سوريا: إشتباك سياسي داخل الهيئة العليا للمفاوضات على خلفية تصريحات أطلقها أسعد الزعبي بحق الأكراد

بوتين يضم «لؤلؤة البادية» إلى «سورية المفيدة»...سورية مدخل الانفراج في العلاقات الأميركية – الروسية.. كيري عاد من موسكو متفائلا بأن الأزمة تقترب أكثر من الحل..واشنطن تسعى لـ «طمأنة» المعارضة

تاريخ الإضافة الإثنين 28 آذار 2016 - 7:55 ص    عدد الزيارات 1863    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بوتين يضم «لؤلؤة البادية» إلى «سورية المفيدة»
الحياة...لندن - ابراهيم حميدي 
فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثيرين لدى تدخله العسكري في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد ساعات من لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في نيويورك. وفاجأ أيضاً النظام السوري وحلفاءه بموعد سحب قسم من قواته من سورية تزامناً مع بدء مفاوضات جنيف في ١٥ الشهر الجاري.
مفاجأة بوتين الجديدة، اسراعه الاتصال بالأسد لتهنئته بسيطرة القوات النظامية وحلفائها على مدينة تدمر الاثرية وطرد الارهابيين من «لؤلؤة البادية»، في انتصار رمزي وإعلامي كبير بعد أيام من الهجمات الارهابية على بروكسيل من عناصر محسوبة على «داعش». «القيصر الروسي» اتصل بالاسد بعد ثلاثة أيام من محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الكرملين لـ «البحث في مصير الأسد»، وبعد ساعات من رفض واشنطن «الترحيب» بتقدم النظام الى تدمر.
ماذا يريد بوتين؟
وفق معلومات، أبلغ بوتين الجانب السوري وحلفاءه انه ينوي سحب معظم طائراته من سورية تحت عنوان «بقاء الوجود الروسي الى ما لا نهاية وخفض العمليات العسكرية وتركيزها ضد داعش والارهابيين». دمشق وطهران، طلبتا ان يكون الانسحاب تدرجياً في برنامج متفق عليه بين الاطراف الثلاثة. لكن بوتين، الذي لم يكن مرتاحاً لتصريحات مسؤولين سوريين وسلبيتهم من العملية السياسية، قرر فجأة بدء سحب المقاتلات والقاذفات العسكرية، بحيث لم يبق لديه سوى ١٢ قاذفة في سورية من أصل نحو ٨٠ طائرة، اضافة الى عشرات المروحيات وضباط رفيعي المستوى في هيئة الأركان وقوات خاصة على الارض.
كان وقع «مفاجأة» بوتين كالصاعقة على النظام عدا حلقة ضيقة كانت على علم بقرار بوتين. كانت وجوه المسؤولين والموالين للنظام في الشوارع جامدة الثلثاء والاربعاء الماضيين. كما ألغت الخارجية السورية جميع المواعيد، لغياب التعليمات ونقاط الإرشاد. ويعتقد بأن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي كان في طهران، ورئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري الذي كان في جنيف، سمعا بقرار بوتين من الاعلام.
لكن «القيصر»، رصد ردود الفعل وقال بعد مرور يوم او يومين، ان الانسحاب كان بـ «التنسيق» مع الأسد وانه لا يرمي الى «الضغط عليه»، اضافة الى ان الامكانية موجودة كي تعود الطائرات «خلال ساعات». وبعد محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الولايات المتحدة تفهّمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد في الوقت الراهن في مفاوضات جنيف.
بوتين محير لحلفائه وخصومه. النظام الذي كان قلقاً طمأنه بوتين. المعارضة وحلفاؤها الذين كانوا مرتاحين أقلقهم بوتين. تكرر هذا امس، عندما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هنأ بوتين في محادثة هاتفية زميله السوري على تحرير القوات السورية مدينة تدمر من الارهابيين، مشدداً على اهمية الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الفريد من نوعه».
الأسد تلقى اتصال بوتين، الذي دعم الطيران الروسي قواته بأربعين غارة، بعد ساعات من لقائه وفداً فرنسياً، اذ نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن الأسد قوله إن استعادة تدمر تُعد «انجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الارهاب».
استعادة «لؤلؤة البادية»، من «داعش»، تعكس فوز بوتين على اوباما في سباق دحر التنظيم. «سيد الكرملين» سبق «سيد البيض الأبيض» في انتصار رمزي كان التحالف الدولي بقيادة أميركا يسعى اليه بالسيطرة على الرقة معقل «داعش» شرق سورية وقرب العراق.
بعد استعادة تدمر، تطرح اسئلة: هل ستستمر القوات النظامية بغطاء روسي بالتقدم نحو حدود العراق لربط البادية السورية بـ «الإقليم السني» غرب العراق؟ هل تمضي في عملياتها في مطاردة التنظيم الى دير الزور والرقة التي يقوم فيها تحالف كردي - عربي بقتال «داعش» بغطاء التحالف الدولي؟ هل تقف القوات النظامية عند تدمر بعدما خرجت عن خطوط «سورية المفيدة» بحيث تتكفل أميركا وحلفاؤها على الارض بقتال «داعش» في ما تبقى من شرق سورية؟
 سورية مدخل الانفراج في العلاقات الأميركية – الروسية.. كيري عاد من موسكو متفائلا بأن الأزمة تقترب أكثر من الحل
الرأي...واشنطن - من حسين عبدالحسين
بدلا من ان يتحول التعاون في الموضوع السوري الى خطوة ايجابية تساهم في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وايران، حسب ما كان يرغب الرئيس باراك أوباما، تحول التعاون الاميركي - الروسي الى نموذج دفع كل من واشنطن وموسكو الى التغني به، وتصويره على انه تطور ايجابي في العلاقات بينهما يمكن ان يساهم في تحسينها في مجالات اخرى.
وتداولت الاوساط الاميركية ان زيارة وزير الخارجية جون كيري الى موسكو ولقائه بوتين كانت «زيارة ناجحة جدا وايجابية»، وان «الوزير عاد متفائلا بأن الأزمة السورية تقترب اكثر من الحل».
وتنقل الاوساط الاميركية ان بوتين قال لضيفه الاميركي ان «النجاح في التوصل لوقف الاعمال العدائية داخل سورية اثبت رؤية موسكو القائلة بأن الهدنة ممكنة عندما تقوم كل جهة بضبط المقاتلين المحسوبين عليها على الارض السورية»، فرد كيري بالقول «ان الهدنة تثبت كذلك صحة رؤية الولايات المتحدة وحلفائها، اذ ان نجاح القوات الحكومية السورية في استرجاع تدمر من (الدولة الاسلامية) داعش لم يكن ممكنا لولا الهدنة التي سمحت للقوات الحكومية بتركيز مجهودها لاسترجاع تلك المدينة».
هكذا، يبدو ان بوتين وكيري متفقان على اهمية ما توصل اليه الطرفان حتى الآن، لناحية فرض هدنة في سورية، سمحت بدورها في اضعاف «داعش» واسترجاع بعض المناطق التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم.
وتقول الاوساط الاميركية ان كيري ناقش مع بوتين كيفية المضي قدما في التوصل الى حل، وان تحقيق سلام سوري دائم يتطلب تعزيز الهدنة، والبناء عليها، ودفع العملية السياسية. وقال كيري لمضيفه الروسي ما مفاده ان الولايات المتحدة حلفاءها التزموا بالشق المتعلق بهم واقنعوا المعارضة السورية بالانخراط في حوار سياسي مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من دون شروط.
وتابعت المصادر ان كيري طلب من بوتين بدوره «ممارسة المزيد من الضغط على حلفائه في سورية حتى يأخذ الأسد ونظامه المفاوضات على محمل الجد، وحتى يقتنع الأسد ان لا مجال للمناورة بعد الآن، وان السبيل الوحيد المفتوح امامه هو الدخول في عملية الانتقال السياسية».
وشددت على ان كيري وبوتين توافقا على ان «عملية الانتقال السياسي في سورية تعني الانتقال من الوضع الحالي الى وضع مختلف»، فيما يبدو انه اشارة الى موافقة موسكو الضمنية على رحيل الأسد بعد التسوية.
كذلك اكدت المصادر الاميركية ان كيري وبوتين «لم يتطرقا الى البحث في مصير الأسد»، لكنها تابعت انه صار مفهوما لدى العاصمتين ان «تعديلا دستوريا يعني انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة»، وان «المجتمع الدولي، وفي طليعته اميركا وروسيا، لا تأخذان انتخابات الأسد الرئاسية والبرلمانية على محمل الجد».
على ان النقطة الوحيدة التي مازالت تحتمل التأويل هي عملية منع الأسد من الترشح في انتخابات رئاسية مقبلة. يمكن، حسب المصادر الاميركية، ان يحدد الدستور السوري الجديدة مدة اقصر للرئيس وعدد الولايات الممكنة. ولأن الدستور لا يمكن ان يسمي اشخاصا او يستثنيهم، يمكن ارفاقه ببند ينص على ان تحديد مدة حكم الرئيس بولايتين هو بند سيتم تطبيقه «بمفعول رجعي»، اي انه يتم احتساب الولايتين اللتين شغلهما الأسد منذ ان خلف والده في العام 2000.
لكن البحث في مصير الأسد «يعود للسوريين المتفاوضين وحدهم برعاية الأمم المتحدة»، هي اللازمة التي صار يكررها المسؤولون الاميركيون، على انهم يضيفون القول: «نحن لا نرى ان للأسد مستقبلا في سورية».
وتقول الاوساط الاميركية ان زيارة كيري لبوتين كانت ناجحة الى درجة صارت تدفع مسؤولي ادارة الرئيس باراك أوباما الى التسريع في التوصل الى تسوية في سورية، لعلها تتحول الى نموذج في ما يمكن تحقيقه مع الروس في الملفات الاخرى.
المناطق التي استعادتها القوات النظامية منذ التدخل الروسي
الحياة...بيروت - أ ف ب
بعد سلسلة من الانتكاسات منذ آذار (مارس) 2015، استعاد الجيش النظامي السوري المبادرة منذ التدخل العسكري لروسيا حليفة الرئيس بشار الأسد في النزاع الدائر في هذا البلد.
ومنذ دخول القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية ميدان المعارك في 30 أيلول (سبتمبر)، حققت قوات النظام التقدم في محافظات عدة واستعادت تدمر الأحد من تنظيم «داعش».
- 30 أيلول: روسيا تبدأ حملة مكثفة من الضربات الجوية التي تستهدف المجموعات «الإرهابية»، وفقاً لها، بينها تنظيم «داعش». لكن الفصائل المقاتلة والجهات الخارجية الداعمة لها سارعت إلى اتهام روسيا باستهداف المجموعات غير المتطرفة لمساعدة النظام، وبإيقاع ضحايا بين المدنيين.
- 25 كانون الأول (ديسمبر): «جيش الإسلام»، أبرز الفصائل الإسلامية في منطقة دمشق، يخسر قائده زهران علوش في غارة جوية يعتقد أنها روسية.
ويسيطر «جيش الإسلام» على الجزء الأكبر من ضاحية دمشق الشرقية التي يقصفها الجيش السوري والطيران الروسي. ويتهم النظام السوري «جيش الإسلام» بقصف عاصمة البلاد.
- 12 كانون الثاني (يناير) 2016: القوات السورية تسيطر على بلدة سلمى المعقل الرئيسي للمقاتلين في محافظة اللاذقية بمساعدة الطيران الروسي. وكانت البلدة الواقعة في جبل الأكراد خضعت لسيطرة الفصائل الإسلامية في تموز (يوليو) 2012. وقد تحولت إلى مقر قيادة للإسلاميين و «جبهة النصرة».
- 24 كانون الثاني: قوات النظام تستعيد بلدة ربيعة آخر معاقل المقاتلين في محافظة اللاذقية.
- 25 كانون الثاني: بدعم من الطيران الروسي، تمكنت القوات الحكومية إلى جانب مقاتلين من «حزب الله» ومستشارين إيرانيين من السيطرة على بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا.
والبلدة مفترق طرق استراتيجي يؤدي شمالاً إلى دمشق وشرقاً إلى مدينة السويداء رغم أن غالبية محافظة درعا لا تزال خاضعة لفصائل معارضة بينها تنظيم النصرة.
في مطلع شباط (فبراير) استعاد الجيش بدعم من الطيران الروسي ومقاتلي «حزب الله» ومسلحين سوريين وأجانب السيطرة على بلدة عتمان، على بعد كيلومترين شمال مدينة درعا.
- 1 شباط: الجيش السوري بدعم الطيران الروسي وفصائل موالية يبدأ هجوماً في محافظة حلب (شمال) أدى إلى خسارة الفصائل المعارضة مناطق عدة الواحدة تلو الأخرى.
وكان الجيش كسر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، حصاراً على مطار كويرس العسكري قرب حلب.
- 25 شباط: استعاد الجيش بدعم روسي بلدة خناصر بعد قطع طريق حلب - خناصر الاستراتيجي الذي يشكل طريق الإمداد الوحيد للأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في غرب حلب.
- 7 آذار 2016: بدعم الطيران الروسي شن الجيش السوري معركة استعادة تدمر (وسط) التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في أيار (مايو) 2015.
وأكدت روسيا أنها ستواصل غاراتها على «أهداف إرهابية»، رغم أنها أعلنت في 14 آذار انسحاباً جزئياً لقواتها.
- 24 آذار: الجيش السوري يدخل مدينة تدمر بدعم من مقاتلي «حزب الله» وفرقة كوماندوس وطائرات روسية.
- 27 آذار: القوات الحكومية تستعيد السيطرة بالكامل على تدمر في محافظة حمص، في انتصار هو الأهم على تنظيم «داعش».
واشنطن تسعى لـ «طمأنة» المعارضة
لندن - «الحياة» 
سعى المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني لـ «طمأنة» المعارضة السورية بالقول إن «الانتقال السياسي» الذي تتحدث عنه أميركا هو «انتقال بعيد من (الرئيس) بشار الأسد» ويتضمن تشكيل «حكومة تستطيع إنهاء الصراع وقيادة سورية وكل شعبها بطريقة تتسم بالصدقية»، في وقت أفيد بارتياح أنقرة لعدم إشارة وثيقة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في وثيقته لمبادئ الحل، إلى «الفيديرالية» أو اللامركزية اللتين أسسهما قطب كردي شمال سورية وشمالها الشرقي.
جاء كلام راتني في بيان صدر بعد تسريب «الهيئة التفاوضية العليا» المعارِضة الوثيقةَ التي سلمتها إلى دي ميستورا لاحتواء احتجاج معارضين، للقول إن وثيقة المبعوث الدولي ذات الـ١٢ نقطة لم تتضمن فقرات اقترحتها المعارضة وتخص «ألا يكون للأسد دور خلال المرحلة الانتقالية وأن يتم تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة».
وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بعد محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو الخميس، قوله إن الولايات المتحدة تفهّمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد في الوقت الراهن. وأضاف تعليقاً على زيارة كيري موسكو ومحادثاته مع القيادة الروسية: «إلى حد بعيد… العملية السياسية الحالية أصبحت ممكنة، لأن موسكو وجدت تفهماً في واشنطن على المدى البعيد لموقفنا الأساس بأنه ينبغي ألا تطرح قضية مستقبل الرئيس السوري على جدول الأعمال (بالمفاوضات) في المرحلة الحالية».
وقال راتني أمس، إن وثيقة دي ميستورا «تفسح المجال أمام مطالب الشعب السوري والفصائل الثورية من دون التفريط بثوابت الثورة أو فرض أي نوع من أنصاف الحلول»، لافتاً إلى أن حديث الوثيقة عن «انتقال سياسي» قد يؤسس لـ «تحول نوعي في موقف النظام من الحل في سورية لما فيه مصلحة المعارضة».
وقال إن الجولة المقبلة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف في بداية الشهر المقبل، ستركز على «الانتقال السياسي»، موضحاً أن «نوع الانتقال السياسي ليس شيئاً غامضاً وإنما هو انتقال بعيد من الأسد ( للوصول إلى) ما هو أفضل، أي حكومة تستطيع إنهاء هذا الصراع وقيادة سورية وكل شعبها على نحو يتسم بالصدقية».
ولوحظ أن وثيقة دي ميستورا لم تتضمن أي إشارة إلى إقرار مبدأ «اللامركزية أو الإدارات المحلية»، وذلك تحسباً من الفريق الدولي من أن يُفهم منه دعم لمشروع قطب كردي بتأسيس «فيديرالية» شمال شرقي سورية. وعدم الإشارة إلى «الفيديرالية» أدى إلى ارتياح الوفد التركي.
ونقلت وسائل إعلام تركية أمس، عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله: «الدول الفاعلة في سورية تريد تقسيم المنطقة، كما قسمتها في اتفاقيتي سايكس- بيكو وسان ريمو، ونحن نحاول بذل كافة جهودنا الممكنة للحيلولة دون نجاح هذه الدول من تحقيق مآربها التي تضر بالمصلحة العامة للمنطقة وتركيا».
وأكد أوغلو للصحافيين الذين كانوا برفقته أثناء رحلته إلى بروكسيل الأسبوع الماضي، أن «تركيا تقاوم هذه المخططات، ولن تسمح إطلاقاً بتطبيقها في المنطقة»، مضيفاً: «ولكن يجب علينا الاعتراف بأننا لا نستطيع إجهاض هذه الخطط وحدنا، بل نحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وفير من إخواننا في المنطقة».
إلى ذلك، عبّر البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة عيد الفصح لدى الكنائس التي تتبع التقويم الغربي عن أمله بأن تحمل المفاوضات حول سورية، السلام إلى هذا «البلد الممزق» مندداً في الوقت ذاته بـ «رفض» المهاجرين.
الجيش السوري يستعيد كامل تدمر ... ومعارك بين المعارضة و «داعش» قرب حلب
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
ألحق الجيش النظامي السوري بدعم روسي أمس، هزيمة ساحقة بتنظيم «داعش» عبر استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية ووعد بطرده من معاقله الرئيسية في سورية، في وقت استمرت المعارك بين عناصر التنظيم ومقاتلي المعارضة في ريف حلب شمالاً.
وتعتبر سيطرة النظام على تدمر الانتصار الأكبر للنظام على المتطرفين منذ بدء تدخل روسيا الحليفة الكبير لمصلحة الرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة في سورية في أيلول (سبتمبر) 2015.
ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله إن استعادة مدينة تدمر اليوم الأحد، توضح نجاح استراتيجية الجيش في الحرب على الإرهاب. ونقل عن الأسد قوله لوفد فرنسي زائر يضم برلمانيين: «تحرير مدينة تدمر دليل جديد على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب».
وبعد استعادة المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كيلومتراً جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بجزئها الأكبر للتنظيم.
وقال مصدر عسكري لمراسل وكالة «فرانس برس» من تدمر بعد معارك عنيفة طيلة الليلة (الفائتة): «يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر، بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية». وأضاف أن المتطرفين «انسحبوا من المدينة».
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ «فرانس برس»، إن «معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم داعش»، مؤكداً «أنها أكبر حصيلة يتكبدها في معركة واحدة منذ ظهوره» في أوج النزاع السوري في 2013. وأضاف أن «ما لا يقل عن 180 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا» في هذه المعارك أيضاً.
ونقل التلفزيون الرسمي صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معركة عنيفة، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف.
وأفاد مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس»، بأن «وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية» التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف بعضها.
وبدأت القوات السورية مدعومة بالطيران الروسي وقوات خاصة روسية وعناصر «حزب الله» اللبناني، في السابع من آذار (مارس)، هجومها لاستعادة تدمر من تنظيم «داعش».
وكان التنظيم سيطر منذ أيار (مايو) 2015 على المدينة المعروفة بآثارها ومعالمها التاريخية، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحتها للتراث العالمي.
وأعلنت القيادة العامة للجيش في بيان نقله التلفزيون الرسمي، أن «السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد تنظيم داعش الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة». وأضافت أن الهدف هو «تضييق الخناق على إرهابيي التنظيم وقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها، وصولاً إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها».
في وقت سابق الأحد، أفاد مصدر عسكري لـ «فرانس برس»، بأن عناصر التنظيم «انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور»، معاقلهم في شمال سورية وشرقها.
كما أكد عبد الرحمن لـ «فرانس برس»، أن «عناصر التنظيم انسحبوا بأوامر من قيادتهم في الرقة» مع بقاء «عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين رفضوا الخروج من المدينة».
وأشار «المرصد» إلى استمرار بعض المعارك في محيط المطار العسكري جنوب شرقي المدينة، فيما غادرت أغلبية السكان قبل دخول الجيش إلى تدمر.
وارتكب التنظيم فظائع في المنطقة التي سيطر عليها، ودمر آثاراً مهمة في المدينة، بينها معبدا با وبعل شمين، بتفجيرهما. وفي أيلول الماضي، قام بتدمير أضرحة برجية في المدينة قبل أن يهدم قوس النصر الذي يشكل رمز هذه المدينة التي يبلغ عمرها أكثر من ألفي عام.
وتشكل خسارة كوباني (عين العرب) الهزيمة الكبرى الثانية لتنظيم «داعش» في سورية، بعد طرده من كوباني (شمال) في كانون الثاني (يناير) 2015 في معركة قادتها فصائل مسلحة كردية بدعم من طائرات تحالف دولي بقيادة أميركية.
وتبدو القوى الكبرى مصممة على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى اعتداءات بروكسل (31 قتيلاً و340 جريحاً) بعد أربعة أشهر على إعلان مسؤوليته عن اعتداءات باريس (130 قتيلاً).
وقبل النزاع في سورية الذي بدأ في 2011، كان أكثر من 150 ألف سائح يزورون هذه الواحة الواقعة في البادية على بعد 210 كيلومترات شمال شرقي دمشق.
ويأتي هذا الفوز بعد شهر تقريباً على سريان هدنة في سورية بين النظام وفصائل المعارضة، تلته جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين الأطراف برعاية الأمم المتحدة في سبيل حل سياسي لنزاع قتل حتى الآن أكثر من 270 ألف شخص وهجر الملايين. وتسعى الأمم المتحدة إلى تنظيم جولة ثانية في 9- 10 نيسان (أبريل).
في الشمال، قال «المرصد» إن اشتباكات دارت «بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف وتنظيم «داعش» من طرف آخر، في عدة محاور بريف حلب الشمالي، ومعلومات عن تقدم للتنظيم واستعادته السيطرة على قرية الطوقلي التي سيطرت عليها الفصائل منذ يومين، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في قرية جكا الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي، من دون معلومات عن إصابات». وأشار إلى شن قاذفات غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط جرحى.
في الجنوب، قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين تنظيم «داعش» وجبهة النصرة من جهة أخرى في جرود جراجير بالقلمون، وسط تقدم لجبهة النصرة واستعادتها السيطرة على عدة نقاط في المنطقة، بينما سمع دوي انفجار عنيف بين منطقتي السيدة زينت وبلدة ببيلا بريف دمشق الجنوبي، ناجم عن تفجير الفصائل الإسلامية نفقاً في المنطقة، في حين سمع دوي انفجار آخر في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، ناجم عن تفجير قوات النظام لمبنى قرب إدارة المركبات، من دون معلومات حتى الآن عن وجود خسائر بشرية»، وفق «المرصد». وأشار إلى مقتل ثلاثة مقاتلين من الفصائل الإسلامية وإصابة آخرين بجروح «إثر انفجار لغم أرضي قرب مدينة الصنمين بريف درعا».
وفي شمال شرقي البلاد، «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في حي كنامات بمدينة دير الزور، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين على الأقل من عائلة واحدة وسقوط جرحى»، وفق «المرصد». وقال: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات عن شهيدين اثنين. كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، ما أدى لأضرار مادية، من دون معلومات عن خسائر بشرية».
تدهور في قيمة الليرة السورية والتجار يتوقفون عن البيع ... ويخافون الإضراب
دمشق - «الحياة» 
وصل انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي إلى مستوى قياسي مع نهاية الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع عدداً من أصحاب شركات تصنيع المواد الغذائية وأصحاب محال الجملة لبيع الألبسة الجاهزة في دمشق إلى التوقف في شكل شبه كامل عن البيع بانتظار استقرار سعر الصرف.
كما أدت هذه الحال إلى تعالي الأصوات الناقدة للحكومة بين صفوف موظفي القطاع العام والموالين للنظام السوري، نظراً إلى زيادة الفجوة في شكل كبير بين أسعار المواد بشكل عام قياساً بالمرتبات التي يتقاضونها وعدم قدرة الحكومة على ضبط الوضع.
وبدأ التدهور الملحوظ في سعر صرف الليرة أمام الدولار في 15 آذار (مارس) الجاري في اليوم التالي لإعلان روسيا سحبها الجزء الأساسي من قواتها الجوية من سورية، حيث انخفض حينها في السوق السوداء من 445 ليرة أمام الدولار إلى 475 ليرة، ومن ثم إلى 495 ليرة الإثنين 21 آذار، ليتدهور إلى 525 للشراء و530 للمبيع، بعد أن كانت العملة الأميركية لا تعادل سوى ما بين 46 –50 ليرة قبل الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
ويقول صاحب شركة لتصنيع المواد الغذائية فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من الملاحقات الأمنية: «في الأساس حركة البيع والشراء في السوق جامدة وما حصل (الانخفاض الأخير لسعر صرف الليرة) جمدها نهائياً». ويضيف: «الناس ناطرة إلى أن يثبت سعر الصرف لتثبيت الأسعار». ويوضح أن شركته «لم توقف البيع بشكل كامل كما فعل آخرون»، لكنه يقول إن عملية البيع التي تقوم بها شركته «بسيطة جداً لتأمين أجور 100 موظف ومصروفي اليومي فقط».
ويشير مراقبون إلى وجود أسباب أخرى لحذر التجار، بينها الانخفاضات المفاجئة لسعر صرف الليرة أمام الدولار الذي باتت مشهداً مؤلفاً في الاقتصاد السوري، فمع نهاية كل أسبوع، ومع أيام العطل الرسمية (الجمعة والسبت) و(عيد الفصح أمس)، تغيب الدولة وأجهزتها المختلفة عن سوق الصرف، الذي يسير حينها وفق قواعده الخاصة من دون ضوابط حكومية، قبل أن «تستيقظ» الحكومة من عطلتها وتحاول ضبط السوق عبر «مهدئات» مثل «مزادات القطع الأجنبي» أو «تدخل الجهات المختصة» في إشارة إلى الأجهزة الأمنية. ويتخوف التجار من أن يكون الانخفاض الحالي تكراراً لهذا الأمر. وهم يتحفظون عن البيع قبل تدخل الحكومة والمصرف المركزي الإسعافي اليوم (الإثنين) بفتح مزاد لتهدئة الأسعار. ويتحوطون في الوقت نفسه في حال لم يتدخل المركزي، لأن الانخفاض سيتواصل.
أحد أصحاب محال بيع «الجملة» للألبسة الجاهزة في وسط العاصمة، يقول وهو يغلق متجره: «سأذهب إلى المنزل باكراً هذا اليوم. المصلحة ما عادت جابت همها، وما يحصل لليرة مصيبة». ويضيف: «لا أريد أن أبيع كل دقيقة بسعر، أو أغبن أحداً أو أحد يغبنني. أفضل إغلاق الدكان على البيع في هذه الظروف»، لكن تاجراً آخر يقول: «نحن مستمرون في البيع، بعد أن قمنا برفع أسعار سلعنا لتوازي الانخفاض في سعر الصرف الليرة، ولكن ليست هناك إقبال على الشراء من قبل تجار المفرّق. الشوارع فارغة». ويلفت آخر إلى «أننا جميعنا في حاجة إلى أن نبيع للإنفاق على أسرنا.. في ظل الوضع الحالي لا يفكر أحد بالإضراب. في الأصل لا نجرؤ على الإضراب»، في إشارة إلى تهديد عناصر الأمن المنتشرة في الأسواق إياهم إن قاموا بذلك.
ويوضح الخبير الاقتصادي أسامة القاضي، رئيس «مجموعة عمل اقتصاد سورية»، إلى أن تدهور العملة السورية أثر سلباً على الوضع المعيشي للمواطنين الذين باتوا يعانون من تضخم فاق 500 في المئة، وفي بعض الحالات تجاوز ألف في المئة، بينما وصل هذا التضخم داخل المناطق المحاصرة إلى 4000- 8000 في المئة. ويشير إلى أن هذا التدهور أثر سلباً أيضا على توافر السلع الغذائية والوقود بالأسواق، كما رفع معدلات البطالة التي تجاوزت حاجز 70 في المئة. ويضيف أن استمرار تدهور قيمة الليرة جعل ما يزيد على 80 في المئة من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر. وغالباً ما يتبع وبشكل سريع الانخفاض في سعر صرف الليرة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، ما يزيد من معاناة المواطنين بشكل كبير ويفاقم من سوء الأوضاع المعيشية. واللافت في هذه المرة أن الارتفاع غير المسبوق للأسعار بات حديث العامة في الشارع الموالي، وخصوصاً الموظفين الحكوميين، بعد أن كان مثل هذا الأمر يجري همساً وفي الجلسات المغلقة، وذلك بعد فشلهم في تحقيق التوازن بين الدخل الشهري والحاجة الشرائية، مع تجاهل النظام لمطالبهم برفع الرواتب التي لا تتجاوز الـ35 ألف ليرة لموظفي الدرجة الأولى.
ويصل سعر الكيلو من لحم الخروف حالياً إلى 4500 ليرة، بينما كان قبل الحرب 750 ليرة. وارتفع سعر الدجاج إلى 850 ليرة بعدما كان 70 ليرة.
من جهة أخرى، تقول معلمة وهي أم لثلاثة أولاد وزوجها يعمل معلماً أيضاً: «مرتبي ومرتب زوجي يكاد يكفينا للعيش على الكفاف، هذا بالإضافة إلى ما نحصل عليه من الدروس الخصوصية التي نعطيها للطلاب. لا أعلم كيف يعيش من ليس لديه عمل أو يعيش على مرتب واحد».
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن الأسرة السورية المؤلفة من خمسة أشخاص تحتاج حالياً إلى أكثر من 200 ألف ليرة شهرياً إن كانت تعيش في منزل غير مستأجر.
الحكومة السورية تضع خطة عاجلة لترميم الآثار في تدمر
الرأي.. (د ب أ)
أعلنت السلطات السورية اليوم الاثنين أنها وضعت «خطة إسعافية» لترميم الآثار المتضررة جراء الحرب بعد استعادتها لمدينة تدمر التاريخية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت صحيفة «الوطن» الموالية للحكومة السورية عن المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم قوله إن «إعادة بناء المدينة الأثرية في تدمر بحاجة إلى وقت، وضعنا حالياً خطة إسعافية لترميم الأوابد الأثرية التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي».
وقال المسؤول الأول للآثار والمتاحف في الحكومة السورية «إنه سيتم التواصل مع منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) التابعة للأمم المتحدة للحفاظ على أصالة المدينة وعدم تراجع ترتيبها على مستوى العالم».
وكانت الأمم المتحدة صنفت قبل سنوات تدمر كمدينة تاريخية من التراث الإنساني نظرا لاحتوائها كنوز تراثية وآثار تاريخية هامة تهم البشرية جمعاء.
وأضاف عبد الكريم بحسب الصحيفة المحلية «أن علماء بريطانيين انتهوا من صناعة قوس النصر التدمري الذي يزن أكثر من 12 طناً وهو مطابق للنسخة الأصلية على أن يعرض في ساحات لندن ونيويورك قبل نصبه في مدينة تدمر، لأن هذه الخطوة تعد دليلاً واضحاً على اهتمام دول العالم بهذه المدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة».
واعتبر عبد الكريم «أن هناك الكثير من الشخصيات العالمية أبدت استعدادها للمساعدة في إعادة بناء المدينة الأثرية، وأن الهيئة لديها من الإمكانات التي تساعدها في إعادة البناء والترميم وخصوصاً أنها تملك كوادر فنية خبيرة في هذا المجال، إضافة إلى أنها رممت وبنت عشرات المواقع التي دمرتها العصابات المسلحة».
سوريا: إشتباك سياسي داخل الهيئة العليا للمفاوضات على خلفية تصريحات أطلقها أسعد الزعبي بحق الأكراد
إيلاف...بهية مارديني
دار اشتباك سياسي داخل صفوف الهيئة العليا للمفاوضات على خلفية المواقف التي أطلقها رئيس الوفد المفاوض في جنيف أسعد الزعبي بحق الأكراد، وفيما برزت بعض المساعي لحل الخلاف، طالب المجلس الوطني الكردي بإبعاد الزعبي من وفد المعارضة التفاوضي.
جنيف: قال شلال كدّو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض عن المجلس الكردي، أنه مع "دخول الأزمة السورية عامها السادس، وفي خضم مفاوضات جنيف 3، التي تهدف الى ايجاد حل سياسي للأزمة المستفحلة في البلاد نتيجة عسكرة الثورة وتشويهها وانحرافها عن سياقها السلمي، والتي باتت تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي، لا يزال هنالك البعض ممن يفترض أن يكونوا قادة المعارضة السورية يطلقون تصريحات هوجاء وغير لائقة بحق الشعب الكردي، الذي يعد ثاني اكبر مكون في البلاد".
وقال في تصريح خاص لـ"ايلاف" أنه "في هذا السياق فان تصريحات العميد اسعد الزعبي رئيس الوفد السوري المفاوض في مباحثات جنيف3، والتي تفتقر الى اللباقة السياسية والادبية حينما قال عن الكرد بأنهم كانوا يتوسلون الى حافظ الاسد كي يمنحهم صفة (بني آدم)، والتي تذكر الجميع بحقبة صدام حسين وايديولوجية حزبه الفاشي، التي أصبحت جزءًا من الماضي الاجرامي في تاريخ المنطقة والعالم برمته".
وأشار كدّو الى أن ما أسماه "التضليل وتزوير الحقائق" الذي ميّز تصريحات الزعبي يدل على "عنصريته المقيتة وحقده الدفين ضد الكرد ليس في كردستان سوريا وحدها وانما في اقليم كردستان العراق ايضًا، اذ هاجم البيشمركة الابطال الذين دحروا الدواعش على طول جبهة تمتد مئات الكيلومترات وحرروا كامل الاراضي الكردستانية التي انتزعوها من الجيش العراقي، وباتوا يحاربون القتلة والارهابيين نيابة عن العالم أجمع".
واعتبر ان شخصًا بهذه العقلية، والتي رأى فيها كدّو أنها "تفوق عقلية ونهج البعث عنصرية"، لا يجوز ان يكون رئيساً لوفد المعارضة السورية التي تمثل مختلف مكونات الشعب السوري، وبالتالي "لا يجوز ان يكون ممثلاً للثورة السورية المباركة وللشعب السوري الذي ضحى بمئات الآلاف من ابناءه في سبيل تحقيق حريته".
وطالب "أن تتجه المعارضة السورية لابعاد هكذا شخصيات من بين صفوفها، وخصوصًا من الهيئة العليا للتفاوض، وكذلك من الوفد المفاوض، الذي أدار ظهره بشكل واضح للنظام، رغم استباحة البشر والشجر والحجر في البلاد، فيما يستمر في محاربة الكرد بلا هوادة".
المطالبة بالابعاد
وكان المجلس الوطني الكردي، والذي يشكل كتلة من كتل الائتلاف المعارض والممثل في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المعارض، طالب بإبعاد الزعبي عن وفد المعارضة التفاوضي.
وقال في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه، إنه "بين الحين والآخر يخرج علينا إلى العلن صوت آخر من الأصوات المعادية للوجود القومي الكردي والقضية الكردية في سوريا، حيث ما أن ينتهي أحد رموز النظام من الحديث ضد الحقوق القومية المشروعة لشعبنا إذ يبدأ آخر من رموز المعارضة السورية باستكمال الحديث بعدائية سافرة عن الوجود الكردي كمكون سوري وقضيته القومية متجاوزاً مواقف النظام نفسه، في تحد صارخ للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تجرم الحض على الحقد والكراهية العنصرية أو القومية أو الدينية".
واعتبر "أن الأسوأ من هذا وذاك أن الصوت المعادي والمفعم بالعنصرية والشوفينية كان هذه المرة للسيد أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض عن المعارضة السورية والمنبثقة من الهيئة العليا للمفاوضات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على موروث ثقافي مشترك لكلا الطرفين وانكار لحقيقة الوجود القومي الكردي".
ودان البيان ورفض مثل هذه التصريحات "والمواقف العنصرية التي تفوح منها رائحة البعث الشوفينية الذي ما يزال البعض يحاول استنهاضه من بين الانقاض عبر هذه الاصوات"، وطالب بابعاد "اسعد الزعبي عن الوفد المفاوض"، كما وأكد البيان "أن المجلس الوطني الكردي يشارك في العملية التفاوضية في جنيف كشخصيته الاعتبارية عبر ممثليه في المفاوضات".
ردود الأفعال
ولم يصدر أي رد فعل عن الهيئة العليا للمفاوضات حول هذا الموضوع، ولكن علمت "ايلاف" ان وفدا من الهيئة العليا للمفاوضات وأسعد الزعبي زاروا مكتب المجلس الوطني الكردي الذي افتتح مؤخرا في جنيف في محاولة لاحتواء الأزمة داخليا، خاصة بعد أن علّق المجلس الوطني الكردي مشاركة أعضائه ضمن وفد الهيئة العليا للتفاوض، وذلك على خلفية التصريحات التي أدلى بها الزعبي واعتبرت "مهينة"، حيث أعاد ناشطون أكراد بث نشر ما قيل أنه تسجيل قديم للعميد أسعد الزعبي قبل توليه رئاسة وفد المعارضة في مفاوضات جنيف، خلال مداخلة إذاعية على "راديو أورينت"، يناقش فيه مخاوف إقامة الدولة الكردية في سوريا.
الى ذلك، وفي ردود الفعل، هاجم ناشطون في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه، مؤسسة أورينت الاعلامية لما اعتبروه انه "تجاوز من بعض الوسائل الإعلامية وظيفتها؛ وشرف المهنة، والقوانين العالمية الراعية للشرف الصحفي".
وقال البيان الذي وقعه ناشطون أن "آخر هذه التجاوزات ما بثته مؤسسة أورينت نيوز الإعلامية المعارضة ضمن ساعة إعلامية حوارية بعنوان: فيدرالية شمال سورية تدعمه أميركا عسكريا وتحاربه سياسيا، بتاريخ 19/3/2016، تضمنت إساءات للشعب الكردي، ووصفه بنعوت تحطُّ من قدر البشر، من خلال استخدام عبارات عنصرية من قبيل: الشعب الكردي همجي وعبر التاريخ هم مرتزقة، ثلة من المجرمين وقطاعي الطرق، والكردي بليد بالوراثة، ودعوات إلى تطهير سوريا من الأكراد، لأنهم يحتلون شمال وشمال شرق سوريا، ويجب طردهم وتطهير المنطقة منهم بالكامل".
واستنكر الموقعون "هذه التصرفات التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة شائعة في بعض المؤسسات الإعلامية المعارضة ودورها في "بث السموم" التي لا تقل خطورة من تلك التي تبثها قنوات النظام في زيادة سقف الصراع بين المكونات السورية".
واعتبر البيان أن "هذا انتهاكاً لمواثيق الشرف الصحفي كافة، وتحريضاً على العنف والكراهية؛ والحقد؛ والمذهبية". ورأى إنه كان من الممكن أن تلعب القناة دوراً إيجابياً في التعبير عن الشارع السوري بكل أطيافه، دون أن تصبح "طرفاً عنصرياً "تشهّر بباقي فئات الشعب السوري، بحسب البيان.
 ودعا البيان "المنظمات الحقوقية، والإعلامية، والهيئات السياسية في سوريا والعالم إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة لغة التطرف والتمييز العنصري المتداول لدى بعض المؤسسات الإعلامية تحت ضغط، ومصلحة أجندات بعينها".
وأكد "أننا لن ندخر جهداً في الدفاع عن كل شرائح الشعب السوري مهما كان انتماؤه وعرقه، وأننا سنتخذ كافة الإجراءات القانونية بحق القناة؛ ومعد البرنامج وضيوفه، لأن الاعتذار الذي صدر عن المؤسسة لم يكن مستوفيا شروط الردّ، وجاء بعد الضغط والضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يرتق لمستوى لائق قياساً بما صدر من إساءة متعمدة".

 

عشرات القتلى والمصابين في مدينة سرمدا والسيارات المفخخة تعود إلى إدلب من جديد
إيلاف...علي الإبراهيم
علي الإبراهيم: استهدفت سيارة مفخخة عصر اليوم الأحد سوقا وتجمعا سكانيا في مدينة سرمدا شمالي سوريا، أدت لمقتل مدنيان على الأقل واصابة العشرات.
ونقل شهود عيان لـ"إيلاف" قولهم إن السيارة انفجرت عند منطقة الدوار في سرمدا، حيث تنتشر صالات ومحلات بيع السيارات المستعملة، ما أدى إلى أضرار مادية ضخمة أيضًا.
بدوره أكد المستشفى الميداني في معبر "باب الهوى" أن ضحايا وجرحى وصلوا إلى المشفى القريب من منطقة الانفجار، مرجحًا احتمالية ارتفاع عدد القتلى بينهم، بسبب خطووة الاصابات.
وشهدت منطقة "باب الهوى" الحدودية مع تركيا عدة استهدافات بسيارات مفخخة خلال العامين الماضيين، سقط خلالها قتلى وجرحى بين المدنيين، وسط اتهامات لتنظيم "داعش"، وخلايا تابعة للنظام السوري بتنفيذ مثل هذه الهجمات.
يذكر أن مدينة إدلب وريفها بعد تحريرها من قوات النظام، شهدت عدة مفخخات وعبوات ناسفة، استهدفت قادة وشرعيين، واسواقا شعبية، إلا أن اللجنة الأمنية في جيش الفتح، تمكنت من الكشف عن إحدى هذه الخلايا، من خلال القبض على احد عناصرها أثناء زراعته للغم موجه على احدى طرقات سراقب، لتتمكن فيما بعد من القاء القبض على باقي أفراد الخلية.
ورغم تشكيل الشرطة الحرة في محافظة إدلب منذ سنة تقريبا، إلا أن عملها ما زال يقتصر على ضبط السرقات وتنظيم حركة المرور وانتشار بعض الحواجز على الطرقات الرئيسة، لكن هذه الإجراءات غير كافية، خاصة وأن المنطقة كبيرة ومفتوحة من جميع الجهات، مع غياب الحواجز الأمنية التي تقطع المناطق، وتؤمّن لها الحماية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,827,695

عدد الزوار: 7,713,741

المتواجدون الآن: 0