«يديعوت أحرونوت»: الأسد يستخدم طائرات إسرائيلية.. الهدنة السورية تترنّح وروسيا تجاهر بالتقسيم ..

اكثر من 150 ألف طفل سوري وُلدوا في تركيا..إدخال مساعدات إلى مناطق محاصَرَة والجوع قد يودي بحياة «الآلاف»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 آذار 2016 - 6:03 ص    عدد الزيارات 2209    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إدخال مساعدات إلى مناطق محاصَرَة والجوع قد يودي بحياة «الآلاف»
إنتهاكات موسكو ودمشق لا تصدِّع الهدنة والنظام يستعيد طريق خناصر
 (اللواء-وكالات)
واصلت الامم المتحدة امس ادخال مساعدات انسانية الى احدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من ان الجوع قد يودي بحياة الالاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال العدائية صامدا رغم بعض الانتهاكات المتفرقة في يومه الثالث.
دبلوماسيا، عقدت مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا في جنيف، للعمل على «عدم اتساع نطاق هذه الامور واستمرار وقف الاعمال العدائية» وفق ما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
 وبدأ تطبيق «وقف الاعمال العدائية» منتصف ليل الجمعة السبت بموجب اتفاق اميركي روسي اقره مجلس الامن. ويشمل جزءا محددا من الاراضي السورية.
وقالت مصادر ميدانية سورية إن الطائرات الروسية والسورية تواصل خرق الهدنة في يومها الثالث في عدد من المناطق، في حين تمكنت قوات النظام امس من استعادة السيطرة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة حلب.
وأفادت مصادر في مدينة كفر زيتا بريف حماة الشمالي بأن الطيران الروسي شن غارات في محيط المدينة، وبث ناشطون صورا قالوا إنها لغارات روسية استهدفت المزارع المحيطة بالمدينة.
كما تعرضت قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي لغارات روسية، دارت على إثرها اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة.
وفي حمص، شنت مقاتلات روسية غارات على قرية كيسين في الريف الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، كما تحدثت مواقع موالية للنظام عن سقوط قذائف على أحياء يسيطر عليها النظام في مدينة حلب واتهمت المعارضة المسلحة بإطلاقها.
وفي ريف إدلب الجنوبي، قصفت قوات النظام مواقع لحركة أحرار الشام في قرية ترملا.
 وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام منطقتي المرج وبالا في الغوطة الشرقية، ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
وقال المرصد السوري إن الجيش السوري سيطر على أراض إلى الشرق من دمشق امس في اليوم الثالث لمحاولة دولية هشة لوقف القتال المستمر منذ خمس سنوات تقريبا.
وأضاف المرصد أن القوات الحكومية سيطرت على قطعة من الأرض لها أهمية استراتيجية بين حيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال المرصد إن السيطرة على الأرض بين بيت نايم وحرستا القنطرة جاءت بعد أن قاتلت القوات السورية ومسلحون متحالفون معها فصائل إسلامية متشددة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة لنحو 24 ساعة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحدثت في تقريرها عن اليوم الثاني للهدنة عن تسجيل 35 خرقا، منها 27 على يد القوات الحكومية، وثمانية خروقات ارتكبتها القوات الروسية؛ ليصبح مجموع الخروقات 49 خرقا منذ بداية الهدنة فجر السبت 27 شباط.
ومع تسجيل عدد من الخروقات في بعض الجبهات، شهدت محافظة درعا وريف اللاذقية هدوءا نسبيا في المناطق المشمولة بالاتفاق في اليوم الثالث لسريان وقف إطلاق النار.
 وانعكس سريان الهدنة انخفاضا في حصيلة القتلى اليومية، اذ احصى المرصد مقتل اربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والاحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا الجمعة.
 وتبادلت كل من روسيا والهيئة العليا للتفاوض الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية الاتهامات بخرق تطبيق الاتفاق.
لكن السكان ومراسلي فرانس برس تحدثوا عن اجواء هادئة اجمالا في المناطق الرئيسية المشمولة باتفاق الهدنة. ونعم السكان في احياء حلب الشرقية بصباح هادئ اجمالا بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك.
 واشار مراسل فرانس برس الى حركة اعتيادية وتنقل التلاميذ بحرية في الشوارع الاثنين خلال توجههم الى المدارس بعدما اعتادوا السير بحذر وقرب الابنية خشية من القصف.
وتقول رنيم (10 اعوام) وهي تلميذة في مدرسة في حي بستان القصر «سمح لنا الاساتذة بالخروج واللهو في الملعب بخلاف الايام الماضية حين كانوا يمنعوننا من الخروج بسبب تحليق الطيران في الاجواء». كما ساد الهدوء اطراف العاصمة، وضجت الشوارع بحركة المارة.
 من جانبه، قال مسؤول كبير من المعارضة السورية إن أول محاولة مهمة لوقف القتال تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الحكومة.
وقال المسؤول وهو من الهيئة العليا للتفاوض إن اتفاق وقف الأعمال القتالية يواجه «الإلغاء الكامل» لأن هجمات الحكومة تنتهك الاتفاق.
وأعطى أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام تقييما متشائما للهدنة. وقال الزعبي: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة... نحن أمام إلغاء كامل للهدنة».
وأضاف الزعبي دون إسهاب «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات... عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام».
من جهة أخرى، قالت مصادر إن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على دير الزور ؛ مما أوقع قتلى وجرحى في حي الحميدية وسط المدينة، كما شمل القصف أحياء العمال والمطار القديم والشيخ ياسين ومحيط جسر السياسية، وهو المنفذ البري الوحيد للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون السوري إن قوات النظام استعادت امس السيطرة على طريق حلب خناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، وهو طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة حلب الشمالية، وكان التنظيم سيطر عليه منذ أيام.
وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب.
وكانت القوات النظامية تعتمد على هذا الطريق للوصول إلى حلب لأن مسلحي المعارضة يسيطرون على الطريق الرئيسي السريع المؤدي للمدينة الواقع إلى الغرب.
وفي الرقة، أفادت مصادر ميدانية بأن المعارك استمرت لليوم الثاني على التوالي في أطراف مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.
وقال تنظيم الدولة إنه أحكم السيطرة على قرى الحمودية وأم البراميل والمسعودية وحمام التركمان جنوب وشرق تل أبيض إثر هجوم تزامن مع تفجير عدد من السيارات المفخخة.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية -من جهتها- إنها قتلت عددا من عناصر التنظيم في هجومهم على مدينة تل أبيض، واعترفت بمقتل قيادي وأحد الأفراد في صفوفها.
ونقلت وسائل اعلام تركية ان المدفعية التركية اطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال محافظة حلب السورية.
اجتماع تقييمي
 في جنيف، تعقد مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات.
 واستبق الامين العام للامم المتحدة الاجتماع موضحا «يمكنني القول ان وقف الاعمال العدائية صامد عموما رغم اننا سجلنا بعض الحوادث».
 وكانت فرنسا طالبت مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا بعقد اجتماع «بدون ابطاء» اثر معلومات عن استمرار الغارات، وفق ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت.
وقال البيت الابيض انه لم يفاجأ بشأن التقارير عن تسجيل خروقات لوقف اطلاق النار في سوريا، الا انه اشار الى انه من المبكر الحديث عن فشله.
 وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست: «نحن نعلم بوجود تقارير عن خروقات (..) وهذا امر توقعناه اثناء عملية التفاوض» على اتفاق وقف اطلاق النار. واضاف «لقد توقعنا ورود تقارير عن خروقات، وسنواجه بعض العثرات على طريق تطبيق الاتفاق بنجاح».
وقال ان مجموعة اتصال دولية ستسعى الى التحقق من عشرات الخروقات التي تحدثت عنها التقارير، الا انه قال ان البيت الابيض «لا يزال ملتزما بهذه العملية».
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على ان وقف اطلاق النار صامد الى حد كبير، لكن في الوقت نفسه راينا بعض التقارير عن انتهاكات».
وتبدي كل من موسكو وواشنطن تفاؤلا حذرا ازاء استمرار الهدنة. واعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان «الاجراءات الاساسية قد اتخذت والعملية لا تزال جارية»، موضحا في الوقت ذاته «اننا نعلم مسبقا ان ذلك لن يكون سهلا». وقال مسؤول اميركي «سيكون اتفاقا صعب التطبيق ونحن نعلم ان العقبات كثيرة».
 وفي ابيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «ان وقف اطلاق النار سار على ثلث الاراضي السورية وامل ان يتوسع ليشمل كافة الاراضي السورية»، مضيفا «للاسف تتواصل الهجمات كل يوم».
مساعدات انسانية
 انسانياً،وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، بدات قافلة مساعدات غير غذائية بالدخول الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.
 واعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري «ان عشرين شاحنة من اصل 51 شاحنة» دخلت الى المدينة.
واوضحت ان الشاحنات «محملة بمواد غير غذائية من اغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومساحيق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين» في الامم المتحدة.
ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات الى المدينة في الساعات المقبلة. وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013.
 وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الجوع قد يودي بحياة «الآلاف» خلال عمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا.
وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب. واستطرادا، فحصار المناطق يقع في الخانة نفسها».
وأضاف أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف».
وتوفي نحو خمسين شخصا في بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق نتيجة نقص المواد الغذائية بسبب حصار تفرضه قوات النظام على البلدة منذ حوالى سنتين، بحسب منظمة اطباء بلا حدود.
 واستنادا إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت، أكد منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو الأحد ان الامم المتحدة تعتزم «في الايام الخمسة المقبلة ادخال مساعدات الى حوالى 154 الف شخص في مدن محاصرة»، مذكرا بأن المنظمة الدولية تنتظر الحصول على الضوء الاخضر من الاطراف المتقاتلة «لمساعدة حوالى 1،7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول اليها».
روسيا لا تعارض الحل الفيديرالي في سورية
لندن، موسكو، جنيف، أنقرة، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
عززت موسكو أمس دعمها لأكراد سورية بإعلانها عدم معارضتها إقامة دولة فيديرالية، الأمر الذي يمكن أن يزيد قلق تركيا من منعكسات التدخل العسكري الروسي، في وقت حققت القوات النظامية السورية تقدماً استراتيجياً شرق دمشق وسط تحذير المعارضة من احتمال «إلغاء كامل» للهدنة في يومها الثالث. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من «تقويض» الاتفاق. واستأنفت الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق تحاصرها قوات النظام بالتزامن مع عقد اجتماع دولي في جنيف لبحث خروقات الهدنة لتمهيد الأرضية لاستئناف مفاوضات السلام الأسبوع المقبل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي في موسكو أمس أنه إذا توصل السوريون خلال المفاوضات إلى «أن نظام الدولة في المستقبل الذي يعتمد النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سورية موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعترض على ذلك حينها؟».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد لم يستبعد في تصريحات صحافية فكرة النظام الاتحادي، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون نتيجة لحوار بين السوريين واستفتاء لإدخال التعديلات اللازمة على الدستور، في وقت انتقدت الحكومة السورية تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «تقسيم» سورية. وقال ريابكوف إن موسكو لن تعترض أيضاً على «أي نموذج آخر لسورية شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سورية».
ويعني اعتماد النظام الفيديرالي في سورية، تعزيز موقع الأكراد الذين أقاموا ثلاث إدارات محلية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق وعفرين شمالاً، ما يعزز من مخاوف تركيا من قيام «كردستان سورية» قرب حدودها علماً أن هذه الإدارات فتحت مكتب تمثيل في موسكو. وسعت أنقرة إلى منع ربط إقليمي شرق سورية بشمالها في منطقة عفرين.
وعلى صعيد الهدنة في يومها الثالث، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن القوات النظامية «تمكنت من التقدم في غوطة دمشق الشرقية مجدداً والسيطرة على منطقة الفضائية الواقعة بين منطقتي بيت نايم وحرستا القنطرة بعد اشتباكات دارت خلال الـ 24 ساعة المنصرمة». وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة أن النظام خرق مرات عدة الهدنة، فيما أعلن كبير المفاوضين أسعد الزعبي: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة... نحن أمام إلغاء كامل للهدنة».
ودعت فرنسا إلى اجتماع عاجل لمجموعة العمل المنبثقة من «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبحث الخروق اثر استمرار الغارات الروسية والسورية على مناطق مختلفة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في جنيف إن هدف الاجتماع «منع وقوع حوادث بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، خشية تقويضه». وزاد: «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً على رغم أننا سجلنا بعض الحوادث». وقال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ في الكويت: «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وفي أبيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أن وقف إطلاق النار سار على ثلث الأراضي السورية وآمل أن يتوسع ليشمل الأراضي كافة»، مضيفاً: «للأسف تتواصل الهجمات كل يوم». لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قال إن «الإجراءات الاساسية اتخذت والعملية لا تزال جارية»، موضحاً في الوقت ذاته «أننا نعلم مسبقاً أن ذلك لن يكون سهلاً». وقال مسؤول أميركي: «سيكون اتفاقاً صعب التطبيق ونحن نعلم أن العقبات كثيرة».
وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «أن عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة» دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غربي دمشق. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور في شكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب»، مضيفاً أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول في شكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف». وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة.
الهدنة تخفض عدد القتلى... والقوات النظامية تتقدم شرق دمشق
لندن، جنيف، موسكو، أنقرة، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
انخفضت حصيلة القتلى في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم «داعش» في سورية في شكل ملحوظ منذ بدء تطبيق وقف الاعمال العدائية على رغم استمرار حصول خروق بسبب القصف الروسي والسوري على مناطق مختلفة وسط أنباء عن تقدم قوات النظام في مناطق شرق دمشق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان وقف اطلاق النار «صامد عموماً» في سورية على رغم بعض «الحوادث المعزولة» التي سجلت نهاية الاسبوع.
وأحصى مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس مقتل «عشرين شخصاً من مدنيين وجنود ومقاتلين السبت، في اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، مقابل مقتل عشرين آخرين الأحد». وقال ان حصيلة اليومين الأخيرين تأتي بعد «مقتل 144 شخصاً الجمعة يتوزعون بين سبعين جندياً و36 مدنياً و38 من الفصائل المقاتلة» عشية بدء تطبيق وقف اطلاق النار.
ويأتي انخفاض اعداد القتلى بعد سريان الهدنة مقارنة بـ 120 قتيلاً يومياً كمعدل وسطي خلال شباط (فبراير) في المناطق الخارجة عن سيطرة «داعش». ولا تتضمن حصيلة السبت والاحد، القتلى في صفوف «جبهة النصرة» والمستثناة الى جانب «داعش» من اتفاق وقف الاعمال العدائية. ومن شأن تحالف «جبهة النصرة» مع فصائل مقاتلة في مناطق سورية عدة تطبيق وقف اطلاق النار تعقيد الأمور.
الى ذلك، قال «المرصد» ان «قوات النظام والمسلحين الموالين استمرت باستهداف مناطق في محيط مخيم خان الشيح بغوطة دمشق الغربية»، في حين علم نشطاء «المرصد السوري» أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها «تمكنت من التقدم في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة في الـ 24 ساعة الفائتة، بينها وبين الفصائل الإسلامية، حيث سيطرت قوات النظام على المعهد الزراعي القريب من تلة فرزات الاستراتيجية، ما أسفر عن استشهاد مقاتل على الأقل من الفصائل، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
وتابع: «شهدت مناطق على أوتستراد حرستا عند أطراف العاصمة، والقريب من حي القابون، إطلاق نار استهدف مباني وآليات على الطريق، من دون معلومات عن خسائر بشرية».
وفي الوسط، اشار «المرصد» الى «اصابة مقاتل من الفصائل المقاتلة في حي الوعر، برصاص قناص، نتيجة استهداف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مناطق في الحي الواقع في مدينة حمص، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط حقلي شاعر وجزل بريف حمص الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، بالتزامن مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، من دون معلومات عن الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
وفي حماة المجاورة، قال «المرصد» ان مناطق في بلدة طلف في الريف الجنوبي «تعرضت لقصف من قوات النظام، من دون أنباء عن ضحايا، في حين تبين أن الطائرات الحربية استهدفت منطقة مقر لفصيل مقاتل في كفرزيتا بريف حماة الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. كما سمع دوي انفجارات في قرية الجنابرة بريف حماة الشمالي، ناجمة عن قصف من قوات النظام استهدف القرية».
وقال سالم المسلط الناطق باسم «الهيئة التفاوضية العليا» للمعارضة ان القوات النظامية انتهكت الاتفاق 15 مرة في اليوم الأول وإنه حدثت انتهاكات أخرى من جانب روسيا و «حزب الله» اللبناني حليفي الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قال أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض للمعارضة، إن الهدنة التي بدأت السبت «انهارت قبل أن تبدأ». وأضاف لقناة «العربية - الحدث» إن الوقف الهش للعمليات القتالية أصبح يواجه «إلغاء كاملاً» بسبب هجمات القوات الحكومية. وتابع الزعبي أن المعارضة لديها بدائل عدة لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك لكنه لم يسهب.
وقال ديبلوماسي غربي «نحتاج إلى الحصول على تفسير من الروس عن الضربات التي حدثت يوم الأحد»، في حين اوضح سفير غربي في جنيف إنه توقع دوماً ألا يكون وقف العمليات القتالية كاملاً. وقال: «الجميع يعرف إنه ستقع حوادث. المجموعة الدولية لدعم سورية ستناقشها اليوم (امس) ووجهة نظرها هي التي تهم».
وكان مقرراً ان تعقد مجموعة العمل المنثبقة من «المجموعة الدولية لدعم سورية» اجتماعاً في جنيف امس لبحث الخروق.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو الاثنين للصحافيين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «تلقينا مؤشرات إلى أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة». وأضاف: «كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير».
وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف: «يمكنني القول ان وقف الأعمال العدائية صامد عموماً على رغم اننا سجلنا بعض الحوادث»، مضيفاً ان مجموعة العمل حول الهدنة في سورية «تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الامور واستمرار وقف الاعمال العدائية».
الى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية وإن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون «ضربة قاصمة» لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية. وقال ريابكوف في إفادة صحافية: «مع الأسف لم يتخل زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود».
وكان الرئيس التركي طيب أردوغان اوضح إن الهدنة تشمل ثلث البلاد فقط وإنه يأمل بتوسعته ليشمل سوريا بالكامل. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب أفريقيا إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سورية. وجرى بث المؤتمر الصحافي على الهواء مباشرة في تركيا.
وقصفت القوات التركية مواقع لتنظيم «داعش» في سورية بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق ما اوردت وسائل الإعلام المحلية الاثنين.
وقالت وكالة دوغان الخاصة للأنباء إن المدفعية التركية أطلقت 50 إلى 60 قذيفة من مدافع «هاوتزر» منتشرة في منطقة كليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم «داعش» شمال محافظة حلب السورية.
وأعلن التحالف الدولي ان قاذفاته شنت 12 غارة في خمس مدن سورية دمرت عشرة مبان وأربعة مواقع قتالية وصهريج وقود من بين أهداف أخرى.
الى ذلك، نقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر من وزارة الخارجية السورية انتقاده تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
 دخول مساعدات إلى معضمية الشام ... والجوع يهدد حياة آلاف المحاصرين
الحياة...جنيف، دمشق - رويترز، أ ف ب
دخلت قافلة مساعدات إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها الجيش النظامي في ريف دمشق، للمرة الأولى منذ سريان وقف الأعمال العدائية بموجب اتفاق روسي- أميركي تدعمه الأمم المتحدة، في وقت أعلنت الأمم المتحدة، أن الجوع قد يودي بحياة «الآلاف» خلال عمليات الحصار التي تطاول نحو نصف مليون شخص في سورية.
وقال عضو المركز الإعلامي في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مهند الأسدي، إن «عشر شاحنات محملة بالمواد الإغاثية دخلت اليوم (أمس) إلى معضمية الشام للمرة الأولى منذ سريان الهدنة»، مشيراً إلى أن 41 شاحنة أخرى كان مقرراً أن تدخل تباعاً المدينةَ الإثنين.
وتتضمن المساعدات مواد غير غذائية، من أغطية ولوازم صحية وصابون ومسحوق غسيل قدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتعد هذه القافلة التي شارك في إدخالها 25 متطوعاً من الهلال الأحمر، الثالثة إلى معضمية الشام خلال أسبوعين، ليصل عدد شاحنات المساعدات المقدمة خلال الشهر الحالي إلى 140، وذلك «بفضل التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية» وفق الأسدي.
واستنادا إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو الأحد، أن الأمم المتحدة تعتزم «في الأيام الخمسة المقبلة إدخال مساعدات إلى حوالى 154 ألف شخص في مدن محاصرة»، مذكراً بأن المنظمة الدولية تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من الأطراف المتقاتلة «لمساعدة حوالى 1,7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول إليها».
وتأمل الأمم المتحدة بإيصال مساعدات إلى المعضمية وإلى «المدن الأربع»، الزبداني وكفريا والفوعة ومضايا، يوم الأربعاء، وكفربطنا يوم الجمعة، لكن دير الزور، وهي المنطقة المحاصر فيها أكبر عدد من الأشخاص وعددهم نحو 200 ألف شخص، لا يشملها اتفاق وقف العمليات القتالية، لأنها محاصرة من تنظيم «داعش» المستثنى من الاتفاق.
وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013، قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بعد نحو عام، ما أدى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها.
لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيفها بـ «المحاصرة» الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصدها وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حالياً وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم «داعش»، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4,6 ملايين نسمة.
وقال زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن «التجويع المتعمد للشعب محظور في شكل لا لبس فيه، باعتباره سلاح حرب. واستطراداً، فحصار المناطق يقع في الخانة نفسها».
وأضاف أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى، تمنع من الدخول في شكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف».
وتوفي نحو خمسين شخصاً في بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق، نتيجة نقص المواد الغذائية بسبب حصار تفرضه قوات النظام على البلدة منذ حوالى سنتين، وفق منظمة أطباء بلا حدود.
وطلبت منظمة الصحة العالمية الإثنين، الوصول إلى تلك المناطق بهدف إيصال المساعدة الطبية، إلا أن ممثلة المنظمة في سورية إليزابيث هوف، أشارت إلى أن «السلطات السورية رفضت الموافقة على طلبات عدة».
وأضافت: «في العام 2015، قدمت منظمة الصحة العالمية مئة وطلبين فتمت الموافقة على 30 منها، فيما لم يصلنا رد حول الـ72 الباقية». ولم يتضح ما إذا كان تم تقديم طلبات جديدة بعد وقف إطلاق النار.
وأسفر النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات، عن مقتل 270 ألف شخص وتهجير الملايين.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 500 ألف شخص يعيشون تحت الحصار من بين 4.6 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات إليها. لكن المنظمة الدولية تأمل في أن يضع اتفاق وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه ليل الجمعة، نهاية للمناطق المحاصرة وعددها 15.
وقال الحلو إن وقف العمليات القتالية يمثل أفضل فرصة للشعب السوري خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، للتوصل إلى سلام واستقرار دائمين. لكنه أضاف أنه من دون وجود عملية سياسية ذات مغزى وحل سياسي، فإن وقف العمليات القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية لن يكونا كافيين لإنهاء الأزمة في سورية.
وفي روما، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه جمع مبالغ مالية «غير مسبوقة» تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق ومصر والتي أصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة.
ووعدت الدول المانحة خلال مؤتمر لندن حول سورية بداية الشهر الماضي بمبلغ «قياسي» من 675 مليون دولار كما أوضح البرنامج بعدما كان نقص الأموال أرغمه في السنوات الماضية على تعليق أو خفض مساعدته للاجئين السوريين بشكل كبير.
«يديعوت أحرونوت»: الأسد يستخدم طائرات إسرائيلية.. الهدنة السورية تترنّح وروسيا تجاهر بالتقسيم
 (أ ف ب، رويترز، بي بي سي، الجزيرة.نت، «المستقبل»، روسيا اليوم)
بعد أسبوع على تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن تقسيم سوريا إذا فشلت الهدنة، سيكون أمراً واقعاً، جاهرت موسكو بأن التقسيم تحت مسمى الفدرالية، ممكن إذا كان هذا الأمر «يفيد وحدة البلاد»!.

ووسط هذا التقاطع الأميركي ـ الروسي عند التقسيم، يظهر الشبح الإسرائيلي في ظلال المشهد السوري، تارة عبر التنسيق مع موسكو في تقاسم الأجواء السورية وطوراً في المحادثات مع واشنطن في خصوص الشأن السياسي السوري، وأخيراً عبر ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن استخدام نظام بشار الأسد في حربه ضد معارضيه طائرات إسرائيلية بلا طيار كانت موسكو اشترتها في وقت سابق.

ومسألة تقسيم سوريا ليست أمراً مستجداً، وما الجديد في ذلك سوى التصريحين الأميركي والروسي، إذ كشفت تقارير عدّة في وسائل إعلام غربية وعربية وإسرائيلية، أن التدخل الروسي الموافق عليه أميركياً، إنما جاء لينقذ رأس نظام الأسد ويفرض حزام أمن لما تعتبره موسكو «سوريا المفيدة»، وهو عبارة عن الطريق الدولية الممتدة من الحدود الأردنية حتى الحدود التركية، في منطقة تتضمن دمشق وحمص وحلب والساحل السوري وأريافه.

والسؤال الذي يُطرح بقوّة يتعلق بدور إيران و»حزب الله» في هذا الشأن من خلال القتال والموت في سبيل بقاء نظام الأسد؛ وسؤال ثانٍ يُطرح، هو ما إذا كانت تركيا ترضى بتقسيمات «سوريا المفيدة» وفق التصور الروسي/ الأميركي، بما يشمل مناطق يريد الأكراد إقامة كيان لهم فيها، وهذا يهدد وحدة الأراضي التركية خصوصاً المناطق ذات الغالبية الكردية؛ وثالثاً: هل تقبل الدول العربية أن تُقَسَّم دولة عربية مركزية، وتؤسس بالتالي لإعادة رسم حدود كل الدول العربية؟.

إذاً، فبعد أسبوع على تصريح كيري، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في إفادة صحافية أمس إن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية، إذا كان هذا النموذج يخدم الحفاظ على وحدة البلاد. وقال ريابكوف «إذا خلصوا.. نتيجة للمحادثات والمشاورات والمناقشات بشأن نظام الدولة في سوريا في المستقبل.. إلى أن النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعترض على ذلك حينها؟».

وأكد ريابكوف أن موسكو لن تعترض أيضاً على «أي نموذج آخر لسوريا شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سوريا«.

وكان وزير الخارجية الأميركي حذر الأربعاء الماضي في تصريح أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، من صعوبة منع تقسيم سوريا. وقال إنه طالما «استمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها« وإنه «من الصعب جداً الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال في البلاد قريباً«.

ولا تبدو الهدنة ناجحة وإن انخفض عدد ضحايا القصف الروسي ـ الأسدي. وفي هذا السياق أعطى رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام أسعد الزعبي، تقويماً متشائماً للهدنة. وقال لقناة «العربية الحدث» التلفزيونية «نحن لسنا أمام خرق للهدنة... نحن أمام إلغاء كامل للهدنة». وأضاف من دون إسهاب «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات... عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام». وتابع «لا تبدو أي مؤشرات لتهيئة بيئة» لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار المقبل.

وقالت الهيئة العليا للتفاوض إن الحكومة السورية انتهكت اتفاق وقف العمليات القتالية 15 مرة في اليوم الأول وإن ثمة انتهاكات أخرى من روسيا و»حزب الله» وكلاهما حليفان للأسد.

وقال العقيد فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، إن «الضربات الجوية كثيفة اليوم ولا سيما التي تقوم بها الطائرات الروسية». وقال أبو البراء الحموي وهو مقاتل مع جماعة «أجناد الشام» في شمال غرب سوريا، إن الحكومة قصفت عدداً من القرى. وأضاف أن هذا قصف معتاد وأن النظام بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها.

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في إفادة صحافية أن بعض الانتهاكات كانت متوقعة. وأضاف أن الإدارة الأميركية «توقعت أن تكون هناك تقارير عن حدوث انتهاكات وأننا سنواجه بعض المعوقات على طريق تطبيق (الاتفاق) بنجاح».

وأجرى مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية محادثات مع نظرائهم الروس في إطار سلسلة المناقشات الهادفة الى تجنب وقوع أي حوادث عسكرية بين البلدين في سوريا.

وقال المتحدث الصحافي باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان إن «الجانبين ناقشا الإجراءات لتعزيز سلامة العمليات بما في ذلك طرق تجنب الحوادث والمواجهات غير المقصودة بين قوات التحالف والقوات الروسية في أي وقت يقوم فيه الطرفان بعمليات في المكان نفسه تقريباً«.

وأضاف كوك «بالتأكيد لا يوجد وقف للأعمال العدائية» ضد التنظيم المتطرف، في إشارة الى اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل يومه الثالث في سوريا والذي لا يشمل العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» وجبهة النصرة التابعة للقاعدة.

وفي موقف مماثل، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس للصحافيين في جنيف بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا، «بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية على الرغم من وقوع بعض الحوادث». وأضاف «لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية».

وفي فيينا، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرلوت للصحافيين في مبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة». وأضاف «كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير».

وتواصل الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية الى إحدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف.

وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، بدأت قافلة مساعدات غير غذائية بالدخول الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. وأعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مساء «أن عشرين شاحنة من أصل 51 شاحنة» دخلت الى المدينة.

وفي جنيف، عقدت مجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار اجتماعاً لتقويم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروق، من دون إصدار أي بيان رسمي، تزامناً مع إعلان موسكو والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، عن خروق جديدة.

وأعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين من مقره في مطار حميميم غرب سوريا «تسجيل سبعة انتهاكات لوقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الأخيرة».

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان من جهتها تسجيل أربعة انتهاكات على الأقل الاثنين، اثنان من قوات النظام في محافظة درعا (جنوب) واثنان من الطيران الروسي في محافظة حماة (وسط).

واستبق الأمين العام للأمم المتحدة الاجتماع موضحاً «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً رغم أننا سجلنا بعض الحوادث».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «نعلم بوجود تقارير عن خروق (..) وسنواجه بعض العثرات على طريق تطبيق الاتفاق بنجاح»، مؤكداً في الوقت ذاته أن البيت الأبيض «لا يزال ملتزماً بهذه العملية».

وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن قلقه إزاء تقارير حول انتهاكات لوقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أيام في سوريا، وحض جميع الأطراف على احترام وقف الأعمال العدائية. وقال في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على أن وقفاً لإطلاق النار صامد الى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وأضاف «بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق» الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي للنزاع.

وقال مساعد لوزير الدفاع السعودي لـ»رويترز» إن وزراء دفاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» بحثوا إمكانية التوغل برياً في سوريا قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قراراً حتى الآن.

وصرح العميد أحمد عسيري في مقابلة هاتفية من الرياض «لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل... نوقش على المستوى السياسي لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية«. وأضاف «بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها... سنشارك في ذلك«. وتابع قوله «ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين لضمان أن تكون لدينا خطة«.

وقال عسيري أيضاً إن المملكة مستعدة الآن لقصف تنظيم «داعش» من قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي. وأضاف أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات.

وفي سياق مقارب، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو لم يحدد بعد، والدعوة التي وجهها إليه الرئيس بوتين تبقى مفتوحة.

وكذلك في سياق الأزمة السوري، لفت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الى أن وقف إطلاق الذي أعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثلث البلاد فقط، وأنه يأمل في توسعته ليشمل سوريا بالكامل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب أفريقيا، إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا.

وقالت وكالة «دوغان« الخاصة للأنباء إن المدفعية التركية أطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم «داعش» في شمال محافظة حلب السورية.

وتعقيباً على الموقف التركي، قال ريابكوف إن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية وإن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون «ضربة قاصمة» لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وأضاف: «مع الأسف لم يتخل زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود«.

في غضون ذلك، أكد تقرير اطلعت عليه «المستقبل» على موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ونشره مترجماً إلى العربية موقع «الجزيرة.نت»، أن قوات الأسد تستخدم طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع، كانت قد بيعت إلى الجيش الروسي.

وكشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» يوآف زيتون، أن النظام السوري استخدم طائرة إسرائيلية مسيرة في حربه ضد معارضيه، وذكر أن هذا يعني أن الطيران الإسرائيلي يساعد نظام الأسد وحلفاءه من إيران وحزب الله في الحفاظ على بقائه والانتصار على المعارضين.

وأضاف يوآف زيتون أن هذه الطائرة التي التقط مواطن سوري صورة لها في أجواء مدينة اللاذقية شمال سوريا، من طراز «سيرتشر» من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية تم بيعها لروسيا، وهي ذات حجم متوسط معدة لاستخدامات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ضمن مسافات تصل الى مئات الكيلومترات.

وفي شمال سوريا، أعدم تنظيم «داعش» ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه بعد اتهامهم بمحاولة «الانشقاق الجماعي» والتحريض ضده، واعتقل أكثر من 65 آخرين يحملون الجنسية ذاتها، كما أفادت حملة «الرقة تذبح بصمت» وكالة «فرانس برس«.

وقال «أبو محمد» أحد مؤسسي الحملة المناهضة للتنظيم عبر الانترنت إن «تنظيم داعش أعدم ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه يوم الجمعة في مدينة معدان في محافظة الرقة» أبرز معاقل التنظيم في سوريا «بعد اتهامهم بمحاولة الانشقاق الجماعي والتحريض ضد التنظيم».

وبحسب بيان نشرته الحملة على موقعها الالكتروني، فإن نحو 75 مقاتلاً هولندياً بينهم مقاتلون من أصول مغربية يحملون الجنسية الهولندية، انشأوا تجمعاً خاصاً بهم في الرقة، وكانوا على علاقة متوترة مع القيادات العراقية في التنظيم.
 
اكثر من 150 ألف طفل سوري وُلدوا في تركيا
المساعدات للاجئين السوريِّين في دول المنطقة مؤمنَّة
اللواء... (ا.ف.ب)
 اعلن برنامج الاغذية العالمي امس انه جمع مبالغ مالية «غير مسبوقة» تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الاردن ولبنان والعراق ومصر والتي اصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة.
ووعدت الدول المانحة خلال مؤتمر لندن حول سوريا في مطلع شباط بمبلغ «قياسي» من 675 مليون دولار كما اوضح البرنامج بعدما كان نقص الاموال ارغمه في السنوات الماضية على تعليق او خفض مساعدته للاجئين السوريين بشكل كبير. واضاف البرنامج ان تلبية نداء المساعدات «غير المسبوق سيساهم في انقاذ ارواح الاشخاص الاكثر عرضة للمصاعب في سوريا والمنطقة» مشيرا الى ان الاموال ستغطي ايضا زيادة وجبات المدارس وانشطة «تساهم في منح الامل بمستقبل افضل لملايين الاشخاص المتضررين من الازمة».
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي ارثارين كوزان «ذلك يعني اننا قادرون على تلبية الاحتياجات الفورية الاساسية من المساعدات الغذائية لحوالى 1،8 مليون لاجىء في المنطقة و4،5 مليون سوري داخل البلاد يعتمدون على مساعدة البرنامج يوميا».
وفي سياق متصل، اعلن نائب رئيس الوزراء التركي لطفي الوان ان اكثر من 150 الف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ بدء النزاع في سوريا ملقيا الضوء على العبء الانساني الذي تواجهه انقرة.
وقال خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة في جنيف ان تركيا «تبذل اقصى جهودها لتحمل قسم كبير من الكارثة الانسانية» التي سببها النزاع في سوريا المستمر منذ اكثر من خمس سنوات.
واضاف امام المجلس ان «عدد الاطفال السوريين الذين ولدوا في تركيا بلغ حوالى 152 الفا» بحسب نسخة عن خطابه لافتا الى ان بلاده تستقبل ايضا اكثر من 2،7 مليون لاجىء سوري، اي اكثر من اي دولة اخرى مجاورة لسوريا.
وواجهت انقرة انتقادات متكررة من المجموعة الدولية لعدم بذل جهود اضافية في مواجهة ازمة هجرة السوريين بعدما اضطر اكثر من نصف السكان الى ترك منازلهم بسبب المعارك.
وكرر المسؤول التركي دعوته الى دول العالم بما يشمل الغرب «للتحرك بموجب مبادىء تقاسم الاعباء» في الازمة الانسانية السورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,087,097

عدد الزوار: 7,620,145

المتواجدون الآن: 0