المقاومة عززت مواقعها ورفضت تسليم معسكر في مريس للحرس الجمهوري وحشود من التحالف والجيش لحسم معركة تعز والرئاسة اليمنية تشكل فريقاً لحضور مفاوضات جنيف

أكدت مصادر عسكرية في محافظة تعز لـ »السياسة« أن قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي واصلت عملية الحشد وتعزيز المواقع في أكثر من منطقة استعدادا لخوض معركة تحرير تعز من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي، بالتزامن مع انتشار 400 ضابط وجندي سوداني من قوات التحالف ومعهم 50 طاقما وعربة عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة من منطقة العند التابعة لمحافظة لحج إلى منطقة كرش لسد أي ثغرات قد تفكر الميليشيات في النفاذ منها باتجاه قاعدة العند الجوية ومحاولة إعادة اقتحام محافظة لحج من جديد.

وأوضحت المصادر أن قوات التحالف دفعت بمزيد من المقاتلين المتمركزين في باب المندب باتجاه مناطق تقع خلف مديرية ذباب الساحلية وبتعزيزات عسكرية تضم عشرات الدبابات والعربات العسكرية، بالتزامن مع حشود عسكرية يتم الدفع بها باتجاه منطقة الضباب قرب مدينة تعز.

وأكدت أن نحو 13 ألف مقاتل من المقاومة الشعبية التي تضم رجال قبائل ومقاتلين من أحزاب سياسية وتيارات دينية عززوا مواقعهم في مناطق عدة بمدينة تعز لذات الغرض، إضافة إلى ثلاثة آلاف ضابط وجندي يتمركزون في مواقع عدة خارج المدينة.

وأضافت المصادر أن سياسيين وزعماء قبائل موالين للرئيس هادي ينتمون إلى محافظة تعز بعضهم يتواجد في الرياض تواصلوا خلال الأيام الماضية مع عدد من زعماء القبائل في محافظة تعز ومع ضباط وجنود في الجيش وخاصة من تعذر وصولهم إلى تعز لإقناعهم بالانضمام إلى المقاومة والمشاركة في الهجوم على ميليشيات صالح والحوثي من محاور عدة.

وتقابل هذه الاستعدادات، بحسب المصادر، استعدادات مماثلة من قبل الميليشيات التي استطاعت هي الأخرى خلال الفترة الماضية استقطاب عدد كبير من زعماء القبائل وعززت تواجدها في أكثر من مكان.

في غضون ذلك، كشف مصدر في المقاومة الجنوبية لـ«السياسة« أن المقاومة رفضت إخلاء معسكر الصدرين في منطقة مريس التابعة لمحافظة الضالع جنوب اليمن وتسليمه للميليشيات.

وقال المصدر إن زعماء قبليين من منطقتي مريس ودمت توسطوا لدى المقاومة لتسليم المعسكر لقوات الحرس الجمهوري في مقابل أن يكون قائد المعسكر من المقاومة، غير أن المقاومة وأبناء منطقة مريس رفضوا.

وفي محافظة شبوة، قال زعيم قبلي مفضلا عدم الكشف عن اسمه لـ«السياسة« إن وساطة قادها وجهاء قبليون بعضهم ينتمون إلى حزب »المؤتمر الشعبي« الذي يتزعمه صالح لإنهاء القتال بين رجال القبائل من آل العريف والميليشيات فشلت، موضحا أن الوسطاء أخذوا معهم طفلين حسب الأعراف القبلية إلى قبائل آل العريف وطلبوا منهم فتح الطريق للحوثيين عبر وادي النحر الذي تقطنه قبائل المصعبين ووقف إطلاق النار في مقابل تسليم أسيرين من رجال القبائل لدى الحوثيين وقيام الحوثيين بإعطاء سيارات وبنادق كتحكيم قبلي جراء قيامهم باقتحام حصن غبر، لكن القبائل رفضوا وطالبوا بتسليم الأسرى أولاً قبل أي تفاهم.

في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية لـ«السياسة« أن ثمانية مسلحين حوثيين قتلوا ودمر طاقمان بغارات لطيران التحالف أول من أمس استهدفت نقطة تفتيش في منطقة المتنة عند أحد مداخل وادي النحر من الجهة الجنوبية، كما شن غارات أخرى على الميليشيات المتمركزة في حصن الميزر ومنطقة الصعيديات والصفحة.

على ذات الصعيد، ذكرت مصادر محلية في مديرية حبيش بمحافظة إب أن عشرات القتلى من عناصر ميليشيات الحوثي سقطوا صباح أمس بغارات جوية لطائرات التحالف استهدفتهم في منطقة بني شبيب، موضحة أن الغارات أحرقت ثلاثة أطقم ودمرت مضاد طيران وسقط 14 قتيلا من الميليشيات وأصيب آخرون بجراح.

وشن طيران التحالف غارات أخرى على مواقع وتجمعات للميليشيات في مناطق صرواح وهيلان والمخدرة والجدعان في محافظة مأرب، واستهدف مدرسة في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين.

وطال القصف أيضاً معسكر اللواء العاشر التابع لقوات الحرس الجمهوري الموالي لصالح بمنطقة كيلو 16 ومركز الإنزال السمكي بمحافظة الحديدة، وسط أنباء عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى من المدنيين، وذلك بعد ساعات من قصفه محطة بث إذاعي في منطقة المراوعة وإرسال تلفزيوني في منطقة باجل بالحديدة.

إلى ذلك، أفادت تقارير أن انتحارياً فجر نفسه، أمس، داخل جامعة حكومية، في مدينة إب الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، من دون أن يؤدي التفجير إلى وقوع ضحايا غير الانتحاري.

صنعاء – وكالات: أقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيل فريق حكومي مكلف بالذهاب إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مع وفدي الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محاولة للتوصل إلى تسوية للأزمة.

وقال مصدر حكومي يمني في تصريحات صحافية أول من أمس، إن الفريق سيرأسه القيادي السابق في »الحزب الناصري« رئيس لجنة العدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني عبد الملك المخلافي.

وأشار إلى أن الوفد سيضم عدداً من مستشاري هادي منهم القيادي المنشق عن حزب »المؤتمر« أحمد عبيد بن دغر وممثل الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار ياسين مكاوي والأمين العام لحزب »العدالة والبناء« عبد العزيز جباري.

كما يضم الوفد رئيس حزب »الرشاد« السلفي محمد العامري والأمين العام المساعد لحزب »الإصلاح« محمد السعدي، إضافة إلى وزير العدل في الحكومة خالد باجنيد.

 

ضرب طيران التحالف أمس مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم ومستودعات أسلحة في محيط صنعاء وفي محافظات إب والحديدة وشبوة وصعدة وحجة في وقت استمرت المعارك بين مسلحي الجماعة وقوات «المقاومة الشعبية» المدعومة بوحدات عسكرية موالية للشرعية اليمنية في محافظات تعز وشبوة ومأرب، بالتزامن مع مواصلة الحوثيين حشد قواتهم باتجاه مدينة الضالع الجنوبية واقتراب طلائعهم من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج.

وطلب قائد المقاومة ورئيس تحالف قبائل شبوة الشيخ عوض بن عشيم العولقي من الرئيس عبدربه منصور هادي الإسراع في دمج من تبقى من المقاومة في الجيش الوطني، بناء على القرار الرئاسي الصادر في هذا الشأن. وقال في حديث إلى «الحياة» إن غالبية أفراد المقاومة لم يتم دمجهم حتى الآن. وأضاف العولقي: هناك صعوبات وعقبات عدة تواجهنا، لكننا صامدون، ومن أهم الصعوبات نقص الدعم المالي والسلاح. وقال: وعدنا بعض القبائل بالتزامات لم نفِ بها حتى اللحظة، ونحن محرجون أمامهم، فتأخر الدعم أعاق طريقنا نحو التقدم. وطالب قوات التحالف العربي والحكومة اليمنية بتوفير الدعم والإمكانات المطلوبة، مثل الدعم الذي تم في محافظتي مأرب وتعز وبقية المناطق، و»نحن متفائلون بالحكومة وقوات التحالف العربي».

وعلى رغم غياب الدعم، أكد الشيخ ابن عشيم أن جاهزية المقاومة عالية لأية معركة ضد ميليشيات الحوثي وصالح. ودعا رجال المقاومة والقبائل في بيحان وعدن والضالع وأبين وجميع المناطق إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن الخلافات ليكون النصر حليفهم، ضد الميليشيات التي وصفها بـ«الهمجية والباغية والمحتلة للأرض».

وفي محافظة الضالع أكد شهود أن الحوثيين واصلوا حشد قواتهم جنوب مدينة دمت التي تمكنوا من السيطرة عليها قبل ثلاثة أيام مع مديرية جبن المجاورة، وقال العميد عيدروس الزبيدي القيادي البارز في المقاومة أن سقوط مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع بيد الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح تم عبر صفقة بين حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان) والحوثيين، انسحب على إثرها «الإصلاح» وأفسح المجال لسيطرة الجماعة على المدينة.

في غضون ذلك أفادت مصادر الحكومة اليمنية أنها ستلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد المتوقع وصوله اليوم إلى الرياض من أجل بحث جدول أعمال المفاوضات المرتقبة مع الحوثيين وتحديد زمانها ومكانها.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقد اجتماعاً أول من أمس (الاثنين) مع هيئته الاستشارية وأمر بتشكيل وفد الحكومة المفاوض من سبع شخصيات برئاسة مستشاره القيادي في حزب التنظيم الناصري عبدالملك المخلافي إلى جانب تشكيل لجنة فنية لدعم الوفد المفاوض مكونة من أربع شخصيات.

ولم يكشف الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء بعد عن أسماء الوفد الذي سيمثلهم في المفاوضات التي تقول الحكومة الشرعية إنها تهدف إلى وضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بعد إذعان الجماعة والرئيس السابق علي صالح لتنفيذ القرار وإنهاء الانقلاب على الحكومة الشرعية.

من جهة أخرى أفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف استهدف تعزيزات عسكرية للحوثيين متجهة إلى شبوة في منطقة «عقبة القنذع» التي تربط بين شبوة ومحافظة البيضاء ما أدى إلى تدمير آليات وقتل وجرح عدد غير معروف من مسلحي الجماعة، في وقت تواصلت المواجهات في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة الجنوبية بين الحوثيين و»المقاومة الشعبية» وسط أنباء عن مقتل وجرح 15 حوثياً.

وتواصلت المواجهات في صرواح غرب مأرب وقصف الحوثيون مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مدينة مأرب بصواريخ «كاتيوشا» في حين أغار طيران التحالف على تعزيزات للجماعة في مديرية حريب المجاورة لصرواح.

وفي تعز أكدت مصادر المقاومة أنها صدّت هجمات للحوثيين في جبهات «ثعبات والجحملية والدعوة والصفا» شرق المدينة وأوقعت في صفوفهم أكثر من 25 قتيلاً وجريحاً مع استمرار القصف الحوثي على أحياء المدينة المحاصرة للشهر الثامن على التوالي.

وعلى صعيد انفلات الأمن في مدينة عدن وتنامي نشاط الجماعات المتشددة أفادت مصادر أمنية وطبية أن مجهولين أطلقوا النار على العميد في القوات الجوية اليمنية والقيادي في «الحراك الجنوبي» نصر محمد عوض اليافعي قرب منزله في حي المدينة الخضراء ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة.

أصيب ضابط شرطة سعودي وهنديان في إطلاق نار على دورية في شرق المملكة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني باسم الوزارة قوله »أثناء أداء إحدى دوريات المرور لمهامها المرورية في حي الخويلدية بمحافظة القطيف (شرق المملكة)، تعرضت من داخل منطقة زراعية مجاورة للحي لإطلاق نار كثيف« مساء أول من أمس.

وأضاف أن إطلاق النار أدى الى »إصابة مساعد قائد دورية المرور، واثنين من المارة من الجنسية الهندية، وسيارة أحد المواطنين من دون إصابة سائقها«، موضحاً أن الحال الصحية للمصابين »مستقرة حالياً«، فيما باشرت الجهات الأمنية إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها. من جهته، أكد مسؤول بالسفارة الهندية في الرياض اصابة الشخصين واستقرار حالتهم، مضيفاً إن السفارة »تتابع الموضوع«.

أجرى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثات، أمس، مع العاهل الأردني ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين تركزت على علاقات التعاون التاريخية الوثيقة بين البلدين والتطورات الراهنة في المنطقة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن »الملك حمد بحث مع العاهل الأردني الذي وصل إلى البحرين (ليل أول من أمس) تنسيق مواقف البلدين وتعزيز التضامن العربي في هذه المرحلة الهامة لمواجهة مختلف التحديات في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث«.

واستعرض العاهلان الجهود الإقليمية والدولية المبذولة بشأن التصدي للإرهاب والتطرف بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، إضافة إلى القضايا موضع اهتمام البلدين.

وأكد الجانبان حرصهما على تنمية العلاقات المشتركة وتطويرها وصولاً بها إلى أعلى المستويات من التعاون المثمر والبناء تحقيقا لآمال شعبيهما الشقيقين وتطلعاتهما لمزيد من التقدم والرقي.

وشدد الملك حمد على اعتزازه بمتانة العلاقات البحرينية – الأردنية التي تتميز بتاريخ طويل من الأخوة والتفاهم والتنسيق المشترك على المستويين الرسمي والشعبي، مشيداً بمواقف الأردن المشرفة بقيادة الملك عبد الله الثاني تجاه البحرين ودعمها للقضايا العادلة للأمة العربية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.

من جهة أخرى، قضت محكمة بحرينية بإسقاط الجنسية عن شخصين وسجنهما 10 سنوات لإدانتهما بالتدرب في العراق على تنفيذ تفجيرات في المملكة.

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام أحمد الحمادي قوله أول من أمس، إن المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أصدرت حكمها على متهمين في قضية تلقي تدريبات عسكرية على تصنيع واستعمال الأسلحة والمتفجرات بالعراق وعاقبتهما بالسجن لمدة 10 سنوات وإسقاط الجنسية عنهما ومصادرة المضبوطات.

من جهته، قال مصدر قضائي لوكالة »فرانس برس« إن المتهمين جاسم ماجد حبيب (21 عاماً)، وإبراهيم محمد الفرهود (32 عاماً) الذي فر إلى الخارج دينا بتهمة تلقي تدريبات عسكرية في معسكر الحشد الشعبي بالعراق على تصنيع واستخدام الأسلحة والمتفجرات.

وأوضح أن الرجلين تلقيا في فبراير الماضي »هذه التدريبات في إحدى معسكرات الحشد الشعبي (بالعراق) على استعمال وتصنيع المتفجرات والأسلحة النارية لشن أعمال إرهابية داخل مملكة البحرين متمثلة في عمليات التفجير«.

يشار إلى أن المتهم الثاني سهل للمتهم الأول التدرب بأن تولى أعمال سفره وزوده بالمصاريف وتذاكر السفر اللازمة وتواصله مع عناصر الحشد الشعبي في العراق لتنسيق وإتمام أعمال التدريب العسكري بمعسكراتهم.