السنيورة في الذكرى الثانية لاغتيال شطح: خلافاتنا في 14 آذار لن تؤثر في قضيتنا...تداعيات ترشيح فرنجية لرئاسة لبنان... «لمْلمة» في «14 آذار» وشروخ في «8 آذار»....برّي: الأولويّة للرئاسة وتفعيل الحكومة.. وبكركي لم تتلقَّ أجوبة «إيجابية»

نصر الله في ذكرى أسبوع سمير القنطار: الرد محسوم والقرار أصبح عند المؤتمنين..قاووق: المشروع الإرهابي بدأ بالتراجع

تاريخ الإضافة الإثنين 28 كانون الأول 2015 - 6:59 ص    عدد الزيارات 2072    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

برّي: الأولويّة للرئاسة وتفعيل الحكومة.. وبكركي لم تتلقَّ أجوبة «إيجابية»
الجمهورية...
ظلت أجواء الأعياد مخيّمة على البلاد وتلاحقت الدعوات الى الوحدة والحوار وملء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد وإعادة العمل إلى مؤسسات الدولة. الّا انّ الهدوء السياسي الذي طبع العيد خَرقته في نهاية الاسبوع ثلاثة مواقف سياسية: الموقف الاول لبكركي حيث أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه عندما نقول انّ المبادرة الرئاسية جدية ومدعومة، إنما نميّز بين المبادرة في حد ذاتها والاسم المطروح». والموقف الثاني مزدوج لكل من الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثانية لاستشهاد محمد شطح اكّد فيه «البقاء أوفياء لوحدة ١٤ آذار»، فيما طمأن رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة الى أن «14 آذار باقية مهما تعاظمت المصاعب والإختلافات». امّا الموقف الثالث فكان للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد سمير القنطار ونأى فيه عن الاستحقاق الرئاسي وأي قضية داخلية، واكد انّ الرد على هذا الإغتيال «قادم لا محالة». في وقت انعكس تهديد نصرالله بالرد قلقاً واستنفاراً وترقباً إسرائيلياً من حدود لبنان الى الجولان السوري المحتل.
في وقت لم يسجل أيّ تحرك سياسي عملي في شأن الاستحقاق الرئاسي وتوقف الحديث عن المبادرة التي طرحها الحريري، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره امس «انّ تفعيل العمل الحكومي وانعقاد مجلس الوزراء سيكون محور الاهتمام الاول مع بداية السنة الجديدة، لكنّ الاولوية تبقى لانتخاب الرئيس لأنّ هذا الانتخاب اذا حصل يحلّ كل المشكلات».

ورداً على سؤال، قال بري انّ مبادرة الرئيس سعد الحريري «لا تزال حية، وانّ المشكلة في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية باتت داخلية لأنّ الخارج يسير بهذه المبادرة والمطلوب منّا جميعاً في الداخل أن نعالج هذا الموضوع».

موقف جنبلاط

وفي سياق متصل قال وزير الصحة وائل ابو فاعور أمس في كلمة ألقاها باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في «ذكرى شهداء بلدة عرمون»: «يبدو اليوم انّ التسوية السياسية مستعصية بسبب بعض من أمزجة وحسابات، وبسبب بعض من منطق «أنا ومن بعدي الطوفان».

واكد انّ ما يسعى إليه جنبلاط مع بري والحريري «هو وضع حد للتدهور الحاصل في المؤسسات»، ولاحظ انّ «هذه التسوية تستقبل بالأثقال السياسية الإضافية، مرة يقال: نريد قانون انتخاب، ومرة يقال: نريد التفاهم على حلول مستدامة في علاقات المؤسسات، ونريد التفاهم على حلول مستدامة في علاقات المكونات اللبنانية بعضها ببعض. كل هذا لا يغدو كونه محاولة إثقال التسوية لإسقاطها».

وأضاف ابو فاعور: «قيل إننا نريد رئيساً من الأقطاب الأربعة، ذهب جنبلاط والحريري وبري واختاروا واحداً من الأربعة، فإذا بالثلاثة ينتفضون على الرابع.

قيل اننا نريد تسوية سياسية بين 14 و8 آذار، ذهب وليد جنبلاط وسعد الحريري ونبيه بري، ومعهم مكونات كثيرة الى أقصى الخيارات السياسية، واختاروا رمزاً من 8 آذار، فإذا بالبعض من قوى 8 آذار ينقلب على هذا الخيار قبل ان ينقلب آخرون في تحالف 14 آذار.

إذاً، ليست المشكلة في الخيار ولا في الإسم، وليست المشكلة في اسم سليمان فرنجية، المشكلة في غياب الإرادة السياسية بالتسوية السياسية. يبدو أنّ هناك عدم نضوج محلي وامتداداً إقليمياً لفكرة التسوية السياسية في البلاد. كل هذا الى أين يقود؟ يقود الى محصّلة واحدة: المزيد من التداعي في المؤسسات والإنهيار فيها».

ودعا ابو فاعور «الى أن تتغلب مشيئة التسوية السياسية على كل العقبات، وأن تتغلب هذه المشيئة التي نحن على اقتناع تام بأنها في لحظة ما سيحين أوانها».

الراعي

وفيما غاب الأقطاب الموارنة عن قدّاس عيد الميلاد في بكركي، أكد البطريرك الراعي «اننا ما زلنا نطالب باستمرار، بإسم الشعب اللبناني الذي يعبّر لنا كلّ يوم، بانتخاب رئيس للجمهورية وقيام المؤسسات وبناء دولة القانون والحقوق.

وعندما ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى مقاربة المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، فلأنّ انتخابه هو المدخل الأساس، وعندما نقول إنّ المبادرة جدّية ومدعومة، إنما نميّز بين المبادرة في حدّ ذاتها والاسم المطروح»، مطالباً «الكتل بالتشاور بشأنها في شقّيْها ولاتخاذ القرار الوطني المناسب، انطلاقاً من الوقائع المتوافرة.

فليس من المقبول إسقاط مزيد من فرص التوافق لأجل انتخاب رئيس، فالبلاد لا تتحمّل، بعد سنة وثمانية أشهر من الفراغ مزيداً من الخراب والدمار للمؤسسات الدستورية وللمواطن اللبناني، إفقاراً وإهمالاً وإذلالاً وتهجيراً».

مصادر كنسيّة

وأكدت مصادر كنسيّة لـ«الجمهورية» أن «لا مرشّح للراعي ولا يهمّه الإسم سواء كان رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية او غيره، بل هو يعمل على مبدأ ملء الفراغ الرئاسي، لذلك يكرّر في كل عظاته دعوته الكتل الى انتخاب رئيس من دون إغفال دور القيادات المارونية في هذا الأمر، مع العلم انّ اتفاق الموارنة بعضهم مع بعض ما زال بعيد المنال».

زوّار بكركي

والى ذلك، نقل زوّار الراعي عنه تأكيده انه حاول استمزاج رأي الاقطاب الموارنة الأربعة بلقاء في بكركي، لكنه لم يتلق اجوبة إيجابية من بعضهم.
وحول المبادرة الرئاسية، نُقل عن الراعي قوله «إنّ مقاربة هذه المبادرة يجب ان تكون جدية بحيث نستفيد من الطرح لتسريع انتخاب رئيس من دون ان يعني ذلك الالتزام بإسم محدد».

وأضاف الراعي: «انّ انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق دستوري وليس تسوية سياسية»، وتعجّبَ «من الذين يريدون ربط انتخاب الرئيس بسلة متكاملة او بتسوية شاملة، او بإقرار قانون انتخاب نيابي اولاً، فانتخابات رئاسة الجمهورية لا تخضع لهذه المعايير السياسية التي يمكن البحث فيها بعد انتخاب الرئيس».

ذكرى شطح

الى ذلك، أحيت قوى 14 آذار ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح في احتفال أقيم في مسجد محمد الامين، وتمّيزت بحضور لافت لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

كذلك حضر ممثلون للرئيس امين الجميّل ورئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ومنسق الامانة العامة لـ ١٤ آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، وتمّ خلال الاحتفال التأكيد على ثوابت ثورة الارز ووحدتها. وقال السنيورة في كلمته «لم نقتنع أو نوافق على انزلاق «حزب الله» وتورّطه في الأتون السوري، ولن نوافق اليوم على ذلك.

نحن نريد لشابّات لبنان وشبّانه أن ينخرطوا في عالم العصر وعصر العالم الذي عرَفه محمد شطح، لكي يضيف كلّ شابٍ لبناني إلى بلده قيمةً حقيقية مفيدة. ونحن لا نريد أن يتورّط هؤلاء الشباب في القتال الدائر في سوريا بين نظام جائر وشعبه، في سبيل مسألة ليست بالقضية ولا هي قضيتهم على أي حال».

وشدد السنيورة على أنّ «انتفاضة الشعب اللبناني في 14 آذار 2005، لا تزال هي الخزان الذي نتزوّد منه الوقود الدافع والداعم لتطلعاتنا وآمالنا في مستقبل لبنان وتطلعات أجياله نحو تحقيق وطن حرٍّ سيّد ومستقل ومتألق ومتآلف مع محيطه ومع العالم الأوسع».

وأضاف: «نقول هذا الكلام ونتكلم عن هذا الموقف في الوقت الذي نحتاج فيه أكثر من اي وقت مضى لنؤكد لروح محمد شطح ولأرواح الشهداء جميعاً، ولجميع اللبنانيين الشاخصين المتطلعين نحو مستقبل أفضل، أنّ تضحياتهم لم ولن تذهب سدى وأنّ الاختلافات في الرأي التي طرأت، أو قد تطرأ في صفوف «14 آذار» في مسائل محددة، لا يمكن أن تؤثّر في القضية الأساس التي تتعلق بجوهر وجود لبنان كرسالة في محيطه وفي العالم. فقوى «14 آذار» كانت وما زالت حاجة وطنية، وهي اليوم ايضاً حاجة ماسة وضرورية أكثر من أي وقت مضى».

وتوجه السنيورة إلى «رجالات 14 آذار» قائلاً: «إنّ لبنان يمر خلال هذه الفترة بمرحلة حرجة جداً. بمعنى، أننا نقف على مفترق مهم حيث نشهد انحلالاً في سلطة الدولة وهيبتها واحترامها، واستتباعاً مقيتاً لإداراتها ولمؤسساتها، وتراجعاً خطيراً في الاقتصاد الوطني وفي مستوى عيش اللبنانيين ونوعيته».

وأضاف «رئاسة الجمهورية خالية من شاغلها، ومجلس النواب معطَّل، والحكومة عاجزة عن الاجتماع، والمدخل الرئيس والصحيح هو في المسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية يكون بحق رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن الذي يسهر على احترام الدستور والحفاظ على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور».

ورأى أن «لدينا الآن ثلاث مهمات وطنية ليس هناك ما هو أدنى أو أعلى منها: إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصَون لبنان من الغرق في خضمّ الدمار المحيط بنا والمخاطر الشديدة التي تتحلق وتتجمّع في الأفق من حولنا على أكثر من صعيد، وإدارة الشأن العام بما يؤدي إلى الصلاح والإصلاح والنهوض، وفتح الآفاق لمستقبلٍ زاهر للبنان يتطلع إليه كل شبّاننا وشابّاتنا».

أجواء الحريري

وكانت الإتصالات بين الرياض ومعراب تجددت خلال عطلة الميلاد، فأجرى الحريري يوم الجمعة الماضي اتصالات بعدد من القيادات المسيحية الروحية والسياسية مهنئاً بالعيد.

ومن بين هذه الإتصالات اتصال بجعجع خصّص لتقديم التهانىء بالميلاد ولم يتطرق الى القضايا السياسية ولا سيما منها الإستحقاق الرئاسي سوى لماماً، في اعتبار انّ هذا الملف سيكون مدار بحث مستفيض في وقت لاحق، حسبما قالت مصادر الحريري لـ«الجمهورية»، لافتة الى انّ التفاهم على بقاء الإتصالات مفتوحة بين الرياض ومعراب شبيه ببقاء كل قنوات الإتصال المفتوحة بين «بيت الوسط» ومعراب وبكفيا وليس هناك جديد يحكى في هذا المجال سوى انّ المشاورات مستمرة وليس هناك أحد في وارد التضحية بثوابت 14 آذار.

وإذا كانت وجهات النظر بين أقطابها متباعدة في بعض العناوين خصوصاً لجهة سبل معالجة الإستحقاق الرئاسي، فلا يعني انّ ذلك يفسد للود قضية او انه يؤدي الى انقطاع التواصل بين مختلف مكوناتها.

ولفتت المصادر الى انّ الحديث عن عودة الحريري الى بيروت لم يكن سوى روايات غير رسمية، وإذا كان هناك من يتمنى هذه العودة فهناك من يسعى الى إبعادها.

وختمت المصادر «انّ أيام العطلة محترمة، فالحريري يمضي العيد في الرياض ومدير مكتبه نادر الحريري في باريس التي عاد منها أمس مستشار رئيس الحكومة السابق غطاس خوري الى بيروت».

ذكرى القنطار

وعلى الضفة الاخرى، أحيا «حزب الله» أمس ذكرى أسبوع استشهاد القنطار، وألقى السيد نصرالله كلمة في المناسبة لم يأت فيها على ذكر الإستحقاق الرئاسي والمبادرات المطروحة في شأنه للمرة الثانية، مُكتفياً بالحديث عن مزايا القنطار ومعاني استشهاده.

وقال إنّ الرد على اغتياله «قادم لا محالة»، واضاف: «نحن لا نستطيع ولا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا واخواننا في اي مكان في هذا العالم»، مؤكداً أنّ «قرارنا حاسم وقاطع منذ الايام الاولى والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الارض والعرض والباقي يأتي»، ولافتاً الى أنّ «هذه المعركة مفتوحة أساساً مع العدو ولم تغلق في يوم من الايام ولن تغلق في يوم من الايام».

وسأل السيد نصر الله «اذا كان تقديرهم لانشغالات المقاومة قراءة صحيحة فلماذا يرتعبون الى هذا الحد؟»، وأضاف «اذا كنتم تستهينون بسمير القنطار لماذا يخيفكم دمه الى هذا الحد؟»، مؤكداً أنّ «الصهاينة يجب ان يقلقوا عند الحدود وفي الداخل والخارج».

اردوغان في السعودية

إقليمياً، تتجه الانظار الى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية غداً والتي تدوم يومين، وذلك تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفيما ذكر بيان الرئاسة أنّ أردوغان سيتناول في محادثاته مع العاهل السعودي، العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات الإقليمية، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ المحادثات التركية ـ السعودية ستتناول مواضيع عدة أبرزها: أولاً، الاجتماع الثنائي في الرياض بين تركيا ومصر برعاية القيادة السعودية في 5 كانون الثاني المقبل لتصحيح العلاقات بين القاهرة وانقرة.

ثانياً، الجهود المبذولة لبدء المفاوضات لحل الازمة السورية، خصوصاً بعد اغتيال زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش.

ثالثاً، سيسعى اردوغان الى توضيح اهداف مشروعه لبناء قاعدة عسكرية في قطر كجزء من اتفاقية وقعت عام 2014، حيث من المقرر ان يتمركز فيها ثلاثة آلاف جندي تركي. رابعاً، البحث في التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب الذي أعلنته الرياض في الآونة الأخيرة ويضمّ 34 دولة إسلامية.
 
نصر الله لتل أبيب: الردّ على اغتيال القنطار حتميّ
«على الإسرائيليين أن يقلقوا في الداخل والخارج وعند الحدود»
 بيروت - «الراي»
أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ان «الرد على اغتيال إسرائيل القائد المقاوم والرمز سمير القنطار آت لا محالة»، معلناً ان «من واجب الإسرائيليين - كما هم قلقون اليوم - أن يقلقوا في الداخل والخارج وعند الحدود، والتهويل علينا وتهديدنا كما فعل العدو بالأمس وفي الأيام القليلة الماضية لن يجدي نفعاً، وإذا كان ثمة مَن أخطأ في التقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن». وكشف أن «الردّ على الاغتيال أصبح بين أيدي المؤتمَنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومَن يصونون الأرض والعرض، والباقي يأتي».
وقال نصر الله في كلمة ألقاها عصر أمس، نُقلت عبر شاشة عملاقة، في ذكرى أسبوع عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، الذي استهدفته الدولة العبرية داخل أحد المباني في جرمانا في ريف دمشق: «الردّ على الاغتيال قادم(...)وبالنسبة إلينا، أياً تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، فنحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفْك الصهاينة دماء مجاهدينا وإخواننا في أي مكان من هذا العالم، وقرارنا حاسم وقاطع (بالردّ) منذ الايام الاولى لاغتيال الشهيد القنطار».
 
نصر الله في ذكرى أسبوع سمير القنطار: الرد محسوم والقرار أصبح عند المؤتمنين
بيروت - «الحياة» 
جدد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى مرور اسبوع على مصرع عميد الأسرى اللبنانيين المحرر سمير القنطار والذي احياه الحزب في مجمع «شاهد» التربوي في ضاحية بيروت الجنوبية، التأكيد ان «الرد على اغتيال القنطار مقبل لا محالة»، وإذ سأل الإسرائليين: «لماذا يخيفكم دم القنطار الى هذا الحد وترعبكم المقاومة؟»، شدد على ان «التهويل علينا لن يجدي نفعاً وإذا كان هناك من أخطأ في التقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن».
وتوجه الى «الصديق والعدو» بالقول: «اياً تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، لا نستطيع ولا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا من قبل الصهاينة في اي مكان في العالم. قرارنا حاسم وقاطع منذ الأيام الأولى والمسألة اصبحت في ايدي المؤتمين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض والبقية تأتي. هذه معركة مفتوحة اساساً مع العدو لم تغلق ولن تغلق».
شارك في حفل التأبين رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في المجلس النيابي الإيراني علاء الدين بوروجردي والسفيران السوري علي عبد الكريم والإيراني محمد فتحعلي.
وتحدث نصر الله عن مزايا القنطار «الذي اختار طريق المقاومة منذ صباه ويعبر عن جيل من الشباب العربي الواعي والمسؤول الذي استشهد على طريق فلسطين وكنا نعيد جثامين بعضهم اثناء عمليات التبادل، ما يفرض مسؤوليات».
وتوقف عند مسألة «الاستعداد للتضحية من دون حدود»، مشدداً على «انه شرط رئيسي لصنع مقاومة». وقال: «القنطار لم يتراجع ولم يضعف ولم يتاجر ولم ييأس وهذا المهم». ووصفه بـ «الجبل وابن الجبل». وأشار الى صفة «الإيثار» التي تمتع بها وترجمها خلال التفاوض للتبادل ورفض الإسرائيلي في شكل قاطع شموله بالتبادل واستعداد القنطار للتضحية».
كما توقف عند «اصراره على مواصلة الطريق بعد خروجه من السجن اذ اراد ان يكون عسكرياً مقاوماً للاحتلال، وشارك بالعديد من الدورات العسكرية وتحديداً في دورات تتعلق بالسلاح ضد الدروع الى ان حصلت تطورات سورية وانفتح الأفق لانطلاق مقاومة شعبية سورية وقال انه يستطيع تقديم شيء مميز واسمحوا لي بالالتحاق بهم».
وقال ان اسرائيل «ومنذ اللحظات الأولى لإشارة الرئيس بشار الأسد الى بداية حركات مقاومة شعبية، تعاطت مع هذا المشروع بحساسية مطلقة. وكنا نتابع التعليقات الإسرائيلية امنياً وسياسياً وميدانياً عن الجبهة السورية وكنا نشاهد رد الفعل الإسرائيلية لما كان يحصل على الحدود، حيث كان الإسرائيلي يتعاطى بانفعال شديد وكان يريد ألا يسمح بنمو مثل مشروع المقاومة الصغير هذا. وكان يلاحق كل افراد هذا التشكيل ويعرضهم للغارات والتصفية والاعتقال وحاول إلباس هذا الأمر لبوساً إيرانياً».
وقدم نصر الله تعازيه الى الذين قضوا في جرمانا الى جانب القنطار مشيراً الى «اننا كل يوم وآخر نودع شهداء المقاومة ومحور المقاومة وعلينا التبريك بشهادتهم لأنهم يدافعون عنا جميعاً».
ودعا الى عدم انتظار «شيء من العرب... ما يجب ان تنتظروه من الأنظمة العربية تكريس اليأس والخذلان».
وطالب الشعب الفلسطيني بـ«الصمود في ارض 48 والضفة وغزة ولو تحت الحصار، هذا اساس المقاومة وهذا يبنى عليه في كل وقت لتنطلق مقاومة فلسطينية متجددة. وهذا هو الأمل، وأي قوة احتلال مهما بغت بالنهاية ستزول».
 
قاووق: المشروع الإرهابي بدأ بالتراجع
اللواء...
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، خلال إحياء «حزب الله» ذكرى أسبوع الحاج مصطفى دحنون والحاج محمد صيداوي، باحتفال تأبيني أقامه في حسينية مدينة النبطية ان «المشروع الإرهابي التكفيري بدأ بالتراجع، وإن ساحات القتال على الجبهات السورية كلها تشهد أننا حيث قاتلناهم هزمنانهم وقد استطاع لبنان أن يحقق إنجازا كبيرا في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري».
وقال: «لبنان يحق له أن يفتخر بين كل الدول أنه كما هزم إسرائيل، اليوم يهزم الإرهاب والعدوان التكفيري. في نهاية العام 2015 راهنوا على استنزاف وضعف المقاومة، اليوم المقاومة في ذروة قوتها وفي أحلى أيامها وموضع ثقة وطمأنينة لجميع اللبنانيين»، مضيفا «انظروا إلى مشهد الإسرائيليين كيف يرتجفون خوفا من رد المقاومة على جريمة اغتيال سمير القنطار، بينما أهلنا لا يعرفون القلق وإنما قد تعززت لديهم الثقة بقدرة المقاومة على مواجهة وهزيمة أي عدوان إسرائيلي كان أو تكفيري».
 
تداعيات ترشيح فرنجية لرئاسة لبنان... «لمْلمة» في «14 آذار» وشروخ في «8 آذار»
ذكرى اغتيال شطح... رسائل في أكثر من اتجاه
 بيروت - «الراي»
شكّلت المشهدية التي رافقتْ إحياء قوى «14 آذار» الذكرى الثانية لاغتيال الوزير السابق محمد شطح، مؤشراً الى رغبة تحالف «انتفاضة الاستقلال» في توجيه رسالة في أكثر من اتجاه الى ثباتها على وحدتها وخياراتها الوطنية.
وجاء الاحتفال بذكرى اغتيال شطح الذي اقيم عصر امس، في جامع محمد الأمين في وسط بيروت ليكتسب مجموعة دلالات في الشكل والمضمون. فالمكان الذي اختير لإحياء المناسبة حمل رمزية كبيرة باعتبار ان هذا المسجد يحتضن في باحته أضرحة كل من الرئيس رفيق الحريري واللواء وسام الحسن كما شطح اضافة الى مرافقيهم، وهم الذين سقطوا منذ الـ 2005 في إطار الصراع الكبير في لبنان والمنطقة الذي لم ينتهِ بعد.
أما في المضمون فحملت كلمة رئيس «كتلة المستقبل» في الاحتفال، وقبلها بيان الرئيس سعد الحريري، تجديداً لالتزام قوى «14 آذار»، التي حضرت كل مكوّناتها في جامع محمد الأمين، بقيم «ثورة الأرز» الجامعة والعابرة للطوائف والمتمسكة بالاستقلال والسيادة والحرية والدولة المدنية والعيش المشترك والحفاظ على الدستور وسلطة الدولة العادلة، اضافة الى تأكيد ان هذا التحالف الذي يجمعه «الدم» لن تفرّقه السياسة وانه ما زال على تماسُكه في ما خص الرؤية الاستراتيجية لمستقبل لبنان والصراع في المنطقة.
واعتُبرت الذكرى الثانية لاغتيال شطح بمثابة إحياء لـ «روح 14 آذار» التي واجهت تحدياً غير مسبوق منذ الكشف عن طرح الرئيس الحريري اسم زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو ما تسبّب بأزمة ثقة بين «المستقبل» وحلفائها المسيحيين لا سيما حزب «القوات اللبنانية».
وبدا واضحاً ان قوى «14 آذار» نجحت في لملمة صفوفها والحدّ من أضرار طرْح الحريري «خيار فرنجية»، الوثيق الصلة بالرئيس السوري بشار الاسد و«حزب الله»، وإن كانت بعض الدوائر السياسية بدأت تعتبر ان مبادرة الرئيس الحريري الجدية وغير الرسمية جاءت «تكلفتها» أكبر على فريق «8 آذار»، اذ انها تسبّبت بثلاثة أضرار: الاول انفجار «الودّ الملغوم» بين فرنجية وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، المرشح الاول لفريق «8 آذار» للرئاسة. والثاني انها أحدثت بلبلة هي الاولى من نوعها في مناخ العلاقة بين زعيم تيار «المردة» و«حزب الله». أما الضرر الثالث فتَمثّل في انكشاف الاولويات المتناقضة لفريق 8 آذار في شأن الملف الرئاسي وشروط التسوية وتوقيتها الاقليمي، وسط اقتناع بأن «حزب الله» لا يشاطر فرنجية ما ذهب اليه في حواره مع الحريري الذي يعتبر الحزب ان عودته الى رئاسة الحكومة تحتاج الى مفاوضات من نوع آخر لم يحن أوانها بعد.
وكان الحريري، أطلّ لمناسبة ذكرى اغتيال شطح في سلسلة «تغريدات» تناولت ضمناً «عناوين الساعة»، اذ قال: «في الذكرى الثانية لاغتيال الصديق الشهيد محمد شطح، نستذكر عقله الواسع وإنسانيته العميقة ولبنانيته الصادقة. ان محمد شطح كان واضحا في رؤيته دؤوبا في عمله مخلصاً لبلده وعبقرياً في دفاعه عن السيادة والديموقراطية والعيش الواحد». أضاف: «أفتقد اليوم الشهيد محمد شطح صديقاً واخاً ورفيقاً. لنستلهم من إصراره على الحوار ومدّ الجسور واجتراح الحلول لإعادة وطننا الى درب الدولة والكرامة. سنبقى أوفياء لوحدة 14 آذار التي عمل الشهيد محمد شطح وسنواصل التمسك بالعدالة إنصافاً له ولجميع شهداء ثورة الأرز».
وختم: «نحيي ذكرى محمد شطح ومعه جميع شهدائنا وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان محمد احد أركان المحافظة على إرثه وأمانته».
في موازاة ذلك، وبعد سقوط إمكان جمْع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القادة الموارنة الاربعة (عون وفرنجية والرئيس أمين الجميل وسمير جعجع) في بكركي للبحث في الملف الرئاسي، بدا رأس الكنيسة المارونية وكأنه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه واحتواء «استياء» العماد عون من مواقفه الاخيرة التي اعتُبرت داعمة لمبادرة الحريري ولانتخاب فرنجية رئيساً والتي قابلها «الجنرال» عبر محطته التلفزيونية «او.تي.في» بهجوم حاد على الراعي متهماً اياه بأنه مصاب بـ «الألزهايمر الروحي» في امتداد لموقف «التيار الحر» الرافض بشدّة خيار فرنجية والتمسّك بأن عون مرشّح «ما دام حياً».
واعلن الراعي في عظة الأحد «اننا ما زلنا نطالب باستمرار، باسم الشعب اللبناني - الذي يعبّر لنا كل يوم - بانتخاب رئيس للجمهورية وقيام المؤسسات وبناء دولة القانون والحقوق». وقال: «عندما ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى مقاربة المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، فلأن انتخابه هو المدخل الأساسي، وعندما نقول إن المبادرة جدية ومدعومة، إنما نميّز بين المبادرة بحد ذاتها والاسم المطروح. وندعو هذه الكتل للتشاور بشأنها في شقّيْها ولاتخاذ القرار الوطني المناسب، انطلاقاً من الوقائع المتوافرة. فليس من المقبول إسقاط المزيد من فرص التوافق من اجل انتخاب رئيس، فالبلاد لا تتحمل، بعد سنة وثمانية أشهر من الفراغ، المزيد من الخراب والدمار للمؤسسات الدستورية وللمواطن اللبناني، إفقاراً وإهمالاً وإذلالاً وتهجيراً».
الجيش يقصف الجرود وعائلة جندي تلوح بتصعيد
بيروت - «الحياة» 
قصف الجيش اللبناني بالمدفعية تحركات لمسلحين في جرود عرسال على الحدود اللبنانية - السورية المتداخلة، كما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».وفي السياق، طالبت فاعليات بلدة حورتعلا وعائلة المصري، خلال اجتماع عقد في منزل الجندي المخطوف علي زيد المصري لدى تنظيم «داعش» المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بـ «استكمال عمليات التفاوض والإفراج عن العسكريين الثمانية المتبقين لدى هذا التنظيم»، مؤكدين «التحرك والتصعيد اعتباراً من العام المقبل ما لم يطرأ أي جديد على الملف حتى الإفراج عن جميع العسكريين كي تستكمل فرحة اللبنانيين جميعاً وأهالي العسكريين بإنجاز هذا الملف».
 
السنيورة في الذكرى الثانية لاغتيال شطح: خلافاتنا في 14 آذار لن تؤثر في قضيتنا
بيروت - «الحياة» 
أحيت «قوى 14 آذار» الذكرى الثانية لاغتيال مستشار زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح من خلال مواقف وحفل تأبيني اقيم عصر امس، في مسجد الأمين في قلب بيروت. وحضر الحفل التأبيني الوزير نبيل دو فريج ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وكل مكونات قوى 14 آذار، أحزاباً وتيارات ومستقلين، وحشد نيابي وسياسي وروحي وعسكري وعائلتا شطح ومرافقه طارق بدر.
وقال السنيورة في كلمته ان شطح «كان صاحب عقل منفتح ومستنير صادقاً مع نفسه ومع محيطه، يحلم بلبنان وطناً حضارياً أساسه الدولة المدنية مستند إلى مفهوم المواطنة والمساواة في إطار النظام الديموقراطي. وهو رجل حوار وتواصل مع الآخر، آمن بلبنان دولة القانون والمؤسسات، دولة احترام الدستور، وتطبيق اتفاق الطائف باعتباره اتفاق إعادة صياغة وتمتين لميثاقنا الوطني. وطن العيش الواحد معاً، الضامن للحريات العامة والخاصة القائم على المناصفة والعدالة والتشارك في الحقوق والواجبات. وطن تحكمه دولة ديموقراطية مدنية، دولة تكون سيدةً على أرضها وعلى مؤسساتها من دون منازع. دولة تعيش متناغمة ومتكاملة مع محيطها العربي والمجتمع الدولي، تحترم قراراته وتعمل على تنفيذها. وهذا ربما لم يكن ليريح من أراد استباحة الدولة وانتهاك القرارات الدولية».
ولفت الى ان شطح «كان فاعلاً في إسهامه في كل المداولات التي آلت إلى إنجاز النص النهائي للقرار 1701 وكذلك في الإعداد لإقرار مجلس الأمن للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأسهم إسهاماً مهماً في قضية لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وفي موضوع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان في ملف الطاقة، والدفاع عن حقوق لبنان في هذا الشأن. كان يراعي اعتبارات القوة السياسية وتوازناتها. لكنه يعتمد الإقناع العقلي والمنطقي وتلمّس المصالح المشتركة، والتسويات الحافظة للوطن وأمنه، ولسلطة الدولة وسيادتها وسلامة علاقاتها الخارجية.
وقال إن «جريمة اغتيال شطح تركت لدينا فراغاً لم نستطع حتى الآن تعويضَه. والكثير من جمهورنا والشخصيات المحيطة بنا، يسأل لماذا اغتيل محمد شطح؟ بكل بساطة لأنه كان من مدرسة على تناقضٍ واضحٍ مع مدرسة المجرمين الذين خططوا لاغتياله وإزاحته من الحياة العامة ولتوجيه رسالة لآخرين في قوى 14 آذار من أجل ترويعهم وترويضهم».
«لن نبدل اهدافنا»
وأكد السنيورة «نحن لم نبدّل، ولن نبدّلَ اهدافَنا وتوجهاتنا ولن نوقف انفتاحنا على جميع شركائنا في الوطن أو نوقف عملنا من أجل أن نحتضن بعضنا بعضاً لنحافظ على سلمنا الأهلي ونهوضنا الوطني واستقرارنا الأمني والاجتماعي. ولن نتراجعَ عن الأهداف التي استشهد محمد شطح من أجلها».
وقال: «لم نقتنع أو نوافق على انزلاق وتورط «حزب الله» في الأتون السوري، ولن نوافق اليومَ على ذلك. لا نريد أن يتورط هؤلاء الشباب، في القتال الدائر في سورية بين نظام جائر وشعبه، في سبيل مسألة ليست بالقضية ولا هي قضيتهم على أي حال. حيث أنه يتثبت يوماً بعد آخر أنه ليس هكذا يجري التصدي للإرهاب الذي يشكل مع أنظمة الاستبداد وجهين لعملة واحدة. وليس هكذا يمكن أن نحمي لبنان في وجه الإرهاب وليس هكذا يمكن منع استدراج الارهاب الى لبنان، وليس هكذا يمكن أن نحافظ بالتالي على وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي وعلاقتهم السليمة بمحيطهم العربي».
ورأى ان «المشكلة الكارثية أن ما يتحصل من ذلك كله، أن أولئك الشباب يعودون في نعوش الى وطنهم وأهلهم. ولماذا؟ لإمداد نظريات التدخل في شؤون الآخرين ودعاة التوسع والهيمنة بالقوة والسلطان المزيف تحت ستار الأَيديولوجيات العابرة للحدود، والمدمّرة للعمران والإنسان والتي قد تطيح بالسلم الأهلي في لبنان والمدمرة وفي ذات الوقت للعلاقات الأخوية التي يجب ان تسود بين الشعب اللبناني والشعوب العربية الشقيقة الأخرى».
وتحدث عن «مسؤولية يجب أن يتحمَّلها كل من ناضل ودافع عن مشروع 14 آذار مثل ما فعل محمد شطح. لأن سقوط هذا المشروع يقضي على الأمل بقيام الوطن ونموذجه الإنساني والحضاري، والتخلي عنه تعني أن تضحية شطح وتضحية شهداء ثورة الأرز ذهبت سدى. ما نرفضه وترفضه كل قوى 14 آذار». وشدد على «ان تضحياتهم لم ولن تذهب سدى وان الاختلافات في الرأي التي طرأت أو قد تطرأ في صفوف 14 آذار في مسائل محددة لا يمكن ان تؤثر على القضية الأساس التي تتعلق بجوهر وجود لبنان كرسالة في محيطه وفي العالم. فقوى 14 آذار كانت وما زالت حاجة وطنية، أكثر من أي وقت مضى فلا المشروع الوطني في الحرية والسيادة والاستقلال واستعادة دور الدولة العادلة والقادرة صاحبة الاحترام والهيبة على كامل أراضيها ومن قبل جميع أبنائها تحقق، ولا الأخطار التي تهدد الكيان زالت، ولا الذين راهنوا على إضعاف الدولة لحساب الدويلة تراجعوا عن رهانهم، بل هم اليوم أكثر إيغالاً وإصراراً وتعنتاً. ولأن أي خطوة سياسية تبقى مرهونة بالالتزام الكامل بالدستور والقانون واتفاق الطائف والميثاق الوطني ومحترمة لمبدأ حصرية السلاح بالدولة وبحصرية قرار الحرب والسلم بالسلطة التنفيذية للدولة اللبنانية».
وتحدث عن «المسؤولية تجاه شهدائنا وهي جلاء الحقيقة حول عمليات الاغتيال وإحقاق العدالة. فالعدالة وحدها تفتح الباب للاطمئنان حول المستقبل، والعدالة وحدها تمنع تكرار الجرائم في المستقبل، وعدم تقدم التحقيق في جريمة اغتيال محمد شطح وقبله سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج وسامر حنا ووسام الحسن أمر لا يجوز ولا يمكن السكوت أو التغاضي عنه، وكأنه تسليم للمجرم بالقبول بما ارتكب بل وأكثر من ذلك، وكأنه قبول أو رضوخ للخوف والترهيب المقصود من ارتكاب الجريمة».
واذ توقف عند «الانجازات النوعية والمشكورة التي أنجزتها الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطات القضائية على صعيد مكافحة العمليات الارهابية وكشف مرتكبيها»، سأل: «هل من المعقول أن تظلَّ ملفّات التحقيقات بشأن اغتيال شطح واغتيال زملائه خاليةً من اي تقدمٍ في الكشف عمن ارتكب هذه الجرائم الشنيعة؟».
مهام وطنية
وتحدث عن «ثلاث مهمات وطنية ليس هناك ما هو أدنى أو أعلى منها: انتخاب رئيسٍ للجمهورية، وصَون لبنان من الغرق في خضمّ الدمار المحيط بنا والأخطار الشديدة التي تتحلق وتتجمع في الأفق من حولنا على أكثر من صعيد، وإدارة الشأن العام بما يؤدي إلى الصلاح والإصلاح والنهوض». وشدد ان «علينا الا ندفع شبابَنا إلى اليأس أو الهجرة. فاليأس خراب وهجرة الشبان الناهضين خسارة لا تعوَّض». وأمل بـ «انفراج سياسي للخلاص من الشغور الرئاسي والعودة إلى تفعيل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية على قاعدة اتفاق الطائف واحترام الدستور».
رثاء
وكتب الرئيس السابق ميشال سليمان على «تويتر»: «سيبقى شطح أحد أحبار الاعتدال والحوار».
وغرد الحريري قائلاً: «نستذكر عقله الواسع وإنسانيته العميقة ولبنانيته الصادقة. كان واضحاً في رؤيته، مخلصاً لبلده وعبقرياً في دفاعه عن السيادة والديموقراطية والعيش الواحد. افتقده صديقاً وأخاً ورفيقاً». ودعا الى «الاستلهام من إصراره على الحوار ومد الجسور واجتراح الحلول لإعادة وطننا الى درب الدولة والكرامة»، مؤكداً «اننا سنبقى أوفياء لوحدة 14 آذار التي عمل الشهيد شطح من أجلها، وسنواصل التمسك بالعدالة انصافاً له ولجميع شهداء ثورة الأرز». وقال: «نحيي اليوم ذكرى محمد شطح ومعه جميع شهدائنا وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان محمد احد أركان الحفاظ على إرثه وأمانته».
واعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب «إن المبادىء التي قضى شطح من اجلها لن تموت بل ستتحقق بجهد المخلصين من رفاقه وكل المؤمنين باستعادة الوطن ومؤسساته الشرعية، لتنتصر في النهاية لغة الحوار المسؤول التي دفع شطح حياته ثمناً لها». وقال: «في ذكراك سنتمسك بكل ما سعيت لأجله بالحوار والديموقراطية والأصول وصولاً الى بلد طبيعي تسوده لغة الدستور والقانون».
وقال وزير العدل أشرف ريفي:«دماؤك كما دماء جميع الشهداء، أمانة في أعناقنا، ولن نرضخ لمن يهوّل ليصل إلى ما كان النظام السوري فرضه لمدة 15 سنة: تخلّي الدولة عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية».
وغرد النائب نديم الجميل قائلاً: «ما زالوا يهددوننا ويستعملون لغة الابتزاز والتهويل، انه في ما لو لم نلتزم بما يقررون، فالاقتصاد الوطني مهدد والأمن الشخصي مهدد أيضاً، وأن الفوضى آتية لا محال». وقال: «نفتقد اليوم ديبلوماسيتك الصارمة، ومواقفك التي لا تخشى التهديد والوعيد. كنت رجل الحوار حيث لا خنوع ولا خضوع بالقوة. سنفتقد رؤيويتك وشجاعتك».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,961,598

عدد الزوار: 7,652,254

المتواجدون الآن: 0