موسكو تتحدّث عن خفض غاراتها ومحادثات مع المعارضة في ٥ محافظات...قادة أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يتوحدون للتوصل إلى انتقال سياسي..مجزرة بغارات على أريحا... ومعارك في اللاذقية وحلب

أميركا وروسيا تحشدان حلفاءهما لتنفيذ اتفاق وقف النار..بوتين يحشد لدعم اتفاق الهدنة... و الآراء مع دمشق ليست متطابقة

تاريخ الإضافة الخميس 25 شباط 2016 - 6:07 ص    عدد الزيارات 1940    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

موسكو تتحدّث عن خفض غاراتها ومحادثات مع المعارضة في ٥ محافظات
إشتباكات متواصلة حول خناصر والأسد أبلغ بوتين التزامه وقف النار
 («اللواء» - وكالات)
استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومتشددي تنظيم الدولة الإسلامية امس حول بلدة خناصر الاستراتيجية جنوب شرقي حلب حيث قطع هجوم نفذه التنظيم الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة في القتال المستمر منذ ثلاثة أيام.
ونفى مصدر عسكري نظامي صحة تقارير سقوط خناصر في أيدي الدولة الإسلامية. لكنه قال إن المقاتلين يطلقون النار على البلدة من مواقع قريبة. وقال المصدر إنهم حول خناصر وإن البلدة تتعرض لنيران قناصتهم.
وتصعد الدولة الإسلامية هجماتها على مناطق تسيطر عليها الحكومة. ونفذ انتحاريوها بعضا من أعنف هجماتهم يوم الأحد في دمشق وحمص مما أدى لمقتل نحو 200 شخص. كما هاجمت أيضا قوات الحكومة بالقرب من تدمر امس.
وقال المصدر العسكري إن هذه الهجمات تبدو خطوة استباقية لأن المتشددين يتوقعون التعرض لمزيد من الضغط من جانب الجيش السوري قريبا.
والتنظيم المتشدد ليس جزءا من الخطة الأميركية الروسية لوقف القتال في سوريا ويبدأ تنفيذها يوم السبت.
وقال موقع أعماق الالكتروني المؤيد للتنظيم إن الانتحاريين ساعدوا الدولة الإسلامية أيضا في السيطرة على خناصر. وأضاف الموقع أن ثلاثة منهم اقتحموا التحصينات العسكرية هناك وهو تكتيك استخدمه متشددون للاستيلاء على بلدات تسيطر عليها الحكومة.
وقالت جماعتان من قوات المعارضة إن هجوم الدولة الإسلامية خفف الضغط عليهم حول حلب.
وقطع الهجوم الأخير ممر إمداد رئيسيا للنظام إلى أنحاء من حلب حيث يحقق الجيش السوري مكاسب على الأرض بدعم من الطائرات الحربية الروسية والحرس السوري الإيراني وحزب الله.
وقالت الدولة الإسلامية أيضا إنها استهدفت قافلة عسكرية بين سلمية واثريا كانت متجهة إلى خناصر.
وقال المصدر العسكري إن الطريق أغلق نتيجة العمليات العسكرية ونفى سيطرة الدولة الإسلامية عليه. وقال المصدر إن معارك عنيفة دارت مساء يوم الثلاثاء حيث تكبد التنظيم المتشدد خسائر كبيرة في الأرواح ودمرت ثلاث سيارات مدرعة أيضا.
وقال مصدر بقوات المعارضة إن الضربات الجوية الروسية قصفت مواقع الدولة الإسلامية بالقرب من خناصر فيما قصفتهم مدفعية الجيش من السفيرة التي تسيطر عليها الحكومة.
وفي سياق منفصل، قال الجيش إنه تصدى لتسلل متشددي الدولة الإسلامية لبلدتي بردة والبيارات الخاضعتين لسيطرة النظام على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من تدمر وقتل العشرات منهم.
من جهة ثانية، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية أنها هاجمت الأحد بسيارة مفخخة مقرا للقوات الروسية في منطقة صنوبر بريف اللاذقية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من العناصر الروس والسوريين.
وذكرت شبكة شام أن المعارضة استعادت السيطرة على بلدتي أرض الوطى ومزغلة بجبل الأكراد، وأنهم قتلوا وجرحوا وأسروا عددا من عناصر قوات النظام.
وقال ناشطون إن المعارضة شنت هجمات في معسكر جورين و‏عين سليمو بريف حماة، وفي مدينة البعث بالقنيطرة.
في غضون ذلك، قال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن حدة القصف الروسي في سوريا تراجعت بشدة في اليومين الماضيين.
وقال كوناشينكوف إن الطائرات الروسية «أوقفت قصف مناطق في سوريا أعلنت السلطات المحلية والجماعات المسلحة فيها بالفعل أو ستعلن عن استعدادها لوقف إطلاق النار لبدء محادثات المصالحة».
وقال ايضا ان سلاح الجو الروسي نفذ 62 طلعة في سوريا خلال اليومين الماضيين ضرب خلالها 187 هدفا وإن الغارات نُفذت في محافظات حمص وحلب والرقة وحماة.
مساعدات من الجو
 وألقت الامم المتحدة امس بنجاح اولى المساعدات الانسانية من الجو في دير الزور، وفق مسؤول عمليات الاغاثة في الامم المتحدة ستيفن اوبراين.
 وقال اوبراين «القى برنامج الاغذية العالمي هذا الصباح شحنة اولى من 21 طنا من المؤن في دير الزور»، مؤكدا نجاح العملية.
وأوضح أمام مجلس الأمن الذي يجري مشاورات حول الوضع الإنساني في سوريا أن الشحنات التي ألقيت «سقطت في المنطقة المخصصة لها كما كان متوقعا».
وأشار أوبراين إلى أن عمليات إلقاء المساعدات غير الدقيقة والصعبة بسبب انعدام الأمن، «تنطوي على مخاطر عملانية» ولا يتم اللجوء اليها إلا «كحل أخير». لكنه أضاف أنها «ممكنة في مناطق معينة من سوريا».
وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الأمم المتحدة هذه الطريقة لإغاثة السكان، بدلا من إيصال قوافل مساعدات عبر البر.
وانتقد اوبراين بحدة العراقيل الادارية التي تضعها السلطات السورية امام القوافل الانسانية البرية، وقال ان ايصال المساعدات الثلاثاء الى معضمية الشام وكفر باتنة في ريف دمشق «لم يكن سهلا» حيث اضطرت القافلة للانتظار قسما من الليل عند معضمية الشام قبل تفريغ حمولتها في حين لا تبعد المدينة سوى 20 دقيقة عن وسط دمشق.
وقف اطلاق النار
وسط هذه الاجواء، كثفت الولايات المتحدة وروسيا امس ضغوطهما على حلفائهما لضمان تنفيذ اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت، وتبقى التساؤلات قائمة حوله لا سيما بسبب تعقد الوضع الميداني واستثناء المجموعات الجهادية منه.
وخلال محادثة هاتفية، امس، اكد الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين استعداده لتطبيق الاتفاق الاميركي الروسي حول «وقف الاعمال القتالية»، وفق ما افاد الكرملين.
وجاء في بيان الكرملين ان الأسد «اكد بصورة خاصة ان الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف اطلاق النار»، وانه اعتبر ان الهدنة المرتقبة تشكل «خطوة مهمة نحو تسوية سياسية للنزاع».
 واضاف ان بوتين والاسد «اشارا الى اهمية التصدي بلا هوادة لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الارهابية الاخرى المصنفة كذلك من الامم المتحدة».
 ولكن اوباما بدا حذرا لدى الحديث عن هذه الهدنة اثناء استقباله الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن.
وقال اوباما «نحن حذرون للغاية بشأن رفع التوقعات حيال هذا». واضاف «الوضع على الأرض صعب (...) لكننا رأينا تقدما متواضعا خلال الاسبوع الماضي في ما يتعلق بضمان وصول المساعدات الانسانية الى السكان المهددين».
واضاف «اذا لاحظنا خلال عدة اسابيع مقبلة تراجع العنف بدرجة ما عندها سيشكل ذلك اساسا لوقف اطلاق نار اطول في الشمال وفي الجنوب على حد سواء وسيتيح لنا التحرك باتجاه انتقال سياسي سيكون ضروريا لانهاء الحرب الاهلية في سوريا».
وفي موسكو، اعلن الجيش الروسي انه باشر التباحث مع مجموعات معارضة في خمس محافظات سورية في شان وقف لاطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف في بيان ان عسكريين روسا «يعملون مع ممثلي المجموعات (المعارضة) في مناطق مختلفة من محافظات حماة وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا»، دون ان يحدد هويات هذه المجموعات.
وأكد المتحدث انه «تم توقيع وثائق وقف اطلاق النار» في بلدتي برج الاسلام والغنيمة اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية في محافظة اللاذقية.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية اتصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء امس بنظيره الروسي سيرغي لافروف «لبحث بنود عملية (وقف اطلاق النار) التي تتطلب تنسيقا وثيقا لجهود البلدين، بما في ذلك في الميدان العسكري».
غير ان الجنرال الروسي اشار الى ان «الاتفاق الروسي الاميركي لا يعجب الجميع (...) خصوصا في شمال سوريا حيث تواصل تركيا قصف قرى حدودية سورية بالمدفعية الثقيلة انطلاقا من اراضيها».
والوضع الميداني في سوريا معقد جدا، اذ يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في البلاد، فيما تنتشر جبهة النصرة في محافظات عدة وتعقد تحالفات مع فصائل اسلامية ومقاتلة عدة معارضة للنظام.
وفي مثال واضح على هذا التعقيد، اعلن مصدر عسكري سوري ان مدينة داريا، معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الغربية لدمشق، غير مشمولة باتفاق وقف اطلاق النار لتواجد جبهة النصرة فيها.
 ودعت واشنطن بدورها الفصائل المقاتلة الى احترام وقف اطلاق النار. وبدا محللون اكثر تفاؤلا ازاء اتفاق وقف اطلاق النار في ظل التعاون «الوثيق» حوله بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبحث بوتين ايضا مع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز الداعم للمعارضة السورية ونظيره الايراني حسن روحاني الداعم لدمشق، بشأن وقف اطلاق النار. وأعلن الكرملين في بيان «ان العاهل السعودي رحب بالاتفاق المبرم».
وذكر روحاني وبوتين، بحسب البيان، بـ«اهمية العمل المشترك الذي تقوم به روسيا وايران في اطار تسوية الازمة السورية، خصوصا في القتال الشرس ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والتنظيمات الارهابية الاخرى».
وأكد نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان تأييد بلاده لوقف اطلاق النار.
واضاف «نحن نثق بالتزام الحكومة السورية احترام وقف اطلاق النار، ولكن ليس واضحا ما اذا كانت المجموعات المسلحة المرتبطة بالمجموعات الارهابية المعروفة ستحترمه».
اما انقرة فدعت الى استثناء المقاتلين الاكراد من الهدنة. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «مثل تنظيم الدولة الاسلامية والنصرة يجب استثناء حزب الاتحاد الديموقراطي (ابرز حزب كردي سوري) ووحدات حماية الشعب (ذراعه المسلحة)، وهما ايضا من المنظمات الارهابية، من هذه الهدنة».
وتقصف المدفعية التركية منذ اكثر من اسبوع مواقع المقاتلين الاكراد في محافظة حلب (شمال).
وكان هؤلاء استغلوا هزيمة للفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة امام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تحت سيطرتهم تبعد حوالى عشرين كيلومترا عن الحدود التركية ويحتلوها.
خطة بديلة
 وجاء الاعلان عن وقف اطلاق النار بعد ثلاثة اسابيع من فشل المفاوضات السورية في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة.
 وفيما تتكثف الجهود الدولية للدفع في اتجاه الالتزام بالهدنة، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء عن وجود خطة بديلة لدى واشنطن في حال لم تكن موسكو ودمشق جادتين في التفاوض على انتقال سياسي. وقال في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي انه ابلغ الرئيس الروسي ان واشنطن لن تنتظر اكثر من اشهر قليلة لترى ما اذا كانت موسكو جادة بشأن المحادثات.
ولم يكشف كيري تفاصيل الخطة البديلة، فيما ألمحت مصادر دبلوماسية والصحافة الاميركية الى انها قد تتضمن تدخلا عسكريا من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا.
ونددت دمشق بتصريحات كيري، محملة واشنطن وحلفاءها مسؤولية اندلاع الازمة في البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية.
أميركا وروسيا تحشدان حلفاءهما لتنفيذ اتفاق وقف النار
موسكو - رائد جبر < الرياض، أنقرة، بيروت، باريس، واشنطن، نيويورك - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
كثّف الجانبان الأميركي والروسي اتصالاتهما مع حلفائهما الدوليين والإقليميين والسوريين لحشد الدعم لاتفاق «وقف العمليات العدائية» في سورية، مع اقتراب موعد إعلان الأطراف المعنيين موقفهم من الاتفاق ظهر غد وتطبيقه ليل الجمعة- السبت. في الوقت ذاته، واصل الطيران الروسي والطيران السوري الغارات، فقُتِل وجرح عشرات بقصف على مدينة أريحا في محافظة إدلب شمال غربي البلاد
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أمس، بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحث خلال تلقّيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات بين البلدين، إضافة إلى الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في سورية. وأكد خادم الحرمين خلال الاتصال حرص المملكة على تحقيق تطلُّعات الشعب السوري ودعمها الحل السياسي المبني على مقررات «جنيف1». كما أكد ضرورة أن تشمل جهود وقف النار ضمانات لوصول المساعدات الإغاثية والطبية إلى كل المناطق السورية من دون استثناء.
وكان بوتين اتصل أيضاً بالرئيسين الإيراني حسن روحاني والسوري بشار الأسد لبحث «وقف إراقة الدماء وتمهيد الطريق أمام التسوية السياسية»، وفق بيان للكرملين. وأفاد ناطق باسم الرئاسة الروسية بأن «موسكو ودمشق تُجريان حواراً في شكل دائم حول تسوية النزاع المسلح»، موضحاً أن لدى الطرفين «وجهات نظر متشابهة إزاء التطورات وآفاق التوصل إلى التسوية السياسية، لكن وجهات النظر ليست متطابقة، ولا شك في أن لدينا اختلافات».
وحذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما من الإفراط في التوقُّعات في ما يتعلق باتفاق وقف الاقتتال في سورية. وأضاف بعد اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض، أنه في حال تحقَّق بعض التقدُّم في سورية فسيقود إلى عملية سياسية. وكان البيت الأبيض أعلن أن أوباما تحدّث الثلثاء إلى نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في شأن اتفاق وقف الاقتتال في سورية. وأكد هولاند أنهم «سيوحّدون جهودهم للتوصُّل إلى الانتقال السياسي» في سورية و «لا بد من ممارسة ضغوط على النظام السوري والداعمين له، ومنهم روسيا، كي يتوقف القصف ويتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب، المدينة الشهيدة في شكل خاص».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنه تحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأن فريقين من الجانبين سيلتقيان قريباً لمناقشة خطط تتعلق باتفاق «وقف الأعمال القتالية».
إلى ذلك، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من احتمال أن يصب الاتفاق في مصلحة النظام السوري، وقال: «إذا كان تحديد من ينتمي إلى أي جماعة معارضة في المنطقة سيرجع إلى روسيا ونظام الأسد وكيانات مثل وحدات حماية الشعب، فإن هذا وضع خطير جداً».
وحضّ المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني، الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة خلال اجتماعها في الرياض، على الانضمام الى الاتفاق الأميركي- الروسي لوقف العمليات العدائية، في حين حذّر الناطق باسم الهيئة سالم المسلط من أن تستغل روسيا الاتفاق لاستهداف مجموعات «الجيش السوري الحر».
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف في بيان، إن عسكريين روساً «يعملون مع ممثلي المجموعات (المعارضة) في مناطق من محافظات حماة وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا»، من دون أن يحدّد هويات هذه المجموعات. وأضاف أنه لتأطير هذا العمل أُنشئ «مركز تنسيق لوقف النار» في القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية غرب سورية، قوامه خمسون شخصاً.
في المقابل، أكد قيادي في الجيش النظامي السوري أن مدينة داريا جنوب غربي دمشق لا يشملها وقف النار، علماً أنها لا تضم مسلحين من «داعش» أو «النصرة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «ثمانية مواطنين قُتلوا بينهم طفلان ومواطنة بعدما شنّت طائرات حربية يُرجّح أنها روسية، 3 غارات على مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب». وأضاف أن «عدد الشهداء مرشّح للارتفاع بسبب وجود حوالى 30 جريحاً بعضهم في حالات خطرة». وأعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» المعارضة أنها استهدفت بسيارة مفخخة تجمُّعاً لكبار الجنرالات الروس في منطقة صنوبر قرب جبلة بريف اللاذقية، مشيرة إلى أن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح.
دي ميستورا
في نيويورك، توقَّع ديبلوماسيون أن يعلن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، موعداً لجولة المحادثات المقبلة بين الأطراف السوريين والتي «يمكن أن تبدأ خلال أسبوع، بعد بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية». وسيقدّم دي ميستورا إحاطة إلى مجلس الأمن غداً، تأخّرت يوماً «لإعطاء الوقت لأعضاء المجلس لدرس مشروع قرار أعدّته روسيا، يهدف إلى دعم اتفاق وقف الأعمال العسكرية».
وأعدّت روسيا المشروع الذي «يُفترض أن يحدّد آليات عمل لجنة متابعة تطبيق الاتفاق»، وفق ديبلوماسيين، «مع إمكان أن يتضمن فقرات سياسية وأخرى إنسانية». وكانت السفيرة الأميركية سامنثا باور اعتبرت قبل يومين أن «لا حاجة إلى قرار جديد بسبب وجود القرار ٢٢٥٤ الذي يجب أن يطبق».
بوتين يحشد لدعم اتفاق الهدنة... و الآراء مع دمشق ليست متطابقة
الحياة..موسكو – رائد جبر 
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، اتصالات مع عدد من الزعماء لدعم الاتفاق الروسي – الأميركي للهدنة في سورية، في وقت أشارت روسيا للمرة الأولى رسمياً الى «اختلاف في وجهات النظر مع دمشق» يجري «حوار بشأنه».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين ناقش ملف الهدنة مع الرئيس الايراني حسن روحاني بالإضافة الى مكالمة هاتفية مع الرئيس بشار الاسد، أكد خلالها الأخير التزامه بتنفيذ الاتفاق. وأوضح بيسكوف أن بوتين «سيجري سلسلة اتصالات اخرى والهدف الرئيسي لبحث الوضع في سورية، يبقى وقف إراقة الدماء وتمهيد الطريق أمام التسوية السياسية»، مضيفاً ان «هذا التفاعل (الالتزام بالهدنة) بدرجة أو بأخرى، سيؤدي بطبيعة الحال، لزيادة الثقة المتبادلة».
وقال بيسكوف ان النقاش مع الأسد تطرق الى السبل العملية لتطبيق اتفاق الهدنة. كما أكد الطرفان «أهمية الاستمرار في محاربة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية بلا هوادة». وأضاف الناطق أنه «تم بحث مختلف جوانب الأزمة السورية في ضوء مسائل تطبيق البيان الروسي - الأميركي بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية».
ولفت إلى أن «الأسد قيم مضمون البيان المذكور كخطوة مهمة باتجاه التسوية السياسية، وأكد استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تطبيق الهدنة».
وفي اشارة تعد سابقة، قال بيسكوف ان «موسكو ودمشق تجريان حواراً في شكل دائم حول تسوية النزاع المسلح، ومواقفهما في هذا المجال متشابهة لكنها ليست متطابقة تماماً»، موضحاً ان لدى الطرفين «وجهات نظر متشابهة إزاء التطورات وآفاق التوصل إلى التسوية السياسية، لكن وجهات النظر ليست متطابقة. ولا شك في أن لدينا اختلافات».
وقال إن دمشق لا تشارك في المشاورات الروسية - الأميركية حول ترتيبات الهدنة، و «الحديث هنا يدور عن مفاوضات روسية - أميركية مغلقة». ولمح الى مساع تقوم بها موسكو للضغط على الاسد الذي وصفه بأنه «الرئيس الشرعي الوحيد لسورية»، مضيفاً: «من الطبيعي أن تكون له آراء خاصة به بشأن مختلف ترتيبات التسوية السورية، لكن في هذه الحال بالذات تستخدم روسيا والولايات المتحدة نفوذهما وقدراتهما من أجل تقريب مواقف الدول التي لها وجهات نظر متضاربة على الإطلاق في ما يخص التسوية وإحراز هذا الهدف يتطلب عملاً دقيقاً جداً».
الى ذلك، أكد الكرملين انه تم خلال الاتصال الهاتفي مع روحاني «التأكيد على أهمية عمل روسيا وإيران المشترك، في قضايا الحل في سورية، بما في ذلك، الاستمرار بحزم في محاربة «داعش» و «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الواردة في قائمة مجلس الأمن الدولي».
الى ذلك، أعرب بيسكوف عن استغراب لتصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن «خطة بديلة حول سورية» في حال فشلت الجهود الجارية للتهدئة، وقال ان «موسكو تركز على خطة «أ» وتعتبر ان البحث والعمل على تنفيذ الخطة من أولوياتنا». وزاد ان المطلوب العمل على «المهمات التي قام بصياغتها الرئيسان بصفتيهما رئيسين مشاركين للمجموعة المعروفة»، مذكراً بأن بوتين قال في كلمته عند اعلان الاتفاق إن روسيا تعتزم العمل في شكل وطيد مع دمشق والسلطات الشرعية في سورية، «لكنها تأمل في أن يقوم شركاؤنا الأميركيون بالجزء الخاص بهم من الجهد وان يستخدموا تأثيرهم على المجموعات التي يدعمونها».
وكانت الخارجية الروسية قالت ان موسكو «لا تعرف شيئاً عن الخطة «ب» التي تتكلم عنها الولايات المتحدة». وأفادت الناطقة باسمها ماريا زاخاروفا: «بذلنا جهوداً مكثفة لصياغة البيان، وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل تطبيقه عملياً ولا يجوز للجانب الأميركي أن يفقد الأمل مسبقاً».
وفي وقت لاحق امس، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «ما يصدر عن الولايات المتحدة وحلفاؤها من شكوك في إمكانية استمرار الاتفاق مع روسيا في شأن سورية، نسمع فيها دعوات للحرب وليس للسلام».
وقال خلال لقاء مع عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق سام نان، ان «كثيرين يرغبون في منع التطور الطبيعي للتعاون بين موسكو وواشنطن، وثمة من يحاول تقويض أي إمكانية لتعزيز الاتفاقات الروسية الأميركية، وتعزيز التعاون في ما بيننا حول القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا».
على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن روسيا دعت مجلس الأمن لاتخاذ قرار يدعم الاتفاق الروسي - الأميركي حول سورية.
وقال غاتيلوف: «اقترحنا أن يتخذ مجلس الأمن قراراً يعبر عن دعم المجلس للبيان المشترك (حول الهدنة) ويدعو إلى تطبيقها». وأضاف أن «من مصلحة الجميع أن يتخذ القرار بأسرع ما يمكن». وأوضح غاتيلوف أن المشاورات مع الأميركيين تتناول تفاصيل مضمون القرار المقترح، مضيفاً أن نص المشروع لم يوزع بعد على أعضاء المجلس.
وفي طهران، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده تؤيد وقف إطلاق النار في سورية.
وقال عبداللهيان كما نقلت عنه وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ايرنا): «منذ بداية الأزمة في سورية، شددت ايران دائماً على وقف لإطلاق النار. نحن نثق بالتزام الحكومة السورية احترام وقف إطلاق النار، لكن ليس واضحاً ما اذا كانت المجموعات المسلحة المرتبطة بالمجموعات الارهابية المعروفة ستحترمه».
وأضاف ان «طهران بذلت على الدوام جهوداً لمكافحة الارهاب وإرساء وقف لإطلاق النار وتسهيل (ايصال) المساعدة الانسانية وإقامة حوار بين السوريين».
قادة أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يتوحدون للتوصل إلى انتقال سياسي
الحياة...واشنطن، ليما - رويترز، أ ف ب - 
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث الثلاثاء مع زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشأن اتفاق وقف الاقتتال في سورية، في وقت أكدت باريس مواصلة الضغوطات على النظام السوري.
وانضم أوباما، في المكالمة التي أجريت عبر دوائر الفيديو مع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى المرحبين باتفاق وقف الاقتتال الذي تم التوصل إليه في ميونيخ في وقت سابق هذا الشهر.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن الزعماء «دعوا جميع الأطراف لتنفيذه بإخلاص» و «أكدوا أهمية الوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين».
من جهته، قال هولاند في تصريح صحافي في أعقاب هذه المكالمة التي استغرقت نحو ساعة: «لقد تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار، ولا بد من التقيد به بشكل كامل، والأفضل في أسرع وقت ممكن». وبعد أن اعتبر أنه يصل إلى البيرو «في أجواء دولية مثقلة جداً»، أعلن هولاند أنه والقادة الثلاثة «سيوحدون جهودهم للوصول إلى الانتقال السياسي» في سورية.
وأضاف هولاند: «لا بد من ممارسة ضغوط على النظام السوري والداعمين له، ومنهم روسيا، كي يتوقف القصف ويتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب المدينة الشهيدة بشكل خاص».
وقال هولاند أيضاً: «لا بد من القيام بذلك في أسرع وقت، وإلا فإن اللاجئين سيواصلون المجيء وسيصبح الوضع الإنساني في تركيا غير محتمل على الإطلاق». كما تطرق هولاند إلى «هذا العبور للنساء والرجال إلى الشواطئ الأوروبية مجازفين بأرواحهم».
وقال الإليزيه في بيان، إن القادة الأربعة «أعربوا عن الأمل بأن يدخل اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن». وأضاف بيان الإليزيه أن القادة الأربعة «أعلنوا أنهم سيكونون يقظين جداً إزاء التقيد بالالتزامات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في الحادي عشر من شباط (فبراير)، وخصوصاً ما يتعلق بوقف ضربات روسيا والنظام السوري على مجموعات المعارضة المعتدلة والسكان المدنيين».
وجاء أيضاً في البيان ذاته، أنهم «شددوا على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنهاء الأزمة الإنسانية خاصة في حلب».
وكان النظام السوري وافق الثلثاء على وقف إطلاق النار ابتداء من منتصف ليلة الجمعة- السبت بالتوقيت المحلي في سورية.
موفد أميركي يحضّ المعارضة على قبول الهدنة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
حضّ المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني، المعارضة على الانضمام الى الاتفاق الأميركي - الروسي لوقف العمليات العدائية، في وقت اتهمت المعارضة روسيا بتكثيف غاراتها بعد إعلان الاتفاق.
وقال راتني في بيان، أنه أبلغ المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، رياض حجاب، في الرياض أمس، تفاصيل الاتفاق و «نتطلع لأن نسمع من الهيئة العليا أن أكبر عدد ممكن من الفصائل الثورية سيقرر المشاركة في الهدنة والقبول بشروطها والالتزام بها، في موعد لا يتعدى الساعة ١٢:٠٠ (بتوقيت دمشق) من يوم ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠١٦. حيث أننا نعتبر هذه المبادرة فرصة حقيقية لحقن الدماء، ولوقف القتال الذي عانى منه الشعب السوري لوقت طويل جداً».
وتابع: «نواصل التنسيق مع الأمم المتحدة، وأعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، والمعارضة، من أجل تنفيذ مهام مجموعة عمل وقف إطلاق النار، التي تم تشكيلها من المجموعة الدولية لدعم سوريا، فإننا مستمرون أيضاً بالعمل من خلال مجموعة العمل الخاصة بالأمور الإنسانية لضمان وصول إمدادات الإغاثة في شكل فوري ومستمر ومن دون عراقيل الى المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها، خصوصاً التي تم تحديدها من المجموعة الدولية لدعم سورية في بيانها الصادر في 11 الشهر الجاري». وزاد: «سنواصل العمل من خلال المجموعة الدولية لدعم سوريا، للبناء على الخطوات التي تحققت أخيراً، وتهيئة بيئة ملائمة لاستئناف المفاوضات، والعمل من أجل تحقيق الهدف الأكبر المتمثل بإيقاف نزف الدماء وإنهاء هذا الصراع عبر عملية انتقال سياسي، طبقاً لبيان جنيف لعام 2012».
وكان الناطق باسم الهيئة سالم المسلط، حذّر من أن تستغل روسيا الاتفاق لاستهداف مجموعات «الجيش السوري الحر» التي تحارب لإطاحة الرئيس بشار الأسد. وذكر أن بعض شروط الاتفاق يشير إلى أنه وقع تحت تأثير شديد من روسيا، كما أن الشروط مبهمة. وقال: «ما نخشاه أن تستخدم روسيا هذا الاتفاق لاستهداف الفصائل المعتدلة في سورية».
وقبلت دمشق الخطة «لوقف الأعمال القتالية» بين الحكومة وجماعات المعارضة، في الوقت الذي أفادت تقارير بأن ضربات جوية روسية استهدفت أحد آخر الطرق المؤدية إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلون معارضون في حلب. وأضاف المسلط: «التصعيد في القصف كان في استهداف مناطق في حلب ومناطق في حمص وداريا (جنوب غربي دمشق)... نتوقع أكثر من ذلك من النظام ومن الغارات الروسية».
وقالت الهيئة الاثنين، إنها وافقت على المساعي الدولية، لكنها لفتت الى قبول هدنة مشروط بإنهاء الحصار المفروض على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن معتقلين ووقف الضربات الجوية ضد المدنيين. وأضافت أنها لا تتوقع أن يوقف الأسد أو روسيا أو إيران الأعمال القتالية.
وتابع المسلط: «ندرس هذه الهدنة ونخشى من النقاط المبهمة. لا يوجد اعتراض على الهدنة إن كان تنفيذها في شكل دقيق من دون أن تأخذ روسيا العذر باستهداف الفصائل الثورية المعتدلة واستهداف الجيش الحر».
مجزرة بغارات على أريحا... ومعارك في اللاذقية وحلب
لندن - «الحياة» 
شهد ريف حلب الجنوبي الشرقي معارك عنيفة أمس بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» الذي استمر لليوم الثالث في قطع طريق الإمداد الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة النظام في وسط سورية بشمالها. وفيما أفيد بأن فصائل معارضة تمكنت من استعادة بعض المواقع التي خسرتها في الأيام الماضية في ريف محافظة اللاذقية، أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» تنفيذ هجوم دام استهدف اجتماعاً لقادة عسكريين روس يدعمون عمليات النظام على الساحل السوري.
وكان لافتاً أمس أن طائرات يُرجّح أنها روسية ارتكبت مجزرة في محافظة إدلب بشمال غربي سورية، قبل يوم من بدء تنفيذ اتفاق «وقف العمليات العسكرية» بين النظام والمعارضة (منتصف ليل الجمعة- السبت). وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثمانية مواطنين على الأقل قُتلوا بينهم طفلان ومواطنة «جراء تنفيذ طائرات حربية يُرجّح أنها روسية 3 غارات على مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب». وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود حوالى 30 جريحاً بعضهم في حالات خطرة»، مشيراً إلى معلومات عن قتيلين آخرين إضافة إلى الثمانية. ويسيطر «جيش الفتح» على محافظة إدلب، وهو يضم في صفوفه «جبهة النصرة» التي استثناها الاتفاق الأميركي- الروسي من التهدئة.
في غضون ذلك، قالت «حركة أحرار الشام»، في بيان على موقعها أمس، إنها استهدفت بسيارة مفخخة تجمعاً لكبار الجنرالات الروس في منطقة صنوبر قرب جبلة بريف اللاذقية، مؤكدة قتل وجرح العشرات. وأوضحت أن العملية تمت يوم الأحد وأنها تكتمت عنها حتى الآن في انتظار عودة منفذيها سالمين إلى «المناطق المحررة». وقالت الحركة في شرحها لما حصل إن «سرية أصحاب النقب» أرسلت بالتنسيق مع «أحرار الشام» و «حركة بيان»، سيارة مفخخة إلى المركز العسكري الروسي الواقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من مدينة اللاذقية، حيث تم تفجيرها خلال اجتماع الجنرالات الذين سقط منهم «عشرات» بين قتيل وجريح.
وأشار بيان الحركة إلى أنه شوهدت سيارات إسعاف وإطفاء تهرع إلى مكان التفجير لنقل الجرحى إلى مستشفيات جبلة واللاذقية، فيما نقلت طوافات قتلى وجرحى إلى قاعدة حميميم الروسية قرب مدينة جبلة. ولم يُعلن النظام السوري ولا السلطات الروسية عن حصول مثل هذا الهجوم.
وفي ريف اللاذقية أيضاً، ذكرت «الدرر الشامية» المعارضة، أن كتائب الساحل استعادت السيطرة على قريتَيْ أرض الوطى والمزغلي، إضافة إلى تلة المزغلي في محيط بلدة كنسبا، بعد مواجهات عنيفة مع النظام وحلفائه أسفرت عن سقوط قتلى في صفوفهم وأسر اثنين. أما المرصد السوري، فأشار من جهته إلى أن «معارك كر وفر تدور بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة إلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر، في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي»، مضيفاً أن المعارضة استعادت السيطرة «على تلة بجبل التركمان».
وعلى صعيد معارك ريف حلب الجنوبي الشرقي، تشن قوات النظام هجوماً يستهدف إعادة فتح طريق خناصر التي تُعتبر شريان الحياة الوحيد براً لمدينة حلب في شمال البلاد. وسيطر تنظيم «داعش» وجماعات مبايعة له على خناصر وتلال عدة قريبة منها قبل يومين، ما شكّل نكسة كبيرة للنظام الذي خسر في البلدة عشرات من جنوده. وعرضت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم صوراً لجثث عدد منهم. ورد «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» بنشر صور لعدد كبير من قتلى «داعش» سقطوا خلال استعادة الجيش السوري أمس قرية رسم النفل شمال خناصر. من جهته، أورد المرصد أن الاشتباكات والغارات الروسية التي ترافقت معها أوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلاً من النظام و16 قتيلاً من لواء مبايع لـ «داعش» سقطوا خلال اقتحام خناصر و20 قتيلاً آخرين من اللواء ذاته سقطوا بالغارات الجوية. وأشار المرصد إلى أن قطع طريق خناصر الذي بدأ قبل يوم من سقوط البلدة في أيدي «داعش» أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال والمواد الأساسية في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب.
وفي مدينة حلب أيضاً، ذكر المرصد أن ما لا يقل عن 7 مواطنين قُتلوا ونحو 14 أصيبوا بجروح جراء قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لمناطق سيطرة النظام في حي الجميلية.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، قال المرصد إن مقاتلاً من جنسية ألمانية في صفوف «وحدات حماية الشعب» الكردية المنضوية تحت راية «قوات سورية الديموقراطية» قُتل مع ثلاثة عناصر آخرين من الوحدات الكردية خلال قصف واشتباكات مع «داعش» قرب الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وفي الغوطة الشرقية لدمشق، ذكر المرصد أن 15 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت إلى مدينة كفربطنا المحاصرة على مشارف دمشق وجلبت مواد غذائية وإمدادات طبية. ودخلت القافلة بحماية «جيش الإسلام» وقيادات إسلامية أخرى. وكانت قافلة مساعدات دخلت قبل ذلك إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية. أما في داريا في الغوطة الغربية، فقد سجّل المرصد إلقاء مروحيات النظام ما لا يقل عن 40 برميلاً متفجراً، إضافة إلى قصفها بخمسة صواريخ أرض- أرض.
الملك سلمان لبوتين: الحل في سوريا على أساس «جنيف1» وأوباما يحذّر من الإفراط في التفاؤل بالهدنة
المستقبل... (رويترز، أ ف ب، واس، العربية.نت، روسيا اليوم، تايم)
على الرغم من أن الولايات المتحدة هي شريك روسيا في ترتيب أمر الهدنة في سوريا والطلب من أطرافها السوريين الالتزام بها، فإن واشنطن لا تبدو متفائلة كثيراً بنجاح تلك الجهود. والتشكيك هذا الذي جاء على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، تزامن مع جهد مكثف تبذله موسكو لإقناع الأطراف الخارجيين والداخليين بدعم خطتها المتوافق عليها مع الولايات المتحدة، إذ اتصل الرئيس فلاديمير بوتين بعدد من قادة الدول على رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي شدد على ضرورة أن تشمل الهدنة في سوريا إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، وأن يُبنى الحل السياسي فيها على أساس اتفاق «جنيف1».

وقال أوباما في اثناء استقباله العاهل الاردني «نحن حذرون للغاية بشأن رفع التوقعات حيال« وقف النار. واضاف «الوضع على الأرض صعب (...) لكننا رأينا تقدما متواضعا خلال الاسبوع الماضي في ما يتعلق بضمان وصول المساعدات الانسانية الى السكان المهددين». وتابع «اذا لاحظنا خلال عدة اسابيع مقبلة تراجع العنف بدرجة ما، عندها سيشكل ذلك اساسا لوقف اطلاق نار اطول في الشمال وفي الجنوب على حد سواء، وسيتيح لنا التحرك باتجاه انتقال سياسي سيكون ضروريا لإنهاء الحرب الاهلية في سوريا».

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس وإن فريقين من البلدين سيلتقيان قريبا لمناقشة خطط تتعلق باتفاق «وقف الأعمال القتالية» الذي ينتظر أن يسري في سوريا اعتبارا من السبت المقبل.

وقال كيري في الكونغرس «تحدثت هذا الصباح.. ولهذا السبب تأخرت.. كنت أتحدث مع وزير الخارجية لافروف ولدينا فريق من المقرر أن يلتقي غدا أو نحو ذلك.. قوة المهام الخاصة بوقف إطلاق النار.. وقف الأعمال القتالية. لم أحضر إلى هنا للجزم بأن الأمر سيسير تماماً كما نأمل.. الكل يتحدث عن ضرورة الحل السلمي في مرحلة ما.. السؤال سيكون.. هل هو (جاهز)؟ هل ستعمل روسيا بوفاء جيد؟ هل ستعمل إيران بوفاء جيد للوصول إلى انتقال سياسي؟». وكان كيري تحدث أيضاً عن خطة بديلة لدى الرئيس أوباما إذا فشلت مساعي وقف النار.

وفي رد على كلام كيري، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه «من السابق لأوانه» الحديث عن اي خطط بديلة. وأوضح: «نحن نركز بشكل كامل على المهمة التي حددها الرئيسان». واضاف ان «المهمة الاكثر إلحاحا الان هي ان تنفذ الجماعات التي تدعم مبادرة الرئيسين وقف اطلاق النار».

واكدت وزارة الخارجية الروسية الموقف نفسه وقالت ان موسكو لا علم لها بوجود «خطة بديلة» مؤكدة اهمية الالتزام بالاتفاق الحالي. وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا «نحن ننطلق من حقيقة ان جهودا كثيرة بذلت لإعداد الاعلان المشترك ما يجعل من الضروري الان تطبيق الاتفاق وعدم العمل على اي خطط بديلة اضافية». واضافت ان «ذلك يمكن ان يتعارض مع الاتفاقيات التي تم التوصل اليها لأن المعارضة قد يصبح لديها انطباع خطأ بوجود بديل من الاعلان المشترك».

وتلقى العاهل السعودي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي، تم خلاله تناول العلاقات الثنائية إضافة إلى بحث الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في سوريا.

وأكد الملك السعودي حرص المملكة على تحقيق تطلعات الشعب السوري ودعم المملكة للحل السياسي المبني على مقررات «جنيف 1»، وأكد ضرورة أن تشمل جهود وقف إطلاق النار ضمانات لوصول المساعدات الإغاثية والطبية لجميع المناطق السورية من دون استثناء.

وخلال اتصال هاتفي آخر مع بوتين، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان «وقف اطلاق النار ينبغي الا يكون فرصة لتعزيز الجماعات الارهابية» وفق الرئاسة الايرانية. واضاف الرئيس الايراني «ينبغي ضبط الحدود السورية لمنع خروج ودخول الجماعات الارهابية والمساعدات المالية والعسكرية الموجهة لها». واعتبر ان اتفاق وقف اطلاق النار يتضمن «نقاطا غامضة ونواقص تحتاج الى معالجتها (...) مكافحة الارهاب والجماعات المتطرفة لا يفترض ان تتأثر بهذا الاتفاق». وشدد بوتين وفق الرئاسة الايرانية على ان «القتال ضد ارهابيي داعش وجبهة النصرة وباقي الجماعات الارهابية سيستمر».

وافاد الكرملين في اثر مكالمة هاتفية بين بوتين وبشار الأسد أن الأخير اعتبر المقترحات الواردة في الاتفاق «خطوة مهمة على طريق التوصل الى تسوية سياسية». واضاف ان الاسد «اكد بصورة خاصة ان الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف اطلاق النار».

كذلك، تشاور بوتين هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول «الوضع في الشرق الاوسط»، بحسب بيان للكرملين الذي لم يشر تحديدا الى النزاع السوري.

ومن ضمن الجهود التي تبذلها موسكو، اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف في بيان ان عسكريين روسا «يعملون مع ممثلي المجموعات (المعارضة) في مناطق مختلفة من محافظات حماة وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا»، دون ان يحدد هويات هذه المجموعات. واضاف انه لتأطير هذا العمل تم انشاء «مركز تنسيق لوقف اطلاق النار» قوامه خمسون شخصا. واوضح انه «خلال اليومين الاخيرين، تلقى المركز عشرات الاتصالات من مواقع محددة» حيث ستطبق الهدنة مشيرا الى انه «تم التثبت بعناية» من كل اتصال.

في المواقف أيضاً، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الغرب وروسيا وإيران بالسعي لتعزيز مصالحهم في سوريا وقال أمس إنه يخشى أن خطة وقف إطلاق النار في سوريا ربما تصب في مصلحة الأسد.

وقال إردوغان خلال كلمة في أنقرة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة «للأسف لم يستطع الغرب والولايات المتحدة وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن يقفوا شامخين احتراما للإنسانية... على النقيض من ذلك كل هذه الدول بسبب حساباتها الخاصة سمحت بشكل مباشر أو غير مباشر للنظام (السوري) وداعميه بقتل قرابة نصف مليون شخص بريء«.

وصرّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بوب كوركر، بأن وقف العمليات القتالية في سوريا سينفذ وفق الشروط الروسية، وقال: إن الولايات المتحدة تقوي بشار الأسد على الرغم من دعوة الإدارة الأميركية الأسد إلى التنحي لسنوات، حسبما نقلت مجلة «تايم» الأميركية عن كوركر.

وأما لدى المعارضة السورية، فقد أفادت قناة العربية الحدث التلفزيونية في خبر عاجل أن الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل جماعات المعارضة الرئيسية في سوريا قالت إنها ستلتزم بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين لمعرفة مدى جدية الطرف الآخر.
قبل يومين من تنفيذ الهدنة.. مجزرة في أريحا بريف إدلب ومقتل ضباط روس بعملية نوعية للثوار في ريف اللاذقية
المستقبل.. (أورينت نت، الهيئة السورية للإعلام، سوريا مباشر، السورية نت، كلنا شركاء، زمان الوصل)
أعلنت حركتا «أحرار الشام الإسلامية» و»بيان»، عن تنفيذ عملية نوعية، استهدفت تجمعا لضباط روس والنظام في بريف اللاذقية، بسيارة مفخخة ما أوقع قتلى وجرحى.

وقالت حركة «بيان» إنها تمكنت بالاشتراك مع «أحرار الشام« من نسف تجمع لكبار الضباط الروس في منطقة صنوبر بريف جبلة بسيارة مفخخة.

وأضافت: «بعد عملية رصد واستطلاع وتجهيز دامت عدة أسابيع، تمكنت سرية أصحاب النقب بتنسيق مع الحركتين من إيصال السيارة المفخخة إلى القاعدة العسكرية، وبعد رصد اجتماع لكبار الجنرالات الروس داخل المنطقة التي تعتبر من المراكز العسكرية المهمة للقوات الروسية في الساحل السوري والواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من مدينة اللاذقية، تم تفجير السيارة خلال الاجتماع؛ ما أوقع الجنرالات بين قتيل وجريح«.

وعقب التفجير الذي نفذ بتاريخ 21 من الشهر الحالي وأُعلن عنه أمس، شوهدت سيارات الإسعاف والإطفاء تهرع بكثافة إلى مكان التفجير نقلت قسماً من الجرحى إلى مشافي مدينتي جبلة واللاذقية، وأعقبها وصول حوّامات روسية إلى منطقة الانفجار حيث نقلت جثث قتلى وجرحى الجنرالات إلى قاعدة حميميم الروسية قرب مدينة جبلة والتي تعد أكبر قاعدة للقوات والطائرات الروسية بسوريا.

وشهدت مدينتا جبلة واللاذقية استنفاراً أمنياً كبيراً عقب العملية، حتى اليوم، خاصة في الساعات الأولى التي أعقبت التفجير.

وفي ريف اللاذقية أيضا، تمكن الثوار صباح أمس، من تحرير بلدة أرض الوطى، القريبة من بلدة كنسبا وذلك بعد أيام من سيطرة قوات الأسد والميليشيات الطائفية الوالية له عليها.

وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت في البلدة، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من قوات الأسد والميليشيات الطائفية، إضافة لأسر آخرين.

وفي سياق متصل، شن الثوار هجوماً مباغتاً على مواقع لقوات الأسد في جبل الأكراد، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وأسر اثنين من عناصرها، وذلك وفقاً لما ذكره الناشطون.

ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في قرى النوارة، والشحرورة، والحياة، والصراف، القريبة من الحدود التركية.

وقبل يومين من الهدنة في سوريا المتفق عليها بين واشنطن وموسكو، ارتكبت مجزرة في ريف إدلب وسقط خلالها 12 شخصاً وأصيب عشرات آخرين، عندما أغارت طائرات روسية على مدينة أريحا وقرية حربنوش ومدينة سراقب. وأفاد المكتب الإعلامي في مدينة أريحا أن طيران النظام الحربي استهدف سوق أريحا الشعبي بثلاث غارات جوية، أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين وأربعة وعشرين مصاب، جراح بعضهم خطيرة، في حين قتل ثلاثة مدنيين من بينهم أم وطفلها جراء قصف الطيران الحربي قرية حربنوش المكتظة بالنازحين من ريف حلب والخالية تماماً من مقرات للثوار، وآخر في مدينة سراقب إضافة لعشرات المصابين.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمكان المجزرة في السوق الشعبي ، وظهر فيها آثار الدماء والأضرار المادية التي لحقت بالمكان.

وقُتل طفل وأصيب أخرون جراء شن الطيران الحربي الروسي لخمس غارات جوية استهدفت أحياء متفرقة من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بالتزامن مع خروج الأطفال من مدارسهم.

وفي حلب، أصدرت فصائل ريف حلب الشمالي التابعة للجيش السوري الحر امس، بياناً أعلنت فيه كافة المدن والقرى الخاضعة لسيطرة ميليشيات الأحزاب الكردية مناطق عسكرية. ودعت خلاله المدنيين الأكراد للابتعاد عن أماكن تمركز قوات تلك الميليشيات حرصاً على سلامتهم.
 
تنفيذ أول إسقاط من الجو في دير الزور وإدخال مساعدات لريف دمشق واستعداد أممي لجهود إغاثة ضخمة في سوريا إذا توقف القتال
المستقبل.. (رويترز، الهيئة السورية للإعلام)
أعلنت الأمم المتحدة أمس استعدادها للقيام بجهود إغاثة ضخمة إذا توقفت الأطراف المتحاربة في سوريا عن القتال، فيما أسقطت أول مساعدات غذائية من الجو في دير الزور، وأدخلت قافلة مساعدات إلى بلدة كفربطنا في ريف دمشق.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إياد نصر «نحن الآن على أهبة الاستعداد وقد امتلأت مخازننا بإمدادات الإغاثة. وكالات الإغاثة في حالة تأهب وتخزن كل الإمدادات في مستودعات بانتظار الإشارة«.

وقال نصر إن نظام بشار الأسد يتحمل المسؤولية في ضمان تلقي المدنيين للمساعدات والحماية لكن بشكل عملي ينبغي أن توافق كل الجماعات المقاتلة على السماح بوصول المساعدات لمناطق معينة.

وقال نصر «لن نعرف ما هو الوضع بالضبط حتى نكون بالداخل. وحتى لو كان هناك وقف للأعمال القتالية فلن يسارع عمال الإغاثة للتحرك بتهور. إذا كنا نتحدث عن وقف كامل لإطلاق النار فإننا سنتحدث عن وقف لإطلاق النار في كل مكان. إلى أن يحدث ذلك فسنحتاج لتقييم الوضع الأمني على الأرض لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني«.

وفي غضون ذلك، قال ستيفن أوبراين مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة إن المنظمة الدولية نفذت أول عملية إسقاط لمساعدات من الجو على مدينة دير الزور السورية أمس وشملت 21 طنا من المواد الإغاثية لمدنيين يحاصرهم هناك تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي «في وقت سابق من صباح امس أسقطت طائرة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي أول شحنة وتضم 21 طنا من المساعدات على دير الزور... وصلتنا تقارير أولية... بأن الحمولة سقطت في المنطقة المستهدفة«.

كما أدخلت الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري، أول من أمس، قافلة مساعدات إنسانية وطبية إلى مدينة كفربطنا، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقال مراسل «الهيئة السورية للإعلام« إن القافلة مكونة من 15 سيارة، 9 منها تحمل مواد غذائية، فيما تحمل 5 أخرى مواد طبية، مؤكداً أن هذه المساعدات تكفي نحو 40% فقط من سكان المدينة التي تعيش فيها أكثر من 5000 عائلة.

وأعرب المجلس المحلي لمدينة كفربطنا ، في بيان له، عن شكره للأمم المتحدة على الجهود التي بذلتها لإدخال القافلة إلى المدينة، مؤكداً في الوقت ذاته أن «هذه المساعدات لا تكفي لكل سكان المدينة وبشكل كامل لعدة أيام«.

وطالب المجلس بإدخال مساعدات إنسانية إلى كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من 3 سنوات، ويعيش فيها قرابة الـ475 ألف نسمة.

وشدد المجلس في بيانه على ضرورة وقف عمليات القتل والقصف والغارات الجوية على المناطق المدنية، معتبراً أن تحقيق ذلك أهم من إدخال الغذاء والدواء. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب السورية قتلت أكثر من 250 ألف شخص وجعلت من المتعذر الوصول لنحو 4.5 ملايين آخرين لتقديم المساعدات الإنسانية لهم. ومن بين هؤلاء يعيش نحو واحد من كل عشرة تحت الحصار وقد قطعت عنهم كل سبل المساعدة.

وتهدف الخطة الأميركية الروسية لوقف محدود للأعمال القتالية يبدأ سريانها يوم السبت إلى السماح بدخول سريع وبدون عوائق لوكالات الإغاثة.
حلب تستعد لمواجهة الحصار بالتدرب على القتال
المستقبل.. (أ ف ب)
لن تكون أي عملية لانتزاع السيطرة على أحياء حلب التي تديرها المعارضة المسلحة، نزهة للنظام والمليشيات المتحالفة معه. فالجميع في هذه الأحياء يتطوعون للتدرب على حمل السلاح والقتال للدفاع عن أنفسهم، ولن يستسلموا تحت أي ظرف من الظروف.

الخياط محمد الذي لم يغادر ورشته قط، وضع إبره وكشتبانه جانبا وذهب منذ اسبوعين للالتحاق بمعسكر تدريب تابع للفصائل المقاتلة كي يتعلم الدفاع عن حيه ضد قوات النظام السوري.

وردا على اسئلة وكالة «فرانس برس« بعد اعلان الاتفاق الروسي الاميركي حول وقف لاطلاق النار اعتبارا من الجمعة، يقول مسؤولون عن معسكر التدريب الواقع في شرق مدينة حلب، انهم سيواصلون تدريباتهم طالما ان الجيش السوري يتقدم على الارض في المنطقة.

ويقول محمد (20 عاما) انه لدى اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد خرج «في التظاهرات منذ البداية ولكن لم يسبق لي ان حملت السلاح».

ويضيف الشاب النحيل والاسمر «الان بعد التقدم الكبير لقوات النظام في ريف حلب الشمالي واقترابها من مشارف المدينة، التحقت بمعسكر التدريب كي اتعلم على استخدام السلاح، لانني اخشى ان يتمكن الجيش النظامي من محاصرتنا».

وفي معسكر التدريب الواقع عند الخط الفاصل بين قطاعي المدينة والمحاط بابنية مهدمة، يقوم الشباب مرتدين زيهم العسكري بتصويب رشاشاتهم على الهدف، باشراف ضابط من المقاتلين الذي يوجه لهم ارشادات حول كيفية اتخاذ وضعية سليمة للذراعين والساقين.

ويؤكد محمد الذي يقطن حي صلاح الدين المعارض «اذا تمكن الجيش من دخول المدينة (الاحياء الشرقية) لن يفرق حينها بين مدني لم يحمل السلاح وبين مقاتل من المعارضة»، مضيفا»سوف يقتل الجميع دون استثناء». ويضيف «لا بد لنا من الدفاع عن المدينة ومنع قوات النظام من حصارنا او التقدم داخلها».

وشيد تحالف لفصائل معارضة غير إسلامية المعسكر. وتسيطر هذه الفصائل على أكثر من نصف الاحياء الشرقية.

كما اسست الفصائل الاسلامية التي يغلب وجودها في ريف المدينة، معسكرات تدريب سرية جديدة. ودعت الفصائل الموجودة في حلب منذ اسبوعين، الى النفير العام عبر محطات التلفزيون والاذاعة واستجاب للدعوة عشرات المدنيين الذين تتراوح اعمارهم بين 17 و30 عاما.

ويقول العميد المنشق عن القوات النظامية احمد كردي المشرف على التدريب «استنزفتنا الهجمة الاخيرة لقوات النظام».

ويضيف «خسرت فصائل المعارضة المئات من المقاتلين اثناء الدفاع عن قرى وبلدات الريف الشمالي، لذلك قررنا اعلان حالة النفير وفتح باب الانضمام الينا وانشاء معسكر لتدريب المتطوعين الجدد والدفاع عن مدينة حلب وما تبقى من ريفها الشمالي».

ويضيف العميد كردي «نحن نقوم بتدريب الشبان الذين لم يسبق لهم ان حملوا السلاح او انضموا لفصائل اخرى من المعارضة على استخدام السلاح، كما ندربهم على بعض الخطط العسكرية وكيفية التعامل مع العدو في ارض المعركة».

وبينما يقوم ضابط آخر بشرح الجانب الاستراتيجي للمعركة المسلحة، يعتبر الشاب العشريني عمر انه أحسن الاختيار عندما قرر القدوم للتدريب. ويقول «اننا نشعر بالخطر واخشى ان يدخل الجيش ولذلك جئت الى هنا».

ويضيف الشاب (24 عاما) «لم احظ بفرصة التعلم على استخدام السلاح من قبل والان في ظل الظروف الراهنة اصبح من الواجب على كل من قرر البقاء في مدينة حلب ان يشتري سلاحا».

ويتابع «لذلك اشتريت بندقية كلاشينكوف بمبلغ 130 الف ليرة سورية (300 دولار اميركي) وانضممت الى المعسكر».

ولا يشكل الذهاب الى الجبهة والانخراط في القتال اولوية بالنسبة اليه، ولكنه يريد التدرب على استخدام السلاح «لحماية نفسي واسرتي».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,364,607

عدد الزوار: 7,629,955

المتواجدون الآن: 0