التسوية محور تجاذُب في بكركي وتقاطُع مسيحي نحو حلف ثلاثي جديد...لاقى «برَكة» الكنيسة ومباركة السعودية... والأنظار على موقف الثنائي الماروني

10 دقائق «رئاسية» بين هولاند وفرنجية: ندعم المبادرة ...الأسد طرح اسمه في 2004 ...هل يحرم «حزب الله» فرنجية من الرئاسة ... للمرة الثانية؟

تاريخ الإضافة الأحد 6 كانون الأول 2015 - 7:19 ص    عدد الزيارات 2173    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

التسوية محور تجاذُب في بكركي وتقاطُع مسيحي نحو حلف ثلاثي جديد
الجمهورية..
القوى السياسية على اختلافها في لبنان في حال استنفار سياسي على خطّين متوازيين، بين من يريد إنجاح التسوية الرئاسية واضعاً كلّ ثقله واتصالاته وعلاقاته من أجل تتويجها بانتخاب رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً، وبين من يريد إسقاطها لاعتبارات مختلفة واضعاً خيارات عدة أمامه تصبّ في خدمة هذا الهدف. واللافت أنّ المعركة الدائرة بين الطرفين قد تكون الأولى من نوعها في البلد والتي لم تتحوّل إلى مواجهة سياسية مباشرة بعد، كونها ما زالت صامتة مبدئياً ووراء الكواليس، فـ«القوات» و«التيار الحر» يلتزمان الصمت، فيما «الكتائب» يتحدّث عن شروط سياسية وضمانات، أي عن برنامج سياسي يُصار على أساسه إلى تأييد ترشيح فرنجية أو معارضته، وكشفَت معلومات لـ»الجمهورية» أنّ التقاطع بين الأحزاب المسيحية الثلاثة على رفض التسوية سيتحوّل إلى حلف ثلاثي جديد، حيث ستَشهد الساعات والأيام المقبلة لقاءات بين رؤساء تلك الأحزاب في ترجمة عملية للتحالف المستجدّ الذي يستند أيضاً إلى دعم الكنيسة المارونية التي ستطالب بدورها بضمانات سياسية تشكّل مصدر حماية للبلد، وترتكز على مجموعة الثوابت التي كانت أصدرَتها الكنيسة. وفي هذا السياق شَهد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة نقاشات معمَّقة اشترَطت التوفيق بين ضرورة عدم تفويت فرصة ملء الشغور الرئاسي، وبين أن لا تشكّل هذه الفرصة محطّة لتوسيع الشرخ بين المسيحيين، فيما المطلوب أن تكون مناسبة لتعزيز وحدة الصفّ والموقف، وتساهم في إعادة الاعتبار للدور المسيحي التاريخي في لبنان ضمن مشروع الدولة.
على رغم أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد في أكثر من مناسبة استعداده إلى الدعوة لجلسة استثنائية لانتخاب رئيس في حال توافر الظروف المواتية، إلّا أنّ الأنظار بدأت تتركّز على جلسة 16 الجاري في ظلّ معلومات تشير إلى تحويلها محطة مفصلية تشهد انتخاب فرنجية، حيث من المتوقع أن تعلن الكتل النيابية المؤيّدة له عن ترشيحها له، فيما لم يُعرف بعد ما إذا كانت الكتل الأخرى ستحوّلها إلى معركة نصاب. ويبدو أن مصير الحلف الثلاثي سيتقرر في ضوء شعور رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشل عون أن النصاب في جلسة الانتخاب سيكون متوافرا، وبالتالي سيلجأ إلى المربع المسيحي لسحب الغطاء المسيحي عن جلسة الانتخاب، والدخول في تحالف جديد سيحكم المعادلة الوطنية مستقبلا. في موازاة ذلك، علم أن الرئيس أمين الجميل سيقطع زيارته إلى الهند والعودة فورا إلى بيروت لمتابعة التطورات، وتحديدا على خط التسوية الرئاسية.

معارضة جدّية

في موازاة الحراك الديبلوماسي وتسارُع وتيرة الخطى في لبنان والعواصم الإقليمية والدولية لتعبيد الطريق أمام وصول النائب فرنجية إلى الرئاسة، والذي تلقّى أمس اتّصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تُلاقي الهجمة الدولية والعربية الحاصلة لانتخابه معارضة جدّية من القوى المسيحية الأساسية في البلاد: «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»، ومن «حزب الله» الذي لا يزال على موقفه المتضامن مع عون والمؤيّد ترشيحَه مادام هو مرشّحاً. ولفتَت مصادر مسيحية إلى أنّ التململ بدأ يسود الرأي العام المسيحي، ليس رفضاً لترشيح فرنجية، إنّما رفضاً لمعادلة: «إمّا الضاهر وإمّا الفوضى»، التي لم تعُد مقبولة بعد اليوم.

كيف تبدّلت لهجة البيان؟!

وخرجَ مجلس المطارنة الموارنة أمس بموقف من التسوية بعد اجتماعه برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث أكّد المجلس أنّه «بعد مرور ثمانية عشر شهراً على شغور منصب رئاسة الجمهورية، تَبرز فرصة جدّية لملء هذا الشغور، ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع الفرقاء اللبنانيين لإخراج البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية». وأوضَح أنّ «الرئيس، بما أنّه رأسُ الدولة، كما ينصّ الدستور، هو حجَر الزاوية في العمارة الوطنية بأبعادها التاريخية والمؤسساتية. ولذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبَصّر عميق في أهمّية هذا الموقع ودوره الأساسي».

محضَر الاجتماع

وعلمت «الجمهوريّة» أنّ اجتماع المطارنة سادته نقاشات كثيرة وحادّة حول التسوية الرئاسيّة، حيث طالبَ عدد كبير من المطارنة خلال الاجتماع بالتروّي والتريّث في قبول التسوية القاضية بترشيح فرنجيّة أو رفضها، على رغم أهمّية هذه الفرصة لملء الشغور الرئاسي.

وعلى رغم حماسة بعض المطارنة للمبادرة الرئاسيّة واعتبار أنّ التسوية أصبحت نهائية ولا يمكننا فعلُ شيء، سجّلَ عدد كبير منهم اعتراضَه معلناً أنّه مع حلّ المأزق الرئاسي، لكن يجب أن يكون ترشيح النائب فرنجيّة وانتخابه فرصة لتسوية شاملة ونقطة جمعِِ للمسيحيين وللّبنانيين، ولن نقبل أن يُفرض انتخابُه فرضاً على الموارنة والمسيحيين، من هنا يجب أن يُنتخب سواءٌ النائب فرنجية أو أيّ ماروني آخر بتوافق وإجماع مسيحي، لا أن يأتي فَرضاً على الموارنة، لأنّ هذا الأمر سيُضعِفه ولن يستطيع أن يحكم إذا كان المسيحيون غيرَ راضين على انتخابه».

ومع استمرار المناقشات، أظهرَ بعض المطارنة رأياً حازماً في مداخلاتهم وقالوا: «إنّ ما يحصل أمرٌ لا يمكن القبول به، فأنتَ يا سيّدنا تطالب منذ أكثر من سنة ونصف السنة بأن يمارسَ النواب دورَهم وينزلوا إلى المجلس لانتخاب رئيس، وهم لا يلبّون نداءاتك، فهل هناك ثقة بالسياسيين الذين يتحدّثون عن تسويات؟» وشدّدت المداخلات على أنّ «فرضَ التسوية هو ضربٌ للديموقراطيّة» وتساءلت: «هل يجوز أن نقبل أن يتّفقوا على رئيس ويقولوا لنا وَقِّعوا وامشوا؟ الموضوع يتعلّق بكرامة البطريركية المارونية والمسيحيين الذين كانوا سبّاقين في نشر الديموقراطية والانتخاب، وما يجب حصوله هو أن يمارس النواب دورَهم وينتخبوا الرئيس، لا أن يتمّ تعيينه من هنا او هناك، فلا شيء انتهى، والذي يقول إن التسوية «مشِت» وعلينا أن نصفّق ونهلّل لها هو مخطئ، فللبطريركية دورُها، وهذا الكلام ليس موجّهاً ضدّ النائب فرنجية الذي هو ابنُ بيت سياسي عريق، بل هو ضدّ فرضِ التسوية على المسيحيين واللبنانيين وضرب أسُس الديموقراطية».

وعلمت «الجمهورية» أنّ البطريرك أظهرَ ليونةً خلال استماعه إلى مداخلات المطارنة، وكان مستمعاً لكلّ وجهات النظر، محاولاً تدوير الزوايا. ونتيجة ما جرى، تبدّلَت صيغة البيان وصدرَ بموقف معدّل، بعدما تمكّنَ المطارنة المعترضون من قلبِه رأساً على عقب. وتمّ الاتفاق على أن يَستكمل الراعي سلسلة الاتصالات مع القيادات المسيحية لتأمين ظروف صحّية للانتخاب، لا أن يأتي انتخاب الرئيس العتيد كسراً أو فرضاً على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً.

بكركي محور الحركة

وكانت بكركي استقطبَت لليوم الثاني على التوالي الحركة الرئاسيّة. فبعدما زارها فرنجية مساء أمس الاوّل، شهد الصرح البطريركي خلوةً بين الراعي ورئيس الكتائب النائب سامي الجميّل الذي زار بكركي عصراً برفقة الوزير السابق سليم الصايغ، قبل أن ينضمّ إلى الاجتماع رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل.

وشدّد الجميّل بعد اللقاء على أنّ المرشّح الذي يريد أن يحصل على تأييد الكتائب عليه أن يلاقيَنا في منتصف الطريق وأن يكون برنامجه متوافقاً مع مبادئنا. وأكّد أنْ لا فيتو على فرنجية إذا كان مستعدّاً للتخلّي عن صداقاته الشخصية وخَطه السياسي، وملاقاتنا في منتصف الطريق. وقال: «لا يطلبَنَّ أحدٌ منّا دعمَ أيّ شخص يترشّح انطلاقاً من ثوابت لا تلتقي مع ثوابتنا».

من جهته، أوضَح باسيل أنّه «علينا أن نعزّز قوّتنا الذاتية لديمومة المقعد الرئاسي الأوّل الذي يمثّل المسيحيين، والمطلوب أن نثقَ بذاتنا وببعضنا»، لافتاً إلى «أنّنا نتعاطى في هذه المرحلة بتبَصّر عميق، لأننا في مرحلةٍ الإنسانُ فيها بين الوهم والشكّ».

وأضاف: «نحتاج إلى تأمين ديمومة ملء المقعد الأول بمن يمثّل المسيحيين واللبنانيين ولنُزاوِج بين المسيحية والحرّية، ونحن متمسكون بالاثنتين»، مشدّداً على «أنّنا متمسكون بحرّيتنا في اختيار رئيس وقانون انتخابي». كما تلقّى الراعي اتصالاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، تشاوَرا خلاله في آخر المستجدات، وتحديداً التسوية الرئاسية.

المشنوق

إلى ذلك، تعليقاً على القول بأنّه سيكون للبنان رئيس قبل عيد رأس السنة، هو النائب فرنجية، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق «إنّ مسألةً كهذه في مسؤوليتها وأهمّيتها لا تُطرح من حيث التوقيت، بالقول غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر، بل تتمّ في الوقت الذي يجب أن تتمّ فيه، أي عندما تكون قد حقّقت أكبر قدر ممكن من تفاهم اللبنانيين على الموضوع. هذا الموضوع أساسي، ولا يجوز التسرّع فيه ولا إعطاء مواعيد مسبَقة. والأفضل أن تسير الامور بهدوء بين كلّ الاطراف، وكلّ الأحزاب السياسية بكلامها العلني تتصرّف بمسؤولية وهدوء تجاه هذا الملف، حتى المعارضون.

الأصحّ أن نسير على هذه السرعة، أي الهدوء والتروّي والتشاور بين كلّ الاطراف اللبنانيين، فهذا يساعد على إنهاء واحدة من أصعب الأزمات في لبنان، الفراغ الرئاسي. وقد ثبتَ أنّ هذا النظام لا يمكن أن يعمل بلا رئيس، وكلّ الكلام عن مسؤوليات الرئيس أظهَر في النتيجة أنّ صلاحياته ليست ناقصة».

وعمّا إذا كان تيار «المستقبل» تلقّى جواباً رسمياً من «حزب الله» يتعلّق بموضوع ترشيح فرنجية، اعتبَر المشنوق أنّ موقف الحزب من هذا الترشيح يُسأل عنه الحزب «لكن عملياً من الواضح أن لا أحد من فريق 8 آذار يمكن أن يتصرّف خارج قبول ترشيح النائب فرنجية، والواضح من كلّ الحوارات أنّ هناك قبولاً لهذا الموضوع».

مصدر عسكري رفيع

أمنياً، ودّعت بلدة طاريا البقاعية الجندي الشهيد محمد حمية، بعدما استُعيد جثمانه من «جبهة النصرة» في صفقة التبادل الأخيرة.
وأكد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أن «لا صحّة لكلّ المعلومات والأقاويل التي تحدّثت عن بندِِ سرّي في صفقة تبادل العسكريين مع جبهة «النصرة» يقضي بوقفِ استهداف المسلّحين في الجرود»، لافتاً إلى أن «لا مهادنة مع الإرهاب، والجيشُ يستهدف يومياً تحرّكات المسلّحين في جرود عرسال ورأس بعلبك، ومدفعيتُه لن تتوقّف عن دكّ تحصيناتهم بعد إتمام الصفقة». ولفتَ المصدر العسكري إلى أنّ «العسكريين المحرّرين سيخضَعون للفحوص الطبّية وللإجراءات الروتينية قبل عودتهم إلى الخدمة».
 
المطارنة الموارنة يؤكدون «جدّية الفرصة».. وبكركي مع إنجاز الاستحقاق «اليوم قبل الغد»
10 دقائق «رئاسية» بين هولاند وفرنجية: ندعم المبادرة
المستقبل..
في خطوة بالغة الدلالة السياسية على مؤشرات الرياح الدولية إزاء التسوية الوطنية، جاء اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداة لقائه الرئيس سعد الحريري في الإليزيه برئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية متباحثاً معه على مدى 10 دقائق في آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وبينما وصفت مصادر ديبلوماسية رفيعة في باريس لـ«المستقبل» هذه الدقائق العشر بأنها كانت «رئاسية» بامتياز، آثرت المصادر في المقابل عدم الخوض أكثر في فحوى الاتصال، مكتفية بالإشارة إلى أنّ هولاند توجّه إلى فرنجية بالقول: «نحن نبارك التقارب بين الأفرقاء اللبنانيين وندعم المبادرة الرئاسية المطروحة»، في إشارة إلى مبادرة الحريري لإنهاء الشغور والتي ارتفعت بموجبها حظوظ ترشيح فرنجية لتولي سدة رئاسة الجمهورية.

وبينما كان فرنجية يسمع دعماً واحتضاناً رئاسياً من فرنسا «الأم الحنون» التاريخية للمسيحيين في لبنان، كانت بكركي تسعى بدورها لإعادة وصل ما انقطع بين الأقطاب الموارنة ربطاً بحبال التسوية الوطنية المتاحة لانتخاب فرنجية بوصفه أحد المرشحين الأقوياء الأربعة. في وقت قال المطارنة الموارنة كلمتهم في التسوية مؤكدين «جدية الفرصة» الآيلة إلى إنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة، وخلص البيان الصادر عن اجتماعهم الشهري في بكركي أمس برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى التشديد على أنّ «الآباء يرون أنه بعد مرور ثمانية عشر شهراً على شغور منصب رئاسة الجمهورية، تبرز فرصة جدية لملء هذا الشغور، ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع الفرقاء اللبنانيين لإخراج البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية»، مع إعادة التذكير في هذا المجال بأنّ «الرئيس بما أنه رأس الدولة، كما ينص الدستور، هو حجر الزاوية في العمارة الوطنية بأبعادها التاريخية والمؤسساتية، ولذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبصّر عميق في أهمية هذا الموقع ودوره الأساسي».

توازياً، لم يتأخر الراعي في إدارة محركات «التشاور والتعاون» التي دعا إليها بيان المطارنة فتشاور هاتفياً مع رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي وعد بزيارة الصرح قريباً لمزيد من البحث في المستجدات الرئاسية، في حين حضر إلى الصرح كل من رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وعقدا جولة مشاورات أوّلية مع البطريرك تمحورت بطبيعة الحال حول المبادرة الوطنية ومسألة ترشيح فرنجية للرئاسة.

إثر الاجتماع، وفي حين حرص باسيل على إعادة التأكيد على ضرورة أن يتولى سدة الرئاسة الأولى «من يمثل المسيحيين واللبنانيين» رافعاً في الوقت عينه لواء «حرية المسيحيين في اختيار رئيسنا وقانون انتخاب نتمثل على أساسه»، خرج الجميل بموقف أكثر وضوحاً من ترشيح فرنجية بالإشارة إلى أنّ «الكتائب» ليست لديه «عقدة أشخاص»، وقال: «لن نتخلّى عن ثوابتنا أو نتنازل عنها وبقدر ما يلتقي معنا أي مرشح ويقترب من ثوابتنا فلا فيتو لدينا على أي شخصية»، مؤكداً تواصل حزبه مع فريق فرنجية مرة كل يومين لنرى إذا كان مستعداً لملاقاتنا إلى منتصف الطريق».

وعن أجواء لقاءات بكركي أمس، أوضحت مصادر مطلعة عليها لـ«المستقبل» أنّها لم تسفر عن نتائج حاسمة حتى الساعة بالنسبة للتسوية الرئاسية المطروحة إلا أنها نقلت عن الراعي تأكيده أنّ «مساعيه مستمرة لتذليل العقبات توصلاً إلى موقف موحّد للقيادات المسيحية عموماً والمارونية خصوصاً باعتبار أنّ استمرار الفراغ الرئاسي لم يعد جائزاً لأنه قد يؤدي لا سمح الله إلى الفوضى إذا طال أمده أكثر».

ورداً على سؤال، أجابت المصادر: «كلام البطريرك كان واضحاً بُعيد انتهاء اجتماع المطارنة حين أكد أن بكركي مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد حفاظاً على كرامتنا».
التسوية الرئاسية على نار حامية وإجتماعات بكركي تُحرز تقدّماً
هل يزور فرنجية السعودية قبل 16 الجاري موعد جلسة الإنتخاب؟
عقبتان تعترضان تتويج التسوية: تمسّك عون بترشيحه واستمرار إلتزام حزب الله بهذا الترشّح
اللواء..بقلم د. عامر مشموشي
بعد أن إنتهى إجتماعه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس الأول، تصرّف سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية، وليس كمرشح ما زال يشقّ طريقه إلى الموقع الماروني الأول، وكأنه يوحي إلى اللبنانيين أنه حصل على كل الدعم الداخلي والإقليمي والدولي المطلوب وتوّج كل هذا الدعم بمباركة بكركي بما يجعل رهانه على الوصول إلى بعبدا حقيقة مؤكّدة وثابتة قبل نهاية العام وربما في الجلسة الرئاسية الثالثة والثلاثين التي حدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي موعدها في السادس عشر من الجاري، إذا ذُلّلت بعض العقبات البسيطة التي ما زالت عالقة داخل الصف المسيحي، والتي يُشارك البطريرك الراعي بفعالية في تذليلها.
ويؤكّد مصدر سياسي بارز يواكب حركة الاتصالات الجارية لتوفير كل الأرضية لانتخاب فرنجية، أنها قطعت حتى نهاية الأسبوع ثلاثة أرباع المسافة لوصوله إلى بعبدا، ولم يبقَ إلا بعض العقبات التي بدأ سيّد بكركي يعمل على تذليلها مع المعترضين، وقد شهدت بكركي بعد ظهر أمس إجتماعاً شارك فيه رئيس حزب الكتائب ونائبه ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عن العماد عون ونسب المصدر إلى سيّد الصرح تفاؤله نظراً لأن هناك أسئلة مطروحة من قِبَل القيادات المسيحية الثلاث لم تحظَ بعد بأجوبة واضحة.
وفي هذا الصدد نقلت أوساط سياسية عن وزير مطّلع على مجريات المشاورات الجارية لإتمام التسوية أنها تتقدّم دولياً وإقليمياً بشكل سريع، والإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بفرنجية بعد أقل من 24 ساعة على اجتماعه مع الرئيس سعد الحريري، وبالتزامن مع ترحيب المملكة العربية السعودية عبر سفيرها في بيروت علي عواض عسيري وقبلهما زيارة مستشار مرشد الثورة الإيرانية اللهيان إلى بيروت وترحيبه أيضاً بالتسوية المقترحة تشي كلها بأن الطريق إلى بعبدا أصبحت سالكة.
وتنقل الأوساط نفسها عن الوزير المشار إليه أن عقبتين ما زالتا تعترضان تتويج التسوية: إستمرار ترشّح العماد ميشال عون وتمترسه حتى الساعة خلف هذا الترشّح باعتباره الأقوى مسيحياً ولا يزال مدعوماً من حزب الله، ويفترض كما يؤتى بالأقوى سنّياً لرئاسة الحكومة والأقوى شيعياً لرئاسة مجلس النواب أن يؤتى بالأقوى مسيحياً لرئاسة الجمهورية وكما قال سابقاً الأصيل لا الوكيل، ويرتكز هنا، الوزير المشار إليه إلى مواقف سمعها من أحد أبرز مكوّنات 8 آذار مفادها أن من تنازل لفرنجية قد يتنازل لاحقاً لعون ويدعو للتريّث قليلاً. أما العقبة الثانية فتتمثّل بكلام منسوب أيضاً للوزير نفسه في التزام حزب الله أدبياً بترشّح عون وعدم استعداده لكسر الجرّة معه بعدما تمايزت مواقفه عنه في استحقاقات كثيرة من أبرزها التمديد للمجلس النيابي والتعيينات الأمنية وجلسات التشريع وهو إذا ما تخلّى عنه في الاستحقاق الرئاسي فإن الجرّة لن تسلم هذه المرّة وتقع الفرقة لا محالة، مع ضرورة التأكيد على أن القيادة الإيرانية أوكلت إلى أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله أن يتخذ هو القرار الذي يراه مناسباً في كل ما يتعلّق بالشأن اللبناني الداخلي ومنها بطبيعة الحال موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، لكن أوساطاً وسطية تقول أن الحزب الذي يضع في المرتبة الأولى مصلحته ولا يمكن أن يخرج عن فلك التطورات الإقليمية المؤثرة مباشرة في الداخل ينتظر ما سيفضي إليه لقاء عون - فرنجية المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة ليبني موقفه مع ترجيح خيار المشاركة في جلسة الانتخاب لتأمين نصابها القانوني والتصويت للعماد عون، ما دامت أوراق الاقتراع لفرنجية تضمن انتخابه رئيساً بحيث يصل الحليف الزغرتاوي الذي يتفهّم حراجة موقف الحزب ويتمتع بموقع مميّز في إيران كحليف ثابت لا يسأل في مواقفه ويبقى الحزب في الوقت نفسه على وفائه لرئيس تكتل التغيير والإصلاح.
أما عقدة مسيحيّي 14 آذار وعلى الأصح عقدة القوات اللبنانية من وصول فرنجية إلى بعبدا فإن أوساطاً سياسية مطّلعة تتوقع أن تُحلّ في الزيارة المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية والتي قد تليها وفق هذه الأوساط، زيارة مماثلة للنائب فرنجية إلى المملكة، إذا لم تحصل تطورات غير محسوبة في اليومين المقبلين. وفي انتظار هذين التطورين تستمر بكركي في اتصالاتها مع القيادات المسيحية على قاعدة استعادة تجربة الانتخابات الرئاسية في العام 1970 التي أتت بالجدّ سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بعد ترشيحه من قبل الزعيمين المارونيين الأقوى تمثيلاً وشعبياً الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل.
إلا أن وزيراً وسطياً، يعتبر أن التفاؤل بقرب انتخاب الوزير السابق فرنجية في السادس عشر من الشهر الجاري مبالغ فيه، رغم التقدّم الذي أحرزته الاتصالات الداخلية والخارجية على هذا الصعيد، وفي رأي هذا الوزير أن الأمور ما زالت بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي تنضج التسوية على الصعد كافة، وبالأخص على الصعيد الإقليمي حيث لا يزال هناك شكوك كثيرة في ما يتردّد عن تقارب في النظرة إلى التسوية اللبنانية المطروحة بين إيران والمملكة العربية السعودية.
عون للسفير الفرنسي: كيف توافقون على انتخاب أسد آخر؟
اللواء..
زار السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون في دارته في الرابية بعيدا عن الاعلام نهار السبت الفائت وذلك في اول لقاء يعقد بين الطرفين بعد تداول موضوع ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
موقع «ليبانون ديبايت» نقل وقائع اللقاء الحواري الذي دار في الرابية بتفاصيله وبشكل حرفي، وهذا ابرز ما جاء فيه:
توجه السفير الفرنسي الى العماد عون بالسؤال:« ما رأيك في ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ فرد عون «لم اتبلغ شيئا رسميا حتى الآن»، ليرد السفير بدوره «صحيح لكن الامر جدي» فقال عون « انا اعتبر النائب فرنجية حليفي وما زال عضوا في تكتل الإصلاح والتغيير».
وبدوره سأل عون باولي «لكن حضرة السفير اريد ان اسألك كيف لدولتكم التي اتفقت مع روسيا لمحاربة الارهاب في سوريا والمنطقة وتجاهلت الولايات المتحدة كون الخطر محدق بدولتكم، كما انها قررت الاستعانة بالجيش السوري في حربها هذه ولكنها مازالت على موقفها بضرورة تنحي الرئيس الأسد وخروجه من المعادلة فيما يتعلق بمستقبل سوريا فكيف توافقون على انتخاب «أسد » آخر في لبنان وهذا باعتراف النائب فرنجية نفسه بأنه حليف استراتيجي للرئيس الأسد؟». فما كان من السفير الفرنسي الا ان يهز رأسه ويجيب: «انا لا املك صلاحية الإجابة على تساؤلاتك».
جعجع: كما تكونون يولّى عليكم
اللواء..
شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على «أهمية الفكر في الحياة السياسية ولاسيما أن الفكر السياسي في لبنان لم يلعب دورا كبيرا في التأسيس الفعلي لمستقبل وطننا». ولفت الى أن «العمل السياسي في لبنان ينقصه وجود فكر سياسي ووعي على المستويات كافة، فكما تكونون يولى عليكم ».
تحدث جعجع في خلال احتفال تخرج أكاديمية الكوادر للعام 2015 في معراب، بعنوان «درب المعرفة، إيمان والتزام»، الذي نظمه مكتب الاعداد الفكري والتوجيه في مصلحة الطلاب، وقال:«ان المعرفة يجب أن تترافق حكماً مع إيمان والتزام، لأن الفكر والمعرفة لا يكتملان بدون الإيمان والإلتزام، فالفكر الحقيقي هو الفكر النظري الممتزج بالواقع اليومي، وإلا يصبح فكراً أكاديمياً نظرياً بعيداً عن الواقع، وانطلاقاً من هنا أدعو جميع الطلاب إلى تنمية فكرهم بالمعرفة ولكن أدعوكم أيضاً الى الانخراط في واقع بلدكم والمشاركة في همومه لتكونوا مساهمين في إيجاد الحلول لها».
وهنأ الطلاب المتخرجين، داعياً إياهم الى أن «تمتزج الخبرات التي تلقوها في دوراتهم مع الواقع، لأننا حزب واقعي قدم آلاف الشهداء وضحى في سبيل الوطن لنصل يوماً ما الى بناء الجمهورية الفعلية القوية التي نطمح اليها جميعاً، وسنبقى في زمن السلم اليد التي تبني، وفي وقت الأزمات قوات». وكان الاحتفال الذي قدمته الصحافية إيستيل صهيون، والقى رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان كلمة، كذلك القى رئيس مكتب الإعداد الفكري والتوجيه في مصلحة الطلاب رامي جبور كلمة لفت فيها:«واجبنا أن نكون رسلاً للتغيير المنشود من خلال تحفيز الشباب اللبناني على الصمود بأرضه ووطنه ومواجهة حالة اللامبالاة من نزيف الهجرة. لقد حان الوقت كي ننتصر من خلال فكرنا والتزامنا في المعركة الكبرى أي إستعادة الوطن وبناء الجمهورية القوية». وتخلل الاحتفال فيلم قصير تمحور حول أهمية دور الفكر في العمل الحزبي وتوزيع الشهادات من قبل جعجع على المتخرجين.
 
اندفاعة فرنجية تعاكسها ثقة عون بـ «حزب الله»
باريس - رندة تقي الدين { بيروت - «الحياة» 
أعطت عودة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى بيروت أول من أمس، زخماً قوياً للمشاورات بين البطريركية والزعماء الموارنة الأربعة لاتخاذ موقف من دعم زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، بعدما حصل هذا الخيار على مباركة خارجية، سعودية وفرنسية خصوصاً، إثر اجتماع الحريري مع الرئيس فرانسوا هولاند أول من أمس، والذي أتبعه الأخير باتصال هاتفي مساء الخميس بفرنجية وآخر قبل ظهر أمس بالراعي ليؤكد له دعم باريس التسوية حول الرئاسة.
وفيما توسعت الاتصالات حول التسوية التي اقترحها الحريري بدعم فرنجية، راوحت التقديرات بين توقع تسريع إنجاز التسوية قبل جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس في 16 الجاري لعلها تنهي الفراغ الرئاسي، وبين حذر بعض الفرقاء من إمكان الانتهاء من طبخ التوافق على ترشيح فرنجية قبل هذا التاريخ، إذ أبلغت مصادر معنية «الحياة» أن الأمور ليست محكومة بالوضوح قبل الجلسة النيابية المقبلة.
وبينما يترقب الوسط السياسي نتائج اللقاءات التي عقدها الراعي أمس بناء لطلبه، مع كل من رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ثم اجتماعه المرتقب مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد لقائه فرنجية ليل أول من أمس، للاستماع إلى اعتراضات الأحزاب المسيحية الثلاثة على دعم فرنجية للرئاسة، فإن الفريقين المعنيين بإعلان مساندتهما هذا الخيار تبادلا انتظار أحدهما الآخر لدفع التسوية إلى الأمام: «المستقبل» ينتظر نتائج الجهود التي كان فرنجية أمل بأن يبذلها «حزب الله» مع عون لإقناعه بخيار رئيس «المردة»، كي يعلن الحريري بناء عليه ترشيحه رسمياً، والحزب ينتظر إعلان الحريري رسمياً اتفاقه مع فرنجية حتى يبدأ الحديث الجدي مع عون حول إمكان تخليه عن الرئاسة لمصلحة فرنجية. ودفع هذا الحذر مصادر الحلقة الضيقة التي تواكب «طبخ» التسوية إلى القول إن توقع إعلان الحريري رسمياً دعمه فرنجية في 8 الشهر الجاري ليس أكيداً، بانتظار إنضاج الأمور.
وقالت مصادر مقربة من «الكتائب» لـ «الحياة»، إن الراعي «شجع الجميل على التعاطي بإيجابية مع مبادرة الحريري، وعلى أن يطرح الضمانات التي يطالب بأن ترافق التوافق على فرنجية للحصول على أجوبة في شأنها». وأوضحت مصادر «التيار الحر» لـ «الحياة أن «لا دلائل على إمكان حسم الأمور لتكون جلسة البرلمان حاسمة في 16 الجاري، وأن حزب الله لن يمشي في خيار دعم فرنجية من دوننا، وقيادة التيار ما زالت على موقفها استمرار ترشيح العماد عون، والذي يقرر دعم فرنجية يستطيع أن يدعم عون حين يكتشف أن هناك صعوبة في تأمين التوافق على رئيس المردة». وتتوقع مصادر «القوات» وعون أن يلتقي الأخير وجعجع مطلع الأسبوع، ولم تستبعد مصادر «التيار الحر» أن يلتقي عون وفرنجية بعد ذلك.
وكان الجميل قال بعد لقائه الراعي: «لن نتخلى عن ثوابتنا، وعلى فرنجية أن يضع جانباً صداقاته وخطه السياسي ويلاقينا في منتصف الطريق». أما باسيل فقال: «نحن في حاجة لأن يثق بعضنا ببعض... ونحن متمسكون بحريتنا في هذا الشرق لنختار بحريتنا رئيسنا».
وكان الرئيس هولاند أجرى اتصالين هاتفيين بكل من فرنجية والراعي. وحرص هولاند على الاتصال بفرنجية أول من أمس بعد لقائه الحريري. وعلمت «الحياة» من مصادر فرنسية مطلعة في باريس، أن هولاند أبلغ فرنجية أنه تحدث مع الحريري عن التسوية وترشيحه للرئاسة، وسأله عن تطور الأمور بالنسبة الى الرئاسة وما هو انطباعه حول الاحتمالات. وأظهر فرنجية بعض التفاؤل من دون الدخول في أي تفاصيل عن أي مفاوضات تتعلق بـ «حزب الله» أو العماد ميشال عون. وأمل الرئيس هولاند بأن تشمل التسوية أوسع مروحة من الأطراف اللبنانيين، معرباً عن أمله بأن يحرص فرنجية على سياسة الناي بالنفس بالنسبة إلى الأزمة السورية. وقالت المصادر إن فرنجية «كرر مرات عدة للرئيس الفرنسي تعلقه القوي باستقلال لبنان وحرصه على حماية هذا الاستقلال، وكان واضحاً أنه عازم على ألاّ تملي سورية على لبنان برنامج عمله. وقال فرنجية إنه بالتأكيد لديه صداقات (لم يذكر اسم بشار الأسد) وإنه لن يتخلى عن أصدقائه، ولكنه إذا أصبح رئيساً للبنان فلكي يهتم بلبنان، وإن رؤيته في التسوية مع الحريري هي الاهتمام بلبنان، وإن إي أحد يريد الإخلال باستقلال لبنان لن يعود صديقه». وأشارت المصادر إلى أن فرنجية «تحدث بوضوح وبشكل مباشر بالقول مرات عدة إنه يجب أن تكون هناك ثقة به وبتعلقه باستقلال لبنان، وإنه لن يكون هناك أي مشكلة». وكان هولاند أبلغ الحريري فور انتهاء اجتماعه معه، رغبته في الاتصال بفرنجية، فشجعه الحريري على ذلك.
كما اتصل هولاند بالبطريرك الراعي صباح امس. ووصفت المصادر أجواء المكالمة بأنها «كانت إيجابية جداً»، وقال هولاند للراعي إنه «يجب تشجيع روح الوحدة بين اللبنانيين وبين المسيحيين وموقع البطريرك مهم جداً لذلك، والرئاسة الفرنسية قررت بذل جهود للمساعدة على إنجاح التسوية، وهناك تساؤلات تبقى حول الموقف الحقيقي لإيران وحزب الله من هذه التسوية».
«الرئيس فرنجية» تلقّى اتصالاً من هولاند والتسوية على «نار حامية» في لبنان
لاقى «برَكة» الكنيسة ومباركة السعودية... والأنظار على موقف الثنائي الماروني
 بيروت - «الراي»
هل يشهد لبنان في الأسابيع الأخيرة من السنة الحالية، وربما في 16 الجاري، تحديداً، انتخاب زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساَ للجمهورية؟.
انه السؤال الكبير الذي ملأ المشهد السياسي والإعلامي الداخلي في لبنان، وخصوصاً في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث تصاعدت بقوة وتيرة التحرّكات والمواقف والاتصالات، المرتبطة بما سمّي تسوية انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، ترجمة لاتفاقه مع الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري.
وبدا واضحاً ان فرصة تمرير التسوية التي قد تحمل فرنجية الى قصر بعبدا، سواء في 16 الجاري (الموعد الذي حدّده رئيس البرلمان نبيه بري لجلسة جديدة لانتخاب رئيس للبلاد) او أبعد منه بقليل، قد تلقّت في الساعات الأخيرة الجرعة الأقوى خارجياً وداخلياً، منذ انعقاد لقاء باريس بين الحريري وفرنجية قبل ثلاثة أسابيع.
وبعدما كان الخميس شهد بلورة ركيزتيْ دعم علنيتيْن اساسيتيْن لهذه التسوية، هما مظّلة الكنيسة داخلياً ومباركة السعودية خارجياً، حمل أمس، اول «تبنٍّ» دولي مباشر لخيار فرنجية، تجلى في الاتصال «فوق العادة» الذي كُشف ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أجراه برئيس «المردة» حيث دار حديث استمر نحو 16 دقيقة وتناول الأوضاع السياسية على الساحة اللبنانية والملف الرئاسي، وهو التطور الذي جاء غداة اللقاء الذي عقده هولاند في الاليزيه مع الرئيس الحريري والذي تناول بشكل رئيس، مبادرة ايصال فرنجية للرئاسة، واعتُبر بمثابة أوضح التزام من زعيم «المستقبل» بترشيح زعيم «المردة» وصولاً الى «تسويقه» دولياً.
واذا كانت هذه التطورات قلبت المشهد بقوة لمصلحة تسوية الحريري - فرنجية على نحو قياسي وفي وقت قصير جداً وعزّزت الانطباعات السائدة حول انبثاق فرصة قد لا يطول أمدها إن لم تقترن بخطوات سريعة لتمرير انتخاب فرنجية في اقرب وقت قبل ان تطرأ تطورات اقليمية او داخلية من شأنها إجهاض هذه المحاولة المتقدمة لإنهاء الفراغ الرئاسي، فإن اللافت في هذا السياق، ما كشفته مصادر واسعة الاطلاع لـ «الراي» تشارك في المشاورات الجارية لتذليل العقبات أمام هذه التسوية، من أن «طرْح اسم فرنجية ليس ابن ساعته القريبة، بل بدأ العمل عليه منذ مدة غير قصيرة، بمساهماتٍ غربية وسعودية، الى حين انعقاد اللقاء بين الحريري وفرنجية في باريس قبل أسابيع، بحيث توّج هذا المسعى».
وأشارت هذه المصادر الى ان «الاندفاعة التي برزت في مواقف بكركي عقب عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من ألمانيا مساء الخميس، تثبت ان الموضوع بات يتكئ على ركائز أساسية، ليس الفاتيكان بعيداً عنها ايضاً. علماً ان البطريرك استقبل بعد وصوله بقليل من السفر في الصرح البطريركي النائب فرنجية في اطار بدا معه الأخير (رئيساً منتخَباً) أكثر منه مرشحاً، الى حدٍّ لم يجد معه فرنجية حرجاً في ترديد عبارة (انا كرئيس للجمهورية هدفي ان أكون محاطاً بجميع المسيحيين). كما ان الراعي لم يجد حرجاً بدوره في إحاطة زعيم (المردة) بحفاوة احتفالية، قبل ان يكرّس مجلس المطارنة الموارنة في بيانه أمس، والذي أعقب اجتماعه الشهري دعم خيار فرنجية من خلال إعلانه انه (بعد 18 شهراً من الشغور الرئاسي تبرز فرصة جدية لملء هذا الشغور، ما يقتضي التشاور والتعاون بين الجميع لإخراج البلاد من أزمة الفراغ وتعطيل المؤسسات، فالرئيس هو رأس الدولة وفق الدستور وحجر الزاوية في العمارة الوطنية بأبعادها التاريخية المؤسساتية)».
اما في المقلب السعودي، فتكشف المصادر ان «التصريحات التي تعمّد سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري الإدلاء بها من بلدة بكفيا عقب الزيارة التي قام بها لرئيس (حزب الكتائب) النائب سامي الجميل (الخميس) شكّلت مفاجأة ضخمة للأوساط السياسية، لأنها تضمّنت الموقف السعودي الأكثر وضوحاَ في (مباركة) التسوية التي حملت اسم فرنجية مرشحاً للرئاسة. واكتسب هذا الأمر دلالة بارزة لجهة التساؤل عما اذا كانت المملكة أوعزت لسفيرها في لبنان بالدفع قدماً نحو تعميم رسالة الى الداخل اللبناني والرأي العام الخارجي بأنها تقف وراء هذه التسوية فعلاً، ما سيستتبع بطبيعة الحال مزيداً من الخطوات على محور أفرقاء سياسيين مسيحيين يرفضون ترشيح فرنجية ولا سيما منهم (حزب القوات اللبنانية) بزعامة سمير جعجع، الذي يلزم صمتاً شديد الوطأة حيال التسوية أسوة بزعيم (التيار الوطني الحر) ميشال عون».
واذ يتردد ان جعجع، الذي يفترض ان يكون زار البطريرك الراعي امس، سيتوجّه الى الرياض للقاء الرئيس الحريري ومسؤولين سعوديين كباراً في الاسبوع المقبل، فإن المصادر نفسها تعتبر ان «معالجة الرفض المسيحي القوي الذي يتشارك فيه عون وجعجع و(الكتائب) يحتاج الى ضمانات خارجية وداخلية ليست واضحة بعد، الأمر الذي يجعل الايام المقبلة مفتوحة على الكثير من شدّ الأعصاب، وخصوصاً وسط المحاولات الجارية لجعل تاريخ 16 الجاري، موعداً حاسماً لتمرير انتخاب فرنجية».
ومع ان الوسط المحيط بكل من عون وجعجع لا يبدي خشية واقعية من إمكان نجاح تمرير انتخاب فرنجية في هذا الموعد، فإن هذا الوسط لا يفصح بعد عما يمكن ان يعمد اليه الفريقان المسيحيان الأساسيان من خطوات ومواقف، ولو ان الإشارات تتواتر عن رفضهما رفضاً حاداً ترشيح فرنجية، كلٌّ من منطلقاته ودوافعه، من دون ان يتضح ماذا سيفعلان بعدما بات انتخاب زعيم «المردة» أمراً واقعاً.
ولعل ما يساعد الفريقين العوني والقواتي في كسب عامل الوقت ومحاولة توظيفه لاحتواء اندفاعة تقدم فرنجية والطموح المشترك لديهما الى إسقاطها، هو الصمت البليغ الذي يلتزمه ايضاً «حزب الله» والذي لا تُنقل عنه الا عبارة لا تتزحزح حتى الآن، وهي ان الحزب ملتزم دعم عون ما دام مرشحاً، بما يعني عدم استعداد الحزب والأرجح عدم قدرته على اتخاذ اي موقف مغاير وإيجابي من ترشيح فرنجية إلا إذا أعلن عون الانسحاب من الترشيح إما لمصلحة فرنجية وإما لخيار آخر.
وفي اعتقاد المصادر المواكبة للاتصالات التي وُضعت على نار حامية جداً، ان الايام المقبلة ستتسم بأهمية حاسمة في تقرير وجهة هذا التطور الاستثنائي الذي يعيشه لبنان، وسيكون من الصعوبة بمكان إطلاق التكهّنات المسبقة التي تسابق أرضاً ساخنة للتطورات تجعل من كل لحظة عرضة لمعطيات جديدة، علماً ان نقطة الإجماع الوحيدة التي تظلل مجمل المعطيات في الأسابيع والأيام القليلة الماضية، تتمثل في ان آخر أسابيع السنة الحالية سيشهد حسماً لهذه المحاولة، فإما أن يمرّ فرنجية رئيساً منتخباً خلالها، وإما العودة الى دوامة الأزمة، وربما بوقائع جديدة وتداعيات مختلفة.
تحليل / الأسد طرح اسمه في 2004 ...هل يحرم «حزب الله» فرنجية من الرئاسة ... للمرة الثانية؟
الرأي... بيروت - من وسام أبو حرفوش
... قليلون جداً هم الذين يعرفون ان «حزب الله» فوّت على زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية فرصة الوصول الى رئاسة الجمهورية في العام 2004. يومها كان «عضّ الأصابع» في معركة التمديد او عدمه لرئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود على أشدّه، حين أبدى الرئيس السوري بشار الأسد ميلاً للإتيان بـ «صديقه» فرنجية للرئاسة في لبنان تفادياً للمواجهة مع المجتمع الدولي ولاعتقاده ان خصومه في بيروت يرغبون بتجنُّب الأسوأ (اي التمديد).
عندما طرح الأسد خيار فرنجية على «حزب الله»، كان ردّ أمينه العام السيّد حسن نصرالله حينها انهم لا يعرفون زعيم «المردة» كفاية، وتالياً فإن الحزب لا يمكن ان يمشي بمرشح لا يعرفه ولا يَطْمَئنّ إليه، الأمر الذي حرم فرنجية الوصول الى قصر بعبدا كواحد من اثنيْن كان يمكن لـ «زعيم» المعارضة آنذاك الرئيس رفيق الحريري السير بهما (اضافة الى الوزير جان عبيد) كتسويةٍ على قاعدة «أهون الشرور» في لحظة صراعٍ صاخب مع نظام الأسد.
هل يمكن «حزب الله» ان يحرم فرنجية فرصة وصوله الى الرئاسة مرة ثانية من خلال استمرار وقوفه خلف مرشّح «أنا أو لا أحد»، اي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي توحي المؤشرات بأنه لن يسحب ترشيحه مهما كلف الأمر؟
بين 2004 و 2015 تَطوّرت العلاقة بين فرنجية و«حزب الله» على نحو مضطرد. فـ «صديق الأسد» أصبح حليفاً موثوقاً للحزب وأكثر شعبية في البيئة الشيعية الموالية لـ «حزب الله» رغم «ورقة التفاهم» التي تجمع الأخير بالعماد عون... وثمة أحداث لا تخلو من الطرافة تعكس الطابع اللصيق لعلاقة فرنجية بالحزب بعدما «جمعتهما المصيبة» عقب إنفجار ما عُرف بـ «انتفاضة الاستقلال» وخروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005.
لم يكن فرنجية يدرك ان صديقه ورفيقه في الكثير من الاجتماعات والرحلات في جنوب لبنان، «الحاج رضوان» (القائد العسكري في حزب الله) اسمه الحقيقي عماد مغنية، وفي واحدة من المرات سأل فرنجية الحاج رضوان عن عماد مغنية، الاسم الذي يسمع به من دون ان يرى صاحبه، فما كان من الحاج عماد الا ان قال له «إن مغنية مجرد شخصية تشبه الأشباح ولا وجود لها».
لم يعرف فرنجية ان عماد مغنية هو صديقه الحاج رضوان الا عندما حاول الاتصال به ليسأله، مع دوي الانفجار في حي كفرسوسة في دمشق في فبراير من العام 2008، عن ملابسات اغتيال مغنية فإذا بأحد مسؤولي «حزب الله» يقول له «انه صديقك الحاج رضوان».
وقائع من هذا النوع تُظهِر المدى الذي بلغته علاقة فرنجية بـ «حزب الله»، الذي لم يفصح بعد عن موقفه من وضْع ترشيح زعيم «المردة» على الطاولة عبر مبادرةٍ «جدية وغير رسمية» فاجأ بها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الوسط السياسي، هو الذي تلقّف دعوة السيد نصرالله لـ «تسوية شاملة» تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة (رئاسة وتركيبة) وقانون الانتخاب.
وثمة مَن يعتقد ان «حزب الله»، الذي ما زال يجاهر بوقوفه خلف العماد عون ما دام مرشحاً للرئاسة، يعاني حرجاً شديداً مع ارتفاع حظوظ مرشّحه الفعلي والمكتوم، اي سليمان فرنجية، للوصول الى سدة الرئاسة الاولى، وخصوصاً ان الحزب الذي يغلّب تحالفه مع عون في مقاربة الواقع السياسي الداخلي، يدرك ان لا حظوظ لزعيم «التيار الحر» الذي يشكك البعض في رغبة «حزب الله» أساساً في بلوغه قصر بعبدا.
ورغم الانطباع الذي يسود أوساطاً واسعة عن ان خيار فرنجية، الذي تتعدّد الروايات حول ملابساته والجهات التي تقف خلفه، يعكس «صفقة» تَداخَل فيها الداخلي بالخارجي، فانه يكاد لا يمرّ يوم من دون تسريب معلومات عن ان «حزب الله» وأمينه العام السيد نصرالله أبلغا الى العماد عون أنه مرشح الحزب الوحيد ما دام لم يعلن انسحابه من السباق الرئاسي.
ما حقيقة موقف الحزب من ترشيح فرنجية؟ هل يمكن ان يحرمه الرئاسة مرة ثانية؟ ام انه ينتظر اللحظة المؤاتية لإقناع العماد عون بفتح الطريق أمام وصول أحد رموز تحالف «8 آذار» الى رأس السلطة؟
الأكيد في هذا السياق ان موقف «حزب الله» أخذ بالتدرّج في مقاربة ترشيح فرنجية للرئاسة، ويمكن تظهيره على النحو الاتي:
* قبل انكشاف أمر «اللقاء السري» الذي انعقد قبل نحو ثلاثة أسابيع في باريس بين الحريري وفرنجية، انفردت «الراي» بنشْر معلومات عن ان زعيم «المردة» كان فاتح قيادة «حزب الله» بأن «المستقبل» أبلغ اليه عبر احد وزرائه باستعداده للسير به كمرشح للرئاسة، فكان ردّ الحزب، الذي شعر باقتناع فرنجية بجدّية طرْح الحريري، ان الأمر ينطوي على مناورة الهدف منها دقّ اسفين بين حليفيْه، اي عون وفرنجية، وهو ما ترك انطباعاً أوّلياً بأن «حزب الله» غير متحمّس، وتالياً ربما لا يريد رئيساً بتوقيتِ سواه.
* المعطيات الحالية التي تؤشر الى انه رغم «حسن النية» الذي يبديه «حزب الله» تجاه زعيم «التيار الوطني الحر» عبر الإعلان عن الاستمرار خلفه في الملف الرئاسي، فإن الحزب سيدعم ترشيح فرنجية فور تَوافُر أمريْن: أوّلهما إعلان الحريري رسمياً ترشيح فرنجية وعلى النحو الذي يؤكد تبني المملكة العربية السعودية هذه المبادرة (باركها سفير المملكة في بيروت علي عواض العسيري)، وثانيهما تأمين تغطية وازنة داخلية وخارجية لهذه الخطوة.
وفي تقدير أوساطٍ على بيّنة من موقف «حزب الله»، فإن تأمين هذين الشرطيْن اللذين سيُشعِران العماد عون بـ «الإحراج» نتيجة الوصول «المضمون» لفرنجية، سيسهّل على «حزب الله» إقناع زعيم «التيار الوطني الحر»، وعلى طريقته، بالانسحاب من السباق الرئاسي حفاظاً على مقتضيات التسوية التي تحظى بدعم كبير ولحفْظ تحالف «8 آذار» وعدم التفريط بانتخاب أحد رموزه للرئاسة.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,448,111

عدد الزوار: 7,633,676

المتواجدون الآن: 0