بطريرك روسيا يدافع عن «حرب عادلة»! وأحلام بوتين بـ «النصر» السريع تتبدّد

النظام يرضخ للضغوط الدولية ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مضايا

تاريخ الإضافة الجمعة 8 كانون الثاني 2016 - 5:05 م    عدد الزيارات 2552    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حقائق عن تورط "حزب الله" في تجويع مضايا وتهجير أهالي الزبداني
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
لم يعد باستطاعة "حزب الله" أن يعتّم على وعي اللبنانيين، إذ باتت أعماله ونواياه في سوريا مكشوفة، وليس جديداً على الرأي العام أن تقوم جهة تدّعي "المقاومة" بتجويع البشر السوريين في مضايا في ريف دمشق، فسبق وفعلها في القصير ولا يزال يحاصر الغوطة حتى اليوم، ومن المضحك أيضاً أن يقدم "حزب الله" على وصف الحملات الانسانية الداعمة للمدنيين في مضايا بـ"حملات الافتراء لتشويه صورة المقاومة".
عذرا "حزب الله"... عن أي "مقاومة" تتكلم؟ مقاومة المدنيين والأطفال والنساء في مضايا وتحويلهم إلى هياكل عظمية؟ أما محاصرتهم وتهريب الغذاء إلى البلدة لبيعه بأسعار خيالية ينتفع منها عناصر الحزب؟ وغريب أمر الحزب الذي يريد وصف ابناء البلدات السورية بالمسلحين أو الارهابيين، وبكل بساطة: ألا يحق لأبناء البلدة الدفاع عن أنفسهم وعن ترابهم من تدخل ايراني طائفي يجسده حزب الله إلى جانب النظام السوري؟
بات معروفاً أن الزبداني ومضايا لا يسكنها الدواعش، بل هناك أكثر من 40 ألف نسمة من المدنيين، وبينهم عدد صغير من المقاتلين، من ابناء البلدة ينتمون إلى فصائل الجي شالسوري الحر المعتدلة أو حركة أحرار الشام عير الارهابية، وبات معروفاً أن الحصار يرتبط بحصار "مختلف" يفرضه "جيش الفتح" على بلدتي الفوعا وكفريا في ادلب. بلدتان شيعيتان حاول حزب الله الترويج لها في بيانه، وأن يشبه حال البلدتين بحال مضايا. عذراً مرة ثانية "حزب الله" فطائرات النظام تلبي حاجات البلدتين بالمساعدات الاغاثية والطبية، ولم يصل ابناء البلدتين إلى الموت جوعاً، حتى الأسلحة متوفرة لدى الميليشيات داخل البلدتين، ومن المفترض فك الحصار عن أي مدني في سوريا.
بيان "حزب الله" الذي أطلت به قناة "المنار" كان "مضحكاً" بالنسبة إلى المعارضين السوريين الذين يدركون حقيقة ما يجري، إذ حاول الحزب ان يبعد مسؤوليته عن الحصار، إلا أن الناشط السوري علاء التناوي المتابع لحال البلدة هناك يؤكد لموقع "14 آذار" أن "معارك الزبداني جاءت بقيادة مباشرة من حزب الله و لم يكن للنظام السوري وجود سوى بالتمهيد المدفعي والجوي، ويعود ذلك إلى اهمية الزبداني طبعا جغرافيا ودعماً لعمليات الحزب في جرود القلمون وقربها من معسكر النبي شيت"، مشدداً على أن "كل النقاط العسكرية المحيطة بمضايا 60% من عناصرها من حزب الله"، وستغرباً استخدام مصطلح "مقاومة" في البيان الذي تم توزيعه ويقول: "الكذب مصدره اعلام حزب الله الذي يدعي انه مقاومة وفي الوقت نفسه يقول إن طريق القدس يمر من الزبداني حيث ترى بالعين المجردة عناصر الحزب على كل الحواجز"، لافتاً إلى أن "اصوات مقاتلي الحزب بلهجة لبنانية ساخرة باتت مفضوحة في المناطق هناك، ويهددون ويتوعدون دائماً".
أما عن المساعدات التي دخلت مضايا واستند إليها "حزب الله"، يقول التيناوي: "بعد اتفاق هدنة كفريا الفوعه والزبداني ووقف اطلاق النار منتصف شهر ايلول، دخلت في تشرين الثاني قافلة مساعدات لاتتجاوز الـ 50 طناً تحتوي على اغذيه فاسدة من الامم المتحدة ولا تحوي مواداً طبية ولا حليب اطفال، بل كانت عبارة عن كرتونة مساعدات فيها كيلو رز مختوم، وفيه الحشرات كالصراصير واغذيه لا تتناولها سوى البهائم".
ويذكّر بأنه "بعدما عجز حزب الله عن اقتحام الزبداني لجأ الى تهجير 1000 عائلة من محيط البلدة وحاصرهم في بلودان وقصفهم برا وجوا للضغط على الثوار، وقطع واغلق كل الطرق المؤدية الى مضايا واعتمد سياسة تدمير وإحراق سهل الزبداني ومضايا وقطع الاشجار وتهريبها الى لبنان بشهادة اهالي بعلبك وبيع اطنان حطب اشجار الزبداني بمدن تابعة له"، كما كشف التيناوي عن أن "الدخان الذي يهرّب إلى مضايا هو من لبنان، خصوصا من نوع مالبورو ويكون مع مقاتلي الحزب ويباع بـ 10 اضعاف سعره داخل الزبداني ومضايا".
كما لفت إلى أن "40 مسلحاً في مضايا سلموا أنفسهم إلى حزب الله لانقاذ أطفالهم الذين باتوا أشبه بأشباح وهياكل عظمية". ونفى أن يكون هناك "300 مقاتل يريدون تسليم أنفسهم"، ويوقل: "ما ذكره الحزب غير صحيح"، مشيراً إلى أن "حزب الله عرض على المقاتلين في الزبداني ومضايا هدنة واستسلام بمنتصف شهر تموز، الثوار رفضوها وقالو: لغير الله لا نركع والحرب سجال ولو كنا نريد الاستسلام لما وصلنا لمرحلة الحصار وموت الاطفال جوعا وكانت حينها المدينة عبارة عن ثكنة عسكرية مليئة بمليشيات الدفاع الوطني من تجار الحرب وهم عملاء وخونة للنظام السوري و كلاب لحزب الله يبتزون الناس ويخفون البضائع لبيعها بمبالغ لا نراها في لاس فيغاس، فقط من أجل أن يربح الحزب الاموال".
ويؤكد أن "النظام و ايران لم ينفذا بنود الهدنة المبمرمة"، مشدداً على أن "ثوار مضايا لم تعارضوا اخراج الجرحى بل قالوا لهم: بامان الله واللقاء قريب بتحرير الارض"، ويضيف: "اشترطت ايران لفك الحصار عن مضايا، ادخال مازوت الى الفوعة وجاء هذا على لسان النظام الاسدي الذي رفض طلب الامم المتحدة ادخال المواد الغذائية إلى مضايا في بداية الامر، لكنه سارع الاسد لاحقا للموافقه مرغماً بسبب تهديد جيش الفتح وحشوده العسكرية في محيط الفوعه، خوفاً من اقتحامها وابادة سكانها وحرقها دعما لمضايا".
أحلام بوتين بـ «النصر» السريع تتبدّد
الحياة...موسكو – رائد جبر 
مئة يوم على الحملة العسكرية الروسية في سورية، والنتائج كما يلخصها بعضهم: تنظيم «داعش» إلى انحسار، لكن الحرب «باقية... وتتمدد»!
تكاد المناسبة أن تمر بصمت، ومن دون إجراء مراجعة كاملة للإنجازات والإخفاقات، على رغم أن كثيرين من الروس كانوا يعوّلون على «تحقيق النصر» في غضون ثلاثة أشهر. يكفي استرجاع اللهجة الواثقة لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما أليكسي بوشكوف، المقرب من الكرملين عندما قال منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي: «الضربات ستتكثّف، ونتحدث عن عملية تستغرق 3 - 4 أشهر».
و «السقف الزمني» الذي حدده بوشكوف وأغضب الكرملين بسبب تسرُّعه في كشف ما يدور داخل مطبخ صنع القرار الروسي، لم يكن خطاً أحمر بالمعنى العسكري للكلمة، فالرجل استبق عبارته بتحذير من أن «ثمة خطراً دائماً للسقوط في مستنقع يصعب الخروج منه، لكن عمليتنا محدودة الزمن».
تفسِّر هذه العبارة حرص الكرملين في كل مناسبة على تأكيد بقاء العملية في إطار زمني محدد. لكن ذلك استمر حتى وقت قصير سبق نهاية العام الماضي، حين تأكّد الرئيس فلاديمير بوتين من أن فترة مئة يوم لن تكون كافية لإحراز نصر يغيظ أعداء روسيا الذين يراقبون تصرفاتها بدقة، وربما يرجون لها أن تخرج ذليلة. عندها قال الرئيس الروسي عبارته التي حددت إطاراً زمنياً مختلفاً: وزارة الدفاع تنفق من موازنة التدريبات، على حملتها العسكرية، ولن نجد أفضل من هذه الظروف لتدريب قواتنا. باختصار، ترك بوتين المساحة مفتوحة أمام العسكر الروس، مهما احتاجوا من فترات لاختبار قدراتهم وتجريب أسلحتهم الحديثة.
لم تعد «المهلة» مقدسة إذاً، لكن السؤال الذي يطرحه الروس هو: ماذا حققنا في مئة يوم؟
الناطق العسكري الروسي يحرص على تقديم تقريره إلى وسائل الإعلام وكأنه يؤدي التحية أمام قائده، فتغدو «الانتصارات» في حديثه مرتبطة بعدد الغارات الذي تجاوز 5500 منذ بدء الحملة العسكرية الروسية، وتضيع الأخطاء في لفظ أسماء المدن السورية عندما ينطقها، بين تفاصيل كثيرة بينها أن في سورية كما تبيّن للحملة «آلاف المراكز لتدريب المقاتلين الأجانب وعشرات الآلاف من مصانع القنابل ومئات من غرف القيادة الميدانية» لتنظيم «داعش»، وكلها دُمِّرت بـ «دقة كاملة».
بعيداً من هذا الخطاب، توجز موسكو نتائج الحملة حتى الآن، بانحسار نفوذ «داعش» بدليل تقدُّم القوات الحكومية السورية في عشرات المناطق. وتضع صحيفة «النجمة الحمراء» الناطقة باسم الجيش الروسي على رأس صفحتها الأولى، عبارة تختصر الحدث: «ثلاثة أشهر بمثابة كابوس لداعش».
وبين الأدلّة على «الكابوس» تفاخر الصحيفة بأن «قوات التحالف الدولي في أفغانستان خسرت 21 جندياً خلال تشرين الثاني (نوفمبر)، بينما خسائر روسيا لم تزد على طيار وجندي من قوات المشاة «قتلا بسبب الخيانة التركية وليس بسبب جسارة العدو».
لا تهتم الصحافة الروسية كثيراً بدرس خريطة «انحسار داعش»، بل تولي الاهتمام الأكبر لـ «تقدُّم القوات الحكومية (السورية) بفضل ضرباتنا».
وقد يكون الإنجاز الأهم في رأي مطبخ صنع القرار، هو الذي رسم ملامحه المعلّق السياسي لوكالة «نوفوستي» الحكومية قبل أيام قائلاً: انتصار القوات الحكومية السورية بفضل تدخلنا سيدمّر نهائياً خطط واشنطن وحلفائها في المنطقة، ويمكن إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما أن تُطلِق علينا ما شاءت صفة «قوة إقليمية»، لكن دخولنا إلى سورية أجبر العالم على الاعتراف بأننا قوة عظمى، ومحرّك أساسي لصنع السياسة الدولية».
وأمس، أكد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، أن الغارات الروسية قتلت خلال مئة يوم «١٧٣٠ شخصاً، بينهم ١٣٥ طفلاً و١١٥ سيدة، ودمّرت ٢٩ مشفى ومركزاً طبياً، وعشرات المدارس ودور العبادة ومؤسسات البنى التحتية». وأشار إلى إن الطيران الروسي «شن ١٢ ألف غارة استخدم فيها القنابل العنقودية والفوسفورية والصواريخ الفراغية، واستهدفت ٩٤ في المئة من الهجمات مواقع مدنية وأخرى تابعة للجيش السوري الحرّ، بالتزامن مع حملات أدت إلى تهجير حوالى نصف مليون سوري من ديارهم في أرياف اللاذقية وحمص وحماة وحلب».
ومع تحذير خبراء بارزين من أن روسيا غدت أقرب إلى الانزلاق نحو «المستنقع»، جاء اعتراف بوتين أخيراً بوجود «وحدات تنفّذ مهمات خاصة» في سورية ليزيد الاقتناع بأن «الأيام المئة المقبلة ستكون أسوأ» كما كتب معلّق، معتبراً أن شعار «داعش» غدا أوسع، فالمأساة السورية بعد مئة يوم تبدو «باقية وتتمدّد».
الطيران الروسي يوسّع دائرة غاراته
بـيـروت، دمـشق، لنـدن - «الحيـاة»، رويتــرز، أ ف ب
بعد مرور مئة يوم على بدء الحملة العسكرية الروسية في سورية، وسّع الطيران الروسي دائرة غاراته، وامتدت المناطق المستهدفة من ريف درعا وغوطة دمشق جنوب البلاد إلى أرياف حلب وإدلب واللاذقية في شمال البلاد وشمالها الغربي، مع استمرار مروحيات النظام في إلقاء عشرات من «البراميل» على جنوب غربي العاصمة. وأعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة السورية وافقت على إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة، بينها مضايا شمال غربي دمشق، من دون تحديد مواعيد. في الوقت ذاته، أكدت مصادر في المعارضة السورية أن الهيئة العليا للمفاوضات أبلغت المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تمسُّكها بوجوب بدء المفاوضات مع وفد الحكومة نهاية الشهر ببحث تشكيل هيئة حكم انتقالية، والبدء بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف القصف قبل المفاوضات ...
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «عدد البراميل المتفجّرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة داريا ارتفع إلى 48، فيما جدّد قصفه بـ8 براميل مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية».
وفي سياق توسيع دائرة القصف الروسي، أفاد «المرصد» بمقتل «عشرة أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة عشرات آخرين نتيجة القصف من طائرات حربية يُرجَّح أنها روسية والقصف المكثّف من جانب قوات النظام، والذي تتعرض له مدينة زملكا بالغوطة الشرقية». وزاد أن: «عدد الشهداء مرشّح للارتفاع»، لافتاً إلى أن قاذفات روسية شنت ١٢ غارة على مناطق في بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا بين دمشق والأردن، وتسعى قوات النظام منذ أسبوعين لاستعادة البلدة.
كما وفّر الطيران الروسي غطاءً جوياً لقوات النظام وأنصاره في معارك في ريف اللاذقية، بالتزامن مع شنّه غارات على أريحا في ريف إدلب، ومع تأكيد «المرصد» مقتل «ثمانية أشخاص بينهم مواطنات وأطفال نتيجة قصف من طائرات حربية يعتقد بأنها روسية على مناطق في بلدة بزاعة بريف حلب الشرقي».
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان، أن المنظمة الدولية «ترحب بالموافقة التي تلقتها (أمس) من الحكومة السورية في شأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا (شمال غرب) وتعمل لتحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة». لكن معارضين في مضايا قالوا أن المساعدات لم تصل مساء أمس، مشيرين إلى أن ذلك سيحصل الثلثاء المقبل.
ونقلت الأمم المتحدة عن «تقارير موثوقة» أن «الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها حوالى 42 ألف شخص»، مشيرة إلى أن آخر قافلة دخلت المنطقة في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا تم تشديده قبل نحو ستة أشهر.
وكان ذلك أحد المواضيع التي ناقشتها الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة مع دي ميستورا في الرياض أول من أمس، قبل توجُّهه إلى طهران. وقال المنسق العام للمعارضة رياض حجاب في بيان أنه أكد للمبعوث الدولي أن «تدخُّل بعض القوى الدولية لشن الهجمات الجوية والقتال نيابة عن النظام، يفرض على المجتمع الدولي أعباء إضافية تتمثل في التوصل مع الأطراف الإقليمية والدولية إلى اتفاق لوقف النار وإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة، حيث يقيم خمسة ملايين سوري لاجئين في دول الجوار و6 ملايين آخرون في مناطق لا تتبع لسيطرة النظام». وشدّد على تطبيق المادتين ١٢ و١٣ في القرار الدولي ٢٢٥٤ وإدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف العشوائي.
في مضايا المحاصرة... مدنيون لا يرون طائلاً من مفاوضات السلام
الحياة...بيروت - رويترز
تتعالى التحذيرات من مجاعة واسعة النطاق في الوقت الذي تحاصر فيه قوات موالية للحكومة مدينة تحت سيطرة المعارضة في سورية وتشتد فيه وطأة الشتاء ليزداد سواد التوقعات القاتمة أصلاً لمحادثات السلام التي تأمل الأمم المتحدة عقدها هذا الشهر. وأصبح حصار مضايا قرب حدود لبنان قضية محورية لقيادات المعارضة السورية التي أبلغت مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا هذا الأسبوع أنها لن تشارك في المحادثات مع الحكومة حتى يرفع الحصار عن هذه المدينة وغيرها من المدن المحاصرة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عشرة أشخاص على الأقل ماتوا من الجوع في مضايا في الأسابيع الستة الأخيرة. ويقول نشطاء في المعارضة إن عدد الموتى بالعشرات على رغم أن رويترز لم تستطع التأكد من مصدر مستقل من صحة هذه التقارير. وقال ماجد علي (28 سنة) وهو من نشطاء المعارضة متحدثاً لرويترز هاتفياً من مضايا: «كنا نعيش على أوراق الشجر وعلى النباتات. لكننا الآن نكافح عاصفة ثلجية ولم يعد هناك المزيد من النباتات أو أوراق الشجر». وأضاف: «أنا كنت 114 كيلو قبل الحصار. الآن صرت 80».
وقال أبو حسن موسى رئيس مجلس المعارضة في مضايا إن سكان المدينة يرضون الآن بالمياه بنكهة التوابل أو الليمون والملح والخل كلما أمكن. وأوضح السكان إن الأسعار قد تصل إلى نحو 300 دولار للكيلوغرام حينما يتوافر الأرز أو الحليب المجفف.
وقال علي ناشط المعارضة إنه بسقوط ثلوج بارتفاع نصف متر هذا الأسبوع بدأ حرق الأثاث والأبواب والتجهيزات الخشبية لتدفئة البيوت. وأضاف: «المفاوضات لا معنى لها ما دمنا محاصرين وما دمنا نتمنى فنجاناً من الحليب من أجل طفل. ما الذي سنتفاوض عليه؟ موتانا؟»
شهور بلا مساعدات
وحصار المدن والقرى ملمح شائع من ملامح الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من خمس سنوات سقط فيها نحو 250 ألف قتيل. إذ تحاصر قوات حكومية مناطق تحت سيطرة المعارضة بالقرب من دمشق منذ عدة سنوات وفي وقت أقرب حاصرت جماعات معارضة مناطق موالية للحكومة من بينها قريتان في محافظة إدلب. وربما يكون مصير مضايا التي يقول برنامج الأغذية العالمي إن حياة 40 ألف نسمة فيها معرضة للخطر مرتبطاً بهاتين القريتين. وكانت تلك المناطق جزءاً من اتفاق محلي لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في أيلول (سبتمبر) الماضي لكن تنفيذه توقف. وتم ترتيب عملية تسليم المساعدات السابقة إلى مضايا في تشرين الأول (أكتوبر) لتتزامن مع تسليم مساعدات مماثلة لقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام وتضمان مراكز عسكرية إيرانية. ووصف علي سكان مضايا بأنهم رهائن محتجزون كورقة للمساومة على الفوعة وكفريا. وكانت وكالات الإغاثة تأمل تيسير الوصول إلى المنطقة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه تحت إشراف الأمم المتحدة.
قالت بتينا لوشر الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي: «برنامج الأغذية العالمي يشعر بقلق شديد في شأن ما تردد عن الوضع الإنساني في مضايا المحاصرة منذ أشهر عدة والذي أصبح يهدد الآن أرواح ما يقرب من 40 ألف شخص». وأضافت: «آخر مرة تم فيها الوصول إلى مضايا في 17 تشرين الأول بعدد 3900 حصة من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام أكثر من 19 ألف شخص لمدة شهر واحد. ومنذ ذلك الحين لم تقدم مساعدات غذائية أو إمدادات إنسانية أخرى لهذه المناطق كما كان مخططاً». وقد قالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن حرب الحصارات استخدمت بطريقة مخططة ومنسقة بلا أي رحمة في الحرب الأهلية السورية بهدف «إجبار السكان بشكل جماعي إما على الاستسلام أو الموت جوعاً».
وكان حصار مضايا بدأ قبل نحو ستة أشهر عندما بدأ الجيش النظامي السوري و «حزب الله» اللبناني المتحالف معه حملة لإعادة سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد على مناطق على الحدود السورية اللبنانية من بينها مدينة الزبداني. ونفى مصدر مقرب من دمشق مطلع على الوضع في مضايا منع المدنيين من مغادرة المدينة وقال إن عدد الناس فيها مبالغ فيه.
غير أن «المرصد» قال إن 15 شخصاً من بينهم أطفال قتلوا خلال محاولة الهرب إما رمياً بالرصاص أو بألغام زرعت لتنفيذ الحصار الذي تفرضه قوات الحكومة و «حزب الله». ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين للتعقيب. وتقول وكالات المساعدات إنها طلبت تسهيل وصولها إلى مضايا ست مرات خلال 2015 لكن لم يتح لها توصيل مساعدات سوى مرة واحدة.
في انتظار إجابات
وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في 18 الشهر الماضي يرسم خريطة طريق لمحادثات السلام ويدعو الأطراف للسماح لوكالات الإغاثة بالتحرك في مختلف أنحاء سورية من دون عوائق لا سيما في المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها. وأبلغ مجلس تشكل حديثاً من قوة المعارضة للإشراف على المفاوضات دي ميستورا أن من الضروري حدوث ذلك قبل بدء المحادثات التي يخطط لعقدها في 25 الشهر الجاري. كما أبلغ المجلس دي ميستورا أنه يتعين قبل بدء المفاوضات أن توقف حكومة الأسد التي تحظى بدعم من روسيا وإيران قصف المناطق المدنية واستخدام «البراميل المتفجرة» وأن تفرج عن المعتقلين تطبيقاً لما جاء في قرار مجلس الأمن.
وقال رياض نعسان آغا عضو مجلس المعارضة: «نرى أنه لن يكون من الممكن بدء المفاوضات بينما يستمر القصف على المناطق المدنية والسكان. علينا أيضاً أن نظهر للناس إنجازات معينة». وأضاف: «نحن في انتظار الردود من السيد دي ميستورا».
ويقول سكان إن قوات موالية للحكومة تحاصر المدينة يعتقد السكان أنها من «حزب الله» عرضت تقديم الغذاء مقابل تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم. وأوضح ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تأمل توصيل مساعدات للزبداني ومضايا والفوعة وكفريا في الأيام المقبلة. وقالت باول كرزيك الناطقة باسم اللجنة: «نتلقى تقارير تدعو للقلق من مضايا وأيضاً من الفوعة وكفريا عن وضع الناس هناك مثلما هي الحال في كل المناطق المحاصرة في سورية».
عشرات القتلى والجرحى في قصف مكثف على غوطة دمشق  
لندن - «الحياة» 
ألقت مروحيات النظام السوري حوالى ٥٠ «برميلاً متفجراً» على داريا جنوب غربي دمشق، في وقت برزت سيطرة الطيران الروسي على الأجواء السورية بشنه غارات مكثفة على الغوطة الشرقية، ما أدى إلى جرح ومقتل خمسين مدنياً، إضافة إلى غارات امتدت من درعا جنوباً إلى حلب شمالاً وادلب في شمال غربي البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه «ارتفع إلى 48 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة داريا، فيما جدد الطيران المروحي قصفه بـ 8 براميل متفجرة على مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، بينما قتل عنصر من قوات النظام خلال الاشتباكات مع الفصائل الإسلامية بمحيط مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية»، لافتاً إلى «مقتل عشرة أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة عشرات آخرين بجروح جراء قصف طائرات حربية يرجح أنها روسية والقصف المكثف من قبل قوات النظام والذي تتعرض له مدينة زملكا بالغوطة الشرقية». وقال: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن شهداء آخرين».
وسقطت عدة قذائف صاروخية على مناطق في حي أبو رمانة ومحيط دار السلام في حي الشعلان ومناطق أخرى في شارع الحمرا قرب ساحة الأمويين.
وفيما استهدفت قوات النظام بقذائف مدافعها وبالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة مسحرة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، قال «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في أطراف حي المنشية بدرعا البلد من محور الجمرك القديم، إثر هجوم تنفذه قوات النظام مترافق مع قصف مكثف من قبلها، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة».
وتابع: «ارتفع إلى 12 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا، كذلك ارتفع إلى 4 عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة الذين استشهدوا خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في أطراف بلدة الشيخ مسكين، كما قتل عنصر من قوات النظام جراء استهداف الفصائل المقاتلة تحصناً لقوات النظام في أطراف بلدة الشيخ مسكين».
وتشهد البلدة ومحيطها منذ الـ28 الشهر الماضي «معارك كر وفر متفاوتة العنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر، تعرضت خلالها البلدة لقصف مكثف من قبل قوات النظام»، وفق «المرصد». وأضاف ان الطرفين تبادلا «استهداف مناطق الاشتباك بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة، وأسفرت عن استشهاد ومصرع عشرات من مقاتلي الفصائل والنصرة بينهم قياديون، ومقتل عشرات من عناصر قوات النظام بينهم ضباط».
واستهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام بمحيط مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، فيما استهدفت قوات النظام سيارتين لتنظيم «داعش» في محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ما أدى لإعطابهما وخسائر بشرية في صفوف التنظيم. كما ألقى الطيران المروحي اربعة «براميل متفجرة» على مناطق في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة، ما أدى لأضرار مادية بممتلكات مواطنين، كما وردت معلومات مؤكدة عن قيام التنظيم بإعدام شخص في مدينة تدمر بتهمة «القتل».
في شمال غربي البلاد، دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة في عدة محاور بريف اللاذقية الشمالي «بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية مدعمة بالحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من طرف آخر، ترافقت مع قصف من قبل قوات النظام بالإضافة لقصف من طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في جبلي التركمان والأكراد»، وفق «المرصد».
وأضاف ان «معارك كر وفر مستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر، وترافقت المعارك مع قصف من قبل الطائرات الروسية وقوات النظام وطائراته المروحية والحربية، استهدف عدة أماكن في بلدات وقرى جبلي الأكراد والتركمان، ومناطق الاشتباك، بالإضافة لاستهدافات الفصائل تمركزات لقوات النظام في أطراف الجبلين، وأسفرت المعارك خلال الأسابيع والأشهر الفائتة، عن استشهاد ومصرع عشرات المقاتلين في الفصائل والنصرة بينهم قياديون، ومقتل عشرات العناصر من قوات النظام بينهم ضباط».
في شمال البلاد، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محيط خان طومان وبلدة الزربة ومنطقة الراشدين بريف حلب الجنوبي، في وقت نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات على مناطق في محيط بلدة دير جمال وقرى المالكية وكشتعار وتنب بريف حلب الشمالي، وأماكن أخرى في محيط مطار منغ العسكري.
وقال «المرصد: إن ثمانية اشخاص بينهم مواطنات وأطفال «قتلوا جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة بزاعة بريف حلب الشرقي»، لافتاً إلى سقوط «مزيد من القذائف الصاروخية التي أطلقتها الفصائل الإسلامية بشكل مكثف على مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف حلب الشمالي، ما أدى لسقوط جرحى بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين». واستمرت الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في محيط منطقة سد تشرين على نهر الفرات بريف حلب الشمالي الشرقي «ذلك إثر هجوم نفذه عناصر التنظيم من محورين». وقالت مصادر أن التنظيم «استخدم في عملية الهجوم زوارق تسلل عبرها إلى مناطق قريبة من سد تشرين، وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق الاشتباكات».
في شمال شرقي البلاد، شنت طائرات حربية ضربات على مناطق في شمال مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية، في وقت وردت أنباء أولية عن إعدام تنظيم «الدولة الإسلامية» مواطنة في مدينة الرقة. كما اتهم نشطاء كرد من مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، القوات التركية باستهداف مدينة تل أبيض مساء اول امس، والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردي، حيث شمل الاستهداف مناطق في المدينة وصوامعها.
كما نفذت طائرات حربية غارات مكثفة استهدفت خلالها مناطق في أحياء الصناعة والحويقة والعمال والرصافة في مدينة دير الزور، وأماكن أخرى في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور، في حين سقطت عدة قذائف أطلقها تنظيم «داعش» على مناطق في حيي القصور والجورة الخاضعين لسيطرة قوات النظام بمدينة دير الزور، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وفق «المرصد».
وقال «المرصد» ان «القوة المركزية» التابعة لـ «جيش الفتح» في مدينة إدلب أعدمت 5 أشخاص في ساحة الساعة رمياً بالرصاص، بينما قصفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مناطق في مدينة أريحا بريف إدلب، ما أدى لأضرار مادية دون معلومات عن خسائر بشرية، وفق «المرصد».
البراميل المتفجرة العام الماضي 17318
لندن - «الحياة» 
أفادت جمعية حقوقية سورية أمس بأن مروحيات النظام ألقت العام الماضي 17318 «برميلاً متفجراً» على مناطق مختلفة في البلاد، ما أدى إلى مقتل 2032 شخصاً، بينهم 499 طفلاً و338 سيدة، مشيرة إلى أن بينها كان ٣٥٠٠ «برميل» ألقاها الطيران السوري بعد التدخل الروسي في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس: «الاستخدام البارز الأول من جانب القوات الحكومية للبراميل المتفجرة، كان الإثنين في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2012 ضد أهالي مدينة سلقين في محافظة إدلب (شمال غرب)». كما أشارت إلى أن «البراميل المتفجرة تعتبر قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ وأثرها التدميري كبير، لذلك لجأت إليها القوات الحكومية إضافة إلى أنها سلاح عشوائي بامتياز، وإن قتلت مسلحاً فإنما يكون ذلك على سبيل المصادفة، إذ إن 99 في المئة من الضحايا هم من المدنيين، وتتراوح نسبة النساء والأطفال ما بين 12 و35 في المئة في بعض الأحيان».
وتابعت أنها «وثقت، قيام الطيران المروحي الحكومي بإلقاء ما لا يقل عن 17318 برميلاً متفجراً خلال عام 2015، العدد الأكبر منها كان في محافظة ريف دمشق، ثم درعا وحلب وحماة ما أدى إلى مقتل 2032 شخصاً، بينهم 499 طفلاً، و338 سيدة»، إضافة إلى «تدمير ما لا يقل عن 206 مراكز حيوية، منها 52 مركزاً دينياً، و39 مركزاً تربوياً».
وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أفادت بأن الطيران المروحي ألقى «1156 برميلاً متفجراً. والعدد الأكبر في محافظة ريف دمشق وحلب وقد أدى القصف إلى مقتل 76 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، و8 سيدات وتسبب القصف بدمار 9 مراكز حيوية». وأشار التقرير إلى «وجود تنسيق بين قوات النظام الجوية والقوات الروسية، بحيث تكثف القوات الروسية قصفها في شمال سورية، بينما تتحرك المروحيات الحكومية باتجاه الجنوب في محافظتي درعا وريف دمشق وقد بلغ عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي الحكومي بعد التدخل الروسي في 30 أيلول الماضي، 3677 برميلاً متفجراً تسببت بمقتل 196 شخصاً، بينهم 37 طفلاً، و23 سيدة».
رجال أعمال سوريون على حدود تركيا يكافحون لإظهار إمكانات اللاجئين
الحياة...غازي عنتاب (تركيا) - رويترز
يعتقد سعد شويحنة وهو جالس في مكتبه البسيط فوق مصنعه الذي ينتج الآلاف من منتجات الأطفال والزجاجات البلاستيكية، أنه إذا كان في وسعك أن تنتج المادة في تركيا فمن الممكن أن تنتجها في أي مكان آخر.
يقول شويحنة (28 سنة)، السوري القادم من مدينة حلب: «السوق التركية هي الأصعب»، شاكياً من البيروقراطية المتشابكة والمنافسة الشديدة وبيئة العمل التي تعتمد على العلاقات الشخصية لفترات طويلة. لكن شويحنة استطاع شقّ طريقه متسلّحاً بمعرفته باللغة التركية والثقافة المحلية.
وافتتح فرعاً لنشاط عائلته في صناعة اللدائن في مدينة غازي عنتاب، جنوب شرقي تركيا، حيث تشهد المطاعم السورية العديدة واللافتات المنتشرة باللغة العربية في بعض الأحياء، على مدى قرب الحدود وعدد سكان المدينة المتزايد من السوريين. وشركته واحدة من عدد يقارب 2000 شركة، أسسها سوريون في تركيا في السنوات الخمس تقريباً التي انقضت منذ نشبت الحرب الأهلية في وطنهم. وسقط في الحرب ربع مليون قتيل، واضطر الملايين للنزوح عن ديارهم، وأصبحت تركيا الآن تستضيف 2.2 مليون سوري يمثلون أكبر كتلة من اللاجئين في العالم.
ويضيف شويحنة: «نشاطنا هو البلاستيك. لكن الشركات الراسخة هنا، لديها الاتصالات والخبرات على المستوى المحلي، لذلك من الصعب على شركة جديدة التعرف الى أطراف مؤثرة جديدة، أو الحصول على تعاقدات من الشركات الطبية الكبرى على سبيل المثل. كثر منهم لا يردون حتى على الهاتف». لكن شويحنة المتزوج وله طفلة رضيعة، لا يرى «فرقاً بيني وبين شركة تركية» لأنه يوظف أتراكاً وسوريين ويدفع ضرائبه.
في تشرين الثاني (نوفمبر)، وعدت أنقرة بالمساعدة في وقف طوفان اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، وذلك مقابل مساعدات قدرها 3.2 بليون دولار، واستئناف المحادثات في شأن انضمامها الى الاتحاد الأوروبي. وسبق أن أنفقت أنقرة أكثر من 8.5 بليون دولار على توفير الغذاء والمسكن للاجئين السوريين منذ بداية الحرب، لكنها لم تطبّق حتى الآن سياسة تسمح لهم بالعمل في شكل قانوني.
ويبدي أصحاب الدخل المحدود في تركيا، المخاوف التي أبداها مواطنون في دول أخرى من سيل اللاجئين، إذ يخشون أن يقبل السوريون، بمن فيهم نحو 250 ألفاً يعملون الآن في صورة غير قانونية في تركيا، أجوراً أقل لينتزعوا منهم وظائفهم. لكن البيانات تشير إلى أن السوريين من أمثال شويحنة، عامل داعم للاقتصاد التركي.
ويقول اتحاد لغرف التجارة المحلية، إن أكثر من ألف شركة تأسست في تركيا بشريك سوري واحد على الأقل في الأشهر السبعة الأولى من عام 2015، بالمقارنة مع 30 شركة عام 2010 قبل بدء الحرب الأهلية.
وعلى رغم عدم وجود أي تقدير حتى الآن للزيادة في الإنتاج من هذه الشركات، فإن الاقتصاديين يقولون إنها دعمت التجارة مع سورية في المناطق التركية التي أثر فيها عدم الاستقرار والعنف في المناطق الحدودية في حركة التجارة عبر الحدود.
وتقول إسراء أوزبينار، الباحثة لدى مؤسسة «تيباف» للأبحاث الاقتصادية: «حدثت قفزة كبيرة في أعداد الشركات التي يؤسسها السوريون، ربما لأنهم يدركون أخيراً أنهم قد يبقون في تركيا لسنوات عديدة».
في غازي عنتاب، ارتفعت مبانٍ جديدة بجوار القلعة التاريخية والسوق القديمة في المدينة، باستثمارات حديثة وحوافز اقتصادية عرضتها الحكومة، الأمر الذي ساهم في تحويلها إلى مركز اقتصادي وأبرز المدن الصناعية في جنوب تركيا. ويصدر شويحنة إنتاج مصنعه إلى مصر ولبنان ورومانيا وتونس واليمن، كما أنه يجري بعض التعاملات في تركيا. كما أنه يبيع منتجاته في سورية، الأمر الذي يساهم في عودة الصادرات التركية إلى سورية الى المستويات التي كانت عليها قبل الحرب.
وكانت الصادرات التركية الى سورية انخفضت في 2011 و2012، لكنها انتعشت في شكل ملحوظ في ما بعد. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي، أن تركيا صدّرت ما قيمته 1.3 بليون دولار من السلع والخدمات الى سورية في الأشهر العشرة الأولى من 2015، بالمقارنة مع أقل من نصف بليون دولار في عام 2012. وتشير أبحاث مؤسسة «تيباف»، إلى أن العدد المتزايد من الشركات السورية في الأقاليم الحدودية، مثل كيليس وماردين وهاتاي، ساهم في انتعاش الصادرات. لكن طبيعة هذه الصادرات تغيرت لتعكس احتياجات اقتصاد في حالة حرب، إذ أصبحت المواد الغذائية ومولدات الكهرباء وشاحنات البيك آب تغطي على السيارات ومواد البناء.
ويقول الاقتصادي هارون أوزتركلر، من مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في أنقرة، إن هذه الشركات قد تصبح في المدى البعيد في غاية الأهمية للاقتصاد الأوروبي. ويضيف: «أهم مساهمة ستتمثل في شبكة أصحاب هذه الشركات في العالم العربي، لأنهم كانوا تجاراً في سوريا. وسيصبح إيجاد أسواق جديدة لتركيا العامل الأهم». لكن غازي عنتاب تشهد مشاعر عداء من جانب بعض رجال الأعمال، الذين يرون في شركات مثل شركة شويحنة خطراً عليهم. وتوضح سيناي كوبر، رئيسة الاتصالات في اتحاد الغرف التجارية: «نحن نعلم أن هناك الكثير من الشركات غير المسجلة، وأنها تتسبّب في منافسة غير عادلة». وتضيف: «الميزة أنها (الشركات السورية) تخدم في صفة عامة مواطنيها وتخلق فرص عمل لهم». وتلفت الى أن جهوداً تبذل لإدراج هذه الشركات في النظام الضريبي.
ويوضح شويحنة أن السلطات تغضّ الطرف عن العاملين لديه من السوريين، حيث أنه يوظّف أتراكاً أيضاً، لكنه يودّ لو كانوا يعملون لديه في شكل قانوني، فيما يوضح سوري آخر يعيش في غازي عنتاب ويدعى أبو طارق، أنه وجد مستثمرين لخطته لبدء شركة تنتج ما قيمته مليون دولار سنوياً من البرادات (الثلاجات) للمطاعم ومخازن المواد الغذائية والمصانع. وهو يخطّط لإقامة قاعدة شركته في الحي الصناعي الذي أقام شويحنة فيه مصنعه ويعتزم توظيف 14 عاملاً، وقال إن غالبيتهم ستكون من السوريين.
ولأنه كان يعمل في هذا النشاط في سورية، فهو يرى فرصة له في السوق التركية. ويقول «أبو طارق»: «هناك خيارات للعمل هنا بالنسبة الى السوريين، وأنا أدركت أني سأظلّ هنا لفترة طويلة».
بطريرك روسيا يدافع عن «حرب عادلة»!
الحياة..موسكو - أ ف ب، رويترز - دافع بطريرك موسكو وعموم روسيا للكنيسة الأرثوذكسية كيريل عن حملة الضربات الجوية في سورية، ذلك في مقابلة بثت الخميس يوم الميلاد وفق التقويم الروسي.
وقال لقناة روسيا الأولى الرسمية: «إنها حرب عادلة طالما أنها تشن دفاعاً عن النفس». وأضاف: «كل هذا هو تحرك للدفاع عن النفس. بالإمكان التأكيد بقوة أنها حرب عادلة».
يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وصفت الضربات الروسية الجوية عندما بدأت في سورية بأنها «حرب مقدسة». ويؤكد الطيران الروسي أنه يقصف «أهدافا إرهابية» بطلب من حليفه النظام السوري، لكن الغرب يتهمه بأنه يركز الضربات على فصائل المعارضة التي توصف بأنها «معتدلة» وأنه يوقع الكثير من القتلى بين المدنيين.
والكنيسة الأرثوذكسية الروسية مقربة من الكرملين وتكتسب نفوذاً كلما شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيم المحافظة.
وحضر بوتين قداس منتصف الليل في كنيسة في تفير على بعد نحو 150 كلم من موسكو، حيث تلقى والداه سر العمادة. وأشاد بوتين بالكنيسة الأرثوذكسية والطوائف المسيحية الأخرى في تمنياته لمناسبة العيد، وفق موقع الكرملين الإلكتروني. وأردف: «إنها تلعب دوراً بناء في تثقيف الجيل الجديد، وتعزيز مؤسسات العائلة والأمومة والطفولة».
ويحتفل بعيد الميلاد الأرثوذكسي في السابع من كانون الثاني (يناير) بعد أسبوعين من عيد الميلاد لدى الكاثوليك والبروتستانت وبعض الكنائس الأرثوذكسية التي تتبع التقويم الغريغوري السائد في الغرب.
يشـــــار إلى أن الكـــنـــيـــسة الأرثوذكسية الروسية تعد حوالى 150 مليون مؤمن بتعاليمها في جميع أنحاء العالم.
وقالت جماعة روسية ناشطة الخميس إن لديها أدلة على أن الطائرات الروسية الموجودة في سورية مزودة بقنابل عنقودية ليشككوا بذلك في النفي الرسمي. وفي الشهر الماضي، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن أدلة ظهرت في سورية في الآونة الأخيرة تشير الى أن روسيا إما أسقطت قنابل عنقودية في سورية أو أمدت القوات الجوية السورية بدفعة جديدة منها أو الاثنين معاً.
ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم «هيومن رايتس ووتش». لكن جماعة جمع المعلومات عن الصراعات التي تتألف من مدونين استقصائيين روس نشرت الخميس صوراً ولقطات فيديو مصدرها وسائل إعلام ووزارة الدفاع الروسية قالت إنها تظهر هذا النوع من القنابل في قاعدة حميحم الجوية في سورية التي تستخدمها الطائرات الروسية.
قتلى في غارات روسية بريف دمشق والأكراد يعدّون لانتزاع منبج من داعش
النظام يرضخ للضغوط الدولية ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مضايا
(اللواء - وكالات)
وافق النظام السوري على ادخال مساعدات انسانية الى بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، بعدما انتشرت صور سكانها وقد برزت عظامهم من شدة الجوع في وسائل الاعلام العالمية، مثيرة صدمة وتنديدا واسعا من المدافعين عن حقوق الانسان. واعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر امس تلقيهما موافقة الحكومة السورية على ادخال مساعدات انسانية في اقرب وقت الى ثلاث بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد ومضايا في ريف دمشق.
 وجاء في بيان مكتب الامم المتحدة «ترحب الأمم المتحدة بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة».
كما اكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر حصلت على موافقة لايصال المساعدات الى مضايا والفوعة وكفريا»، مشيرا الى انه «من المرجح ان تكون قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأشار الى ان المباحثات جارية حتى الآن حول التوقيت «وهناك بعض النقاط التي يجب توضيحها»، لافتا الى ان «المساعدات لن تصل قبل يوم الاحد».
ونقلت الامم المتحدة عن «تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل اثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص».
وأوردت مثالا من مضايا اذ قالت «وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاما بسبب الجوع، في حين ان اسرته المكونة من خمسة اشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد».
وفور سماعهم بالانباء، اطلق «بعض الاشخاص في مضايا الرصاص في الهواء فرحا»، وفق ما قال معاذ القلموني (25 عاما)، وهو صحافي من سكان مضايا، عبر الانترنت.
مضايا تموت جوعا
وشغلت مضايا خلال الايام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الدولية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور واشرطة فيديو لاشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد وقد برزت عظامهم من شدة النقص في المواد الغذائية. على موقع تويتر، اعرب كثيرون عن تضامنهم مع مضايا وانتشر هاشتاغ #مضايا-تموت-جوعا. وكتب احدهم «نحن في القرن الواحد والعشرين ما زال الانسان يموت جوعا تبا لهذا العالم».
 وعلق آخر «الحرب تظهر وحشية الانسان (...) كيف يموت الانسان جوعا في هذا الزمن!».
وكان كشيشيك قال «هناك نقص في كل شيء (في البلدة). منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء او مياه». وتابع «يستجدينا السكان من اجل حليب للاطفال (...) لأن الامهات غير قادرات على الرضاعة».
وروى سكان تمكنت وكالة فرانس برس من الاتصال بهم هاتفيا ان الغذاء المتبقي يتمثل بالاعشاب او المياه المملحة.
 وقالت مؤمنة ( 32 عاما) «لم يعد هناك ما نأكله، لم يدخل فمي منذ يومين سوى الماء (...) حتى اننا بتنا نأكل الثلج الذي يتساقط علينا، أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا».
وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ اكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا تم تشديده قبل نحو ستة اشهر.
وهي واحدة من اربع بلدات سورية تم التوصل الى اتفاق بشأنها في ايلول بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة ينص على وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات ويتم تنفيذه على مراحل عدة.
وبموجب الاتفاق، تم الاسبوع الماضي اجلاء اكثر من 450 مسلحا ومدنيا من الزبداني ومضايا المتجاورتين ومن الفوعة وكفريا الخاضعتين لحصار فصائل معارضة.
وكان من المقرر بعد انتهاء عملية الاجلاء السماح بادخال مساعدات انسانية واغاثية الى البلدات المحاصرة، الا ان الامر لم يحصل.
وبحسب بيان الامم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت الى مضايا كانت في 18 تشرين الاول. وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين.
واكد كشيشيك ان «الحل لا يكمن في ايصال المساعدات مرة واحدة، ففي اماكن كهذه تركت من دون مساعدات لأشهر او حتى سنوات، تحتاج لايصال الاغاثة بانتظام لضمان حصول السكان على الغذاء الكافي لهم ولعائلاتهم».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عناصر النظام والمسلحين الموالين له زرعوا منذ ايلول «الغاما في محيط مضايا، وفصلوها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة لمنع أي عملية تسلل منها وإليها».
وأسفر الحصار المفروض على مضايا، بحسب المرصد، عن وفاة «23 شخصاً بينهم أطفال ونساء، قضى عشرة بينهم بسبب النقص في المواد الغذائية، وآخرون جراء الألغام أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع اعشاب عند أطراف المدينة».
 قتلى في ريف دمشق
 وعلى صعيد آخر، افاد المرصد السوري عن مقتل «عشرة اشخاص على الأقل بينهم مواطنتان في عربين في ريف دمشق وستة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال في زملكا في الغوطة الشرقية قرب دمشق جراء قصف مكثف من طائرات حربية يرجح أنها روسية». واشار الى سقوط «عدد كبير» من الجرحى.
وتعد الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، وغالبا ما تتعرض مع محيطها لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف.
من جانبهم، أفاد ناشطون بوقوع ستة قتلى بينهم طفلان وعشرات الجرحى جراء غارات روسية وقصف صاروخي على مدينتي دوما وزملكا بريف دمشق الشرقي، كما سقط جرحى بغارات مماثلة على مدينة عندان بريف حلب الشمالي.
وذكر الناشطون قيام الطيران الروسي بغارات على بلدة إبطع ومدينتي نوى والشيخ مسكين التي تشهد استمرارا للاشتباكات العنيفة بريف درعا.
وتواصلت الاشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بين قوات النظام والمعارضة على جبهات اللواء 82 وكتيبة النيران والمساكن العسكرية وسط غارات جوية عنيفة ومكثفة من الطيران الروسي.
كما أفاد اتحاد التنسيقيات بسقوط قتلى من قوات النظام جراء محاولتهم اقتحام الجبهتين الغربية والشرقية الفاصلتين بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق الغربي.
وفي ريف دمشق الشمالي، قصفت قوات الأسد أطراف مدينة التل الغربية بقذائف المدفعية الثقيلة دون سقوط أي إصابة.
من جهتها، ذكرت «شبكة شام» أن اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة المرج بالغوطة الشرقية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف على منطقة الاشتباكات والبلدات المجاورة مثل بلدة دير العصافير.
وقالت الشبكة إن هذه الاشتباكات والمعارك خلفت عددا من القتلى والجرحى في مدينة دوما، بينهم أطفال ونساء، وذلك جراء قصف منازل مدنيين بصواريخ عنقودية محرمة دوليا، تلتها غارات جوية من الطيران الروسي.
وفي حلب، أعلن جيش الثوار التابع لقوات سوريا الديمقراطية عن بدئه لمعركة السيطرة على مدينة منبج بالريف الشرقي، والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة. وفي حمص، أفاد ناشطون بأن حركة أحرار الشام عينت الشيخ «أبو عمر الغوطة» قائدا لها في حمص خلفا للشيخ «أبو راتب الحمصي» الذي اغتيل مساء الثلاثاء الماضي.
وذكرت شبكة «مسار برس» أن قوات الأسد جددت قصفها بقذائف الهاون والدبابات على منازل المدنيين في مدينتي تلبيسة والحولة وبلدة تير معلة في ريف حمص الشمالي، وتزامن ذلك مع حدوث اشتباكات متقطعة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على جبهات تيرمعلة.
أما في الريف الشرقي فقد أفاد مراسل «مسار برس» بأن الطيران الحربي الروسي شن امس عدة غارات بالصواريخ الفراغية على مدينة تدمر وبلدة القريتين.
وفي دير الزور، شن الطيران الروسي غارات جوية عنيفة على محيط مطار دير الزور العسكري، كما شن طيران القوات النظامية غارات جوية على حيي الصناعة والحويقة.
وفي الحسكة، نفذت وحدات الحماية الشعبية الكردية حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب للتجنيد الإجباري في ناحية الهول شرق المدينة.
وقتل الأربعاء تسعة أشخاص على الأقل جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على دمشق، فيما قتل 17 آخرون جراء قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على الغوطة الشرقية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بطريرك روسيا يدافع
في غضون ذلك، دافع بطريرك موسكو وعموم روسيا للكنيسة الارثوذكسية كيريل عن حملة الضربات الجوية في سوريا وذلك في مقابلة بثت يوم الميلاد حسب التقويم الروسي.
وقال لقناة روسيا الاولى الرسمية «انها حرب عادلة طالما انها تشن دفاعا عن النفس». واضاف «كل هذا هو تحرك للدفاع عن النفس. بالامكان التأكيد بقوة انها حرب عادلة».
يذكر ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية وصفت الضربات الروسية الجوية عندما بدأت في سوريا بانها «حرب مقدسة».
وفي الشهر الماضي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن أدلة ظهرت في سوريا في الآونة الأخيرة تشير الى أن روسيا إما أسقطت قنابل عنقودية في سوريا أو أمدت القوات الجوية السورية بدفعة جديدة منها أو الاثنين معا. ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم هيومن رايتس ووتش.
لكن جماعة جمع المعلومات عن الصراعات التي تتألف من مدونين استقصائيين روس نشرت امس صورا ولقطات فيديو مصدرها وسائل إعلام ووزارة الدفاع الروسية قالت إنها تظهر هذا النوع من القنابل في قاعدة حميميم الجوية في سوريا التي تستخدمها الطائرات الروسية. وقال ضابط مناوب في وزارة الدفاع إن الوزارة لا تستطيع التعليق على التقرير لأن يوم الخميس عطلة رسمية.
وقالت جماعة جمع المعلومات عن الصراعات في تقريرها إن روسيا باعتبارها خليفة للاتحاد السوفيتي ملزمة باتفاقية جنيف التي تحظر الهجمات بلا تمييز التي تضر بالمدنيين. وقالت الجماعة إن الصور ومقاطع الفيديو تظهر وجود قنابل عنقودية على الطائرات الروسية الموجودة في سوريا.
 
الخارجية الأميركية تُقرّ بـ «الوثيقة المسرّبة» للحل في سوريا
المستقبل.. («اورينت نت»)
أقرت الولايات المتحدة بصحة الوثيقة التي سربتها وكالة «أسوشيتد برس» اول من أمس الأربعاء، معتبرةً أن توقيت رحيل بشار الأسد ليس محدّداً ضمن الرؤيا الأميركية.

وخرج الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في تصريحات صحافية حول الوثيقة المسربة لم يغب عنها التناقض. ففي حين أكد أن الوثيقة التي تم تسريبها هي «تمهيدية» لم يتخذ أي قرار بشأنها، استدرك بالقول ان الوثيقة لا تمثل السياسة الرسمية الأميركية، موضحاً أن موظفاً في الخارجية أعدها كوسيلة محتملة للمضي قدما في العملية السياسية في سوريا.

وإذ شدد كيربي على أن توقيت رحيل الأسد ليس محدّداً ضمن الرؤيا الأميركية، اعتبر أن الجيش السوري هو إحدى مؤسسات الدولة التي ينبغي الحفاظ عليها.

وكشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، الأربعاء، عن وثيقة مسربة تتضمن خطة أميركية للحل في سوريا، تبقي بشار الأسد ودائرته «الضيقة» حتى شهر آذار 2017، أي بعد رحيل أوباما من الرئاسة الأميركية بشهرين، حيث تتولى «هيئة حكم إنتقالية» إدارة سوريا، حتى شهر آب2017 إلى حين انتخاب رئيس وبرلمان جديد.

وشدد كيربي على مسار فيينا الذي يتحدث عن ستة أشهر لتشكيل حكومة انتقالية تبدأ نهاية هذا الشهر، ثم العمل على وضع دستور وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً، معتبراً أن لا أحد يمكنه أن يتوقع في أي شهر أو أي سنة يمكن تحقيق هذه الخطوات.

كما كرر مجدداً موقف «واشنطن» الداعي الى رحيل الأسد كونه فقد شرعيته للحكم، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن الولايات المتحدة تفضل أن يتم ذلك عبر عملية سياسية انتقالية تسمح بالحفاظ على المؤسسات الحكومية ومن بينها الجيش السوري كي لا يحدث أي انهيار.

يشار الى أنه بحسب الوثيقة، فإن العملية السياسية الجديدة تبدأ في 25 من الشهر المقبل بإجراء محادثات سلام بين النظام والمعارضة السورية في جنيف، وفي شهر نيسان عام 2016، سيتم تشكيل لجنة أمنية وسيرافق ذلك إعلان عفو عن بعض أعضاء النظام و»مقاتلي المعارضة»، كما سيتم إطلاق سراح المعتقلين.

ووفق الوثيقة، فإن الشهر الخامس من العام الحالي سيتم حل «البرلمان» السوري واعتراف مجلس الأمن الدولي بالسلطة الانتقالية ورسمه خطوات لاحقة في طريق التسوية، وهي خطوات تشمل إجراء إصلاحات سياسية لا بد منها وتعيين جهة تشريعية مؤقتة وعقد مؤتمر لدول مانحة من شأنه تمويل الانتقال السياسي في سوريا وإعادة إعمارها.

أما الأشهر الستة التالية حتى تشرين الثاني العام 2017، فيتعين على الطرفين خلالها بلورة دستور جديد للبلاد، على أن يصوت الشعب السوري عليه في استفتاء عام في كانون الأول من العام 2017.

هذا ويتزامن تسريب الوثيقة الأميركية مع الحراك السياسي على المستوى الإقليمي والدولي لحل الصراع في سوريا، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن محادثات سلام سورية ـ سورية ستعقد في جنيف أواخر الشهر الحالي.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,566,863

عدد الزوار: 7,637,666

المتواجدون الآن: 0