الراعي يكرّر صلواته لانتخاب رئيس ويعود الخميس.. ودريان له «ملء الثقة» بمبادرات الحريري وحوار عين التينة «رئاسي» بامتياز ....من فيينا إلى باريس ...فرنجية مرشّحاً: معادلة «التنازلات» في «يالطا سورية» قيد الإنضاج!

السنيورة لـ«الجمهورية»: ما زلنا في أوّل الطــريق.. وإبراهيم: مستمرُّون رغم التعجيز..سجال ناعم بين جنبلاط وجعجع

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 كانون الأول 2015 - 7:16 ص    عدد الزيارات 2119    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

السنيورة لـ«الجمهورية»: ما زلنا في أوّل الطــريق.. وإبراهيم: مستمرُّون رغم التعجيز
الجمهورية..
أكّد مرجع سياسي كبير أنّ هذا الأسبوع سيكون حاسماً على مستوى تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في شأن التسوية الرئاسية المطروحة، كاشفاً عن اتصالات ناشطة على مختلف المستويات في هذا الصَدد وفي مقدّمها الاتصالات التي يجريها حزب الله مع رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. ويرى بعض المراقبين أنّ التسوية المطروحة لا تتحمّل كثيراً من التأجيل، إذ يُنتظر أن تتبلور حقيقة المواقف منها قريباً، ولا سيّما منها مواقف القوى المسيحية المعترضة عليها، فإذا ظلّت هذه المواقف سلبية فإنّ البلاد ستدخل عندها في مرحلة سياسية جديدة تنقلب معها التحالفات في ظلّ عهد الرئيس العتيد، أو تمضي إلى مزيد من الدوران في الفراغ في حال لم يُنتخَب الرئيس وتتعزّز فرضية القائلين بأنّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي لم يحِن أوانه بعد.
نفَت مصادر متابعة على خط التسوية أن تكون الأمور قد جمدت، مؤكّدةً لـ«الجمهورية» انّ حركة الاتصالات ما تزال قائمة وهي بلغت مستوى التواصل المباشر ما بين فرنجية و«التيار الوطني الحر». وفي هذا السياق عقد لقاء أمس بين وزير الخارجية جبران باسيل وفرنجية. وكشفَت هذه المصادر انّه يمكن الرئيس سعد الحريري أن يبادر

الى ترشيح فرنجية علناً ورسمياً في لقاء تلفزيوني على الأرجح، وعندئذ سندخل مرحلة جديدة من العمل الجدي في إطار التسوية الشاملة، لأنّ عامل الوقت لا يَسمح بالمماطلة واستنزاف النقاش.

وفي هذا السياق استغربت مرجعيات معنية مباشرةً بالاستحقاق الرئاسي اعتراضَ «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وحزب الكتائب على اسم رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، مع العِلم أنّ هذه الأطراف السياسية الأربعة كانت قد اجتمعت في بكركي برعاية البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي في بداية مهلة الاستحقاق الرئاسي واتّفقت على انّ رئيس الجمهورية الجديد يجب ان يكون أحد رؤساء هذه الأحزاب الاربعة المرشّحين للرئاسة، لأنّ كلّاً منهم يتمتّع بحيثية تمثيلية مسيحية، فعلامَ الاعتراض الآن على فرنجية؟.

وكانت عطلة نهاية الاسبوع شهدت اتصالاً بين الحريري وفرنجية هو الأوّل بينهما بعد لقائهما الأخير في باريس، استعرَضا خلاله آخر التطورات المتعلقة بالتسوية المطروحة ومواقف الأفرقاء السسياسيين منها. وتتجه الأنظار مساء اليوم الى الجلسة الحادية والعشرين للحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.

وقبل ساعات من موعد هذه الجلسة لم تَحسم مصادر «المستقبل» لـ«الجمهورية» ما إذا كان المتحاورون سيتناولون بالبحث خطوة الحريري في ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، ذلك أنّ هذا الملف ما زال في مرحلة استكشاف النيّات ولا تعتقد انّه سيكون على جدول الاعمال اليوم. وكشفَت المصادر عن اتصالات تجري يومياً بين الرياض وبيروت، كما كشفَت عن وجود مسؤولين من «التيار الأزرق» في الرياض حيث اجتمعوا مع الحريري وسيعودون الى بيروت للبتّ ببعض العناوين المطروحة في حوار عين التينة الثنائي اليوم.

«
الكتائب» وفرنجية

مع اتّساع رقعة المعارضة المارونية والمسيحيّة لتسوية انتخاب فرنجية، وانضمام حزب الكتائب اللبنانية الى صفوف المتريثين. ما تزال الأوساط السياسية تترقّب ما سيكون عليه الموقف المسيحي من ترشيح فرنجية.

وفي غمرة الاتصالات الجارية بين الصيفي ومعراب والرابية في شأن بلوَرة موقف موحّد من التسوية الرئاسية المطروحة، لبّى وزير العمل سجعان قزي دعوة النائب سليمان فرنجية الى غداء عمل السبتَ الماضي خُصّص للبحث في آخر التطورات، إذ رغبَ فرنجية التشاور في قضايا متصلة بالاستحقاق الرئاسي.

وقالت مصادر رافقَت الاجتماع لـ«الجمهورية» إنّ قزي أكد لفرنجية «أن ليس هناك أيّ مواقف شخصية منكَ، فأنت تعرف طبيعة العلاقة في ما بيننا، وجلّ ما تطالب به الكتائب الوقوف على أجواء المرحلة المقبلة والتي لم تكن حتى اليوم موضعَ نقاش مستفيض معك في زحمة التطورات المتسارعة».

وأضاف قزي قائلاً لفرنجية: «يجب ان نفهم هل هناك أيّ التزامات مسبَقة كما تردّد عن الاحتفاظ بقانون الستين الإنتخابي بدل السعي الى قانون يصحّح التمثيل ليكون عادلاً يوفّر تكافؤاً في الفرَص امام مختلف مكوّنات البلد. فقانون الانتخاب اساسيّ لبناء الدولة اللبنانية المستقلة والقوية وهو يَقود طريقة انبثاق السلطة فيها»

ولاحقاً نَقل قزي الأجواء التي سادت اللقاء الى رئيس الحزب سامي الجميّل، وقال لـ «الجمهورية»: «إنّ هذه الضمانات التي نطلبها ليست ضمانات للكتائب اللبنانية بمقدار ما هي ضمانات لبناء لبنان الذي نرغَب بقيامه، وعلى أساسها سنقول كلمتنا.

نحن لا نطالب بمواصفات للرئيس بمقدار ما نطالب بمعايير سِليمة لبناء الدولة. وكلّ ما نتمنّاه ان يكون فرنجية المتقدّم بين المرشحين الى الرئاسة قادراً على توضيح هذه القضايا والمواقف فيقدّم للبنانيين بيانَ نيّات، فهو ابن بيت عريق، ونَعتقد أنّه قادر على ذلك».

جونز في بكفيا

وإلى ذلك، يلتقي رئيس حزب الكتائب اليوم في بكفيا السفيرَ الأميركي الموَقّت في بيروت ريتشارد جونز ويَعرض معه لمختلف التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» إنّ جونز أبدى اهتماماً خاصاً بخطوة الحريري الرئاسية وهو يواصل اتصالاته لمواكبتها من دون أن يستشفّ الذين التقوه حتى الآن أنّه عبّر عن موقف محدّد من الخطوة سلباً أو إيجاباً.

السنيورة

وعلى جبهة تيار «المستقبل» المنشغل هذه الايام بتسويق التسوية الرئاسية في اوساطه بعد بروز بعض المواقف المعترضة عليها، أكّد رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة لـ«الجمهورية» أنه «يجب أن ينظر الانسان إلى الأمور دائماً من جهة الانفتاح على التواصل، وهذا هو الأمر الأهم الذي يجب التشديد عليه، لأنها الطريقة الوحيدة لكي ننفتح بعضُنا على بعض ولكي نسمع بعضنا لبعض ونتفهّم هواجس ومطالب بعضنا لبعض»، معتبراً أنّ «أساس التواصل وسببه أنّ الفراغ الرئاسي طالَ جداً وشعَرنا ولمسنا في غياب رئيس الجمهورية كم أنّ هذا الموضوع أصبح مكلِفاً للبنان في شتّى المجالات

وأشار السنيورة إلى «أنّنا أدركنا أيضاً من خلال هذا الغياب كم هو مهمّ الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في النظام السياسي اللبناني، لذلك فالمسعى هو كيف يمكن أن نستولد فرَصاً وأن نخترع وسائل للخروج من هذا المأزق»، متابعاً: «فنحن في مأزق، والأيام الآتية ممكن أن تظهِر بعض الاختراقات، وهذا الأمر هو نتيجة مساعي كلّ فريق، وتيارُ المستقبل بدوره يملك دورَ السعي إلى الخروج من هذا المأزق

وعن تبنّي تيار «المستقبل» ترشيحَ فرنجية الذي كان وزيراً للداخلية يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي يشَكّل استفزازاً لجزء كبير من حلفائهم المسيحيين، وهو الحليف الأوفى للنظام السوري بعد مرور عشر سنوات على ثورة 14 آذار والخروج السوري من لبنان، قال السنيورة: «نحن نتحدّث عن تسوية، ومن الطبيعي أن يكون للتسوية الوطنية عندما تتمّ معالمُها والقواعد التي يمكن أن تُبنى عليها».

وأضاف: «عندما تتوافر هذه القواعد من الطبيعي أن يصل الانسان إلى نقطة يحاول فيها الموازنة بين أمورٍ عدّة، لكنّه يعطي الأولوية دائماً للخروج من هذا المأزق الذي وصَلنا إليه شرط أن يكون في ذلك مكسبٌ للوطن وليس للأفراد أو للأحزاب».

وقال السنيورة: «يجب أن يَفهم الجميع كيف يمكن أن يتنازل من أجل لبنان». ورأى أنّ موضوع تبنّي ترشيح فرنجية «يتطلب متابعة، وما زلنا في أوّل الطريق». وعن نهاية الطريق، حسب رؤيته ومعلوماته، قال السنيورة: «لا أريد أن أتنبّأ ولستُ من قارئي الفنجان».

جنبلاط وجعجع

وفي هذه الأجواء التي يسودها كثير من التريّث بَعدما فرملت المواقف الأخيرة بعضَ الخطوات التي كان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ينوي القيامَ بها، وتحديداً لجهة الاجتماع بنوّاب «اللقاء» للإعلان عن سحب مرشّحه النائب هنري حلو وتأييد ترشيح فرنجية.

غرّد جنبلاط عبر «تويتر» أمس قائلاً إنّ «هذه المرحلة تذكّر بما جرى منذ 27 عاماً عندما كانت وساطة المبعوث الاميركي ريتشارد مورفي»، ومضيفاً: «غريب أنّ البعض لا يتعلّم... لماذا لا نتعلّم من دروس الماضي؟». وردّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على جنبلاط من دون أن يسمّيه، في تغريدة له على «تويتر» قائلاً: «بعض الأشخاص يهتمّون كثيراً بالتاريخ، ليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر».

وما كان من جنبلاط إلّا أن عاد وردّ على جعجع، قائلاً: «يبدو أنّ كلامي عن الماضي قد خدشَ أحاسيس البعض. لذا عملاً بالحكمة القديمة أقول «ابعد عن الشر وغنّيلو».

يوم قلق

وفي ظلّ التطورات على جبهة الاستحقاق الرئاسي، قال رئيس الحكومة تمام سلام امام زوّاره أمس إنه مرتاح الى حركة الحوارات الجارية في البلد وإنّه، إلى ترحيبه بالخرق الحاصل على مستوى الاستحقاق الرئاسي، يشجّع على المضيّ في المشاورات الجارية لإتمام هذا الاستحقاق في اسرع وقت ممكن.

وإلى ذلك عاش اهالي العسكريين المخطوفين يوم قلق ولعبٍ على الاعصاب بامتياز، فيما حُبست انفاس الوطن وهو يتابع المرحلة الاخيرة من تنفيذ اتفاق تبادُل صباح الأحد الذي لم يكن كمسائه. فهو بدأ بالزغاريد وبأمل لامسَ حدود اللقاء بعدما شوهِدت قوافل المساعدات الغذائية للنازحين تجتاز حواجز عرسال، ومواكب سيارات الدفع الرباعي السوداء الداكنة التابعة للامن العام وانتشار الجيش اللبناني على طول الطرق التي كان ينتظر ان تسلكها المواكب بالإضافة الى الإجراءات الامنية المعززة في وسط بيروت.

كلّ ذلك كان إشارات أوحت للجميع انّ تنفيذ اتفاق التبادل بات قابَ قوسين او ادنى، لكنّ المشهد تبدّل بعد الخامسة عصراً فعادت القوافل أدراجَها وسَحب المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المواكب الامنية وغادر أوتيل شتورا حيث كان يقيم غرفة عمليات مشتركة بينه وبين الوسيط القطري في إطار عملية التفاوض.

أمّا السبب، بحسب معلومات «الجمهورية» فهو أنّ جبهة «النصرة « فرضَت شروطاً جديدة غير قابلة للتحقيق أضافتها الى مطالب بدأت منذ الصباح تمريرَها عندما اكتملت التحضيرات اللوجستية والأمنية من اجل تنفيذ الاتفاق، في محاولةٍ منها للابتزاز ولرفعِ سقف المطالب تحت عامل الضغط النفسي والزمني، فكانت عملية شدّ حبال بين ابراهيم و«النصرة» عبر الوسيط القطري استمرّت ساعات الى ان أبلغها ابراهيم عند الثانية بعد الظهر أنّه لم يعُد في استطاعته التنازل أكثر وتنفيذ شروط ومطالب إضافية لا يلحَظها الاتفاق، وانتظر جواباً مِن أمير «النصرة» أبو مالك التلّي أتاه في الرابعة والنصف من أنّه يصِرّ على المطالب، في إشارة إلى محاولة منه لإحباط الوساطة القطرية وعرقلة التنفيذ.

فعُلّق التنفيذ حتى إشعار آخر، لكنّ غرفة العمليات المشتركة اللبنانية ـ القطرية ظلّت تعمل بلا مواقيت في انتظار ان يتمكّن الوسيط القطري من الضغط على الخاطفين للتراجع عن مطالبهم الأخيرة.

وفي ضوء التطورات الجارية في شأن قضية العسكريين المخطوفين ألغى رئيس الحكومة زيارته التي كانت مقررة اليوم إلى باريس للمشاركة في قمّة المناخ العالمية، وقد تابَع أمس سيرَ المفاوضات وبقيَ على اتصال بالمدير العام للأمن العام والقيادات الأمنية مستطلعاً الإجراءات الجارية.

وتمنّى سلام نهايةً سعيدة لقضية العسكريين ونَقل زوّاره لـ»الجمهورية» عنه تفاؤله في استمرار المفاوضات لكي تصلَ الى النهايات المرجوّة، فيعود العسكريون الـ 16 إلى عائلاتهم موفوري الكرامة والصحّة.

ابراهيم لـ«الجمهورية»

وقال اللواء ابراهيم لـ«الجمهورية»: «خُضنا مفاوضات شاقّة مع الجهة الخاطفة لم تخرج عن مسار التفاوض القائم منذ عام تقريباً، وأبدَينا مرونةً في كثير من المطالب المستجدّة من «جبهة النصرة»، وأتمَمنا كلّ مستلزمات تنفيذ الاتفاقية، حتّى وصلت الأمور الى حدّ لم يعُد بإمكاننا التجاوب مع مطالب تعجيزية أدخَلها الخاطفون في رُبع الساعة الأخير»، مؤكّداً: «لن أتوقّف عن العمل والسعي، وسأستمرّ في المحاولة على رغم سياسة الابتزاز، فهؤلاء أبناؤنا وأبناء الوطن ولن أتخلّى عنهم».

وكانت المديرية العامة للأمن العام أصدرَت بياناً أمس قالت فيه «إنّ كلّ ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح (أمس) حتى الآن، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة»، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كلّياً مع الحقيقة، خصوصاً لجهة الحديث عن شروط التبادل». ودعَت وسائل الإعلام إلى «التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة».
الراعي يكرّر صلواته لانتخاب رئيس ويعود الخميس.. ودريان له «ملء الثقة» بمبادرات الحريري وحوار عين التينة «رئاسي» بامتياز
المستقبل..
وسط تكتّم غير مسبوق حول ملف الأسرى العسكريين من أجل «إنجاح الصفقة»، واصلت الكتل النيابية «الاستعانة بالكتمان» إزاء الاستحقاق الرئاسي، خَرَقه تراشق «إلكتروني» عابر بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. فيما تتّجه الأنظار الى حوار عين التينة مساء اليوم بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في جولته الحادية والعشرين والتي توقّع عضو في الحوار لـ«المستقبل» أن تكون «رئاسية بامتياز» لمناقشة المستجدات الرئاسية ومصير هذا الاستحقاق.

وشهد ملف الأسرى العسكريين أمس حالاً من الانتظار الثقيل لدى أهاليهم وسط استمرار عملية التفاوض التي ألغى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سفره الى باريس لمتابعتها. وقال أمام زوّاره إنها «إذا تعثّرت بعض الشيء فلا بدّ أن تتحلحل، ومن انتظر سنة وأربعة شهور يمكن أن ينتظر قليلاً من الوقت».

أما المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتولّى الإشراف على عملية التفاوض فأكد من جهته أن صفقة التبادل مع «جبهة النصرة» «لم تفشل والتفاوض مستمر». وشدّد على أن «لا شيء فشل ولا يمكن أن نقول شيئاً، ما يمكن أن نقوله إن التفاوض مستمر».

جنبلاط وجعجع

في الملف الرئاسي بقي حبس الأنفاس سيد الموقف باستثناء التراشق عبر «تويتر» بين جنبلاط وجعجع، حيث غرّد الأول معتبراً أن هذه المرحلة تذكّره «بما جرى منذ 27 عاماً مع وساطة المبعوث الأميركي ريتشارد مورفي»، مضيفاً «غريب أن البعض لا يتعلّم، لماذا لا نتعلّم من دروس الماضي؟». فردّ جعجع على جنبلاط من دون أن يسمّيه: «بعض الأشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ لَيتهم يلتفتون قليلاً الى الحاضر». فما كان من جنبلاط إلا أن عاد وردّ قائلاً: يبدو أن كلامي عن الماضي قد خدش أحاسيس البعض. لذا عملاً بالحكمة القديمة أقول «بعود عن الشّر وغنّيلو».

والمعلوم أن جعجع وقائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون (العام 1988) رفضا انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وكذلك النائب السابق مخايل الضاهر بعد زيارة مورفي لدمشق وبيروت.

وتزامنت تغريدات جنبلاط وجعجع أمس مع موقف أدلى به عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم قال فيه إن جعجع «لا يمكن أن يدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لأنهما لا يلتقيان في الكثير من الملفات وفي النظرة الاستراتيجية الوطنية».

دريان

في الغضون أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس أن المسلمين في لبنان «مع المبادرات الخيّرة الساعية الى انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة الى كل المؤسسات».

وقال «لنا ملء الثقة بالرئيس سعد الحريري في كل مبادراته الوطنية بامتياز، والتي نأمل أن نرى ثمارها الخيّرة في القريب العاجل بانتخاب رئيس للجمهورية».

الراعي

ومن فرانكفورت واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صلواته من أجل انتخاب رئيس، فدعا في عظته أمس الى الصلاة «لكي يمسّ الله ضمائر الكتل السياسية والنيابية ليكونوا على مستوى الواجب الدستوري المشرف، فينتخبوا رئيساً للجمهورية جديراً وعلى مستوى التحديات بعد فراغ مخجل منذ سنة وسبعة شهور تسبّب بإفقاد المجلس النيابي صلاحياته وبتعطيل عمل الحكومة غير القادرة على الحلول محل الرئيس بأربعة وعشرين رأساً».
اللواء....تقرير إخباري
من فيينا إلى باريس ...فرنجية مرشّحاً: معادلة «التنازلات» في «يالطا سورية» قيد الإنضاج!
ليس من السهل - البتّة - إقامة تماثل بين «البارومتر السياسي» والبارومتر «الطقسي» أو المناخي، ففي الحالة الثانية عندما تتحدث مصالح الأرصاد الجوية عن احتمالات إنقلاب الطقس من الصحو إلى الممطر، أو من الدافئ إلى البارد، يأخذ النّاس في المناطق النائية، وحتى في العاصمة، أو العواصم العائدة للمحافظات، وتتصرّف الحكومة - أيّاً كانت الحكومة - على أن الطرقات ومنافذ المياه تحت الأرض، نظيفة، ولا تملأ الشوارع بمياه المطر، وأن النفايات الصلبة والمنزلية، والعوادم لا يجوز أن تتعرّض للمياه الغزيرة، لئلا تولّد الجراثيم والميكروبات، فضلاً عن تلويث منابع الماء التي يشرب منها البشر والحيوان والزرع.
وغالباً ما تصحّ التوقعات، وتفشل الترقبات السياسية، وتفشل المعالجات، حتى ولو رُصدت لها الأموال الطائلة!
وفي الحالة الأولى، في بعض الأحيان، لا يعبّر البارومتر السياسي، عن دقة ما يُشير إليه، ولا حتى عن إحتمالاته، إنما تفيد المعلومات التي تُسرّب أو الإجتماعات التي تُعقد، إمّا عن محاولة خرق، أو مناورة، أو تقطيع وقت، أو إيصال رسالة، أو البحث عن خيارات، أو كسر ستاتيكو ما، يشكّل استمراره عوائق أو يهدّد بمضاعفات بالغة التعقيد..
إلّا أن ما حفلت به الأسابيع القليلة الماضية بدءًا من الإجتماع الذي عُقد في باريس بين الرئيس سعد الحريري، بصفته رئيس تيّار المستقبل، ورئيس تكتّل لبنان أولاً، وهو التكتّل الأكبر في المجلس النيابي، والنائب سليمان فرنجية، رئيس تيّار المردة، باعتباره شخصية مارونية، من بين الشخصيات المارونية، المحسوبة على قوى 8 آذار، وبصفته زعيماً شمالياً مسيحياً، وجدّه الرئيس سليمان فرنجية كان رئيساً للجمهورية، ويمكن أن تقبل به 8 آذار، وكتل نيابية أخرى، لم يكن من قبيل المناورة، أو تقطيع الوقت، بل جاء في سياق البحث عن حلّ لأزمة الشغور الرئاسي التي مضى عليها أكثر من 18 شهراً، وهي مرشّحة لوقت أطول فيما لو لم يُقدم على التحرُّك وأخذ زمام المبادرة..
المعلومات القليلة المتوافرة، ولكن ذات الثقة والمصداقية، أشارت إلى أن:
1- مبادرة الرئيس الحريري، صادقة، وجدّية، وعملية، وتهدف إلى إيجاد حلّ لمشكلة الشغور في الرئاسة الأولى، تمهيداً لإيجاد حلّ للتعطيل الحكومي، وصولاً إلى إعادة بناء السلطة التشريعية وسائر السلطات الأخرى إلى العمل والإنتاج..
2- هذه المبادرة، لم تأتِ من فراغ، بل هي على صلة مباشرة باجتماع فيينا الذي شاركت فيه الدول الخمس الكبرى والسعودية وقطر والعراق ولبنان وإيران، بحثاً عن حلّ للحرب السورية، وهذا يعني الإستمرار بفصل الأزمة السورية عن الإستقرار اللبناني، لجهة تعزيز هذا الإستقرار، والمُضيّ قُدماً، بعد ذلك، في إنضاج التسوية التي تقضي، بمرحلة إنتقالية، بوجود بشار الأسد (الرئيس السوري) أو بعدم وجوده في السلطة أو على رأسها..
ترشح المعلومات المستقاة، من مصادر عدّة، دبلوماسية وسياسية، أنه من غير الممكن مقاربة راديكالية للاستقرار اللبناني، من دون إعطاء تطمينات كافية لحلفاء النظام «المتصدِّع» في سوريا. لذا، فالرئاسة اللبنانية لا يمكن أن تُطبخ كما جرى في الدوحة، بل عبر سلّة «تنازلات وتسويات» متبادلة، تأخذ في نظر الإعتبار، أن التطمينات الممكنة لحزب الله، لا تقتصر على إشراكه بالحكومة، بل على رئيس يركن إليه، ويعتقد أنه لن يسير في أي مشروع مستقبلي، لا ترضى عنه «المقاومة» التي يعبّر عنها حزب الله.
إن لبنان، من ضمن يالطا عربية - إيرانية، وأميركية - روسية، هو الذي استدعى التقدُّم بمبادرة فرنجية رئيساً، وليس ميشال عون أو سمير جعجع، لاعتبارات معروفة، فضلاً عن أن الرئيس الأعلى للكتائب سبق وانُتخب رئيساً للجمهورية في العام 1982.
ولا حاجة، من زاوية إعطاء الأسباب والإعتبارات «للإقتراع» لفرنجية، أن الرجل، هو واحد من أربعة اختارتهم الكنيسة، عندما رعت إجتماعاً للقادة المسيحيين برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو يُعتبر من الأقوياء في بيئته، فهو الممثّل الوحيد لزغرتا وقضائها في المجلس النيابي، وحتى على أساس قانون الستين.
3- واقتراح السير بفرنجية مرشحاً ليس «توفيقياً» كما يعبّر عون عن ترشيح نفسه، ولا توافقياً، كما يحلو لجعجع، أن يردّد، بل هو من ضمن معادلة تقاسم السلطة في لبنان، في مرحلة التغيّرات الكبرى في الشرق الأوسط، بدءاً من رحى الحجر السوري، الذي يطحن البشر والحجر على أرض الشام العربية..
4- ولأن الترشيح يندرج، ضمن هذه الرؤية الأدق، في السياقين السياسي والاستراتيجي، يُصبح من المفهوم تماماً، الإتفاق مع القائلين أن ثمّة «توقفاً» حصل، ليس بسبب الإرتدادات المرتقبة على جبهتي الرابية ومعراب، وإنما بسبب الإشتباك الجوي بين أنقرة وموسكو، واحتمالاته غير المريحة، فضلاً عن تصاعد التوتر الإيراني - السعودي، على خلفيات معروفة..
هذا «التوقُّف» أو التباطؤ. استدعى تحريكاً من نوع آخر، وترقّب من نوع أشدّ صعوبة، من أن يكون ترشّح رئيس تيّار المردة، مجرّد بالون إختبار. إلّا أن اتصال الرئيس الحريري بالنائب فرنجية، أعاد إلى الأذهان مجدّداً، جدّية الترشيح.. والباقي رهن مسار فيينا من جديد!
حزب الله: لتسوية سياسية دستورية شاملة.. نحرص على الشراكة وقرارنا نصنعه بأنفسنا
اللواء..
شدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على اننا « نحرص على التفاهم الحقيقي والشراكة الحقيقية مع كل مكونات بلدنا وقرارنا الوطني نصنعه بأيدينا».
وقال رعد خلال الاحتفال التأبيني الذي اقامه «حزب الله» في مجمع بلدة كفرملكي في ذكرى أسبوع الشهيد أحمد يوسف المير «ان الارهابيين التكفيريين ليسوا الا الوجه الاخر للارهابيين الصهاينة، وكلاهما يعملان في مؤسسة الاستكبار العالمي، الذي يحرك حكاما في منطقتنا ومرتزقة ومافيات وعصابات ومجموعات مسلحة، ويفتح لهم حدودا ومعابر ويسهل لهم الانتقال عبر مطارات في ظل وحماية سلطات، ويوفر لهم المال والعتاد ويزودهم بكل التكنولوجيا التي يمكن ان تساعدهم في تحقيق اهدافهم، حتى يأتي المستكبرون فيحصدون ما زرعه هؤلاء من يأس وقتل وتدمير واحباط للعزائم، فيفرضون سيطرتهم ويضعون الانظمة الجديدة في بلادنا ويقررون ويتحكمون بطريقة الانتخاب والاختيار، ومع هذا كله يدعون انهم حماة الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم».
بدوره قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفد السلام والتضامن مع سوريا ولبنان، «إسرائيل محور الأزمات في المنطقة، وتدعمها أميركا والغرب في احتلالها وعدوانها، ومن أجلها كان الدعم للارهاب التكفيري لتخريب سوريا والمنطقة كي ترتاح إسرائيل».
أضاف: «يكذب الغرب عندما يقول أنه ضد الإرهاب التكفيري، فلولاه لما قامت دولة الموصل والرقة، والتكفيريون يمكن أن يكونوا قطاع طرق ومخربين، ولكن لم يقيموا دولة لهم إلا بالدعم الأميركي والغربي وبالمال السعودي والقطري والتسهيلات التركية».
وشدد على ان «لبنان لن يكون أداة بيد الدول الأخرى، والمقاومة مستمرة حتى النصر».
من جهته اكد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوى، خلال رعايته حفل تخريج دورات نظمتها جمعية مؤسسة جهاد البناء الانمائية في مراكز التدريب المهني والحرفي المعجل، بالشراكة وبتمويل من اتحاد بلديات شرقي بعلبك في بلدة النبي شيت، ان «معيارنا في انتخاب رئيس للجمهورية هو تاريخه وقربه الى الحق والعدل، وحرصه على وحدة الوطن السيد المستقل المزدهر، بالاعتماد على قوة جيشه ومقاومته، وعدم ترك نفطه في البحار، ينهبه الصهاينة كما ينهبون ارضه وماءه».
واوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة شحور الجنوبية، أن «قناعتنا في لبنان، أن السبيل للخروج من أزماتنا يكون عبر الحوار الوطني، لذلك فإننا كنا ولا نزال ندعم الحوارات أكانت جامعة عامة أو ثنائية، ونحث الجميع على التوصل إلى تسوية سياسية دستورية شاملة».
وقال: « لا بد من تسوية سياسية تحرم الإرهاب التكفيري من بيئته الحاضنة، ونحن في مواجهة هذه المقولة نقول، إنها مرة أخرى تبرير للنقوص عن مواجهة الإرهابيين، لأن القول إن القضاء على الإرهاب التكفيري لا يكون إلا بعد تسوية سياسية هو استمرار في نهج دعم الإرهاب وإتاحة المجال له لينتشر ويتمادى».
واشار ان الحوار من شأنه أن يقصر الطريق من أجل التوصل إلى حل، وإننا كنا ولا نزال ندعم الحوارات أكانت جامعة عامة أو ثنائية، ونحث الجميع على التوصل إلى تسوية سياسية دستورية شاملة، تشعر الأطراف جميعا من خلالها أنها شريكة كاملة في تقرير المصير الوطني وفي صناعة القرار الوطني».
ولفت عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ علي جابر، خلال احتفال تأبيني للشهيد علي ضاهر في حسينية بلدة قعقعية الجسر، أنه لا طريق للوصول الى حل وطني إلا بالحوار». ودعا الجميع إلى «تحمل مسؤولية اغتنام الفرصة، لأنها اليوم متاحة، وإلى المبادرة إلى الحوار وإلى إيجاد الحلول للواقع السياسي والاجتماعي المعقد، حتى لا تذهب الامور إلى الأسوأ».
 
سجال ناعم بين جنبلاط وجعجع
اللواء..
في أعقاب الحديث عن تسوية رئاسية وما يدور حولها، حصل أمس سجال ناعم النبرة بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «حزب القوات» الدكتور سمير جعجع، على خلفية ما قاله الأول حول ما يدور في الأروقة السياسية حول ملف رئاسة الجمهورية، حيث قال جنبلاط أمس الأول : «تذكرني هذه المرحلة بما جرى منذ ٢٧ عاما عندما كانت وساطة روبرت مورفي. غريب ان البعض لا يتعلم». وأضاف في تغريدة ثانية: «لماذا لا نتعلم من دروس الماضي .غريب ومؤسف».
(وفهم ان جنبلاط وهو كان يتحدث باللغة الأنكليزية أنه قصد ما حصل عند ترشيح النائب السابق مخايل الضاهر آنذاك ورفض من قبل القوى السياسية وما رافقها من عبارة «مخايل الضاهر أو الفوضى».ولاحقاً رد الدكتور سمير جعجع في تغريدة له عبر «تويتر » على جنبلاط دون أن يسميه بالقول: أن «بعض الأشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ، ليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر».
ورداً على الرد، رد جنبلاط أمس على جعجع من دون أن يسميه، وقال: «يبدو أن كلامي عن الماضي قد خدش أحاسيس البعض. لذا عملاً بالحكمة القديمة أقول: «بعود عن الشر وغنيلو».
وكان جنبلاط ترأس إجتماعاً لكتلة اللقاء الديموقراطي في كليمنصو عشية السبت من دون أن يصدر بيان عن الإجتماع، وفهم أن جنبلاط آثر التريث بإنتظار تبلور صورة المواقف على الساحة السياسية ولا سيما المسيحية، حيال التسوية المطروحة.
 
حوار «المستقبل» - «حزب الله» اليوم على وقع «المخاض الرئاسي»
الحريري اتّصل بفرنجية وجنبلاط استحضر إفشال مهمّة مورفي قبل 27 عاماً
 بيروت - «الراي»
بدا من الصعوبة الشديدة رسْم ملامح واضحة للاتجاهات التي يسلكها الوضع السياسي في لبنان وسط مجموعة تناقضاتٍ حادة تَتنازَع التطور الذي برز بالترشيح غير الرسمي لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو التطور الذي أحدث زلزالاً داخلياً منذ أسبوعين.
واتّسمت الساعات الأخيرة بمعطياتٍ تميل في غالبيّتها الى ترجيح السلبيات المحيطة بترشيح فرنجية ومشروع التسوية السياسية او السلّة المتكاملة التي تُطرح مع هذا الترشيح، لكن ذلك لم يحجب في المقابل ملامح المضيّ في هذه التسوية ودلالاتها الجدية أكثر فأكثر.
ويمكن استناداً الى مصادر واسعة المواكَبة للحركة السياسية والاتصالات الناشطة في كل الاتجاهات اعتبار الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالنائب فرنجية مساء السبت، مؤشراً بارزاً الى ثبات الحريري ومضيّه في الاتفاق الأولي والأساسي الذي عقده مع فرنجية في اللقاءين اللذين جمعا بينهما في باريس قبل أسبوعين.
ذلك ان الاتصال، الذي بادر فريق فرنجية الى كشْفه، بدا بمثابة رسالة سياسية إضافية الى جدية مشروع التسوية المطروح على جميع القوى السياسية عقب «جسّ النبض» الأولي الذي استلزم انتظار اكثر من اسبوع لتَبيُّن الأصداء السياسية لهذا التطور.
ومع ان ميزان السلبيات بدا راجحاً على ميزان الايجابيات، فان المصادر تقول لـ «الراي» إن الايام الطالعة ستكون كفيلة بتظهير مزيدٍ من الوضوح في الصورة الشديدة الغموض والتي دفعت بزعيم «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الى «فرْملة» اندفاعه نحو اعلان موقف واضح وعلني ورسمي بسحب مرشّحه الى رئاسة الجمهورية النائب هنري حلو لمصلحة ترشيح فرنجية.
وتوقفت المصادر عند تريّث جنبلاط بإمعان باعتباره «العرّاب الخفّي الاوّل» لترشيح فرنجية، ما يعني ان الزعيم الدرزي المعروف بدقة استشرافه لاتجاهات الرياح السياسية، بات يلحظ الصعوبات الكبيرة الناشئة في وجه هذه التسوية ولا يريد حرق ورقته بتسرُّع.
ولعل ما يثبت ذلك ان جنبلاط انبرى الى انتقاد الأطراف المسيحيين من دون ان يسميهم عندما استحضر على حسابه على موقع «تويتر» واقعة إفشال مهمة الموفد الاميركي سابقاَ ريتشارد مورفي لانتخاب النائب السابق مخايل ضاهر العام 1988 وعلّق عليها بقوله، في اشارة ضمنية الى كل من العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اللذين كانت لهما آنذاك اليد الاولى في إسقاط مهمة مورفي ومنْع انتخاب المرشّح الذي طرحه، ان «البعض لا يتعلم من الماضي، غريب ومؤسف»، لافتاً الى «ان هذا تذكير كيف اننا نفوّت الفرص».
واستتبعت «تغريدات» جنبلاط «اخذاً ورداً» مع جعجع الذي كتب على صفحته على «تويتر» أن «بعض الأشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ، وليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر»، ليردّ الزعيم الدرزي قائلاً: «يبدو ان كلامي عن الماضي قد خدش أحاسيس البعض، لذا عملا بالحكمة القديمة اقول: (بعود عن الشر وغنيلو)».
وتضيف المصادر الواسعة الاطلاع ان مصير هذه التسوية لن يُحسم سلباً او ايجاباً بسرعة، وهو الأمر الذي تخشى معه القوى المؤيدة لترشيح فرنجية من عامل الوقت الذي من شأنه ان يُسقِط التسوية بتدرّج. لذا، يُتوقع ان يعمد المؤيدون الى تكثيف المحاولات والجهود من أجل إحداث ثغرة في «الحائط المسيحي» تحديداً باعتبار ان ايّ فرصة لإنجاح التسوية تحتاج الى دعامة مسيحية، وإلا تعرّضت للفشل المحقق. وحتى الآن، لا يبدو الامر سهلاً على الإطلاق، لكن الوضع يقف عند نقطة المراوحة التي تملي انتظار مصير تحركات اساسية من بينها معرفة ما يدور حقيقةً بين العماد عون وحليفه «حزب الله» الذي يبدي حرجاً كبيراً، أقله ظاهرياً، في موقعه بين أكبر حليفين مسيحيين له. كما ان الوضع لا يقلّ حراجة في حقيقة ما يدور بين الحريري وحليفه المسيحي الاول سمير جعجع ولو ان الأخير يلزم «صمتا معبّراً».
وتقول المصادر نفسها ان ثمة تطوراَ جديداَ برز امس في كشف تحديد موعد جديد للحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» مساء اليوم في مقر رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة. وتتسم هذه الجولة بأهمية كبيرة، لانها ستقارب على الأرجح موضوع التسوية الشاملة الذي طرحه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اولاً والذي تعامل معه الحريري بمرونة وايجابية ومن ثم موضوع ترشيح فرنجية لاحقاً.
وتعتقد المصادر ان الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» سيكون ذا أثر مهم على بلورة الاتجاهات اللاحقة لكل فريق نحو حلفائه، فإما تكون هناك قوة دفع نحو تدعيم التسوية، وإما تبرز تعقيدات إضافية في وجهها وبحاجة الى مزيد من التريث والإنضاج، علما ان الاحتمال الثاني يبدو مرجحاً حتى إشعار آخر ما دام الأفرقاء المسيحيون لا يبدون اي استعدادات للقبول بتسوية ترشيح فرنجية ولو انهم لا يعلنون المواجهة معها بعد.
 
«عضّ أصابع» بين الحكومة اللبنانية و«النصرة» في مبادلة العسكريين بموقوفين بينهم طليقة البغدادي
بيروت ـ «الراي»
لبنان هو «الواجهة» في الحدَث الذي كان متوقّعاً حتى ساعة متقدمة من ليل امس لاستعادة 16 من عسكرييه أَسَرَتهم «جبهة النصرة» في 2 اغسطس 2014، لكن «خلفيات» هذا التطور الذي عاشت بيروت على مدار اليوم في أجواء انه سيحصل «بين لحظة وأخرى» بدت مرتبطة بـ «خريطة الطريق» التي يجري العمل عليها لإنهاء الأزمة السورية و«تنقيح» لائحة التنظيمات المصنّفة إرهابية وحسْم هوية تلك التي «لها مكان» على طاولة التفاوص السوري - السوري.
ومع العودة التي كانت منتظرة امس لـ 14 عنصراً من قوى الأمن الداخلي وعسكرييْن في الجيش اللبناني الى الحرية بموجب صفقة تبادُل تشمل بالدرجة الاولى إطلاق موقوفين من السجون اللبنانية والسورية (بينهم طليقة ابو بكر البغدادي سجى الدليمي والدة ابنته هاجر التي كانت معها داخل الزنزانة في لبنان) وإدخال مساعدات الى نحو 15 الف لاجىء سوري يقيمون داخل مخيمات في جرود عرسال (البقاع الشمالي)، بدا لبنان امام طيّ «النصف الاول» من «ترْكة» معارك عرسال التي وقعت في 2 أغسطس 2014 بين الجيش ومسلحين من «النصرة» و«داعش»، ليبقى «النصف الثاني» المتعلق بالجنود التسعة المخطوفين لدى «الدولة الاسلامية» والذين انقطعت أخبارهم منذ نحو سنة. علماً ان المواجهات التي كانت دارت في عرسال قبل نحو 16 شهراً تخللها في حينه أسْر أكثر من اربعين عنصر أمن وعسكرياً، بقي 25 منهم في الأسر بعدما أطلقت «النصرة» في أوقات سابقة نحو 13 من المخطوفين لديها على دفعات قبل ان تعدم اثنين بالرصاص لينضمّا الى آخريْن قام تنظيم «الدولة الاسلامية» بدوره بـ «تصفيتهما» بقطع الرأس.
وقد شغلت جرود عرسال امس لبنان من أقصاه الى أقصاه في ساعات «ماراثونية» بقيت معها بيروت «مشدودة الأعصاب» حيال مفاوضات «ربع الساعة الأخير» التي لم تخل من شدّ حبال و«عضّ أصابع» ترنّح معها أكثر من مرّة الملف الذي تولاه عن الجانب اللبناني المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وواكبه على الأرض مع الوسيط القطري الذي كان له دور مهمّ في وضْع هذه القضية على سكة النهاية بعدما سبق ان دخلت على خطها ايضاً أكثر من وساطة لبنانية وتركية.
وفيما كانت عملية الشروط والشروط المضادة تشتدّ في ما يشبه لعبة «ليّ أذرع تفاوضية» سادت معها الخشية من امكان انفراط المفاوضات برمّتها، قاربت أوساط سياسية «الاستفاقة» بملف العسكريين من زاوية ارتباطها برغبة «النصرة» في تقديم «اوراق اعتماد» الى القيّمين على مرحلة الإعداد لنقل سورية الى مدار الحلّ السياسي وإظهار صورة «منقّحة» تُبعدها عن توصيف الإرهاب الذي سيحرمها من اي دور في الحوار الذي لا بد ان يحصل بين النظام والمعارضة.
وحسب هذه الأوساط، فان من الصعب عزْل تعويم «النصرة» ملف العسكريين عن الدعوة التي وجهها رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» خالد خوجة قبل أيام الى «الجبهة» للانفصال عن «القاعدة»، ولا عن مصلحة هذا التنظيم في «تنقية» صورته والسعي الى حفْظ «مقعد» له في مرحلة ما بعد الحرب السورية، وهو ما تجلى ايضاً في ما نُقل عن أمير «النصرة» في القلمون «أبو مالك التلي» لجهة مطالبته في تسجيل صوتي اول من أمس عناصر «داعش» بتركه والتبرؤ من أعماله، قبل أن «يكونوا من الهالكين»، معتبراَ أن التنظيم أبعد ما يكون عن الخلافة المزعومة. وكل ذلك جعل عملية إطلاق العسكريين جزءاً من «لوحة أوسع» رغم طابعها اللبناني المتّصل بهوية المخطوفين.
وكانت ساعات النهار يوم امس حبْلى بالغموض والتسريبات كما التطورات التي بدا بعضها في سياق «الحرب النفسية» ورفع سقوف التفاوض على حافة السباق مع الوقت، فيما عبّر قسم آخر منها عن صعوبات حقيقية سادت الملف في ضوء شروط تعجيزية باغتت بها «النصرة» المفاوضين، وسط تكرار جهاز الأمن العام الدعوة الى إبقاء السرية المطبقة على مجريات المفاوضات والاجراءات التي كانت قيد المقايضة، وذلك خشية إعطاء «النصرة» أفضلية تَفاوضية.
ولعلّ من أبرز نقاط الالتباس في مرتكزات صفقة التبادل كان ما تردّد عن ان «النصرة» طلبت من الوسيط القطري ضمانة دولية لخروجهم الآمن من جرود عرسال، وان ابو مالك التلي والشيخ اللبناني مصطفى الحجيري (ابو طاقية) هما جزء من الصفقة لجهة ضمان انتقالهما الى تركيا كأحد شروط إنجاز هذا الملف. علماً ان مصادر «النصرة» كانت نفت في وقت سابق اي اتجاه بهذا المعنى، فيما وصف الحجيري ما تم تداوُله عن شروعه ببيع ممتلكات وعقارات تمهيداً للانتقال الى تركيا بأنه «اشاعات».
على ان من أبرز المؤشرات التي اعتُمدت طوال يوم امس، كمعيار لمدى تقدم المفاوضات او تَراجُعها كان الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الى النازحين في جرود عرسال، التي كانت تقدّمت نهاراً الى تخوم عرسال قبل ان تتراجع عصراً الى اللبوة وربما الى بيروت.
وكان آخر المعلومات عن انّ بين المشمولين بصفقة التبادل من الموقوفين في سجن رومية (المركزي) القريبين الى «النصرة» (نحو 16 بينهم عدد قليل من اللبنانيين) 5 نساء لا سيما سجى الدليمي التي سبق أن أطلق سراحها من سجون نظام الرئيس بشار الأسد خلال صفقة تبادل راهبات معلولا في مارس 2014، بوساطة من الأمن العام اللبناني، وزوجة الإرهابي أنس جركس علا جركس، وجمانة حميد وسمر الهندي وليلى النجار.
 
وسط إصرار على قانون جديد للانتخابات
لبنان: نجاح مشروع التسوية رهن بالموقف المسيحي
بيروت – »السياسة«:
فيما لا تزال المشاورات مستمرة بشأن التسوية الرئاسية التي طرحها رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري بعد لقائه رئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية في باريس، وبانتظار تبلورة صورة الموقف المسيحي من هذه التسوية وتحديداً بالنسبة إلى رئيس تكتل »التغيير والاصلاح« النائب ميشال عون ورئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع، فإن المعلومات المتوافرة لـ«السياسة« من أوساط علمية تؤكد أن دون نجاح »التسوية الحريرية« عقبات لا يستهان بها، في ضوء بروز مواقف مسيحية معترضة على ترشيح فرنجية وتحديداً من جانب مقربين من عون وجعجع، الأمر الذي يشير إلى ان جهوداً كثيرة ستبذل لإزالة هذه العقبات.
وبحسب الأوساط، فإن من أبرز العقبات استمرار الخلافات بشأن قانون الانتخابات النيابية واصرار القوى المسيحية على ضرورة شمول السلة المقترحة قانوناً جديداً للانتخابات لا يستفز أحداً ويمثل اللبنانيين بشكل سليم، على أن يحظى المرشح للرئاسة الاولى بأوسع دعم مطلق من جانب القوى السياسية وخاصة المسيحية منها.
ومتابعة للقائهما الذي جرى في باريس، أجرى الحريري ليل اول من امس اتصالا بفرنجية، وتشاور معه في الاوضاع الداخلية والبحث في سبل الخروج من الأزمة القائمة، وهو ما رأت فيه مصادر مطلعة على اجواء الرجلين ان الامور تسير في الخط الصحيح، رغم وجود عقبات كثيرة تعترض طريق الحل النهائي للأزمة.
وفيما بدا رداً على النائب وليد جنبلاط، قال جعجع إن »بعض الاشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ ليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر«، ما دفع جنبلاط الى القول »يبدو ان كلامي عن الماضي قد خدش احساسيس البعض، لذا عملاً بالحكمة القديمة اقول ابعد عن الشر وغنيلو (أي غني له)«.
وكان النائب جنبلاط ترأس اجتماعا لكتلته النيابية حيث اطلع اعضاءها على المستجدات المتصلة بالتسوية المطروحة، لكنه آثر التريث بانتظار تبلور صورة المواقف على الساحة الداخلية حيال هذه التسوية وإن أكد أنه لن يقف عقبة في وجهها إذا قيض لها ان تصل الي خواتيمها السعيدة.
في المواقف، أكد عضو كتلة »القوات اللبنانية« النائب فادي كرم ان فرنجية من المرشحين الاقوياء لرئاسة الجمهورية وبالتالي فإن طرح اسمه لم يشكل ازمة لدى احد، لكنه لفت الى ان محاولة التسوية التي طرحت اخيرا هي التي فاجأت الجميع، سيما ان الاتصالات بين فرنجية والحريري لم تكن معلنة.
وقال ان المفاجأة كانت بترشيح الحريري الذي ينتمي الى قوى »14 آذار« فرنجية الذي يمثل الخط المعاكس، مؤكداً أن جعجع لا يمكن ان يدعم ترشيح فرنجية لأنهما لا يلتقيان في كثير من الملفات وفي النظرة الستراتيجية الوطنية.
أما عضو كتلة »المستقبل« النائب باسم الشباب فاشار الى ان لا ترشيح رسمياً حتى الساعة من قبل الحريري لفرنجية سائلاً »ما الخطأ في الحوار مع الاخير وهو احد الاقطاب المسيحيين الاربعة«. ولفت الى ان هناك توافقا اميركيا روسيا سعوديا إيرانيا على ضرورة ملء الشغور الرئاسي في لبنان من خلال توافق الفرقاء اللبنانيين على رئيس.
من جهته، اعتبر عضو تكتل »التغيير والإصلاح« النائب آلان عون ان من يملك الصفة التمثيلية للمسيحيين هو من يجب ان يصل الى رئاسة الجمهورية، مشيرا الى ان قانون الانتخابات يجب ان يعكس هذه المعادلة، وداعياً الى عدم الرهان على الوضع السوري.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,311,747

عدد الزوار: 7,627,487

المتواجدون الآن: 0