إطلاق "المبادرة الوطنية السنية" من البيال: التمسك بالطائف والإعتدال وتجنب صراعات المحاور عبر تعزيز سلطة الدولة واعتماد الحوار

بري يصرّ على عودة الحكومة.. وبوصعب يؤكد «عدم التراجع مهما كانت الضغوط» وجنبلاط يحاصر الفتنة: مصالحة مصالحة مصالحة

تاريخ الإضافة الأحد 14 حزيران 2015 - 7:07 ص    عدد الزيارات 2365    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

بري يصرّ على عودة الحكومة.. وبوصعب يؤكد «عدم التراجع مهما كانت الضغوط» وجنبلاط يحاصر الفتنة: مصالحة مصالحة مصالحة
المستقبل...
على قدر استثنائية المرحلة وحجم المخاطر والأهوال المتعاظمة في الأفق، خرجت أصوات العقل والحكمة من دار الموحدين الدروز أمس منتصرةً لأرقى مفاهيم الوحدة والتبصّر في مواجهة «الأصوات المشبوهة» و«مشاريع التفتيت» التي يتلاقى عند تأجيج منابعها الدموية «النظامان السوري والصهيوني» وفق ما نبّه زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في الكلمة التي ألقاها إثر اجتماع المجلس المذهبي الدرزي في دار الطائفة. وإذ أكد أنّ «كل الوقائع تشير إلى أنّ العد العكسي يقترب» من نهاياته بالنسبة لنظام الأسد، برز تشديد جنبلاط في مقابل تداعيات «الحدث الأليم» الذي حصل في بلدة «قلب لوزة» في ريف إدلب على كون المعالجة لا تكون «بالهيجان» بل بالهدوء والتروّي وقطع دابر الفتنة، التي نجح زعيم المختارة بالفعل في محاصرتها بالتشديد مراراً وتكراراً على أنّ «مستقبل العرب الدروز السوريين هو في «عقد الراية» والتآلف مع أهل حوران انطلاقاً من العلاقات التاريخية القديمة بين جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش وحوران»، موجهاً رسالة وطنية عروبية إلى دروز سوريا عنوانها العريض: المصالحة ثم المصالحة ثم المصالحة.. وإلا فإنّ «أي تفكير بمشروع ضيّق هو انتحار».

جنبلاط الذي ذكّر بسقوط «أكثر من 350 ألف قتيل في سوريا على يد النظام، وبوجود أكثر من 7 ملايين مهجر داخل سوريا و3 ملايين خارجها»، أكد أنّ ما حصل في «قلب لوزة» حادثة «فردية» تتمّ معالجتها بالاتصالات السياسية «محلياً وإقليمياً». وكشفت مصادر اجتماع المجلس المذهبي لـ«المستقبل» أنّ جنبلاط أوضح للمجتمعين أنه «على اتصال بالحكومة التركية» لمعالجة ذيول الحادثة وتطويقها وأنه سيوفد الوزير وائل أبو فاعور إلى تركيا خلال اليومين المقبلين.

ونقلت المصادر عن جنبلاط تأكيده خلال الاجتماع على «ضرورة الحفاظ على الثوابت وعدم جرّ الدروز إلى حمام الدم»، مشدداً في هذا السياق على كون «دروز سوريا وعموم الشعب السوري هم من نسيج اجتماعي واحد يجب الحفاظ عليه والتنبّه من المشاريع الفتنوية العاملة على ضربه وتفتيته». وبينما وصفت أجواء اجتماع المجلس بـ«الممتازة»، لفتت المصادر في هذا المجال إلى أنّ «كبار المشايخ والمرجعيات الروحية في المناطق حضروا الاجتماع ومن لم يستطع منهم الحضور حرص على إيفاد ممثل عنه لتأكيد وحدة الصف في مواجهة الفتنة»، مشيرةً إلى أنّ المداخلات التي ألقاها المشايخ أجمعت على كون «الشجاعة لا تكون بالانتحار» وأنهم يقولون ذلك «عن وعي وعقل وليس عن عجز»، منتقدين في المقابل «الأصوات الانتهازية» التي صدرت في أعقاب حادثة إدلب لتحريض الدروز على الثأر والانجرار إلى الاقتتال الأهلي. حتى أنّ أحد كبار المرجعيات الروحية، كما روت المصادر، نقل إلى المجتمعين أنّه تلقى اتصالات من مشايخ الدروز في سوريا أعربوا خلالها عن استغرابهم سلوك البعض مسلكاً تهويلياً تحريضياً على الساحة الدرزية في لبنان وكل المحاولات المفتعلة في هذا المجال لتأليب أبناء الطائفة على الشرائح الاجتماعية الأخرى بذرائع واهية مغايرة للواقع ومنافية للوقائع توحي بأنّ دروز سوريا يتعرضون لمجازر وعمليات إبادة وتظهرهم بشكل معيب وكأنهم عاجزون ومغلوب على أمرهم بينما هم لا يزالون أعزاء كرماء في مناطقهم ولا يحتاجون لا إلى سلاح ولا إلى مقاتلين.

واليوم يزور رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من الكتلة كليمنصو للإعراب عن التضامن مع جنبلاط ومواقفه الوطنية في مواجهة مستجدات الأحداث، في حين قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الذي أجرى اتصال تضامن وتعزية برئيس «الاشتراكي»، لـ«المستقبل»: «كما في كل المفاصل الخطرة يطل وليد جنبلاط لاتخاذ الموقف الوطني الكبير، في وقت يعوّل كل النسيج العربي على موقفه لامتصاص آثار الجريمة النكراء التي حصلت في إدلب».

بري

سياسياً، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«المستقبل» أنه يصرّ على عودة الحكومة إلى الاجتماع والإنتاج، مشدداً في هذا المجال على وجوب إعطاء المجال للاتصالات والمشاورات الجارية «لكن على ألا يطول الأمر كثيراً لحسم الموضوع». ولفت الزوار إلى أنّ بري يؤكد عزمه على «تغطية ميثاقية الحكومة من جانب المكوّن الشيعي في سبيل تمكينها من العودة إلى دائرة العمل والانتاجية»، كما يبدي إصراراً على فتح دورة استثنائية في المجلس النيابي لبتّ قضايا تشريعية مُلحّة لم تعد تحتمل التأجيل، علماً أنّ ذلك يحتاج إلى وجود حكومة فاعلة وغير مكبّلة لمواكبة العمل التشريعي.

«إشارات» حلحلة

وتزامناً، أفادت أوساط وزارية «المستقبل» أنها تلقت خلال الساعات الأخيرة «إشارات» حلحلة من قبل وزراء «حركة أمل» و«حزب الله» مفادها أنّ الحكومة في طريقها إلى العودة للاجتماع والعمل «وفق جدول أعمال عادي في غضون أسبوعين»، معربةً عن اعتقادها بأنّ «وزراء التيار الوطني الحر لا بد وأنهم سيقتنعون في نهاية المطاف بأنّ أكثرية أعضاء مجلس الوزراء تعارض طرح موضوع التعيينات بنداً وحيداً على طاولة المجلس في هذه المرحلة، بحيث أنّ هذا الموقف لم يعد مقتصراً على وزراء الرئيس تمام سلام و«تيار المستقبل»، بل هو أيضاً موقف الرئيس بري الذي يرفض بحث مسألة تعيين قائد للجيش قبل حلول موعد هذا الاستحقاق في أيلول، وكذلك الأمر بالنسبة لوزراء «اللقاء التشاوري» الذين يرفضون طرح هذه المسألة قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

بوصعب: لن نتراجع

في المقابل، نفى وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب وجود أي إمكانية لتراجع «التيار الوطني الحر» عن موقفه المعلن حيال ملف التعيينات والمشاركة في أعمال مجلس الوزراء «كأنّ شيئاً لم يكن»، وقال لـ«المستقبل»: «لن نتراجع مهما كانت الضغوط».

وكشف بوصعب عن وقائع لقائه سلام أمس الأول في السرايا الحكومية، قائلاً: «أكدتُ له أننا لسنا ضد صلاحياتك ونتفهم موقفك كرئيس لمجلس الوزراء، ومستعدون لحضور أي جلسة للمجلس تدعو إليها غير أنّ موقفنا واضح وسنبقى ملتزمين آلية العمل الحكومي التي سبق واتفقنا عليها في غياب رئيس الجمهورية لناحية ضرورة اتفاق كل مكونات الحكومة على أي قرار رئيسي يُتخذ على طاولة مجلس الوزراء»، وأضاف بوصعب موضحاً موقف «التيار الوطني الحر»: «سوف نشارك في أي جلسة يدعو إليها الرئيس سلام وسنطالب بمناقشة ملف التعيينات العسكرية بنداً أولاً دون سواه، فإذا اتفقنا كان به وإلا فإننا سنرفض الانتقال إلى بند آخر. أما إذا أصرّ باقي أعضاء المجلس على مناقشة بنود أخرى فنحن المكونات الأربعة الرافضة لذلك سنعارض اتخاذ الحكومة أي قرار متعلق بأي بند آخر وسنسجل اعتراضنا خطياً ورسمياً رفضاً لطرح وإقرار أي مسألة غير مسألة التعيينات.. وهكذا دوليك في كل الجلسات اللاحقة».
 
حسن دعا في اجتماع «المذهبي الدرزي» القوى الفاعلة إلى تحمّل المسؤوليات التاريخية وجنبلاط: حادثة قلب لوزة فردية وأعالجها بالاتصالات
المستقبل..فردان ـ عمّار زين الدين
استنكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «حادثة قلب لوزة التي ذهب ضحيتها 20 الى 30 شهيداً، وقصف النظام الذي يحصد في كل يوم 150 الى 200 شهيد في سائر أنحاء سوريا«. ووصف الحادثة بأنها «فردية«، مؤكداً معالجتها «بالسياسة من خلال اتصالاتي المحلية والاقليمية«. ونبّه على أن «الهيجان يعرّض دروز سوريا للخطر من دون فائدة، ولا يؤدي الى شيء سوى الى توتير الأجواء«، معلناً أن «العد العكسي بدأ والنظام السوري يتراجع«. وكرر دعوته الى «حل سياسي في سوريا، على أساس توافق دولي واقليمي، لاخراج بشار الاسد نهائياً من الحكم والابقاء على المؤسسات«، مشيراً الى أن «مستقبل الدروز في جنوب سوريا هو مع المصالحة وعقد الراية والتآلف مع أهل حوران«. وشدد على «أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان والتمسك بدعم الشرعية والدولة والجيش والقوى الامنية، لأننا نخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن الاستقرار فيه«.

اما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن فطمأن الى أن «إخواننا في سوريا لن يتخلّوا عن رفع راية الوحدة السورية، ولواء الأخوّة والمصالحة مع أبناء وطنهم وجيرانهم في كل سوريا«، داعياً كل القوى السورية الفاعلة الى «تحمّل المسؤوليات التاريخية في حفظ وحدة الشعب السوري وحماية النسيج الاجتماعي، والارتقاء الفعلي الى مستوى المحافظة على روح القيم والمبادئ المرتبطة بحقوق الناس في الكرامة والحرية والعدالة«. ورأى أنّ «الوقوف أمام المسؤوليات التاريخية بهذه الروح العالية يقطع جميع السبل على إسرائيل التي تبقى المستفيد الأول من تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات مذهبية متنازعة».

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسة عامة استثنائية في دار الطائفة في ردان امس، لمناقشة الاوضاع السورية والاحداث الاخيرة، برئاسة شيخ عقل الطائفة، ومشاركة النائب جنبلاط، الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، النائب أنور الخليل، الوزير السابق فيصل الصايغ، النائب السابق أيمن شقير، أمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي« ظافر ناصر، ممثلين عن عدد من المرجعيات وأركان الهيئة الروحية وفي مقدمهم ممثلو الشيخين أبو يوسف أمين الصايغ وأبو صالح محمد العنداري، مشايخ خلوات البياضة في حاصبيا، رئيس «مؤسسة العرفان« التوحيدية الشيخ علي زين الدين، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المجلس المذهبي، ورؤساء لجان وأعضاء المجلس ومشايخ من مختلف المناطق.

بعد مناقشة الاوضاع والتطورات المتعلقة بطائفة الموحدين الدروز في سوريا، ومداخلتين للشيخ حسن والنائب جنبلاط حول الاتصالات الجارية في هذا الخصوص، عقد جنبلاط مؤتمراً صحافياً استهله بالقول: «انني أستنكر الحادثة التي حصلت في قلب لوزة وذهب ضحيتها 20 الى 30 شهيداً، وفي الوقت نفسه أستنكر قصف النظام الذي يحصد في كل يوم 150 الى 200 شهيد في سائر أنحاء سوريا. علينا أن لا ننسى المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري يومياً، وحتى هذه اللحظة الارقام تقول ان هناك أكثر من 350 ألف قتيل في سوريا على يد النظام، وفي الوقت نفسه أكثر من 7 ملايين مهجر داخل سوريا، و3 ملايين مهجر خارج سوريا بين لبنان والاردن وتركيا. الحادث فردي وسأعالجه بالسياسة من خلال اتصالاتي المحلية والاقليمية، هذا في ما يتعلق بوجود الموحدين في شمال سوريا حلب، والدروز لا يتجاوز عددهم الـ 25 ألف شخص، وأعطيت العدد الاجمالي عن عدد سكان سوريا كي لا ندخل في المزايدات، والدروز في سوريا لا يتجاوز عددهم الـ 500 ألف، وعدد سكان سوريا الاجمالي 24 مليوناً. هي مأساة كبيرة صحيح، لكن أي تفكير أو هيجان من قبل أي أحد هنا أو في سوريا يعرّض دروزها للخطر ومن دون فائدة. فلنعالج الامور بهدوء، المعالجة السياسية والتي تستوجب الاتصال بالقوى الاقليمية المحيطة، هذا ما سأفعله في ما يتعلق بشمال سوريا». أضاف: «اما جنوب سوريا، فما همه النظام أو بشار؟ لا شيء حتى هذه اللحظة وبعد أربع سنوات لم تهمه لا سوريا ولا غير سوريا ولا حتى الطائفة التي ينتمي اليها، أخذ العلويين الى الهلاك. أكثر من مئة ألف قتيل مدني وعسكري من الطائفة العلوية الكريمة، أخذهم الى الهلاك. اليوم كل الوقائع تشير الى أن العد العكسي لتراجع النظام من مناطق عديدة بدأ، نتيجة أنه أنهك نفسه وجيشه. ماذا نريد؟ انني من الاوائل الذين قالوا ويقولون بالحل السياسي في سوريا، ولا يكون الا على أساس توافق دولي واقليمي، أي اميركي - روسي - تركي- ايراني- سعودي الخ، لاخراج بشار الاسد نهائياً من الحكم والابقاء على المؤسسات. لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في سوريا بوجود بشار، الحل يكون خارج بشار، بحكومة انتقالية، بصيغة معينة سياسية تحفظ المؤسسات لأن ما يهمنا أن تبقى المؤسسات وفي مقدمها الجيش السوري، هو يأخذ سوريا الى الدمار الكامل والتفتيت والتقسيم«.

وعن جنوب سوريا، كرر القول: «ان مستقبل العرب الدروز السوريين هو مع المصالحة وعقد الراية والتآلف مع أهل حوران. هذه هي العلاقات التاريخية القديمة، من هناك انطلقت ثورة جبل العرب آنذاك بقيادة سلطان الاطرش مع أهل حوران. لا مفر من المصالحة مع أهل حوران، مع غالبية الشعب السوري، وأي تفكير في مشروع ضيق هو انتحار. ونحن بغنى عن الاصوات المشبوهة التي تخرج من قبل الادارة الاسرائيلية، أو عملاء هذه الادارة التي تريد ما يسمّى شق دروز سوريا. نعلم أن النظام السوري والنظام الصهيوني يتلاقيان في مشاريع التفتيت ويستخدمان كل شيء ولا يباليان أبداً بما اذا دبت الفوضى في سوريا وغيرها. لذلك نحن نستنكر، نحن عرب وكنا دائماً الى جانب القضية العربية الفلسطينية، هكذا فعل كمال جنبلاط ومجيد أرسلان وسلطان الاطرش وغيرهم من قادتنا«.

وشدد جنبلاط رداً على سؤال، على «حرية التعبير وأهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان والتمسك بدعم الشرعية اللبنانية والدولة والجيش والقوى الامنية، لأننا ايضاً هنا نخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن الاستقرار فيه. نحترم الآراء لكن الهيجان لا يؤدي الى شيء، بل الى توتير الاجواء فقط، ونحن مع الاستقرار، الاستقرار لا أكثر«.

وتحدث عن الاتصالات التي قام بها والاجواء بعناوينها العريضة ازاء بلدة قلب لوزة، موضحاً أنه تلقى اتصالات من الرؤساء نبيه بري وسعد الحريري وفؤاد السنيورة ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومن مسؤولين لبنانيين. وقال: «نحن لغتنا واحدة الاستقرار والدولة، ونجحنا رغم كل شيء. دولتنا قوية والهيجان لن يقدم ولن يؤخر«.

ورفض الكشف عن الاتصالات التي يريد القيام بها، مكتفياً بالقول: «دعوني أقوم بها على طريقتي». ودعا الى «رؤية الصورة الكبرى، كي لا نقع في فخ الصورة الصغرى. هي حادث فردي سنعالجه ان شاء الله«.

وعما اذا كان هذا يعني أن الدروز مع «النصرة»، أجاب «أنا لم أقل ذلك، الدروز مع غالبية الشعب السوري«.

حسن

ثم تحدث الشيخ حسن فقال: «لو قدَّر اللهُ تعالى أن تنطقَ الأرضُ لقالت لمن لا يعرف التاريخَ في أصُوله: «لا أعرفُ إلا أنّني كنتُ قلاعاً للأمَّة سواء ارتفعت فيها رايات العروبة أو رايات الإسلام الحنيف. هذه الأرض، لم ترتفع فيها قَطّ راياتٌ طائفيَّة أو مذهبيَّة، بل رايات الجماعة عبر التاريخ. رجال الموحِّدين الكبار كانوا في التاريخ الإسلامي والعربي لأمَّتهم أكثر ممّا كانوا لفئتِهم حصراً. هذا ليس منَّةً من أحدٍ، إلا من الواحد الأحد عزَّ وجلّ. رجالٌ يعرفُون الميدان وهم فرسانه، ولكن يعرفون أنَّ الرّأي العاقل هو قبل شجاعةِ اقتحامِه. وها قومُنا الأعزَّاء في سوريا الجريحة، أنظروا كيف هي قراهم ومضافاتهم وبيوتهم ملاذٌ وحضنٌ آمن لعشرات الآلاف من إخوانهم من كل الطوائف بلا تمييز، وذلك منذ بداية المحنة منذ سنوات. وبالرّغم من خسارة مئات الشباب تحت وطأة هذا الظَّرف أو ذاك، ما زال صوتُهم عاقلاً وحكيماً، وفوق كلّ هذا إنسانيّاً في العمق. إنَّه لا يليقُ بما نستشعره ونؤمن به من خلُقٍ وسجايا إسلاميَّة، أن يحدثَ لإخواننا الأعزّاء الشّرفاء في قلب لوزة ما وقعَ بهم من إعمال القتل، واستسهال سفك الدِّماء، واستباحة حرمة وجودهم لأسباب لا نجد لها مسوِّغاً على الاطلاق، وهُم على ما هُم عليه من التزامٍ بالقيَم المعروفيَّة الأصيلة. إنّنا نقف بصمتٍ وألم وتعاطُف ومشاركة مع أهلنا هناك، مترحّمين على الشهداء الأبرار، ومتضامنين مع عوائلهم، ومتكاتفين مع كلّ أهلنا في الشمال السوري، ضاغطين بقبضاتنا الصلبة على الجرح لوقف النَّزيف«.

أضاف: «ها نحنُ هنا، في هذه الدّار التي تمثِّلُ ما تمثِّله توحيديّاً وإسلاميّاً ووطنيّاً، نجتمعُ لنُطلقَ صوتاً جامعاً موحَّداً متضامناً مع قيادةٍ حكيمةٍ رزينةٍ واعيةٍ، نُطلق الصَّوتَ الّذي تُمليه علينا قِيمُنا وأخلاقُنا وشِيمُنا الإيمانيَّة الإسلاميَّة، وهو دعوةٌ للوقوفِ عند حُدود ما هو حقٌّ في الشَّرع، وما هو عدْلٌ، وما هو كرامةٌ إنسانيَّة. اننا مطمئنون الى أن إخواننا في سوريا لن يتخلّوا عن رفع راية الوحدة السورية، ولواء الأخوّة والمصالحة مع أبناء وطنهم وجيرانهم في كل سوريا. وفي الوقت نفسه، ندعو كلّ القوى السورية الفاعلة الى تحمّل المسؤوليات التاريخية في حفظ وحدة الشعب السوري وحماية النسيج الاجتماعي، وبالتالي الارتقاء الفعلي الى مستوى المحافظة على روح القيم والمبادئ المرتبطة بحقوق الناس في الكرامة والحرية والعدالة. إنّ الوقوف أمام المسؤوليات التاريخية بهذه الروح العالية يقطع جميع السبل على إسرائيل التي تبقى المستفيد الأول من تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات مذهبية متنازعة«. وتابع: «اننا في هذه اللحظة الحرجة ما زلنا نؤمن بأن للسياسة الحكيمة دوراً له أصداؤه عند كل الشرفاء، لذلك ما زلنا ندعم كل مسعى في هذا الاتجاه. أريدُ أن نتنبَّه جميعاً إلى ضرورةِ أن نسعى بجهدٍ وإخلاصٍ إلى جمعِ الكلمة، وائتلاف الموقف، والابتعاد عن مظاهر التشتّت أو التفرُّد في كلّ ما يمسّ الموقف العام من الظروف المصيريَّة التي تهدِّدنا والتي يعرفها الجميع. إنَّ الاجتماعَ على موقفٍ متراصّ موحَّد هو بابٌ إلى التوفيق. وما التوفيق إلا بالله العليّ العظيم«.

وختاماً، أقيمت صلاة الغائب عن أرواح شهداء قلب لوزة. وكان الشيخ حسن التقى وفداً من حزب «التوحيد العربي« سلّمه رسالة تطلب منه «التجاوب مع الخطر المحدق حول وجود واستمرارية طائفة الموّحدين الدروز في هذا الشرق«.
 
هل يُجدي عزاء نجل نصرالله أهالي المفجوعين نفعاً؟
المستقبل...علي الحسيني
في مقطع من شريط مصوّر، يظهر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله وإلى جانبه جواد نصرالله نجل الأمين العام لـ«حزب الله» وهما يقومان بواجب التعزية لعائلة العنصر في الحزب أحمد سرور الذي سقط مؤخّراً في سوريا، في سياق دعاية إعلاميّة يقوم بها الحزب بهدف إخراج صورة تُظهر مدى تعاطف قاعدته الشعبيّة وبيئته مع خيار الحرب الذي ينتهجه.

بدا واضحاً من خلال الشريط أن «أولياء الله على الأرض، أي نصرالله وفضل الله، لم يدخلا منزل سرور من بابه، إنّما تسحّبا من باب أصحاب «العتبات المُقدّسة» للالتفاف على العائلة المفجوعة برحيل ولدها وامتصاص غضبها وهذا ما بدا واضحاً من خلال تعريف النائب أصحاب البيت على الزائر الذي يُرافقه في جولاته على بيوت الأهالي المفجوعين برحيل أولادهم بالقول «السيد جواد نصرالله ابن سماحة السيد جاءكم بسلام خاص من والده«.

أراد النائب فضل الله إفهام العائلة أن ولدهم قد «استشهد» في سبيل السيدة «زينب» ومن أجل أن لا تُسبى مرّتين ثم بدأ يسرد لهم بطولات عن نجلهم لدرجة قد يظن البعض أنّه عايش مراحل حياته وتنقّل معه من موقع إلى آخر. لكن هذا البعض لا تسقط من حساباته فكرة أو سؤال عن سبب وجود فضل الله ونجل نصرالله داخل بيت هذه العائلة وسواها من العائلات المنكوبة بينما أولادهم هم وأزواجهم تحوّلوا إلى مُجرّد ذكرى تغيب وجوههم عن أطفال كُتبت على جباههم رحلات العذاب مُنذ أُضيفت أسماؤهم إلى سجلّات الموت القادم.

ثقافة الموت عند «حزب الله» تتجدّد مع ولادة كل طفل ينتمي إلى بيئته حتّى أصبحت مجالس العزاء الموزّعة بين القرى والمُحافظات بمثابة العنوان الأوحد لديمومة الحزب وبقائه على قيد الحياة، وانطلاقاً من مواعظ النائب فضل الله التي ألقاها على العائلة المُتّشحة بالسواد وثقافة الموت التي عمل على زرعها بداخلهم، تخجل إحدى شقيقات القتيل لدى سؤالها عن الرسالة التي تُريد توجيهها للسيد نصرالله من خلال نجله الضيف، فتقول « كل أشقّائي سوف يسيرون على الدرب نفسه وسينالون الشهادة ذاتها التي حصل عليها محمد»، وهنا يرد سعادة النائب بالقول «الله يحميهم«.

نوّاب «حزب الله» ونجل الأمين العام تحوّلوا خلال الفترة الأخيرة إلى نجوم مجالس التعزية، يتوّزعون على المآتم ويتحوّلون إلى خُطباء منابر بامتياز. يُكرّرون على مسامع الأهالي الحكايات ذاتها ويتناقلونها من عزاء إلى آخر. يبرعون في نشر الأحقاد من خلال نبشهم لتاريخ لم يُقرأ سوى في صحفهم وكتاباتهم، تاريخ هم أبطاله وضحاياه في آن، والأهم أنّهم هم صانعوه، والسؤال عن لحظات اختلاء الأهل بأنفسهم للحظات وحدها دمعاتهم تكشف ما تُخبّئه قلوبهم من قهر وحيرة من زمن لم يترك لهم سوى وصايا مُصوّرة لا تُزيدهم إلّا حسرة وألماً.

يُصرّ «حزب الله» على نشر ثقافة الموت داخل بيئته تماماً كما يُصرّ على خوض الحرب في سوريا حتّى آخر «شيعي». بيئة لم يعد مسموحاً لها الخروج من تحت العباءة السوداء، ثقافة عمادها الخروج من إطار الحياة كُلّها بأكثر الأضرار وترك أطفال يربون على حُبّ الانتقام واللحاق بمصير من سبقوهم، والباحث منذ اليوم عن مصير أبنائه داخل بيئة «حزب الله»، ما عليه إلّا أن ينظر مليّاً الى صورة الطفل مشهور شمس الدين وهو داخل نعشه الصغير، او إلى صورة شقيق العنصر محمد قاسم وهو يُمسك بنعش شقيقه ويتوسّله العودة إلى الحياة ولو للحظة من العمر.
 
إطلاق "المبادرة الوطنية السنية" من البيال: التمسك بالطائف والإعتدال وتجنب صراعات المحاور عبر تعزيز سلطة الدولة واعتماد الحوار
الوكالة الوطنية للأنباء..
وطنية - أطلقت مجموعة من الشخصيات السنية "المبادرة الوطنية السنية"، خلال مؤتمر عقد في "البيال"، في حضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ خلدون عريمط، سفير اليابان اوتسوكا، المحامي باسم الحوت ممثلا "الجماعة الاسلامية"، عدنان حكيم ممثلا حزب النجادة، عضو المجلس الشرعي الاعلى المحامي محمد مراد وحشد من رؤساء الجمعيات والفاعليات والشخصيات السنية.
الحجيري
بعد النشيد الوطني وتقديم للزميل نزيه الاحدب، تحدث خالد الحجيري، فقال: "أتيت من عرسال، لأنقل لكم في ما يلي، بعضا من هواجس وهموم أهلي هناك، بعيدا عن الانقسامات السياسية والطائفية المستفحلة والمصالح الضيقة. عرسال أيها السادة، رغم الهجمة الإعلامية والسياسية التي تتعرض لها، كانت وما تزال مسكونة بالهموم الوطنية والقومية، إذ قدمت مئات الشهداء على مذبح الأمة والوطن في محطات النضال العديدة، وتاريخها يشهد لها بذلك؛ فقد انخرط أبناؤها في أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية التي ناضلت لتحديث النظام اللبناني، كما قاتلوا إلى جانب المقاومة الفلسطينية في صراعها المرير ضد العدو الإسرائيلي؛ وفي صفوف المقاومة اللبنانية ضد هذا العدو، سقط العشرات منهم شهداء في المواجهة، أما في 2 آب الماضي فقدمت 18 شهيدا لم يأت الإعلام على ذكرهم، سقط عدد منهم دفاعا عن مؤسسات الدولة وعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي".
اضاف: "انطلاقا من كونها مسكونة بهذه الهموم، استقبلت اللاجئين الفلسطينيين في السبعينات والثمانينات وفتحت صدرها لاحتضان أهلنا اللبنانيين الهاربين من نيران الاسرائيلي عام 2006، فقدمت لهم المأوى وكافة أنواع المساعدة؛ ومؤخرا، بعد احتدام المشكلة في سوريا، وبحكم موقعها الجغرافي على الحدود، وفد إليها عشرات آلاف السوريين الهاربين من الموت، ولم يكن الدافع الجماعي لاستقبالهم سوى ذلك الانساني الذي يرحب بالضيف مهما كانت ظروفه. أما حاليا، فعرسال مسكونة بقلق المصير، إذ هناك من يحاول تدفيعها أثمانا باهظة، لأسباب سياسية ومذهبية وديموغرافية في خضم التجاذبات الكبرى في المنطقة، وأهلها إذ يعتبرون أن الضمانة الوحيدة لهم هي الدولة ومؤسساتها، وأن المخول الوحيد بالدفاع عنهم هو الجيش اللبناني الذي اصبح يملك السلاح لحماية كل الوطن بفضل الهبة السعودية، فهم لن يتوانوا هذه المرة عن دفع دمائهم في وجه من تسول له نفسه الاعتداء على الجيش كائنا من كان، ويرفضون رفضا قاطعا دخول أي سلاح سوى سلاح الجيش إلى أرضها، مما قد يؤدي إلى نشوب فتنة في البقاع ويشعل البلد برمته لا سمح الله".
وتابع: "من الناحية الاقتصادية تقف عرسال على أبواب كارثة محققة بالإضافة إلى أعباء النزوح السوري، فالأهالي أصبحوا غير قادرين على الوصول إلى بساتينهم ومقالعهم ومعاملهم الواقعة كلها في الجرود الشاسعة، وبالتالي توقفت المداخيل مما سيدفع شيئا فشيئا باتجاه تهجير أهلها من أرضهم سعيا وراء العيش. أما الحديث عن علاقة عرسال بالدولة ومؤسساتها فهو لا يخلو من شجون. فهل يعقل أن مدينة عدد سكانها يقارب الأربعين ألفا تخلو من مستشفى حكومي أو أي إدارة حكومية؟، ونحن نعلم أن المحاصصة السياسية المناطقية في البلاد والقائمة على أساس طائفي ومذهبي هي السبب في هذا الحرمان المزمن، لكن أليس هذا ظلما بائنا بربكم؟. أقول يا سادتي أننا لا نطلب في عرسال سوى الإنصاف، لا نريد من الوطن إلا أن يحتضننا بمؤسساته لكي نحس بالدفء ونشعر بالانتماء أكثر، نريد أن تحمينا الدولة مما يتهددنا من خطر وجودي بسبب موقعنا الجغرافي لأننا بالتالي أبناؤها ولا نؤمن إلا بها، ولأن الحرمان لا يسبب بالنهاية إلا الانسلاخ عن العائلة والتخبط في المجهول".
الشريف
بدوره، قال الدكتور خلدون الشريف: "حين تلقينا دعوة من اللجنة المنظمة للمبادرة السنية الوطنية، على قاعدة أنها مبادرة لا تستثني أحدا وأنها مبادرة تفتح باب الحوار باتجاه كل مكونات الوطن وتسعى لعقد مؤتمر تأسيسي تتلاقى عليه وفيه وحوله النخب لتكريس انتماء سنة لبنان الى جغرافية محددة ودستور متفق عليه؛ لم نتردد قط في قبول هذه الدعوة الكريمة، وشكر الساعين اليها جميعا، وفي مقدمهم الصديق الأستاذ مصباح الأحدب. وأنا أسمح لنفسي أن أتحدث اليوم بالنيابة عن دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالأصالة عن نفسي لأقول، كل دعوة للحوار بين أي كان في لبنان هي دعوة محمودة، وأن اليد الممدودة هي السبيل الوحيد لحماية لبنان الوطن والكيان من الأعاصير التي تعصف في منطقة يتمنى البعض أن يراها مقسمة ومشرذمة الى كيانات متناحرة، أين منها حروب داحس والغبراء، وكل ذلك يعود بالنفع حكما للدولة التي اغتصبت أولى القبلتين وثاني الحرمين. فالدولة اليهودية الصافية لا يمكن أن تعيش إلا في محيط متصارع، كياناته طائفية ومذهبية".
أضاف: "ان لبنان لعب دور حقل التجارب خلال الحروب التي عاشها لصياغة احتمالات تشكل منطلقا لتقسيم المنطقة، ولكن ذلك المخطط المشؤوم سقط عند صياغة اتفاق الطائف عبر وثيقة الوفاق الوطني برعاية عربية مباركة. بيد أنه تطور وتعدل تكتيكيا. لكن الرسامين لم يتوانوا عن تغيير تكتيكاتهم، لكن مع الابقاء على مخطط التقسيم كمشروع استراتيجي، فاعتمدوا التاريخ منصة للقراءة والتدبر، وشرذمة الأمة بما يخدم مصالحهم وأطماعهم ويفتت كل شيء عندنا وحولنا، وعلى أهل لبنان وأهل المنطقة وحدهم القيام بما يلزم لتجنب الانزلاق إلى هذا المشروع وإلى أتون حروب لا تنتهي. من هذا المنطلق، سنعمد بما أوتينا من قوة وعزم الى فتح قنوات التواصل مع كل القوى السياسية والقوى الحية في المجتمع اللبناني للوصول الى بناء شبكة أمان محلية تتبنى الترويج للاعتدال، ليس على مستوى الطائفة السنية فحسب، بل على مستوى كل مكونات النسيج اللبناني دون استثناء، وقد يكون من المفيد الاشارة الى اعتمادنا على دار الفتوى كمؤسسة دينية ووطنية جامعة. وتأكيدنا على دورها الأساس في حماية اتفاق الشراكة الوطنية من جهة وصياغة التوافقات السنية من جهة أخرى، واعتبار الاختلافات السياسية مشروعة وشرعية تحت سقف الثوابت الوطنية، ومراعاة للعبة الديموقراطية التي تبقى حجر الزاوية في التركيبة السياسية اللبنانية، إذ لا يمكن اختزال لا طائفة ولا مذهب ولا منطقة بفريق دون آخر أو بمجموعة سياسية دون أخرى".
وختم: "هذا اللقاء ما كان ليكون ولن يكون لقاء حزبيا أو فئويا أو مذهبيا، إنما هو حراك يبغي الجمع لا الفرقة، والمواطنة الكاملة لا الخضوع لمنطق القوة أو الهيمنة. لقد علمنا التاريخ أن لا فئة غالبة في لبنان قط، وأن العجلة تدور في لبنان رافعة دور فئة مرة وخافضة للأدوارِ والأحجام مرات أخرى، وكل ما نسعى اليه هو أن لا تطحن هذه العجلة لبنان واللبنانيين".
طبارة
من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد هشام طبارة: "نلتقي اليوم في بيروت عاصمة العروبة والإشعاع الثقافي التي مدت حياتنا الوطنية والعربية بثقافة الالتزام بقيم الإسلام والعروبة، وهي إذ تحتضن لقاءنا اليوم لأنها ما زالت أمينة على دورها وتاريخها. فإن إطلاق المبادرة السنية الوطنية ليست دعوة إلى حوار فئوي وإنما من ايماننا بأن الحوار هو حاجة وطنية. فالعقد الاجتماعي الذي تنتجه الإرادات الوطنية الجامعة هو من أساسيات المسألة الوطنية التي لا يجوز المس بها الا باجماع وطني ينتج عن حوار يهدف إلى تعزيز حياتنا الوطنية. والمسألة التي تحتاج منا الى إجابة، هل نحن امام ضرورة ايجاد عقد اجتماعي جديد؟ او نحن بحاجة الى تطبيق كامل لبنود عقدنا الوطني الذي اهملنا كثيرا في تطبيقه، فبتنا نحكم عليه قبل أن نطبقه واصبحنا مع هذا الواقع في حالة ضياع وتشتت".
أضاف: "نلتقي اليوم لنؤكد ان الحوار في البيت الواحد هو اساس لأي حوار على المستوى الوطني بعدما اغلقت ابواب الحوار الجامع فجاءت الحوارات الثنائية داخل كل مجموعة وطنية تمهد الطريق الى الحوار العام، وان مبادرتنا اليوم التي دعينا اليها انطلاقا من شعار اليد المدودة ليست من موقع البحث عن دور مصلحي وانما لأنها ضرورة وطنية لفتح الابواب المغلقة المحكومة بعقد الماضي. فالحوار السني السني يشكل مرتكزا لأي حوار وطني جامع، ان سياسات الالغاء والاقصاء أثبتت فشلها واضرت ببيئتنا كثيرا وتركت اثارا سلبية على دورنا التاريخي الرائد كحامين للتنوع والاعتدال".
وتابع: "اقترح ان يكون حوارنا ملامسا لدورنا في الحياة الوطنية المتصل بوحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات، وتطوير نظامنا السياسي عبر تطبيق كامل لبنود اتفاق الطائف، ودعم المؤسسة العسكرية التي تشكل الحامي للوطن من كل اعتداء والضامنة لأمنه واستقراره، والعمل على اقرار قانون انتخابي عصري يتيح المشاركة للجميع وفق قاعدة النسبية والتمسك بالهوية العربية للبنان وبناء علاقات عربية صحية تنسجم مع دور لبنان في محيطه العربي، وعلينا أن نغلق الأبواب على كل طامع يريد الاستفادة من حالة الفراغ الذي أحدثه التنافر والتقاتل بين أبناء الأمة الواحدة وان نعمل على إعادة الاعتبار إلى فلسطين العربية كأولوية في عملنا العربي من اجل تحريرها".
وختم: "نجمع على ان الإرهاب القادم الينا هو صنيعة مستوردة يسيء للاسلام وبعده الحضاري والإنساني، ويعمل على تمزيق جسد الأمة وإعادة رسم خرائطها من جديد، وهو يتماهى مع الارهاب الصهيوني المنظم، فبتنا نواجه عدوين في آن عدو في الخارج وعدو في الداخل، فلا بد من استراتيجية وطنية وعربية موحدة لإبطال هذا الإرهاب ومنعه من العبث بوحدة مجتمعاتنا الوطنية والعربية".
الحلبي
وقال المحامي نبيل الحلبي: "لم نلتق اليوم من أجل تأسيس تيار سياسي جديد يضاف الى التيارات السياسية الموجودة على الساحة اللبنانية، ولا من أجل غاية طائفية إنعزالية ورافضة للآخر في الوطن، ولا من أجل توجيه رسالة كراهية لأي جهة سياسية في البلاد، بل نلتقي اليوم بجميع مكوناتنا وأصولنا عربا، كردا، تركمانا من أجل صياغة ورقة ثوابت وطنية لسنة لبنان تجمع ولا تفرق، تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تقوي ولا تضعف وتسالم ولا تفرط، نلتقي اليوم من أجل تقويم المسيرة بين خط التفريط بالحقوق وخط التطرف بالسلوك".
أضاف: "لقد عانى سنة لبنان لعقود من الزمن بسبب تمسكهم بخيار الدولة والشرعية، فبذلوا الغالي والنفيس لبقاء الدولة ومؤسساتها وتحملوا في سبيل ذلك ما لا يطاق، وهذا ما سيدفعهم اليوم لرفض كافة أشكال تقويض الدولة والشرعية والمؤسسات الدستورية وأن يكونوا صمام الآمان في الدفاع عن الجمهورية ضد التعطيل والإنقلابات والإرهاب من أي جهة أتى ولأي جهة إنتمى.
وشدد على "ضرورة وضع تصور ينسجم مع معالجة أسباب نمو النقمة على الدولة من خلال إعادة بناء الثقة بين مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وبين شرائح مختلفة في مجتمعنا عانت التهميش والإضطهاد وإنعدام العدالة وإستنسابية تطبيق القوانين وسلوكيات فئوية لبعض أجهزة الدولة التي بحاجة إلى إعادة هيكلة وعملية إصلاح عاجلة".
وقال: "إن رفضنا للارهاب ينطلق من واجب ديني أولا، ويستند على مبادىء شرعنا الحنيف الرافض لكافة أشكال الغلو والبدع، فمحاربتنا للارهاب هي حقيقة وأمر واقع جسدها دعمنا للشرعية ومؤسسات الدولة العسكرية والامنية وإنتقادنا لتلك الاجهزة نفسها عندما تنتهك حقوق الإنسان".
أضاف:" ننطلق من إستراتيجيات الأمم المتحدة الأربع التي وضعتها لمكافحة الإرهاب والتي جسدها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1624 لعام 2005 والقرار رقم 1904 لعام 2009 في نص مكرر جاء فيه "يؤكد مجلس الأمن على ضرورة مكافحة الإرهاب وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين والقانون الإنساني الدولي، فالعدالة الإنتقائية والسلوك الفئوي التمييزي والإضهاد والتهميش وإنتهاكات حقوق الإنسان، هي مصنع الإرهاب ولا يمكن أن تشكل بأي حال من الأحوال حربا على الإرهاب، بل هي حرب على الإنسان من أجل تدميره وتحويله إلى وحش ناقم على الدولة والمجتمع".
وتابع: "كم كان يتمنى إبن طرابلس وعكار والطريق الجديدة في بيروت وعرسال والبقاع الغربي والاوسط وإقليم الخروب أن يرى وجه الدولة في الجرافات وليس بالدبابات، بالخدمات وليس بالتوقيفات، بالإنماء والإعمار وليس بالتهميش والحرمان وتقديم الاعذار، فأبناء العرقوب وحاصيبيا منذ تحرير أرضهم من الإحتلال لم يروا وجه الدولة لا في الدبابات ولا في الجرافات والخدمات. فلن نقبل بالتفريط بحقوقنا المشروعة في هذا الوطن الذي صنع أجدادنا إستقلاله منذ 70 عاما، سنتمسك بدورنا الوطني في بناء لبنان من جديد"، مطالبا ب"إعادة هيكلة المؤسسات العامة وإستعادة تمثيلنا الصحيح فيها لا سيما في مؤسسة القضاء والمؤسسة العسكرية.
وختم: "لا سكوت بعد اليوم، فبعد أن يسر الله إجتماعنا بعد أكثر من ربع قرن على التباعد أعني بعد أن إغتالت يد الغدر والإرهاب مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد هذا الكبير الذي كان يجمعنا في لقاء وطني إسلامي وكان يعطينا القوة مع الحكمة، وكان يسير بنا على خط معتدل لا يفرط بحقنا مثقال ذرة".
بشير
من جهته، قال المحامي أمين بشير: "جئنا نحن أبناء الطائفة السنية لنعلن عن تحركنا الذي بدأناه منذ أكثر من ستة أشهر عبر لقاءات وحوارات جانبية مع شريحة واسعة من مختلف التيارات والشخصيات الفكرية السنية في البلد، وتوصلنا الى رسم خطوط عريضة تمثل مبادرة أولية صادرة عن مجموعة من النخب السنية ليس بوصفهم فئة مستقلة او منعزلة عن سائر اللبنانين، بل لاتصالهم المباشر بالعمل السياسي والوطني الذي يعكس وعيا عميقا لفكرة العيش المشترك صيغة وميثاقا".
وتمنى أن "تضع هذه المبادرة المفكرين وقادة الرأي والأساتذة الحاضرين معنا والغائبين والذين كان لي الشرف في التواصل معهم ودعوتهم الى المشاركة في المبادرة أمام مسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية لنعمل سوية لحماية لبنان وشعبه من الأخطار المحيطة ببلدنا والتي تتربص بالوطن، إن ما نقوم به اليوم هو اجتهاد ليس له باب ليقفل، ولا جدار ليمنع، ولا حدود فاصلة لتحول دون أن نلتقى ونتفق على ما من شأنه الوصول ببلدنا إلى بر الأمان، فمشروعية الاجتهاد ليست منحة ولا صكا من أحد".
وقال: "نحن أبناء السنة في لبنان ارتضينا قناعة أن نعيش في لبنان مع سائر أخواننا من مختلف الطوائف تحت سقف الدستور ومؤسسات الدولة الشرعية لنؤكد أن السنة في لبنان لا رهان لديهم على أي قوة خارجية لتحمينا، بل رهاننا على الجيش والقوى الأمنية الشرعية التي يجب ان تقوم بواجباتها في حماية اللبنانين جميعا على الاراضي اللبنانية كافة، ونقول لشركائنا أن أمنكم من أمننا ونحن وإياكم في سفينة واحدة اذا غرقت فكلنا خاسرون، فوطننا لا يقوم الا بالحوار والمحبة، ووحدهم الأشخاص الذين يشعرون بالمسؤولية الذين يصنعون تاريخهم الذاتي يستطيعون أن يشاركوا في الحوار الذي هو فعل شجاعة لا خوف، يهدف الى حماية هذا البلد والحفاظ عليه من رياح التقسيم التي تعصف بالمنطقة، فرهاننا عليكم أن تكملو معنا المسيرة التي لن تتوقف حتى تتكرس دعائم السلم الأهلي في الوطن".
نص المبادرة
ثم ألقى رئيس "لقاء الاعتدال المدني" مصباح الاحدب نص المبادرة وجاء فيه: "لما كان الخطر على لبنان قد ازداد نتيجة استمرار أزمات المنطقة وخصوصا بعد انخراط بعض اللبنانيين في الحروب الدائرة على طول الوطن العربي وعرضه، ولما كان التوتر المذهبي قد بلغ سقفا شديد الارتفاع، وبات يشكل تهديدا حقيقيا للسلم الأهلي ولا نبالغ إن قلنا للوحدة الوطنية أيضا، ولما كان الخوف على الوطن واستقراره ومكوناته المتعددة بات يشكل هاجسا حقيقيا لدى كل الطوائف اللبنانية دون استثناء، ولما كان أبناء سنة لبنان أثبتوا في محطات عدة أنهم مؤمنون بنهائية الكيان اللبناني ويشكلون حاضنة لمؤسسات الدولة كافة لا سيما الجيش اللبناني، لذلك فهم القادرون مع شركائهم في حماية الوطن من الاخطار المحيطة بنا، ولما كانت محاولات توظيف القوى الأمنية والعسكرية في مواجهات داخلية وخارجية تشكل ضربا لدور هذه المؤسسات الوطنية مما يعرضها لخطر فقدان إجماع اللبنانيين حول شرعيتها كونها مولجة حماية كل أطياف المجتمع دون استثناء، فتداعينا نحن شخصيات من سنة لبنان للتأكيد على ثوابت قد تسهم في إطفاء حرائق وتبريد صراعات وتوجيه البوصلة في الإتجاه الذي يجمع ولا يفرق، بما يساهم في تحصين الإستقرار من جهة ويحمي لبنان بحدوده ومكوناته كلها من جهة ثانية دون أن يعني ذلك السعي لتأسيس مشروع سياسي أو إطلاق محور حزبي، بل لتأكيد فاعلية السنة في حماية لبنان في هذه المرحلة الحساسة على قاعدة أن الإعتدال والوسطية هما نقيضا التطرف وهما السبيل الأمثل لحفظ الوطن وضمان تعايش أبنائه وشراكتهم في الواجبات والمسؤوليات".
واعلن المجتمعون تمسكهم بالآتي:
في الشأن الوطني والسياسي:
- التأكيد على تمسك سنة لبنان بإتفاق الطائف، والتزام تطبيقه قبل البحث في أي تعديلات فيه والعمل فيما بعد على تطوير بعض بنوده لكن بعد تطبيقه كاملا.
- التأكيد على أن الإختلاف في القراءة السياسية بين الأطراف السنية لا يجب ان يكون في أي حال من الأحوال أداة صراع ونزاع، او مؤشر انقسام وضعف، بل يجب أن ينظر اليه كتعددية ضمن الوحدة، وحيوية ضرورية لتعزيز الحضور، وهو في كل الأحوال تنافس تحت سقف القانون والمؤسسات لديمومة الحياة الديمقراطية الإلزامية لنا جميعا في لبنان.
- التأكيد على أن الإعتدال ونبذ العنف هو من ثوابتنا الدينية، ومن ثقافتنا السياسية والإجتماعية والوطنية، وأن الإرهاب صفة لا تلصق "بالسنة" بل بالإرهابيين وحدهم من أي طائفة أو جماعة أو بلد كانوا، وأن التمسك بالإعتدال لا يجب أن يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الحقوق او التنازل عن الدستور والثوابت والقيم والاعراف.
- اعتبار دار الفتوى، المؤسسة الجامعة التي تسعى دائما، ليس لتلاقي الفاعليات السنية فحسب بل كل الفعاليات الوطنية تحت سقف الثوابت الوطنية، ووجوب دعمها في مواقفها ومسيرتها كمرجعية وطنية ودينية واجبة الاحترام.
- العمل على تجنيب لبنان واللبنانيين صراعات المحاور، وحروب الإقليم، عبر تعزيز سلطة الدولة، والتزام الدستور، واعتماد الحوار نهجا لحل الخلافات الداخلية، وتفعيل العملية الديموقراطية لتجديد الحياة السياسية.
في الشأن الاقتصادي والاجتماعي
- دعوة الحكومة - وأي حكومة لاحقة - إلى اعتماد الانماء المتوازن بين المناطق فعلا لا قولا، والعمل على ردم الهوّة الكبيرة التي خلفتها سياسات غير متوازنة وحروب ونزاعات مفتعلة كما حصل في طرابلس وعبرا وكما يحصل اليوم في عرسال والتي أوجدت فجوة اجتماعية بين المناطق، وهمّشت شرائح اجتماعية لها كامل حقوق المواطنة على الدولة ومؤسساتها، مما ساهم في انتشار البطالة وفتح الباب واسعا أمام تسرب أفكار وممارسات تركت أسوأ الأثر في أكثر من مدينة ومنطقة.
- الدعوة إلى تخصيص المناطق الأكثر حاجة وفقرا بالخطط والمشاريع التنموية التي نرى أنها تشكل مدخلا رئيسا لمعالجة أسباب التطرف والكفر بالدولة او النقمة على مؤسساتها.
- التشديد على ضرورة اعتماد سياسات عادلة وتحت سقف القانون في التعاطي الأمني والقضائي، سياسات تعزز ثقافة الانتماء الوطني، والكف عن الكيل بمكاييل متعددة مع مناطق محددة ومجموعات بعينها، بشكل يخالف مبادئ الدستور ومقتضيات المواطنة، لأن كل ذلك أوجد حالات من عدم الثقة بالدولة وأجهزتها.
في الشأن العربي
- تأكيد البعد العربي والهوية القومية، انتماء ومصيرا وقضايا، ورفض كل مشاريع التقسيم والهيمنة والاستلاب والتعبئة المذهبية والاختراق السياسي والامني للدول العربية من قبل أي قوة خارجية سواء اقليمية او دولية، مع التشديد على أن حل القضية المركزية في فلسطين على اسس عادلة وثابتة تعيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني سيساهم في فكّ الاشتباك مع المجتمع الدولي في عدد كبير من القضايا.
- التأكيد على أن أزمات العالم العربي، وخصوصا في سوريا والعراق وليبيا واليمن، جراح تؤلمنا جميعا، نشدد على ضرورة حلها سريعا بشكل يحفظ لشعوبها وحدة دولهم ومجتمعاتهم ومصالحهم وحقوقهم وكرامتهم، ولا يفتح الباب أمام الاحتلالات المقنعة ومشاريع التقسيم المشبوهة.
- دعوة جميع القوى المنخرطة في الحرب داخل سوريا الى وقف تدخلها في هذا النزاع لمنع امتداد شرارة تلك الحرب المؤلمة الى لبنان".
عريمط
وفي الختام، ألقى ممثل مفتي الجمهورية كلمة قال فيها: "لا أستطيع أن أنظر إلى هذه المبادرة إلا من زاوية اسلامية جامعة ووطنية شاملة، لأن كل المبادرات التي تطلق من هنا وهناك من أجل درء المخاطر ومجابهة التحديات هي مبادرات مشكورة ومحمودة، وعلينا التنبه والحذر من إطلاق أي مبادرة ذات منحى طائفي أو مناطقي لأن مثل هذه المبادرات من الممكن أن تستغل من قبل أصحاب الدعوات المذهبية".
أضاف: "نحن دعاة وحدة إسلامية ووحدة وطنية من دون أي تقوقع، ومن المؤسف أن ما يطرح على الساحة هي مشاريع انتحارية تحمل في جوهرها وأفعالها سلوكا مذهبيا وطائفيا يعمل على إلغاء الآخر، وهذا ما يريده العدو الصهيوني والقوى الاقليمية التي تسعى إلى ضرب الوحدة الوطنية وتشويه أمتنا العربية بعمقها ورسالتها الانسانية".
وختم: "إننا جميعا، مسلمين ومسيحيين، ضحايا المشاريع المذهبية، وإن حمل بعضها قضية فلسطين وقضية العدالة والديموقراطية. نحن في دار الفتوى وبتوجيه من المفتي دريان دعاة وحدة إسلامية، حضارية، قولا وفعلا، ودعاة عيش كريم، ودعاة تضامن واتحاد، فالمسلمون في لبنان ما كانوا يوما دعاة إلى التقوقع بل هم حراس لسيادة لبنان وحماة للثغور الوطنية والانتماء إلى هذا الوطن العربي الكبير بكل قيمه الدينية".

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,331,427

عدد الزوار: 7,628,316

المتواجدون الآن: 0