دي ميستورا يواجه «تصلباً» قبل المفاوضات السورية....فصائل معارضة ترفض التفاوض قبل إدخال مساعدات للمناطق المحاصرة والصليب الأحمر: مضايا تصارع الموت...باريس تخشى «فخاً» للمعارضة السوريّة

تركيا تطلب من البنتاغون تدريب مقاتلين من المعارضة السورية لتأمين حدودها الجنوبية من هجمات داعش...أميركا تدرس نشر قوات في قاعدة شرق سورية قرب العراق وتركيا

تاريخ الإضافة الخميس 14 كانون الثاني 2016 - 4:53 ص    عدد الزيارات 1992    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دي ميستورا يواجه «تصلباً» قبل المفاوضات السورية
نيويورك، لندن، باريس - «الحياة» 
تسارعت الاتصالات أمس تحضيراً لجولة مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وسط تمسّك الجانبين بعدم تليين مواقفهما المسبقة، وفق ما سمعه منهما المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. ورفضت فصائل مسلحة أساسية أمس، أن يجلس ممثلو المعارضة إلى طاولة المفاوضات مع النظام قبل أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وقبل وقف «قصف الأهداف المدنية فوراً».
في غضون ذلك، واصل الجيش السوري هجومه في جبل الأكراد بريف اللاذقية (غرب)، وسيطر على قرى مجاورة لبلدة سلمى «عاصمة ثوار الساحل»، كما سيطر على قرية عين البيضا شمال مطار كويرس (شمال البلاد) ليصبح بذلك على بعد كيلومترات معدودة من بلدة الباب معقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. إلى ذلك، يدرس خبراء عسكريون أميركيون مشروع إقامة قاعدة عسكرية في مدينة المالكية شمال شرقي سورية تمهيداً لنشر عشرات الخبراء العسكريين في إطار دعم قوات كردية- عربية لقتال «داعش» في الزاوية السورية- العراقية- التركية.
وبالنسبة إلى مفاوضات جنيف المرتقبة في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، أصدرت عشرات الفصائل المسلحة وأبرزها «جيش الإسلام» بياناً أشارت فيه إلى «أن جهات خارجية تعمد إلى استغلال الوضع الإنساني المزري للضغط علينا لتقديم تنازلات سياسية لصالح النظام، وتمارس علينا وسائل ضغط... لدفعنا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط». وأعلن البيان رفض الفصائل «تمرير صفقات مشبوهة بين بعض الدول على حسابنا»، وطالب الهيئة العليا للمفاوضات (يرأسها رياض حجاب) بأن «تأبى الدخول في حلول سياسية يتم فرضها عبر جرائم ومجازر وانتهاكات تتم بحقنا اليوم تحت سمع العالم وبصره»، مؤكداً «رفضنا المضي في أي عملية تفاوضية قبل الشروع في تطبيق البنود الإنسانية (12) و (13) التي وردت في قرار مجلس الأمن (2254 ) الأخير لعام 2015». وتنص الفقرة ١٢على ضرورة أن «يسمح كل الأطراف فوراً لهيئات المساعدات الإنسانية بالمرور الى كل المناطق، لا سيما المحاصرة منها، عبر أقصر الطرق وبشكل سريع ومن دون معوقات». أما الفقرة ١٣ من القرار نفسه، فتشدد على «الطلب من كل الأطراف وقف كل الاعتداءات على المدنيين والأهداف المدنية فوراً».
وأفيد بأن المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا يعمل على تليين مواقف متصلبة واجهته في جولته الإقليمية الأخيرة، خصوصاً مطالب المعارضة والحكومة السوريتين، استباقاً لانطلاق مفاوضات جنيف.
ويقول مطلعون على حصيلة مشاورات دي ميستورا، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم «رفض»، في لقائه مع دي ميستورا في ٨ الشهر الجاري في دمشق، إعطاء أي ضمانات «بموافقة الحكومة السورية على الاتفاق على إجراءات بناء ثقة في الجانب الإنساني، قبل بدء مفاوضات جنيف». ووفق أجواء الاجتماع نفسه، فإن المعلم تمسك بعدم تحديد أجندة بشكل مسبق لاجتماع جنيف، مصراً على أن «السوريين هم من يجب أن يحدد أجندة التفاوض من دون تدخل خارجي». وطرح دي ميستورا على المعلم الحاجة إلى التوصل الى «إجراءات بناء ثقة في الجانب الإنساني، بما يتعلق بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية لا سيما في المناطق المحاصرة» لكن المعلم قال «سنرى، لا يمكن أن أقدم لك أي وعود الآن». ووضع المعلم شرطاً للبحث في إجراءات بناء الثقة وتخفيف الحصار عن المناطق المحاصرة وتيسير دخول المساعدات الإنسانية، وهو «رفع العقوبات الاقتصادية» عن حكومته.
وأبلغ المعلم دي ميستورا أن «الحكومة السورية حددت أعضاء وفدها التفاوضي» طالباً الاطلاع على أسماء الوفد المعارض الذي يفترض أن «اللجنة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة قد أعدته. كما قال إن دمشق «لن تفاوض مجموعات إرهابية»، متمسكاً بالاطلاع على «لائحة التنظيمات المصنفة إرهابية» قبل انطلاق مفاوضات جنيف.
وفي الجانب الآخر، سمع دي ميستورا من المعارضة السورية في الرياض مطالب محددة «يجب أن تعالج قبل انطلاق المفاوضات، خصوصاً ما يتعلق بإجراءات بناء الثقة الإنسانية». وقال المطلعون على أجواء لقاء دي ميستورا باللجنة العليا في الرياض، إنها «عبّرت عن هواجس تتعلق بضرورة إيجاد بيئة مواتية للتفاوض، على الأرض، خصوصاً لناحية الاتفاق على تطبيق إجراءات بناء ثقة بناء على الفقرتين ١٢ و١٣ من قرار مجلس الأمن الأخير ٢٢٥٤، قبل انطلاق المفاوضات». كما طالبت اللجنة العليا دي ميستورا «بتقديم إيضاحات عن أجندة المفاوضات» مؤكدة «التمسك بأن تبدأ المفاوضات من بحث إنشاء هيئة الحكم الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بناء على بيان جنيف١». وأبلغت اللجنة العليا دي ميستورا أنها «أعدت أسماء وفدها التفاوضي، لكنها لن تعلنها «قبل معالجة الهواجس المذكورة».
وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» في لندن إن الاجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي آن بترسون بحضور دي ميستورا في جنيف أمس، لم ينجح في الاتفاق على قائمة موحدة للمعارضة السورية، ما استدعى بحثاً إضافياً بحضور ممثلي بقية الدول الخمس الدائمة العضوية. وأشار إلى احتمال عقد لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة، إضافة إلى عقد لقاء بين كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف لـ «حل العقد» أمام المفاوضات السورية.
تركيا تطلب من البنتاغون تدريب مقاتلين من المعارضة السورية لتأمين حدودها الجنوبية من هجمات داعش
إيلاف...ترجمة عبدالاله مجيد
يدرس البنتاغون طلبا من تركيا لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية وتسليحهم داخل الأراضي السورية في اطار خطة تركية لتأمين حدودها الجنوبية الذي كان هدفا تسعى اليه ادارة اوباما منذ فترة طويلة.
اسطنبول: يدرس البنتاغون طلبا من تركيا لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية وتسليحهم داخل الأراضي السورية في اطار خطة تركية لتأمين حدودها الجنوبية الذي كان هدفا تسعى اليه ادارة اوباما منذ فترة طويلة ، كما افاد مسؤولون اميركيون. وتعالج خطة التدريب جانبا من الحوار المتوتر بين واشنطن وانقرة حول ضبط الحدود التي تشكو الحكومات الغربية منها قائلة انها ممر للجهاديين الأجانب يتيح لهم السفر الى بلدانها. وجاء الطلب التركي قبل تفجير ميدان السلطان احمد الذي اسفر عن مقتل 10 اشخاص غالبيتهم اجانب يوم الثلاثاء واتهام تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بالمسؤولية عن الهجوم.
 وتلح الولايات المتحدة منذ فترة على انقرة ان تفعل المزيد لتأمين حدودها بنشر قوات اضافية من بين خطوات اخرى. ورد المسؤولون الأتراك بدعوة واشنطن الى زيادة ضرباتها الجوية لاقامة منطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود وهي خطوة تجنبت الولايات المتحدة اتخاذها خوفا من انجرارها الى مزيد من التدخل العسكري. وإذا وافقت الولايات المتحدة على المقترح التركي بتدريب مقاتلين من داخل سوريا سيكون ذلك تطورا كبير في توسيع الدور الاميركي وخاصة بعد تعثر المحاولات السابقة في هذا المجال. إذ الغت واشنطن العام الماضي برنامجا رصدت له 500 مليون دولار على امتداد ثلاث سنوات لتدريب وتسليح نحو 15 الف مقاتل من فصائل سورية معتدلة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين ان قيادة الجيش التركي ابلغت الجنرال جو دنفورد رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية خلال محادثاته في انقرة مؤخرا ان فصائل من المعارضة السورية المسلحة ابدت استعدادها للمساعدة في تأمين الحدود التركية من داخل الأراضي السورية ولكن مقاتليها يحتاجون الى اسلحة وتدريب.وقال الجنرال دنفورد انه يدرس المقترح التركي وسيقدم توصياته قريبا الى وزير الدفاع آشتون كارتر.
 واكد مسؤولون في البنتاغون ان خطة التدريب ستكون مختلفة عن المبادرات الفاشلة السابقة ، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.وتركز الخطة الجديدة على تدريب مجموعة أصغر من المقاتلين وتسليحهم قبل ان يعدوا الى فصائلهم لرفدها بما اكتسبوه من مهارات. واشار الجنرال دنفورد الى ان الاميركيين سيتحققون من سيرة المقاتلين وتوجهات فصائلهم قبل اتخاذ القرار بشأن نوعية التدريب والتسليح. وقال القائد العسكري الاميركي ان احد الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من برنامجها الفاشل العام الماضي هو التركيز على اعداد صغيرة من المقاتلين ليكونوا "النسيج الرابط" في قوة عربية كبيرة داخل الأراضي السورية.
وبعد فشل البرنامج الاميركي لتدريب اعداد كبيرة من المقاتلين السوريين بدأت الولايات المتحدة ترسل فرقا من قوات العمليات الخاصة داخل سوريا لتسليح مجموعة صغيرة من مقاتلي المعارضة السورية الذي أُعيد تسليحهم عدة مرات منذ تشرين الأول وكانت واشنطن مارست ضغوطا على انقرة لتأمين حدودها مع سوريا التي يستخدمها الجهاديون الأجانب لمغادرة سوريا الى اماكن أخرى. وقال مسؤولون اميركيون ان تركيا بدأت تستجيب باقامة حواجز كونكريتية واسلاك شائكة وحفر خنادق واضافة انوار كاشفة على قطاعات من حدودها التي تمتد 900 كلم مع سوريا.
 
سقطت "سلمى" فجاء الرد في حلب
موقع 14 آذار..
مرت أشهر على دخول طائرات "السوخوي" الروسية الأجواء السورية، وعلى الرغم من كل العمليات العسكرية الجوية والبرية التي ساهم فيها النظام وحزب الله والايرانيون، لم يغيّر العامل الجوي الخريطة في شكل كبير، بل اقتصر تقدم النظام على بضعة مناطق، وآخرها منطقة سلمى في ريف اللاذقية، ولم يستطع الأخير ومعه الحزب ابقاء مشاعر الفرح لديهم بعد اسقاط عاصمة ثوار الساحل، فما هي إلا ساعات وكان الرد في حلب، حيث استطاعت المعارضة السورية أن تحرر سبع نقاط من النظام وتواصل تقدمها.
ووفق المعلومات التي أفيد بها موقع "14 آذار" في وقت متأخر من ليل أمس، فإن غرفة عمليات "جيش الفتح" و"فتح حلب" نجحت في دفع المقاتلين إلى السيطرة على حرش خان طومان في ريف حلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل العديد من المليشيات وتدمير اليات لهم وتواصلت المعارك حتى ساعات الفجر الأولى.
كما صدت قوات المعارضة "تقدم النظام من جمعية الزهراء، وفي ريف حلب الشمالي سيطروا على قرية الخلفتلي وبغيدين بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما استمرت الطائرات الروسية في صناعة المجازر، إذ سقط أمس نحو 15 شخصاً في تادف بريف حلب الشرقي بغارة جوية روسةي.
وبالعودة إلى منطقة سلمى التي هلل لسقوطها النظام و"حزب الله"، فهي تقع في ريف اللاذقية تبعد عن الأخيرة حوالي 48 كم. هذه المنطقة تم تحريرها على يد فصائل الجيش السوري الحر وأخرى اسلامية في تموز - 2012 وفق ما قال الناطق باسم الهيئة الاعلامية لـ"الجيش الحر" قصي الحسين لموقع "14 آذار"، ويقول: "يقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في محافظة اللاذقية على منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي والشمالي الشرقي".
وأوضح: "قامت قوات النظام مدعومة بميلشيات شيعية وقوات مشاة روسية مدعومة بغطاء جوي روسي بالهجوم على المنطقة منذ أشهر وشن الطيران الحربي الروسي اكثر من مئتين غارة خلال اليومين الماضيين على مدينة سلمى ومحطيها في ريف اللاذقية، بعدما كانت شبه قلعة عسكرية للمعارضة بسيطرة الفصائل عليها منذ ثلاث سنوات"، وبري الحسين ان "استعادة سلمى من الجيش النظامي سيكون له تداعيات سلبية على الفصائل لن تقتصر على ريف اللاذقية الشمالي فحسب، بل ستنتقل إلى محافظة إدلب وهي المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة".
ووجه النشطاء في ريف اللاذقية النداء أكثر من مرة الى جميع الفصائل والكتائب في الشمال السوري بعد ان قامت قوات النظام بفتح اربع جبهات اثناء تقدمها باتجاه سلمى وهي: "جبهة قلعة كفر دلبة، جبهة دورين، جبهة جبل النوب، جبهة كوفليكا". ويضيف الحسين: "بالتزامن مع معارك سلمى، حاول الجيش التقدم في جبل التركمان، خصوصا من محور دغدغان ـ الكبرى، لكن الفصائل استطاعت صد الهجوم، في وقت نجح فيه الجيش السوري في الوصول إلى برج القصب بعد حصار دام شهرا كاملاً"، مذكراً بأن "لقرية برج القصب أهمية استراتيجية، إذ أنها تقع في جبل الأكراد، وتطل على قرى جبل التركمان".
أما سلمى فلها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى المعارضة "لكونها تكشف مناطق واسعة محيطة بها، كما انها كانت منصة لاطلاق الصواريخ على مدينة اللاذقية والتي من المتوقع ان تشهد ارتياحا شعبيا كبيرا لقرى الطائفة العلوية القريبة من سلمى التي كانت تقصف باستمرار من فصائل المعارضة بعد سيطرة قوات النظام عليها" بحسب الحسين.
فصائل معارضة ترفض التفاوض قبل إدخال مساعدات للمناطق المحاصرة والصليب الأحمر: مضايا تصارع الموت
المستقبل..(الأناضول، أ ف ب، رويترز)
على الرغم من دخول بعض المواد الإغاثية من قبل الأمم المتحدة، لا تزال مضايا تشتكي قلة تلك المواد الغذائية والطبية وافتقاد المحروقات والحطب كي يقيا المحاصرين من أهلها والنازحين إليها برد الشتاء. وقالت المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي ديبة فخر، إن الأوضاع الصحية للأطفال والنساء والشيوخ المحاصرين في مضايا، خطيرة للغاية بسبب الجوع، وبعضهم يصارع بين الحياة والموت.

ووصفت فخر في تصريح صحافي لمراسل وكالة «الأناضول«، الوضع الإنساني في بلدة مضايا التي تصل اليها المساعدات الإنسانية لأول مرة منذ تشرين الأول الماضي، بأنها «مروعة و يرثى لها»، قائلة: «لم يتناول بعض سكان مضايا طعاماً منذ خمسة أيام«. وأضافت «هناك أشخاص لم يتذوقوا الخبز منذ أربعة أشهر، وهناك أشخاص وضعهم الصحي خطير بسبب قلة التغذية، والبعض كان مستاءً بسبب تأخر وصول المساعدات«.

وأوضحت أن «الرضع والأطفال والنساء والشيوخ يعانون مشاكل صحية خطيرة، وأغلبهم نحيل جداً وشاحب، ومستنفذ القوة وفاقد للأمل، لم نر أحداً بصحة جيدة«.

وأكدت فخر ضرورة إجلاء الأشخاص الذين يواجهون وضعاً صحياً خطيراً للغاية في أقرب وقت، مشيرة الى أن اللقاءات جارية في الوقت الراهن من أجل إجلاء المرضى، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الطبية لسكان البلدة في أقرب وقت.

ولفتت إلى أن المرحلة الثانية من إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا ستتم يوم الخميس المقبل، معربة عن أملها في أن يتمكنوا من الوصول إلى بلدة الزبداني المحاصرة، داعية جميع الأطراف في سوريا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في البلاد دون عوائق.

وعلى الرغم من عدم وضوح المستقبل، فإن الفرحة بدت واضحة صباح الثلاثاء على وجوه الأطفال والعائلات المحاصرة في البلدة بعد أن استلموا المواد الغذائية وانتشرت رائحة طهي الطعام في كافة الأرجاء، بعد أن حرم منها الجميع لمدة تجاوزت ستة أشهر، كما أن الكثير من العائلات تبادلت زيارات التهنئة، ولكن ما زال بالقلب غصة لمن له مريض يفتقد للدواء والعلاج، ولمن ما زالت آهاته مسموعة وجسمه لا يتقبل الطعام كما هو حال وفاء.

وتقول وردة وهي الأخت الأصغر لوفاء، شقيقتي لديها طفلان، كانت تسعى لتقدم لهم الطعام وهي لا تتذوق منه إلا القليل لكي تستطيع أن تبقى حية فقط، فمنذ ستة أشهر لم تعرف الطعام، مما أدى لتدهور صحتها ومرضها، فبرغم دخول المساعدات لا تستطيع أن تأكل وهي مستلقية في فراشها، وتتمنى أن يفك الحصار لكي تستطيع أن تخرج وتعالج في مكان آخر.

بينما بقيت غصة في قلب أحمد وهو شاب عشريني توفي والده منذ شهرين بعد أن تدهورت صحته ولم يستطع أن يقدم له شيئا، فكل الناس في البلدة جائعون والمشفى الميداني ليس فيه طعام أو دواء، يقول أحمد أنا سعيد اليوم لدخول المساعدات ولكن أتمنى لو أن أبي كان على قيد الحياة ليرى الطعام.

علا وروعة وسلام أطفال في عمر الزهور، اليوم بالنسبة لهم ليس كباقي الأيام، فقد تذوقوا طبخ والدتهم من جديد وخرجوا إلى الحي ليلعبوا مع باقي الأطفال بسرور.

هذا حال الناس في مضايا بعد أن دخلت المساعدات الغذائية وتناولوا الطعام فقد عاشوا على أوراق الشجر والحشائش لأشهر، ولكن لسان حالهم يقول ما العمل بعد أن ينتهي الطعام فهو لا يكفينا سوى لأسبوع أو عشرة أيام.

وفي السياسة، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية إن أوباما وبوتين ناقشا الوضع في أوكرانيا وجهود التوصل لحل سياسي للأزمة في سوريا.

وذكر بيان البيت الأبيض أيضا أن الزعيمين «أشارا إلى ضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز المناقشات الايجابية بين ممثلي المعارضة السورية والنظام تحت رعاية الأمم المتحدة.. وذلك أساسا من خلال تقليص العنف والتصدي للاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوري».

وقال الكرملين إن بوتين وأوباما تحدثا هاتفيا وطالبا بتهدئة التوتر بين إيران والسعودية. وقال بيان للكرملين إن الزعيمين بحثا أيضا قضية أوكرانيا وحل الأزمة في سوريا والوضع في شبه الجزيرة الكورية.

ويلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره السعودي عادل الجبير في لندن للتباحث حول النووي الإيراني والنزاع السوري.

ويفترض أن تستمر زيارة كيري إلى العاصمة البريطانية حتى الجمعة بحسب بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية، وأن كيري سيجتمع بالجبير «حول مجموعة من القضايا الثنائية والدولية خصوصا إيران والأزمة المستمرة في سوريا».

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا بعد اجتماع مع ممثلين للولايات المتحدة وروسيا وقوى كبرى أخرى الأربعاء، إن الموعد المقرر لمحادثات السلام السورية في جنيف في 25 كانون الثاني الجاري لا يزال قائما.

وأوضح دي ميستورا للصحافيين إن المجتمعين ناقشوا الدخول إلى بلدة مضايا التي تحاصرها القوات الحكومية السورية حيث دخلتها الاثنين الماضي أول شحنة مساعدات للمدنيين الذين يتضورون جوعا بعد ثلاثة أشهر من الحصار. وأضاف «هذا الاجتماع كان ضروريا من أجل تحقيق تقدم بشأن مباحثات جنيف، وهناك قضايا لا تزال عالقة ولهذا احتجت للتشاور معهم.»

وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية آن باترسون إن المباحثات تمضي «حسب المخطط لها» في 25 كانون الثاني وإنها أجرت «محادثات جيدة» مع غينادي غاتيلوف وكيل وزارة الخارجية الروسية ومسؤولين آخرين من بريطانيا والصين وفرنسا. وأضافت للصحافيين «الاهتمام الأساسي للجميع هو السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى بعض الأماكن الأكثر احتياجا لها في سوريا.»

وقالت جيسي شاهين المتحدثة باسم موفد الامم المتحدة لسوريا في بيان «ان دي ميستورا جذب انتباه المندوبين الكبار الى الاهمية القصوى بالنسبة لشعب سوريا (امكان) الوصول بشكل دائم وبدون عراقيل الى عدد معين من المناطق المحاصرة مع اقتراب المحادثات«. واضافت «ان مندوبي الدول الخمس تعهدوا ممارسة الضغوط من اجل تحرك فوري لدعم هذا الجهد في الايام المقبلة».

وقالت جماعات معارضة سورية من بينها فصيل «جيش الإسلام« القوي إنها لن تشارك في محادثات السلام ما لم يتم تنفيذ البنود الإنسانية في أحدث قرار للأمم المتحدة بشأن الصراع الدائر في سوريا.

وذكرت الفصائل المعارضة وبينها «جيش الإسلام«، المادتين 12 و13 من قرار صدر في أواخر العام الماضي يدعو للسماح بوصول المساعدات لجميع المحتاجين ووقف الهجمات على المدنيين.

وأصدر مكتب دي ميستورا بيانا قال إن مسؤولين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اتفقوا على الدفع باتجاه «وصول دائم ودون أي قيود لعدد من المناطق المحاصرة.» وقال البيان «سيواصل المبعوث الخاص وفريقه العمل الجاد لتوجيه الدعوات من أجل ضمان أكبر عدد ممكن من الحضور بغرض أن تبدأ المحادثات السورية في جنيف يوم 25 من الشهر الجاري.» وأبلغ ممثلون عن المعارضة دي ميستورا بضرورة أن تتخذ حكومة دمشق خطوات لإثبات حسن النية بينها إطلاق سراح سجناء قبل بدء المفاوضات.
قوات النظام والميليشيات تحاصر 13 منطقة في سوريا
المستقبل.. (السورية نت)
يتواصل حصار قوات النظام وميليشيا «حزب الله» اللبناني، للمدنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، وتعاني 13 منطقة من الحصار إضافة إلى بلدة «مضايا» التي تصدرت الواجهة الإعلامية مؤخراً.

وتعد مدينة الزبداني (القريبة من الحدود مع لبنان)، والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام العام الماضي، إحدى المناطق التي فرض النظام وميليشيا «حزب الله» حصاره عليها في تموز الماضي، إلا أنه سُمح بشكل جزئي بإدخال المساعدات إلى المنطقة بعد اتفاق أبرم برعاية الأمم المتحدة، إثر هجمات المعارضة المكثفة على بلدتي كفريا والفوعة ذات الغالبية الشيعية جنوب إدلب شمال سورية.

وأحدثت أزمة المجاعة التي عانتها مضايا المحاصرة منذ أكثر من ستة أشهر، تأثيراً كبيراً في الرأي العام العالمي، إذ استشهد قرابة 70 شخصاً، جراء الجوع وسوء التغذية، بينهم 23 قضوا خلال كانون الأول الماضي، في البلدة التي أحاطها «حزب الله» بالألغام منعاً لخروج السكان.

وسمح النظام، أول من أمس، بإدخال مساعدات إنسانية مؤلفة من أربع شاحنات مرسلة من قبل الأمم المتحدة، إلى البلدة التي يقطنها قرابة 40 ألف شخص منعوا من الخروج من البلدة، في وقت يحيط الغموض في مدى كفاية تلك المساعدة، والمدة التي ستلبي احتياجاتهم.

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «ستيفن أوبراين» الإثنين، ضرورة إجلاء 400 شخص حالتهم حرجة من البلدة، من أجل تقديم الرعاية الطبية لهم.

ومعاناة المحاصرين شديدة خصوصاً في محيط العاصمة دمشق، حيث تتكثف عمليات حصار قوات النظام وحزب الله لمناطق المعارضة، وتلك المناطق هي:

جيرود والرحيبة والضمير: تعد بلدتا جيرود والرحيبة الواقعتان في منطقة القلمون (شرق دمشق) ساحتان لهجمات النظام وتنظيم «داعش«، فضلاً عن وقوعهما تحت حصار النظام منذ نيسان 2013، حيث أوضح أبو جمال، القائد الميداني في المنطقة أن «85 بالمئة من حالات الوفاة في البلدتين وقعت جراء هجمات النظام وداعش«.

كما تعاني مدينة الضمير في القلمون (شمال غربي دمشق) من حصار النظام، وتشهد اشتباكات بين عناصر «تنظيم الدولة» من جهة وفصائل «أجناد الشام»، و»جيش الإسلام»، و»جبهة النصرة»، و» أحرار الشام» من جهة أخرى.

الغوطة الشرقية: وتعاني منطقة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق حصاراً منذ كانون الأول 2012، فضلاً عن نقص في الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب.

وبحسب سجلات لجان التنسيق المحلية في مدينة دوما بريف دمشق، لقي 601 شخص مصرعهم عام 2015 في المدينة فقط، 42 بالمئة منهم جراء الغارات الجوية، أما الباقي فقضوا بسبب سوء التغذية.

بلدة التل: وتفرض قوات النظام حصاراً عسكرياً وإنسانياً على بلدة التل (شمال العاصمة)، منذ حزيران الماضي.

مخيم اليرموك: يشهد مخيم اليرموك (جنوب شرقي دمشق) حصاراً من قبل النظام منذ كانون الأول 2012، حيث اضطر جزء من سكان المخيم، المحاصر أيضاً من قبل تنظيم «داعش» جنوباً، إلى النزوح واللجوء خارجه، كما يفتقر قرابة ثلاثة آلاف و500 من قاطنيه للمياه النظيفة، والغذاء، والمستلزمات الطبية منذ عامين.

داريا: وتعاني مدينة داريا (جنوب دمشق) حصاراً من قبل النظام منذ 2012، حيث استشهد ألفان و200 شخص، جراء هجمات النظام عليها حتى اليوم، فيما ذكرت مصادر محلية في المدينة إلى أن النظام ألقى قرابة ألف برميل متفجر عليها.

المعضمية«: يعاني 40 ألف مدني يقطنون حي المعضمية (غرب داريا)، حصاراً خانقاً فرضه النظام منذ 15 يوماً، كناكر: تشهد بلدة كناكر (بريف دمشق الجنوبي) حصاراً منذ آذار الماضي.

أحياء وبلدات في حمص: لا تزال أجزاء من حي الوعر في مدينة حمص (وسط سورية) تعاني حصاراً من قبل النظام.

وانتهي حصار النظام لمدينة حمص القديمة بعد تسليمها للأخير باتفاق رعته الأمم المتحدة، إذ استشهد قرابة 150 شخصاً جراء سوء التغذية وضعف الإمكانات الطبية، خلال فترة الحصار التي بدأت في أيار 2011، وانتهى في أيار الماضي، بسماح النظام بدخول المساعدات الإنسانية إليها برعاية الأمم المتحدة بشرط تسليمها للنظام وإخلائها من المعارضة. كما تعاني مدن الحولة وتلبيسة والرستن (شمال حمص) حصاراً منذ ثلاث سنوات.
اجتماع ثلاثي في جنيف حول سورية
جنيف - أ ف ب
بحث موفد الأمم المتحدة إلى سورية الأربعاء في جنيف الأزمة في سورية مع مسؤولين أميركيين وروس ثم مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وقالت متحدثة باسم ستيفان دي ميستورا لوكالة «فرانس برس» قبل الاجتماعين أنهما سيجرَيان في شكل منفصل.
وأوضحت أن الاجتماع الثلاثي الذي سيضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون نُظّم من قبل الاميركيين. وفي هذا الإطار، قالت الخارجية الاميركية في بيان إن «المحادثات ستتعلق بالتحضير للمحادثات السياسية حول سورية» التي ستبدأ في 25 كانون الثاني (يناير). ويُتوقع أن يكون هذا الاجتماع قد تطرق أيضاً إلى فتح ممرات لنقل المساعدات الانسانية في سورية. ومن المقرر أن يعقد دي ميستورا ايضاً لقاء تمهيدياً «على مستوى السفراء» للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) في مقر الامم المتحدة في جنيف، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة في جنيف احمد فوزي. ولم يتم كشف جدول اعمال هذا اللقاء.
ويحاول دي ميستورا الحصول على دعم تمهيداً لمفاوضات السلام المقررة في 25 من الجاري في جنيف مع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية.
والاسبوع الماضي تعهدت الحكومة السورية المشاركة في المفاوضات لكن مجموعات المعارضة الرئيسية لم تتخذ موقفاً بعد. ويدعم مجلس الامن الدولي خطة سلام طموحة لسورية على 18 شهراً من خلال ايجاد حل سياسي تفاوضي لإنهاء حرب اهلية تدور منذ خمس سنوات، أدت الى سقوط اكثر من 260 الف قتيل ونزوح اربعة ملايين شخص.
أميركا تدرس نشر قوات في قاعدة شرق سورية قرب العراق وتركيا
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
يدرس خبراء عسكريون أميركيون مشروع إقامة قاعدة عسكرية أميركية في مدينة المالكية شمال شرقي سورية تمهيداً لنشر عشرات الخبراء العسكريين في إطار دعم قوات كردية- عربية لقتال تنظيم «داعش» في الزاوية السورية- العراقية- التركية، وسط تأكيدات لنشر سبعة مستشارين أميركيين على الجبهات ضد «داعش»، أربعة منهم في مدينة عين العرب (كوباني) شمال حلب قرب تركيا وثلاثة في مدينة الرميلان شرق سورية قرب العراق.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أجاز نشر مستشارين عسكريين لدعم تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب يقاتلون «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. لكن عددهم اقتصر على سبعة إلى الآن بسبب صعوبات لوجستية ومخاطر تحول دون نشر عدد أكبر.
وأكد مسؤول غربي لـ «الحياة» في لندن، أن هناك مشروعاً ودراسات لتحويل مطار مدينة المالكية الزراعي إلى قاعدة عسكرية يقيم فيها هؤلاء الخبراء وينتقلون منها إلى خطوط القتال ضد «داعش»، إضافة إلى مساهمتهم في تدريب مقاتلين محليين ومساعدتهم على استخدام سلاح أميركي تضمن حوالى خمسين طناً من الذخائر والسلاح نقلتها مروحيات أميركية إلى سورية قبل أسابيع.
وتقع مدينة المالكية في موقع استراتيجي في زاوية التقاء الحدود السورية- التركية- العراقية، وتبعد ١٩٠ كيلومتراً عن مدينة الحسكة و٩٠ كيلومتراً عن مدينة القامشلي و٩٠٠ كيلومتر عن دمشق.
ودعمت أميركا تشكيل تحالف من مقاتلين أكراد وعرب في «جيش سورية الديموقراطية» (جسد) يضم آلاف المقاتلين الذين تمكنوا من طرد تنظيم «داعش» من مناطق مهمة في ريف الحسكة قرب العراق وريف حلب قرب تركيا. وحقق مقاتلو «جسد» تقدماً ضد «أحرار الشام» و «النصرة» في ريف أعزاز الأسبوع الماضي واقتربوا من أوتوستراد حلب- أعزاز، ما أحكم حصار أعزاز من الجهتين الغربية والجنوبية وهدد خطوط الإمداد للمعارضة بين تركيا وحلب، غير أن الجانب الأميركي تدخل لدى القيادة الكردية -وهي القوة المهيمنة في «جيش سورية الديموقراطية»- لوقف المعارك ضد الفصائل التي تقاتل في الوقت ذاته تنظيم «داعش» في ريف حلب، الأمر الذي وافقت عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل القوة الأساسية في «جسد».
وأعطت «وحدات حماية» الجانب الأميركي مهلة عشرة أيام لوقف العمليات الهجومية وفك الحصار على قواتها في عفرين بريف حلب، وهي تريد تدخل الجانب الأميركي للضغط على «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» وحلفائهما لعدم قتال القوات الكردية في أعزاز و «التزام قتال داعش» فقط.
وكانت أنقرة أبلغت واشنطن أنها تعتبر عزل مدينة حلب عن خطوط الإمداد مع تركيا «خطاً أحمر»، والأمر ذاته ينطبق على ربط «وحدات حماية الشعب» الكردية بين شرق نهر الفرات وغرب النهر وبين إقليمي الجزيرة وكوباني شرق سورية وعفرين غرب النهر وتوحيد الإدارات الذاتية بسبب مخاوفها من إقامة «كردستان سورية» قرب حدودها.
ووفّر الطيران الروسي غطاء جوياً لـ «جيش سورية الديموقراطية» غرب نهر الفرات، حيث تسلمت القاعدة الروسية في اللاذقية إحداثيات مواقع «وحدات حماية الشعب» في ريف حلب لتجنّب استهدافها خلال الغارات المكثفة على ريف حلب. وينتشر في عفرين حوالى عشرة آلاف من «وحدات الحماية» و٣٠٠ عربي، وعشرة آلاف في كوباني، وحوالى ٢٠ ألفاً في الحسكة وتل أبيض التي تم طرد «داعش» منها وربطها بالإدارات الذاتية الكردية.
وأبلغت القيادة الكردية السورية موسكو ضرورة الضغط على النظام في دمشق لـ «تغيير الدستور والقوانين وقبول وجود الأكراد وحقوقهم» كشرط لقيام تعاون ميداني بين الأكراد وروسيا. وأشارت القيادة الكردية، وفق المعلومات المتوافرة، إلى أنها لن تتعاون مع موسكو إذا كان هدفها «إعادة إنتاج النظام». ولم تتلق «وحدات الحماية» بعد رداً إيجابياً على طلبها التزود بالأدوية من الجانب الروسي.
في المقابل، فإن التعاون بين «وحدات الحماية» والتحالف الدولي بقيادة أميركا في الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق سورية قائم، حيث تشكلت غرفة عمليات بين الطرفين. ودعمت أميركا تشكيل «جيش سورية الديموقراطية» استعداداً للانقضاض على الرقة معقل «داعش» بعد ضم مقاتلين عرب إلى هذا الجيش والبحث في تشكيل مجلس محلي يحكم المدينة بعد «تحريرها». غير أن مشاورات عسكرية أسفرت، كما يبدو، عن قرار ببدء العمليات في ريف الحسكة قبل مدينة الرقة بهدف ضمان قطع خطوط إمداد «داعش» مع العراق، وتقدم مقاتلو «جسد» بالفعل في مناطق استراتيجية في ريف الحسكة، إضافة إلى السيطرة على تل عيسى قرب الرقة.
وبين المواقع التي سيطر عليها «جسد» كان «سد تشرين» على نهر الفرات. وقيل إن ٥٠ خبيراً أميركياً انتشر فيه. لكن المسؤول الغربي أكد أمس وجود أربعة مستشارين أميركيين في كوباني زاروا موقع السد. وأبلغت قيادة «جسد» الموظفين والمهندسين وبينهم مدير المشروع المهندس محمد حيدر، إمكان العودة إلى السد لتشغيله وتوليد الكهرباء.
ويقوم الخبراء الأميركيون بزيارة جبهات القتال وتقديم الإحداثيات إلى غرفة عمليات التحالف بقيادة أميركا، كي تقوم قاذفات أميركية وغربية بينها بريطانية وفرنسية، بضرب أهداف «داعش». وجرى قبل أيام بحث الوجهة المقبلة لـ «جيش سورية الديموقراطية» بين مدينة منبج في ريف حلب أو مسكنة شرق حلب، وعلى الضفة الغربية لبحيرة سد الفرات قرب مدينة الطبقة. ونظراً إلى «حساسية المعركة في منبج بسبب الموقف التركي»، تقرر الاستعداد لخوض المعركة في مدينة مسكنة، وهي «مقر لداعش» بين حلب والرقة.
ويضم «جيش سورية الديموقراطية» آلاف المقاتلين الأكراد والعرب والسريان، وتشكّل «وحدات حماية الشعب» القوة الرئيسية فيه. وتضم «وحدات الحماية» بقيادة سيبان حمو، أكثر من ٣٥ ألف مقاتل من «القوات الخاصة» و «القوات الذاتية» إلى آلاف من «قوات الواجب»، إضافة إلى آلاف من «قوات الأمن» (أسايش). وتخطط قيادتها لتأسيس قوة من مئة ألف مقاتل لأنها تريد تشكيل فيلق لـ «حماية الشمال السوري في سورية الفيديرالية» التي ستتشكل مستقبلاً، وفق ما يأمل الأكراد.
وقال هيثم مناع رئيس «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد)، الذي يشكل المظلة السياسية لـ «جسد»، في رسالة إلى مجلس الأمن، إن قوات المجلس تسيطر على ١٦ في المئة من مساحة سورية، علماً أن تقديرات أشارت إلى سيطرة النظام على ١٨ في المئة فقط من سورية. والتقى أمس المبعوث الأميركي مايكل راتني مناع ومسؤولون روس ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم في جنيف في إطار الاستعداد لعقد مفاوضات جنيف في ٢٥ الشهر الجاري.
المرحلة الثانية من اتفاق حي الوعر «قيد التنفيذ»
الحياة...دمشق - أ ف ب
يشهد حي الوعر، وهو آخر نقطة تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حمص في وسط سورية، تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة ينصّ على وقف لإطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من سنتين.
وتتضمّن المرحلة الثانية، وفق ما ذكر محافظ حمص طلال البرازي، لوكالة «فرانس برس» الأربعاء، تسهيل حركة سكان الحي وبدء تسليم المقاتلين سلاحهم. وقال المحافظ: «بدأ تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق الوعر منذ أربعة أيام، وستستمر حتى بداية شهر شباط (فبراير) المقبل»، موضحاً أنها ستتضمّن بالدرجة الأولى «السماح لأهالي الوعر المقيمين في الحي أو المهجّرين بالدخول والخروج»، وذلك بعد «استحداث معبر ثان إضافي إلى الحي».
وتوصّلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في حي الوعر، إلى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة في الأول من كانون الأول (ديسمبر)، وشملت المرحلة الأولى منه وقف إطلاق النار وخروج أكثر من 700 شخص، بينهم 300 مسلّح، في التاسع من الشهر ذاته وإدخال مساعدات الى الحي. ووفق البرازي، تتضمن المرحلة الثانية «تسوية أوضاع المسلّحين» الراغبين في تسليم سلاحهم، مقدّراً وجود نحو ألف منهم داخل الحي.
وقال: «من يرغب في تسوية أوضاعه، عليه أن يتقدّم بمعلومات إلى الجهات المعنية لمعالجة أموره»، مضيفاً: «سيبدأ خلال هذه المرحلة، تجميع وتسليم قرابة خمسين في المئة من السلاح المتوسط والثقيل كالرشاشات والهاون». ومن المقرر، وفق محافظ حمص، أن يُصار خلال الأيام القليلة المقبلة، الى «استكمال درس ملف المفقودين والمعتقلين من خلال مواصلة لجنة عقد اجتماعات أسبوعية في هذا الصدد»، إضافة إلى «إعادة تفعيل تدريجية لعمل بعض المؤسسات الخدمية والصحية وفتح مركز للمواد الأساسية والاستهلاكية واستمرار دخول الغذاء الى سكان». وأشار البرازي الى أن قافلة مواد غذائية تابعة للأمم المتحدة دخلت إلى الحي الثلثاء. ووصف المرحلة الثانية بمرحلة «تعزيز الثقة»، مضيفاً: «في حال تم إنجازها من دون عقبات، سيتم الانتقال الى المرحلة الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع». وتتضمن المرحلة الأخيرة من الاتفاق، «خروج من لا يمكن تسوية أوضاعه» من الحي، وفق ما أعلن البرازي في وقت سابق، وصولاً إلى رفع الحصار في شكل كامل عن الحي.
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مدة تصل إلى شهرين، وفق السلطات. ويفترض أن يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو الفصائل في المدينة التي أطلق عليها سابقاً «عاصمة الثورة»، إثر اندلاع الاحتجاجات ضد النظام العام 2011.
وتسيطر قوات النظام منذ بداية أيار (مايو) 2014، على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى ألفي عنصر من مقاتلي الفصائل من أحياء حمص القديمة، بموجب تسوية مع السلطات، إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبّب بوفيات ونقص كبير في التغذية والأدوية. وانكفأ المقاتلون الباقون إلى حي الوعر الى جانب آلاف المدنيين. ويقيم في الحي حالياً، قرابة 75 ألف شخص في مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011.
ويتزامن استكمال تطبيق اتفاق الوعر، مع استمرار تنفيذ بنود اتفاق مماثل يشمل مدينة الزبداني وبلدة مضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل في إدلب (شمال غربي). وتم الاثنين، إدخال 44 شاحنة مساعدات إنسانية الى مضايا، و21 شاحنة مماثلة الى الفوعة وكفريا.
باريس تخشى «فخاً» للمعارضة السوريّة
الحياة...باريس - رندة تقي الدين 
ترى باريس أن المفاوضات السورية المقررة في جنيف في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة حاسمة لحل الأزمة السورية، وتتخوّف من أن تتحوّل إلى «فخ مميت» للمعارضة السورية إذا ذهبت إلى حوار مع النظام وهي منقسمة وتعاني من خلافات ولا تملك استراتيجية جيدة للتفاوض، وفق ما قال مصدر مطلع في باريس لـ «الحياة»، والذي شدّد على أن فرنسا تعتبر أن المعارضة يجب أن تخرج من مفاوضات جنيف وهي أقوى مما كانت عليه قبل ذهابها إلى طاولة المفاوضات.
وقال المصدر المطلع على الملف السوري بعد المحادثات الفرنسية مع رياض حجاب، المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية (المعارضة)، إن الأخير ترك انطباعاً جيداً لدى كبار المسؤولين الذين التقاهم، من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى وزيري الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لودريان، مشيراً إلى أن الانطباع الذي تكوّن عن حجاب أن لديه صدقية وميزات جيدة ولا يسمح لأحد بتضليله واستخدامه «لا من فرنسا ولا من طرف آخر»، مضيفاً «أن قوّته ستعتمد على استيعاب السوريين (المعارضين) أنه يدافع عن مصلحتهم في مفاوضات جنيف».
وتابع المصدر أن حجاب يأخذ موقفاً متوازناً من المفاوضات، إذ يؤكد أنه يريد المشاركة في حلّ تفاوضي، «لكنه يرفض الذهاب إلى الانتحار». وشرح المصدر أنه إذا رفض التوجّه إلى مفاوضات جنيف، فالجميع سيعاتبه وفي طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، «لكن فرنسا ستبقى متفهّمة لوضعه». ولفت إلى أن حجاب يأخذ موقفاً قاسياً جداً من السياسة الأميركية في شأن سورية، وهو أمر عبّر عنه علناً أول من أمس، بالقول أنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر للرئيس باراك أوباما موقفه من سورية.
ولام المصدر المطلع في باريس موقف بان كي مون، «الذي سكت... عن التدهور الإنساني في سورية حرصاً على عدم إزعاج روسيا والنظام السوري، خشية أن يؤدي ذلك إلى عرقلة بدء مفاوضات جنيف». ونقل المصدر عن هولاند تهنئته حجاب على موقفه من أنه يستعد جدياً للمفاوضات، لكنه أضاف أن باريس ترى أن مفاوضات جنيف لن تؤدي إلى نتيجة حاسمة تؤدي إلى حل جذري في سورية. وزاد أن فرنسا تتخوف من أن هذه المفاوضات في إمكانها أن «تقتل» المعارضة السورية، وهي النتيجة الوحيدة التي قد تؤدي إليها إذا ذهبت المعارضة منقسمة أو تعاني من خلافات أو إذا اعتبر المعارضون على الأرض أن المفاوضين في جنيف «خونة». وتابع أن باريس ترى أن على المعارضة السورية أن تُظهر أن لديها استراتيجية وأنها تريد التفاوض بينما النظام لا يريد ذلك، مضيفاً أن وفد المعارضة «قيد التشكيل».
ونقل المصدر عن حجاب تأكيده لمحاوريه في باريس، أن وفد المعارضة إلى المفاوضات سيتشكّل من رجال ونساء لديهم قدرة قوية في التفاوض ولديهم «صفة تمثيلية».
وأشار المصدر إلى أن باريس تخشى أن تكون مفاوضات جنيف «لعبة تبادل الاتهامات» و «ليست مفاوضات حقيقية»، لافتاً الى أن فرنسا تشدّد على أنه ينبغي فور انتهاء جلسات التفاوض، أن تعطي المعارضة الانطباع بأنها «قوية وفرضت نفسها ولم تقع في الفخ لقتلها». وتابع أن باريس ترى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، غير مدرك أن هناك من يعمل على أن تكون مفاوضات جنيف «فخّاً للمعارضة... وهي فعلاً فخ». وزاد أن حجاب قال للمسؤولين الفرنسيين أنه لا يمكن أن يذهب إلى المفاوضات من دون وضوح في شأن جدول الأعمال وكيفية التعامل مع مسألة مصير الرئيس بشار الأسد، والمبادرات الخاصة بالمسائل الإنسانية، و «أيده هولاند في موقفه».
النظام يوسّع سيطرته في ريف اللاذقية ... ويقترب من معقل «داعش» في حلب
لندن - «الحياة» 
واصلت قوات النظام السوري أمس هجومها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الساحلية، وسيطرت على جبال مجاورة لبلدة سلمى معقل فصائل المعارضة والتي سقطت في أيدي النظام وحلفائه أول من أمس. كما تمكنت قوات النظام من السيطرة على قرية جديدة شمال مطار كويرس (شمال البلاد) لتصبح بذلك على بعد كيلومترات قليلة من بلدة الباب معقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الأربعاء «بين غرفة عمليات قوات النظام التي يشرف عليها ضباط روس وتضم حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جهة أخرى، في محيط بلدة سلمى من محور المارونيات»، مضيفاً أن الاشتباكات تترافق مع قصف تقوم به طائرات حربية روسية وقصف من مدفعية النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في مرج خوخة وربيعة والمريج. وأكد أن قوات النظام «تقدمت» في منطقة المريج و «سيطرت على تلال المارونيات»، بعد يوم من تمكنها من السيطرة «في شكل كامل» على بلدة سلمى «المعقل الرئيسي للفصائل في جبل الأكراد».
أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فنقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن الجيش النظامي «فرض السيطرة على قريتي المارونيات وبيت ميرو في إطار العملية العسكرية المتواصلة في بلدة سلمى شمال شرقي مدينة اللاذقية بنحو 50 كلم». وأشار المصدر في تصريحه إلى أن الجيش «بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية» خاض ليلة الثلثاء - الأربعاء وفجر الأربعاء «اشتباكات عنيفة» مع فصائل المعارضة المسلحة في قرية المارونيات التي تبعد كيلومتراً واحداً شمال سلمى. وأضاف المصدر أن «الاشتباكات انتهت بإحكام السيطرة على القرية بشكل كامل» وأن عناصر المعارضة انسحبت في اتجاه بلدة ربيعة القريبة من الحدود التركية. وتابع المصدر أن وحدات الجيش سيطرت لاحقاً على قرية بيت ميرو القريبة.
أما في حلب (شمال)، فقد أعلن المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور على محاور عدة في محيط منطقة مطار كويرس العسكري ومحاور أخرى بريف حلب الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على قرية عين البيضا والمزارع المحيطة بها». وتابع أن طائرة حربية قصفت منطقة قريبة من سوق بلدة تادف التي يسيطر عليها «داعش» بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط ضحايا، وسيطرت قوات النظام في الأيام الماضية على سلسلة من القرى الواقعة شمال مطار كويرس وهي تواصل تقدمها شمالاً نحو تادف المجاورة لبلدة الباب معقل «داعش» في ريف حلب الشرقي.
وفي ريفي حلب الجنوبي والغربي، دارت مواجهات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية ومقاتلة و «الحزب الإسلامي التركستاني» من جهة، وبين قوات النظام و «حزب الله» اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى، على محاور عدة تحاول أن تتقدم فيها قوات النظام، بحسب المرصد. وفي هذا الإطار، ذكرت «سانا» أن الجيش السوري قصف مقرات للفصائل في قرية المنصورة التي تبعد 10 كلم غرب مدينة حلب، علماً أن النظام أعلن أول من أمس إطلاق هجوم واسع للسيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت ليلة الثلثاء - الأربعاء في محيط مطار دير الزور العسكري، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «إثر هجوم نفذته قوات النظام للتقدم في محيط المطار». وأضاف أن أربعة عناصر سوريين من «داعش» قُتلوا «جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف لأماكن في قرية البصيرة بريف دير الزور الشرقي ... كما أسفر القصف عن استشهاد مواطنتين اثنتين».
وفي حمص (وسط سورية)، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على الأطراف الغربية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وأماكن أخرى في قرية تيرمعلة بالريف ذاته، فيما نفذت طائرات حربية يُرجّح أنها روسية ضربات على مدينة الرستن وقرية ديرفول، بحسب المرصد. أما في درعا (جنوب البلاد)، فقد ألقى الطيران المروحي 8 براميل متفجرة على بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي «وسط استمرار الاشتباكات داخل الشيخ مسكين وعند أطرافها» بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبين قوات النظام «مدعمة بضباط إيرانيين وضباط من حزب الله اللبناني»، على ما أفاد المرصد.
 

وزير الداخلية الإيراني يتجول علناً في أسواق وشوارع دمشق

السياسة...دمشق – وكالات: ظهر وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي وهو يتجول علناً في أسواق وشوارع دمشق، في خطوة لم يتجرأ رئيس النظام السوري بشار الأسد على القيام به منذ خمسة سنوات من عمر الثورة السورية.
ونشرت قناة «العالم» الإيرانية أول من أمس، صورة لفضلي وهو يتجول في أزقة وأسواق دمشق، وذلك عقب محادثات أجراها مع الأسد.
وشبه مراقبون التجوال العلني للوزير الإيراني في أزقة دمشق، بزيارة المندوب السامي لقوى استعمارية إلى منطقة تخضع للاحتلال، حيث أغدقت إيران عشرات المليارات من الدولار للمحافظة على نظام الأسد، في محاولة للإبقاء على مخططها التوسعي في سورية، عبر حقن شوارع «عاصمة الأمويين» بعشرات الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية، لتطبيق هدف ملالي طهران بإكمال «الهلال الشيعي»، الذي يمتد من إيران للعراق ويصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
في مقابل ذلك، لا يجرؤ بشار الأسد على مغادرة قصره الذي يتحصن فيه منذ أعوام، وزياراته القليلة التي كان يقوم بها لا تتعدى سوى بضع كيلو مترات من مقر إقامته، اقتصرت على بعض المساجد والكنائس، والتي تكون سرية وتبثها وسائل إعلامه بعد ساعات من عودته إلى حصنه في المهاجرين.
وسابقاً، حاولت وسائل إعلام النظام عبثاً ترميم صورة الرئيس الخاضع «للإقامة الجبرية» في قصره، ولتنشر صوراً زعمت أنها لزيارته إلى إحدى جبهات القتال، ليتبين لاحقاً أن الصور التقطت له ضمن مشهد تمثيلي.
تحذيرات من موت الآلاف بسبب الحصارات المفروضة على المدن
دعوات أممية إلى جمع 7.7 مليارات دولار لمساعدة السوريين
السياسة...عواصم – وكالات: أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع تبرعات بقيمة بـ7.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية خلال العام 2016 للسوريين اللاجئين في الخارج ولأولئك الذين ما زالوا في بلدهم ولكنهم يحتاجون لمساعدات.
وذكرت المنظمة الدولية في بيان أول من أمس، أن هذا المبلغ سيسد حاجات 13.5 مليون سوري داخل بلادهم، بينهم من لا يزال في دياره ولكنه تضرر من الحرب وآخرون نزحوا من مناطقهم إلى مناطق سورية أخرى، كما سيسد احتياجات 4.7 مليون لاجئ سوري في الخارج، إضافة إلى أربعة ملايين شخص من أفراد مجتمعات تستضيف هؤلاء اللاجئين.
وأوضحت أن 4.4 مليار دولار من هذا المبلغ ستخصص لتمويل أنشطة تتولاها نحو 200 جهة شريكة في إغاثة السوريين تشمل الوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في كل من تركيا ولبنان والعراق ومصر.
وأضافت أن 3.2 مليار دولار ستخصص لمساعدة 13.5 مليون سوري لا يزالون في بلدهم، سواء أكانوا نازحين أم مقيمين في ديارهم ولكنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة بسبب النزاع الدائر منذ نحو خمس سنوات.
ومبلغ الـ7.7 مليار دولار يندرج في إطار حزمة الـ20.1 مليار دولار التي أعلن عنها في ديسمبر الماضي لتغطية كل العمليات الإنسانية للأمم المتحدة التي يستفيد منها 87 مليون شخص حول العالم.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم جوردون براون أن مانحين تعهدوا جمع 250 مليون دولار من أجل تعليم مليون طفل سوري في العام الجاري، لكن هناك حاجة ماسة لجمع مبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار لتمويل البرنامج في تركيا ولبنان والأردن.
وقال براون في تصريح صحافي أول من أمس، إن تحقيق هدف جمع 750 مليون دولار تخصص للتعليم يمكن أن يؤمن مستقبل الأطفال السوريين الفارين من بلادهم وحمايتهم من عمالة الأطفال وزواج الأطفال، التي تشهد ارتفاعا ملحوظاً.
من جهة أخرى، دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو إلى الإسراع في رفع الحصارات المفروضة على مدن سورية، وإلا فإن الكثير من السكان سيموتون.
وقال الحلو للصحافيين هاتفياً من دمشق أول من أمس، إن «الكثير من السوريين الآخرين سيموتون في حال لم يتحرك العالم بسرعة» لنجدة نحو 400 ألف مدني محاصر في سورية، بينهم المحاصرون في مدينة مضايا الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، التي دخلتها قوافل مساعدات إنسانية الاثنين الماضي.
وأضاف إنه شاهد في مضايا إناساً «يعانون من سوء تغذية خطير» بينهم أطفال باتوا في حالة «هزال شديد أشبه بهياكل عظمية»، مندداً بـ»تكتيك الحرب» المستخدم من قبل المتناحرين.
ولفت إلى أن 4.5 مليون سوري موجودون في مناطق يصعب الوصول إليها وأن الأمم المتحدة تواجه صعوبات في إغاثتهم، وأن 400 ألف شخص محاصر من القوات الحكومية أو الفصائل المسلحة المعارضة.
في سياق منفصل، يشهد حي الوعر الذي يعد آخر نقطة تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حمص بوسط سورية، تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لاطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ نحو سنتين.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح صحافي، أمس، إن المرحلة الثانية تتضمن تسهيل حركة سكان الحي وبدء تسليم المقاتلين لسلاحهم.
وأضاف «بدأ تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق الوعر منذ أربعة أيام وستستمر حتى بداية فبراير المقبل».

المصدر: مصادر مختلفة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,708,351

عدد الزوار: 7,174,834

المتواجدون الآن: 153