الحوثي يدعو إلى مواصلة الحرب ويتجاهل مفاوضات السلام وهادي يصدر أمراً بإلغاء وبطلان القرارات الصادرة عن الانقلابيين

شن طيران التحالف أمس سلسلة غارات على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظات تعز وشبوة والضالع والبيضاء ومأرب وصعدة ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم وتدمير آليات ثقيلة وعتاد عسكري، فيما استمرت المواجهات بين الجماعة ومسلحي «المقاومة الشعبية» ووحدات الجيش الموالية للحكومة على مختلف جبهات القتال.

في غضون ذلك حشد الحوثيون في صنعاء الآلاف من أنصارهم لإحياء ذكرى الإمام زيد بن علي الذي ينسب إليه المذهب الزيدي، وألقى زعيمهم عبد الملك الحوثي خطاباً بالمناسبة هاجم فيه دول التحالف. ودعا أنصاره إلى مواصلة القتال باعتباره «صداً للعدوان» على اليمن، وتجاهل الحديث عن المفاوضات المرتقبة التي ترعاها الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن والتوصل إلى حل ينهي انقلاب جماعته على الحكومة الشرعية.

وكان وفد ضم مسؤولين من الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح عاد الخميس من مسقط للتشاور مع قياداتهم في الداخل حول الترتيبات التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل عقد مفاوضات مباشرة هذا الشهر بين الجماعة وحلفائها والحكومة المعترف بها دولياً بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف دخل على خط المعارك الدائرة ضد الحوثيين على أطراف مدينة «دمت» شمال محافظة الضالع الجنوبية واستهدف مواقع مسلحيهم الذين يحاولون منذ أسبوع اقتحام المدينة والتوغل جنوباً. وصدّ مسلحو المقاومة محاولة توغل جديدة للحوثيين بالقرب من فندق العودي شمال الضالع وأرغموهم على التراجع، في حين لجأت الجماعة إلى قصف المدينة بقذائف «الهاون».

وفي محافظة شبوة الجنوبية أفادت مصادر المقاومة بأن طيران التحالف استهدف عربات عسكرية للحوثيين في منطقة وادي النحر في مديرية بيحان وفي منطقة «القويبل» ما أدى إلى مقتل 12 مسلحاً، في حين قصف الحوثيون بصواريخ «كاتيوشا» عدداً من القرى في المنطقة التي تشهد مواجهات متقطعة مع مسلحي المقاومة.

إلى ذلك احتدمت المواجهات بين المقاومة والحوثيين شرق مدينة تعز وشن طيران التحالف غارات على مواقع الجماعة والقوات الموالية لها جوار السجن المركزي غرب المدينة ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات منهم وتدمير آليات لهم وفق ما أفادت مصادر في المقاومة.

وطاولت غارات التحالف أمس مواقع الحوثيين في مديريتي الرياشية والسوادية في محافظة البيضاء المجاورة لمحافظتي الضالع وأبين الجنوبيتين، كما امتدت إلى مواقعهم في محافظتي مأرب وصعدة، في وقت أفادت مصادر المقاومة والجيش الموالي للشرعية بأنها تواصل تقدمها غرب محافظة مأرب وتقترب من السيطرة على مركز مديرية صرواح.

ورداً على هيمنة الحوثيين على مؤسسات حكومية كشفت المصادر الرسمية أن الرئيس هادي أصدر أمراً قضى «بإبطال كل القرارات والإجراءات التي أصدرها المتمردون الحوثيون، في مختلف مرافق الدولة المدنية والعسكرية سواء تعلق الأمر بالخدمة المدنية أو بالتعيين أو التوظيف والتقاعد في مؤسسات الدولة وأجهزتها». وأضافت المصادر أن هادي فوّض نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح باتخاذ «إجراءات عاجلة لإبطال كل القرارات التي أصدرها الانقلابيون الحوثيون».

من جهة أخرى قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة امس إن إعصاراً إستوائياً جديداً في طريقه الى اليمن بعد ثلاثة أيام على اعصار «شابالا». ويتوقع ان تتضاعف شدة العاصفة الجديدة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة لتصبح اعصاراً محملاً برياح تصل سرعتها الى 100 كيلومتر في الساعة لكن شدتها ستتراجع بدءاً من يوم غد الأحد.

 

استبق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مفاوضات جنيف الثانية المتوقع إجراؤها منتصف نوفمبر الجاري بين الحكومة وبين ميليشيات الحوثي ومعها حزب »المؤتمر الشعبي العام« الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأصدر أمراً بعدم شرعية وبطلان الإجراءات والقرارات كافة الصادرة عن الانقلابيين.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية »سبأ« أن هادي وجه مساء أول من أمس، مذكرة إلى نائبه رئيس الوزراء خالد بحاح أكد فيها ضرورة وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجهات المعنية لبطلان جميع الإجراءات الصادرة من قبل الانقلابيين في مختلف مواقع ومرافق الدولة المدنية والعسكرية وما يتصل منها بالخدمة المدنية من تعيين وإحلال وتوظيف وتقاعد وفي كل مؤسسات وأجهزة الدولة.

وكانت ميليشيات الحوثي أصدرت منذ استيلائها على السلطة في 21 سبتمبر 2014 حزمة من القرارات عينت بموجبها المئات من عناصرها وأنصارها في مناصب مختلفة في الدولة سواء في القطاع العسكري والأمني أو القطاع المدني، ومنحت العشرات من قياداتها رتباً عسكرية رفيع، كما جندت الآلاف من ميليشياتها في الجيش والأمن.

ميدانيا، أكد مصدر قبلي في محافظة شبوة شرق اليمن لـ«السياسة« مقتل العشرات من مسلحي ميليشيات صالح والحوثي بغارات لطيران التحالف استهدفتهم وهم في حصن غبر التاريخي إثر سيطرتهم عليه بوادي النحر بمنطقة بيحان التي تشهد منذ ثلاثة أيام مواجهات عنيفة بين الميليشيات ورجال القبائل من آل عريف.

وقال المصدر إن 10 من الميليشيات سقطوا أسرى في يد آل عريف الذين قتل اثنان منهم وأصيب آخرون ووقع اثنان منهم أسيرين في يد الميليشيات، حيث تمكن رجال القبائل، أمس، من استعادة السيطرة على الحصن، بالتزامن مع غارات جوية لطائرات التحالف دمرت أربعة أطقم للميليشيات كانت تتمركز بالقرب من الحصن.

وكشف عن فشل وساطة قبلية قام بها من يسمون أنفسهم بـ«السادة« في منطقة الروضة لإيقاف المواجهات، بالتزامن مع قيام رجال القبائل في وادي عين بدفع تعزيزات لدعم آل عريف، ومع إنزال مظلي من قبل طائرات التحالف لأسلحة وذخائر لرجال المقاومة والقبائل في وادي النحر.

وفي مدينة تعز تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية الموالية لهادي وبين ميليشيات صالح والحوثي في مناطق الجحملية وكلابة وثعبات، حيث تصدت المقاومة لمحاولة للمتمردين للتقدم باتجاه منطقة الروضة، فيما شكلت القبائل في منطقتي دمنة خدير والراهدة ما بات يعرف بـ«الوجاهة القبلية« مكونة من 50 من وجهاء ورجال القبائل للقيام بدور وساطة بين الحوثيين والمقاومة لإيقاف القتال الدائر بينهما في منطقة سامع.

وشن طيران التحالف غارات على مواقع وتجمعات للميليشيات في جبل أومان شمال مدينة تعز التي قتل فيها ثمانية مدنيين وأصيب سبعة آخرون أول من أمس، بقصف الميليشيات أحياء الروضة والبعرارة وثعبات وقرى في جبل صبر.

وأكدت مصادر في المقاومة مقتل أربعة وإصابة تسعة آخرين من ميليشيات الحوثي وصالح في معارك مع المقاومة في المدينة، كما شن طيران التحالف، أمس، غارات على مواقع وتجمعات وأسلحة للمتمردين في محيط مدينة دمت التابعة إدارياً لمحافظة الضالع جنوب اليمن بعد تمكن الانقلابيين من السيطرة على مواقع شمال المدينة في محاولة منها للتسلل إلى داخلها.

وقال مسؤول لـ«السياسة« إن معارك طاحنة دارت بين الميليشيات والمقاومة الجنوبية عند المدخل الشمالي لمدينة دمت سقط فيها 15 من الميليشيات بين قتيل وجريح وثمانية قتلى وجرحى من المقاومة، فيما نفذت المقاومة في منطقة جبن التابعة للضالع، أمس، هجوماً على ميليشيات الحوثي المتمركزة بمنطقة روضان أسفر عن مقتل 10 منهم، حيث أجبرت الميليشيات على الانسحاب من هذه المنطقة باتجاه مدينة رداع بمحافظة البيضاء. في غضون ذلك، كثفت المقاومة الشعبية بإقليم أزال من عملياتها الهجومية ضد الميليشيات في صنعاء.

غادرت طائرة مساعدات روسية مساء أمس، مطار صنعاء الدولي بعد يوم من تعرقل رحلتها الأولى.

وقال مصدر في المطار طالباً عدم الكشف عن هويته إن الطائرة حملت على متنها عدداً من الرعايا الروس والديبلوماسيين والفريق الأمني بسفارة موسكو في صنعاء.

من جهته، قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد عسيري إن الطائرة الروسية التي هبطت في مطار صنعاء الدولي أول من أمس، »أُعطيت إذناً لها بالهبوط« من قِبل قيادة قوات للتحالف ليدحض مزاعم الحوثيين بأنها كسرت الحظر الجوي المفروض على اليمن.

وأشار عسيري في مداخلة مع قناة »العربية« إلى أنه لم تحط في مطار صنعاء الدولي ثلاث طائرات روسية وعُمانية كما قيل، مؤكداً أنه لم يوجد سوى طائرة روسية بمطار صنعاء، وكنا قد سمحنا لها بالهبوط باليمن وأعطيناها وقتاً مجدولاً للمغادرة، لكنها تأخرت«.

وأرجع تأخر موعد إقلاع الطائرة« الروسية إلى محاولة إثارة بلبلة دولية، مضيفاً »إن سلطات التحالف أعطت الطائرة صباح (أمس) الجمعة موعداً آخر لمغادرة المطار«، بعد تأخرها مساء أول من أمس، عن موعدها المجدول.

أفاد بيان للداخلية الكويتية أمس بأن أجهزة الأمن «ألقت القبض على أربعة أشخاص من الجنسية المصرية، بينهم امرأة بتهمة إساءة استغلال حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في بث وترديد عبارات سب وقذف مسيئة إلى دولة الكويت ومؤسساتها والمواطنين». وأوضح: «نشروا رسائل مغرضة عبر المواقع المختلفة لتحريض الجالية المصرية المقيمة في البلاد على الاعتصام والتظاهر أمام مقر السفارة المصرية وإثارة مشاعر الكراهية وتأجيج النفوس على خلفية واقعة المشاجرة بين مقيمين ومواطنين كويتيين داخل وخارج نطاق أحد المجمعات التجارية في محافظة حولي». وأضاف ان ما أقدم عليه الأربعة «ينطوي على مخالفة صريحة للقانون وخروج على النظام العام وإخلال بالأمن وتعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر وتعطيل المصالح العامة والخاصة».

وتابع البيان أن «المتهمين هم: وليد محمود أحمد السويسي مهني بوزارة الداخلية، وياسر عبدالعزيز محفظ قران بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومصطفى محمود محفوظ مراقب في إحدى شركات الأجرة الجوالة ومنى محمود علي شحاته، عاملة نظافة في إحدى رياض الأطفال، وتمت إحالة المتهمين على جهات التحقيق المختصة»، مشدداً على «عزم وزارة الداخلية وأجهزتها مواصلة جهودها لمنع أي أعمال من شأنها الإخلال بالأمن العام والنظام» وحذرت الوزارة « كل من يسيء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع سواء أمام القانون».

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر» شهدت مساجلات بين مصريين وكويتيين، على خلفية حادث المشاجرة الذي وقع السبت الماضي وأسفر عن قتل مصري دهساً.

 

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن وقوع تفجير إرهابي أثناء مرور دورية عسكرية دون وقوع إصابات.

وقالت الوزراة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إن انفجاراً إرهابياً وقع أثناء مرور دورية عسكرية على شارع الشيخ سلمان بالقرب من منطقة الصالحية، مؤكدة عدم وقوع إصابات.