باريس مُصرَّة على الهبة السعودية... واللعب بالشارع خطّ أحمر...قلق أوروبي من استنفار "حزب الله" في بيروت… وخشية من 7 ايار جديد!...الهدوء يعود إلى شوارع بيروت وضواحيها بعد قطع طرق من مناصرين لـ «حزب الله»..«المستقبل» يتجه لوقف حواره مع «حزب الله»

جنبلاط : «حزب الله» جزء من منظومة إيرانية في لبنان..باسيل: كلام سلام عن ارتكابنا غلطة لا يمثل سياسة الحكومة...تسوية الأزمة اللبنانية - السعودية تتطلب وضع صيغة سياسية متقدمة

تاريخ الإضافة الإثنين 29 شباط 2016 - 5:20 ص    عدد الزيارات 2457    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

باريس مُصرَّة على الهبة السعودية... واللعب بالشارع خطّ أحمر
الجمهورية...
أقفَلت البلاد على عطلة نهاية أسبوع كانت أمنية بامتياز، كادت لولا تدخّل الجيش والقوى الأمنية مغطاةً بتوجيات سياسية حاسمة، أن تُحدث اهتزازاً أمنياً خطيراً مِن شأنه أن يعطّل الحوار ويطيح كلّ المحاولات والمساعي الجارية لإيجاد مخارج للأزمة بشقوقها المختلفة. وإذ جاءت هذه الحوادث الأمنية التي شهدها الشارع هنا وهناك على خلفية المضاعفات التي نجَمت من التدبير السعودي بوقفِ الهبة السعودية للجيش والقوى الأمنية، والذي هو موضع اتصالات محلّياً ومع الرياض لمعالجته، فإنّ هذه الاتصالات ستستمرّ هذا الأسبوع، خصوصاً أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام ينتظر ردّ القيادة السعودية على رسالته التي تمنّى فيها العودة عن هذا التدبير، فيما البلاد على موعد مع جلسة انتخابات رئاسية جديدة بعد غدٍ الأربعاء تشير كلّ الدلائل حتى الآن إلى أنّها لن تنعقد كسابقاتها لعدمِ اكتمال نصابها وغياب الاتفاق على انتخاب الرئيس العتيد. وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي العائد من بلجيكا أمام زوّاره أمس إنّ قوله في بلجيكا إنّ لبنان بات قريباً من انتخاب رئيس جمهورية جديد يَستند إلى تفاؤل لديه في هذا المجال، حيث يعتقد أنّ الأزمة بلغت مرحلةً بات ينبغي معها أن يتّفق الجميع على إنجاز الاستحقاق الرئاسي. في انتظار الرد السعودي على رسالة سلام، تحدّثت معلومات لـ«الجمهورية» عن إصرار فرنسا على إعادة إحياء الهبة السعودية من جديد، وعلى أن يتسلّم الجيش اللبناني السلاح الذي يُصنَّع في مصانعها. وتضيف المعلومات أنّ باريس قدّمت للرياض ضمانات بأن يصل هذا السلاح للجيش ولا يذهب لأيّ طرف آخر، وخصوصاً لـ«حزب الله». كذلك علمت «الجمهورية» أنّ اتصالات حثيثة أميركية وفرنسية وكندية تُجرى مع السعودية، لأنّ هناك ما يفوق ثلاثين في المئة من اللبنانيين العاملين في المملكة يحملون جنسيات أوروبية وأميركية وكندية، وقد تدخّلت دولهم من أجلهم.

أوضاع صعبة

وفي موازاة التصعيد السياسي المستمر على خلفية الأزمة بين بيروت والرياض، وإقرار جميع الاطراف بأنّ الأوضاع الراهنة صعبة وحرجة، توسّعت مروحة الاتصالات للجم التوتر في الشارع إثر تنفيذ مناصري «حزب الله» في الساعات الماضية تحركات احتجاجية على الأرض ترافقَت مع قطع طرق وإحراق دواليب وأعمال شغب، احتجاجاً على شريط فيديو ساخر بثّته محطة «إم. بي. سي» السعودية ويسيء إلى الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله. وكثّفَ الجيش اللبناني ليل امس من إجراءآته الأمنية في احياء من بيروت، فنفّذ انتشاراً واسعاً في مناطق المزرعة والكولا ومحيط السفارة الكويتية امتداداً الى المدينة الرياضية لضبط أي تحرّكات احتجاجية وخصوصاً عقب تزايد التوتّر جرّاء التحركات التي قادها حزب الله في الضاحية الجنوبية وارتفاع منسوب التوتر جرّاء الهجمة العنيفة على السعودية على أعلى المستويات.

مراجع أمنية لـ«الجمهورية»

وقالت مراجع أمنية لـ«الجمهورية» «إنّ ما حصل أمس كان يمكن ان يؤدي الى فتنة كبيرة لولا الاتصالات التي تسارعت على اكثر من مستوى سياسي وحزبي لوقفِ التحركات الاستفزازية في اسرع وقت ممكن ووقف إطلاق النار الذي ترافقَ مع التحركات الشبابية وأعمال الشغب التي أثارت الذعر في صفوف المواطنين، خصوصاً أنّها امتدّت الى مناطق سكنية وطرق بعيدة عن البيئة الحاضنة لحزب الله للمرّة الأولى». وأضافت هذه المراجع «أنّ التحرّكات السريعة لوحدات الجيش منعَت ردّات فعل كان يمكن ان يستدرجها التحرّك الذي شهدته مناطق «الجديدة» وسن الفيل ومستديرة الصالومي التي كانت تشهَد حركة سير ناشطة ككلّ ليلة سبت، خصوصاً أنّ بعض شبّان المنطقة سارَعوا إلى حيث اندلعَت النيران التي سبَقهم إليها الجيش وقبله فرار من أشعلوها من الطرق في اتّجاه النبعة سيراً وتغلغلوا بين المباني المكتظة في المنطقة باتّجاه عمقِها السكني». وأوضحَت المراجع «أنّ التحرّك السريع لقيادة تيار «المستقبل» في بيروت فوَت ردّات الفعل التي كانت متوقّعة، خصوصاًَ أنّ أعمال إطلاق النار وحرق الدواليب ترافقَت مع موجة إشاعات عن احتمال القيام بأعمال شغَب في مناطق حساسة من بيروت تتلاقى فيها القوّتان السنّية والشيعية على تماس مع شوارع فلسطينية ما أدّى الى لجمِ ردّات الفعل فتجاوزت بيروت ليل السبت ـ الأحد «قطوعاً» أمنياً يمكن أن تفلتَ تردّداته عن السيطرة في أيّ وقت آخر».

برّي

واهتمّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأوضاع الامنية وأجرى لهذه الغاية اتصالات حثيثة بالجهات المعنية طالباً خلالها ان تتخذ القوى الامنية والعسكرية الإجراءات اللازمة لمنع أيّ أعمال شغب وتوقيف كلّ من يرتكبها، الى أيّ جبهة انتمى. وشدّد بري على اهمّية استمرار الحوار «لأنّ البديل منه قد يكون ما يحصل في الشارع الآن».

جنبلاط

تمنّى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أن «تقبل المملكة الاعتذار من أجل العلاقة التاريخية»، معتبراً أنّ «تجميد المساعدات السعودية للجيش اللبناني سيضعِف الدولة اللبنانية». ورأى أنّ «هناك تغييراً في الخرائط في الشرق الأوسط»، معتبراً «أنّ حرب اليمن لن تتوقف إلّا من خلال الحلّ السياسي والحوار». وقال «إنّ «حزب الله» جزء من منظومة إيرانية في لبنان، وكلّ الكلام عن مؤتمر تأسيسي غير واقعي». وأكّد أنّ «اللبنانيين لا يستطيعون تغيير الواقع في سوريا ولكنّ «حزب الله» لن ينسحب منها، ووقفُ إطلاق النار من دون حلّ سياسي سرعان ما ينهار».

باسيل

ومِن جهته، قال رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في برنامج «الأسبوع في ساعة» عبر «الجديد» أن «لا مانع من التواصل مع وزير الخارجية السعودية، لكن يجب أن تكون هناك رغبة سعودية»، معتبراً أنّ «لبنان يتعرّض عبر وزارة خارجيته لتغيّر سياسة المنطقة»، مؤكداً أنّ «كلام رئيس الحكومة عن ارتكابنا غلطة في السياسة الخارجية لا يمثّل لبنان ولا سياسة الحكومة». وأوضح أنّ «النأي بالنفس عن الأزمات المجاورة جاء في البيان الوزاري ولم يعترض عليه وزير الداخلية نهاد المشنوق»، مشيراً الى أنّ «بيان الحكومة الاخير كان أقلّ مِن ما دعونا له»، كاشفاً أنّ «البعض يرفع السقف خارج الحكومة وفي الإعلام أمّا في الداخل فيوارب ويقول كلاماً بسقف أدنى».

«
الحزب»

تزامُناً، تابعَ «حزب الله» حملته على السعودية مكرّراً القول «إنّ لبنان لم يسئ لأحد ولن يعتذر لأحد». وقال نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إنّ ما تقوم به السعودية هو «ضغط العاجز، وسينعكس على جماعتها لا علينا». وأكد أنّ الحزب «لن يتأثّر بهذه الضغوط ولن يغيّر مواقفه» . وأشار الى انّ «كلّ النتائج السلبية التي ستنشأ ستكون موجّهة إليهم وإلى جماعتهم». وسأل: «أليس الصبح بقريب».

ترّو

وفي المواقف، قال عضو»اللقاء الديموقراطي» النائب علاء الدين ترو لـ»الجمهورية»: «إنّ الانقسام الحاصل في البلد مخيف، والحوار كان كفيلاً بضبط ايقاعات كل ما يحصل في الشارع، ووقف الحوار اليوم في ظل التشنجات والانقسامات الحاصلة امر خطير جداً. بعد كل التجارب المريرة التي عاشَها لبنان عدنا جميعاً إلى التسويات والمصالحات، فلا يفكرنّ أحد بأن يُدخلنا مجدداً في هذه التجارب القاتلة للبلد والتي تسيء لأهله ولجميع التيارات السياسية فيه». وأكّد ترو أنّ رئيس اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أجرى اتصالات مع جميع الاطراف وعلى أعلى المستويات، وشملت اتصالاته الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري والسعودية، فهو كعادته في المحطات المفصلية، يحمل مطفأته من أجل تجاوز الانقسامات الحادة والمخيفة لسلامة البلد وأمنه واستقراره في ظلّ النيران العربية المشتعلة حولنا». وعن جلسة 2 آذار قال ترو: «نسعى بكل إمكاناتنا لتأمين نصاب الجلسة، وكما قال النائب جنبلاط مراراً، هناك 3 مرشحين فلننزل الى المجلس وننتخب أحدهم ولننتهِ من الفراغ، فرئيس الجمهورية هو الضمان للبلد وعامل حاسم للَجم النزاعات والتخفيف من حدّة الانقسامات الحاصلة».

فتفت

وأوضَح عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«الجمهورية» أن «لا قرار في تيار»المستقبل» بعد بوقف الحوار مع «حزب الله» لكنّ المنطق يقول إنّه لم يعُد لهذا الحوار أيّ معنى، فالحزب غير معنيّ مطلقاً بالمصلحة الوطنية اللبنانية لا على الصعيد الامني، ولا على الصعيد الاقتصادي، ولا على الصعيد السياسي. لديه أجندة اقليمية ومحلية واستراتيجية يعمل عليها، غير آخِذ في الاعتبار أيّ فريق آخر». وعن المخاوف من إمكانية حصول فتنة سنّية ـ شيعية، قال فتفت: «القضية ليست قضية فتنة سنّية ـ شيعية بمقدار ما هي أداة ضغط يستعملها «حزب الله» على الصُعد كافّةً، في محاولةٍ منه للخروج من المأزق الذي يتخبّط به، وأنا لا أستغرب ان يحصل أيّ حدث أمني في البلاد، كاغتيال أو شيء من هذا القبيل، وهذا ما نراه دائماً عندما يكون الحزب محشوراً ومضغوطا». وأضاف: «لقد ثبتَ مجدداً، وبالدليل القاطع، أنّ الحزب يريد الحوار فقط كمظلة ولتمرير الوقت، ولا يريد ان يقدم شيئاً في الحوار، حتى إذا فعل، فيفعل بالشكل ولا يلتزم بما يقدّم منذ عام 2006 وحتى اليوم، وبالتالي اصبحت نتائج الحوار سلبية اكثر مما هي ايجابية . أمّا لجهة وظيفة الحوار تخفيفُ الاحتقان، فكلام الحزب الذي نسمعه يومياً والتظاهرات التي نراها وحرق الدواليب لمجرّد نقدٍ سياسي عبر كاريكاتور، كلّ ذلك يؤكد أن لا جدوى من الحوار» .

الحوت

بدوره، قال نائب «الجماعة الإسلامية»عماد الحوت لـ«الجمهورية»: «إنّ «حزب الله» يصرّ على نقل احتدام الموقف السعودي ـ الإيراني الى الداخل اللبناني، ومُصرّ على نقل تداعياته الى لبنان، وهذا يَجعل الواقع اللبناني في وضع حرِج جداً امام المجتمع الدولي والاقليمي لأنه في نهاية الامر، «حزب الله» شريك في الحكومة، وبالتالي الموقف الرسمي ينبغي ان يصدر عن الحكومة، وهو لن يسمح، على ما يبدو، بصدور موقف كهذا». وأضاف الحوت «إنّ جلسة انتخاب الرئيس المقبلة لن تكون مختلفة عن سابقاتها من جلسات، لأنّ موقف الحزب لا يزال واضحاً، فمرشّحه الحقيقي هو الفراغ الرئاسي وليس أيّ مرشح آخر، وبالتالي لن يسمح بتأمين النصاب لجلسة الانتخاب. وما أخشاه فقط هو أن يزيد خطاب الشحن لدى «حزب الله» تجاه جمهوره في وجه السعودية خصوصاً، والسنّة عموماً، من إمكانية خطر الفتنة المذهبية والطائفية في لبنان، وأن ينفلتَ الشارع في ردات فعل، والدليل على ذلك ما حصَل ليل السبت كردّة فعل على برنامج تلفزيوني». وأبدى الحوت اعتقاده بـ«أننا الآن امام مسارين متوازيين: الاوّل، إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وغير مغلقة لامتصاص حدّة المواقف. والثاني مطلوب مواقف واضحة وليس رمادية تحت ذريعة امتصاص التوتر داخل لبنان، أي ان يعلن جميع الاطراف وفي وضوح رفضَهم النهج الذي يسير عليه «حزب الله»، خصوصاً أنّه تمّ أخيراً أسرُ مجموعة من مقاتليه في اليمن. لقد أعلنَ أنّه ذهب الى القصير لحماية لبنان، ثمّ ذهب الى حدود حلب وإدلب، واليوم في اليمن. فماذا يفعل في اليمن؟ هل تحوّلَ «حزب الله» ميليشيا مسلّحة تريد أن تقاتل في كلّ الأمكنة نيابةً عن إيران؟
أم أنّه فصيل لبناني ينبغي ان يشارك في صنعِ السياسة اللبنانية ويلتزم بها؟ إنّ مختلف القوى السياسية مطالبة بموقف واضح وصريح، وإذا فعلت أعتقد أنّ المملكة ستقدّر هذا الأمر».
هل تقصد بهذه القوى تيار «المردة» و«التيار الوطني الحر»؟ أجاب الحوتنعم، بالإضافة الى «القوات اللبنانية» والكتائب، وكلّ القوى السياسية. ففي كلّ مرّة يخطئ «حزب الله» تجاه الأشقّاء العرب ينبغي ان يصدر موقف حاسم ورافض لهذا الامر. اللبنانيون اليوم متّهمون بأنّهم يسكتون عن تهجّم الحزب على الدول العربية، وهذا حصَل فعلاً في الفترة الماضية تحت شعار عدم تأزيم الوضع في لبنان، والمطلوب اليوم كلّما عبّر «حزب الله» بنحو خاطئ، أن تصدرَ مواقف واضحة تقول له أن ليس من حقّك ان تتكلم بهذه الطريقة أو أن تتصرّف بهذه الطريقة».

الراعي

ومن جهته، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي العائد من روما الى أنه «بتعطيل رئاسة الجمهورية تكمن خطيئة الأنانية والكبرياء والمصالح الخاصة. ولا بأس إذا فَقد لبنان دورَه، ولا بأس إذا غَدرنا ببلدنا وإذا عاش المواطن مع النفايات».
ولفتَ إلى «أنّنا نعيش في الشرق أحقاداً تُترجَم حروباً وقتلاً وهدماً وخطفاً»، موضحاً أنّ «قراراً صغيراً بحربٍ تبيد آلاف الناس، هو قرار شخصيّ له انعكاساته السياسية والمادية والاقتصادية والاستراتجية»، وقال: «نصَلّي لكي يرأفَ الله بنا، نحن الذين نحتاج إلى توبة، فينظر نحونا ويهزّ ضمائر مسؤولينا وحكّام الدول».
جنبلاط : «حزب الله» جزء من منظومة إيرانية في لبنان
اللواء..
 شدّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن «لبنان لا يتحمل عبء الصراع الإيراني والسعودي على لبنان والمنطقة»، معتبراً أن «الغالبية الصامتة في لبنان لا علاقة لها بهذا الصراع، بل تريد العيش الكريم وندين هذه الإساءات ولا بد من تبصّر أكثر مما يجري». وتمنّى جنبلاط أن «تقبل المملكة الاعتذار من أجل العلاقة التاريخية»، لافتاً الى ان «تجميد المساعدات السعودية للجيش اللبناني سيضعف الدولة اللبنانية».
ولفت في حديث متلفز لمحطة «أورينت نيوز» الى ان «حزب الله» جزء من منظومة ايرانية في لبنان، وكل الكلام عن مؤتمر تأسيسي غير واقعي.
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت السعودية خائبة من سعد الحريري وبدوره في لبنان وشعبيته لدى الأكثرية السنية قال جنبلاط «يبقى سعد الحريري العنوان الأول في الاعتدال اللبناني، ويبقى سعد الحريري الضمانة، وأي محاولة لتجريح بسعد الحريري أو لطعنه هي ضرب من الخيال وعدم العقلانية».
وعن استقالة وزير العدل أشرف ريفي قال جنبلاط «ريفي يزايد على الحريري. لكن يزايد على ماذا؟ فقط لكسب الأنظار. هذا غير مفيد، بالعكس التضامن مع سعد الحريري مفيد أكثر. ولا أريد أن أعلق على تلك الظواهر الصوتية».
ورأى جنبلاط أن «روسيا اضطرت إلى نجدة النظام عندما استقدمت طائراتها وضربت المعارضة. لكن لن تستلم سوريا، هي موجودة، ولا تزال تحاول في جبروتها أن تقوي النظام أو أن تستعيد الأراضي التي فقدها النظام، لكن تستلم ماذا؟ سوريا في دمار كامل ولا أوافق على أن هناك تفاوتاً روسياً - إيرانياً. هناك تنسيق عسكري، أمني روسي - إيراني ومعه النظام في سوريا».
وحول اتفاق وقف إطلاق النار أشار جنبلاط الى ان «وقف إطلاق النار من دون حل سياسي مبني على أساسيات مؤتمر جنيف2، أي الحكومة الانتقالية ولاحقاً استبدال رموز النظام الإجرامية (بشار وجماعة الأمن وغيرهم) هذا لا يمكن أن يعطي حلاً سياسياً حقيقياً».
وختم متوجهاً للسوريين بالقول «على الرغم من كل الظلم الذي لحق بهم سيرى الشعب السوري المقموع النور في يوماً ما ولا نيأس لأن الاستسلام لليأس يعطي النظام فرصة. النظام يريد التيئيس لكن عليهم ان يستمروا، لكننا نحتاج الى وقت طويل. سننتصر. لا يمكن لهذا الظلم ان يستمر. لا يمكن».
باسيل: كلام سلام عن ارتكابنا غلطة لا يمثل سياسة الحكومة
اللواء..
أعلن وزير الخارجية جبران باسيل أنّ «كلام رئيس الحكومة تمام سلام عن ارتكابنا غلطة في السياسة الخارجية لا يمثل لبنان ولا سياسة الحكومة».
وقال في حديث تلفزيوني انّه «إذا افترضنا أنّ رئيس الحكومة يعتبر أنّنا لا نمثل السياسة الخارجية فنحن نقول إنّ رئاسة الحكومة أيضاً لا تحدّد السياسة الخارجية».
وأضاف: «لم نصوّت بالامتناع بل امتنعنا من التصويت ولم نمسّ بالإجماع العربي». وقال: «المشكلة اليوم بين «حزب الله» الذي يمثل اقليميا محوراً شيعياً وتيار «المستقبل» الذي يشكل مع السعودية محورا آخر».
ولفت إلى أنّ «هدف البعض أن يقول للسعودية إن العماد عون سيأخذ لبنان إلى إيران إذا انتخب رئيساً بدليل مواقف وزير الخارجية التي يفسرونها كما يريدون».
وعن العلاقة بالحريري أكد أنه «اذا اعترف الحريري بنا نعترف به اما اذا قرر اختيار الرئيس فنحن سنختار رئيس الحكومة من الزعامات السنية المعروفة. كان يفترض ان نعيد اطلاق الحوار مع «المستقبل» لكن حدثت التطورات الأخيرة مع السعودية التي أصابت أيضا الحريري.
وعن الخلاف مع الرئيس بري قال: «خلافنا مع بري ينعكس في وقف مشاريع النفط والطاقة والكهرباء وسواها، ونأمل أن نعمل سويا لتكريس قاعدة تعاطي في مختلف الملفات».
 
قلق أوروبي من استنفار "حزب الله" في بيروت… وخشية من 7 ايار جديد!
 المصدر : أورينت نت
أكدت مصادر سياسية اوروبية، أن \'حزب الله” وجه أوامره للكشافة وجنود التعبئة باستلام السلاح من المستودعات ورفع الجهوزية، ويأتي ذلك بعد قيام عناصر تابعين \'للحزب” في بيروت وبعلبك، باحتلال الشوارع وحرق الإطارات ليلة السبت بعد بث قناة \'MBC” لبرنامج ساخر يظهر فيه أحد الممثلين يقلد شخصية \'حسن نصر الله” زعيم الميليشيا، المعروفة بتبعيتها للنظام الإيراني، وقامت هذه الجموع باطلاق هتافات طائفية تضمنت شتائم بحق الصحابة مما أدى إلى غضب في الشارع السني واندلاع مواجهات في بعض المناطق.
مداهمات وحواجز
كما تشهد الضاحية الجنوبية معقل \'حزب الله” إجراءات أمنية استثنائية ترتقي إلى حد \'الاستنفار الأمني”٬ بحسب مصادر ميدانية، وإن عناصر الحزب \'يقومون بمداهمات مفاجئة أو ينصبون حواجز من دون مقدمات”.
قلق أوروبي
وافادت المصادر لـ \'أورينت نت” ان هناك قلق أوروبي من انهيار أمني متسارع في لبنان حيث كثفت الهيئات الديبلوماسية الأوروبية القلقة على الأوضاع الأمنية على الساحة اللبنانية في الساعات القليلة الماضية اتصالاتها مع السفارة الأميركية في بيروت وسط ارتفاع المخاوف من انهيار أمني متسارع على الساحة اللبنانية يؤدي الى موجة نزوح كبيرة للاجئين السوريين الى أوروبا.
7 أيار من جديد
كما تلقى \'تمام سلام” رئيس الحكومة اللبنانية الحالي تحذيرات خارجية من تدهور الوضع، وقالت أوساط سياسية بارزة إن ما ظهر إلى العلن خلال الأيام القليلة الماضية، من دعوة معظم دول الخليج رعاياها تجنب السفر إلى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بأمنهم وسلامتهم، لم يأت من عدم، مشيرة إلى إمكانية اندلاع أعمال عنف بشكل مفاجئ، أو تعرضهم للاختطاف عبر طابور خامس هدفه إشعال الفتنة المذهبية، وهذه التحذيرات برزت عبر التدابير الأمنية حول سفارات تلك الدول، من ناحية التشدد في التدابير المحيطة بالمقرات التابعة لها ومنازل سفرائها، على إثر ارتفاع مستوى الاحتقان المذهبي.
وتشير الأوساط السياسية المذكورة إلى إمكانية حصول تدهور أمني مذهبي، على غرار ما حدث في بلدة السعديات قبل أيام بين عناصر من سرايا المقاومة وتيار المستقبل، قد تؤدي إلى 7 أيار حين احتلت ميليشيا الحزب شوارع بيروت وهاجمت مقار تيار المستقبل.
الهدوء يعود إلى شوارع بيروت وضواحيها بعد قطع طرق من مناصرين لـ «حزب الله»
بيروت - «الحياة» 
عاد الهدوء أمس إلى مناطق متفرّقة من العاصمة بيروت وضواحيها بعد ليلة شهدت موجات احتجاج من قبل مناصرين للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله تمدّدت لبعض الوقت إلى بولفار سن الفيل (قضاء المتن) على خلفية بثّ قناة «أم بي سي» ليل أول من أمس، مشهداً تلفزيونياً اعتبروه مسيئاً لنصرالله.
وأثارت صور المسيرات الاحتجاجية المتنقلة من منطقة إلى أخرى والتي نقلتها وسائل الإعلام بداية مساء أول من أمس، حالاً من القلق والتوتر في نفوس المواطنين القاطنين في المناطق القريبة، فالتزموا منازلهم، تخوّفاً من فلتان أمني متجوّل.
وسجّل أمس قطع للطرق بالإطارات المشتعلة لبعض الوقت في الشويفات- كفرشيما وتعلبايا- شتورا.
وكانت شوارع بيروت، وخصوصاً الضاحية الجنوبية، شهدت مسيرات دراجة احتجاجاً على تناول نصرالله، استمرّت حتى منتصف الليل وترافقت مع إطلاق نار كثيف لمناصري «حزب الله»، في حين عمد آخرون إلى قطع طرق المشرفية والشويفات- حي السلّم بالإطارات المشتعلة، وحملوا رايات الحزب هاتفين بشعارات ضد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ووزير العدل المستقيل أشرف ريفي وقيادات في «المستقبل». وتزامناً، تداعى عشرات آخرون من منطقتي الفنار والدكوانة إلى بولفار سن الفيل حيث قطعوا الطريق لبعض الوقت بالإطارات المشتعلة باتّجاه الصالومي. واتّخذت تدابير أمنية مشددة أمام استديوات «أم بي س» في زوق مصبح.
وكان لبيروت الغربية النّصيب الأكبر من الاحتجاجات، إذ تجمّع مناصرو «حزب الله» في شارع سبيرز وقطعوا الطريق لبعض الوقت، قبل أن ينتقلوا إلى منطقة بلس ليتجمّعوا أمام منزل رئيس «كتلة المستــــقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة من دون أن يتعرّض لهم حرس المنزل، ثم حاولوا الاقتراب من السفارة السعودية إلا أنهم اصطدموا بعوائق حديدية وُضعت أمام مخفر حبيش لمنعهم من التقدّم، ما اضطرّهم للنزول من أمام مدرسة الـ «آي سي» باتّجاه منزل عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حماده هاتفين ضده، وحاولوا إزالة العوائق الحديدية الموضوعة في محيط منزله من دون أن يتعرّض لهم الحرس، وأكملوا طريقهم باتّجاه كورنيش البحر.
وفيما انتشرت قوى الجيش في المناطق المذكورة وأقامت حواجز، سيّرت وحداته دوريات مكثّفة في قلب بيروت واتخذت الإجراءات الأمنية للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. ولفتت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، أن «الوضع أعيد إلى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يذكر، على أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض مناطق بيروت احتجاجاً على ما بثته إحدى وسائل الإعلام المرئية العربية تجاه أحد المرجعيات السياسية».
وتابع وزير الداخلية نهاد المشنوق الوضع مع قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، بعدما أثارت الاحتجاجات وقطع الطرق الذعر في نفوس المواطنين، في ظل توتر مرتفع بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»، وانطلاقاً من الشحن السياسي والطائفي ونشر الإشاعات حول 7 أيّار جديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما يترافق معها من سيناريوات حول اقتحام بيروت والسيطرة عليها.
ودان الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، عبر «تويتر»، «الفتنة بكل أشكالها ومظاهرها، وردود الفعل التي استهدفت الأنبياء والصحابة»، مناشداً «جميع القيادات والمرجعيات، دعوة المناصرين إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى ما قد يؤدي إلى الفلتان التام».
وأشار حمادة الى «أن جحافل من الناس عبرت شوارع بيروت الغربية وليس فقط الضاحية، كما قيل، وأمام منازلنا للاحتجاج على شيء لا علم لنا به، لا أعرف لمن يتبعون، فإذا كانوا تابعين لحزب الله فليضبّهم وإلا فعلى الجيش أن يضبهم». وأضاف: «السعودية أوقفت الهبة لأنها ترى أن حدود قدرة الجيش مثل حدود قدرة المسؤولين». وقال رداً على سؤال: «السعودية ودول الخليج لن يطردوا أحداً ولكن أي شخص له علاقة عملية أو عملانية مع الحزب فسيُطرد».
احتجاجات وقطع طرقات رداً على السخرية من نصرالله
«المستقبل» يتجه لوقف حواره مع «حزب الله» وسط تصاعد المخاوف من «7 مايو» جديد
بيروت – «السياسة»:
يتجه «تيار المستقبل» إلى وقف حواره الثنائي مع «حزب الله» المستمر في حملته على المملكة العربية السعدوية والدول الخليجية، باعتبار ان الاستمرار في هذا الحوار بمثابة الموافقة الضمنية على ما يقوله الحزب بحق هذه الدول وهذا ما يرفضه رئيس «التيار» سعد الحريري وفريقه السياسي رفضاً مطلقاً.
وقالت مصادر قيادية بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» ان الحريري سيبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما المنتظر في الساعات المقبلة انه لا جدوى من استمرار الحوار مع «حزب الله» الذي لا يوفر مناسبة إلا ويحمل فيها على المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي وقفت الى جانب لبنان وشعبه في أحلك الظروف، وبالتالي فإن «تيار المستقبل» لا يمكن ان يقبل في الاستمرار بهذا الحوار.
واشارت المصادر الى ان «تيار المستقبل» سيبلغ بري ان وقف حملات «حزب الله» وحلفائه على المملكة شرط اساسي للبحث في امكانية العودة الى الحوار، مشددة على أن الحزب يتحمل مسؤولية اي فوضى امنية قد تحصل في بيروت وغيرها في المناطق بعد التوترات التي حصلت ليل اول من امس في عدد من احياء العاصمة وما تخللها من استفزازات من قبل مناصري الحزب.
وفي السياق نفسه، اعتبر النائب جمال الجراح ان الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» لم يحقق اي تقدم ملموس، لافتا الى انه من غير المجدي الاستمرار به بعد اليوم، لكن هناك حرص على بقاء الحكومة على الرغم من عدم انتاجيتها.
وفي تحرك أثار مخاوف من تكرار ما يعرف في لبنان بـ»7 مايو»، في إشارة إلى اجتياح «حزب الله» ميليشياته بيروت وقسماً من جبل لبنان في 7 مايو 2008، جاب العشرات من المؤيدين للحزب بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت عبر مواكب سيارة ودراجات وقاموا بإحراق إطارات السيارات، في تحرك احتجاجي على عرض محطة «ام بي سي» ليل اول من امس مشهداً في برنامج ساخر لشخص يقلد الامين العام للحزب حسن نصرالله.
وتضمن المقطع الذي جاء في برنامج «واي فاي» الساخر، تقليداً لنصر الله بطريقة ساخرة، وهو يقبل يداً تمثل إيران ويلقي خطاباً يتحدث فيه عن اليمن وسورية وينتهي بالحديث عن فلسطين.
ونزل المحتجون ليل اول من امس إلى الشوارع بدراجاتهم النارية، حاملين أعلام «حزب الله»، وصور أمينه العام، مرددين هتافات ضد القناة السعودية، فيما عززت القوى الأمنية تواجدها أمام ستوديوهات القناة في منطقة الذوق ببيروت، تحسباً لإمكانية اقتحامها.
وعمد المتظاهرون الى قطع بعض الطرقات، من بينها شارع سبيرز، حيث مقر «تيار المستقبل» وتلفزيونية وصحيفته.
وذكرت قيادة الجيش اللبناني انه «على أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض المناطق في بيروت احتجاجاً على ما بثته احدى وسائل الاعلام المرئية العربية تجاه احدى المرجعيات السياسية، انتشرت وحدات الجيش في المناطق المذكورة واتخذت الاجراءات الامنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة»، مؤكدة ان الوضع اعيد الى طبيعته من دون تسجيل اي حادث.
وصباح أمس، اقدم مناصرون لـ»حزب الله» على قطع طريق شتورا – زحلة في البقاع بالإطارات المشتعلة احتجاجا على ما عرضته القناة، بعدما كانوا قطعوا اوتوستراد بعلبك – رياق بالعوائق مهددين ومتوعدين بأنهم لن يسكتوا اذا استمرت الاساءات لنصر الله.
وانتقدت الاعلامية مي شدياق اعمال الشغب التي عمت عدداً من المناطق اللبنانية، مشددة على أن «نصرالله ليس إلها ومن يتعاطى السياسة عليه توقع الانتقاد».
من جهة أخرى، يتوقع أن ترد المملكة العربية السعودية على الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة تمام سلام الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الايام القليلة المقبلة، وسط أنباء عن ان الرياض ستتمهل في تحديد موعد قريب لزيارة سلام على رأس وفد وزاري في ظل استمرار «حزب الله» الممثل بالحكومة في مهاجمتها، في حين علمت «السياسة» أن الحريري قد يتوجه في الساعات المقبلة الى المملكة للبحث مع قادتها في تداعيات القرار السعودي بوقف المساعدات المالية العسكرية للجيش اللبناني والقوى الأمنية بالتزامن مع جهود فرنسية تبذل للتخفيف من هذه التداعيات..
لبنان أمام أسبوع الاختبارات الداخلية وفي أزمته مع دول الخليج
مناخ متشائم بإمكان استجابة السعودية سريعاً لمساعي المعالجة
 بيروت - «الراي»
الجراح: من غير المجدي استمرار الحوار الثنائي مع «حزب الله» وهناك حرص على بقاء الحكومة
بعيداً عن الأجواء الصاخبة التي غلب فيها التهويل السياسي والإعلامي طوال الأسبوع الماضي، يشهد لبنان مع الأسبوع الطالع محطات اختبارية يمكن ان تؤدي الى توضيح الخط البياني لأزماته التي تتصدّرها منذ عشرة ايام تقريباً أزمة العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج.
واللافت في هذا السياق، انه لم يعد في إمكان الحكومة ولا القوى السياسية تقديم أزمة على أخرى، لان البلاد وصلت الى مستويات من التدهور باتت فيها كل الاولويات متراكمة دفعة واحدة. كما ان الأيام الأخيرة شهدت موجات إشاعات وتكهنات كثيرة حول الوضع الأمني وإمكان ان تكون البلاد امام احتمالات خطرة.
واذا كان كل ذلك يُعتبر من عوارض التأزيم السياسي والديبلوماسي الواسع الذي نشأ مع تَصاعُد الإجراءات السعودية والخليجية ضدّ لبنان، فان مصادر وزارية بارزة قالت لـ «الراي» ان الواقع اللبناني فتح شهية الكثيرين على إطلاق العنان للتوقعات والتكهنات الأشد قتامة، ولكن ليس من موجبات واقعية ابداً لغالبية ما يُطلق على سبيل التهويل او التخويف من اضطرابات أمنية مثلاً، لأن ليس هناك ابداً على المستوى الحقيقي والعميق ما يضع لبنان امام خطر كهذا. ولكن المصادر خشيت من الأثر المعنوي السلبي الذي تتركه موجات كهذه ما لم يحصل في وقت قريب اختراق ما في اي من ملفات الأزمات المفتوحة.
وكشفت ان ثمة سعياً محموماً فعلا من جانب رئيس الحكومة تمام سلام وجهاتٍ سياسية داعمة له ابرزها الرئيس سعد الحريري من اجل إحتواء العاصفة الخليجية بأسرع وقت، وان الاسبوع الحالي يفترض ان يبلور الاتجاهات الواضحة التي يمكن سلوكها، ولو ان ثمة مناخاً متشائماً بإمكان استجابة السعودية سريعاً لمساعي المعالجة اذ تبدو الرياض كأنها تجاوزت كل الخطوط القديمة المتبعة لبنانياً بما يصعب الأمر كثيراً على الحكومة.
ولا تستبعد المصادر الوزارية ان تتخذ الأزمة مع السعودية والدول الخليجية طابعاً طويل الأمد بلا حسم قريب. اذ ان الحكومة في وضع أشبه ما يكون بتصريف الأعمال، ولم تعد تقوى على اتخاذ مواقف من مثل تلك التي يتطلبها الحلّ الجذري للأزمة الخليجية، لان ذلك سيعني الاصطدام الحتمي مع حزب الله «وحلفائه وانفراط الوضع الحكومي. وفي حال تصعيد الدول الخليجية إجراءاتها اكثر مما فعلت حتى الآن، فان الثمن الكبير سيرتدّ على الاستقرار الاقتصادي، الذي لن يمكن الحكومة ان تفعل شيئاً حياله لعجزها التام عن تلبية كل ما تطلبه السعودية والدول الخليجية».
وتبعاً لذلك، تقول المصادر ان حركة المشاورات والرسائل التي وُجهت الى السعودية خصوصاً تركز على التمني عليها تفهّم الواقع اللبناني، في ظل الالتفاف الكبير الذي أبداه حلفاء المملكة في لبنان في الاسبوع الماضي، والذي رسم مشهداً بارزاً لا يمكن تجاهله ابداً في تظهير الحجم الكبير لرافضي سياسات «حزب الله»، ولو ان هذه المشهدية لم ترض بعض الاتجاهات التي تعبّر عن السياسة السعودية، باعتبار ان المملكة باتت تطلب ما يفوق التعبير الكلامي عن رفض سياسات الحزب ضدها.
وبدت بيروت في حال ترقب للقاء الذي يفترض ان يحصل لقاء بين رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس سعد الحريري لتحديد مصير الحوار الثنائي الذي يرعاه الاول بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، والذي يُخشى ان تطيح به تداعيات الازمة بين لبنان ودول الخليج وتفاعلاتها الداخلية، ولا سيما ان الجولة الاخيرة الخميس الماضي انعقدت بـ«شق النفس» واقتصرت على ممثل عن كل من الجانبيْن بعد اتصالات ماراتونية لمنْع «إعلان موت» هذا الحوار، الذي تم التعاطي معه منذ بدايته في ديسمبر 2014، باعتباره واحداً من «أحزمة الامان» التي تخفف الاحتقان المذهبي وتفعّل حال «ربْط النزاع» السياسية المكرّسة داخل الحكومة.
واذا كان بري ومعه أطراف لبنانيون آخرون مثل النائب وليد جنبلاط يسعون جاهدين للحؤول دون انهيار حوار«المستقبل»-«حزب الله»، فان أصواتاً من التيار ما زالت ترتفع لافتة الى عدم جدوى استمراره، وسط علامات استفهام حول اذا كان سقوط هذا الحوار قد يكون «الأقل تكلفة» من تطيير الحكومة، ام ان انتهاء الاول يمكن ان يطيح بـ«خطوط الدفاع» التي حالت حتى الساعة دون تداعيها.
وكان لافتاً ما اعلنه النائب جمال الجراح (من كتلة الرئيس الحريري) امس من «أن الحوار الثنائي لم يحقق أي تقدم ملموس ولاسيما في النقطتين اللتين يبحث فيهما، وهما تخفيف الاحتقان في الشارع ومحاولة التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً أن «من غير المجدي استمراره بعد اليوم»، مشدداً في الوقت نفسه الى أن «هناك حرصاً على بقاء الحكومة على الرغم من عدم انتاجيتها».
الى ذلك، تلفت المصادر الوزارية البارزة نفسها الى ان الحكومة تسعى بقوة الى تحقيق اختراق نهائي هذا الاسبوع في ملف أزمة النفايات، التي لم يعد من المبالغة التأكيد انها تقترب من تهديد الامن الاجتماعي والصحي للبنانيين كما انها باتت عنوان بقاء الحكومة او السبب الحاسم لرحيلها واستقالتها.
وتقول المصادر ان الرئيس سلام ما كان ليعلن في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ربط مصير الحكومة بحل أزمة النفايات، لو لم يكن مقبلاً فعلاً على الاستقالة ورمي كرة النار في مرمى القوى السياسية في حال لم يتحمّل كل الافرقاء المسؤولية السياسية عن فتح المطامر في المناطق اللبنانية المحددة، واتخاذ القرارات الحاسمة بإنهاء أزمة النفايات. ولا تستبعد المصادر ان يحصل الاختراق المطلوب قبل جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل بحيث تكون الجلسة تتويجاً للجهود التي تبذلها اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف والتي تعقد اجتماعاتها بكثافة برئاسة سلام ولا تسرب معلومات عن النتائج في انتظار إنضاج الحل.
تسوية الأزمة اللبنانية - السعودية تتطلب وضع صيغة سياسية متقدمة
الحياة...بيروت - محمد شقير 
يقول وزير بارز إن الحكومة اللبنانية في وضعها الراهن لم تعد قادرة على الاستمرار بعدما تحولت إلى أقل من حكومة «تصريف أعمال»، خصوصاً أن التسوية التي توصل إليها مجلس الوزراء في جلسته الاثنين الماضي، لمعالجة الأزمة الناشئة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، والتي أدت إلى قرار الرياض إيقاف مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني والقوى الأمنية، لم تدفع في اتجاه إعادة تصويب العلاقات اللبنانية - الخليجية بمقدار ما أنها زادت الطين بلة وتسببت بإحراج الحكومة، لأنها جاءت جامعة للتناقضات تحت سقف واحد.
ويؤكد الوزير البارز لـ «الحياة» بأن معالجة هذه الأزمة باتت تستدعي ابتداع صيغة سياسية معينة غير الصيغة التي أنتجها مجلس الوزراء مجتمعاً من شأنها أن تقنع الرياض في إعادة النظر في موقفها بوقف المساعدات العسكرية للقوى الأمنية، لا سيما أن التسوية المقترحة لم تكن واضحة وكانت بمثابة صيغة مركبة لا تزعج «حزب الله» وحلفاءه ولا ترضي الرياض.
ويرى الوزير نفسه أن على الحكومة أن تراجع حساباتها بدءاً بإعادة النظر في موقفها الذي أوردته في التسوية التي اعتقد رئيسها تمام سلام بأنها كافية لاستيعاب الأزمة والسيطرة على تداعياتها ومنعها من التفاعل السلبي في اتجاه تهديد علاقات لبنان بدول الخليج.
ويلفت إلى أن المشكلة هي في داخل مجلس الوزراء، ويقول إن رغبة الرئيس سلام في التوجه إلى السعودية ومنها إلى عدد من دول الخليج العربي، قد لا تسهم في حل الأزمة ما لم يعد النظر في التسوية التي صدرت عن مجلس الوزراء.
ويسأل الوزير عينه عن الجدوى من أن يعاود مجلس الوزراء اجتماعاته من دون أن يبادر إلى وضع اليد على الجرح النازف الذي يهدد العلاقات اللبنانية بدول الخليج وهذا لن يتحقق إلا في اتخاذ موقف واضح من شأنه أن يؤدي إلى تصحيحها. خصوصاً أن بعض الأطراف المعنية بالتسوية سرعان ما بادرت إلى غسل يديها منها إضافة إلى موقف كتلة «المستقبل» منها في ضوء مغادرة وزير الداخلية نهاد المشنوق جلسة مجلس الوزراء قبل التوافق على هذه التسوية.
ويؤكد الوزير البارز أن لمغادرة المشنوق هذه الجلسة دلالة سياسية تكمن في أنه لم يؤيدها ولديه مجموعة من الملاحظات، حرص على أن يسلط الأضواء عليها في خلال المداولات بمضمونها. ويقول إن «المستقبل» كما بدا لاحقاً رفض أن يصادق عليها واعتبرها أنها لا تفي بالغرض المطلوب منها.
ويحذر وزير آخر من سياسة الابتزاز التي يتبعها «حزب الله» وبعض حلفائه بذريعة أن خصومه ليسوا في وارد الاستقالة من الحكومة، وأنه يتمسك بها لقطع الطريق على إقحام البلد في فراغ قاتل كالفراغ الذي يرزح تحت وطأته على خلفية تعذر انتخاب رئيس الجمهورية.
ويقول هذا الوزير إن استقواء «حزب الله» على خصومه ظناً منه بأنهم يتمسكون ببقاء الحكومة لن يصرف في مكان وسيكتشف لاحقاً أن هذا الاستقواء ليس في محله إذا ما أراد الحزب أن يجعل منا شهود زور في داخل الحكومة.
ويعتقد بأن الشرط الوحيد لإعادة تفعيل الحكومة يكمن في إعادة طرح الأزمة بين لبنان ودول الخليج وعلى رأسها السعودية في مجلس الوزراء، في محاولة لتظهير موقف أكثر تقدماً من اللاموقف الذي ورد في تسوية مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، لا سيما أن هذا الموقف قوبل ببرودة في الداخل ومن قبل دول الخليج مع أنها تجنبت التعليق عليه.
وحول ما يتردد من أن الرئيس سلام بدأ يعيش في أجواء قد تدفعه إلى الاستقالة، يؤكد الوزير البارز، أنه سبق له أن حذر من عدم تفعيل الحكومة، ملوحاً في أكثر من مناسبة بوجود رغبة لديه في الاستقالة لكن لا يستطيع أن ينوب عنه هذا الوزير أو ذاك في الموقف الذي يضطر إلى اتخاذه في حال بقيت أزمة النفايات من دون حل.
ويــــؤكد أن تفــاقم أزمة النفايات قد يدفع بسلام إلى الاستقالة في حال أخفقت اللجنة الوزارية في البحث عن بدائل لطمر النفايات بعد أن صرف النظر عن ترحيلها. ويتوقع أن يحمل هذا الأسبوع الخبر اليقين فإما أن يصار إلى الاتفاق على أماكن محددة يصار إلى تحويلها إلى مطامر لمعالجة النفايات، أو أن يضطر إلى الاستقالة.
ويكشف الوزير نفسه أنه جرى التوافق من حيث المبدأ على استحداث ثلاثة مطامر في برج حمود وسبلين والكوستا برافا على أن يعاد فتح مطمر الناعمة لفترة قصيرة ريثما يتم تأهيل هذه المطامر، لكن لا شيء نهائياً حتى الساعة لأن الاتصالات ما زالت قائمة لتأمين الغطاء السياسي لاستحداثها.
ويعيب الوزير هذا على مجلس الوزراء تغييب الشأن السياسي عن جلساته وكأنه مع إحالته الأمور ذات الطابع السياسي على الحوار الوطني الموسع وأحياناً على الحوار الثنائي بين «المستقبل» و»حزب الله» برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان تدخل لانقاذ جلسته الأخيرة واستعيض عنها بلقاء ثنائي اقتصر على نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين خليل انتهى الى اصدار بيان مقتضب من بضع كلمات تختصر المأزق الذي وصل اليه الحوار من دون نتائج.
وفي هذا السياق يسأل عن الأسباب التي تمنع التداول بالأمور ذات الصلة المباشرة بالشؤون الخارجية أو الاطلاع على فحوى الزيارات التي يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل الذي يتصرف من حين لآخر وكأنه طليق اليد واللسان في إلزام الحكومة بمواقف لا تخدم علاقاته بعدد من الدول العربية. فهل يعقل أن لا يأخذ مجلس الوزراء علماً بها ولو من باب رفع العتب، خصوصاً أن السياسة الخارجية لا يضعها الوزير إنما تتولاها الحكومة مجتمعة؟
جلسة انتخاب الرئيس
على صعيد الدعوة السادسة والثلاثين لانتخاب رئيس جمهورية جديد، يبدو أن الجلسة النيابية المقررة بعد غد الأربعاء لن تغادر مربع التعطيل وسيكون مصيرها كسابقاتها مع فارق بسيط يعود إلى الحضور الكثيف للنواب على أن يبقى تحت سقف عدم تأمين الأكثرية المطلوبة لانعقادها.
وعلمت «الحياة» من مصادر نيابية أن «قوى 14 آذار» ومعها «اللقاء النيابي الديموقراطي» بدأت تعد العدة بغية تسجيل حضور نيابي مميز في مقابل إصرار «حزب الله» وحليفه «تكتل التغيير والإصلاح» برئاسة العماد ميشال عون على مقاطعة الجلسة.
ولفتت المصادر إلى أن الدعوة لهذه الجلسة كادت تحمل مفاجأة تتعلق باحتمال حضور زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى ساحة النجمة، لكن تصاعد حدة الخلافات بين «حزب الله» و «14 آذار» بسبب الأزمة الناشئة بين لبنان من ناحية وبين السعودية ودول الخليج قد تضطره إلى صرف النظر عن الحضور.
واعتبرت أن غياب فرنجية عن البرلمان لن يشكل إحراجاً له خصوصاً لدى «المستقبل» الذي كان تبنى بلسان زعيمه الرئيس سعد الحريري دعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.
وعزت السبب إلى أن الأكثرية المؤيدة لفرنجية تقدر دقة الموقف الذي هو فيه الآن، بالتالي لن تبدل من دعمها له، لأن مجرد حضوره إلى ساحة النجمة سيتسبب له بمشكلة مع حليفه «حزب الله»، مع أن هناك من سيأخذ عليه مقاطعته لدعوة الانتخاب بذريعة أن المرشح لا يحضر بينما من رشحه سيشارك بكثافة في النزول إلى البرلمان.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,087,913

عدد الزوار: 7,620,149

المتواجدون الآن: 0