عواصف رملية تُحيّد سلاح الجو الأسدي والطبيعة تنتصر للمعارضة السورية !.. أزمة المحروقات «تخنق» الدمشقيين والحكومة تدرس بناء مشروع مترو

موسكو تتمسك بالأسد ... وتواصل دعمه عسكرياً...النظام يفقد آخر آباره النفطية ... وأميركا تراجع برنامج تدريب «المعتدلين»

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 أيلول 2015 - 6:28 ص    عدد الزيارات 1969    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

موسكو تتمسك بالأسد ... وتواصل دعمه عسكرياً
موسكو - رائد جبر < لندن، واشنطن، أثينا - «الحياة»، أ ف ب 
أكدت موسكو أمس مواصلة تقديم الدعم العسكري للنظام السوري ونفت وجود تفاهم أميركي - روسي يقضى برحيل الرئيس بشار الأسد، في وقت سيطر «داعش» على آخر حقول النفط السورية وسط البلاد، وسط تأكيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون شن طائرة بريطانية غارة ضد قيادي في «داعش» نهاية الشهر الماضي بالتزامن مع مراجعة الإدارة الأميركية برنامجها لتدريب المعارضين المعتدلين واحتمال رفع عدد الذين ستتم إعادتهم إلى داخل سورية وسط أنباء عن وقف غرفة العمليات العسكرية في الأردن دعم فصائل «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» في ريف درعا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تحدث هاتفياً إلى نظيره الأميركي جون كيري السبت، أكد أن «الجانب الروسي لم يُخْفِ يوماً تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب». وأضافت أن لافروف أكد لكيري أن روسيا «تواصل تقديم هذه المساعدة» للنظام.
وتدعو موسكو التي تدعم النظام السوري بقوة، إلى اقامة تحالف إقليمي- دولي مع الجيش النظامي السوري لمكافحة تنظيم «داعش». وقالت زاخاروفا إن روسيا تعتبر أن «قوات الحكومة السورية هي القوة الأكثر فاعلية لمكافحة جماعة الدولة والإرهابيين الآخرين».
وشددت زاخاروفا على أن موسكو «لا تنخرط في وضع هندسات اجتماعية أو تعيين رؤساء في دول أجنبية أو إقالة آخرين»، مؤكدة أن «هذا يتعلق بسورية وبلدان أخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها»، مشيرة إلى أن لافروف أعاد التأكيد خلال المحادثة مع كيري على الموقف الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام، من أنه «من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سورية».
وقال مصدر في وزارة الخارجية اليونانية ان السلطات تدرس طلبا اميركيا بمنع مرور طائرتين روسيتين في الفترة ما بين 1 و24 الشهر الجاري. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «تلقينا طلبا السبت وندرسه».
وفيما أفادت، شبكة «مسار برس» المعارضة بـ «توقف الدعم المادي واللوجستي الذي كان يحصل عليه بعض فصائل الثوار من غرفة العمليات في الأردن بحجة عدم قدرة هذه الفصائل على تحقيق انتصارات وعدم قبولها محاربة الخلايا التابعة لداعش» في ريف درعا، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، بأن واشنطن تعتزم إجراء إعادة هيكلة شاملة لبرنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة على قتال «داعش». وطبقاً لوثائق سرية، فإن البرنامج يعاني من نقاط ضعف كثيرة. وتعكف وزارة الدفاع (بنتاغون) حالياً على تقويم الخيارات، وبينها إرسال مقاتلين الى سورية بأعداد أكبر، وتغيير أماكن انتشارهم بحيث يحصلون على دعم شعبي أكبر، وتزويدهم بمعلومات استخباراتية أفضل.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات متقطعة» وقعت أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في حقل جزل النفطي بعد سيطرة التنظيم على أجزاء كبيرة منه وتوقف الحقل عن العمل بسبب سحب العاملين منه. مضيفاً إن النظام بخسارته جزل «يكون فقد سيطرته على آخر حقل نفطي في سورية».
وكشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، عن أن بلاده شنت أول ضربة ضد «داعش» في سورية في نهاية آب (أغسطس) بواسطة طائرة من دون طيار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المتطرفين بينهم بريطانيان. وقال: «يمكنني القول أمام هذا المجلس إن (البريطاني) رياض خان قُتل في ضربة جوية محددة نفذتها طائرة من دون طيار من نوع راف في 21 آب أثناء تواجده في سيارة في منطقة الرقة».
إلى ذلك، شيّع أمس في السويداء ذات الغالبية الدرزية، الشيخ وحيد البلعوس المعروف بمعارضته النظام، بعد ثلاثة أيام على اغتياله مع حوالى 40 شخصاً بتفجير سيارتين مفخختين في المدينة جنوب البلاد.
النظام يفقد آخر آباره النفطية ... وأميركا تراجع برنامج تدريب «المعتدلين»
لندن - «الحياة» 
خسر النظام السوري أمس آخر حقول النفط الواقعة تحت سيطرته بعدما أرغمه هجوم لتنظيم «داعش» على سحب المهندسين والعاملين من منشآت حقل جزل بريف حمص الشرقي ما أدى إلى توقف الإنتاج. وتواصلت في غضون ذلك المعارك بين «داعش» وفصائل المعارضة السورية قرب مدينة مارع الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي حيث يحاول التنظيم المتشدد مد نفوذه داخل «المنطقة الآمنة» التي تحدثت تركيا عن إنشائها على حدودها الشمالية. وتزامن ذلك مع معلومات أميركية عن درس إدارة الرئيس باراك أوباما الدفع بأعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة المعتدلة التي يتم تدريبها في الخارج إلى داخل سورية للانخراط في المعارك ضد «داعش».
ففي الريف الشرقي لمحافظة حمص (وسط سورية) ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات متقطعة» وقعت نهار أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، في حقل جزل النفطي بعد سيطرة التنظيم على أجزاء كبيرة منه وتوقف الحقل عن العمل بسبب سحب العاملين منه. لكنه أضاف أن «داعش» غير قادر على «الاستفادة من الحقل بسبب رصد بقية أجزائه من قبل قوات النظام وسيطرتها نارياً عليه».
وقال «المرصد» إن النظام بخسارته جزل «يكون قد فقد سيطرته على آخر حقل نفطي في سورية»، مشيراً إلى «معلومات مؤكدة عن... خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». ولفت «المرصد» أيضاً إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة بيارات تدمر بريف حمص الشرقي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وذكرت وكالة «فرانس برس» أن «داعش» أكد تقدمه بالفعل في منطقة جزل، مشيرة إلى بيان موقع باسم «ولاية حمص» نُشر على حسابات خاصة بالمتشددين على الإنترنت أكد فيه التنظيم «تحرير قرية جزل بالكامل». وتقع القرية بجوار الحقل النفطي. ونقلت «فرانس برس» عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن حقل جزل كان ينتج 2500 برميل يومياً و «هو آخر أكبر الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة النظام». ومعلوم أن «داعش» كان قد سيطر على حقل جزل في حزيران (يونيو) لتستعيده قوات النظام بعد فترة قصيرة. وبحسب «فرانس برس» فإن النظام خسر غالبية حقوله النفطية وأبرزها مجموعة حقول دير الزور (شرق) الأكثر غزارة والتي سيطر عليها «داعش» في صيف 2014، وحقل رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية) الذي يسيطر عليه الأكراد. ودمرت الحرب القطاع النفطي في البلاد. وانخفض إنتاج البترول السوري الرسمي في العام 2014 إلى 9329 برميلاً في اليوم الواحد بعدما بلغ 380 ألفاً قبل بدء النزاع في 2011.
وتشهد مناطق سورية عدة أزمة وقود. وتحصل المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام على المشتقات النفطية من المناطق الكردية، بالإضافة إلى ما تستورده الحكومة عبر خط الائتمان الإيراني.
على صعيد آخر، قال «المرصد» إن ما لا يقل عن 16 عنصراً من «داعش» قُتلوا جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق في شمال وغرب مدينة الرقة (شمال سورية). ونقل عن ناشطين إن «من بين القتلى خمسة عناصر من جنسيات غير سورية 4 منهم من جنسيات أوزبكية ومغربية ومصرية وتونسية، فيما بقية العناصر من الجنسية السورية، وتم نقلهم إلى أحد مستشفيات مدينة الرقة» التي تُعتبر معقلاً لـ «داعش» في سورية.
وفي شمال البلاد أيضاً، تحدث «المرصد» عن جولة جديدة من الاشتباكات بدأت ليلة الأحد - الاثنين بين فصائل المعارضة بما فيها الإسلامية وبين تنظيم «داعش» في محيط مدينة مارع ومحيط قرى حرجلة ودلحة وحربل بريف حلب الشمالي. وأشار إلى «معلومات عن تقدم للكتائب المقاتلة والإسلامية» في حربل حيث قُتل أربعة من المعارضة. وأكدت وكالة «مسار برس» المعارضة، من جهتها، «سيطرة الثوار على أجزاء من قرية حربل» بعد اشتباكات مع «داعش».
وشن «داعش» في الأيام الماضية سلسلة هجمات بهدف السيطرة على مارع، ونجح في بعض المرات من التقدم نحوها قبل أن ينكفئ تحت ضربات هجمات مضادة شنتها فصائل المعارضة التي تلقت أحياناً دعماً جوياً خارجياً تمثّل بضرب مواقع التنظيم المتشدد في القرى المحيطة.
على صعيد آخر ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تضع خططاً لإعادة تنظيم برنامج دعم مقاتلي المعارضة المعتدلة بما في ذلك إنزال أعداد أكبر منهم داخل «مناطق آمنة» وتزويدهم بمعلومات استخبارية أفضل إضافة إلى تحسين مهاراتهم القتالية. وجاءت التعديلات المقترحة في البرنامج بعد مواجهة مسلحة جرت في أواخر تموز (يوليو) الماضي بين بعض المتدربين في البرنامج الأميركي وبين عناصر «جبهة النصرة» في شمال سورية. واعتقلت «النصرة» آنذاك عدداً من الأفراد التابعين لـ «الفرقة 30» التي تلقت تدريبات لدى الأميركيين. وفي حين أنها أفرجت عن عدد منهم لاحقاً، إلا أنها ما زالت تحتجز بعض قادة الفرقة. وتدخلت طائرات أميركية خلال المواجهة التي وقعت بين الطرفين آنذاك وقصفت مواقع لـ «النصرة» التي فقدت «عشرات» من عناصرها، بحسب «نيويورك تايمز». وكتبت الصحيفة أن الحادثة كشفت ثغرات واضحة عدة في برنامج التدريب الأميركي للمعارضة المعتدلة، إذ أن مقاتلي الفرقة 30 لم يكونوا مستعدين لهجوم معاد وقد أُرسلوا إلى سورية بأعداد صغيرة، كما أنهم لم يكن لديهم تأييد من السكان المحليين، إضافة إلى افتقارهم لمعلومات استخبارية قوية عن خصومهم.
وقالت الصحيفة إن تقويماً سرياً لما حصل تضمن توصيات بإجراءات يمكن اعتمادها بينها تكبير حجم مجموعات الثوار الذين ستتم إعادتهم إلى سورية بعد خضوعهم للتدريب، ونشرهم في مناطق معينة لضمان حصولهم على تأييد محلي، وتحسين مستوى المعلومات الاستخبارية التي تُقدّم لهم. ولم تعتمد إدارة الرئيس أوباما بعد أياً من المقترحات الخاصة ببرنامج تدريب المعارضة والذي تقوم بها القوات الخاصة الأميركية بتكلفة 500 مليون دولار. وهذا البرنامج العلني غير برنامج سري آخر تقوم به وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي).
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المجموعات السورية المعتدلة التي يدربها الأميركيون إن مقاتلين من «الفرقة 30» التحقوا أخيراً بفصائل المعارضة في مدينة مارع التي تتعرض لهجوم من «داعش» في ريف حلب الشمالي. وقال القيادي نفسه إن انتشارهم لقي ترحيباً من المقاتلين الآخرين لأنهم يعرفون أنهم مدربون على استدعاء طائرات التحالف لشن غارات ضد خصومهم المتشددين.
 أزمة المحروقات «تخنق» الدمشقيين والحكومة تدرس بناء مشروع مترو
دمشق - «الحياة» 
زادت في الأيام الأخيرة، حدّة الأزمة المعيشية في دمشق ومناطق سيطرة النظام السوري، حيث بدا أن الحكومة لم تعد قادرة على تأمين الاحتياجات الخدمية والمعيشية للمواطنين القاطنين في العاصمة، بالتزامن مع مشكلات يواجهها السوريون في مناطق المعارضة قرب دمشق، في وقت أعلنت الحكومة نيّتها بناء مشروع مترو تحت دمشق.
وتعيش دمشق حالياً، أزمة خانقة على محطات الوقود نتيجة عدم توافر البنزين والمازوت، بالتزامن مع رفع الحكومة سعر لتر البنزين إلى 160 ليرة سورية (الدولار يساوي 300 ليرة) وسعر لتر المازوت الى 130 ليرة.
انعكست أزمة الوقود على تنقّل المواطنين، وتحوّلت الى أزمة نقل زادت عليهم معاناتهم اليومية، بخاصة مع اضطرارهم للخروج إلى أماكن عملهم وجامعاتهم وتنقّلهم لتأمين احتياجاتهم المعيشية. إذ تقابل مشاهد الازدحام على محطات الوقود، مشاهد الازدحام على مواقف الباصات. واللافت هو انتشار طوابير من المواطنين ينتظرون ساعات وساعات لإيجاد حافلة نقل تقلّهم إلى وجهتهم. ويمضي السوريون في دمشق يومهم تارةً بين الانتظار، وتارةً أخرى بين عناء إيجاد مقعد للجلوس عليه. والطريق الذي كان يستغرق مروره ربع ساعة قبل الأزمة، بات يستغرق أكثر من ساعتين ضمن أحياء المدينة، من دون أن نغفل الحواجز الأمنية المتمترسة على الطرقات، والتي تزيد من كلفة هدر الوقت. كما تسببت أزمة الوقود بـ «إضراب» عدد من السائقين عن العمل، وذلك نتيجة عدم قدرتهم على الانتظار ساعات طويلة أمام محطات الوقود.
وقال السائق أبو محمد (50 سنة): « قامت الحكومة برفع سعر لتر البنزين ولم نتمكّن من تعديل عداد التاكسي وفق التسعيرة الجديدة، ما جعلنا نختلف مع الزبون طوال الطريق، فالراكب أيضاً لم يعد قادراً على تحمّل أجرة مشوار التاكسي القريب فكيف له بالمشوار الأبعد؟ فمثلاً قبل الأزمة، كانت أجرة التاكسي من حي المزة إلى ساحة الأمويين 50 ليرة، أما اليوم فإنها تكلّف 200 ليرة».
هبة طالبة جامعية تتحدث عن معاناتها اليومية مع المواصلات، التي أصبحت بالنسبة إليها عبئاً مادياً لا قدرة لها على تحمّله، ولا يمكنها أن تستقلّ تاكسي نتيجة الأرقام القياسية التي يطلبها السائق مستغلاً حاجة الزبون. قالت: «أمضي أربع ساعات يومياً من الانتظار ذهاباً وإياباً لأستقل حافلة نقل توصلني من منزلي في الجديدة إلى الجامعة، عدا عن الكلفة المادية، فمثلاً خلال شهر، أحتاج إلى ما يقارب ثلاثة آلاف ليرة». في المقابل، دفعت أزمة المواصلات سائقي حافلات النقل العامة التي تعمل على المازوت، الى شراء تاكسي.
وسعت الحكومة السورية الى شراء 200 باص نقل، لكن وعودها ذهبت أدراج الرياح. وقال أحد المعنيين في لجنة نقل الركاب في محافظة دمشق، أن المحافظة «تسعى الى إقامة مترو لنقل الركاب في ضواحي دمشق، إضافة الى مشروع تاكسي - سرفيس».
ويدل هذان المشروعان الى عدم ارتباط الحكومة بالواقع. وقال خبير اقتصادي: «كيف يمكن الإعلان عن البدء بمشروع مترو في ظل بنية تحتية مدمرة؟ أما مشروع تاكسي - سرفيس فهو مشروع لا ينتظر قراراً من الحكومة للبدء فيه لأن المواطنين كانوا أسبق لمعالجة أزمة النقل من خلال الاتفاق مع سائق تاكسي إلى منطقة محددة وتقسيم الأجرة بينهم».
وكان مجلس الوزراء قرر منع تخديم الموظفين والعاملين في القطاع العام إلى المناطق التابعة لريف دمشق، واقتصار هذا الأمر على إيصال القاطنين ضمن أحياء المدينة، علماً أن أزمة النقل تكاد تكون أكثر صعوبةً في ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة.  وفي نهاية كل نهار في دمشق، تكتظّ مواقف الحافلات بالراغبين في العودة الى بيوتهم، فيما يختار كثر العودة مشياً على الأقدام اختصاراً للوقت والكلفة.
«العفو الدولية» تندد باعتقالات تعسفية لدى الأكراد
الحياة..بيروت - أ ف ب
نددت منظمة العفو الدولية باعتقالات تعسفية يقوم بها الأكراد في شمال سورية في حق أشخاص يتهمونهم بالانتماء إلى مجموعات معارضة لهم أو مؤيدة لتنظيم «داعش»، ويمنعون عنهم المحاكمات العادلة.
وذكرت المنظمة في تقرير نشر الاثنين أنها وثقت حالات عدة من اعتقال السلطات الكردية المحلية لأشخاص استناداً إلى أدلة ضعيفة جداً، ولمجرد إقدامهم على انتقاد «حزب الاتحاد الديموقراطي»، أبرز حزب كردي سوري.
وقالت لما فقيه من منظمة العفو الدولية في التقرير: «لا يمكن لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي يقود الإدارة الذاتية (الكردية) أن يستخدم قتاله ضد الإرهاب كعذر لانتهاك حقوق الأشخاص المقيمين تحت سيطرتهم». وأضافت: «بدلاً من الدوس على حقوق الناس باسم الأمن ومحاربة الإرهاب، يجدر بإدارة حزب الاتحاد الديموقراطي أن تحرص على أن حقوق المعتقلين مصانة».
وقالت المنظمة إنها قابلت عشرة معتقلين في سجنين في شمال شرقي سورية. وأقرت بأن ظروف السجن «كافية»، مشيرة إلى أنها مجهزة في شكل جيد، وغير مزدحمة. إلا أنها أشارت إلى أن بعض الأشخاص معتقلون فيها منذ سنة من دون توجيه أي اتهام لهم ومن دون محاكمة. أما الذين أحيلوا إلى المحاكمة، فيقولون إن آليات المحاكمة «غير عادلة بتاتاً».
وذكر التقرير أن «المعتقلين منعوا من الحصول على حقوق أساسية بينها الدفاع عن أنفسهم، والاطلاع على أدلة الإثبات ضدهم، ومقابلة محام أو أفراد عائلاتهم».
وبعض المعتقلين هم من السكان العرب لمناطق سيطر عليها المقاتلون الأكراد. ويقول السجناء انهم اتهموا بالارتباط بتنظيم «داعش» على رغم عدم وجود أدلة على ذلك. وأشار أحد الذين التقتهم منظمة العفو الدولية إلى انه اعتقل لمدة شهر تقريباً لأنه يحمل اسماً مشابهاً لأحد المطلوبين. بينما قال آخر إنه أوقف لأنه انتقد «حزب الاتحاد الديموقراطي» على حسابه على موقع «فايسبوك».
وذكر التقرير أن الإدارة الذاتية الكردية «استخدمت قانون مكافحة الإرهاب لاعتقال ومحاكمة مجموعات كردية معارضة لحزب الاتحاد الديموقراطي».
وأفاد حزب كردي معارض منظمة العفو الدولية أن 12 من عناصره أوقفوا في 2014 وصدرت في حقهم أحكام بتهم «القيام بأعمال إرهابية من دون وجود أدلة كافية».
وتقول سلطات الإدارة الذاتية الكردية إنها تعتقل حوالى أربعمئة سجين في مراكز يديرها الأسايش (قوى الأمن الكردية) منتشرة على المساحة التي تسيطر عليها في سورية.
ولا يعرف ما إذا كانت هناك مراكز اعتقال إضافية بإدارة وحدات حماية الشعب (المقاتلون الأكراد).
وانسحبت قوات النظام السوري تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال البلاد مع اتساع رقعة النزاع في 2012، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات. وتصاعد على الأثر نفوذ الأكراد.
في 2013، أعلن حزب الاتحاد الديموقراطي إقامة الإدارة الذاتية الموقتة في ثلاث مقاطعات: الجزيرة (الحسكة)، وعفرين وكوباني (ريف حلب)، تحت مسمى «روج آفا»، أي غرب كردستان بالكردية.
 
السويداء تشيّع البلعوس وتنادي بإسقاط النظام
المستقبل...سالم ناصيف
على وقع أصواتهم الهادرة «الموت ولا المذلة» والهاتفة «الشعب يريد إسقاط النظام»، شيع أهالي السويداء شيخ الكرامة أبو فهد وحيد البلعوس أمس في ساحة الملعب البلدي وسط مدينة السويداء. وووري جثمانه في الثرى ظهراً في مسقط رأسه بلدة المزرعة.

المأتم المهيب، تقاطرت إليه جموع المشيعين من جميع أنحاء قرى وبلدات المحافظة، وعلى الرغم من قيام النظام بإقفال طريق السويداء الواصل إلى دمشق، والذي حال دون وصول المعزين بالبلعوس من جرمانا وجبل الشيخ ولبنان أيضاً، فإن عشرات الآلاف شاركوا في المأتم. واعتبرت مصادر عديدة أنه من أكبر مجالس العزاء التي شهدتها المحافظة حتى الآن.

وتشييع البلعوس غاب عنه أي حضور رسمي وسُجل غياب لافت لشيخي العقل، حكمت الهجري ويوسف جربوع بعد أن أعرب أنصار الشيخ البلعوس عن عدم رغبتهم بحضورهما، فيما وافقوا على حضور الشيخ أبو وائل حمود الحناوي شيخ العقل الثالث للطائفة، والذي تصدر واجهة مستقبلي التعازي نظراً لما يحظى به من احترام.

وشارك في التشييع العميد الدرزي المنشق والقيادي في «الجيش السوري الحر» عصام زهر الدين بالزي المدني.

وألقيت في المأتم والعزاء العديد من الكلمات، أهمها للشيخ يسري البلعوس شقيق الشيخ الشهيد وحيد البلعوس، والتي أكد فيها الاستمرار على خطى ونهج شيخ الكرامة وأن رجال السويداء مستمرون في مهمة الدفاع عن الأرض والعرض ضد أي معتدٍ كائناً من كان.

وحذر يسري البلعوس مما يُحاك من الفتن والمحاولات والنشاطات المشبوهة والمكشوفة، الرامية لزعزعة أمن المحافظة الآمنة بفضل أهلها الشرفاء وأصحاب الكرامة والعقول النيرة: «فهذه الفتنة بإذن الله مقتولة بأرضها»، مؤكداً أن «جبل العرب الأشم سيبقى شامخاً بأهله الشرفاء وهو جزء لا يتجزأ من سوريا الأم«، ومستحضراً كلمات شيخ الكرامة الشهيد وحيد البلعوس «نحن وطنيون قوميون سوريون، بل وإننا إنسانيون ونحب الإنسان«.

وسرعان ما تحول موكب التشييع بعد انتهائه إلى تظاهرة عارمة ضمت ما يزيد على ألف شخص جابوا شوارع السويداء، مرددين شعرات إسقاط النظام ومعيدين التذكير بالهتافات المستمدة من روح الثورة السورية: «الموت ولا المذلة» ومن شعارات الكرامة التي نادى بها الشيخ البلعوس «يا فوق الأرض بكرامة أو تحت الأرض بكرامة«.

وسرعان ما توجهت التظاهرة إلى ساحة المحافظة وحاول بعض الغاضبين اقتحامها لكن رجال الكرامة حالوا دون حدوث أي أعمال تخريب في الممتلكات وعمدوا إلى تهدئة الجموع وطلبوا من المحتجين التعقل والاستمرار بالتظاهر السلمي وتأجيل أي رد فعل حتى يتم مواراة جثمان البلعوس في الثرى احتراماً له.

وكان من اللافت ما تحدث به أحد رجال الدين المقربين من البلعوس أمام جموع المنتفضين المتواجدين أمام المحافظة، حيث أعرب الشيخ عن عدم قبول مشايخ الكرامة بالاعترافات التي أدلى بها المدعو وافد أبو ترابة، الذي استبق النظام تشييع البلعوس بإخراجه عبر فضائيات الإعلام الرسمي والمقربة منها ليدلي باعترافات بدت غير حقيقية حملت مسؤوليته هو وثلاثة من أبناء السويداء عن اغتيال البلعوس وتنفيذهم المتعمد للتفجيرين اللذين وقعا في السويداء يوم الجمعة الماضي وأديا لاستشهاد ما يزيد على 40 شخصاً وجرح أكثر من ستين آخرين. وطلب الشيخ من الأجهزة الأمنية تسليم المدعو وافد أبو ترابة لرجال الكرامة خلال مدة أقصاها 48 ساعة كي يتولوا هم مهمة التحقيق معه، ذلك لبيان مدى صدقية اعترافاته ومحاكمته بأيديهم في حال كان هو الفاعل. وأعرب الشيخ عن رفض رجال الكرامة لأي تحقيقات تخرج عن الأجهزة الأمنية غير الموثوق بها. وحذر من أن عدم الاستجابة لطلب رجال الكرامة سيضع النظام في مواجهة مباشرة معهم.

وفي الوقت الذي يراهن فيه النظام على إخماد حدث اغتيال البلعوس ورفاقه من خلال تلفيق اتهامات للمدعو وافد أبو ترابة وبعض أبناء السويداء المناهضين للنظام، ذكرت مصادر أن معظم الأوساط الشعبية في السويداء وبخاصة في أوساط البلعوس لا تصدق فيلم الاعترافات المكشوف والهادف إلى تبرئة النظام وتجريم أبناء السويداء أنفسهم لإيقاع فتنة ترمي لنشوب حرب بين العائلات. وسرعان ما انتشر مصطلح «أبو عدس» بين الأوساط الشعبية في المحافظة تلميحاً للفبركة المكشوفة التي اعتاد إعلام النظام انتاجها من أجل ضياع الحقيقة.
البنتاغون يعيد تنظيم صفوف المقاتلين السوريين «المعتدلين» وثوار الزبداني يدمّرون موقعاً للنظام و«حزب الله»
 (كلنا شركاء، أ ف ب، السورية نت)
فجّر الثوار في مدينة الزبداني موقعاً مشتركاً لقوات النظام و»حزب الله» الأحد، موقعين من فيه بين قتيل وجريح.

وقال الناشط الميداني فراس العربي للموقع الإلكتروني «كلنا شركاء«، إن الثوار زرعوا عبوات ناسفة في مبنى كانت تتحصن فيه قوات النظام وميليشيا «حزب الله» في منطقة النابوع، ما أسفر عن مقتلهم وجرح جميع من في المقر.

وردّت قوات النظام على العملية بقصف المدينة بأكثر من عشرين صاروخ أرض ـ أرض ذات القدرة التدميرية الكبيرة، كما ألقت المروحيات 14 برميلاً متفجراً على أحياء المدينة التي ما زالت في قبضة الثوار.

كما تعرضت بلدة مضايا المجاورة، والتي تستقبل عشرات آلاف النازحين من مدينة الزبداني، لقصف مدفعي وصاروخي مماثل، فيما أجبرت قوات النظام عائلات جديدة نازحة من الزبداني إلى بلدتي بلودان والمعمورة المجاورتين على الانتقال إلى بلدة مضايا، في استمرارٍ لسياسة التهجير التي تنتهجها قوات النظام في المنطقة.

في سياق ميداني آخر، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان« امس إن مقاتلي «داعش» سيطروا على آخر حقل جزل النفطي الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر، وهو آخر حقول النفط التي كانت لا تزال بيد النظام، فيما كانت المعارك متواصلة شرق حمص مع ورود تقارير عن وقوع خسائر في الجانبين.

وقال مراقبون على مواقع التواصل الاجتماعي إن المعارك استعرت في اليومين أو الثلاثة الأخيرة وإن المقاتلين سيطروا على الحقل النفطي الأحد.

والجزل هو حقل متوسط يقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها المتشددون والقريبة من منطقة يوجد فيها حقول الغاز الطبيعي الرئيسية ومنشآت التنقيب التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.

وقال المرصد أيضاً إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في مناطق بالرقة التي اتخذها التنظيم عاصمة له قتلت 16 شخصاً على الأقل بينهم خمسة أجانب.

في غضون ذلك، قالت صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية في مقال لها حول برنامج تدريب «المعارضة المعتدلة« في سوريا إن الخيارات المتداولة حالياً على مستويات عليا في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تشمل توسيع حجم مجموعات المقاتلين المدربين التي ترسل إلى سوريا، وتغيير مواقع نشرها لضمان توفير دعم السكان المحليين وتحسين المعلومات الاستخباراتية لهم، وتحسين القدرات القتالية لهم.

ووفقاً لتقويمات سرية لم يكن المقاتلون مستعدين جيداً لرد هجوم عدو، وقد أرسلوا إلى سوريا في مجموعات صغيرة جداً، كما أن هؤلاء المقاتلين لم يتمتعوا بدعم محلي من السكان وكانت لديهم معلومات قليلة جداً عن أعدائهم. ونظراً إلى أنهم أرسلوا إلى سورية في عيد الفطر، سمح لكثيرين منهم بزيارة أقارب، بعضهم في مخيمات في تركيا وهذه التحركات مكنت على الأرجح خصومهم من كشف مهمتهم. كما أن البعض لم يستطع العودة إلى سوريا بسبب إقفال الحدود السورية التركية.

وشنت «جبهة النصرة» في 31 تموز الماضي، هجوماً على مقر «الفرقة 30« في قرية المالكية قرب مدينة اعزاز شمال حلب، ما أدى إلى مقتل 5 من عناصر الفرقة، وجرح 18 آخرين، الأمر الذي فضح ثغرات كبيرة في البرنامج الذي تديره «البنتاغون»، فيما قصفت طائرات التحالف مقراً للجبهة في المدينة، أوقع عدداً من القتلى بين عناصرها..

والجدير بالذكر أن «الفرقة 30«، هي الفرقة التي كانت تتدرب في تركيا ودخلت سوريا منذ شهرين تقريباً على شكل دفعات وهي التي كانت مرشحة للتنسيق مع الجيش التركي في حال حدث أي عمل عسكري على الحدود.
عواصف رملية تُحيّد سلاح الجو الأسدي والطبيعة تنتصر للمعارضة السورية !
إيلاف- متابعة
عاشت سوريا خلال الساعات الماضية على وقع عواصف رملية قوية، تسببت في تحييد سلاح الجو النظامي، وسهّلت للمعارضة المسلحة اعتقال عنصار من النظام والتقدم في بعض المناطق.
إيلاف - متابعة: ضربت عواصف رملية، أجزاء واسعة في سوريا، إذ تركزت العواصف في المناطق الشرقية؛ والشمالية؛ والوسطى، والجنوبية من سوريا، كان أشدها في الشرق السوري، إذ تسببت بحالات اختناق في صفوف المدنيين بريف ديرالزور.
ويقول تقرير لوكالة "قاسيون" إنّ اللافت في الأمر، أن المعارضة في محافظة درعا، تمكنت من أسر ضابط لقوات النظام وسائقه، في إحدى قرى منطقة «اللجاة» بريف درعا، وجاءت عملية الأسر جراء العاصفة الرملية، بعد ان سلكوا طريقاً تحت سيطرة المعارضة.
كما كان للعاصفة الرملية، نتائجها، على الصراع الدائر بين مقاتلي المعارضة؛ وقوات النظام، إذ أوقفت وحيّدت العاصفة؛ سلاح الجو التابع للنظام السوري، عن قصف أيّ مناطق خارجة عن سيطرة قوات الأسد.
ولطالما اشتكى المعارضون السوريون من تسبب سلاح الجو في اعاقة تقدمهم، وطالبوا المجتمع الدولي بمساعدتهم في تحييد سلاح الأسد الأشدّ فتكا والذي تسبب في عشرات المجازر منذ بداية الأزمة في سوريا.
من جهته، استغل تنظيم داعش الارهابي كذلك العاصفة، فللمرة الثانية خلال هذا العام يشتغل "الجهاديون" هبوب عاصفة رملية للاستيلاء على مواقع جديدة في سوريا.
أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة تنظيم داعش الإثنين، على أجزاء من حقل جزل النفطي، آخر الحقول النفطية الكبرى الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، ما أدى إلى توقف الإنتاج فيه.
ويبدو أن تنظيم داعش استغل العاصفة الرملية التي تضرب سوريا ولبنان للمباغتة في الهجوم على حقل جزل، وكان مقاتلو التنظيم بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد استغل فرصة هبوب عاصفة رملية لتساعدهم على اغتنام ميزة عسكرية مهمة في الساعات الأولى من هجوم الجماعة على مدينة الرمادي العراقية في شهر مايو الماضي.
وكانت عاصفة رملية مفاجئة محملة بالغبار، ضربت صباح اليوم الإثنين، مناطق متفرقة في شمال سورية، كحلب وإدلب ودير الزور والحسكة والرقة ووصلت منذ ساعات إلى مدن وسط وغرب سورية كحمص وحماه واللاذقية، وسط توقعات بامتدادها للمناطق الجنوبية. كما ضربت العاصفة المناطق الشمالية من لبنان.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,960,973

عدد الزوار: 7,652,234

المتواجدون الآن: 0