السعودية توقف بث »المنار« و»الميادين« على »عرب سات«...الراعي لمقاربة المبادرة «بالتعالي عن المصالح الشخصية ليكون الرئيس هدية الميلاد» وباسيل:التضحية بالذات من أجل مصالح الغير خيانة

القيادات المسيحية تُعرقل خيار فرنجية...حوار سعودي - إيراني سهّل إطلاق المبادرة لكن مصادر عون تحصر التسمية بالتوازن الداخلي

تاريخ الإضافة الإثنين 7 كانون الأول 2015 - 6:52 ص    عدد الزيارات 1956    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الراعي لمقاربة المبادرة «بالتعالي عن المصالح الشخصية ليكون الرئيس هدية الميلاد»
مظلوم لـ«المستقبل»: الأقطاب الأربعة تعهّدوا قبول بعضهم
بعيداً عن التصعيد المتدرّج من جانب التيّار «الوطني الحرّ» إزاء مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والذي عبّر عنه رئيسه الوزير جبران باسيل برفضه «التضحية بالذات من أجل مصالح الآخرين»، وبتمسّكه برئيس جمهورية «يمثّل اللبنانيين»، مقابل تأكيد فرنجية مساء «أينما كنا لن نختلف مع الجنرال (ميشال) عون»، واصلت بكركي أمس دعم هذه المبادرة التي دعا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى مقاربتها «على أساس من التجرُّد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية». فيما أكّد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أنّ البطريرك «يحثّ الجميع على القبول بهذه المبادرة»، كاشفاً لـ«المستقبل» أنّ الأقطاب الموارنة الأربعة «توافقوا في بكركي على أنّ ترشيح كلّ منهم للرئاسة مقبول من الآخرين، وتعهّدوا أنّ أحداً من الأربعة لا يضع فيتو على الآخر».

وقال المطران مظلوم الذي كان شاهداً في اجتماع الأقطاب الذي عُقد برعاية الراعي في بكركي مساء 28 آذار 2015 إنهم «اتفقوا خلال هذا الاجتماع على أنّ الأربعة مرشّحون»، مضيفاً أنّ الدكتور جعجع «اتّصل يومذاك بغبطة البطريرك معتذراً عن عدم الحضور (لأسباب أمنية كما ورد في بيان بكركي) مؤكداً له التزامه بما يتّفقون عليه، ثم جرى إطلاع الدكتور جعجع على نصّ البيان الختامي ووافق عليه».

الحريري فتح الباب

وإذ ذكّر مظلوم بأنّ النائب فرنجية واحد من الأقطاب الأربعة و«ابن الكنيسة»، أكّد لـ«المستقبل» أنّ البطريرك الراعي «يتواصل مع جميع الأقطاب لمعرفة مواقفهم ويحثّهم على القبول بهذه المبادرة الحدث التي تفتح الباب أمام تأمين انتخاب رئيس ووقف الفراغ المستمر منذ عام ونصف العام».

وكان مظلوم قال في تصريح لوكالة «أخبار اليوم» أمس إنّ «من حق كل فريق أن يقترح وينتخب ويشارك، بل على كل لبناني أن يقترح، ومنذ سنة ونصف السنة لم يقدم أحد على أية مبادرة لا سيما من قِبَل المسيحيين والموارنة تحديداً، وبالتالي لا يحق لأحد أن يعتب إذا جاء زعيم من طائفة أخرى ليقدّم مبادرة للحلّ»، مؤكداً أنّ الرئيس سعد الحريري «يفتح الباب بعد فترة من عدم تحريك الملف».

وكان البيان الذي صدر عن الأقطاب في بكركي ووُصف بأنه حصر الترشيح بالمرشحين الأربعة «الأقوياء» شدّد في فقرته الثانية على «الإصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يستمدّ دعمه بداية من المكوّن الذي ينتمي إليه، فيكون معبّراً عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين وعن الثوابت الميثاقية والوطنية..».

كما أكّد مسؤول الإعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض الذي تلا هذا البيان، ردّاً على سؤال من الصحافيين، أنّ الأقطاب الأربعة «مرشّحون».

ترحيل النفايات

في الغضون، تواصل الاهتمام بملف النفايات حيث أكّدت مصادر متابِعة للملف لـ«المستقبل» أنّ دوائر السرايا الكبيرة مستنفرة اليوم الأحد لاستكمال التحضيرات وتأمين مستلزمات ترحيل النفايات تمهيداً لاتخاذ قرار الترحيل المتوقّع خلال أيام.

ولفتت المصادر إلى اجتماع يُعقد في السرايا اليوم في حضور اللجنة المكلفة بالملف والشركات التي تقدّمت بعروض الترحيل، وذلك لمتابعة الجوانب الفنية والتقنية والإدارية واستكمال البُنى التحتية اللازمة في لبنان لبدء الترحيل.

وعلمت «المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيرأس اجتماع اللجنة وعلى ضوء تقدُم العمل سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار الترحيل.
الراعي لمقاربة مبادرة انتخاب الرئيس بالتشاور والتوافق
دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الكتل السياسية إلى «مقاربة المبادرة الجديدة الجدية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، والخروج من أزمة الفراغ في سدة الرئاسة منذ سنة وسبعة أشهر، مقاربة مسؤولة واعية وموضوعية، قوامها التشاور والتوافق، على أساس من التجرد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية«، مؤكداً أن «البطريركية تسعى جاهدة الى تعزيز هذا التشاور من أجل ضمان قرار وطني شامل موحد يجمع على شخص المرشح لرئاسة الجمهورية«.

ترأس الراعي قداساً احتفالياً في كنيسة مار شربل في عنايا أمس، بدعوة من الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، لمناسبة مرور خمسين عاماً على إعلان تطويب القديس شربل واختتام أعمال المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، عاونه فيه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الأباتي طنوس نعمة ورئيس الدير القيم البطريركي الأب شربل بيروتي، وخدمته جوقة الصوت العتيق بقيادة الأب ميلاد طربية، في حضور قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد جهاد الحويك، آمر مفرزة جونية القضائية المقدم طوني متى، آمر فصيلة جبيل في قوى الأمن الداخلي النقيب كارلوس حاماتي، رئيس بلدية عنايا كفربعال بطرس عبود واهمج نزيه ايلي سمعان، رئيس جمعية آنج الاجتماعية اسكندر جبران، وعدد من المطارنة ولفيف من الكهنة والآباء وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى عظة بعنوان «حينئذ يتلألأ الأبرار في ملكوت أبيهم» قال فيها: «اليوم نستلهم كلمات المجمع المسكوني وحضور القديس شربل العالمي، لنقول كلمة رجاء وسلام لأبناء لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الذين يعانون ويلات الحرب والنزاعات، والهدم والقتل والتهجير، مصلين برجاء وطيد من أجل إيقاف الحروب الدائرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وفي أي مكان آخر، ومن أجل حلول سياسية تفضي إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، ومن أجل عودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم، بحكم حقوق المواطنة الكاملة«.

اضاف: «أما في لبنان، فندعو الكتل السياسية إلى مقاربة المبادرة الجديدة الجدية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، والخروج من أزمة الفراغ في سدة الرئاسة منذ سنة وسبعة أشهر، مقاربة مسؤولة واعية وموضوعية، قوامها التشاور والتوافق، على أساس من التجرد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية، وانطلاقاً من الواقع الراهن. والبطريركية تسعى جاهدة الى تعزيز هذا التشاور من أجل ضمان قرار وطني شامل موحد يجمع على شخص المرشح لرئاسة الجمهورية. فليساعد القديس شربل، رجل القرار والخروج من الذات والمثول بصفاء أمام حضرة الله، المكونات السياسية في لبنان، على الخروج من زاوية الرؤية الضيقة إلى رؤية وطنية شاملة، تلتقط الفرصة السانحة لإجراء خطوة حاسمة نحو انتخاب رئيس للجمهورية، نأمل أن يكون هدية الميلاد ورأس السنة لجميع اللبنانيين وللمنطقة«.
أمين عام «المستقبل» : إذا فشلت المبادرة لن يُنتخب رئيس على نار باردة بل بالدماء
الحريري يرشّح فرنجية من بيروت و»حزب الله» يتحرك باتجاه عون
السياسة...بيروت – من عمر البردان:
فيما تنصب الجهود لإزالة الاعتراضات الداخلية على التسوية الرئاسية التي تعمل لإيصال النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، بعد الضوء الأخضر إقليمياً ودولياً لانتخابه، علمت «السياسة» من مصادر موثوقة أن رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري سرَّع مشاوراته مع حلفائه في «14 آذار» وخاصة «القوات اللبنانية» و»حزب الكتائب» في الأيام القليلة المقبلة لتنسيق المواقف حيال مبادرته وإطلاعهم على ظروفها ومبرراتها ومحاولته الخروج بموقف موحد منها، بعد الاعتراضات الواضحة للفريقين المسيحيين المذكورين على السير بمشروع ترشيح فرنجية للرئاسة، وهو ما قد يؤخر إنجاز التسوية ويطيل أمد الفراغ قائماً.
وكشفت المعلومات أن «حزب الله» بدأ اتصالات مع حليفه النائب ميشال عون سعياً للحصول على موافقته لانتخاب فرنجية الذي بات يحظى بموافقة غالبية الكتل النيابية، وبالتالي فإن من مصلحة «8 آذار» أن تخوض الاستحقاق الرئاسي موحدة لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا، وهذا ما سيعمل «حزب الله» على إنجازه في الفترة الفاصلة عن موعد جلسة 16 الجاري.
وأكدت مصادر بارزة في كتلة «المستقبل» النيابية لـ»السياسة» أنه الجهود منصبة حالياً لإنجاح التسوية وأن الدور الأكبر على هذا الصعيد يقوم به الحريري من خلال اتصالاته الإقليمية والدولية إلى جانب مشاوراته الداخلية، لافتة إلى أن لا موعد محدداً لعودته إلى بيروت، لأنه ليس مهماً أن يكون في بيروت بقدر ما هو مهم أن يوفر الظروف الملائمة لإنجاح التسوية.
وقالت إنه لا مؤشرات واضحة بعد بأن جلسة 16 الجاري ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية، مشيرة إلى أنه عندما تنجز التسوية ربما يأتي الرئيس الحريري إلى بيروت أو يصدر بياناً يعلن فيه ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى رسمياً، لكن بالتأكيد سيحضر جلسة انتخاب الرئيس العتيد.
وفي هذا الإطار، أكد عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب محمد قباني لـ»السياسة» أن عودة الرئيس الحريري باتت قريبة جداً، لكن من دون معرفة الموعد بشكل دقيق لأسباب أمنية، مضيفاً «إن حضوره ضروري عندما يتطلب الأمر ذلك وعندما تنضج الظروف وتصبح برسم إعلان الترشيح، وبالتأكيد فإن الرئيس الحريري سيكون بيننا من أجل تذليل العقبات».
وكشف قباني عن أن الحريري سيعلن بعد عودته إلى بيروت ترشيح النائب فرنجية للرئاسة، مشيراً إلى أن للتسوية الرئاسية حظاً مرتفعاً، «فلبنان بلد العجائب والتغيرات الفجائية»، وحظوظ فرنجية كبيرة بالوصول إلى الرئاسة لأنه من الأقطاب الموارنة الأربعة الذين باركتهم بكركي، «وبالتالي عندما يرشح أحدهم نفسه للرئاسة ويكون مدعوماً من قوى سياسية كبيرة، لا يستطيع أحد من الآخرين أن يعترض».
وأضاف «إن مشروع ميشال عون للرئاسة لم ينجح لأن الرجل جُرّب وتوصلنا إلى الكثير من السلبيات في التجربة معه، وعرف لبنان الكثير من الدمار في عهده، وبالتالي لم يكن من الممكن القبول به رئيساً، لأنه رجل غير قابل للتفاهم ومن الصعب أن تتعامل معه».
وإذ أشار إلى أنه «كائناً من كان رئيس الجمهورية، فإن الحريري سيكون رئيس الوزراء المقبل»، اعتبر قباني أنه بعد انتخابات الرئاسة ستتغير الصورة في الداخل وستكون هناك إعادة تموضع ولن يبقى هذا الانقسام الحاد بين «8 و14 آذار».
واضاف «إن النائب فرنجية إذا أصبح رئيساً للجمهورية فلن يكون أسداً آخر في لبنان، لأن الأسد الآخر لم يعد أسداً ووضعه ضعيف في سورية وإن كان فرنجية صديقاً شخصياً لرئيس النظام السوري، وبالتالي كما قال لعدد من الذين التقاهم، إنه يميز بين صداقته الشخصية للأسد وبين تصرفه إذا انتخب رئيساً للجمهورية ونحن نصدّقه، لأنه من النوع الصريح الذي لا يخفي خياراته وقناعاته».
وفي تحذير شديد اللهجة، قال الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري «لا أظن أن البلد قادر على تحمل فترة اضافية من عدم وجود رئيس، واذا فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لاشهر عدة مقبلة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سينتخب بالدماء»، مضيفاً «هل نريد أن نكرر حرباً أهلية ثانية؟ وفي حال عدم سريان التسوية ما الذي يضمن أن لا تكون هناك مثالثة».
إلى ذلك، رجحت مصادر مسيحية أن يصار إلى عقد اجتماع للأقطاب الموارنة برعاة البطريرك بشارة الراعي، في إطار سعي بكركي التي أعلنت تأييدها المبادرة الرئاسية إلى مباركة الأقطاب لانتخاب فرنجية، باعتبار أن البطريرك الراعي حريص على أن يحظى الرئيس العتيد بأوسع دعم مسيحي ووطني للقيام بدوره على أكمل وجه.
وكان البطريرك الذي تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، التقى مساء أول من أمس رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل الذي أكد أن لا أحد يستطيع أن يطلب من «الكتائب» التصويت لمرشح يناقض بمواقفه خطها السياسي التاريخي، في حين شدد رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من بكركي، على «أننا متمسكون بحرية انتخاب رئيس وبقانون انتخاب عادل».
معادلة «فرنجية أو الفوضى» تضع لبنان أمام... مفترق وعودة وشيكة للحريري إلى بيروت والاعتراض المسيحي على حاله
بيروت - «الراي»
تسير التسوية الرئاسية في لبنان بـ «سرعتيْن» غير متوازيتيْن، الأولى خارجية وتستعجل انتخاب زعيم «المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً، والثانية داخلية لا سيما من الأفرقاء المسيحيين الوازنين تحاول «فرْملة
«قطار»التسوية، ولمَ لا منْعه من بلوغ وجهته النهائية.
وبات واضحاً في بيروت ان ثمة«قراراً كبيراً»خارجياً بوجوب سدّ ثغرة الفراغ في الرئاسة الأولى المستمرّ منذ 25 مايو 2014 وذلك في أقرب وقت لاعتبارات دولية تتّصل بالوقائع المتدحرجة المحيطة بالأزمة السورية وآفاقها كما بتقاطُع المصالح الاقليمية لا سيما السعودية - الايرانية على اختبار«تعايش»جديد بين نفوذهما في لبنان«على البارد»بانتظار انقشاع الرؤية في«ساحات الاشتباك»في المنطقة.
وفي مقابل«الطبَقة الخارجية»للتسوية الرئاسية والتي تجعل هذا الاستحقاق بمثابة واحدة من«القطع»في«البازل»الاقليمي الذي يرتسم من قلب«ملاعب النار»المفتوحة في أكثر من ساحة، فان«الطبقة الداخلية»لهذا الملف والتي تُظهر«ممانعة»مسيحية من كل من العماد ميشال والدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميّل، كلٌّ لاعتباراته، تبدو محكومة بالمعطى الجديد الذي شكّلته مبادرة الرئيس سعد الحريري بطرْح خيار فرنجية. ذلك ان القوى المسيحية باتت أمام معادلة عدم امكان الاستمرار في لعبة الانتظار الرئاسية التي كانت قائمة، أي ترْك هذا الملف رهينةً حتى يقتنع عون بسحب ترشيحه او تتبلور حرب النفوذ في المنطقة بما يفرز رئيساً يجسدّ نتائجها (من خارج 8 و 14 آذار)، بل ان«الضوء الأخضر»غير المسبوق دولياً للإفراج عن«الرئاسية»صار يحتّم على هذه القوى إما التوافق على مرشح من«الأقوياء الاربعة»وفق تصنيف الكنيسة (عون، جعجع، فرنجية او الرئيس امين الجميل) وإما من خارجهم.
وترى أوساط سياسية واسعة الإطلاع، أنه بحيال صعوبة سير المسيحيين«الأقوياء»الثلاثة حتى الساعة بفرنجية، فإن أيّ«معجزة»قد تحصل لجهة اتفاقهم إما على عون وإما على مرشح من خارج هذا«النادي»، يمكن ألا تضمن إمرار الاستحقاق، باعتبار ان اختيار زعيم«المردة»في الاساس تمّ لمجموعة عوامل أبرزها انه الوحيد الذي يمكن من خلاله إزاحة عون كمرشّح وإحراج«حزب الله»الذي كان يمتْرس خلف«الجنرال»لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، ذلك أن فرنجية هو بمثابة«هدية لا يمكن رفضها». ناهيك عن الحسابات المتصلة بـ«فوائد»وجود رئيس من 8 آذار وثيق الصلة بالنظام السوري و«حزب الله»لجهة إعطاء تطمينات الى الحزب كما الى المكوّن العلوي في«سورية ما بعد الأسد»، ما يساهم في توفير«بوليصة تأمين»للواقع اللبناني حيال تداعيات الأزمة السورية.
على ان هذه الأوساط تعتبر ان من غير الواقعية بمكان ايضاً الاستخفاف بـ«الفيتو»المسيحي على فرنجيّة والذي من شأن إدارة الظهر بالكامل له جعل انتخاب رئيس«المردة»مشروع مشكلة في لبنان عوض ان يكون مشروع حلّ، من دون إغفال التداعيات المحتملة لذلك على التحالفات داخل كل من فريقيْ 8 و 14 آذار وتالياً على التوازنات السياسية في العهد الجديد والتي تبقى«الضامن»الفعلي لتوزُّع كعكة السلطة لا سيما على مستوى رئاسة الحكومة وتركيبتها والبرلمان.
ومن هنا تشير الأوساط الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تكثيفاً للاتصالات في محاولة لتكييف الواقع اللبناني مع موجبات السير بفرنجية الذي بات«النصاب»الدولي - الاقليمي لانتخابه متوافراً، والسعي الى كسْر وحدة«جبهة الممانعة»المسيحية، وسط انطباعات بأن التقديرات التي لا تستبعد ان يقوم جعجع بالسير بعون مرشحاً بوجه فرنجية دونها صعوبات تتصل بأن«معيار»المشروع السياسي الذي اعتمدته«القوات اللبنانية»للتحفظ حتى الساعة عن زعيم«المردة»ينطبق نفسه على زعيم«التيار الوطني الحر»، ناهيك عن حسابات أخرى تتصل بمدى رغبة جعجع في القيام بأي خطوة من شأنها هدم«الجسر المتين»الذي يربطه بالمملكة العربية السعودية.
وتتوقّع دوائر سياسية ان تعطي العودة المرتقبة للرئيس الحريري الى بيروت الاسبوع الطالع زخماً للمشاورات الداخلية، وسط توقعات بأن يعمد الأخير مع وصوله الى لبنان الى إعلان ترشيح فرنجية بالتزامن مع إطلالة تلفزيونية يوضح فيها«حيثيات»هذا الخيار الذي يواجه مزاجاً سنياً شعبياً غير داعم له. علماً ان رئيس«المستقبل»يفترض ان يكون استكمل امس واليوم لقاءاته مع شخصيات في«14 آذار»ومن تياره، في ظل معلومات عن ان وزير العدل اللواء أشرف ريفي (أبرز المعترضين على وصول فرنجية من فريق الحريري) والنائب أحمد فتفت هما على جدول هذه اللقاءات.
وتترافق حركة الحريري في السعودية، التي كانت باركت مبادرته بطرح خيار فرنجية، مع تركيز على ان ضياع فرصة فرنجية قد يضع البلاد في«فم المجهول»، وهو ما عبّر عه بوضوح الامين العام لـ«تيار المستقبل»احمد الحريري الذي نُقل عنه انه«في حال فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لعدة اشهرمقبلة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سيُنتخب بالدماء».
وبإزاء ما أثاره هذا الكلام من لغط، أوضحت منسقية الإعلام في تيار«المستقبل»ان«بعض وسائل الاعلام وزّع كلاماً مجتزأً للامين العام للتيار»، موضحة «ان كلام أحمد الحريري جاء في سياق تأكيد أن احترام المهل الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الكفيل بإبقاء ضمانة الدولة للجميع، وأن أي تأخير في هذا الاستحقاق، كما حصل في السابق، يعني دخول لبنان في المجهول».
القيادات المسيحية تُعرقل خيار فرنجية
بيروت - «الحياة» 
تجنب لبنان أمس جريمة إرهابية جديدة حين استبق الجيش اللبناني تحرك أحد الانتحاريين لتفجير نفسه في مكان عام وداهم منزله فما كان منه إلا أن فجر نفسه وقتل بذلك والدته وطفلة هي ابنة شقيقته.
وكانت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني حصلت على معلومات عن أن المطلوب للعدالة منذ عام 2014 محمد مصطفى حمزة ينوي تفجير نفسه في مكان عام وأنه ينتمي إلى خلية من تنظيم «داعش»، فداهمت منزله في بلدة دير عمار شمال لبنان، لكنه قاوم الدورية التي نفذت المداهمة ورمى على عناصرها رمانتين يدويتين فجرح 7 عسكريين بينهم ضابطان ثم فجر نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتل والدته وابنة شقيقته وإلى جرح والده وزوجته، التي توفيت لاحقاً متأثرة بجروحها، وفق قول مصدر أمني لـ «الحياة». وأوضح المصدر أن مخابرات الجيش تلاحق خلية ينتمي إليها حمزة، وأن التوجه إلى توقيفه أنقذ البلد من عملية إرهابية كان ينوي تنفيذها في أحد الأمكنة العامة.
وعلى الصعيد السياسي بدا أمس أن العراقيل تزداد أمام إنجاز التسوية التي طرحها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري على دعم خيار رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من أجل إنهاء الشغور الرئاسي، بعدما أكدت الأحزاب المسيحية الثلاثة «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع و «الكتائب» برئاسة النائب سامي الجميل إما رفضها لخيار فرنجية أو تحفظها عن التسوية، مع تلويح مصادر قياداتها بإمكان الاتجاه نحو قيام تحالف مسيحي ضد هذه التسوية في حال الإصرار على خيار فرنجية.
وفي وقت كان تيار «المستقبل» يراهن على أن يساعد «حزب الله» في إقناع عون بالموافقة على التسوية باعتبار أن وصول فرنجية للرئاسة مكسب له كقطب من أقطاب تحالف 8 آذار، نقل زوار العماد عون عن أجوائه معلومات تفيد بأنه تبلغ من وفد قيادي من الحزب زاره ليل أول من أمس باسم أمينه العام السيد حسن نصرالله أن «حزب الله» لن يتخلى عن عون وهو مستمر بدعمه للرئاسة. وقالت مصادر عدة لـ «الحياة» إن الحزب غير مرتاح إلى الاتفاق الذي جرى بين الحريري وفرنجية بعد مراجعة الموقف، على رغم أن المعلومات كانت أشارت إلى أن رئيس «المردة» قام باتصالاته مع زعيم «المستقبل» بعدما وضع قيادة الحزب في أجواء اللقاءات التمهيدية تحضيراً للقاء بينهما فشجعته عليها. وفسرت مصادر مؤيدة لخيار عون للرئاسة موقف الحزب هذا بالقول إنه طالما قدم الحريري تنازلاً بالقبول بمرشح 8 آذار للرئاسة هو فرنجية، فإن الانتظار بعض الوقت قد يفضي به إلى تقديم تنازل جديد هو القبول بعون، خصوصاً أن التطورات الإقليمية ليست في مصلحة فريق 14 آذار.
وفي وقت اعتبرت أوساط سياسية أن انطلاقة الحوار السعودي - الإيراني في فيينا سهلت الإقبال على التسوية الرئاسية في لبنان، فإن مصادر تيار عون و8 آذار تشير إلى أنه مع انعكاس هذا الحوار إيجاباً على الداخل اللبناني، فإنه لا يعني أن الدولتين تسميان الرئيس العتيد بل إن التوازنات الداخلية هي التي ترجح الاسم.
وعكس رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل رفض البحث بتأييد فرنجية بقوله: «إننا نريد رئيساً كبيراً وكلما كبر، كان أحسن ولن نقبل للبنان إلا رئيساً قوياً وعلينا أن نصمد...».
وقال زوار عون إنه تلقى تطميناً من الرئيس السوري بشار الأسد بأن دمشق ما زالت على دعمها له، طالما هو مستمر بترشيح نفسه للرئاسة. وقالت مصادر مقربة منه في تفسير ذلك على رغم صداقة الأسد مع فرنجية، أن القيادة السورية غير مرتاحة إلى دعم السعودية للأخير للرئاسة، في وقت تخوض الرياض معركة تنحي الأسد.
وفي المقابل، نقلت مصادر اطلعت على نتائج المشاورات التي يجريها البطريرك الماروني بشارة الراعي عن النائب الجميل قوله للراعي إنه «في وقت لا يستطيع بشار الأسد أن يكرس حكمه لسورية فكيف نقبل نحن بأن يحكم في لبنان؟».
وفي سياق التوقعات عن إمكان قلب التحالفات بسبب التسوية التي يطرحها الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط على خيار فرنجية للرئاسة، قالت مصادر قيادية في «القوات اللبنانية»، إن جعجع سيضطر إذا كان هناك من حظوظ لفرنجية، إلى أن يؤيد ترشيح العماد عون في وجه فرنجية لأنه ليس في وارد القبول بالأخير. وينتظر أن يلتقي جعجع البطريرك الراعي لإبلاغه رفضه التسوية المطروحة، بعدما كان أبلغه إياها في اتصال هاتفي. ونفت مصادر «القوات» أن يكون جعجع زار البطريرك ليل الخميس الماضي سراً لهذا الغرض.
وأدى الموقف المسيحي هذا إلى تأخير إعلان الحريري دعمه لخيار فرنجية. وقالت مصادر «المستقبل» إن زعيمه كان ينوي الحضور إلى بيروت الأسبوع المقبل لإعلان دعمه ترشيح فرنجية، في حال نضوج التسوية على توليه الرئاسة، خصوصاً أن هذا يفترض انعقاد البرلمان لانتخاب الرئيس، لكن العراقيل قد تؤخر هذه الخطوة.
ودعا البطريرك الراعي الكتل السياسية إلى «مقاربة المبادرة الجديدة الجدية في شأن انتخاب رئيس للجمهورية، والخروج من أزمة الفراغ في الرئاسة منذ سنة وسبعة أشهر، مقاربة مسؤولة واعية وموضوعية، قوامها التشاور والتوافق، على أساس من التجرد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية، وانطلاقاً من الواقع الراهن. والبطريركية تسعى جاهدة إلى تعزيز هذا التشاور من أجل ضمان قرار وطني شامل موحد يجمع على شخص المرشح لرئاسة الجمهورية». وتمنى أن «يساعد القديس شربل، المكونات السياسية، على الخروج من زاوية الرؤية الضيقة الى رؤية وطنية شاملة، تلتقط الفرصة السانحة لإجراء خطوة حاسمة نحو انتخاب رئيس للجمهورية، ونأمل بأن يكون هدية الميلاد ورأس السنة لجميع اللبنانيين وللمنطقة».
باسيل:التضحية بالذات من أجل مصالح الغير خيانة
بيروت - «الحياة» 
قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال افتتاح «معرض مونة الميلاد في البترون» إن «التضحية بالذات من أجل الصالح العام واجب لكن التضحية بالذات لمصالح الآخرين تخل وخيانة وهي تخلّ عن القضية».
وتطرق إلى الخصوم السياسيين، وقال:» ولدوا في أحشاء نفعية يحاولون تكرار أنفسهم وتجربة 1990 حتى 2005 التي تعلمنا منها، ولن تتكرر وهي انتهت ولن نأخذ الفتات وسنكون أصحاب الحصة الشعبية وحصتنا هي ما يطلبه الناس أي قانون انتخاب يعطي قيمة لصوتهم ورئيس عال وكبير كهذا العلم، نريد رئيساً كلما كبر كان أحسن». ولفت إلى «أننا دخلنا في مرحلة القياسات الكبيرة، وسعيدون باننا أصبحنا في الفئة الكبيرة، افرحوا بما يجري لأننا فرحون بأن الجهد الذي قمنا به حتى اليوم أنتج وأوصلنا إلى الحقيقة الثابتة، وقلنا أننا لن نقبل للبنان إلا رئيساً قوياً ودخلنا الآن إلى نادي الأقوياء، وعنه لا رجعة، ولكن يجب علينا أن نصمد ونقاوم أكثر لأنه يحق لنا التفكير أننا نريد دائماً الأكبر».
وأضاف: «الوطنيون السياديون الحقيقيون ليسوا النفعيين، يسمّون أنفسهم بمرحلة سياديين، ونراهم يعودون إلى النفعية، وينتظرون كل مناسبة ليضعوا الأولوية لمنفعتهم». وأكد «اننا لن نكون سجناء في وطننا ومنفيين عنه، تقاسم وتوزّع الادوار التي رأيناها بمجالس وهيئات لن يكون».
حوار سعودي - إيراني سهّل إطلاق المبادرة لكن مصادر عون تحصر التسمية بالتوازن الداخلي
الحياة...بيروت - وليد شقير 
الآمال بقرب إنجاز التسوية اللبنانية على ملء الشغور الرئاسي باعتماد خيار رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة، راوحت بين التفاؤل بالمزيد من التغطية والمباركة الخارجيتين لهذه التسوية وبين تدافع الاتصالات الداخلية من أجل تذليل العقبات من أمامها.
ويلخص مصدر معني مباشرة بإنجاح التسوية بالمعادلة الآتية: «زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري محرج مع حليفه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع و «حزب الله» محرج مع حليفه زعيم «التيار الوطني الحر»، في سعي كل منهما لإنجاز التسوية. وكل منهما مربك في علاقته مع حليفه لإقناعه بخيار فرنجية».
ويقول المصدر إنه حتى لو استطاع «المستقبل» إقناع «القوات»، أو تجاوز استمرار اعتراضها على فرنجية، فإن عدم تمكن الحزب من الاتفاق مع عون يبقى العقبة الأكبر أمام إنجاز التسوية.
ويتخوف الفريقان، وسائر القوى التي تؤيد التسوية من أن تؤدي إطالة عملية إنضاج التسوية الى تفويت فرصة لاحت نتيجة التأييد الذي حصل عليه فرنجية بالتنازل الذي قدمه الحريري بقبوله مرشحاً من قوى 8 آذار، وبالتبني الذي صدر عن رئيس «اللقاء النيابي الديموقرطي» وليد جنبلاط لفرنجية، بعدما كان كل منهما يدعو الى رئيس وسطي أو توافقي من خارج نادي المرشحين الموارنة الأربعة الأقطاب، بحيث يتم إهدار هذه الفرصة، فيتأجل إنهاء الشغور الرئاسي أشهراً أخرى. وهذا لا يحتمله الوضع في لبنان الذي سيذهب نحو مزيد من التدهور نتيجة الشلل في مؤسساته، وانعكاس التعطيل على الاقتصاد والوضع المعيشي.
وكانت الأنباء عن أن صوغ ملامح هذه التسوية جاء نتيجة مناخ جديد على الصعيدين الدولي والإقليمي، برز في دعم الديبلوماسية الأميركية لخيار فرنجية، ثم التأييد الفرنسي لها، وقبل ذلك في انطلاقة الحوار السعودي - الإيراني على هامش اجتماع فيينا الأخير في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وتقول مصادر لبنانية رسمية إن انطلاقة هذا الحوار جرت في لقاء جمع وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف، اللذين جلسا سوية على المقاعد الخلفية لطاولة الوزراء المشاركين في اجتماع فيينا، عند ارفضاض الاجتماع، على مرأى من عدد من الوزراء وبينهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، عند الخروج من القاعة. وأفادت المصادر نفسها أن باسيل أبلغ المسؤولين في بيروت عن هذا اللقاء فور عودته.
كما تفيد المصادر أن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان أبلغ من التقاهم خلال زيارته الأخيرة لبيروت مطلع الأسبوع الماضي، أن الحوار بين بلاده وبين المملكة العربية الســـعودية انطلق. ومــما تبلغه المسؤولون الأميركيون أن اللقاء بين الجبير وظريف كان تمهيدياً، اتفق خلاله، أو بعده، على مواصلة الحوار حول القضايا الخلافية الكثيرة بينهما والتي لم تشهد تقارباً في النظرة، على تشكيل لجنتين بين الدولتين: الأولى سياسية للبحث في الأزمات الإقليمية من سورية الى لبنان واليمن والوضع في الخليج، والثانية أمنية للبحث في مجموعة من الاحتكاكات سواء المباشرة أم غير المباشرة. على أن تبدأ اللجنتان لقاءاتهما في دولة عُمان.
استمرار التهدئة في لبنان
لكن المصادر المتقاطعة التي تحدثت عن انطلاق الحوار السعودي - الإيراني لا تملك معلومات عما إذا كانت الرياض وطهران قد بحثتا التسوية على الرئاسة في لبنان، لكنها تشير الى أن الجانبين تناولا ضرورة استمرار التهدئة فيه، وحفظ الاستقرار وتحييده عن الصراعات الدائرة في المنطقة ودعم نهوض مؤسساته، في ظل استمرار الخلاف على الملفات الأخرى. فبعد لقاء فيينا بقيت مظاهر الحدة في شأن بعض هذه الملفات غالبة، خصوصاً أن الرياض غير متحمسة للبحث مع طهران في أزمة اليمن ودورها فيها مقابل موافقتها على دور إيران في البحث عن حل سياسي في سورية عبر مؤتمر فيينا، وأنه أعقب اللقاء أيضاً قرار السعودية وضع المزيد من قادة «حزب الله» على لائحة الإرهاب. وتفيد معلومات بعض القيادات أن صيغة اجتماع اللجنتين اللتين اتفق على تشكيلهما في مسقط أو غيرها جاءت بديلاً لاقتراح الجانب الإيراني أن يزور وفد منه الرياض للبحث في الملفات الخلافية، كما أن إيران لم تخف انزعاجها من إيكال الدول الكبرى مسألة ترتيب وحدة المعارضة السورية إليها لرعاية اجتماع فصائلها في العاصمة السعودية، بدءاً من غد الاثنين... إلا أن المصادر التي تسقطت أنباء انطلاق الحوار الثنائي، أشارت الى أن الجانبين أبديا حرصاً على إبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر الحاصل بينهما.
تأييد اتفاق بري ونصرالله
وإذ ترى هذه المصادر أن نجاح الرياض وطهران ترجمة مناخ بداية الحوار بينهما عبر دعم التسوية على الرئاسة بينهما، قد يشكل بداية إيجابية لاستكمال محاولات التوافق على الملفات الأخرى، وأن كلاً منهما واكب التسوية التي أفضت الى طرح اسم فرنجية على طريقته: السعودية اطلعت على الحوار غير المباشر الذي دار بين الحريري وفرنجية منذ مطلع الصيف الماضي، وأخذت تقتنع بأن هذا الخيار ممكن، قبل لقاء فيينا حتى، وصولاً الى إعلان مباركته بعد أن انتقل الى حوار مباشر بين الحريري وفرنجية. أما طهران فكانت مطلعة على تقدم خيار فرنجية من خلال «حزب الله» الذي فاتحه رئيس «المردة» بمجرياته منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، أما الموقف الذي أخذته القيادة الإيرانية من هذا الحوار فتلخص بإبلاغ الحزب ورئيس المجلس النيابي نبيه بري منذ مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بأن طهران مع ما يتفق عليه كل من بري والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله (بالنسبة الى المرشح المفضل الذي يفترض دعمه لإنهاء الشغور الرئاسي).
وفي اعتقاد هذه المصادر أن هذه الصيغة في الموقف الإيراني ترجح فرنجية بعدما كانت آلت إليه الاتصالات بين الأخير والحريري، بمتابعة من بري وجنبلاط، خصوصاً أن رئيس البرلمان ليس من محبذي دعم خيار العماد عون للرئاسة.
وثمة من يقول إن اللجنتين اللتين تشكلتا بين السعودية وإيران، باشرتا اجتماعاتهما في مسقط قبل بضعة أيام للبحث بكل الملفات الخلافية على رغم استمرار التباعد في المواقف بينهما، وأن استمرار تمسك «حزب الله» بدعم العماد عون، للرئاسة (كما تقول مصادر الأخير) يعود الى أن الحزب لن يحرق المراحل ويمضي بالتسوية مع الحريري، في انتظار اتضاح ما ستؤول إليه العلاقة الإيرانية - السعودية.
لكن مصادر قيادية مقربة من عون ترى أنه مهما كانت مجريات الحوار السعودي - الإيراني، الذي يساعد تقدمه على التوصل الى مخرج للشغور الرئاسي، فإن ما يحصل بين الدولتين هو مقدمات، وأن التوافق بينهما لا يعني أن باستطاعتهما تحديد اسم الرئيس الذي تحسم في شأنه التوازنات الداخلية أولاً.
 

انتحاري يقتل نفسه وامرأتين من أقاربه خلال مداهمة للجيش

بيروت – «السياسة»:
أقدم مشتبه به على قتل نفسه وامرأتين من عائلته، أمس، بعدما فجر حزامه الناسف خلال عملية دهم قام بها عسكريون لمنزله في شمال لبنان.
وأفاد بيان لقيادة الجيش أنه فجر أمس «أثناء دهم قوة من الجيش منزل المطلوب محمد مصطفى حمزة في محلة دير عمار-الشمال، بادر الأخير الى رمي رمانتين يدويتين في اتجاه عناصر الجيش، انفجرت إحداهما، ما أدى الى إصابة سبعة عسكريين بينهم ضابطان بجروح غير خطرة».
وأضاف البيان ان حمزة «أقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف ما أدى الى مقتله ومقتل مواطنين اثنين من اقربائه واصابة عدد آخر بجروح».
واوضح مصدر أمني أن القتيلين الآخرين هما والدة حمزة وابنة شقيقته، فيما أفاد مصادر طبي أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح أيضاً في العملية.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور لوكالة «فرانس برس» في دير عمار المنزل وقد تشققت جدرانه من الخارج والداخل، وتطايرت اجزاء من الدرج المؤدي إليه، فيما آثار الدماء والاشلاء على الارض والجدران والسقف.
وقال احد المقيمين في المبنى ويدعى احمد الدهيبي «عند الساعة الرابعة صباحا سمعنا ضجة …، فتحت الباب وكان الجيش يداهم»، مضيفا ان حمزة كان يقطن في الشقة الواقعة فوق منزله.
وقال المصدر الامني ان حمزة «مطلوب للعدالة» لصلته بأنشطة مسلحة في حي باب التبانة ذي الغالبية السنية في مدينة طرابلس، ابرز مدن شمال لبنان والقريبة من دير عمار.
وبحسب بيان الجيش، فإن حمزة متورط بـ»اطلاق النار في اتجاه دوريتين تابعتين للجيش» و»مشاركته ضمن مجموعة مسلحة في اطلاق النار على نقطة مراقبة تابعة للجيش» في العام 2014 في احياء في مدينة طرابلس، بالاضافة «الى اطلاق النار على مدنيين».
وأوقف الجيش خلال العملية عددا من اللبنانيين والسوريين على صلة بالانتحاري، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث، وفق بيان الجيش.
السعودية توقف بث »المنار« و»الميادين« على »عرب سات«
الرياض – وكالات: وجَّه وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، بإيقاف بث قناتَيْ »الميادين« و«المنار« المواليتَيْن لإيران و«حزب الله« اللبناني على قمر »عرب سات«.
وكانت القناتان قد شنَّتا هجمات إعلامية متوالية على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، لفَّقتا من خلالها الكثير من الشائعات والأكاذيب خلال عمليتي »عاصفة الحزم« و«إعادة الأمل« في اليمن.
وذكرت صحيفة »سبق« الالكترونية السعودية أنَّ التوجيهات بإيقاف القناتَيْن تأتي في وقت تعمل فيه وزارة الإعلام السعودية على إطلاق قناة باللغة الفارسية، إضافة إلى موقع إلكتروني، فيما ذكرت صحيفة »عاجل« الالكترونية أن الحجب سيشمل في وقتٍ لاحق قمر »نايل سات«.
وجاء ذلك بعد نشر وزارة الداخلية السعودية بياناً بشأن تجريم نشر الشائعات، وكتبت في تغريدة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي »تويتر«: »المتحدث الأمني: نشر الأخبار الملفقة أو تداولها بأي وسيلة، مُجرّمْ بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ونظام مكافحة التزوير«.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,448,124

عدد الزوار: 7,633,676

المتواجدون الآن: 0