لبنان على خطّ «التدافع الخشن» بين السعودية وإيران...ثلوج وانزلاقات وصقيع.. وتمديد عطلة المدارس حتى الخميس والحريري يصدّ «أبواق» الفتن: مسلسل إيراني خلفياته مذهبية

التوتّر السعودي- الإيراني بلغ ذروته.. والإهتمام يعود الى تزخيم الحوار وتفعيل الحكومة...ريفي يُذكّر نصرالله بإرهاب إيران وارتكابات حزبه ...نصرالله:مصممون على الحضور في ساحات التحدي

تاريخ الإضافة الإثنين 4 كانون الثاني 2016 - 6:53 ص    عدد الزيارات 2099    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

التوتّر السعودي- الإيراني بلغ ذروته.. والإهتمام يعود الى تزخيم الحوار وتفعيل الحكومة
الجمهورية...
فوجئت كلّ الأوساط المحلية والإقليمية والدولية في عطلة العيد بتنفيذ السلطات السعودية حكمَ الإعدام برَجل الدين الشيعي السعودي المعارض الشيخ نمر باقر النمر، ما أحدثَ مضاعفات محلّية في الداخل والخارج، وأعاد خلطَ الأوراق والأولويات في لبنان والمنطقة، ووَلّدَ اقتناعاً بأنّ السَنة الجديدة ستكون سَنة التحوّلات الكبرى، على حدّ ما قال كثيرون في الآونة الأخيرة. ولاحَظ المراقبون أنّ لبنان كان أوّل المتأثّرين بهذا الحدث الذي أطاحَ ما كان مطروحاً من مبادرات رئاسية وغير رئاسية، إلى درجة أنّ البعض رأى في إعدام الشيخ النمر إعداماً لكلّ ما حُكي عن خطوات لمعالجة الأزمات الإقليمية ومنها الأزمة اللبنانية، بل إنّ أحد المراجع وصَف ما جرى بأنّه شكّلَ طعنة لكلّ الجهود المبذولة وأنهى كلّ الآمال التي كانت معقودة على تفريج الأزمة، بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية. وتوقّعَت مصادر معنية بالاستحقاقات الداخلية لـ«الجمهورية» أن ينصبّ الاهتمام الداخلي في هذه المرحلة على مواجهة تداعيات الأزمة الإقليمية وتطوّراتها الجديدة، وتركيز الجهود على الاستمرار في الحوار بشقّيه النيابي بين قادة الكتل النيابية والثنائي بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، لتجنيب البلاد أيّ مضاعفات سلبية وإبقاء الوضع الداخلي جاهزاً لتلقّفِ أيّ إيجابيات يمكن أن تطرأ واستثمارها في الحلّ الداخلي. وأكّدت المصادر أنّ الجهود ستنصَبّ بالدرجة الأولى على تفعيل العمل الحكومي: جلسات لمجلس الوزراء وأداء في الوزارات، في موازاة تفعيل العمل التشريعي في المجلس النيابي، خصوصاً وأنّ التعطيل الذي أُريدَ منه الوصول إلى انتخابات رئاسة الجمهورية لم يؤدِّ غاياته، وأنّ استمراره في انتظار هذا الانتخاب سيلحِق مزيداً من الضرَر بالبلاد والعباد، لأنّ إعدام الشيخ النمر وتصاعُدَ التوتّر بين الرياض وطهران على خلفية هذا الإعدام، سيزيد الوضعَ الإقليميّ تعقيداً ويُمعِن في بقاء الأزمة اللبنانية عصيّةً على الحلّ إلى أمدٍ غير معلوم.
في موازاة تراجُع حدّة العاصفة الثلجية في لبنان، اشتدّت حدّة عاصفة التصعيد السياسي بين السعودية وإيران بعد تنفيذ السلطات السعودية حكمَ الإعدام بالنمر، وبلغَ هذا التصعيد ذروتَه بإعلان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أنّ بلاده قطعَت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران وموقف القيادة الايرانية إثر إعدام النمر، إلى جانب 46 دِينُوا بتهمةِ «الانتماء إلى تنظيمات إرهابية».

وقال الجبير في مؤتمر صحافي إنّ بلاده تعلن «قطعَ علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الدبلوماسية الايرانية خلال 48 ساعة». وجاء هذا الموقف السعودي بعد ساعات على شنّ الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله هجوماً غيرَ مسبوق على النظام السعودي، داعياً أبناءَ الطائفة الشيعية في كلّ مكان وكذلك الطائفة السنّية الى عدم تحويل ما جرى، فتنةً سنّية ـ شيعية.

مصادر ديبلوماسية

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» إنّ الحرب الكلامية السعودية ـ الإيرانية قد تعَقّد الجهود الديبلوماسية الأميركية في المنطقة ومختلف القضايا، من الأزمة اليمنية إلى الأزمة السورية، وتهدّد بمزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط».

مرجع أمني

وفي بيروت كما في بقيّة العواصم الإسلامية، سُجّلت ردّات فعل سلبية بفارق كبير، ذلك انّ ردّات الفعل فيها بقيَت ضمن الضوابط الأمنية والسياسية، وتَجمّعَ رافِضو الإعدام أمام السفارة السعودية في بيروت وأمام مبنى «الإسكوا» في وسط العاصمة من دون أيّ شغب كذلك الذي حصل في عواصم عدة.

وقال مرجع امني لـ«الجمهورية» إنّ التدابير الأمنية في محيط السفارة السعودية اتُخِذت منذ زمن بعيد، لكنّ التطورات الأخيرة التي رافقت إعدام الشيخ النمر رفعَت من نسبة هذه التدابير على رغم اعتقادنا بأنّ لبنان ليس مسرحاً لردّات الفعل على ما شهدَته المملكة والتي تركتها في أكثر من عاصمة».

وأضاف: «إنّ تقاطُعَ المعلومات التي جُمعت من مختلف الأجهزة الأمنية مطَمئنة في اعتبار أنّها لم تشِر الى أيّ مخاطر محتملة في لبنان وأنّ معظم ما هو مرتقَب من تحرّكات لن يخرج عن التعبير السِلمي».

وأوضَح «أنّ المراجع الأمنية تلقّت تطمينات مهمّة وعلى درجة عالية من المسؤولية، إلّا أنّ لبنان لن يكون مسرحاً لردّات الفعل بأيّ شكل من الأشكال، وهو ما اعتبرته مؤشراً دقيقاً إلى ما هو محتمل، لكنّ ذلك لن يؤدي الى التساهل في اتّخاذ ما يجب من تدابير في محيط السفارات المعنية، ومنها سفارات دوَل الإمارات العربية المتحدة، والبحرين والكويت والأردن وكذلك السفارة الإيرانية والمنشآت التابعة لها.

نصر الله

وكان السيّد نصرالله أكّد أنّ «الإقدام على إعدام عالِم دين كبيرٍ وجليلٍ ومجاهدٍ وإصلاحي كسماحة الشيخ الشهيد نمر النمر، حادثة لا يمكن الاستخفاف بها والعبور عنها هكذا على الإطلاق».

وهاجَم النظامَ السعودي بعنف مؤكّداً أنّ دماء النمر «ستلاحقه إلى يوم القيامة»، معتبراً «أنّ السعودية من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغِل في الفتنة وتزكيها وتدفَع بها إلى مؤديات خطيرة وبعيدة».

وقال إنّ «آل سعود يريدون فتنةً سنّية ـ شيعية، وهم الذين أشعَلوها منذ سنوات طويلة ويَعملون على إشعالها في كلّ مكان في العالم»، ودعا الشيعة في كلّ البلاد الى وجوب التنَبُّه «أن لا يحَوّلوا هذا الموضوع موضوعاً شيعياً ـ سنّياً».

وقال: «آل سعود هم الذين قتَلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أوّل السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعُه في خانة أهل السنّة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنّية ـ شيعية هو خدمة لقَتَلةِ الشيخ النمر وخيانةٌ لدمائه». وأكّد أنّ «الرهان على أيّ حوار أو تعَقّل سعودي قد سَقط».

وأعلن انّ الرد على إعدام النمر «هو الرد «الزينَبي»، أن يقف الناس جميعاً ليقولوا الحق كـ»زينب» في مجلس إبن زياد، ومجلس يزيد بن معاوية ولا تخاف من أحد ولا تحسب أيّ حساب».

الحريري

وإلى ذلك، ردّ الحريري على السيّد نصرالله ببيان قال فيه: «إنّ «حزب الله» يتصرّف كأنّه مسؤول عن كلّ أبناء الطائفة الشيعية في العالم»، وأنّه «على خطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدوَل القريبة والبعيدة، ويعطي نفسَه حقوقاً غيرَ منطقية للتدخّل في شؤونها والاعتراض على قراراتها».

ونبَّه إلى «أنّ حصرَ ردّة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرَت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجهٌ من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمّدة لإعطاء تلك الأحكام أبعاداً خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل ٤٦ مداناً آخر طاوَلتهم أحكامُ الإعدام».

ونبَّه «إلى أهمّية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب الى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتَن».

«14
آذار»

ومن جهتها، دعَت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى «عدم تحويل لبنان خاصرةً رخوة ومكاناً لتصفية حسابات الأحداث الكبيرة والخطيرة». وتمنَّت «على جميع الشخصيات والقامات الوطنية، الالتفافَ حول مشروع الدولة واستكمال بنائها بدءاً بانتخاب رئيس جديد للبلاد، والحفاظ على كلّ المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية، لأنّ الدولة تشكّل الضمان الوحيد للسِلم الأهلي والعيش المشترك».

إستحقاقات عدة

وفي هذه الأجواء، تطلّ السَنة الجديدة على استحقاقات عدة ورثَتها من العام المنصرم، وأبرزُها:

أوّلاً: الاستحقاق الرئاسي الذي هو على موعد مع جلسة انتخاب جديدة في 7 كانون الثاني الجاري، علماً أنّ التطورات والاحداث التي شهدَتها الساعات الاخيرة أدخَلت هذا الاستحقاق مجدّداً في ثلّاجة الانتظار وإلى أجل غير مسَمّى.
ثانياً: تفعيل الحوار بين قادة الكتَل النيابية ودفعُه إلى الإنتاج، وفي الموازاة تفعيل الحوار الثنائي بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».
ثالثاً: تفعيل العمل الحكومي والنيابي تأسيساً على الجلستين الأخيرتين النيابية والحكومية.
رابعاً: ملفّ قانون الانتخاب الذي قاربَت مهلةُ الشهرين المحدّدة لإنجازه نهايتَها.
خامساً: ترحيلُ النفايات إلى الخارج في ضوء قرار مجلس الوزراء الأخير في هذا الصَدد.
سادساً: ملفّ النازحين السوريين ومواجهة الأعباء الناجمة منه، فضلاً عن مضاعفاته السياسية والأمنية على البلاد.

الراعي

رئاسياً، واصَل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تصعيده تجاه كلّ مَن يترك موقعَ رئاسة الجمهورية فارغاً، إذ أكّد أنّ رسالة البابا فرنسيس في «يوم السلام العالمي» موجّهة إلى «سياسيين بلغوا ذروةَ اللامبالاة بعدمِ انتخاب رئيس للجمهوريّة».

أوساط كنَسية

وقالت أوساط كنسية لـ«الجمهورية» إنّ موقف الراعي الأخير وربطَه الاستحقاقَ الرئاسي برسالة البابا فرنسيس «يدلّ على حجم التنسيق الكبير بين الكرسي الرسولي وبكركي، وإصرار الجانبَين معاً على انتخاب رئيس للجمهوريّة اليوم قبل الغد، والقيام بمبادرات إنقاذية توصل البلاد الى خشبة الخلاص».

وشدّدت الأوساط على أنّ «موقف بكركي والبطريرك باتَ واضحاً، وهو مع انتخاب الرئيس بغَضّ النظر عن الأسماء المطروحة»، لافتةً إلى أنّ «كلّ محاولات إغراق الراعي بأسماء، وتصويره على أنّه مع مرشّح ضد آخر باءَت بالفشل».

وأكّدت أنّ الراعي «لم ييأس من محاولات جمعِ الأقطاب الموارنة للخروج بأفكار تساعد على الحلّ، وهو إذا لم ينجَح في جمعِهم، فإنّه سيكثّف اللقاءات الفرديّة معهم»، معتبرةً أنّ «كلّ الكلام عن قطيعة بين الأقطاب والراعي لا أساس له من الصحّة، فالأب لا يقاطع أبناءَه، والعكس صحيح، ووجهات النظر المتضاربة تحصل داخل العائلة الواحدة، وأبواب البطريركية المارونية مفتوحة امام الجميع وعلى رأسهم الزعماء المسيحيون».

الجميّل في بكركي

إلى ذلك، عَقد الرئيس أمين الجميّل الذي شارَك ووزيرَ العمل سجعان قزّي في قدّاس بكركي، خلوةً مع الراعي، حضَر السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا جانباً منها.

وعبّر الجميّل لـ«الجمهورية» عن قلقه وقلق الراعي «من حجمِ الأزمة ومخاطرها على مستقبل البلد، خصوصاً أنّ هناك من يَرهن انتخاب الرئيس بحجّة التطوّرات الإقليمية والأحداث الجارية في اليمن وسوريا وما بين السعودية وإيران وغيرها من دول العالم.

وهم يَعتبرون أنّها هي ما يَعوق انتخاب اللبنانيين الرئيس العتيد للجمهورية، فيما المطلوب أن نستخلص العبَر ممّا يَحصل في هذه الدوَل التي تَسيل فيها الدماء، عدا عن المخاطر الناجمة عن إزالة الحدود في ما بينها، واعتبارها دافعاً قويّاً يقودنا إلى انتخاب الرئيس».

وقال الجميّل: «ما يَجري من حولنا يشكّل تحذيراً قوياً لكلّ منّا للعمل لكي تنتظم المؤسسات وتكتملَ بانتخاب الرئيس لتعود الى دورها وتستقر البلاد، فنستغني عن مسلسل الأزمات التي تعصف بنا ونعمل لقانون انتخاب عصري وحديث يؤدّي الى انتخاب مجلس نيابي جديد، ونشكّل حكومة جديدة تمثّل الفسيفساء اللبنانية بأبهى مظاهرها، فنؤمّن المناعة التي تحتاجها البلاد لتجاوُز عواصف المنطقة ومنعِ انهيار البلد مثلما انهارَت دوَل وأنظمة في بلدان مجاورة».

وسأل الجميّل: أما آنَ لنا أن نعيَ مخاطر ما يجري حولنا لحماية لبنان قبل خراب البصرة؟ وإذا وقعَ المحظور، ماذا سيكون حكمُ الناس علينا إذا سألونا عن الفشَل في بناء البلد الذي نريده جميعاً؟ أما آنَ لنا أن نعيَ أنّ المصالح الاستراتيجية الكبرى أهمّ من المنافع والمصالح الشخصية؟ أما آنَ لنا أن نعيَ أنّ كلّ ما يجري حولنا ليس لمصلحة لبنان الكيان والحدود والدولة والنظام؟ وأنّ التعايش الذي أردناه في خطر؟».

وختمَ: «نحن أبعدُ الناس عن المصالح الشخصية والعابرة، وما يهمّنا وحدةُ البلد ومؤسساته وأنّ من الأولويات اليوم انتخاب الرئيس. وإذا لم نتّفق على الرئيس الذي يُرضي جميعَ اللبنانيين، ونحن نعرف أنّ ذلك مستحيل، فلتكُن عملية انتخابية ديموقراطية تشهَد على تنافسِ المرشّحين ونهنّئ من يفوز رحمةً بالبشَر والحجر».

وعلمَت «الجمهورية» أنّه جرى في الخلوة بين الجميل والراعي وكاتشيا عرضٌ عامّ للملف الرئاسي ومواقف جميع الأطراف التي رافقَت طرحَ الحريري وتبيّن أثناءَ المناقشة أنّه بمقدار ما كان الطرح جيّداً لجهة تحريك الملف الرئاسي فإنّه لم يؤدِّ إلى النتائج العملية، نظراً إلى مواقف قوى سياسية كبيرة من مختلف الاصطفافات السياسية والطوائف ضدّ الاسم، ما جَعل البطريرك يفصل بين الطرح والاسم ويبدأ عمليةَ البحث عن أسماء أخرى يمكن أن تشكّل إجماعاً في الشهرين المقبلين.

وكان لافتاً في الخلوة وجود نوع من الإجماع على أنّ الأحداث الأخيرة التي شهدَتها المنطقة، وآخرُها القرار القضائي السعودي، من شأنِها «كربَجةُ» الاستحقاق الرئاسي أكثرَ فأكثر. وقد أكّد الراعي أنّه ليس مع أسماء بل مع انتخاب رئيس جمهورية، وأنّ ما بين الفراغ ورئيس لديه حدٌ أدنى من المواصفات، فإنّه يفَضّل رئيساً مع حدّ أدنى من المواصفات.

من جهته، أكّد كاتشيا «أنّ المرحلة تتطلّب أن يخرج المسيحيّون من انقساماتهم الداخلية، والمسلمون من انحيازاتهم الخارجية، وينتخبوا رئيساً في أسرع وقت، لأنّ المنطقة مقبلة على أحداث قد تكون لها تداعيات على لبنان تتطلّب تحصينه بإنهاء الشغور الرئاسي».

تفعيل الحكومة

ومع عودة رئيس الحكومة تمّام سلام من السَفر، تتّجه الأنظار إلى عودة عجَلة العمل الحكومي إلى الدوران مجدّداً، إذ ستنشَط الاتصالات لعَقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء، ويُنتظر أن يتناول الحوار بين رؤساء الكتل النيابيه في جلسته المقبلة.

قزي لـ«الجمهورية»

وقال قزي لـ«الجمهورية»: «نحن نتمنّى تفعيلَ العمل الحكومي حتى ولو كان انتخاب رئيس الجمهورية بَعد أسبوع، فكيف الحال وأنّ الانتخاب ليس قريباً؟ لذلك نحن تَمنّينا منذ أشهر على الرئيس سلام أن يدعو إلى جلسات مجلس الوزراء بغَضّ النظر عن الإشكالات القائمة، فإمّا أن تتفعّلَ الحكومة، وإمّا أن يدرك الرأيُ العام مَن يعطّل عملها.

وأعتقد أنّ الرئيس سلام لديه الاتّجاه نفسُه ويفضّل بقاءَ الحكومة بشرعيتِها، على أن يواجه احتمال تفجيرها من الداخل في حال انعقَد مجلس الوزراء وحصلَ انشقاق سياسي حول المواضيع».
 
لبنان على خطّ «التدافع الخشن» بين السعودية وإيران وعشرات المحتجين أمام سفارة الرياض في بيروت
 بيروت - «الراي»
لم يكن ينقص الواقع اللبناني الذي كان دخل سنة 2016 بـ «مزاج» متشائم حيال إمكان إحداث خرق وشيك في أزمته السياسية، التي يشكّل محورها الشغور المتمادي في رئاسة الجمهورية، سوى «الهبّة الساخنة» على خط العلاقات السعودية - الايرانية بعد إعدام الرياض رجل الدين الشيخ نمر باقر النمر، لتتضاعف المخاوف من أن يترك «التدافع الخشن» بين الرياض وطهران تداعيات على «بلاد الأرز» التي تعيش منذ أعوام «أسيرة» الصراع الإقليمي وحساباته.
وساد حبْس الأنفاس في بيروت حيال احتدام المواجهة الايرانية - السعودية على امتداد «خطوط النار» من اليمن والعراق الى سورية، لمعرفة ما اذا كان لبنان سيبقى ساحة «فك الاشتباك» بين الجانبين او ملعب «الحرب الباردة» ام ان مقتضيات الصراع المتفجّر قد تفضي الى ضمّه الى ساحات الصِدام «على الحامي».
ومنذ صباح امس، كانت «العيون» على محوريْن:
* الاول مقر السفارة السعودية في بيروت، الذي شهد تعزيزاً للإجراءات الامنية، خشية أي ردود انتقامية عليه. علماً ان بعض المحتجّين على إعدام النمر نفّذوا تحرّكاً على تخوم السفارة التي لم يتمكنوا من الاقتراب منها نتيجة الطوق الأمني، الذي جعلهم يقفون على بُعد نحو كيلومتر منها. رغم أن هؤلاء كانوا نفّذوا وقفة احتجاج امام مقر الأسكوا وسط العاصمة اللبنانية.
* والثاني إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عصراً لرصْد مستوى الردّ الكلامي على إعدام النمر، وإن كان كلام نائبه الشيخ نعيم قاسم عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» أعطى إشارة واضحة الى السقف التصعيدي غير المسبوق في موقف الحزب حيال السعودية.
وتمّ التعاطي مع ردّ «حزب الله» على انه مؤشر الى السلوك المتشدد الذي سيعتمده الحزب في الداخل في خصوص مختلف العناوين السياسية، لا سيما الانتخابات الرئاسية، التي كان تَعمّد عشية التسليم والتسلّم بين 2015 و«خليفتها» نعي المبادرة المتصلة بها، التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بطرْح اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة.
ورأت أوساط سياسية عبر «الراي» ان «(حزب الله) الذي كان فرْمل محاولات الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي قبل إعدام النمر، لن يكون في وارد ملاقاة اي مبادرة داخلية في هذا السياق في لحظة اتخاذ المواجهة الايرانية - السعودية طابعاً أكثر شراسة، بل سيتمسّك أكثر فأكثر بمقاربة الملف الرئاسي بما هو أبعد من مجرّد اسم الرئيس وباعتبار انه جزء لا يتجزأ من لوحة تقاسُم النفوذ اقليمياً وانه لا يمكن عزْله لبنانياً عن تقاسُم السلطة وأدوار و(أوزان) مكوّنات (التوازن الوطني) فيها ولا عن (مستلزمات)عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة و(شروطها)».
وفي تقدير هذه الأوساط ان «(حزب الله) الذي تعمّد طيّ مبادرة ترشيح فرنجية من على منبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ايام، سيعمد الى المزيد من (تفريز) الاستحقاق الرئاسي لجعله يرسو على خيار،عنوانه الرئيس (نمط جديد للحكم) يمرّ حكماً بالحكومة الجديدة وتوازناتها و(مفاتيح) القرار فيها»، لافتة الى أن «اي عودة للرئيس الحريري الى رأس الحكومة لا يمكن ان تكون بمعزل، اولاً عن هذا البُعد، وثانياً عن مآل الاشتباك السعودي - الايراني في المنطقة، باعتبار ان الحريري هو عنوان التوازن مع النفوذ الايراني في لبنان».
واعتبرت الاوساط عيْنها أن «الحريري بعد توتر العلاقات السعودية - الايرانية سيكون امام صعوبة أكبر في تزخيم طرْحه بالإعلان الرسمي عن دعم ترشيح فرنجية باعتبار ان الأفق الاقليمي بات مقفلاً، في حين لن يكون صوت البطريرك الماروني كافياً لفكّ أسْر (رئاسية لبنان) التي صارت (متراساً) للمواجهة الايرانية - السعودية، وإن كانت تقارير توقّعت ان يطلق رأس الكنيسة تحركاً في الأيام القليلة المقبلة في سياق محاولة تسويق مبادرة انتخاب الرئيس سواء عبر اتصالات في اتجاه الداخل اللبناني او حتى الخارج».
وكان لافتاً أمس، كلام الراعي في عظة الاحد عن ان «رسالة البابا فرنسيس في يوم السلام العالمي موجهة الى الجميع»، معتبراً ان «هذه الرسالة موجهة بشكل أساس إلى السياسيين الذين وصلوا إلى قمة اللامبالاة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية»، ومشيراً الى ان «لامبالاتهم عطّلت واجب التشريع في المجلس النيابي، وواجب التدابير الإجرائية في الحكومة، وزعزعت بالتالي السلام الأهلي اقتصاديا ومعيشياً ومصيرياً، وعمّمت الفوضى والفساد، وأفقرت اللبنانيين وأرغمت الشباب على الهجرة».
وتابع: «الرسالة موجهة ايضاً الى حكام الدول في بلدان الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية الذين لا يبالون بشعوب المنطقة الشرق أوسطية وبحقوقهم في العيش الكريم الآمن في أوطانهم، بل يوقدون نار الحروب في فلسطين والعراق وسورية واليمن وسواها، واليوم تهدد المملكة العربية السعودية».
وجاء موقف الراعي غداة استقباله السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، وعلى وقع اعلان مستشاره الإعلامي المحامي وليد غياض انّ «البطريرك ما زال يعوّل على الضمير الوطني لدى الكتل النيابية لعدم تفويت المزيد من الفرص وكشْف أوراقهم لبعضهم البعض وإجراء حوار صريح وجدّي لحلحلة عقدة الرئاسة»، موضحاً ان «الراعي لا يتمسّك باسم ولا يزكّي اسماً أو يقصي آخر وهو يفصل بين المبادرة المطروحة والأسماء لكنه يدعم هذه المبادرة»، وكاشفاً ان رأس الكنيسة كرّر أمام السفير الإيراني «حرصه أن تلعب المؤسّسات دورها وفي مقدّمها مجلس النواب»، داعياً إلى حضّ «حزب الله» على النزول إلى البرلمان وانتخاب رئيس.
 
ثلوج وانزلاقات وصقيع.. وتمديد عطلة المدارس حتى الخميس والحريري يصدّ «أبواق» الفتن: مسلسل إيراني خلفياته مذهبية
المستقبل..
بينما بدأ طقس «فلاديمير» العاصف بالانحسار والتراجع بعد أن حلّ برداً وصقيعاً على الأجواء مخلفاً وراءه عاصفة مطرية سرعان ما أسفرت عن انزلاقات وانهيارات في التربة لا سيما في جبل «كفرنبرخ» الشوفية، شهدت الساعات الماضية هبوب عاصفة إيرانية هوجاء تستهدف برياحها الصفراء وأبواقها الفتنوية المملكة العربية السعودية على خلفية تنفيذ أحكام قضائية بحق عدد من مواطنيها المدانين بجرائم الإرهاب والتحريض على العنف والتطرف من بينهم الشيخ الشيعي نمر النمر، في وقت لا تنفكّ المشانق الإيرانية المعلّقة على مدار السنة من «إزهاق أرواح الأبرياء والمعترضين على ولاية الفقيه وإهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشرّدين في مشارق الأرض ومغاربها» وفق ما ذكر الرئيس سعد الحريري أمس في معرض صدّ «أبواق الفتن»، منبهاً في مقابل «المسلسل الإيراني الطويل» ذي الخلفيات المذهبية كل محبي المملكة إلى أهمية عدم الانزلاق إلى حيث تريد هذه الأبواق «من النفخ في رماد العصبيات».

الحريري، وفي بيان، أعرب عن الأسف الشديد إزاء تولّي البعض في لبنان تشريع الأبواب أمام العاصفة الإيرانية وأن «يتقدّم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها بأساليب مرفوضة ومقيتة، على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات «حزب الله» والأتباع من مقلّديه والمحيطين به»، لافتاً الانتباه في هذا السياق إلى أنّ «هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها كما لو أنه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها إيران ويعاني منها الشعب الإيراني«. وأردف: «الكلام عن الاستبداد والقهر والإرهاب والقتل والإجرام والإعدام وشراء الذمم والتدمير والتهجير والتشريد وتعطيل الحوار وارتكاب المجازر والتدخل في شؤون الآخرين، والإيغال في الفتن وتعميم ثقافة السب والشتائم وإقصاء المعارضين ورفض الآخر واجتثاث الأحزاب والجمعيات ورجال الدين وتهديم بيوتهم ومقارهم فوق رؤوسهم، هي كلها صفات طبق الأصل تنطلق على ألسنة القيادات في «حزب الله«، وتنطبق قولاً وفعلاً وممارسةً وسلوكاً على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني ومشروع التمدد الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم»، مشيراً في سياق متصل إلى كون «المزاعم الباطلة لأبواق إيران هي تهم تنطبق حرفياً على ممارسات النظام السوري بحق شعبه في وقت تقاتل إيران وأدواتها الى جانب هذا النظام الذي يعدم مئات الألوف من مواطنيه ويهجّر ملايين منهم من دون تهم ولا محاكمات ولا شرع ديني أو بشري».

وفي إطار انتقاده سير «حزب الله» على خطى طهران وتصرّفه كأنه مسؤول عن شيعة العالم انطلاقاً «من مرجعية سياسية زائفة لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة»، نبّه الحريري إلى أنّ حصر ردة الفعل على الأحكام القضائية السعودية الصادرة بحق 47 مداناً فقط بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر إنما «هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية»، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ النمر «مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً إيرانياً تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري«، مع تشديده في الوقت عينه على أن «أبناء الطائفة الشيعية في لبنان والسعودية والعراق واليمن وفي أي مكان من العالم العربي، هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر»، بينما «التصرّف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية بات يمثّل الخلل الأكبر الذي يهدّد العالم الإسلامي ويحرّك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة».

وإذ أبدى رفضه «التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة (...) التي لم تتخلّ عن لبنان يوماً»، أعرب الحريري عن يقينه التام بأنّ «المملكة العربية السعودية تلتزم حدود المصلحة الإسلامية والعربية» وبأنها «ضنينة على سلامة لبنان واستقراره، وحتماً لن تتوقف عند كثير من الترّهات التي تتناولها وتسيء إليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية مهما تعالت حملات التحريض ضدها»، داعياً في المقابل «بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب أن يتقدم على كل الولاءات».

وكان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد أطل أمس في إطلالة متلفزة متوترة جديدة ليجسّد ويتماهى مع الحقد الإيراني الدفين تجاه المملكة العربية السعودية، مستخدماً في سبيل ذلك أقذع العبارات الفتنوية بحقها ومتطاولاً على الكرامات الشخصية لقياداتها على خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالنمر. وإذ اتهم المملكة «بتأسيس وتمويل وإشعال الفتن القائمة»، حرّض نصرالله في المقابل «الخطباء والعلماء« على التصويب على المملكة واضعاً ذلك في إطار «أعظم أنواع الجهاد»، ومتوعداً بعبارات مذهبية السعودية بما وصفه «الرد الزينبي» وصولاً إلى تهديده بشكل فظ وهستيري نظام الحكم في المملكة بأنّ «ملامح نهايته بدأت تلوح في الأفق».

انحسار «فلاديمير»

في الأحوال الجوية، انحسرت عاصفة «فلاديمير» مخلفةً وراءها عاصفة مطرية أدت إلى سيول وانهيارات وانزلاقات صخرية ، بحيث زحل جزء كبير من جبل بلدة كفرنبرخ المحاذي للمنازل ما أجبر نحو عشرين عائلة على إخلاء منازلها تحت وطأة كونها باتت مهددة بالصخور والأتربة المنزلقة.

توازياً، أعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب أمس تمديد عطلة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة حتى مساء بعد غد الأربعاء تجنباً للانزلاق والصقيع وتدني الحرارة، بعدما توقعت مصلحة الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة اليوم مصحوبة بعواصف رعدية.
ريفي يُذكّر نصرالله بإرهاب إيران وارتكابات حزبه
المستقبل...
أشار وزير العدل أشرف ريفي إلى أن «التاريخ يشهد على استبداد وبطش وعنف نظام ولاية الفقيه، وحزبه اللبناني وسائر فروعه في العالم العربي»، متوجهاً إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بالقول: إذا كنت تأتمر بتوجيهات إيران ومصالحها، فنحن من موقع المسؤولية الوطنية، لن نسمح أن يكون لبنان الخاصرة الرخوة لتصفية الحسابات«.

وقال في بيان أمسك «تابعنا كما تابع الرأي العام اللبناني أمين عام حزب الله المكلف شرعياً من إيران بتنفيذ أجندتها التوسعية في لبنان والعالم العربي، وهو يحاضر في مفهوم حقوق الانسان، وفي نبذ الفتنة المذهبية، ورفض العنف، ومواجهة نظم الاستبداد، في مشهد يوحي بالتعامي الكامل عن الواقع وأحداث التاريخ التي تشهد على نظام ولاية الفقيه، وحزبه اللبناني، وسائر فروعه في العالم العربي، بأنه الأعتى في الاستبداد والبطش والعنف والارهاب المنظم، الذي مورس منذ العام 1979، بحق الشعب الإيراني وقياداته، ونخبه الفكرية والثقافية، التي سحقها إبان الثورة الخضراء بالحديد والنار والدم، لمجرد مطالبتها بالحرية، والذي استنسخ بالنموذج نفسه، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، قمعاً واغتيالاً وسحقاً للشعوب الناشدة للحرية، وخصوصاً في سوريا التي نفذت فيها إيران وغطت أكبر مجزرة شهدها العالم المعاصر«.

ولفت إلى أنه «إذا كانت الذاكرة المثقوبة لنصرالله قد تجاهلت هذه المآثر بحق لبنان واللبنانيين، كما بحق سوريا، وسائر مسارح النفوذ الإيراني في العالم العربي، فمن الضروري تذكيره بما مارسه حزبه منذ النشأة، بحق النخب وأهل الفكر، في مشهد جاهلي لا يمكن أن تمحوه الذاكرة«، مشيراً إلى أن «هذا التمادي في التضليل وادعاء الطُهرانية، والتنكر لوقائع التاريخ الأسود لحزب نصرالله، القائم على العنف والخطف والإرهاب والاغتيال، وتصفية الخصوم، وتخوينهم وتكفيرهم، وافتعال الفتن المذهبية، يحتم علينا التذكير بما قام به هذا الحزب، في لبنان بدءاً من قتل ضباط الجيش اللبناني بدم بارد، مروراً باستهداف قادة المقاومة الوطنية، وصولاً الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، من دون أن ننسى السابع من أيار وما شهده من جرائم مروعة، وما أعقبه من استمرار تعطيل الدولة والمؤسسات بقوة سلاح الأمر الواقع«.

وتابع: «نسأل اليوم من نصّب نفسه ناطقاً باسم حقوق الانسان، عن الجرائم الكبرى التي يمارسها حزبه في سوريا دعماً للنظام المجرم، نسأله هل شاهد وهو الذي يتابع عن كثب، عشرات آلاف الصور الموثقة من الأمم المتحدة، للضحايا السوريين الأبرياء الذين قتلوا في أقبية حليفه بشار الاسد، جوعاً وتعذيباً وتنكيلاً، وتقطيعاً للأجساد نسأل اليوم «داعية السلام ونبذ العنف«، عن مشاركة حزبه في تهجير السوريين من مدنهم وقراهم، وقتلهم وإبادتهم، نسأله عن إثارة الفتنة المذهبية في سوريا، التي يشارك فيها حزبه، والتي أدت الى تعميق الجروح والأحقاد».

ورأى أن «هذا التاريخ الحافل، يجرّد صاحبه من أي مصداقية، لا بل يعرّيه، أمام الشعب اللبناني والشعوب العربية وأمام العالم، من أي حصانة أخلاقية وإنسانية، وهو المدان بارتكاب الجرائم الكبرى، التي لن يمحوها التاريخ«، مضيفاً: «هذا التاريخ الحافل والأسود لا يعطي صاحبه الحق بالجلوس على قوس المحكمة، بل مكانه الطبيعي في قفص الاتهام، كما لا يسمح له بمصادرة قرار الشعب اللبناني، ولا يجيز له الاعتداء على سيادة دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية التي كانت على الدوام الداعمة الأولى للبنان ومؤسساته، وللوحدة الوطنية، وهي التي وقفت بكبر وأخوة قل نظيرها، مع الشعب اللبناني، وساندته على كل الصعد».

وختم بالقول: «لأمين عام حزب الله نقول: إذا كنت تأتمر بتوجيهات إيران ومصالحها، فنحن من موقع المسؤولية الوطنية، لن نسمح أن يكون لبنان الخاصرة الرخوة لتصفية الحسابات، وسنظل حريصين على العيش المشترك، وعلى الأمن والاستقرار».
الأمين العام لـ «حزب الله» يشن هجوماً عنيفاً على السعودية
  المستقبل..
شنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، هجوماً عنيفاً على المملكة العربية السعودية حيث أشار إلى أن «الرد على اعدام الشيخ نمر النمر هو الرد الزينبي«، متسائلاً: لماذا الإصرار على الإعدام في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة؟ علماً ان الملك كان يستطيع أن يعفيه ويريح الناس، ويمد الجسور«.

وتوعد خلال حفل تأبيني نظمه «حزب الله» للشيخ محمد خاتون أمس بالقول «إن الإقدام على جريمة اعدام الشيخ النمر ليست حادثة يمكن العبور عليها هكذا، هم مخطئون كالعادة«. وسأل: لماذا أعدموه، ما هو ذنبه وجريمته؟، هل استطاع القضاء السعودي أن يثبت أن النمر حمل سلاحاً، أو قاتل بالسلاح سواء بشكل شرعي أو غير شرعي؟ هل أنشأ مجموعة مسلحة؟، هل دعا إلى القتال وحمل السلاح، أم ان مساره سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية بالتحديد، مثل العلماء والقادة في البحرين الذين يزجّ بهم في السجون؟«. لافتاً «نظر الشيعة الى عدم تحويل موضوع إعدام الشيخ النمر الى موضوع سني شيعي«. وأقيم اعتصام أمام مقر «الاسكوا« نفذته «لجنة التضامن مع الشيخ نمر النمر« أمس، شارك فيه ممثل عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وألقيت كلمات شجبت الإعدام. فيما اعتبره النائب السابق جهاد الصمد خطأ كبيراً، وكان يمكن مقاربة قضيته بطريقة مختلفة«.
نصرالله:مصممون على الحضور في ساحات التحدي
بيروت - «الحياة» 
توعّد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله اسرائيل مجدداً بالرد على اغتيال سمير القنطار. وقال: «بعد أسبوعين على استشهاد الشهيد سمير القنطار، قوة دمه وقوة المقاومة ما زالتا تفرضان على جنود العدو وضباطه، من البحر إلى آخر نقطة في الحدود، الاختباء في الجحور، هم ينتظرون ونحن ننتظر، هم خائفون ونحن راغبون وأملنا بالله كبير، المهم أن يفهموا أن قتل إخواننا وسفك دمائنا لا يمران هكذا، بل عليهم أن يخافوا ويختبئوا، اليوم أتى الثلج وحبسهم في جحورهم أكثر، لكننا ننتظر والله يحب المنتظرين والرد آتٍ ان شاء الله». وقال نصر الله في كلمة له خلال احتفال تأبيني للشيخ محمد خاتون في الضاحية الجنوبية إن «تضحيات الجيل الأول ساهمت بصنع الانتصار عام 2000 وكان لها الحظ الأوفر بصنع انتصار 2006 وهي اليوم تحمل أبناء الجيل الأول وأحفادهم مسؤولية إلحاق الهزيمة بأخطر مشروع أميركي استكباري صهيوني من خلال الوجه التكفيري الذي يريد تدمير المنطقة وإسقاط مشروع المقاومة».
وتحدث عن دور المؤسسين (للحزب) ودور الشيخ خاتون وعباس الموسوي وقال إن «الشيخ خاتون كان دائماً مستعداً للالتحاق بميادين القتال، وكانت المقاومة في حاجة دائماً الى من يتصدى في الميدان الثقافي والتعبوي والتحريضي، وكان هذا في البداية عملاً شاقاً في زمن سيطرت فيه سياسة الانهزام وكان البعض يقول لنا أنتم مجانين». وقال: «في تلك المرحلة، كانت المقاومة حتى على مستوى قبول الناس وإيمان الناس، ينظر إليها على أساس أنها مشروع غير عقلاني، وكان من الذين أوكل لهم التصدي في هذا الميدان الشيخ خاتون إلى أن بدأ تشكيل الإطار التنظيمي والإداري».
ولفت إلى أن «الحرب التي تشن على هذه المسيرة دائماً ليست حرباً عسكرية وأمنية ودموية، بل كانت تستهدف قلبها وعقلها وروحيتها، لكنها كانت تصمد ويشتد عودها وتتقدم، ومسيرتنا اليوم ببركة هذه الأجيال من الجيل المؤسس إلى الأبناء والدماء والشهداء ستتابع بكل ثقة ويقين وإيمان ولن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان أو أن ينال من مسيرة حزب الله. لا من معنوياتها ولا من عنفوانها ولا من كرامتها ولا من صلابة إرادتها ولا من قوة عزمها ولا من يقينها ولا من تصميمها القاطع على مواصلة الحضور في كل ساحات التحدي في كل مكان فيه موقف لله وجهاد في سبيل الله لأن هذه المسيرة كانت لله وستبقى».
وتطرق نصرالله الى تنفيذ القرار القضائي السعودي بإعدام الشيخ نمر باقر النمر، حاملاً بعنف على «قرار الإعدام».
وإذ توجه إلى عائلة النمر وأهله معزياً، رأى ان «اعدام النمر ليس حادثة يمكن العبور عنها، لأن كل مساره هو مسار سلمي ولم يحمل السلاح، بل كان يطالب بحقوق»، لافتاً الى انها «رسالة تقول لكل الذين كانوا يراهنون على الحوار أن لا حوار». وقال: «نلفت نظر الشيعة الى عدم تحويل موضوع اعدام الشيخ النمر الى موضوع سني - شيعي، وهذا الموضوع لا يجوز وضعه لدى أهل السنة».
مواقف تراهن على خرق
بيروت - «الحياة» 
فيما المعطيات المتصلة بالعقبات التي تعترض التسوية الرئاسية في لبنان لا تزال قائمة، فان الكثير من القوى السياسية لا تزال تراهن على اختراق في الأزمة، للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية. وفي المواقف رأى الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان ان «قوة لبنان ليست في ضعفه ولا في انخراطه، بل في تحييده عن النيران المشتعلة المتنقلة من ساحة إلى ساحة». ورأى عبر «تويتر» ان «لبنان الجسر أقوى بكثير من لبنان الساحة».
وأكد عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب غازي العريضي «أهمية التطور الذي حصل نتيجة مبادرة التسوية الرئاسية»، موضحاً أن «ثمة خطوة كبيرة جداً أطلقت من قبل فريق اساسي في البلد تجاه فريق آخر في محاولة منه للخروج من مأزق سواء كانت انعكاساته ايجابية ام سلبية، فهي شئنا ام ابينا شكلت نقلة نوعية كبيرة في الحياة السياسية اللبنانية».
وأشار العريضي الى ان «اي موقف في ظل حساسية الوضع والعلاقة بين دولتين كبيرتين مثل ايران والسعودية، او اي تصعيد ميداني على الأرض، سيؤدي الى تعقيد امور ومساع ومشاريع معينة يتم الإعداد لها على المستوى الإقليمي او على المستوى المشترك بين البلدين».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,913,184

عدد الزوار: 7,650,505

المتواجدون الآن: 0