جنيف-٣: مفاوضات صعبة فرضتها قوى كبرى مصالحها متضاربة...الأسد يجري تغييرات في مناصب عسكرية وأمنية

عشرات القتلى بتفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في السيدة زينب.. جنيف: محادثات «إيجابية» بين المعارضة ودي ميستورا

تاريخ الإضافة الإثنين 1 شباط 2016 - 4:53 ص    عدد الزيارات 2121    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

عشرات القتلى بتفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في السيدة زينب.. جنيف: محادثات «إيجابية» بين المعارضة ودي ميستورا
المستقبل.. (ا ف ب، رويترز، العربية)
أعلنت المعارضة السورية أنها أجرت نقاشات «إيجابية للغاية» مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس، وبخاصة في ما يتعلق بالوضع الانساني في سوريا حيث تزداد معاناة المدنيين مع حصار قوات بشار الأسد 45 ألف مدني جديد بحسب تقرير للأمم المتحدة، في وقت تردد في جنيف صدى تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في حيّ السيدة زينب في دمشق حيث سقط 70 قتيلاً على الأقل.

فبعد أن أعادت المعارضة التأكيد أمس أنها لن تشارك في مفاوضات سياسية مع حكومة الأسد قبل أن تتخذ إجراءات ملموسة ترفع المعاناة الإنسانية على الأرض، قال المتحدث باسمها للصحافيين إن «اجتماع اليوم (أمس) كان إيجابياً للغاية مع دي ميستورا.. الأمور مشجعة وإيجابية في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية».

وبرغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وقال للصحافيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين عن المعارضة «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها».

ويبدأ الموفد الدولي الى سوريا اليوم مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف برغم التوتر الذي ساد بين الجانبين، اثر تبادل اتهامات قللت فرص نجاح المساعي الديبلوماسية التي تبذل لتقليص الهوة بينهما.

واعلنت الامم المتحدة في بيان مساء ان الموفد الدولي ستافان دي ميستورا سيلتقي في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في اطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا. وجاء في البيان ان دي ميستورا سيلتقي في الساعة العاشرة صباحاً ممثلي نظام الاسد الذين سبق ان استقبلهم الجمعة الماضي، ثم يلتقي للمرة الاولى بشكل رسمي في الساعة الرابعة وفد الهيئة العليا للمفاوضات من المعارضة.

ومساء نقلت «فرانس برس» اعلان محمد علوش ممثل تنظيم «جيش الاسلام» السوري المعارض انه في طريقه الى جنيف، حيث سيتولى مهمته ككبير مفاوضي وفد المعارضة السورية. وقال علوش في اتصال مع «فرانس برس»، «انا في طريقي الى جنيف وسأصل غدا» الاثنين.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة التفاوض في جنيف باسم المعارضة عينت علوش كبير مفاوضي الوفد برغم ان النظام السوري وروسيا اتهما تنظيمه بـ»الارهاب».

وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على اداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام، متهما قوات الاسد بتجويع المدنيين.

وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن «هذا الصباح، ونظرا الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من اهمية، اناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل»، مطالبا النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا.

وبرغم ان كيري وجه تصريحاته للطرفين، الا انه من الواضح ان رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات.

وأعلنت المملكة العربية السعودية وتركيا أمس، دعمهما للمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع ممثلين للنظام، سعيا للتوصل الى حل للنزاع في هذا البلد.

وجدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد المملكة لموقف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، مشيرا إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو الذي يقوم بزيارة للرياض، أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من بشار الأسد، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة. وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن السعودية تدعم المعارضة، سواء اختارت التفاوض أم لا.

وقال الجبير إن السعودية تؤيد حق تركيا بالدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسبا لها. وأشار إلى أن البلدين يعملان على دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وموقف البلدين هو داعم للأشقاء السوريين.

وقال تشاووش اوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف إذا لم تتحقق مطالبها. وأضاف: «طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم تنفذ مطالبهم«.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان هذه المحادثات هي «الفرصة الافضل وربما الوحيدة لوضع حد للنزاع السوري».

ومن اديس ابابا، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «جميع الاطراف على وضع الشعب السوري(...) فوق المصالح الفئوية».

وكشفت الأمم المتحدة أن القوات السورية أقدمت في الآونة الأخيرة على حصار بلدة المعضمية السورية مضيفة 45 ألفا إلى عدد الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية والطبية في سوريا.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها إنه «بسبب تزايد التضييق المفروض على المدينة في كانون الأول 2015، فإن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المعضمية بأنها محاصرة بدءا من 27 كانون الثاني 2016»، مضيفة أنها ما زالت تتعرض لقصف متقطع.

وذكر البيان أن ظروف العيش في المدينة شديدة بالفعل، لكنها تدهورت أكثر منذ إقفال المداخل في ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والدواء وغيرها من المواد الأساسية. وأورد البيان أن ثماني حالات وفاة سجلت في المدينة منذ أول كانون الثاني من جراء الافتقار إلى الرعاية الطبية المناسبة، كما وردت تقارير عن حالات سوء تغذية من دون أن تسجل حالة وفاة جراء ذلك.

وفي موازاة الجهود الديبلوماسية في جنيف، هزت تفجيرات جنوب دمشق اسفرت عن أكثر من 60 قتيلا على الاقل وتبناها تنظيم «داعش».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن وزارة الداخلية السورية «أن ارهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند احد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين».

واسفرت التفجيرات بحسب المرصد السوري عن 71 قتيلا بينهم خمسة اطفال، في حين افاد الاعلام الرسمي السوري عن سقوط «اكثر من 50 شهيدا واصابة اكثر من مئة اخرين» بجروح.

واعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير في بلدة السيدة زينب، التي تقيم فيها غالبية شيعية.

وعلى صعيد آخر، التقى وفد ضم ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك في شمال سوريا، عدداً من قيادات «قوات سوريا الديموقراطية» العربية الكردية التي تقاتل تنظيم «داعش»، بحسب ما افادت مصادر كردية. وهذه هي اول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول اميركي على هذا المستوى للاراضي السورية.

ورافق ماكغورك في الزيارة مسؤولون فرنسيون وبريطانيون، بحسب ما افادت السلطات وكالة «فرانس برس«.

وقال مصدر كردي مواكب للقاءات، «قام وفد عسكري رفيع المستوى من قوات التحالف الدولي السبت بزيارة مدينة كوباني (عين العرب) حيث التقى قيادات من قوات سوريا الديموقراطية بعد ان وصل الى الاراضي السورية على متن ثلاث مروحيات».

وذكر المصدر ان المحادثات التي جرت في كوباني تناولت بشكل رئيسي «الخطط العسكرية» ضد تنظيم «داعش». واضاف «سيكون لهذه اللقاءات تأثير على تطورات كثيرة ستشهدها المنطقة» في الفترة المقبلة.

وقال المصدر ان الوفد غادر سوريا «بعد عقد اجتماعات احيطت بالسرية وبإجراءات امنية مشددة في الاماكن التي عقدت فيها».

واشار الى انه تم خلال الاجتماعات «مناقشة التطورات الأخيرة في سوريا واجتماع جنيف 3 ومستقبل سوريا». واضاف ان «الاجتماع تطرق إلى مشاركة الاكراد في اجتماع جنيف والاجتماعات الاخرى في الساحة الدولية».
شهية إيرانية في بازار العقارات السورية المشبوهة
المستقبل..سالم ناصيف
يستمر أزلام طهران في دمشق وأعوانها الأمنيين، في ممارسة نشاطاتهم المشبوهة بشراء عقارات السورين وأملاكهم لمصلحة إيران الطامحة لتحقيق تغيير ديموغرافي يؤمن لها الغلبة الطائفية، ويمهد الطريق أمام حالة من الاستيطان القائم على تغيير المستقبل السكاني في مناطق دمشق ومحيطها الحيوي.

فبعدما كان نشاط تملك إيران للعقارات أشبه بحالة من السرية، بدأ مؤخراً يتخذ شكلاً من العلنية الفاضحة، القائمة على ابتزاز السوريين وإجبارهم على التخلي عن عقاراتهم مقابل السماح لهم بالخروج من تحت الحصار، أو بيع منازلهم مقابل مبالغ زهيدة تعينهم في العيش خلال نزوحهم، أو تمكنهم من الهجرة إلى أوروبا بحثاً عن ملاذ آمن يمنع عنهم شبح الموت في بلادهم.

امتد نشاط البازار الإيراني المشبوه في امتلاك العقارات مؤخراً، إلى الزبداني ومضايا، حيث بدأ «حزب الله« وقوات النظام المسؤولين عن الحصار، بتقديم عروض لشراء العقارات من أصحابها، بعد إدخال شحنة المساعدات الإنسانية الأخيرة إلى مضايا في 11 من كانون الثاني الجاري.

وتقضي تلك العروض بتأمين الخروج الآمن للعائلات مقابل بيع منازلهم بأثمان زهيدة تجعل من تلك الصفقات أشبه بالتخلي المجاني للسكان عن عقاراتهم التي قضوا سنوات عمرهم في بنائها. ولكن تلك العروض بقيت من دون أي مفاعيل تذكر حتى الآن بسبب فطنة أهالي مضايا والنازحين إليها من الزبداني، لما يحاك لمناطقهم من مخططات ترمي إلى إجلاء أهلها وتغيير الواقع السكاني فيها.

وتعود محاولات إيران في امتلاك العقارات داخل مدينة دمشق إلى ما قبل العام 2014، وذلك حين تمكنت من استملاك العديد من الفنادق عن طريق الشراء المباشر أو الإستثمار لمدة 99 عاماً، ومنها فنادق «إيوان« و«كالده« و«آسيا« و«دمشق الدولي« و«فينيسيا« و«البتراء« والتي أصبحت ملكاً لسفارة إيران في دمشق، بإضافة لاستثمار فندق «سمير اميس«. ويشار إلى أن جميع هذه الفنادق استخدمت كمراكز إقامة لعناصر الميليشيات الإيرانية التي استقدمت للقتال دفاعاً عن النظام في حربه ضد شعبه.

ولفت مصدر من داخل دمشق إلى أن نشاط شراء العقارات بعد ذلك الحين، امتد إلى داخل دمشق القديمة في باب شرقي، وحي الأمين، ومحيط الجامع الأموي وحي المريمية. وفي ربيع 2015 توسع ليشمل مناطق في ريف دمشق، وبشكل خاص مناطق المليحة والدخانية الخارجتين من حرب طاحنة دمرت معظم منازل المدنيين فيها.

بالتوازي مع ذلك، بدأت تتشكل مجموعات السماسرة والعملاء الأمنيين وأصحاب المكاتب العقارية الذين أخذوا باستهداف فئة النازحين من أهالي الغوطة بالضغط عليهم لبيع سندات ملكية منازلهم.

وقال المصدر: «عمليات الشراء تلك كانت تقوم على دفع مبلغ مليون ليرة سورية ثمناً لأي سند ملكية، حتى لو كان المنزل مهدماً بالكامل، وبغض النظر إن كان المبنى المباع يقع ضمن مناطق سيطرة المعارضة أو مناطق سيطرة النظام«.

وأضاف: «أولئك السماسرة لم يكونوا إلا مجرد وسطاء يتقاضون نسبة مئوية تبلغ 25 في المئة من ثمن كل سند ملكية يشترونه لمصلحة رجال أعمال مقربين من النظام، ويعملون لمصلحة إيران في تملك عقارات دمشق وريفها«.

وكانت تقارير صحافية سابقة صادرة من دمشق وطهران، قد تحدثت عن ضلوع شبكة من العملاء الأمنيين ورجال أعمال سوريين تجمعهم بإيران علاقات وثيقة، في عمليات تأمين استملاك إيران للعقارات في دمشق وغوطتها، ومنها تقرير صادر عن اللجنة السورية للإعلام قالت فيه إن «عمليات شراء والإيجار طويل الأمد أجراها أشخاص من الدائرة الضيقة المحيطة بالنظام السوري، منهم رجل إيران في سوريا، عبدالله نظام الذي يقوم بنشاط غير مسبوق في شراء الأملاك في العاصمة.

وافادت التقارير إن رجال إيران وسعوا من نشاطات شراء العقارات لتضمن العديد من الأملاك في العاصمة منذ شهر حزيران 2015، لتشمل شراء العقارات داخل المدينة القديمة. لكن بعد شهر حزيران، وسع عبدالله نظام نشاطه إلى كامل العاصمة ومن ثم إلى الغوطة الشرقية، وخصوصاً منطقة الدخانية ومدينة المليحة التي يوجد فيها أملاك كثيرة تعود للدولة، ومن السهل الاستيلاء عليها لمصلحة الإيرانيين بعد الالتفاف على القوانين السورية.
 
حرب «الملف الإنساني» في جنيف... و«داعش» يضرب مزارات قرب دمشق
الحياة..جنيف - إبراهيم حميدي { الرياض - عبدالهادي حبتور 
بدأ وفدا الحكومة السورية والهيئة التفاوضية العليا للمعارضة «حرباً إعلامية» حول الملف الإنساني، بمجرد اكتمال وصول وفديهما إلى جنيف، مع تركيز المعارضة على تحقيق تقدّم في البعد الإنساني قبل بدء مفاوضات السلام السورية. وجاء ذلك في وقت أعطى الجانبان الأميركي والروسي ومعهما الأمم المتحدة «أجواء احتفالية» لمشاركة الوفدين في المفاوضات، وهو أمر لم يحصل سوى بعد ضغوط مارستها واشنطن على حلفاء المعارضة لدفعها إلى الحضور. وقال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» انه تلقى اتصالاً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلنكين تضمّن تقديم «ضمانات» حول دور الأكراد في مستقبل سورية ومشاركتهم في العملية السياسية «في مرحلة لاحقة»، الأمر الذي يُتوقع أن يثير مشكلة مع أنقرة وفصائل معارضة. وبالتزامن مع مفاوضات جنيف، قُتل عشرات بينهم ما لا يقل عن ٢٥ عنصراً من ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب النظام في تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم «داعش» في منطقة تضم مزارات شيعية جنوب دمشق.
وبعد وصول وفد الهيئة التفاوضية للمعارضة مساء السبت الى جنيف، إثر مشاكل لوجستية تعلّقت بتأشيرات الدخول وملكية الفندق الذي خصصته لهم الخارجية السويسرية وموقعه، بدأ الناطقون باسم الوفد «حملة إعلامية» في مقابل حملة مماثلة لوفد الحكومة. وأكد الناطق باسم الهيئة المعارضة سالم المسلط أن الأولوية هي لتحقيق تقدّم في المسار الإنساني والإفراج عن معتقلين خصوصاً الأطفال والنساء «تنفيذاً لضمانات» حصلت عليها الهيئة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمم المتحدة ودول إقليمية.
وقام المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس بـ «زيارة مجاملة» إلى وفد هيئة المفاوضات العليا، وعقد معها «اجتماعاً غير رسمي بهدف معالجة القضايا الخاصة بالمفاوضات بين الأطراف السورية»، وفق بيان ناطقة باسم مبعوث الأمم المتحدة. وأضافت أن لقاء موازياً عقد بين السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي ورئيس وفد الحكومة بشار الجعفري الذي عقد مؤتمراً صحافياً بالتوقيت نفسه الذي تحدث فيه المسلط.
وقالت بسمة قضماني، وهي عضو في الهيئة المعارضة، إن الوفد جاء «بعدما تلقى ضمانات والتزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي في شأن الوضع الإنساني». وأضافت: «لا يمكن المعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور»، فيما قال المسلط إن المعارضة «مستعدة للتحرك عشر خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط»، لكنه أضاف أن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يعتزم تقديم أي تنازلات... النظام لم يأتِ للتوصل إلى حلول بل لكسب الوقت». وجدد المنسق العام للهيئة رياض حجاب، في الرياض، القول إن الوفد «قد ينسحب من المفاوضات إذا واصلت الحكومة وحلفاؤها تصعيد حملة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة».
في المقابل، اتهم الجعفري المعارضة بأنها «غير جدية» في المفاوضات. وقال رداً على سؤال إن ممرات انسانية ووقف النار والإفراج عن سجناء «جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحداً من النقاط المهمة للغاية التي سيناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم بعضاً».
وكان مقرراً ان يبدأ دي ميستورا المفاوضات اليوم، بجلستين في غرفتين منفصلتين، واحدة مع وفد الحكومة وأخرى مع المعارضة. وبذل الاميركيون والروس جهوداً لاقناع الطرفين بالدخول في مفاوضات. وقال المبعوث الدولي أمس بعد لقائه المعارضة: «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها». وتابع: «يعود الأمر الى الهيئة العليا للمفاوضات لكي يبلغونا بالحضور (اليوم)».
وعقد ممثلو عشر دول من «النواة الصلبة» من مجموعة «أصدقاء سورية» لقاء مع الهيئة التفاوضية في مقر البعثة الفرنسية في جنيف لحضها على عدم الانسحاب من المفاوضات، بل الانخراط فيها واستخدامها «منبراً اعلامياً للضغط على النظام وحلفائه»، بالتزامن مع توقع لقاء بين مساعدة وزير الخارجية الأميركي ان باترسون ونظيرها الروسي غينادي غاتيلوف. وبدأت دول غربية تبحث اطلاق «مسار إنساني منفصل بين ممثلي الحكومة والمعارضة، لإحداث اختراق وتحسين الوضع قبل الانتقال الى بحث وقف النار والبعد السياسي».
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن اكثر من ٦٠ شخصاً بينهم حوالى 25 عنصراً شيعياً مسلحاً قتلوا في تفجيرين انتحاريين تبناهما «داعش» في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق والتي تضم مزارات شيعية ووجوداً قوياً لـ «حزب الله» وميلشيات شيعية.
وفي الرياض قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المعارضة السورية وحلفاءها تلقوا تطمينات كتابية من الأمم المتحدة بتطبيق القرار 2254، وخصوصاً الفقرات 12 و13 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، ووقف القصف العشوائي، مبيناً أن هذه النقاط لا يمكن التفاوض عليها.
وجدد الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو في الرياض أمس أن «المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية ستبدأ بناءً على بيان جنيف، الذي ينص على نقلٍ كامل للسلطة وبناء مستقبل جديد وسورية جديدة لا يكون لبشار الأسد دور فيها». ودعا الوزير التركي إيران أن تتراجع عن البعد الطائفي في المنطقة، محذراً من خطورة ذلك، وأشار بقوله: «تباحثنا في جميع المسائل، وخصوصاً الملف السوري وموضوع إيران، نحن ضد الطائفية وهي خطرة جداً لذلك يجب على إيران أن تتنازل وتتراجع عن هذا البعد الطائفي ونحن نذكر ذلك داخل المحافل الدولية».
 وفد النظام يتهم المعارضة بأنها «غير جدية» وهي ترد بالقول أنه جاء إلى جنيف لـ «كسب الوقت»
الحياة..جنيف - أ ف ب، رويترز
اتهم رئيس الوفد السوري إلى جنيف (الأحد) المعارضة السورية التي ترددت لأيام عدة قبل الانضمام إلى محادثات السلام في جنيف، بأنها «غير جدية»، مؤكداً أن الحكومة السورية لن تقبل بأي شروط مسبقة.
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يرأس وفد النظام خلال أول مؤتمر صحافي منذ وصوله إلى جنيف الجمعة: «أي حل سياسي للأزمة في سورية لا يمكن أن يتحقق من دون وجود طرف جدي في عملية الحوار». وأضاف أن «دعوة (المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان) دي ميستورا تنص على أن المؤتمر سيبدأ في 25 كانون الثاني (يناير). نحن الآن في 31، ولم يبدأ المؤتمر لأن وفد المعارضة تأخر. هذا دليل على عدم الجدية وعدم الإحساس بالمسؤولية».
وكان وفد المعارضة تردد لأيام عدة قبل الانضمام إلى محادثات السلام السورية في جنيف مساء السبت، طالباً ضمانات بتلبية مطالب في الشق الإنساني قبل الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة مع النظام.
وفي هذا السياق، أكد الجعفري «نحن هنا من أجل حوار سوري- سوري غير مباشر من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة»، مؤكداً في الوقت نفسه حرص بلاده على «الحد من سفك الدماء. نريد إنهاء معاناة الشعب السوري». وتابع: «تحدثوا عن فشل الحوار قبل أن يقرروا المشاركة فيه. الذي يتحدث عن شروط مسبقة (...) يريد تقويض الحوار».
وفي معرض تنديده بـ «التدخلات الخارجية» في النزاع السوري، كرر الجعفري أن حكومته «حاسمة في مقاتلة الإرهابيين وفرض القانون». وأضاف أن «الشعب السوري يواجه إرهابيين. أستراليون وأوزبكيون وشيشانيون. يأتون بالآلاف من جميع أنحاء العالم ويخرقون حدودنا ويصبحون: معارضة معتدلة». ولفت الجعفري إلى أن «أحداً حتى هذه اللحظة لا يعرف من هو الطرف الآخر» في المحادثات، «لا نحن ولا دي ميستورا، لا يوجد قائمة نهائية بأسماء المشاركين». وتابع أن الحكومة «لا تتفاوض مع الإرهابيين. ولهذا السبب تحديداً أصر المبعوث دي ميستورا على محادثات غير مباشرة».
وفد المعارضة
إلى ذلك، التقى وفد المعارضة السورية بدي ميستورا للمرة الأولى الأحد. وقالت بسمة قضماني وهي عضو في فريق التفاوض التابع للمعارضة في مؤتمر صحافي أن الوفد جاء إلى جنيف بعدما تلقى ضمانات والتزامات وأن لديه التزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي في شأن الوضع الإنساني. وأضافت أنه لا يمكن للمعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور.
ويسعى الوفد الذي يمثل اللجنة العليا للمفاوضات إلى وقف الهجمات على المناطق المدنية وإطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة. وذُكرت هذه الاجراءات في قرار لمجلس الأمن الدولي صدر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وأقر عملية السلام في سورية.
وقالت قضماني أن المعارضة حصلت على تطمينات من دي ميستورا وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وجون كيري وزير الخارجية الأميركي. لكنها قالت أنه وسط زخم بدء المحادثات صمت القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا آذانها عن المطالب وتزايدت الأعمال العسكرية.
وقال سالم المسلط الناطق باسم اللجنة العليا للمفاوضات أن اللجنة مستعدة للتحرك عشر خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط لكنه يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يعتزم تقديم أي تنازلات. وقال أن النظام لم يأت للتوصل إلى حلول بل لكسب الوقت لقتل المزيد من أفراد الشعب السوري. وقالت فرح الأتاسي وهي عضو آخر في وفد المعارضة أن من السابق لأوانه الحديث عن مدة بقاء الوفد في جنيف.
«النصرة» تحمّل «أحرار الشام» مسؤولية فشل «الوحدة»
الحياة..بيروت - رويترز
قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لـ «رويترز» أن زعيم جناح تنظيم «القاعدة» في سورية حاول من دون جدوى خلال اجتماع عقد في الآونة الأخيرة، إقناع الفصائل الإسلامية المنافسة بالاندماج في وحدة. وقالت المصادر أن أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة» أشار إلى أنه مستعد حتى لتغيير اسم جماعته إذا وافق الآخرون بما في ذلك «حركة أحرار الشام الإسلامية» على إبرام اتفاق. لكن الجولاني أوضح أيضاً أن «النصرة» لن تقطع علاقاتها مع تنظيم «القاعدة» وستبقي على مبايعتها أيمن الظواهري الذي تولى زعامة التنظيم خلفاً لأسامة بن لادن الذي قُتل عام 2011.
وتعلّقت آمال كثيرة على نتائج الاجتماع الذي قالت مصادر أنه عقد قبل نحو عشرة أيام. و «النصرة» و «أحرار الشام» هما الجماعتان الأكثر نفوذاً في شمال سورية، وعندما تعاون الطرفان لفترة وجيزة مع غيرهما من الإسلاميين العام الماضي في تحالف يسمى «جيش الفتح»، سجّلت الفصائل المسلحة أحد أكبر الانتصارات من خلال السيطرة على مدينة إدلب.
ويعتقد بعض فصائل المعارضة المسلحة أن الاندماج قد يخلق منافساً أقوى لتنظيم «داعش»، وقد يجذب دعماً عسكرياً تشتد الحاجة إليه وقد يؤدي إلى اعتراف قوى إقليمية ودولية. لكن القادة خرجوا من الاجتماع من دون اتفاق وقالت المصادر أن الأجواء كانت متوترة وأن «النصرة» ألقت باللوم على «أحرار الشام» في فشل المفاوضات.
وبعد أيام قليلة اشتبك أفراد من المجموعتين في مدينتي سلقين وحارم في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا. ولقي عدد من المقاتلين حتفهم من الجانبين لكن جماعات مسلحة أخرى توسطت في وقف إطلاق نار سريع.
وتقول مصادر جهادية بعضها من «أحرار الشام» أن نشوب معركة أخرى بين الجماعتين هي مسألة وقت. وتقول المصادر أن الصدع بينهما يزداد عمقاً على رغم أن الوساطة مستمرة. ومن بين العوامل التي تكبح الصراع بين الجماعتين استعداد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه لهجوم وشيك في شمال غربي سورية.
وقال جهادي في إدلب قريب من الجماعتين: «الوضع متوتر... وفشل المبادرات قد يؤدي إلى انفجار الوضع... ما حدث جنّب (الجميع) صراعاً شاملاً ومعركة شاملة. لكن سيكون من الصعب معرفة ما سيحدث في المستقبل... الاتفاق الذي حصل (لوقف إطلاق النار) يتعلق بالأمور الحالية وليس على المدى البعيد».
ولا توجد ثقة بين «النصرة» و «أحرار الشام». فالجبهة تتهم الحركة بأنها واجهة لتركيا ولا تراعي «مصالح المسلمين»، بل أجندة لأنقرة لتكون طرفاً في أي اتفاق سياسي لحكم سورية في المستقبل. وتطرح «أحرار الشام» نفسها كقوة وطنية سورية مقابل العقيدة الجهادية التي ينتهجها تنظيم «القاعدة». وانضمت الحركة في الفترة الأخيرة إلى هيئة شكلتها المعارضة السورية من أجل المشاركة في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وتضغط «أحرار الشام» وفصائل أخرى على «جبهة النصرة» لقطع علاقاتها بـ «القاعدة» كخطوة تمهد لانخراطها في شكل أكبر في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وأبدى قيادي من «أحرار الشام» شعوراً بالإحباط متهماً «النصرة» بإلحاق الضرر بالثورة، قائلاً أن «المشكلة في الصلة مع القاعدة وما يترتب على ذلك من تبعات في الأيديولوجيا. جبهة النصرة تصر على فرض أجندتها وهي لا تساوم أبداً».
وفي الأسابيع القليلة الأولى التي تلت السيطرة على إدلب قسّم الطرفان المسؤوليات والأراضي بلا أي مشاكل. لكن الانقسامات طفت على السطح شيئاً فشيئاً مع قلق «أحرار الشام» وفصائل أخرى من «جبهة النصرة» واتهامها لها بمحاولة الاستحواذ على السلطة وتهميش الآخرين.
وقال مقاتل من «أحرار الشام» في إدلب عبر الإنترنت: «النصرة لا يمكنها العمل مع الآخرين... مشروعهم مشروع هيمنة ولا يقبلون الآخرين».
ولدى مسلحين آخرين شكوك في نيات «النصرة» على المدى البعيد ولم يثقوا بإعلانها أن طموحها لا يتجاوز لبنان وسورية. وقال عضو في فصيل معارض مسلح متحالف مع «أحرار الشام»: «هذا الهدف المعلن هو موقت ليس إلا. لكن بعد أن يحققوا الانتصار ويؤسسوا لأنفسهم في سورية سينتقلون إلى المرحلة التالية التي تتعارض مع أهداف الثورة... سينضمون إلى الجهاد العالمي وهذا شيء يتعارض مع الثورة. ثورتنا فقط على سورية».
وتفرض «النصرة» على الأرض قوانين إسلامية في القرى والمدن التي تتقاسم السيطرة عليها. ومنعت الجبهة النساء من وضع مساحيق التجميل أو كشف شعورهن أو ارتداء ملابس ضيقة كالجينز وطبقت سياسة الفصل بين الجنسين. وبينما ساعدتها كل هذه الإجراءات على بسط هيمنتها، فإنها أثارت حفيظة فصائل أخرى. وقال مقاتل إسلامي آخر من فصيل حليف لـ «أحرار الشام»: «في شكل عام لا يوجد أي فصيل على الأرض يعارض وجود حكومة إسلامية... لكن التطبيق والأساليب تختلف».
وسلّط قيادي محلي من فصيل إسلامي يعمل في شكل وثيق مع «أحرار الشام» الضوء على المعضلة التي تواجه المعارضة السورية المسلحة بالقول: «سيكون من الصعب على النصرة أن تنأى بنفسها عن القاعدة وسيكون من الصعب علينا العمل معها. الموقف صعب فعلاً... الأوضاع معقدة ومتشابكة».
وقال قيادي عسكري من أحرار الشام حين سئل عن المدى الزمني الذي يمكن الفصائل خلاله تجنب وقوع أعمال عدائية: «لحد الآن نحن تجنبنا المعركة مع جبهة النصرة. لكن إلى متى؟ لا أحد يعرف».
 
سيطرة «داعش» على الحدود السورية - التركية تتقلّص إلى 70 كلم من 250 كلم
لندن - «الحياة» 
انحسرت سيطرة تنظيم «داعش» على الحدود السورية - التركية إلى قرابة 70 كلم فقط بعدما كانت تمتد على طول 250 كلم قبل سنة، ما يشير إلى تراجع واضح في منطقة نفوذ هذا التنظيم الذي أعلن «خلافة» في كل من سورية والعراق. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، إلى أن تقلّص السيطرة الحدودية للتنظيم جاء بعدما دحرته الوحدات الكردية من الضفة الشرقية لنهر الفرات في الريف الشمالي الشرقي لحلب بعدما كان يسيطر على المنطقة الممتدة من غرب مدينة رأس العين (سري كانيه)، وصولاً إلى الريف الشرقي لمدينة أعزاز، مروراً بتل أبيض وجرابلس وأجزاء من مدينة عين العرب (كوباني).
واعتمد «داعش» على هذه الحدود في استحضار آلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة، وفي إدخال أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجيستية.
وذكر المرصد، في تقريره، أن ما تبقى من الحدود التركية مع مناطق سيطرة «داعش» في سورية، تشهد رقابة غير مشددة من الجانب التركي، بالتوازي مع حراسة الحدود من جانب عناصر التنظيم الذي قسّم المنافذ مع تركيا إلى 3 معابر «غير رسمية» تخضع كلها لرقابة من الجانبين التركي والسوري، وكل معبر منها مخصص لفئة معينة.
وأضاف أن النقطة الأولى هي نقطة العبور العسكرية (أو «المعبر العسكري») التي أنشأها «داعش» بعد تقلص مساحة سيطرته الحدودية مع تركيا، وهي تقع قرب قرية الحلوانية غرب مدينة جرابلس التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولفت إلى أن هذه النقطة تتمتع على الجانب التركي بطبيعة وعرة، ويتم استعمالها في تمرير الحاجيات والمتطلبات الرئيسة للتنظيم من معدات لوجيستية وعسكرية، إضافة إلى الإمدادات الدوائية والطبية. وتشرف على هذه النقطة «مجموعات عالية التدريب، ومرتبطة بقيادات التنظيم العليا»، وفق المرصد.
أما النقطة الثانية فقد خصصها التنظيم لعبور عناصره من الأراضي التركية وإليها. ويقع هذا المعبر قرب قرية حاجي ولي وصولاً إلى الأراضي الزراعية بجوار قرية باب ليمون بريف حلب الشمالي الشرقي، ويطلق عليها محلياً «نقطة عبور باب الليمون». وأوضح أن عنصر «داعش» يخضع لإجراءات إدارية قبل خروجه إلى الأراضي التركية، وهو يحتاج إلى «سبب مقبول»، كالذهاب للاستشفاء أو إكمال علاجه في مستشفيات تركية. وهو يحتاج إلى ورقة من «أميره» المباشر، بعدم وجود أي مانع من مغادرته، وإلى ورقة إذن عبور ممهورة بختم من «الوالي».
والنقطة الثالثة هي نقطة عبور للمدنيين من مناطق سيطرة «داعش» إلى تركيا، وتقع قرب قرى الشيخ يعقوب - عياشة - الراعي بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
وتابع المرصد أن «داعش» بعد تقلّص سيطرته على المساحات الحدودية مع تركيا، وظهور حالات انشقاق «بوتيرة غير مسبوقة»، وحاجته إلى المحافظة على النقاط العسكرية الخاصة بعبور عناصره، عمد إلى «زرع الشريط الحدودي بألغام وترك مساحات خالية منها، وتم ذلك عبر خريطة واضحة يعرفها عناصر الشرطة الحدودية التابعة للتنظيم».
صالح مسلم يتلقى «ضمانات» أميركية لموقع الأكراد في مستقبل سورية
الحياة...جنيف - إبراهيم حميدي 
رفعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستوى اتصالاتها السياسية مع رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين تضمن «ضمانات سياسية» بأن «الاتحاد الديموقراطي» سيكون جزءاً من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف. لكن القرار عن «موعد وطبيعة» انخراط الحزب مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ في ١١ الشهر الجاري، وسط تأكيد مسلم أن «وحدات حماية الشعب» هي «العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي الجديد».
وكشف مسلم في حديث إلى «الحياة» أمس أن اتصال بلينكين جاء بعد لقائه المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني مع مسؤول أميركي آخر في لوزان قبل أيام، لبحث احتمال انضمام «الاتحاد الديموقراطي» وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف، خصوصاً أن دي ميستورا وجّه دعوتين: واحدة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتسمية وفد مفاوض من ١٥ عضواً، وأخرى الى المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة» رياض حجاب بتسمية وفده من ١٥عضواً لإجراء «مفاوضات لإنجاز عملية انتقالية» في سورية.
وقال مسلم أمس أن نائب وزير الخارجية الأميركي أبلغه «إننا نعرف أن المسار السياسي لا يمكن أن يسير من دونكم ونضع كل جهدنا وثقلنا كي تكونوا إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة». وقبل الاتصال أبلغ مسلم راتني ومسؤولاً أميركياً آخر أن العملية السياسية السورية يجب ألا تتم من دون مشاركة القوة الكردية الرئيسية وان الحزب «لن يقبل نتائج أي مؤتمر للمعارضة لا نشارك فيه».
وكان المبعوث الدولي دعا، إضافة الى وفدي الحكومة والهيئة التفاوضية، شخصيات معارضة أخرى بينها رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع، لإجراء «مشاورات» في جنيف. لكن أعضاء هذه الكتلة تمسكوا بطلبهم تلقي دعوة لتشكيل وفد «مماثل من حيث الصلاحيات والعدد» لوفد «الهيئة التفاوضية». وحسمت اتصالات أميركية - روسية الأمر لمصلحة بدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة اليوم على أن يجتمع دي ميستورا وفريقه غداً مع «الشخصيات السياسية» الأخرى، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والنساء.
أما بالنسبة إلى قادة «الاتحاد الديموقراطي» و «وحدات حماية الشعب»، فقد أسفرت الاتصالات الاميركية - الروسية ودول اقليمية عن دعوة ممثليهم في «مرحلة لاحقة»، وسط معارضة من فصائل معارضة بينها «الهيئة التفاوضية» و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي يتخذ من اسطنبول مقراً، إضافة إلى معارضة انقرة مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» مع تلويحها بمقاطعة المفاوضات إذا تمت دعوته.
وكان مسلم وصل إلى لوزان مع حلفائه السياسيين وقياديين في «مجلس سورية الديموقراطي». وأوضح مسلم انه لم يتلق دعوة لسببين: «الأول، الكوردفوبيا، إذ إن بعض الأطراف يخاف أن يكون للأكراد وضع قانوني. هذا يشمل النظام السوري وتركيا وايران، وهذه الأطراف تترأس هذا التيار. الثاني، الخوف من النموذج الذي يقدمه الأكراد. نموذج ديموقراطي يحترم كل المكونات والمساواة بين المرأة والرجل. نظام جذري في ديموقراطيته. بالتالي، فإن الديكتاتوريات تخاف من هذا النموذج».
ورغم انه لم يتلق دعوة إلى مفاوضات جنيف، فإن دولاً عدة والأمم المتحدة حرصت على الإبقاء على علاقة معه. اذ التقى به السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي، اضافة إلى مبعوثين غربيين آخرين. وأوضح مسلم أنه تبلغ من الجميع أن «الحل السياسي لا يحصل من دون الاكراد لأنكم قوة فاعلة على الأرض. لن تُدعون في المرحلة الحالية، لكن سيكون لكم دور في المستقبل».
لكن موعد «المرحلة المقبلة» لم يحدد في الاتصالات وسط اختلاف بين الأطراف المعنية ازاء ذلك. ويتوقع أن يكون موضوع مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» رئيسياً على جدول مؤتمر ميونيخ في ١١ الشهر الجاري. إذ قيل أن الجانب الروسي وافق على عدم مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» في الأيام العشرة الأولى من مفاوضات جنيف، أي إلى حين انتهاء الجولة الاولى قبل تجميدها لدى انعقاد المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في ميونيخ، في حين ترى دول أخرى أن الانخراط مع «الاتحاد الديموقراطي» يحصل بعد التقدم في المفاوضات وبلوغ مرحلة البحث في مستقبل سورية وعلاقة دمشق بالأطراف والاقاليم، خصوصاً بعد إعلان «الاتحاد الديموقراطي» وحلفائه إدارات ذاتية في ثلاثة اقاليم يريدها «نموذجاً لسورية». لكن في المقابل، تعارض تركيا ذلك وتعتبر «الاتحاد الديموقراطي» حليفاً لـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان وتصنّفه «تنظيماً ارهابياً». كما أن «الهيئة التفاوضية» تتهمه بـ «عدم قتال النظام» وتقول أنها لا تهمّش الأكراد بدليل أن بين أعضائها شخصيات سياسية من «المجلس الوطني الكردي».
أما بالنسبة الى أميركا، فإنها تتعاون عسكرياً مع «وحدات حماية الشعب» في قتال «داعش» وتقدم دعماً عسكرياً وتسليحياً ومعلوماتياً لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم تحالفاً كردياً - عربياً وتقدمت على حساب «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. لكنها لم توافق بعد على الانخراط السياسي والدفع في مشاركتهم في العملية السياسية. وتجرى اتصالات عسكرية بين الاميركيين والأكراد لتحديد موعد معركة اقتحام الرقة معقل «داعش» وسط وصول خبراء عسكريين أميركيين إلى شمال شرقي سورية.
ويأمل مسلم، الذي يسير على خيط دقيق في العلاقة بين الأميركيين والروس، في ترجمة ذلك سياسياً. وقال: «نريد وفدين متوازين، ولن نكون ضمن الوفد الآخر» في إشارة الى «الهيئة التفاوضية»، موضحاً: «هناك أمور نتفق عليها، إذ إن مجلس سورية الديموقراطي أعد قائمة بإجراءات بناء الثقة وهي ذاتها التي أعدتها الهيئة التفاوضية، لكننا نختلف حول مستقبل سورية والنظام الديموقراطي وكيف ستكون سورية. نحن نريد سورية ديموقراطية وهم يريدون سورية إسلامية وبعضهم يريد خلافة إسلامية». وتابع: «نريد تعميم النظام الديموقراطي والإدارات الذاتية على كل سورية. هم يريدون دولة مركزية ونحن نريد لا مركزية، ديموقراطية وفيديرالية».
وأشار إلى أن دي ميستورا اقترح والروس وافقوا على فكرة وجود «ثلاثة وفود: الحكومة، الهيئة التفاوضية، القائمة الديموقراطية»، قائلاً انه ينتظر دعوة رسمية من دي ميستورا للمشاركة في المفاوضات وانه ليس مهماً ما إذا كان سيدعى باسمه أم باسم «الاتحاد الديموقراطي». وأضاف: «المهم أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث باسم مجلس سورية الديموقراطي. ولا نهتم بالشكليات».
وجدد نفيه «أي تحالف» بين «وحدات حماية الشعب» والجيش النظامي، قائلاً: «لكن إذا جرى تشكيل جيش سورية الديموقراطي، فقواتنا المسلحة أي وحدات حماية الشعب، هي العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي». وقال مسلم أن الروس تدخلوا عسكرياً في سورية لـ «منع انهيار الدولة والحفاظ على وحدتها، هم ليسوا حريصين على النظام. يريدون أن يقرر الشعب كل شيء والأشخاص ليسوا مهمين عندهم».
وترددت أنباء عن بدء القوات الجوية الروسية استخدام مطار القامشلي شرق سورية الخاضع لسيطرة النظام وأنباء عن استخدام الاميركيين مطار زراعي قرب الرميلان الخاضعة لسيطرة «وحدات الحماية» على بعد عشرات الكيلومترات من القامشلي. لكن مسلم نفى علمه بأي معلومات عن هذه الأمور العسكرية، خصوصاً أن مطار القامشلي تحت سيطرة النظام.
الأسد يجري تغييرات في مناصب عسكرية وأمنية
السياسة...دمشق – أ ش أ: أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد تغييرات شملت مناصب عسكرية وأمنية، أبرزها تعيين اللواء طلال مخلوف قائداً للحرس الجمهوري، خلفاً للواء بديع حسن العلي.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» ليل أول من أمس، أن الأسد أصدر قراراً بتكليف اللواء جمال سليمان بقيادة الفيلق الثالث ورئاسة اللجنة الأمنية المعنية بمدينة حمص وسط سورية، بعد إعفاء اللواء لؤي معلا من مهامه. وتوقعت أن تشهد الأيام المقبلة تغييرات أخرى، بينها تعديل حكومي قد يطال وزارات سيادية.
 
موسكو تنفي والناتو يطالبها بـ «الإحترام التام» للأجواء التركية وأنقرة تتهم الطيران الروسي بإنتهاك أجوائها مجدّداً
اللواء..(ا.ف.ب-رويترز)
 عاد التوتر بين روسيا وتركيا مجددا الى الواجهة مع اعلان انقرة ان الطيران الروسي انتهك مجددا المجال الجوي التركي،الامر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحذير روسيا من أنها ستواجه «عواقب» هذه «الأعمال غير المسؤولة».
 وجاء هذا التحذير بعد شهرين من إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية على الحدود مع سوريا، ما أثار أزمة دبلوماسية بين موسكو وأنقرة.
 وقال أردوغان في تصريحات صحافية في مطار اسطنبول إن «على روسيا ان تتحمل العواقب اذا استمرت في مثل هذه الانتهاكات للحقوق السيادية لتركيا».
 وأضاف أن «مثل هذه الاعمال غير المسؤولة ليست في صالح روسيا ولا العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا ولا السلام الاقليمي او الشامل».
واستدعت أنقرة الجمعة السفير الروسي لديها أندري كارلوف «للاحتجاج بشدة» على الانتهاك الجديد لمجالها الجوي من قبل طائرة روسية، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية التركية السبت، منددة بـ«تصرف غير مسؤول».
وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان ان «مقاتلة من طراز سوخوي-34 تابعة للقوات الجوية الروسية انتهكت الاجواء التركية عند الساعة 11،46 بالتوقيت المحلي امس (الجمعة).
واستدعت انقرة السفير الروسي الى وزارة الخارجية الجمعة «للاحتجاج بشدة على الانتهاك وادانته»، بحسب البيان.
ودعت تركيا روسيا الى «التصرف بمسؤولية» محذرة من ان «روسيا ستتحمل كامل مسؤولية اي عواقب خطيرة غير مرغوبة لمثل هذا السلوك غير المسؤول».
 ولم تحدد الوزارة مكان حدوث هذا الخرق الجديد، لكنها قالت إن «هذا الانتهاك هو مؤشر ملموس جديد على أن روسيا تسعى إلى خلق مشاكل رغم التحذيرات الواضحة من جانب بلادنا وحلف شمال الأطلسي».
وعلى الفور، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا السبت إلى «الاحترام التام» للمجال الجوي التركي.
في هذا السياق، دعا ستولتنبرغ إلى «الهدوء وتهدئة التصعيد»، مبدياً ترحيبه باتصالات بين أنقرة وموسكو.
وفي الوقت نفسه، أكد بوضوح أن حلف شمال الأطلسي سيقف إلى جانب تركيا، ثاني أكبر قوة عسكرية في الحلف بعد الولايات المتحدة.
 وقال إن «حلف شمال الأطلسي متضامن مع تركيا ويدعم سلامة أراضي حليفتنا تركيا».
وذكر ستولتنبرغ بأن دول الحلف الـ28 وافقت في كانون الأول على المساعدة في دعم دفاعات تركيا بنشر طائرات «أواكس» للاستطلاع والإنذار المبكر، لكنه أوضح أن هذا القرار كان قبل الحادثة.
وتمر روسيا وتركيا بأسوء ازمة علاقات بينهما منذ نهاية الحرب الباردة وذلك بعد اسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية على الحدود مع سوريا.
واتخذت موسكو سلسلة اجراءات انتقامية منها الغاء تسهيلات تأشيرات الدخول للاتراك وصولا الى حظر استيراد منتجات غذائية.
بالمقابل، وصفت وزارة الدفاع الروسية السبت اتهامات انقرة بأن موسكو انتهكت المجال الجوي التركي مجددا بأنها هي «دعاية لا اساس لها».
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناتشنكوف لوكالات الانباء الروسية: «لم يحدث اي انتهاك للمجال الجوي التركي من قبل طائرات القوات الجوية الروسية الموجودة في سوريا».
وقال ان «التصريحات التركية حول الانتهاك المزعوم لمجالها الجوي من طائرة سوخوي-34 روسية هي دعاية لا اساس لها». واضاف ان من يتهمون روسيا «ليسوا سوى محترفي دعاية سبق ان شاهدوا افلام عنف هوليودية».
جنيف-٣: مفاوضات صعبة فرضتها قوى كبرى مصالحها متضاربة
اللواء.. (ا.ف.ب)
 تقررت المحادثات السورية الجارية في جنيف تحت الضغوط الدولية لكن لدى الاطراف الغربية والعربية او روسيا وايران مصالح متضاربة ورؤى متباينة الى حد كبير بشأن كيفية حل النزاع الدائر في سوريا.
فمن هم «الارهابيون» في سوريا؟ ما هو دور الرئيس بشار الاسد؟ ما هي الاولويات الواجب معالجتها؟ كلها اسئلة اساسية تتعارض ردود الاطراف المعنيين بالملف عليها. بدأت الازمة بانتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار 2011 لكنها سرعان ما تحولت الى نزاع دام اتخذ بعدا اقليميا ثم دوليا اعتبارا من 2014، ليؤدي ذلك الى خلق حالة معقدة من الفوضى على الارض، الخاسر الاكبر فيها المدنيون.
من جهة تدعم روسيا وايران نظام دمشق ماليا وعسكريا بدون اي مؤشر يدل على استعدادهما للتخلي عن الرئيس الاسد.
ومن جهة اخرى يصر الغربيون ودول الخليج السنية وتركيا على رحيل الرئيس السوري في المدى القصير ويدعم كل منهم فصائل مختلفة من المعارضة المسلحة على الارض.
لكن جميعهم أكانوا يدعمون دمشق ام المعارضة، يريدون محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، لذلك يقومون بقصف اهداف في سوريا.
 والجميع يؤكدون التزامهم في البحث عن حل سياسي للنزاع، ونجحوا في التوصل الى اتفاق في فيينا في تشرين الثاني ثم في الامم المتحدة في كانون الاول على خارطة طريق على امل الخروج من الازمة.
لكن وراء هذا التصور البسيط نسبياً هناك مصالح واجندات لهذا الفريق ام ذاك متباعدة للغاية، والرهانات كبيرة جدا لدرجة بدت معها عملية جنيف متعثرة منذ انطلاقتها، على ما يرى مصدر دبلوماسي اوروبي.
 وبالنسبة لطهران وموسكو فإن سوريا تشكل رهاناً كبيراً لاسباب مختلفة. ولخص شاشانك جوشي الباحث لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات، مقره في لندن، الامر بقوله مؤخرا: «إن خسرت ايران سوريا، فهي تخسر حليفها الاساسي في الشرق الاوسط. وإن خسرت روسيا سوريا فسيكون ذلك نكسة جيوسياسية».
وتريد طهران التي نشرت الاف «المستشارين العسكريين» على الارض في سوريا، تأمين ذراعها المسلحة في المنطقة، اي حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب النظام السوري.
 اما موسكو التي تعتبر سوريا اخر بوابة لترسيخ نفوذها في الشرق الاوسط، فتتدخل عسكريا منذ ايلول لضرب «الارهابيين» كما تقول رسميا. لكن في الواقع فان الضربات عززت وضع النظام الذي يواجه مصاعب ومنذ ان بدأت طائراتها ومروحياتها الحربية بالتحرك استعاد الجيش السوري مناطق في شمال وشمال غرب وجنوب سوريا.
وامام هذين الداعمين الكبيرين الروسي والايراني يبدو المعسكر الغربي والعربي الداعم للمعارضة مشتتا في الغالب.
فالولايات المتحدة القوة العظمى في العالم تراجعت في اب 2013 عن ضرب نظام الرئيس بشار الاسد بتهمة ارتكاب «مجزرة كيميائية» في الغوطة بريف دمشق.
 وقد انتخب الرئيس الاميركي باراك اوباما جزئيا على اساس وعده بسحب قواته من المنطقة ناهيك ان بلاده ليس لها مصلحة حيوية في سوريا.
وتحارب واشنطن عسكرياً تنظيم الدولة الاسلامية وتدعم فصائل من المعارضة المعتدلة خاصة قوة كردية وعربية سنية، لكنها لم تعد تعتبر رحيل الاسد اولوية مطلقة.
 الى ذلك فان بعض اعضاء التحالف المناهض للجهاديين، خاصة الدول الاوروبية مثل فرنسا وبريطانيا لديها مصالح مرتبطة مباشرة بسوريا.
 باريس اصيبت في الصميم باعتداءات في 2015 تبناها تنظيم الدولة الاسلامية او مؤيدون له. كما انها تواجه على غرار برلين ولندن وكل اوروبا ازمة المهاجرين الذين يتدفقون الى القارة القديمة غالبيتهم من سوريا.
والدول العربية خاصة السعودية وقطر هي الاخرى من اللاعبين الاساسيين في النزاع السوري حيث تواجه بشكل غير مباشر ايران خصمها الاول والرئيسي في المنطقة. وتمول الرياض والدوحة فصائل مسلحة سلفية في سوريا.
وإن كانت المعارضة السياسية والعسكرية نجحت الى حد ما في توحيد صفوفها في كانون الاول في السعودية فإن تمثيلها يواجه اعتراضات من قبل دمشق وحلفائها. واخيرا تركيا التي تعتبر حلقة اساسية لكن ضعيفة في التحالف المعادي للجهاديين، تلعب ايضا دورها الخاص.
 وتعتبر انقرة التي اتهمت لفترة طويلة بغض النظر عن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية رغم تعرضها لاعتداءات دامية، الاكراد الخطر الاول الذي يهددها.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,368,627

عدد الزوار: 7,630,065

المتواجدون الآن: 0