تأكيدات عسكرية جنوبية بدعم عمليات تحرير صنعاء وصعدة...العائدون إلى عدن بعد الحرب بين فرحة الرجوع والحسرة على الخراب

بوارج التحالف تقترب من سواحل الحديدة.. والطيران يكثف غاراته على مقار الميليشيات

تاريخ الإضافة الخميس 20 آب 2015 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2198    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تأكيدات عسكرية جنوبية بدعم عمليات تحرير صنعاء وصعدة
قائد المقاومة لـ {الشرق الأوسط}: الزج بـ1200 مقاتل جنوب اليمن يدعم الشرعية
الرياض: نايف الرشيد
مع إعلان الميليشيات الحوثية حالة الطوارئ في معقلهم بمحافظة صعدة، وعلى الجبهات القتالية كافة في المحافظات الجنوبية والشرقية والحدود الشمالية، لم يستبعد مسؤول في المقاومة الشعبية الجنوبية أن تشارك اللجان في عمليات التحرير للمناطق الشمالية، وذلك في حال الطلب منهم.

ميدانيًا، كشف شلال علي شايع قائد المقاومة الشعبية الجنوبية، لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة الشعبية سيطرت على جميع الموانئ التابعة لمؤسسة موانئ خليج عدن وهي ميناء المعلا، ميناء الزيت البريقا محطة عدن للحاويات كالتكس، موضحًا «تم تطهيرها من ميليشيات الحوثي وصالح وتجري إعادتها للعمل».

وحول مصير الأسرى الذين قبضت عليهم المقاومة الشعبية في الجنوب، قال شلال شايع «إن القيادة العليا للمقاومة الشعبية الجنوبية هي الجهة التي ستحدد مصيرهم من حيث محاكمتهم العسكرية أو مبادلتهم بالمواطنين الذين اختطفتهم واحتجزتهم ميليشيات الحوثي وصالح من الطرقات أو من داخل منازلهم».

وأكد شلال شايع أنه جرى التعرف على عدد من القتلى الذين حاربوا مع ميليشيات الحوثي وصالح من خلال جوازات سفرهم الأجنبية التي عُثر عليها بحوزتهم ومنها جوازات سفر «إيرانية».

ولم يستبعد قائد المقاومة الشعبية الجنوبية أن تشارك القوات بعمليات تحرير المناطق الشمالية والشمالية الغربية، مبينًا أن المقاومة تعمل في الوقت الراهن على تثبت الأمن وتأمين المناطق وتطهيرها من الجيوب المتبقية من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، وأيضًا تعمل على تفكيك وتصفية الخلايا النائمة التي كونتها ميليشيات الحوثي وصالح.

وأضاف: «نحن في المقاومة الشعبية الجنوبية تحركنا ونتحرك وفق المهمة الموكلة إلينا من شعبنا في الجنوب لتحرير كامل الجنوب، من ميليشيات الحوثي وصالح في المنطقة، ولكن إذا طلب من أشقائنا في الشمال اليمني التدخل لمساعداتهم لتحرير مناطقهم من ميليشيات الحوثي وصالح فمن المؤكد أننا سنعمل على دعمهم ومساندتهم حتى لا يعتبر ما نقوم به تدخلاً في شؤون الغير».

ودفعت المقاومة الشعبية الجنوبية رسميًا أمس بنحو 1200 مقاتل يدعمون الشرعية في البلاد، وقالت المقاومة إنها خرجت أفرادا من القوات الخاصة من المعسكرات والمراكز التدريبية التابعة للمقاومة الشعبية بعد تدريب مكثف دام أربعة أشهر متتالية، حيث جرى التدريب على أيدي كوادر وضباط من جيش دولة الجنوب السابقة لهذه القوات الخاصة من المقاومة الشعبية الجنوبية على فنون الحرب والقتال بمختلف أنواعها.

وأهلت المقاومة أفرادها على عمليات عسكرية دقيقة منها عمليات التسلق والإنزال بالحبال من المباني العالية وكذا التدريب العالي على اقتحام المواقع والأبنية والتدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، والتدريب على القتال الأعزل والمسيرات التحملية لمسافات طويلة ونصب الكمائن والعبوات الناسفة والقتال في المناطق المبنية والحروب الجبلية.

وتحفزت المقاومة على طرق الصمود في ظل انعدام المقومات الأساسية، وبحسب المقاومة فإن الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح قصفت لأكثر من مرة المعسكرات التدريبية إلا أن تلك العمليات لم يسجل معها خسائر في الأرواح، وأحدثت بعض الأضرار المادية، مشددة على أنها لم تعلن عن هذا النوع من الاستهداف لدواعٍ أمنية. ولفتت المقاومة الشعبية الجنوبية إلى أنه رغم مواجهة المتدربين ظروفا قاسية وصعبة فإنهم أتموا التدريبات بشكل كامل ونجاح باهر فكانوا القوات الخاصة للمقاومة الشعبية الجنوبية التي سيكون عليها الاعتماد في المرحلة المقبلة.

وقال شلال علي شايع قائد المقاومة الشعبية الجنوبية إن المقاومة هدفها تحقيق الحرية والاستقلال في جبهات النضال كافة، منوهًا بأن الجبهات القتالية الأخرى لا تزال تقوم بأدوارها القتالية هناك.

وذكر شايع أن القوى الانقلابية سعت إلى احتلال الجنوب مرة أخرى بدعم من إيران، وتابع: «محافظات الجنوب كانت لهم بالمرصاد ولقنوهم دروسا متتالية لن ينسوها أبدا، والمقاومة الشعبية الجنوبية بالضالع انتقلت إلى تقديم الدعم والعون والمساندة لجبهات القتال في لحج وعدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وكل شبر من أرض الجنوب».

وشدد قائد المقاومة الشعبية على أن القوات سوف تقتلع من يحاول المساس بأمن واستقرار مناطق الجنوب، مبينًا أن أمن واستقرار الجنوب من أمن واستقرار دول الخليج، مضيفا: «إننا في المقاومة الشعبية الجنوبية ندعو دول الجوار إلى تفهم أكبر وواضح وواسع لقضية شعبنا الجنوبي، ومنذ انطلاق ثورتنا أكدنا كل تلك القضايا الخطرة التي تحولت بالمنطقة إلى بؤر التوتر والإرهاب».

وقدم قائد المقاومة الشعبية الشكر والتقدير لقوات التحالف الذين قاموا بواجبهم الوطني بالتنسيق مع المقاومة الشعبية الجنوبية في الميدان بضربات جوية دقيقة وضربات برية ودك وإبادة القوى الانقلابية، موضحًا أن الدفعة الجديدة من القوات سوف تكون رافدا للانتصارات التي حققها شعب الجنوب، من أجل حفظ الأمن والاستقرار بالجنوب والمنطقة برمتها.

وشدد قائد المقاومة الشعبية على أن أمن المنطقة وأمن الجنوب جزء واحد لا يتجزأ، مع ردهم على أي تعد عليهم بأشد أنواع الرد، مبينًا أن العمليات العسكرية ستواصل ضد ميليشيات الحوثي وصالح حتى خسارتهم.
بوارج التحالف تقترب من سواحل الحديدة.. والطيران يكثف غاراته على مقار الميليشيات
الحوثيون يعززون انتشارهم في المدينة قبل المواجهة
الشرق الأوسط...الحديدة: وائل حزام
اقتربت بوارج قوات التحالف العربي من سواحل محافظة الحديدة، غرب اليمن، بشكل كبير بالتوازي مع تكثيف شن طيران التحالف العربي من غاراته وعلى مدار يومين بشكل مستمر على المقار العسكرية للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في المدينة، غرب اليمن، في حين قصف طيران التحالف منذ الصباح الباكر، ليوم أمس، مواقع لميليشيا الحوثي وصالح في ميناء الحديدة، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي، وذلك في الوقت الذي اقتربت فيه بوارج التحالف العربي إلى ميناء الحديدة، كما وقصف التحالف مخازن للأسلحة خاصة بالميليشيات المتمردة في القاعدة البحرية بالحديدة بعدما قصف الطيران، أول من أمس، المقر الرئيسي لميليشيات الحوثي في نادي الضباط ومخازن الأسلحة في هناجر المؤسسة الاقتصادية ومواقع في الكلية البحرية؛ الأمر الذي قوبل من قبل الميليشيات المتمردة بإطلاق مضاد الطائرات بشكل هستيري ما تسبب في خلق الرعب والهلع لدى أهالي مدينة الحديدة، وخصوصا النساء والأطفال وكبار السن.

وقال أحد العاملين في ميناء الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «طيران التحالف شن سلسلة من الغارات الجوية لمواقع المسلحين الحوثيين، بالإضافة إلى أن الغارات دمرت بشكل كلي أرصفة الميناء رقم 5 و6 و8، واستهدفت سفينة المعونة مونا التي كانت ترسو على الرصيف 5؛ ما جعل المسلحين الحوثيين وأنصار صالح يفرون هاربين من الميناء تخوفا من استهدافهم من طيران التحالف العربي».

ويضيف: «استمرت طائرات التحالف العربي في التحليق في سماء مدينة الحديدة لساعات في حين سمع ذوي انفجارات كثيفة تهز المدينة ما جعلنا وجميع العاملين في الميناء نفر هاربين، بالإضافة إلى رؤية عدد من المسلحين الحوثيين الذين يحتلون قلعة (الكورنيش) التاريخية على الكورنيش بساحل البحر الأحمر، يفرون أيضًا بشكل هستيري إلى الأحياء المجاورة والأحياء البعيدة أيضًا متخوفين أن يستهدف طيران التحالف قلعة الكورنيش وهم بداخلها ولا يزال معتقلون من الحراك التهامي والناشطين والمناوئين لهم معتقلين في القلعة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتنا أخبار بأن طيران التحالف استهدف أيضًا باخرة وقود خاصة كانت ترسو في رصيف الميناء وأن هذه الباخرة خاصة بأحد المتنفذين المحسوبين على جماعة الحوثي المسلحة وتحمل كميات كبيرة من البنزين، بالإضافة إلى قصف معسكر كتيبة الدفاع الجوي المجاور للميناء».

ويأتي شن طيران التحالف بقيادة السعودية لغاراته لعدد من المواقع للميليشيات الحوثية وصالح في مدينة الحديدة، غرب اليمن، في الوقت الذي اقتربت فيه بوارج قوات التحالف من سواحل الحديدة في إطار خطة التحالف لتحرير المحافظة الساحلية من ميليشيات التمرد الذي قد يرافقه أيضًا عملية إنزال بحري ستقوم بها قوات التحالف العربي عن طريق سواحل الحديدة والذي من شأنه أن يقطع طرق إمداد المسلحين الحوثيين والتقدم نحو باب المندب ودعم المقاومة الشعبية في إقليم تهامة وتعز وإب لطرد المسلحين الحوثيين وأنصار صالح.

من جانبه، قال مصدر عسكري من مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تقوم به قوات التحالف يحمل في طيه معنى واحدًا، وإن عملية إنزال بحري باتت وشيكة وقريبة، وإن الغارات واقتراب بوارج التحالف من سواحل الحديدة سيرافقه من دون شك إنزال بحري لقوات يمنية ربما قد تم تدريبها في السعودية للمساعدة في تحرير محافظة الحديدة من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وهو ما سيعزز من قوة المقاومة الشعبية في إقليم تهامة التي تعمل على استهداف ميليشيات صالح والحوثي في مدن ومحافظات إقليم تهامة وسيعزز أيضًا من قوة المقاومة الشعبية في المحافظات المجاورة كمحافظة تعز التي طهرت المدينة ما نسبته 90 في المائة ومحافظة إب».

وأضاف المصدر أنه «بالإضافة إلى الإنزال البحري لقوات تساعد في تحرير المحافظة الساحلية من الميليشيات المتمردة قد تعمل أيضًا على دعمهم وتقديم السلاح النوعي للمقاومة الشعبية لتستطيع مواجهة الميليشيات ودحرها من كل إقليم تهامة لاحتياج هذه الأخيرة للأسلحة النوعية، واستهداف التحالف العربي للقاعدة البحرية يؤكد أن الميليشيات لا تستطيع المواجهة وسيتم دحرها في القريب العاجل من إقليم تهامة ومدينة الحديدة».

وفي الوقت الذي تستمر فيه المقاومة الشعبية التهامية في استهداف ميليشيات الحوثي وصالح في مدن ومحافظات إقليم تهامة وتكثف انتشارها بالمدينة بالإضافة إلى حشد مقاتلين لها من صعدة وحجة وذمار ونصب عدد من النقاط الأمنية لهم في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية، يقول بسيم الجناني، صحافي من الحديدة وأحد الملاحقين من المسلحين الحوثيين وهددوه بقطع أصابعه، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تزال ميليشيات الحوثي تكثف انتشارها بمحافظة الحديدة وتحشد مقاتليها بصورة لافتة من محافظات الإقليم لعاصمة الإقليم بمدينة الحديدة، حيث نصبت خلال الأيام الماضية عدد كبير من النقاط الأمنية وانتشار لعشرات الأطقم عند مداخل المحافظة جنوبًا على الحدود مع تعز وتتخذ الكثير من المرافق الحكومية والمؤسسات مقرات لها ولتخزين أسلحتها التي قامت بنهبها من الألوية العسكرية».

ويضيف: «تأتي هذه التحركات تحسبًا لأي عملية تسعى لتحرير المحافظة من قبضتهم خاصة بعد العمليات النوعية المباغتة التي تتكبدها الميليشيات من قبل المقاومة الشعبية لإقليم تهامة على النقاط الأمنية والتجمعات وتخشى من إنزال يقوم به التحالف بالتنسيق مع المقاومة الأمر الذي جعل مقاتليها بعتاد ثقيل ومدافع ينتشرون على الشريط الساحلي الواصل إلى المخأ»، مشيرًا إلى أنه «في الوقت الذي يشن فيه طيران التحالف غارات مكثفة منذ يومين على أماكن تجمعاتهم ومقراتهم وكان آخرها في ساعة متأخرة، مساء أمس، حيث قصف ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه الميليشيات، حيث استهدفت الحاويات والأرصفة سعيًا لإيقافه وإخراجه عن الجاهزية، كما قصفت صباح اليوم المدينة السكنية لهيئة تطوير تهامة الذي يتجمع فيها ميليشيات الحوثي إلا أن القصف طال أسرة من المدنيين القاطنين بالمدينة وتدمير منزل رئيس الهيئة ومنزل نائب مدير الأمن بالمحافظة المعين من قبل الحوثيين وشهدت المدينة السكنية نزوح أغلب السكان منها بعد دخول الميليشيات إليها».

ويؤكد الصحافي الجناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك سخطًا واسعًا لدى السكان جراء ما تشهده المدينة من عسكرة لشوارعها ووسط الأحياء، حيث يقيم عدد من القيادات الحوثية واتخاذ مؤسسات حكومية مقرات لها مما يعرضها للقصف ويعرض حياة المواطنين للخط، وبأن الأهالي قد طالبوا لمرات كثيرة إخراج الميليشيات من المدينة ومديرياتها التي تنتشر فيها بكثافة وعدم تعريض حياة أبناء تهامة للخطر».

ولا تزال حملة الاعتقالات والاختطافات مستمرة، حيث تستمر ميليشيات صالح والحوثي بمداهمة الكثير من المنازل والقرى للقبض على المناوئين لها من صحافيين وسياسيين وناشطين حقوقيين، حيث قامت خلال هذا الأسبوع بحملة واسعة شملت كل المديريات ضد قيادات وكوادر حزب الإصلاح واختطفت العشرات منهم وتتحفظ عليهم بأماكن مختلفة تتخذهم كدروع بشرية، ويؤكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحين من المقاومة الشعبية استهدفوا نقطة للميليشيات الحوثية وأنصارهم من قوات صالح في نقطة المطاوفة في مديرية جبل رأس بالحديدة مستخدمين أسلحة الكلاشنيكوف، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين».

وأضاف الشهود: «أقدم ميليشيات الحوثي بإطلاق الرصاص الحي على 3 شبان من أبناء قبيلة المجاملة في مديرية بيت الفقيه بالحديدة عند إحدى النقاط التابعة لهم، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وجرح الثالث، وأن المنطقة سادها التوتر، حيث وأبناء القبيلة توعدت بالانتقام منهم والدفاع عن أبنائها».
العائدون إلى عدن بعد الحرب بين فرحة الرجوع والحسرة على الخراب
الحياة...عدن - عبدالرحمن بن عطية 
بين جرح المعاناة وانتظار لحظات الأمل، قد يكون هذا الصيف هو الأكثر قساوة، والأشد حرارة، والأصعب على أهالي وسكان محافظة عدن، جنوب شرقي الجمهورية اليمنية، التي عاشت ظروفاً استثنائية، وأوضاعاً معيشية صعبة، إبان الحرب التي شُنت عليها وعلى عدد من المحافظات، من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ بداية آذار (مارس) الماضي.
تركت الحرب تبعات ثقيلة على أوضاعهم، وضاعفت معاناتهم. ورأوا بأنفسهم مدى تدهور أوضاعهم، وانعكاسها على حياتهم اليومية، وافتقادهم أبسط مقومات الحياة الأساسية مثل مياه الشرب التي انقطعت في معظم المناطق، وفي ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي، وانعدام الخبز، والألبان، وغاز الطبخ، وعدم توافر بعض الأدوية وغيرها من الأشياء الضرورية. وشاهد كثيرون من السكان أرفف البقالات شبه فارغة من المواد الغذائية، في حين أُغلق بعضها، في ظل الرعب من القصف والقتل وقصص النزوح.
وبعد أن شهدت المحافظات الجنوبية في الأيام الماضية عمليات تمشيط واسعة شملت عدن ولحج وأبين وشبوة، بقيادة المقاومة الشعبية اليمنية الخاضعة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من قوات التحالف العربي، في عملية أطلق عليها «السهم الذهبي» مطلع الشهر الماضي، استطاعت المقاومة إخراج ميليشيات الحوثي الانقلابية في شكل كامل. وبدأ السكان يتهيأون لعودة الحياة إلى إيقاعها الطبيعي.
في عدن، وبعد مضي أكثر من 6 أشهر منذ بدء الصراع، عاد الكثيرون من أبناء المحافظة، والسعادة تشع من وجوههم، على رغم الحُزن على حال بلادهم، لما أصابها من دمار غيّر ملامحها المحفوظة في ذاكرتهم.
يقول العم أبو بكر باجنيد العائد لتوّه من حضرموت، حيث يقيم: «دخلت عدن بقلب مكلوم تملؤه الفرحة والحسرة معاً، فرحة العودة، وحسرة هذا الدمار الذي حلّ بنّا». وأضاف: «عند وصولي إلى نقطة العَلَمْ كنت أحاول، كأني ألفظ آخر حسراتي، أن أشبع عيني من منظر هذه الحسناء المفروشة بين جبال شمسان والبحر الذي يُنسيك مرارة الفقد والحرمان». وزاد: «عشنا أياماً صعبة، بعيداً من هذا المكان الدافئ، ثلاثة أشهر ويوملن وأنا بعيد عن بيتي وحارتي، حتى كرسي المقهى الذي أجلس عليه يحّن إليّ كثيراً، فقد أطلت الغياب عنه، وافتقدته فقداً شديداً. افتقدتُ شوارع كريتر وأسواقها التي أتجول فيها يومياً، اشتقت إلى زحمة المارة، ومنظر الأطفال وهم يلعبون بين الأزقة».
وقالت سهى علوي لـ «الحياة»، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر21 سنة (نازحة من مدينة كريتر إلى مدينة المنصورة): «عدن روعة من دون حرب... في تلك الليلة المأسوية سقطت على عمارتنا قذيفتان وتحول كل شيء حولي إلى الأحمر والأسود، رأيت ابن جيراننا الصغير مغطى بالدماء، ورأيت أهله يهربون من بيتهم تاركينه جثة وراءهم». وزادت: «نزحنا عبر الطريق البحري إلى مدينة المنصورة التي كانت تحت سيطرة المقاومة، وتشاركنا شقة صغيرة لأحد أقاربنا مع أربع عائلات طوال فترة الحرب، كانت الشقة تحوي 3 غرف، وكنا أكثر من 20 شخصاً، عشنا أوضاعاً صعبة للغاية، تقاسمنا القليل من الأكل والماء. والكهرباء كانت تأتي ثلاث ساعات في اليوم فقط، والاتصالات مقطوعة في شكل شبه كلي».
وأردفت: «قبل يومين عدنا إلى بيتنا. وجدناه أطلالاً كمعظم البيوت المجاورة له. اختلطت علينا مشاعر فرحة العودة وألم الفقد والخراب، في ثلاثة أشهر فقط فقدنا بيتنا وأحباءنا وحياتنا... أشعر وكأنني في كابوس مخيف».
وقالت الناشطة الحقوقية ضياء حسن لـ «الحياة»، معلقة على الوضع الإنساني والخدماتي في عدن: «الأوضاع الإنسانية هنا يمارس ضُدها تجاهل كبير لمعاناة المواطن ومحاربته من كل الاتجاهات لحاجاته الأساسية. وإن تجاهل المعنيين بالأمر هذه الجوانب الإنسانية سبب نقص المواد الغذائية التي بدأت تدخل بكميات لا بأس بها، وأيضاً سبب لتخبط وتعثر وصول المواد الإغاثية إلى الأسر الأكثر حاجة».
وأضافت: «الكهرباء عادت إلى بعض مناطق في كريتر لكن غالبية المناطق لم تصلها الكهرباء بعد، نتيجةً لتدمير الشبكة بأكملها. أما الماء فيأتي يوماً بعد يوم للبيوت الأرضية، مدة ساعتين، وبعدها ينقطع، أما المناطق المرتفعة فلا يصل إليها الماء». وطالبت السلطات المعنية في عدن بتشديد الرقابة على الأسعار، والإسراع بإعطاء الناس رواتبهم في وقتها، لتعينهم على قضاء حاجاتهم، حتى تتسنى عودة الحياة إلى طبيعتها. وحذرت «من أن عدن تتجه إلى كارثة بيئية أخرى إن تم إهمال النظافة وإزالة المخلفات التي تتكدس في الشوارع والطرقات».
وقال مسؤول في السلطة المحلية: «إن عملية تطبيع الحياة جارية على قدم وساق، إذ بدأت منذ يومين عودة الكهرباء إلى كثير من الأحياء في المحافظة، وعودة إمدادات الماء، وتوفير المشتقات النفطية، وخدمة الاتصالات»، مشيراً إلى أن المؤن الإغاثية التي وصلت بدعم من التحالف العربي غطت الكثير من المناطق في عدن، وساهمت في تخفيف معاناة كثير من الأسر المتضررة. وأشار إلى أن الإصلاحات في البنى التحتية والمشاريع سيتم تجهيزها خلال الفترة المقبلة.
التحالف يشلّ ميناء الحديدة... وبوارج تُعِدّ لإنزال قوات
الرياض – أحمد الجروان { صنعاء، عدن - «الحياة» 
ضربَ طيران التحالف أمس مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم، في محافظات الحديدة والبيضاء ومأرب والجوف وصعدة وذمار ومحيط صنعاء، وتردّدت تسريبات عن اقتراب موعد عملية واسعة خططت لها القوات الموالية للشرعية اليمنية بتنسيق مع قوات التحالف، لاستعادة العاصمة صنعاء من قبضة «الجماعة الانقلابية».
وأدت الغارات إلى شلّ ميناء الحديدة (غرب)، ثاني أكبر الموانئ اليمنية بعدما تعرض رصيفه للقصف، وسط أنباء عن اقتراب بوارج حربية تابعة للتحالف قبالة المدينة الساحلية، يُعتقد بأنها تسعى إلى إنزال قوات. وكانت الحكومة الشرعية أمرت بتحويل مسار كل السفن إلى ميناء عدن جنوب اليمن.
في غضون ذلك، تواصلت المواجهات بين مسلحي «المقاومة الشعبية» المدعومين بوحدات عسكرية موالية للرئيس عبدربه منصور هادي، في تعز وأطراف مأرب، فيما أكدت مصادر في مديرية مكيراس التابعة إدارياً لمحافظة البيضاء سيطرة الحوثيين عليها، تدعمهم قوات «لواء المجد» المرابط في المنطقة.
وأفادت مصادر في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بأن قوات المقاومة المكونة من مسلحي القبائل وقوات موالية لهادي، استطاعت التقدُّم في جبهة «الفاو» بالتزامن مع ضربات كثيفة لطيران التحالف استهدفت مواقع الحوثيين وتعزيزاتهم في مناطق صرواح والجفينة والفاو، وأُفيد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأكدت مصادر عسكرية ومحلية أن الحوثيين والقوات الموالية لهم شنّوا هجوماً واسعاً على مناطق وأحياء في مدينة تعز (جنوب غرب) باستخدام المدفعية والدبابات وصواريخ «كاتيوشا»، في محاولة لاستعادة مواقع استراتيجية ومنشآت حيوية سقطت قبل يومين في قبضة «المقاومة الشعبية».
وأوضحت المصادر أن هجوم الحوثيين جاء بعد تلقيهم تعزيزات عسكرية آتية من إب وذمار، مشيرة إلى أن مسلحي المقاومة يخوضون معارك ضارية لفك الحصار عن مدينة تعز التي يسيطر الحوثيون على مداخلها، كما يحاولون السيطرة على معسكر اللواء «35 مدرع» ومعسكر قوات الأمن الخاصة، واللواء «22 ميكا» والمناطق المحيطة بالقصر الجمهوري.
وذكر قادة في المقاومة أمس أن 95 في المئة من المدينة بات في قبضة مقاتليها، وأن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير بقية المناطق، تمهيداً للتقدُّم نحو ميناء المخا غرباً ومنطقة الراهدة المحاذية لمحافظة لحج جنوباً، وطرد آخر وجود للحوثيين في المحافظة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن غارات للتحالف طاولت أمس في محيط صنعاء معسكر العرقوب في منطقة خولان الطيال، ومواقع في بني حشيش، وأخرى في بيت دهرة وأرحب، واستهدفت مواقع في منطقة براقش في محافظة الجوف، ومعسكر لواء المجد في مكيراس بمحافظة البيضاء، كما طاولت مواقع في مديرية عتمة (غرب مدينة ذمار).
وفي مدينة عدن التي حُرِّرت من قبضة الحوثيين قبل نحو شهر، أفادت مصادر أمنية وشهود بأن مسلحين يُعتقد بأنهم يتبعون إحدى الجماعات المتطرفة هاجموا منزل محافظ أبين الخضر السعيدي واشتبكوا مع حراسه، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمنزل ولم يسجّل سقوط ضحايا.
وتسود مخاوف من أن يشجّع أي انفلات أمني في المناطق الجنوبية المحررة، الخلايا النشطة لتنظيمي «داعش» و «القاعدة» على استغلاله، بخاصة بعد أنباء عن إعدام «داعش» قبل يومين ستة أشخاص شوهدوا في منطقة «ساحل غولد مور» بمعية مسلحين وهم يرتدون الزي البرتقالي، قبل تقييدهم في زورق وتفجيره عن بُعد، في حادثة وصفت بأنها إعلان رسمي عن حضور التنظيم في عدن.
وفي سياق تدفُّق المساعدات الإنسانية، وصلت إلى مطار عدن أمس طائرة سعودية هي الثامنة منذ إعادة الملاحة في المطار، تابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وقال الناطق الرسمي باسم المركز رأفت الصباغ إن الطائرة نقلت ثمانية أطنان من حليب الأطفال، مؤكداً «أن جسر الإغاثة مستمر ضمن خطط أُعِدَّت بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة، التابعة للحكومة الشرعية اليمنية».
وفي الرياض كشف عبدالعزيز الجباري مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تشكيل لجنة للبحث في إعادة إعمار اليمن مع دول الجوار، بعد استكمال السيطرة على المدن والمحافظات اليمنية. وذكر أن الجيش والمقاومة الشعبية يستطيعان تدمير تنظيم «القاعدة» في اليمن. وأكد أن عودة الحكومة اليمنية تتوقف على عودة الأمن إلى ربوع اليمن.
وأوضح الجباري لـ«الحياة»، أنه يجب على دول العالم ودول الجوار تقديم المساعدات لإعادة إعمار البلاد بعد الدمار الذي خلفته ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح أثناء احتلالها المدن الرئيسة والمحافظات، وقطعها كل سبل الحياة في اليمن. وأكد بدء عمل اللجنة المكلفة بإحصاء الأضرار، وإعادة البنية التحتية، والنهوض بالدولة ومؤسساتها بعد انتهاء الحرب الراهنة.
وحمّل المستشار الضعف المالي للدولة، وقلة الدخل اليومي للفرد ووصوله إلى خط الفقر، مسؤولية موالاة بعض القبائل أو الأفراد للمتمردين، إضافة إلى الإغراءات المادية المقدمة من الحوثي وقوات صالح، التي قال إنها كانت الطريقة الأسهل للسيطرة السريعة على المناطق.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,458,005

عدد الزوار: 7,685,912

المتواجدون الآن: 0