من أفراد الفصائل الشيعية بعدد من سيارات الشرطة. وكان أفراد الفصائل يربطون جثة من يشتبه أنه أحد مقاتلي تنظيم داعش في ظهر شاحنة صغيرة تويوتا بيضاء اللون. وانقطع الحبل الذي يجر الرجل وتوقفت السيارة.
نزل الرجال لإعادة ربط الجثة التي كانت تحمل آثار أعيرة نارية. وأثناء تثبيت الحبل حول الجثة تعالى صوت أغنية تتحدث عن انتصارهم على تنظيم داعش عبر مكبر للصوت في السيارة. بعد ذلك انطلقوا. ولم يفعل رجال الشرطة الذين كانوا يقفون على مقربة أي شيء.
وبعد ظهر يوم الأربعاء شاهد مراسل من وكالة «رويترز» معتقلين يشتبه أنهما من تنظيم داعش - جرى تعريفهما على أنهما مصري وسوداني - داخل غرفة في مبنى حكومي. ونقلت المخابرات التابعة للشرطة الرجلين بعد ذلك للخارج. وانتشر حديث بأن السجينين اللذين يشتبه في انتمائهما لتنظيم داعش جرت مرافقتها للخارج. وتجمع حولهما رجال من الشرطة الاتحادية كان زميل لهم هو العقيد عماد قتل في اليوم السابق جراء تفجير. وقال العميد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية إن المصري كان قد طعن شرطيا عراقيا الأمر الذي يفسر الغضب منه.
نقل السجينان في شاحنة صغيرة لكن حشودا حالت دون تحرك السيارة. وبدأ رجال الشرطة الاتحادية يصرخون في وجه ضباط المخابرات مطالبين إياهم بتسليم الرجلين. حاول ضباط المخابرات حماية السجينين وسحب أحدهم مسدسه الشخصي عندما بدأ رجال الشرطة الاتحادية يحركون قبضة أياديهم في الهواء. وأخذ الحشد يصرخ «يجب أن نأخذ بالثأر للعقيد عماد». وتدفق مقاتلون شيعة على المنطقة وامتلأ الشارع بأكثر من 20 من رجال الشرطة الاتحادية. ووقع إطلاق نار وارتدت أعيرة نارية. وأصيب واحد على الأقل من المقاتلين الشيعة وبدأ ينزف من ساقه. تمكن الناس في الحشد من جر أحد السجينين من الشاحنة وهو المصري. جلس المصري صامتا على أقدام شرطيين في العشرين من عمرهما والخوف في عينيه. وأحاط به العشرات من رجال الشرطة الاتحادية والمقاتلين الشيعة.
وصرخ الشرطيان «إنه من (داعش).. يجب أن نأخذ بالثأر للعقيد عماد». وأخرج كل من الشرطيين سكينا ولوحا بهما في الهواء وسط ترحيب من الحشود وهما يرددان «سنذبحه. سنأخذ بالثأر للعقيد عماد. سنذبحه».
ووضع رجال الشرطة الاتحادية رأس السجين المصري على الرصيف ثم دفع أحد رجال الشرطة الآخرين بعيدا وألقى بنفسه عليه ووضع السكين على رقبة المصري وسط هتافات الواقفين الذين لطخت الدماء أحذيتهم. وصرخ رجال الشرطة الاتحادية: «أخذنا بالثأر للعقيد عماد».
ووقف الشرطي الذي قتله قرب جثمانه حتى يتمكن من الحديث مع زملائه وقال «العقيد عماد كان رجلا شجاعا. العقيد عماد لم يكن يستحق الموت على أيدي (داعش) القذرة. هذه رسالة إلى عائلة العقيد عماد بأن لا يحزنوا وأن يبقوا رأسهم مرفوعا». ثم صرخ «فلنعلق الجثة على عمود الكهرباء حتى يراها الجميع. اجلبوا سلكا.. اجلبوا سلكا».
وأخذ صديقه الذي كان يحمل سكينا يطعن المصري دون نجاح وصرخ «أحتاج إلى سكين حادة. أريد أن أقطع رأس هذا الداعشي القذر». وفي النهاية وجد الرجال سلكا وربطوه بقدمي القتيل وعلقوه على عمود الكهرباء. واستاء شرطي من المنظر وقال «العشرات من الإعلاميين هنا. ليس هذا الوقت المناسب. لماذا تريدون إحراجنا». لكن الحشود تجاهلته واستمرت في رفع الجثة.
 
العبادي يخرج الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية من تكريت.. بعد عمليات سلب ونهب
نصب نقاط تفتيش بين صلاح الدين وبغداد لضبط المواد المنهوبة
الشرق الأوسط...بغداد: حمزة مصطفى ومناف العبيدي
بعد يوم عاصف في مدينة تكريت شهد عمليات سلب ونهب وحرق للمنازل، عاد هدوء نسبي إلى المدينة التي تمت الأسبوع الماضي استعادتها من تنظيم داعش بعد حصار استمر لنحو أسبوعين.
وكان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي عقد اجتماعا طارئا مع القيادات الأمنية، دعا فيه القوات الأمنية إلى الالتزام بحماية ممتلكات الدولة والمواطنين واعتقال العصابات التي تحاول الإساءة إلى الانتصارات. وقال بيان صادر عن مكتب العبادي إنه شدد على «أهمية إعادة الوزارات والدوائر الخدمية إلى الحياة لتلك المناطق تمهيدا لعودة السكان إليها»، ودعا إلى «الاستعداد لاستكمال تحرير بقية المناطق وكل شبر من أرض العراق من دنس تنظيم داعش الإرهابي».
من جهتها، أكدت الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين أنها «انسحبت احتجاجا على الممارسات غير المسؤولة للعديد من العناصر المندسة التي حاولت سرقة فرحة العراقيين بالنصر الذي تحقق في تكريت». وقال رئيس مجلس المحافظة، أحمد الكريم، لوكالة «رويترز»، إن «مئات المنازل أحرقت» في تكريت ونهبت محال تجارية، مضيفا أن أجهزة الأمن الحكومية تخشى التصدي لمرتكبي هذه الانتهاكات. وتابع وهو يغادر المدينة بعد ظهر أول من أمس أن الوضع أصبح خارج السيطرة، وقال «المدينة تحرق أمام أنظارنا ولا نستطيع السيطرة على ما يجري».
من ناحيته، أعلن نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، جاسم محمد العطية، لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس المحافظة علّق اجتماعاته بسبب الانتهاكات والتجاوزات التي قام بها بعض المندسين في صفوف قوات الحشد الشعبي. وأضاف العطية أن «بعض الأفراد من المندسين في صفوف قوات الحشد الشعبي قاموا بأعمال إجرامية تمثلت في قتل المواطنين وسحل جثثهم في شوارع المدينة وحرق دور المواطنين وسلب ممتلكاتهم، مما أفسد فرحة النصر». وأشار العطية إلى أن العديد من المسؤولين المحليين في محافظة صلاح الدين يتقدمهم المحافظ رائد الجبوري «قاموا بتقديم شكوى لدى الحكومة المركزية، واجتمعوا بقيادات عسكرية ومدنية لمعالجة الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة تكريت بعد تحريرها من مسلحي تنظيم داعش حيث تعيش في حالة من الرعب والخوف تحت ممارسات إجرامية انتقامية تقوم بها جماعات مندسة في قوات الحشد الشعبي أساءت لما قدمه الأبطال من أبناء الحشد في المساهمة في تحرير تكريت وطرد مسلحي (داعش)».
بدوره، قال رئيس اللجنة الأمنية في حكومة صلاح الدين المحلية خالد الخزرجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس الوزراء «تفهم احتجاجنا واتخذ مع وزيري الدفاع والداخلية إجراءات صارمة بحق المسيئين الذين لا نستطيع حصرهم بجهة واحدة محددة، بل هم خليط من جيش وشرطة وحشد وعشائر وأصحاب ثارات وسواهم ممن ينتهزون حالات الفراغ الأمني». وأوضح أن «الحكومة المحلية بكل أركانها تعمل الآن من أجل إعادة ترتيب الأوضاع في تكريت سواء لجهة مسك الأرض أو العمل على تهيئة الظروف لإعادة النازحين إلى منازلهم والبدء بإعمار البنية التحتية بعد الخراب واسع النطاق الذي طالها».
وبشأن طبيعة ما حصل من عمليات حرق وسلب للبيوت والمحلات التجارية، قال الخزرجي إن «العمليات شملت حرق محلات تجارية ونهبها في شارعي الأطباء و40 في تكريت، ولكن تمت محاصرة الأمر بسلسلة من الإجراءات الصارمة سواء من قبل الجهات المعنية في تكريت ومحيطها أو حتى باتجاه بغداد، حيث اتخذت قيادة عمليات بغداد إجراءات هي الأخرى تمثلت بنصب نقاط تفتيش بين بغداد ومحافظة صلاح الدين تقضي باعتقال أي جهة أو مجموعة تحمل أثاثا أو غيرها من الأمور قادمة من صلاح الدين باتجاه بغداد».
ولفت يزن الجبوري، القيادي في الحشد الشعبي من أهالي محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «عمليات الحرق والسلب لم تحصل في اليوم الأول من عملية التحرير التي تمت على يد الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي، إذ كان كل شيء هادئا، وقد فرحنا بالنصر الذي تحقق»، مشيرا إلى أن «الأمور تغيرت في اليوم التالي حيث حصلت مسائل بدت عفوية أول الأمر لكنها هي التي قادت إلى الفوضى وذلك بدخول عناصر قسم منهم يرفع رايات باسم الحشد وعناصر أخرى بحجة أنها تحمل مساعدات غذائية للجيش والحشد بما في ذلك توزيع الحلوى والعصائر، وعلى أثر ذلك سادت حالة من الفوضى وعدم الانضباط، وبدأت عمليات سرقة وحرق للمنازل والمحلات، وهو ما جعل الجهات المختصة تتحرك بسرعة لإعادة الأوضاع إلى نصابها».
وأكد الجبوري أن «الأوضاع الآن طبيعية، حيث إنه تنفيذا لأمر القائد العام للقوات المسلحة فقد تم الاتفاق على إخراج قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والإبقاء على الشرطة المحلية التي هي من أهالي المحافظة والحشد الشعبي من أبناء صلاح الدين الذي أتولى قيادته والفرقة الذهبية، ومهمتنا الآن تتمثل في مسك الأرض داخل تكريت».
أما رئيس البرلمان سليم الجبوري فقد حذر الحكومة من وجود جهات تحاول إسقاط تجربتها «وتشويه انتصاراتها». وقال الجبوري في بيان له إن «هناك جهات تسعى إلى تشويه النصر الكبير الذي حققته الحكومة وإسقاط تجربتها من خلال عمليات النهب والحرق التي تحدث في المناطق المحررة وآخرها ما حدث ويحدث في تكريت»، مشيدا بـ«الدور الوطني الذي يقوم به رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في التصدي لهذه العصابات المجرمة التي باتت تهدد أمن واستقرار البلد».
وأكد الجبوري أن «الانتصارات الأخيرة التي يحققها العراقيون بكل مسمياتهم أغاظت بعض الجهات التي كانت تعول على الفوضى لتتمدد وتفرض وجودها»، داعيا كل مكونات الشعب إلى «نبذ هذه العصابات وعزلها وإنهاء وجودها في العراق».
 
طرد الميليشيات الشيعية من تكريت بعد أعمال نهب وحرق أثارت الصدمة
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي

بذل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي جهودا مضنية لتطويق ازمة اعمال السلب والنهب والحرق التي حدثت على يد الميليشيات الشيعية في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، عقب طرد تنظيم «داعش» منها بعدما تم الاتفاق مع المسؤولين المحليين في المحافظة على سحب عناصر ميليشيا الحشد الشعبي وتولى الشرطة المحلية حماية المدينة.

وفي هذا الصدد، أعلن رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم عن مباشرة قيادتي الشرطة الاتحادية والمحلية بمسك الأرض بعد انسحاب ميليشيات الحشد الشعبي، قائلاً: «إن قيادتي الشرطة المحلية والاتحادية باشرتا اليوم (امس) بمسك الأرض بعد اخراج قوات الحشد الشعبي منها».

وأشار إلى أنه «تم الاتفاق مع رئيس الوزراء على اعطاء الشرطة مهلة عشرة ايام لتطهير المدينة من العبوات الناسفة»، مضيفاً أن «الحكومة المحلية لمحافظة صلاح الدين سوف تقوم بالعمل على إعادة النازحين الى المدينة بعد انتهاء مهلة العشرة ايام».

وكان العبادي اجتمع امس مع محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، ورئيس مجلس المحافظة احمد الكريم اللذين انسحبا من مدينة تكريت اول من امس احتجاجا على اعمال النهب في تكريت بالاضافة الى الاجتماع مع رئيس صندوق اعمار المناطق المحررة عبد الباسط تركي وقائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر وعدد آخر من المسؤولين.

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان عن اتفاق لتشكيل لجنة برلمانية لتحقيق بعمليات السلب والنهب التي حصلت في مدينة تكريت والوقوف على حقائق ما جرى.

وقال خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «القوات الأمنية باشرت بفتح مراكز الشرطة في المدينة واستلام الملف الأمني فيها»، مؤكدا أن «الشرطة المحلية لا تستطيع وحدها مسك الأرض في تكريت ويجب أن تستفيد من الشرطة الاتحادية».

بدوره، اعتبر عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين جاسم الجبارة عمليات «النهب» في تكريت بانها «امر مؤسف لا يليق بالعراقيين»، لافتاً إلى أن «من يقف وراء هذه الأعمال يحاول تشويه النصر الذي وأد الطائفية المقيتة من خلال تسابق أبناء العراق لطرد عناصر داعش من المدينة».

وشدد الجبارة على ضرورة أن «لا تؤثر تلك الممارسات على إمكانية عودة العوائل إلى المدينة وخصوصا العاملين في دوائر الدولة من اجل اعمار ما دمره عناصر داعش وما دمر بفعل الضربات العسكرية».

وقبيل انسحاب الحشد الشعبي من تكريت، هدد مجلس عشائر ووجهاء صلاح الدين باللجوء الى المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية في حال عدم الاستجابة لمطالبه.

وقال مجلس العشائر في بيان ان «ما حصل من اعمال سلب ونهب وحرق وتفجير لمنازل المواطنين ومحالهم التجارية ودوائر الدولة والمساجد والأبنية الحكومية وأعمال خطف وقتل للعوائل الباقية في تكريت والتي قامت بها مجاميع منظمة من الحشد الشعبي وميليشيات إيرانية تم بدوافع طائفية وانتقامية»، محملا «الحكومة كافة المسؤولية عما حصل».

وطالب مجلس العشائر بـ«الكشف عن مصير العوائل المفقودة والتي اعتقلتها الميليشيات المسلحة داخل تكريت وإطلاق سراحهم فورا»، مشدداً على ضرورة «محاسبة كل من كان طرفا في ما حصل من استباحة للمدينة وتدميرها، وإعادة إعمار المدينة وتعويض المتضررين»؟

ولفت الى أنه «في حال عدم الاستجابة الفورية لمطالبنا فإننا سنلجأ الى مطالبة المجتمع الدولي لتوفير حماية دولية لنا وسنعمل من خلال محكمة العدل الدولية ومنظمات حقوق الانسان على تقديم كافة المسؤولين عما حصل كمجرمي حرب ليحاكموا على جرائمهم المشينة ونحن نحتفظ بكل الأدلة على ذلك».

وكانت أعمال نهب وإحراق واسعة النطاق في مدينة تكريت قد اندلعت منذ أن طردت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وميليشيات الحشد الشعبي تنظيم «داعش» من المدينة، الثلاثاء الماضي، ووجهت أصابع الاتهام الى المقاتلين الشيعة في الحشد الشعبي بالوقوف وراء تلك الحوادث.

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن مقتل 72 عنصرا من «داعش» بقصف لطيران التحالف الدولي شمال تكريت.

وقالت الوزارة في بيان صحافي ان «قوات التحالف الدولي تستمر بضرباتها الجوية على مدينة بيجي ومحيطها بعد أن قدمت الإسناد لقواتنا المسلحة في تحرير مدينة تكريت حيث دمرت أكثر من 26 هدفا للعدو وقتل أكثر من 58 إرهابياً مستهدفة مراكز القيادة والسيطرة لإرهابيي داعش وأكداس عتادهم وتجمعاتهم». وأضافت الوزارة أن «طائرات التحالف نفذت أربع طلعات جوية يوم أمس أسفرت عن قتل 14 إرهابيا وتدمير وكر لهم».
 
«داعش» يشنّ هجمات ضد «البيشمركة» غرب الموصل وشرقها
الحياة...أربيل - باسم فرنسيس
شنّ تنظيم «داعش» هجمات جديدة ضد قوات «البيشمركة» في غرب الموصل وقرب أربيل (شرق)، لكنه أخفق في السيطرة على طريق استراتيجي، فيما أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مواصلة التنسيق المشترك في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويعتبر مراقبون أن «داعش» يحاول فتح جبهات جديدة، في وقت يقوم بتشديد إجراءاته الاحترازية في داخل مدينة الموصل التي عزز من تحصيناته في أطرافها، كإجراء استباقي لاحتمال انطلاق عملية «تحريرها»، إضافة إلى رغبته في التغطية على الخسائر التي لحقت به في مدينة تكريت.
وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان، إن بارزاني والعبادي «تبادلا التهاني خلال اتصال هاتفي لمناسبة تحرير مدينة تكريت وانتصارات البيشمركة»، مشيرة إلى أن «الجانبين أكدا أهمية استمرار التنسيق والتعاون بين الجيش والبيشمركة لمواجهة داعش إلى حين طرده نهائياً من البلاد».
وأفاد مصدر أمني كردي بأن «البيشمركة مدعومة بغطاء جوي، صدّت فجراً (أمس) هجوماً شنه الإرهابيون قرب منطقة الخازر، في محاولة للسيطرة على طريق استراتيجي في قرية وردك يربط محافظتي أربيل ودهوك، وقد قتل خمسة من الدواعش وتم تدمير عربتي هامر وجرافتين». وأضاف: «كما تمّ صد هجوم قرب الجسر الكبير في ناحية كوير التابعة لقضاء مخمور جنوب غربي أربيل، وهو ثاني هجوم خلال الساعات الـ48 الماضية».
في المقابل، كشف قائد ميداني في سنجار، عن «مقتل أميرين في داعش يكنيان أبو محمود الكوردي وأبو علي، خلال قصف جوي» استهدف مواقع لتنظيم «الدولة». وبالتزامن، أعلنت قوات «الدفاع الشعبي» - الجناح العسكري لحزب «العمال» - في بيان، مقتل اثنتين من مقاتلاته في مواجهات داخل سنجار. وأشار البيان إلى أن المقاتلتين شاركتا في المعارك ضد «داعش» منذ سقوط قضاء سنجار في أيدي مقاتليه في آب (أغسطس) الماضي. وشدد البيان على أن قوات «الدفاع الشعبي» ستصعّد «عملياتها ضد الإرهابيين، في إطار مسؤوليتها التاريخية للدفاع عن الإيزيديين» الذين يعيشون في منطقة سنجار.
ونقل موقع حزب «الاتحاد الوطني» عن مسؤوله في مخمور رشاد كلاليي، قوله أمس إن «داعش بدأ بإجراء تغييرات في قادته وعناصره المرابطين في حدود مخمور وكوير، وذلك بعد فشل هجماته المتكررة». ولفت إلى أن «داعش بدأ منذ أيام بحفر خندق في محيط منطقة الشرقاط وناحية القيارة، تحسباً لمواجهة مرتقبة مع البيشمركة والجيش العراقي».
وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني» في نينوى غياث سورجي، لـ «الحياة» إن «إرهابيي داعش هاجموا البيشمركة في وسط قضاء سنجار غرب الموصل، لكن تم إحباط الهجوم بإسناد جوي، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة إرهابيين».
إلى ذلك، كشف «مجلس أمن إقليم كردستان» في بيان، عن «مقتل جلاد داعش وهو كردي يُدعى موفق أسعد اسكندر، الذي ظهر في شريط فيديو وهو يقوم بعملية ذبح أحد أسرى البيشمركة، وذلك خلال عملية في حي القاهرة بمدينة الموصل»، وكشف مصدر أمني أن «قيادياً كردياً في التنظيم يُدعى دانا لطيف وهو من سكان قضاء حلبجة، قتل في هجوم مسلّح استهدف عربته في منطقة الغابات».
وأعلنت تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى أمس، أن «مسلحي داعش اعتقلوا 18 شخصاً في حي الزهور، بتهمة التخابر لمصلحة القوات العراقية عبر الهواتف النقالة»، مشيرة إلى «العثور على جثث 4 من الإرهابيين بينهم أمير في الحي العربي، ويبدو أنهم قتلوا بنيران مسلحين مجهولين».
 
القوات العراقية تهاجم الكرمة والبغدادي في الأنبار وتصد هجوماً لـ «داعش» على الرمادي
الحياة..بغداد - حسين علي داود
استأنف الجيش العراقي أمس العملية العسكرية على ناحية «الكرمة» شرق الفلوجة في الأنبار، وشن هجمات على معاقل تنظيم «داعش» في ناحية البغدادي، فيما صد هجوماً للتنظيم على الرمادي مركز المحافظة.
وقال ضابط في «قيادة عمليات الأنبار» لـ «الحياة» أن قوات الجيش وبمساعدة «الحشد الشعبي» وعشائر الأنبار استأنفت العملية العسكرية على ناحية الكرمة بعد أن توقفت لأيام عدة. وأشار إلى أن هناك خطة للقيادة العامة للقوات المسلحة «بتطهير الكرمة بالكامل» قبل بدء عملية عسكرية واسعة في المحافظة لملاحقة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى «الأهمية الاستراتيجية» لناحية الكرمة.
وأضاف أن قوات الجيش تقدمت نحو جسر «الشيخة» في القاطع الشرقي للكرمة وتمكنت من تدمير عربة عسكرية مفخخة من نوع هامر كان يعدّ التنظيم لتفجيرها ضد القوات الأمنية. وأشار أيضاً إلى تدمير عربتين تابعتين للتنظيم وتفجير عشرات العبوات الناسفة المزروعة على الطرقات.
وتابع الضابط نفسه أن وحدات من الفرقة السابعة وبمشاركة قوة من الشرطة الاتحادية نفذت عملية في مناطق «سن الذيب» و «الجواعنة» و «المروانية» المحاذية لناحية «البغدادي» غرب الرمادي. وزاد أن «داعش يستخدم هذه المناطق لتأمين إمداداته القادمة من الجانب السوري مروراً بمدن القائم والرطبة». ولفت إلى أن الجيش سيواصل هجومه «إلى حين السيطرة على هذه المناطق في شكل كامل».
وقال الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن خلال مؤتمر صحافي أمس أن «المرحلة الثانية من عملية تحرير ناحية الكرمة، أسفرت حتى الآن عن مقتل 271 إرهابياً من عناصر تنظيم داعش» وإصابة آخرين. وأضاف أن «العملية أسفرت أيضاً عن تدمير 13 عجلة تحمل أسلحة أحادية و18 عجلة تحمل إرهابيين، وتفكيك 109 منازل مفخخة و13 عجلة مفخخة ودراجة نارية واحدة و836 عبوة ناسفة وثلاثة أحزمة ناسفة وتدمير ثلاث مفارز للقنص وثلاث مفارز لإطلاق قذائف الهاون».
وأردف أن «قيادة عمليات بغداد تمكنت من إحباط محاولة لتسلل عدد من إرهابيي (داعش) بين النازحين في مناطق حزام بغداد وعمقها».
في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن قوات الشرطة المحلية وقوات مكافحة الإرهاب وبإسناد من العشائر صدت هجوماً مباغتاً لـ «داعش» على منطقتي «المعلمين» و «الأندلس» جنوب الرمادي، مضيفة أن «قيادة العمليات فرضت حظراً جزئياً للتجوال» بعد هذا الهجوم.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، أن قوات التحالف الدولي شنت ضربات جوية على مدينة بيجي ومحيطها، حيث دمرت أكثر من ٢٦ هدفاً للعدو وقتلت أكثر من ٥٨ إرهابياً.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

«الأونروا»: الوضع في المخيم مهين للإنسانية وسكان اليرموك بين فكي كماشة النظام و«داعش» ...«جيش الفتح» يسيطر على أجزاء من قرية المسطومة بشمال سوريا وقوات النظام تقصف مناطق المعارضة في إدلب

التالي

السيسي: لن نتخلّى عن أشقائنا في الخليج و«باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي»...السيسي يؤكد عدم المواءمة السياسية مع «الإخوان»...عشرات القضاة يتضامنون مع رئيس ناديهم الأسبق في مشهد يستعيد ذاكرة «تيار الاستقلال»

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,367,269

عدد الزوار: 7,676,545

المتواجدون الآن: 0