اخبار وتقارير..الثورة السورية: خمسة أعوام من النضال على درب الحرية ...أوروبا المنقسمة تعوِّل على تركيا لوقف تدفُّق المهاجرين ومأساة جديدة في بحر إيجه ضحيتها ٢٥ لاجئاً

وساطة إيرانية لتخفيف حدة التوتر بين أنقرة وموسكو...تقرير إسرائيلي عن خطة روسية لتحويل سورية إلى... سويسرا من خلال تقسيمها إلى كانتونات مع إقامة حكم فيديرالي

تاريخ الإضافة الإثنين 7 آذار 2016 - 6:11 ص    عدد الزيارات 2337    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الثورة السورية: خمسة أعوام من النضال على درب الحرية
المستقبل..سالم ناصيف
كطائر الفينيق المنبعث من رماده، تعود ذكرى الثورة السورية في شهر آذار من كل عام لتنفض عنها ركام القصف والموت، فتنبعث من ذاتها وكانها ثورة لا تموت، تعيد كتابة حكاية الطائر الأسطوري حين نزل من الجنة ليسكن أرض الفينيق، سوريا، فاحترق بعذابات أهلها. لكنه عاد في اليوم الثالث من احتراقه منبعثاً من رماده، فينيقاً خالداً لا يموت.

وفي قراءة واقعية لأسطورة الفينيق التي انطلقت من أرض شرق البحر المتوسط، لم يكن الطائر الأسطوري سوى شعب سوريا الذي لم يمت منذ آلاف السنين رغم تهافت الغزاة على قتله عبر العصور.

خمس سنوات من الثورة، لم تهدأ فيها عزيمة السوريين الطامحين بالحرية والكرامة، تارة يرضعون الأمل من حتمة انتصارهم، وتارة يحصون أعداءهم الذين تكاثروا عليهم، بدءاً من النظام الذي أوغل في سفك دمائهم، مروراً بتنظيم «داعش« الإرهابي الذي انقض على مدنهم المحررة، وصولاً إلى المحتل الإيراني الذي نشر ميليشيات القتل الطائفية وعاثت بالمدن السورية فساداً وإجراماً، وليس آخراً العدو الروسي الذي حمل إليهم أعتى أنواع الأسلحة الفتاكة ليكمل فصول القتل بحق شعب لا ذنب له سوى أنه طالب بحريته وكرامته.

عود على بدء «الشعب يريد إسقاط النظام»

استبق السوريون ذكرى الثورة بخروج عشرات التظاهرات السلمية، اجتاحت المدن والبلدات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، معيدين بذلك للنظال السلمي زخم الحضور واستعادوا هم زمام المبادرة، بعودة شعارات الحرية والكرامة. مجددين العهد على متابعة مسيرة تحررهم من الظلم والاستبداد، حتى انتصار ثورتهم التي اندلعت في آذار 2011.

وفي الوقت الذي كان النظام يواصل خروقاته للهدنة بقصف المدن والبدات السورية، كانت عشرات التظاهرات تخرج من تحت الدمار وأنقاض المباني المهدمة في كل من حلب وريفها وإدلب وبلداتها وحمص وغوطة دمشق ودرعا، لتحمل رسالة مزدوجة، الأولى موجهة إلى الشعب السوري في الشتات وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، لتقول له: «الثورة لنا جميعاً«.

أما الرساله الثانية، فكانت موجه إلى القوى الدولية العاملة على إنقاذ الأسد بأي ثمن لتقول له: «ها نحن عدنا إلى التظاهرات التي دفعت بهذا النظام لقتلنا وشن حربه علينا، لكنه لم ينجح، وأنتم لن تنجحوا في إنقاذه«.

وفي هذا السياق، يؤكد الناشط الإعلامي عمر عرب من مدينة حلب، أن تظاهرات يوم الجمعة 3 آذار لن تكون سوى بداية عودة الحراك المدني والسلمي المطالب بالحرية والكرامة وحقوق السوريين من كل الطوائف«، مشيراً إلى أن جميع الهيئات المدنية والثورية في حلب استبقت ذكرى الثورة بحل جميع كياناتها المنية والتوحد في كيان واحد وتحت اسم واحد «ثوار حلب»، وواصفاً تلك الخطوة أنها بمثابة «الرد العقلاني للخروج من حالات التشرذم والفرقة التي أصابت الهئيات المدنية والثورية«.

وكشف عرب أن «ثوار حلب» بدأوا يعملون على جمع التبرعات المادية والعينية لتأمين مستلزمات احتفالاتهم بذكرى الثورة، حيث يجري الاعداد والتحضير لمجموعة من الاحتفالات الشعبية والتظاهرات التي ستعم الأحياء المحررة في المدينة وفي بدت وبلدات الريف، مؤكداً رفض تقاضي أي مساعدات من أي كيان سياسي أو عسكري حفاظاً على استقلال «ثوار حلب» ومنعاً لحدوث أي تبعية.

من جهته، يصف أحد ناشطي دمشق عودة التظاهرات السلمية أنها بمثابة عودة الأمل لجميع السوريين، بعد أن أتعبتهم الحرب وجعلتهم يشككون بحتمية سقوط الأسد منذ أن نجح النظام في سحب الثورة إلى ملعب العنف الذي يبرع فيه.

واعرب عن اعتقاده بأن عودة الحراك الثوري بأساليب المقاومة السلمية من شأنه أن يعيد شريحة واسعة من الشباب الثوري، إلى ساحة الصراع السلمي الذي يشكل مقتلا لهذا النظام، مضيفاً: «أعتقد أن النظام، ومع عودة التظاهرات السلمية أدرك أنه الخاسر من الهدنة، لذلك يحاول أن يعيد الحرب من خلال انتهاكاته للهدنة مسجلاً أكثر من 270 خرقاً حتى الآن«.

ويصف أحد الناشطين في درعا عودة التظاهرات السلمية واستباق ذكرى الثورة بأنها تنهي الخلاف والجدل العقيم حول التاريخ الحقيقي لاندلاع الثورة إن كان في 15 آذار أو 18 آذار يوم اندلاعها أمام المسجد العمري في مدينة درعا، مشيراً إلى أن «عودة الحراك السلمي في هذا الوقت بالتحديد هو بمثابة البوصلة التي ستقود إلى مستقبل سوريا الخالية من الاستبداد السياسي والديني«.

ويضيف: «أما تأكيد شعارات التظاهرات على إسقاط النظام ووحدة التراب السوري وشعبه، فهو بمثابة الرد السياسي على المشاريع الإقليمية التي يحيكها الروس والإيرانيون، بدءاً من مشاريع التهجير القسري تمهيداً لتحقيق تغيير ديموغرافي يؤمن للأسد حدود دويلته، مروراً بمشارويع التقسيم إرضاءً لطموحات بعض القوى الانفصالية، وصولاً إلى الضغوطات الدولية التي تمارس على المعارضة السورية بهدف الإبقاء على الأسد خلال فترة انتقالية، لا تؤمن للمعارضة سوى المشاركة الصورية بهدف إيهام العالم أن ثمة انتقال ديموقراطي يجري في سوريا تحت رعاية دولية.

التحضيرات في عواصم العالم

بدأ السوريون الذين اضطروا للخروج من بلادهم مكرهين بتحضير احتفالات ذكرى ثورتهم في عدد من عواصم العالم، في اسطنبول وباريس ولندن وبرلين وسواها، مطلقين الدعوات إلى التظاهر في يوم 15 آذار .

كما تتخذ احتفالات الثورة في مدن العالم وعواصمه شكل محاكاة شعوب تلك الدول للتعريف بقضية الشعب السوري وتشكيل الرأي العام الداعم للقضية السورية.

وأكد أحد اللاجئين في فرنسا أنه يتم العمل على تنظيم سلسلة من التظاهرات والاعتصامات بالإضافة لمجموعة من الندوات الثقافية والفعاليات التي ستجوب المدن الفرنسية، منها على سبيل المثال، الحملة المستمرة منذ عام 2013 تحت عنوان «سوريا وطن لا سجن»، تنظمها شبكة المرأة السورية لتقوم على التذكير بقضية المعتقلين من خلال توثيق التقارير الخاصة بهذا الشأن والعمل على نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر كتيبات مطبوعة.

كما يرجح المصدر أن تتوج تلك الاحتفالات بتظاهرات كبرى، يشارك فيها مجموعات من المجتمع الفرنسي، ستجري في عدد من المدن الفرنسية يوم 15 آذار.

الدكتاتوريات الجديدة وتحديات الثورة

مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، تحمل على عاتقها المزيد من التحديات والمهام الجديدة، كمتابعة نضالها ضد التطرف الديني والتنظيمات الإرهابية، على رأسها تنظيم «داعش« الذي استغل فرصة الفراغ الحاصل في المناطق المحررة فانقض عليها ليحارب صوت الحرية فيها. وكما فعل النظام أوغل ذلك التنظيم في قهر وقمع سكان كل من الرقة ودير الزور وريف حلب.

أما التحدي الجديد، فيتمثل في تصدي الثورة لمحاولات تقسيم سوريا تحت مسميات اللامركزية والفيدرالية التي بدأ النظام الروسي بالتسويق لها في خطابه الديبلوماسي، معتبراً أن سوريا لا يمكن أن يتحقق السلام فيها دون نظام فيدرالي. وهذا الأمر يروق للنظام كما يروق لبعض القوى الدينية المتطرفة، كما أنه يرضي غرور القوى ذات المطامع الانفصالية كحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd « الذي عمل منذ بداية الثورة على عقد صفقات مع النظام، تقضي بتأمين إدارته للمناطق ذات ألأغلبية الكردية تحت حجة التصدي لتنظيم داعش الإرهابي وتوجت تلك الصفقات الانفصالية مباركة ودعم روسي وأميركي.

بالتوازي مع ذلك بأتي الحديث عن الفيدرالية بعد زمن من تحقيق النظام لها على أرض الواقع حين حوّل معظم المناطق التي استولى عليها إلى كانتونات طائفية تولت القيادات الأمنية فيها مهام الأمن والإدارة وتصرفت كحاكم مطلق النفوذ. كما حدث في حمص ومدن وبلدات القلمون السوري.

وفي هذا السياق، يرى أحد الناشطين الكرد أن إدارة «pyd» كشفت عن وجهها الحقيقي المعادي للحرية، والمتناقض مع مسمى الديموقراطية الذي تحمله، بمنعها للتظاهرات السلمية، وإيغالها في قمع واعتقال كل صوت مخالف لها. معتبرا أن غياب التظاهرات عن الساحة الكردية جعل من الإدارة الذاتية لحزب «pyd» تنتهج نهج النظام وداعش وجبهة النصرة الذين منعوا هم أيضا التظاهرات في مناطقهم.

وفي آذار 2011، بدأ السوريون ثورتهم ضد نظام واجهم بشتى أنواع القتل والتنكيل، فاعتقل مئات الآلاف منهم وقتل ما يقارب 300 ألف مواطن، وهجّر ما يزيد عن 5 ملايين خارج الحدود بالإضافة لنزوح 7 ملايين داخل الحدود.

كل ذلك حدث لأنهم فكروا باعادة كتابة مستقبل بلدهم الحرة المحررة من نظام بات وجوده يتعارض الحياة والحلم في آن، فانطلقت من أمام المسجد الأموي في دمشق، في 15 آذار 2011، أولى التظاهرات الثورة، تحت عنوان يوم الغضب السوري، شارك فيها من كل الأطياف وطوائف الشعب السوري، لتجوب سوق الحميدية مطلقة أولى هتافاتها «الله سوريا حرية وبس»، أعقبها في اليوم التالي اعتصام ذوي المعتقلين السياسيين والمناصرين لقضيتهم أمام وزارة الداخلية بدمشق، رداً على انتهاكات محكمة أمن الدولة وأحكامها العرفية بحق النشطاء السياسيين والحقوقيين، واجهها النظام بالقمع واعتقال العشرات من أبناء وزوجات المعتقلين.

بداية ثانية حدثت في درعا بعد أيام في 18 آذار، حين خرج الأهالي نصرة لكرامتهم ورداً على اعتقال أبنائهم الذين كتبوا على جدران مدرستهم شعارات الربيع العربي. فكان رد النظام على تظاهرة الجامع العمري بالرصاص الحي، كاشفاً عن وجهه الحقيقي ونيته في قمع وقتل كل من يفكر بالثورة عليه.

يومها قدمت درعا أول شهيدين في الثورة، محمود الجوابرة وحسام عياش، فكانت نقطة اللاعودة، وانتشرت الاحتجاجات في المناطق كافة لتنادي بإسقاط النظام.
وساطة إيرانية لتخفيف حدة التوتر بين أنقرة وموسكو
الرأي..كتب إيليا ج. مغناير
علمت «الراي» من مصادر مطلعة في طهران ان تركيا طلبت توسّط إيران لدى روسيا لإنهاء الحرب المعلَنة بينهما على خلفية إسقاط أنقرة للطائرة الروسية «سوخوي 24» فوق الحدود التركية - السورية في ديسمبر الماضي.
وقالت المصادر لـ «الراي» ان زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لطهران حملت ملفات متعدّدة أهمها الملف الاقتصادي والملف الأمني في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً ان هناك اختلافات كبيرة من ناحية مصالح الدولتين على الملف السوري بالدرجة الأولى، ولكن إيران تستطيع لعب دور إيجابي لتقريب وجهات النظر بين روسيا وتركيا وكذلك تستطيع تركيا لعب دور بناء لترميم العلاقة السعودية - الإيرانية.
وأضافت المصادر ان تركيا تطمح بعلاقة اقتصادية مع إيران تصل - كما أعلنها الضيف التركي - الى 30 مليار دولار سنوياً بعدما هبطت الى 9.7 مليار في الأعوام الأخيرة، وكذلك تحتاج تركيا الى إيران لترميم العلاقة مع العراق بعدما تدهورت على خلفية طلب بغداد انسحاب القوات التركية من حول مدينة الموصل ورفض أنقرة لهذا الطلب.
وذكرت المصادر ان إيران فازت بعقد بناء خطٍ للغاز يمرّ عبر العراق وسورية الى تركيا ليصل حتى القارة الأوروبية وينافس الغاز الروسي، وبما ان تركيا تبحث عن بدائل للغاز الروسي ايضاً بعد توتّر العلاقات مع موسكو، فإن كلا البلدين - إيران وتركيا - لديهما مصالح مشتركة متعددة، اقتصادية وسياسية، وقد اتفق الطرفان على تنظيم خلافهما العميق المتعلق بالملف السوري حيث يدعم كل بلد طرفاً يقاتل في أرض الشام.
ووصل الى طهران ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي وموفد الرئيس فلاديمير بوتين، أثناء تواجد رئيس الوزراء التركي.
وتطمح أنقرة الى تخفيف التشنج الحاصل بينها وبين موسكو ولا سيما بعد الإجراءات القاسية التي اتخذها الكرملين والتي تسببت بأضرار للاقتصاد التركي.
تقرير إسرائيلي عن خطة روسية لتحويل سورية إلى... سويسرا من خلال تقسيمها إلى كانتونات مع إقامة حكم فيديرالي
القدس - «الراي»
الأميركيون والأكراد يؤيدون خطة موسكو... والرياض وأنقرة تعارضانها
تحدث المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي تسفي بارئيل في تقرير له في صحيفة «هآرتس» أمس عن خطة روسية مفصلة لتقسيم سورية الى دويلات عدة ضعيفة مهلهلة.
وكتب بارئيل أن الأكراد والأميركيين يؤيدون الفكرة الروسية لتقسيم سورية الى مناطق حكم ذاتي، لكن السعودية وتركيا تعتبران أن هدف موسكو هو اضعاف تأثيرهما في المنطقة، والشعب السوري سيدفع الثمن، مشيراً الى ان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ألقى في الأسبوع الماضي قنبلة سياسية، عندما قال: «اذا قرر السوريون أن تكون سورية دولة فيديرالية، فلا أحد يمكنه منع ذلك... آمل أن الاطراف المشاركة في المفاوضات تقوم بفحص فكرة الفيديرالية».
فجأة الجميع يتحدثون عن الفكرة الروسية الجديدة، تقسيم سورية الى كانتونات على نمط سويسرا واقامة حكم فيديرالي مع مقاطعات فيها حكم ذاتي، كحل محتمل للأزمة السورية. التقديرات التي لم يتم نفيها حتى الآن هي أن الادارة الاميركية ايضاً، في ظل غياب خطط عمل بديلة، لن تعارض. هذا رغم تأييد الاميركيين حتى الآن لاقامة حكومة سورية تسيطر على سورية موحدة مثل العراق.
واضاف المحلل الإسرائيلي ان «المغزى الفعلي للاقتراح الروسي اذا تحقق، هو أنه ليس الاكراد في سورية فقط يمكنهم السيطرة على مقاطعة فيها حكم ذاتي والتي أعلن عنها، بل ايضاً تكون للعلويين مقاطعة خاصة بهم. والمقصود كما يبدو مقاطعة اللاذقية التي فيها ايضاً المعسكرات البحرية وغالبية المعسكرات الجوية لروسيا. ويبدو أن مقاطعة درعا ايضاً في الجنوب ستحظى بحكم ذاتي».
وتابع ان «ميزة هذه الخطة، حسب مؤيديها في سورية، هي أن صلاحيات الأسد ستقلص وتقتصر سيطرته على السياسة الخارجية والدفاع عن الدولة في مواجهة الاعداء الخارجيين. في المقابل، خوف المعارضة، كما عبر عنه جورج صبرا وهو أحد الاشخاص البارزين، هو أن اهداف روسيا تلتقي مع اهداف اعداء سورية، من اسرائيل وحتى طهران. روسيا في حينه يمكنها البقاء في سورية بشكل دائم وبشكل رسمي تقريباً، أما ايران فستستمر في فرض الاجراءات السياسية داخل الدولة عن طريق الاسد».
وحسب بارئيل فان «الأمر الطبيعي أن الاكراد في سورية الذين يحظون في الأيام الأخيرة بالهدوء من هجمات الجيش السوري ويظهرون كمتعاونين مع النظام، يؤيدون الفكرة. وحدات حماية الشعب نجحت خلال الايام الماضية في السيطرة على أحد الطرق المهمة التي تربط بين حلب المحاصرة وبين ادلب التي توجد تحت سيطرة المتمردين. وبهذا يستكمل الأكراد الحصار الذي فرضه الجيش السوري على حلب. هذه السيطرة لا تساعد الجيش السوري فقط بل تعطي الأكراد مناطق جغرافية تربط بين مناطق الحدود مع تركيا التي يسيطرون عليها وبين الجزء المركزي لسورية. هذا التطور يعتبر في نظر تركيا تهديداً حقيقياً لاستراتيجيتها التي تقضي بمنع سيطرة الأكراد على منطقة الحدود بين تركيا وسورية. هدف الاتراك هو منع الأكراد من انشاء تواصل يجد الأرضية لمنطقة كردية ذات حكم ذاتي مثل المنطقة الكردية في العراق».
في المقابل، تجد تركيا نفسها الآن في صراع ثلاثي. أهمه ضد الأكراد وضد تعزيز العلاقات بين واشنطن والأكراد. حيث يحصل الأكراد على مساعدات مالية وسياسية من الولايات المتحدة، على أمل أن يكونوا هم القوة الحربية الأساسية ضد «داعش» في سورية، لا سيما طرد «داعش» من الرقة. الصراع الثالث لتركيا موجه الى روسيا التي تدهورت العلاقة معها في اعقاب اسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر.
 
أوروبا المنقسمة تعوِّل على تركيا لوقف تدفُّق المهاجرين ومأساة جديدة في بحر إيجه ضحيتها ٢٥ لاجئاً
اللواء...(ا.ف.ب)
يتوقع ان يمارس الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسل ضغوطا على انقرة لمساعدته في السيطرة على ازمة المهاجرين التي تهدد وجوده وترجمت امس بمأساة جديدة اودت بـ25 شخصا في بحر ايجه.
وفي موازاة ذلك، يبدي الاتحاد استعدادا لمساعدة اليونان التي يصل اليها المهاجرون من تركيا وتتوقع وصول مئة الف منهم بحلول نهاية اذار.
وسيعقد ممثلو الدول الـ28 غداء عمل اليوم مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، بينما يحدث وصول 1.25 مليون طالب لجوء انقساما غير مسبوق داخل الاتحاد.
وتأتي هذه القمة الطارئة، وهي الثانية في اقل من اربعة اشهر، في اجواء من الخلاف بين تركيا والاتحاد الاوروبي القلق ايضا من قمع وسائل الاعلام المعارضة للرئيس رجب طيب اردوغان.
وقالت مصادر دبلوماسية ان داود اوغلو وصل الى بروكسل مساء امس «ليعد للقمة» عبر لقاءات ابرزها مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
وقبل مغادرته اسطنبول، اكد المسؤول التركي ان بلاده قامت بـ«خطوات مهمة» في اطار احترام الجزء المتعلق بها من «خطة العمل» التي توصلت اليها مع الاتحاد الاوروبي في تشرين الثاني بهدف الحد من تدفق المهاجرين الذين يغادرون السواحل التركية بالالاف متوجهين الى الجزر اليونانية.
وقضى 25 مهاجرا على الأقل بينهم عشرة اطفال امس بغرق مركبهم قبالة تركيا.
وبعد جولة في البلقان واليونان وتركيا، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الجمعة انه «لمس توافقا اوروبيا (...) على استراتيجية شاملة يمكن ان تساعد، اذا طبقت، في الحد من تدفق» المهاجرين.
والحل المطروح هو تطبيق اتفاقات شنغن للتنقل الحر بحرفيتها عبر عدم السماح بدخول اليونان سوى للأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء.
وهذا سيسمح بأن ترفع بحلول نهاية 2016 اجراءات مراقبة الحدود التي تقررها كل دولة بشكل احادي داخل الاتحاد لوقف تقدم المهاجرين بشكل فوضوي باتجاه شمال اوروبا ثم طرد «كل المهاجرين لأسباب اقتصادية» الى تركيا التي ستعيدهم الى بلدانهم الاصلية.
ويبقى اقناع انقرة بتنفيذ الوعود التي قطعتها في تشرين الثاني عبر تطبيق اتفاق اعادة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في تركيا اعتبارا من الاول من حزيران.
وقال توسك «يمكن خفض التدفق بعمليات اعادة واسعة وسريعة» للمهاجرين غير الشرعيين.
ويريد الاوروبيون ايضا ان تعزز انقرة التصدي للمهربين الذين ينشطون قبالة سواحلها بمساعدة سفن الحلف الاطلسي في بحر ايجه.
ورحب الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ بتوسيع هذا الانتشار البحري في اتجاه «المياه الاقليمية» اليونانية والتركية، «بتنسيق وثيق» مع هذين البلدين. وسيعزز الحلف ايضا تعاونه مع فرونتكس، الوكالة الاوروبية للحدود.
لكن الوضع الانساني يبقى مقلقا. اذ ان اكثر من ثلاثين الف مهاجر ما زالوا عالقين في اليونان في ظروف بائسة منذ اغلاق حدود دول البلقان.
 مساعدة اثينا
ويفترض ان يفرج الاتحاد الاوروبي بسرعة عن مساعدة غير مسبوقة تبلغ 700 مليون يورو على مدى ثلاثة اعوام لمساعدة اثينا التي تواجه ازمة اقتصادية خطيرة. وقالت ميركل «على الاتحاد الاوروبي ان يدعم اليونان في شكل تضامني وسيقوم بذلك».
وما زال نحو الفي مهاجر يصلون يوميا من تركيا الى السواحل اليونانية - اقل بثلاث مرات من العدد الذي كان يسجل في تشرين الاول.
لكن القادة الاوروبيين يؤكدون ان العدد ما زال كبيرا جدا، ويخشون من موجات اكبر في الربيع عندما يصبح عبور بحر ايجه اقل خطورة.
وقال السفير التركي لدى الاتحاد الاوروبي سليم ينيل ان «ما يثير السخرية في هذه القضية هو ان علينا نحن ان نوقف التدفق وان ننقذ الاتحاد الاوروبي». واضاف «لقد تذكرونا فجأة بعدما تجاهلونا في الاعوام العشرة الاخيرة». وانتزعت انقرة مكسبا كبيرا لقاء تعاونها في ازمة الهجرة هذه هو تعليق التأشيرات المفروضة على المواطنين الاتراك ربما اعتبارا من الخريف، وتحريك عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، الى جانب ثلاثة مليارات يورو من المساعدات للاجئين السوريين البالغ عددهم 2.7 مليون في هذا البلد.
وأمس، علق الرئيس التشيكي ميلوس زيمان المعروف بتصريحاته الحادة «ليس ذلك سوى مال مهدور»، معتبرا ان «تركيا ليست قادرة ولا مستعدة للقيام بأي شيء حيال المهاجرين».وستنتهز الدول الـ28 فرصة الاجتماع اليوم لمحاولة اعادة بعض الانضباط الجماعي داخل الكتلة. وترفض دول اعضاء عدة تطبيق خطة توزيع 160 الف لاجئ داخل الاتحاد، التي تم التوصل اليها في ايلول للتخفيف عن اليونان وايطاليا.
تخصص لتعليم السوريين وتشغيلهم.. 3 مليار يورو.. هل تكفي تركيا لحل أزمة اللجوء؟
إيلاف...وكالات
في مؤشر على وجود تفاهم تركي-أوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية، أنها ستسلم تركيا أول دفعة من المساعدات المالية، البالغة ثلاثة مليارات يورو، لتكثف الأخيرة جهودها لكبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
بروكسل: قالت فيدريكا موجيريني مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، إنها "واثقة جدًا" من أن الاتحاد سيسلم تركيا ثلاثة مليارات يورو تعهد بها في مقابل أن تكبح أنقرة تدفق المهاجرين على أوروبا.
 وأضافت في مؤتمر صحفي في أنقرة بعد اجتماعات مع مسئولين أتراك "أنا واثقة تمامًا من أن المبلغ المقرر سيكون متاحًا في وقت مناسب جدًا".
 اما المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، فبينت ان الاموال ستخصص لتعليم اللاجئين وتشغيلهم في تركيا.
 ومن جانبه، رفض الرئيس التشيكي ميلوس زيمان المعروف بتصريحاته الحادة، الأحد أن يمنح الاتحاد الأوروبي تركيا ثلاثة مليارات يورو لمساعدتها في استقبال اللاجئين، معتبرا أن هذا المبلغ هو "مال مهدور".
 وعشية قمة أوروبية تركية طارئة الاثنين في بروكسل، صرح زيمان لقناة بريما التلفزيونية "ليس ذلك سوى مال مهدور".
 وأكد أن "تركيا ليست قادرة ولا مستعدة للقيام بأي شيء للمهاجرين، إلا إذا كانت تريد الإلقاء بهم في السجن الأمر الذي لن يحصل على الأرجح".
 ووقعت أنقرة والاتحاد الأوروبي في نوفمبر اتفاقا تتعهد بموجبه الحد من تدفق المهاجرين مقابل حصولها على مساعدة بقيمة 3 مليارات يورو.
 لكنه لم يحقق النتائج المرجوة واثار إحباطا لدى الأوروبيين.
 والأربعاء، أبدت تركيا استعدادها لأن توقع مع 14 بلدا اتفاقا للقبول مجددا بالمهاجرين غير الشرعيين المرحلين على أراضيها.
 والعام الفائت، تقدم أكثر من 1.25 مليون شخص بطلب لجوء داخل الاتحاد الأوروبي، وهو عدد يتجاوز الضعف مقارنة بالعام 2014.
 من جهته، يدعو زيمان إلى طرد المهاجرين الاقتصاديين ومن يشتبه بأنهم إرهابيون، منددا بـ"الفشل التام" للاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الأزمة.
 والعام الفائت، وصف تدفق المهاجرين بأنه "غزو منظم" وحض الشبان العراقيين والسوريين على حمل السلاح ضد تنظيم داعش بدل الفرار إلى أوروبا.
اتهام الفاتيكان بتقديم تنازلات للبطريرك الروسي حول أوكرانيا
المستقبل.. (اف ب)
منذ لقائه التاريخي مع البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الروسية الارثوذكسية وتوقيعهما اعلانا مشتركا، يحصد البابا فرنسيس ردود الفعل المرحبة، لكنه يواجه ايضا انتقادات الذين اعتبروا ان الوثيقة ترجح كفة موسكو.

فقد استقبل البابا فرنسيس أول من امس السبت بطريرك كييف للروم الكاثوليك سفياتوسلاف شيفشوك، والاساقفة الاوكرانيين الاخرين (يعترفون بالسلطة البابوية) الذين اعربوا بالتأكيد عن استيائهم.

وادى لقاء كوبا في 12 شباط الى دفع المصالحة قدما مع اكبر كنيسة ارثوذوكسية (اكثر من 150 مليون شخص) بعد انشقاق العام 1054 بين كنيستي الشرق والغرب.

وعلى غرار المسؤولين المسيحيين الاخرين، رأى المونسنيور شيفشوك في اللقاء «خطوة تنطوي على ابعاد ذات رؤية نبوية». وكانت روما تأمل مع ذلك في عقد هذا اللقاء منذ 25 عاما. فقد سعى اليه كل من البابا يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر، لكنهما لم يتوصلا الى نتيجة بسبب معارضة الكنيسة الروسية التي تعتبر الكاثوليك مرتدين ويشكلون خطرا عليها.

لكن الاعلان المشترك الذي وقعه البابا فرنسيس والبطريرك كيريل يثير مشكلة بغض النظر عن اللقاء.

فقد اوضحت روما انه يؤكد التحالف بين الارثوذوكس والكاثوليك لمواجهة التطرف الاسلامي في الشرق الاوسط، في فترة تسودها صراعات وصفها البابا فرنسيس بأنها «حرب عالمية ثالثة على دفعات«.

وبالاضافة الى القسم الكبير المخصص للتطورات في المجتمات الغربية (العائلة ومفهوم الحياة والابتعاد عن المسيحية) والذي يعكس وجهات النظر المحافظة للكنيسة الروسية، تخصص الوثيقة ثلاث فقرات مثيرة للجدل حول الازمة الاوكرانية.

فقد وردت فيها دعوات الى حقوق الانسان والحوار، والاشارة ايضا الى ان «الاتحاد (الولاء لروما الذي يتعارض مع الكنائس المحلية الاخرى) قد بات من الماضي». وخلت الوثيقة من اي اشارة الى مسؤولية روسيا في النزاع.

وقال المونسنيور شيفشوك بعد لقاء كوبا ان اعدادا كبيرة من الاوكرانيين الروم الكاثوليك «شعروا بالاحباط والخيانة«.

اما المتروبوليت هيلاريون «وزير خارجية كيريل» فأعرب في المقابل عن ارتياحه الشديد في مقالة نشرتها الجمعة صحيفة «اوسرفاتوري رومانو» الناطقة باسم الفاتيكان. وقال ان الاعلان يشكل خطوة نحو «سلام دائم» في اوكرانيا.

وقال ايف هامان، الخبير في المسائل الروسية والارثوذوكسية، «من الواضح ان اللقاء يخدم المصالح السياسية» لكيريل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واضاف ان «كيريل حمل البابا على الاعتراف به زعيم بلد يشهد ازدهارا دينيا، في مواجهة اوروبا تفشت العلمانية في كل مفاصل حياتها» و»يعتبر نفسه مساويا للبابا» في العالم الارثوذوكسي حيث يتساوى البطاركة على الصعيد الرسمي.

وكان البابا منهمكا بالاصداء السياسية المتوقعة: فبعد اقل من ساعة على اللقاء، اقدم على خطوة غير متوقعة تمثلت باطلاع الصحافيين على اجواء اللقاء. وشدد على القول «سنسمع كثيرا من التفسيرات والاراء... هذا ليس اعلانا سياسيا، ليس اعلانا اجتماعيا، انه اعلان» حول الشؤون الكنسية.

وبعد بضعة ايام، حرص البابا على العودة الى الموضوع، مؤكدا انه «يتفهم» الشعور بالخيانة الذي عبر عنه عدد كبير من الاوكرانيين. وبخصوص الاعلان المشترك قال «انه وثيقة قابلة للنقاش»، مشيرا الى ان اوكرانيا تواجه «حربا ومعاناة واراء كثيرة». لكنه اضاف ان «الواقع التاريخي لحرب... يحمل كل طرف على التعبير عن وجهة نظره: كيف هي هذه الحرب؟ من بدأها». وهذا رفض لاتخاذ موقف يغضب الاوكرانيين.

ومع ذلك، ذكر البابا نهاية الاسبوع بالتاريخ المؤلم للكنيسة الكاثوليكية في اوكرانيا التي وجه اليها «بركته البابوية الخاصة» بمناسبة الذكرى السبعين لالتحاقها بالقوة وبامر من ستالين بالبطريركية الارثوذكسية الروسية.

وفي رسالة الى الاسقف شيفشوك قال البابا «انحني باحترام كبير امام الذين عبروا وبرغم المحنة والشهادة عن ايمانهم وعاشوا باخلاص لكنيستهم وبوحدة ثابتة» مع البابوية. واضاف «اجدد تضامني مع الكنهة والمؤمنين لما قاموا به في تلك الاوقات الصعبة التي تميزت بمحن الحرب، من اجل تخفيف الام الشعب والبحث عن طرق سلام لهذه الارض الاوكرانية الغالية«.

وتحدث القاصد الرسولي في اوكرانيا المونسنيور كلاوديو جيجيروتي عن وثيقة «يتعين نسيانها» لانها «احتاجت الى كثير من العمل والصعوبات«.

لكن كتابة الوثيقة كشفت عن صعوبات. فقد تم التفاوض في شأنها بسرية تامة، ولم يكشف عن وجودها وعن مشروع اللقاء إلا قبل اسبوع، ونوقشت بعض الصيغ حتى اللحظة الاخيرة.

وذكر كيريل لوكالة انباء انترفاكس الروسية ان خمسة اشخاص فقط في البطريركية كانوا على علم بها. واضاف «من المستحيل التحضير علانية لمثل هذا الحدث، فقد كان عدد كبير من الاشخاص يعارضونه». وطمأن اتباعه الخائفين من اي تقارب مع البابوية قائلا انه لم يناقش مع البابا فرنسيس اي موضوع لاهوتي «فلا مدعاة للتخوف«.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,352,690

عدد الزوار: 7,629,551

المتواجدون الآن: 0