عون يُصعّد والحريري يُبشّر: الرئيس أقــرب ممّا نتصور... وقهوجي يُطمئن...محاولة للإستفادة من التقارب الأميركي الروسي بشأن سوريا للمساعدة في حل أزمة الإستحقاق الرئاسي

سلام يدعو نصر الله للكف عن مهاجمة السعودية والخليج والدول العربية إلى عدم ترك لبنان وتحميله ما لا طاقة له..الحريري يرفض «القفص الطائفي»: لبناني أولاً ...الحريري: «حزب الله» يرى أنه امبراطورية وإجراءات الخليج سببها خلاياه التخريبية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 آذار 2016 - 6:07 ص    عدد الزيارات 2074    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عون يُصعّد والحريري يُبشّر: الرئيس أقــرب ممّا نتصور... وقهوجي يُطمئن
الجمهورية...
ما كادت تفتح كوّة صغيرة في جدار الأزمة بين السعودية ولبنان تمثّلت بلقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير البيئة محمد المشنوق على هامش القمة الاسلامية في جاكرتا، في اول اتصال لبناني ـ سعودي عقب اندلاع الازمة بين لبنان ودول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، وتأكيد الجبير أنّ الخطوات التي لجأت اليها بلاده لم تكن تستهدف حكومة لبنان، بل هناك تقدير لرئيسها تمام سلام ولمواقفه، حتى استمرّ التأزم بين الرياض و»حزب الله» الذي واصلَ حملته على السعودية فيما أعاد مجلس الوزراء السعودي التشديد على قرار دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار الحزب، بقادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه «منظمة إرهابية، نظراً لاستمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها عناصر تلك الميليشيات وما تشكّله من انتهاك صارخ لسيادة دول المجلس وأمنها واستقرارها، وممارسات في عدد من الدول العربية تتنافى مع القيَم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكّل تهديداً للأمن القومي العربي».
أشار رئيس الحكومة تمام سلام الى أنّ «العلاقات العريقة بيننا وبين دول الخليج دائمة ومستمرة ونعمل على تعزيزها». وقال في حديث الى قناة «العربية» ضمن برنامج «بانوراما»: «إنني أعوّل على ما للبنان من مكانة عند خادم الحرمين الشريفين وقادة دول الخليج»، وتوجَّه الى دول الخليج والسعودية في مقدمها بالقول «إنّ العلاقات التاريخية بيننا وبينهم قائمة ودائمة وقوية ونعمل على تثبيتها ولن نُقصّر في ذلك، ولا يمكن أن أقول إنّه وفّقنا بسياسة النأي بالنفس»، لافتاً إلى أنّ «حزب الله مكوّن سياسي أساسي في البلد، وله دور مقاوم أساسي في وجه إسرائيل، وهو ذهب الى خارج لبنان وتدخّل في شؤون خارجية، وهذا ما أضرَّ لبنان، ونحن نُسائل حزب الله في ذلك، ونطلب منه العودة الى الوطن، لأنّ التجارب التاريخية أثبتت أنّ أيّ جنوح خارجي لأيّ تنظيم يجعل لبنان يدفع الثمن غالياً». ودعا سلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى «عدم مهاجمة السعودية ودول الخليج، وأتمنى أن يأخذ دعوتي هذه في الاعتبار»، مؤكداً أنّ «الحكومة الإئتلافية غير قادرة على إلزام أيّ فريق بأيّ شيء، والتوافق يجب أن يكون سيّد الموقف»، لافتاً إلى أنّ «السلاح هو خيار ليس متوافراً، وعلينا السعي بكلّ الوسائل الأخرى لحلّ الأزمة». واعتبر أنّ «الدولة في أوج ضعفها في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، وكلّ عامل يأخذ بعداً إقليمياً لا قدرة للبنان على تحمّله، ووجود «حزب الله «خارج لبنان يؤثر سلباً ويعرّضنا لمزيد من المخاطر». وطلب من الجميع «ألّا يأخذوا لبنان الى ما لا طاقة له على تحمّله، وما يحصل من صراعات في المنطقة كبير جدّاً». ورأى أنّه «لا يمكن فكّ العلاقة القائمة الآن داخل الحكومة، فذلك يعرّض لبنان للانهيار».

الحريري

وفي السياق، لفت الرئيس سعد الحريري «الى أننا نمرّ حالياً في مواجهة كبيرة بين دول الخليج العربي وإيران جرّاء التدخلات الإيرانية السلبية في شؤون عدد من الدول العربية». واعتبر انّ الإجراءات الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي» ليست بسبب غضب هذه الدول من لبنان وإنما بسبب خوفها عليه». وقال الحريري: «هم اتخذوا هذه الإجراءات بعد اكتشافهم عدداً من الخلايا التخريبية التابعة لـ»حزب الله» في البحرين والسعودية والكويت». ورأى انّ الحزب «يعتبر نفسه إمبراطورية، يحقّ له ما لا يحقّ لغيره». واكد الحريري انّ «حزب الله» ليس بإمكانه تقرير مصير سلاحه بنفسه، لأنّ القرار بخصوصه ليس بيده، وإنما بيد النظام الإيراني، والتسوية على مصير سلاح الحزب إقليمية صرفة. ولذلك، فإنّ تغيير العقد أو النظام السياسي لن يغيّر في الواقع شيئاً وسيبقي الانقسام قائماً في البلد».

فرنسا

وفيما أوضح الجبير أنّ «السلاح الذي تمّ شراؤه من فرنسا بموجب الهبة السعودية سيبقى في عهدة الجيش السعودي»، قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية رومان نادال عن تجميد عقد تسليح الجيش وقوى الأمن: «في ما يتعلّق بآليات تعاوننا العسكري مع لبنان، أدعوكم الى طرح السؤال على وزارة الدفاع. انّ فرنسا متمسّكة باستقرار لبنان الذي تساهم فيه القوات المسلحة اللبنانية، هذا هو هدف عقد التسليح». وأوضح نادال أنّ زيارة وليّ العهد السعودي الامير محمد بن نايف لباريس كانت مناسبة للتطرّق إلى هذا الموضوع ومواصلة الحوار حول الوضع في لبنان واستقراره.

قهوجي يطمئن

وفي هذه الاجواء، طمأن قائد الجيش العماد جان قهوجي اللبنانيين «إلى أنّ الجيش هو قويّ اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأنّ الأمن على الحدود وفي الداخل تحت السيطرة، ولا صحّة على الإطلاق للشائعات المغرضة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر، حول احتمال اهتزاز الاستقرار في لبنان أو حصول فتنة طائفية ومذهبية تذهب بالوطن الى المجهول، فقرارنا حازم في منع تدحرج كرة النار الإقليمية إلى لبنان، وسنضرب بيد من حديد أي محاولة تهدف إلى إحياء مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم، أو الإطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية. وسيبقى الجيش في أعلى جهوزيته على كلِّ جبهات المسؤوليات والواجب: من مكافحة الإرهاب على الحدود، إلى الدفاع في وجه إسرائيل ومخططاتها، إلى بسط الأمن والاستقرار في الداخل».

الشباب والرياضة

وفي أوّل خطوة تتصل بالإجراءات التي باشَرتها دول مجلس التعاون الخليجي بإقصاء لبنان عن النشاطات العربية والإقليمية المشاركة في الورش العربية التي تستضيفها، حجبت دولة الإمارات العربية المتحدة سِمات الدخول عن الوفد اللبناني المشارك في فعاليات برنامج ملتقى الشباب العربي الأول للمجموعات التطوعية في دبي، والذي شكّلته وزارة الشباب والرياضة لتمثيل لبنان في هذا المنتدى المقرّر عقده بقرار من مجلس الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية الذي عقد قبل فترة. وذكرت الأنباء الواردة من الإمارات العربية انّ سمات الدخول حجبت ايضاً عن الوفدين التونسي والجزائري، ما يوحي بأنّ القرار شملَ ممثلي ووفود الدول التي اعترضت على تصنيف «حزب الله» بمنظمة ارهابية، وهو ما ألحقَ هذه الوفود بالوفود السورية التي أقصيَت عن مختلف النشاطات التابعة للمؤسسات والمنظمات الإقليمية التابعة للجامعة العربية منذ شطبها عن لائحة الدول في الجامعة العربية قبل ثلاثة اعوام.

حناوي

وأسف وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي للقرار الذي أعاق سفره الذي كان مقرراً في الساعات المقبلة الى دبي. وقال لـ«الجمهورية»:»كنت أتمنى إعطاء الوفد اللبناني سمات الدخول الى مثل هذه التظاهرة الشبابية العربية التي تجمع شبّاناً وشابّات من مختلف دول العالم العربي». وأكد انه «كان من الأفضل التعاطي مع حدث من هذا النوع بروح رياضية لا سياسية».

حوار وحكومة ونفايات

سياسياً، تشخص الانظار مجدداً الى جلسة الحوار بين اقطاب الكتل النيابية والتي تنعقد غداً في عين التينة، في وقت لم يسجّل أي انفراج لا على خط الازمة الرئاسية ولا الحكومية على خلفية ملف النفايات. وأمس، نشطت الحركة السياسية في البلاد فزار السفير السعودي علي عواض عسيري رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل وزير الصحة وائل ابو فاعور موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ، فيما حطّ المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل في «بيت الوسط» وعرضَ مع الحريري آخر التطورات. وشدد الحريري على أنّ «الحوار يخفّف الاحتقان، ويبقي الباب مفتوحاً لأيّ تسوية، وخصوصاً في مسألة انتخابات رئاسة الجهورية». وأضاف: «صحيح أننا نمرّ بمرحلة صعبة ودقيقة، لكننا نسعى الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ استمرار الفراغ هو خراب للبنان»، لافتاً إلى أنّ انتخاب رئيس أقرب ممّا نتصوّر».

جنبلاط الى باريس

وكان جنبلاط توجّه أمس الى باريس في زيارة رسمية يلتقي خلالها غداً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه للبحث معه في مختلف التطورات في المنطقة ولبنان، وتحديداً ما يتصِل بالمساعي الفرنسية المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في ضوء الحراك الذي قادته فرنسا وما زالت لتوفير الأجواء المؤدية الى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. وقالت مصادر الحزب التقدمي لـ«الجمهورية» انّ اللقاء مبرمج منذ زمن بعدما كان الطرفان اتفقا، خلال لقائهما مطلع العام الجديد والذي حضره ايضاً تيمور جنبلاط، على اللقاء مجدداً لتقويم التطورات المحيطة بانتخابات الرئاسة في لبنان وتطورات المنطقة».

تصعيد عوني مرتقب

الى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ «التيار الوطني الحر»، وفي إطار مواصلة ضغطه لـ»عدم تخطّي الاجماع المسيحي الذي كرّس ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية»، يدرس خطواته التصعيدية المفتوحة على كل الاحتمالات ومن بينها الانسحاب من الحكومة، والاستقالة من مجلس النواب وتصعيد في المؤسسات العامة يبلغ حدّ الشلل». وفي هذا الإطار، تترقّب الاوساط المواقف التي سيعلنها عون في العشاء السنوي لـ«التيار الوطني الحر» في 14 آذار في أوتيل «الحبتور»، والتي يتوقع ان تكون عالية السقف رئاسياً وحكومياً، إذ من المقرر ان يُطلق مواقف سياسية في غاية الاهمية. وقال مصدر بارز في التيار لـ«الجمهورية»: «انّ التصعيد المرتقب سببه وجود محاولات مستمرة لتخطي، ليس الجنرال عون و«التيار» فحسب، وإنما المكوّن المسيحي الذي هو أساسي ورئيسي في التركيبة اللبنانية عبر تجاوز انتخاب الجنرال رئيساً للجمهورية».

أزمة النفايات

ومع مراوحة عقدة النفايات مكانها، يستمر مصير الحكومة معلّقاً على حبال حلّ هذه الأزمة، ولا يزال رئيس الحكومة تمام سلام ينتظر جواب الاطراف السياسية لاكتمال الصورة امامه قبل ان يبني على الشيء مقتضاه. وهو يعوّل على جلسة الحوار غداً لإيجاد حل وإلّا فالاستقالة ماثلة أمامه.

بوصعب

وقال وزير التربية الياس بو صعب لـ«الجمهورية»: من الواضح انّ صبر الرئيس سلام قد نفد، وهو على حق، ونحن معه في أي قرار يمكن ان يتخذه ،لأنّ الحكومة اليوم تعاقب لأنها وقفت في وجه مافيا سوكلين ومَن وراءها». وعقد مساء أمس اجتماع في «بيت الوسط» بين الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير البيئة أكرم شهيّب وأبو فاعور في حضور نادر الحريري، وجرى خلاله عرض للأوضاع. وعلمت «الجمهورية» انّ اللقاء خصّص للبحث في ملفات عدة أبرزها العقد التي تواجه ملف النفايات بشكل خاص بعد تعثّر خطة شهيّب بشأن المطامر والموقف الرافض لأبناء الإقليم والذي تبنّاه جنبلاط، بحثاً عن صيغة مقبولة تنقذ الحكومة في المرحلة الراهنة بعدما ربط سلام مصيرها بملف النفايات، وهو أمر سيؤدي الى تجميد عمل الحكومة في المرحلة الراهنة ما لم تحلّ قضية مطمر إقليم الخروب. وعلمت «الجمهورية» انّ اللقاء تداوَل في عدد من المخارج يمكن الوصول اليها بالتنسيق، وربما كان للقوى الأمنية دور في تكريس التفاهم على الأسس العلمية والبيئية التي تراعى في اختيار المطامر المحددة. وفي جانب من اللقاء جرى البحث في قضايا أخرى ابرزها الإتصالات والمساعي الجارية لترتيب العلاقات بين لبنان والسعودية خصوصاً ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً. وكان جنبلاط قال في تغريدة له عبر «تويتر»، انه «على سبيل أخذ العلم والأخبار، ليس هناك ايّ مشروع لمطمر نفايات في إقليم الخروب، فكفى تقاذف اتهامات وشعارات». واضاف: «لكنه من المحزن والمعيب ان يختزل شعار الشهيد الكبير جبران تويني بهذه الطريقة».
سلام يدعو نصر الله للكف عن مهاجمة السعودية والخليج والدول العربية إلى عدم ترك لبنان وتحميله ما لا طاقة له
اللواء..
اشار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في حديث لقناة «العربية»، إلى أنّ «العلاقات العريقة بين ودول الخليج والمملكة العربية السعودية دائمة ومستمرة، ونعمل على تعزيزها، فالعروبة وأركانها لهم مكانة خاصة، وعندما نشعر أن إخواننا في الخليج والسعودية تضرّروا من موقف هنا أو من موقف هناك، فهذا أمر يُشغلنا ويتطلب منّا تجاوزه، لكن لا بدّ أن يكون لذلك متطلبات». واعتبر أنّ «ما حصل من تعبير من قبل السعودية ودول الخليج تجاه لبنان هو حافز لنا جميعاً لتصويب المسار وتعزيز العلاقة».
وتوجه سلام إلى دول الخليج والسعودية في المقدمة بالقول إنّ «العلاقات التاريخية بيننا وبينهم قائمة ودائمة وقوية ونعمل على تثبيتها ولن نقصر في ذلك، ولا يمكن أن أقول إنّه وُفقنا بسياسة النأي بالنفس»، مشيراً إلى أنّ «حزب الله مكوّن سياسي أساسي بالبلد، وله دور مقاوم أساسي في وجه إسرائيل، وهو ذهب إلى خارج لبنان وتدخل بشؤون خارجية، وهذا ما أضر لبنان، ونحن نسائل حزب الله في ذلك، ونطلب منه العودة إلى الوطن، لأنّ التجارب التاريخية أثبتت أنّ أيّ جنوح خارجي لأيّ تنظيم يجعل لبنان يدفع الثمن غالياً».
ودعا سلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله إلى عدم مهاجمة السعودية ودول الخليج، مؤكّداً أنّ «الحكومة الإئتلافية لا تستطيع إجبار أيّ فريق على شي، والتوافق سيد الموقف». ودعا الدول العربية إلى «عدم ترك لبنان لأنّ خيارنا الدولة، والسلاح خيار ليس متوفراً وعلينا السعي بكافة الوسائل الأخرى لحلّ الأزمة». كما دعا كافة الافرقاء في لبنان إلى «عدم أخذنا إلى ما لا طاقة لنا به، وما يحصل من صراعات في المنطقة كبير جدّاً».
واعتبر أنّه «من الضروري المحافظة على الاستقرار في لبنان»، لافتاً إلى أنّ «الأمور ليست على ما يرام في لبنان، ونحن نناضل من أجل تجاوز المطبات، والعملية مستمرة لتعزيز الاستقرار في لبنان». واعتبر أنّ «الدولة في أوج ضعفها في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، وكلّ عامل يأخذ بعد اقليمي لا قدرة للبنان على تحمله، ووجود حزب الله خارج لبنان يؤثر علينا سلبا ويعرضنا للمزيد من المخاطر».
وأكد سلام أنّ «كلّ ما له علاقة بالإجماع العربي نحن معه، وكلّ ما له علاقة بالإجماع العربي لا يمكن لنا ان نتحفظ عنه ولن نتخلى عن عروبتنا رغم الأخطاء التي تحصل من هنا أو هناك»، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن فكّ العلاقة القائمة الآن داخل الحكومة، فذلك يعرض لبنان الى الانهيار».
وأوضح أنّه «رغم كلّ الشواذ القائم سنبقى نحاول، وإما أن ننهار ونعجز ونستسلم، أو نواصل محاولاتنا»، لافتاً إلى أنّ «بيان مجلس الوزراء الأخير حافظ على تماسك الائتلاف الحكومي». وشدّد على أنّ «الإئتلاف الحكومي أمانة يجب أن نحافظ عليها كي لا ينهار لبنان، ونحن نريد تفهم ودعم الأخوة العرب كما كان يحصل سابقاً، وخطتنا تتمثل في استمرار المحاولات لتوحيد الكلمة وجمع الصفوف».
واعتبر أننا «ما زلنا بحاجة الى الدعم لمحاربة الإرهاب، ولبنان بلد صغير يتحمل أعباء كثيرة والحوار الوطني هو السبيل لتخطي الصعاب»، موضحاً أنّ «الحوار لم يعطِ نتائج كبيرة إلّا أنّه أعطى نتائج جيدة حتى الساعة، ومنها التوافق على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها».
لقاءات
وكان سلام بحث مع منسق أنشطة الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في لبنان فيليب لازاريني، خلال استقباله امس في السراي، في أوضاع النازحين السوريين في لبنان. واستقبل سلام النائب أحمد فتفت الذي قال بعد اللقاء: «أطلعته على بعض الأمور الإنمائية الضرورية لمنطقة الضنية، وتحديدا منطقة بقرصونا. لكن الأكيد أن الجو السياسي العام يحتاج الى نقاش طويل مع الرئيس سلام، وتقييم ما يجري، وتحديدا تكرار الهجمات غير المنطقية وغير المسبوقة على الدول العربية وتأثيرها على لبنان ومصالح اللبنانيين». ولفت الى انه استغرب الكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لناحية طلبه من الدول العربية ان «تحل عنا». ليت السيد حسن يطبق هذه المقولة على نفسه، أولا يحل عن الدول العربية لأنه هو من يذهب اليها ويتدخل في العراق وسوريا ويمارس الإرهاب ضد الشعبين السوري والعراقي (وخلايا الإرهاب في الخليج) وأتوجه الى السيد حسن بالقول: أهلا بك كزعيم لبناني وكرجل دين أذا أردت، وأهلا بك كممثل لشريحة واسعة من الشعب اللبناني ولكن إذا بيحل عنا كميليشيا مسلحة يكون قد أدى خدمة كبيرة جدا للبلد ولمستقبل لبنان الذي لم يعد يتحمل هذه الطريقة، فمصالح لبنان لا تكون بالقتال ضد السعودية في سوريا كما يقول، ومن أعطاه هذه الصلاحية؟ إلا إذا كان يعتبر نفسه مكان الدولة اللبنانية بالكامل. هو يدعي انه يحارب اسرائيل وداعش، أين هي المعركة التي خاضها حزب الله ضد داعش لغاية اليوم؟ لقد مرت عليه ثلاث سنوات ونصف سنة وهو يتدخل في سوريا ولم تحصل أي معركة بين داعش وبينه». أضاف «عمليا داعش يحارب السوريين وكذلك حزب الله، إذا هناك تقاطع مصالح كي لا نقول تحالفا موضوعيا، وكذلك بالنسبة الى إسرائيل المدافع الأول عن النظام السوري الذي يحميه السيد حسن وإيران والتدخل الروسي. وبشكل علني نسمع اليوم ان الروسي ينسق وجوده مع الإسرائيلي، ما يعني ان الذي ينسق مع الاسرائيلي ليس الدول العربية بل حليف حزب الله المباشر حتى لا نقول حزب الله مباشرة، وهذا دليل كبير على تقاطع مصالح إيران وإسرائيل». وأشار الى انه، على الصعيد الداخلي اللبناني، حزب الله يتحكم بكل مفاصل الدولة اللبنانية ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية ويسيطر على الحكومة من خلال حق الفيتو ويمنعها من أن تكون فاعلة. الأكيد ان حزب الله يتحمل مسؤولية ولكن هناك مسؤولية على الأطراف التي تواجه حزب الله، والتي بدلا من مواجهته سياسيا بشكل واضح تمارس نوعا من التغطية لأعماله في لبنان وبالتالي في الخارج.
أضاف: «المطلوب بشكل واضح ان تكون هناك جبهة سياسية عريضة في لبنان ضد ممارسات حزب الله، وعدم تكوين هذه الجبهة يعني اننا ما زلنا كلبنانيين وكقيادات سياسية نعيش تحت وهج 7 أيار وإرهاب حزب الله. يجب ان ننتفض جميعا، وإن لم نفعل سنعود الى حقبة الاحتلال السوري، وهذا سيكون أسوأ بكثير. وبعض الذين رفضوا في حينه التعاون مع الاحتلال السوري وهاجروا أو سجنوا أصبحوا اليوم يغضون النظر ويمارسون السياسة نفسها مع حزب الله وسيطرته وهيمنته على لبنان». ثم استقبل النائب علي عسيران فسفير الصين جيانغ جيانغ على رأس وفد صيني، فنقيب أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي.
حركة إتصالات محلية ودولية لدفع عملية إنتخاب الرئيس قُدماً إلى الأمام
محاولة للإستفادة من التقارب الأميركي الروسي بشأن سوريا للمساعدة في حل أزمة الإستحقاق الرئاسي
إرساء هدنة في الحرب الدائرة في سوريا لأول مرّة منذ سنوات قد يُفسح في المجال أمام تقارب لإعطاء إهتمام أكبر للوضع اللبناني
اللواء...بقلم معروف الداعوق
تكشف مصادر سياسية بارزة أن الاتصالات والتحركات الداخلية والخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية تأخذ منحى متسارعاً باتجاه تحقيق هذا الهدف وهناك محاولات جدّية لتخطي الصعوبات القائمة ولإقناع معظم الأطراف المؤثرين بضرورة تجاوز خلافاتهم وحساسياتهم السياسية ومصالحهم في سبيل انتخاب رئيس في أقرب فرصة لأن استمرار الفراغ الرئاسي الناجم عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لن يؤدي فقط إلى تراجع أداء المؤسسات الدستورية والإدارات العامة وتآكل صدقية وهيبة الدولة ككل، بل يُخشى معه إذا استمرت الأمور على هذا المنحى لوقت أطول إلى انهيار في بنية الدولة ومن ثمّ إنهيار الوضع الأمني في وقت لاحق في ظل تفاعل الخلافات السياسية القائمة وتصاعد حدة الحملات السياسية الإعلامية ورفع سقف المواقف الحادّة والتهجمية من جهة واستمرار تفاعل الأزمة السورية وانعكاساتها السلبية على الوضع الداخلي اللبناني.
وتشير هذه المصادر إلى أن تحريك مسألة الانتخابات الرئاسية لم يقتصر على المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري منذ أشهر معدودة لترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية وهو أحد أعضاء تجمّع الثامن من آذار لإخراج هذا الاستحقاق المهم من دائرة الجمود القسري ودوامة الخلافات والأنانيات الشخصية للزعامات المسيحية بعدما فشل كل من النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في الاستحواذ على العدد الكافي من أصوات النواب للفوز بمنصب الرئاسة الأولى، وإنما أدّت عودة زعيم «تيار المستقبل» إلى بيروت واطالة أمد وجوده فيها إلى إطلاق حركة اتصالات سياسية مكثفة ومتواصلة أجراها مع زعماء وممثلي أكثرية الأحزاب والكتل السياسية الفاعلة في مقابل قيامه بحركة اتصالات موازية مع سفراء الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والكرسي الرسولي والمملكة العربية السعودية لأجل وضع مسألة الانتخابات الرئاسية في صدارة اهتمامات دولهم واعطائها قوة دفع جديدة ظهرت أولى نتائجها في رفع عدد النواب الذين حضروا جلسة انتخاب الرئيس السابقة إلى رقم قياسي قريب من عدد النواب المطلوب لتحقيق النصاب الدستوري لجلسة الانتخاب وهو لم تبلغه في أي جلسة انتخاب سابقة، الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين السياسيين بأنه مؤشر استباقي إيجابي يمهد للجلسة المطلوبة لانتخاب الرئيس ويمكن ان يودي إلى تقصير عمر الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان قبل ما يقارب السنتين.
وفي اعتقاد هذه المصادر ان زيادة وتيرة التحركات السياسية المحلية بموازاة تسريع وتيرة الاتصالات مع السفراء المذكورين والتي تتزامن هذه المرة مع تحقيق التفاهم الأميركي الروسي حول إرساء هدنة في الحرب الدائرة بسوريا لأول مرّة منذ سنوات، وتسريع خطى وتيرة الحل السياسي، قد يفسح في المجال امام إمكانية تحقيق تقارب في الرؤى بين الدولتين المذكورتين لإعطاء اهتمام أكبر للوضع اللبناني قياساً عمّا قبل وتوظيف صداقات وتحالفات كل منهما لحل مسألة الانتخابات الرئاسية بأقرب وقت ممكن ومساعدة الأطراف اللبنانيين لحل الأزمة السياسية التي يتخبّط بها لبنان.
وتُشير المصادر السياسية إلى ان فحوى اللقاءات والاتصالات الجارية بين الأطراف السياسيين بالداخل وممثلي الدول الخارجية المؤثرة بالوضع اللبناني والإقليمي على حدٍ سواء، تركز على ما بلغته الأزمة السياسية من خطورة جرّاء الفراغ بمنصب رئاسة الجمهورية والخشية من ترك الأمور على مصراعيها لمدة اطول وتأثيرها على منصب الرئاسة الأولى وهو المنصب الوحيد الذي يشغله مسيحي في جميع دول الشرق الأوسط ولا بدّ من العمل بجدية لإنهاء الفراغ بهذا المنصب والاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لقطع الطريق على الذين يعطلون هذه الانتخابات، لغايات ومصالح شخصية أو لحسابات إقليمية كما يفعل «حزب الله» مثلاً، لئلا يعتاد اللبنانيون على عدم وجود رئيس للجمهورية في لبنان على المدى الطويل أو لأجل منع بعض الأطراف الذين يسعون لإلغاء منصب الرئاسة الأولى من حصة المسيحيين والمطالبة بنقلها إلى حصة المسلمين استناداً إلى التبدل الديمغرافي المتغير والذي لم يعد لصالح المسيحيين لتبوؤ هذا المنصب أو لفرض هذا الوضع بقوة الأمر الواقع.
وتخلص المصادر السياسية إلى ان هناك رغبة لدى معظم الاطراف المحليين بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن من خلال المبادرة المطروحة بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية حالياً بالرغم من المواقف الرافضة لكل من عون وجعجع بهذا الخصوص واستمرار «حزب الله» بمنع نوابه ونواب حلفائه من حضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية حتى اليوم لأنه لا يمكن لكل هؤلاء الأطراف المعارضين لانتخاب الرئيس كل حسب رؤيته ومصالحه وتطلعاته إلى ما لا نهاية بالتزامن مع حصول تبدلات في المواقف الإقليمية والدولية من مسار الأزمة السورية، في حين أن سفراء الدول الكبرى والفاعلة المعنية أبدوا استعداداً للمساعدة في إعطاء دفع لانتخابات الرئاسة حرصاً منهم على إنهاء الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها لبنان منذ مُـدّة من جهة وإلى المحافظة على موقع الرئاسة للمسيحيين نظراً لتأثيره الإيجابي في تعزيز الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة على حدٍّ سواء من جهة ثانية، وقد يؤدي هذا التحرّك إلى نتائج مرتقبة في وقت ليس ببعيد.
الحريري يرفض «القفص الطائفي»: لبناني أولاً
المستقبل..
في مستجدات المشهد المتصل بعلاقات لبنان العربية، برزت خلال الساعات الأخيرة مؤشرات رسمية متقاطعة ترفع منسوب الأمل الوطني بمحاصرة سلبيات هجوم «حزب الله» المتمادي على العرب وعزل رواسبه الإيرانية الشاذة عن المسار التاريخي لهذه العلاقات، بدءاً ممّا عكسه تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ إجراءات المملكة لا تستهدف «الحكومة اللبنانية«، مروراً بما تضمنه «الكلام الممتاز» الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام مساءً وفق تقويم مصادر ديبلوماسية عربية لـ«المستقبل»، وصولاً إلى ما نقلته مصادر لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع السفير السعودي علي عواض عسيري من «أجواء ممتازة» خيّمت على اللقاء. في وقت كان الرئيس سعد الحريري يضع الإجراءات الخليجية الأخيرة بحق لبنان في إطار «الخوف عليه وليس الغضب منه»، معيداً على المستوى الداخلي التصويب على أمّ المشاكل الوطنية المتمثلة بمشكلة «السلاح غير الشرعي»، بينما أبدى الحريري في معرض التمسك «قولاً وفعلاً» بصيغة

العيش المشترك رفضه التموضع في «قفص» طائفي ومذهبي: «أنا لبناني أولاً، أتشرف أن أكون مسلماً سنياً ولكني أيضاً أمثل كلّ اللبنانيين المسلمين والمسيحيين».

الحريري، وخلال استقباله في بيت الوسط وفداً موسّعاً من فعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير وكوادر منسقية «تيار المستقبل« في البترون وجبيل، جدد عزمه على تعزيز مقومات دولة المواطنة قائلاً: «هناك من يفكر بحصر نفسه بزاروب أو حيّ بالسياسة، ولكن حين أقول العيش المشترك فأنا أعيشه في كل لبنان وأمارسه وأتنفسه، وإن كان هناك من يريد وضعي في قفص طائفتي ومذهبي فأنا لا أوضع في قفص». وإذ لفت إلى أنّ البلد يعيش «حرباً باردة على صعيد الانقسام السياسي»، أشار الحريري إلى أنّ المشكلة ليست بالنظام المرتكز على دستور الطائف إنما في «وجود سلاح غير شرعي مع طرف لبناني» بحيث لا ينفع مع بقائه «أي عقد سياسي جديد»، مشدداً في الوقت عينه على كون «حزب الله» لا يمتلك تقرير مصير سلاحه لأنّ «القرار بخصوصه بيد النظام الإيراني» والتسوية بشأنه «إقليمية صرفة».

وفي إطار لقاءاته السياسية، استقبل الحريري كلاً من وزراء المالية علي حسن خليل، والزراعة والصحة والداخلية أكرم شهيب ووائل أبو فاعور ونهاد المشنوق، فضلاً عن الوزير السابق فيصل كرامي الذي أقام على شرفه مأدبة غداء استعرضا خلالها مختلف المستجدات وأكد كرامي إثر اللقاء الوقوف إلى جانب الحريري «في كل ما يساعد على حلحلة الأزمات».
 
الحريري: «حزب الله» يرى أنه امبراطورية وإجراءات الخليج سببها خلاياه التخريبية
بيروت - «الحياة» 
رأى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري «أننا نمر حالياً في مواجهة كبيرة بين دول الخليج العربي وإيران جراء التدخلات الإيرانية السلبية في شؤون العديد من الدول العربية»، واصفاً الإجراءات الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي بأنها ليست بسبب غضب هذه الدول من لبنان وإنما بسبب خوفها عليه، وقال: «هم اتخذوا هذه الإجراءات بعد اكتشافهم العديد من الخلايا التخريبية التابعة لحزب الله في البحرين والسعودية والكويت».
وأشار الحريري خلال استقباله في «بيت الوسط» وفداً موسعاً من فعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير وكوادر منسقية «تيار المستقبل» في البترون وجبيل، إلى أن «حزب الله» يعتبر نفسه إمبراطورية، يحق له ما لا يحق لغيره»، وقال: «لدى طرح أي موضوع أو مسألة حساسة في مجلس الوزراء يصر وزراء الحزب على حصول إجماع وزاري لاتخاذ قرار بخصوصها، ولكن ذهاب الحزب للقتال في سورية أو العراق أو اليمن قرار يتفرد به الحزب من دون أن يسأل رأي أي لبناني فيه».
واعتبر الحريري أن «حزب الله ليس بإمكانه تقرير مصير سلاحه بنفسه، لأن القرار بخصوصه ليس بيده، وإنما بيد النظام الإيراني، والتسوية على مصير سلاح الحزب إقليمية صرفة، ولذلك فإن تغيير العقد أو النظام السياسي لن يغير في الواقع شيئاً وسيبقي الانقسام قائما في البلد». وشدد على «أننا نرفض الانجرار إلى حملات التصعيد وتأجيج مشاعر الناس وملاقاة البعض في مواقفهم التحريضية ضدنا، لأننا في النهاية نتحمل المسؤولية بكل جدية، ونمثل الناس الطيبين الذين ذاقوا ويلات الحروب الأهلية ومآسيها ويرفضون تكرارها»، معتبراً أن «مشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري ضد الشعب السوري هي ضرب من الجنون».
ورأى الحريري أن «المشكل السياسي القائم في لبنان حالياً ليس بسبب النظام السياسي المرتكز الى دستور الطائف، كما يحلو للبعض توصيفه من وقت لآخر، وإنما بسبب وجود سلاح غير شرعي مع طرف لبناني دون سائر الأطراف الأخرى، الأمر الذي يبقي الأوضاع مترجرجة وغير مستقرة، وترهيب السلاح يهيمن على واقع البلد من كل الجوانب»، مشدداً على أن «عقداً سياسياً جديداً لن ينفع ما دام فريق لبناني يحمل السلاح غير الشرعي، ولكن المهم أن نصل إلى تسوية سياسية، ونحن من هذا المنطلق طرحنا مبادرتنا لانتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «صحيح أن اتفاق الطائف أنهى الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان لسنوات، لكن وجود السلاح أمر خطير وسيف سيبقى مسلطاً على السلم الأهلي في لبنان، والكل يعلم أننا من جانبنا نرفض حمل السلاح أو اللجوء إليه في بت الخلافات السياسية».
وإذ لفت إلى أن «البلاد تعيش حرباً باردة على صعيد الانقسام السياسي السائد حالياً»، قال: «المشكل القائم ليس بالعقد أو النظام السياسي، بل لأننا نتأثر بمجريات الحرب الدائرة في سورية وتداعياتها، ولا أحد بإمكانه التكهن إلى أين تتجه الأزمة في سورية، على رغم تدخل روسيا في الحرب».
وأكد الحريري «أننا نخاف على لبنان وحريصون عليه، ونقتدي بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي رفض رفضاً مطلقاً إنشاء أي ميليشيا وأصر على تعليم الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة في ذروة الحرب الأهلية بدلاً من انخراطهم في صفوف الأحزاب والميليشيات المسلحة». وقال: «البلد يمر حالياً بمرحلة حساسة جداً، ولكن على رغم كل ذلك لبنان قادر على النهوض بتماسك أبنائه ومن خلال إيمانهم بصيغة العيش المشترك». وقال: «نحن نريد كسب لبنان الدولة والوطن، الدولة بكل مقوماتها، والوطن لكل اللبنانيين، وأنتم تمثلون بلدات تؤمن وتطبق صيغة العيش المشترك قولاً وفعلا، ونأمل في أن ننجح بالخروج من هذه الأزمة على رغم كل الصعوبات التي تعترضنا».
وكان الحريري التقى وزير المال علي حسن خليل وعرض معه التطورات السياسية. كما التقى السفير البابوي لدى لبنان غبريال كاتشيا في حضور داود الصايغ ونادر الحريري وجرى بحث ملفات محلية وإقليمية. والتقى الوزير السابق فيصل كرامي وأقام على شرفه مأدبة غداء. وشدد كرامي لدى مغادرته على «حاجة البلد إلى كل الجهود الطيّبة والنوايا الحسنة من أجل النهوض مجدداً»، مشيراً إلى «أن العلاقة مع الرئيس الحريري لم تنقطع منذ العام 2009 حين زار والدي برفقة نادر الحريري في منزلنا، وقال الرئيس كرامي في حينه «اتفقنا على أن لا نختلف»، وبالفعل وجدنا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، تجمعنا المصلحة الوطنية ومسألة ترتيب البيت السنّي إذا صحّ التعبير. وأثنينا على الجهود التي يقوم بها الرئيس الحريري لإطفاء نار الفتنة ولمّ الشمل وترطيب الأجواء، وأكدنا أننا إلى جانبه في كل ما يساعد على حلحلة الأزمات في لبنان».
واعتبر أن «الانتخابات البلدية تمثل استحقاقاً داهماً، وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة إشراك كل القوى السياسية في طرابلس بهذا الاستحقاق، وإبعاد السياسة عنه، ووعدنا الرئيس الحريري بأنه بعد إنجاز هذه الانتخابات سيكون هناك جهد للنهوض اقتصاديا بالمدينة». ورداً على سؤال، أكد «أن الحريري وكل القيادات حريصون على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية لأن ذلك من مصلحة لبنان، والحريري لم يوفر جهداً من أجل الوصول إلى هذا الهدف».
 
لبنان يرفض تسليم فياض للولايات المتحدة
بيروت - «الحياة» 
كشفت مصادر قضائية لبنانية عن صدور قرار حكومي بعدم تسليم اللبناني علي طعان فياض إلى السلطات الأميركية بناء على طلب استرداد تقدمت به لمحاكمته على أراضيها بتهم تتعلق بتبييض الأموال والإتجار بالأسلحة، وذلك بناء على توصية من وزارة العدل اللبنانية بعدم تسليمه. وأوضحت المصادر أن النيابة العامة التمييزية تبلغت من الحكومة عبر وزارة العدل القرار بعدم تسليم فياض. وأشارت المصادر إلى أن النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود يتجه إلى إحالة فياض إلى النيابة العامة الاستئنافية في بعبدا بحسب الصلاحية لاتخاذ القرار بشأن الإبقاء على توقيفه أو تركه وذلك بعد إلقاء القبض عليه في أوائل شباط الماضي أثناء عودته من تشيخيا حيث كان موقوفاً وتم إطلاق سراحه ضمن صفقة إطلاق خمسة تشيخيين كانوا اختطفوا في البقاع في تموز الماضي.
القضاء الاميركي يبرئ ابو مرعي
وبرأ القضاء الأميركي رجل الأعمال اللبناني مرعي أبو مرعي وعائلته وشركاته من كل التهم التي نسبتها إليه وزارة الخزانة الأميركية في قرار صادر عنها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 فرضت بموجبه عقوبات عليه وعلى شركاته في لبنان وفروعها وجمّدت أصوله وأمواله في أميركا، متهمة إياه بـ «ارتباطه بشبكة اللبناني الكولومبي أيمن جمعة لتجارة المخدرات وتبييض الأموال، والأعمال التي أفاد منها حزب الله». وقضى قرار التبرئة الذي صدر عن مكتب المدعي العام في المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، بـ «إغلاق ملف التحقيق وتبليغ مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة بالبراءة».
قضية المطامر تتعثر مجدداً... دو فريج: سلام يتجه إلى الاعتكاف
بيروت - «الحياة» 
عاد ملف النفايات في لبنان إلى التأزيم مجدداً بعد تعثّر التوافق والوصول إلى حل في شأن المطامر الصحيّة، خصوصاً أن رئيس الحكومة تمام سلام لم يوجّه الدعوة حتى الآن إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الخميس، وكان ربط ذلك بأنه «في حال عدم التوصّل إلى مخرج خلال أيّام فإنّه لن يوجّه دعوة وسيعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها».
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر»: «على سبيل أخذ العلم والأخبار، ليس هناك أي مشروع لمطمر نفايات في الإقليم (الخروب)، فكفى تقاذف اتهامات وشعارات».
ورد على شعار رفعه رؤساء بلديات الخروب كتب عليه «نقسم بالله العظيم، أن نبقى موحدين، ولا نقبل بمطمر في الإقليم»، قائلاً: «من المحزن والمعيب أن يختزل شعار الشهيد الكبير جبران تويني بهذه الطريقة».
وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج أن «لا شيء يُطمئن حتى الآن باستثناء التقدم في قضية المطامر، لا سيما في موضوع مطمر برج حمود». وقال: «لا معلومات بشأن مطمري الكوستا برافا والكجك».
واعتبر أن «من المُعيب أن تبقى حكومة وجدت أصلاً لتسيير أمور الناس في الأساس، وإذا لم نستطع رفع النفايات، فلماذا بقاؤها». وأكد أن سلام «يتّجه إلى الاعتكاف»، مشيراً إلى أننا «قد نصل إلى انفجار اجتماعي في حال لم تلتئم الحكومة وتحل الموضوع». وأوضح أن «القوى الأمنية ترفض فرض المطامر بالقوة على الناس إلا في حال صدور قرار بالإجماع عن الحكومة».
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس: «المعادلة بسيطة: إما منشيل الزبالة وإما الزبالة بتشيلنا، ونأمل بأن نكون الأقوى».
ولفت وزير الصحة وائل أبو فاعور بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى أنه «إذا لم يتم الوصول إلى حل سريع للمشكلة فليس فقط مصير الحكومة على المحك بل الكثير من القضايا هي أيضاً على المحك». وقال: «هناك جهود مضنية تبذل ولكن حتى اللحظة ما زالت هناك استحالات لم تذلل». وتابع أبوفاعور ملف مكب الكرنتينا مع النائب نديم الجميل. وأشار إلى أن «فريقاً من الوزارة كشف على الموقف الذي خصص لتجميع نفايات بيروت موقتاً لكن النفايات التي وعدنا بأن شركة «سوكلين» ستغطيها بالكلس، لا تغطي بالشكل المناسب». وكان تابع - مكلّفاً من سلام- موضوع الاتهامات المتبادلة داخل هيئة التفتيش المركزي حول الفساد المستشري في الإدارة، مع رئيسها القاضي جورج عواد.
وكان اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي نظم اعتصاما أمام مدخل موقع كسارة الجية المقابل لمبنى البلدية رفضاً لاقتراح الحكومة إنشاء مطمر في موقع كسارة الجية- بعاصير.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,370,473

عدد الزوار: 7,630,138

المتواجدون الآن: 0