تفاهم أميركي - روسي على «رحيل» الأسد إلى «دولة ثالثة»..رغم إعلان الانسحاب «الإكسبريس السوري» روسيا تشحن إلى سوريا أكثر ممّا تنقل منها...."أحرار الشّام" تقتل "سفاح بانياس" في ريف اللاّذقيّة تركيّ من شبّيحة الأسد ومسؤول عن مجزرة البيضا

موسكو تتحدث عن محادثات مع واشنطن لـ «تنسيق» عملية طرد «داعش» من الرقة...الأسد يعترف بأن بقاءه كلف سوريا 200 مليار دولار

تاريخ الإضافة الخميس 31 آذار 2016 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2030    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تفاهم أميركي - روسي على «رحيل» الأسد إلى «دولة ثالثة»
نيويورك، لندن، موسكو، بيروت - «الحياة» 
كشف ديبلوماسي في مجلس الأمن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أبلغ دولاً عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سورية، من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى»، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك. وقال إن «التفاهم الأميركي - الروسي واضح في القنوات الديبلوماسية الخلفية، وفي العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وهو يشمل مستقبل الأسد الذي سيرحل في مرحلة معينة إلى دولة ثالثة»، في تعبير يعني خارج سورية. إلا أنه تابع أن «توقيت ذلك وسياقه في العملية السياسية لا يزال غير واضح للجميع حتى الآن».
ونقل الديبلوماسي نفسه عن أجواء مجلس الأمن أن «أعضاء المجلس يؤيدون ويرحبون عموماً بصمود وقف الأعمال القتالية، والأثر الإيجابي الذي انعكس ميدانياً وفي أعمال الإغاثة الإنسانية» على الأرض.
وجاءت معلومات الديبلوماسي في وقت أعلن الأسد، في أول موقف من نوعه منذ فترة طويلة، تصوره للحل السياسي والوجود العسكري الروسي في البلاد عبر وسائل إعلام روسية، إذ أنه أبدى الاستعداد لقبول تشكيل حكومة مشتركة من ممثلي النظام والمعارضة والمستقلين تحت سقف الدستور الحالي كي تعد دستوراً جديداً، بعد أسابيع فقط من إعلانه ان الحل السياسي مرتبط باستعادة قواته كامل الأراضي السورية، الأمر الذي يمكن أن يُفسّر بأنه قبول بـ «نصائح» موسكو التي تردد وقتها أنها استاءت من موقفه. لكن الرئيس السوري رفض في المقابل، تشكيل «هيئة انتقالية» لاعتقاده أن هذا الأمر «غير دستوري وغير منطقي».
وسارعت المعارضة إلى رفض اقتراح الأسد تشكيل حكومة مشتركة. واعتبر عضو «الهيئة التفاوضية العليا» جورج صبرا أن «الحكومة إن كانت جديدة أو قديمة طالما أنها في وجود بشار الأسد ليست جزءاً من العملية السياسية، لذلك ما يتحدث عنه الأسد لا علاقة له بالعملية السياسية».
كذلك أعلن جون ارنست الناطق باسم البيت الأبيض أن مشاركة الأسد في حكومة وحدة وطنية في سورية لا يمكن أن تكون مقبولة من الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات الأسد ورد المعارضة عليه في وقت كشفت موسكو أنها تُجري محادثات مع واشنطن من أجل «تنسيق» عملية استعادة الرقة معقل «داعش»، بعد نجاح القوات الروسية في مساعدة الجيش السوري في طرد التنظيم من مدينة تدمر.
وبثّت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أمس القسم الأول من مقابلة الأسد مع وكالتي «نوفوستي» و «سبوتنيك» الروسيتين، بالتزامن مع حملة ديبلوماسية شنتها دمشق بعد استعادتها مدينة تدمر الاثرية بمساعدة جوية وبرية روسية وإيرانية. وشمل «الهجوم الديبلوماسي» السوري رسالة من الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تضمنت الاستعداد لـ «التعاون مع جميع الجهود في محاربة الارهاب» بعد اعلان رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف بشار الجعفري الرغبة بالتعاون مع أميركا ضد «داعش»، في وقت أجرى وزير الخارجية وليد المعلم محادثات نادرة في الجزائر. وعلمت «الحياة» ان اجتماعات رعتها الأمم المتحدة، أول من أمس، للبحث في اجراءات تخفيف العقوبات عن سورية، لكنها قوبلت بموقف اوروبي يشدد على أن «العقوبات تُرفع عندما تزال أسبابها، اي تشكيل هيئة انتقالية في سورية».
وسئل الأسد في تصريحاته إلى الإعلام الروسي عما إذا كانت الجولة المقبلة من المفاوضات ستبحث في «هيئة الحكم والانتقال السياسي»، فأجاب: «لا يوجد تعريف للمرحلة الانتقالية. نعتقد أن تعريف مفهوم الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى دستور آخر. والدستور هو الذي يعبّر عن شكل النظام السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة، إذن، المرحلة الانتقالية لا بد أن تستمر وفق الدستور الحالي. وننتقل الى الدستور المقبل بعدما يصوّت عليه الشعب. إلى ذلك الوقت ما نستطيع أن نقوم به أن تكون هناك حكومة لهذه البنية الانتقالية أو هذا الشكل الانتقالي، هو حكومة مشكلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية: معارضة، مستقلين، حكومة حالية. الهدف الأساسي لهذه الحكومة العمل على إنجاز الدستور. ثم طرحه على السوريين من أجل التصويت، ولاحقاً الانتقال للدستور المقبل. لا يوجد شيء في الدستور السوري ولا في أي دستور دولة من العالم اسمه هيئة انتقالية، هذا الكلام غير منطقي وغير دستوري».
وتابع «صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع، الخبراء موجودون. هناك مقترحات جاهزة يمكن أن تجمع. ما يستغرق وقتا هو النقاش، يبقى هنا السؤال ليس كم تستغرق من الوقت صياغة الدستور، السؤال هو ما هي العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور»، موافقاً على موعد آب الذي حدده كيري بعد محادثاته الخميس الماضي مع الرئيس فلاديمير بوتين لصوغ دستور جديد. وقال الأسد: «عندما تأتي قواعد عسكرية روسية إلى سورية فهي ليست احتلالاً، بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة وتعزيز للاستقرار والأمن، وهذا ما نريده»، مضيفاً أن الوجود العسكرية الروسي في سورية «ضروري لضمان توازن القوى في العالم». واشار إلى أن قيمة اضرار الحرب في سورية وصلت الى ٢٠٠ بليون دولار أميركي. وقال، من جهة أخرى، إنه لا يعتقد أن سورية «مهيأة لفيديرالية».
وفي نيويورك، قدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للعمليات الإنسانية ستيفن أوبراين إحاطة الى مجلس الأمن أمس رحب فيها بتحسن وصول المساعدات الإنسانية الى المزيد من المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها في سورية، و «بعضها للمرة الأولى منذ سنوات». وأكد أوبريان أمام مجلس الأمن أهمية الوقع الإيجابي للمحادثات السياسية على الوضع الميداني، مشيراً الى أن المساعدات وصلت الى ١٥٠ ألف شخص في ١١ بلدة محاصرة من أصل ١٨، وخصوصاً مضايا وكفريا والفوعة والزبداني.
المعارضة تتمسك بأن تكون كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئاسة الجمهورية
الأسد: الحكومة الانتقالية يجب أن تشمل النظام والمعارضة والمستقلين
السياسة...موسكو – ا ف ب، رويترز: اعتبر رئيس النظام السوري بشار الاسد ان الحكومة الانتقالية يجب ان تشمل النظام الحالي والمعارضة، وفتح الباب أمام تواجد عسكري روسي دائم في سورية باعتباره ضرورياً لضمان توازن القوى في العالم، على حد قوله.
في المقابل، سارعت المعارضة إلى رفض مواقف الأسد، مؤكدة أن سورية بحاجة لهيئة حكم انتقالي بصلاحيات وسلطات تنفيذية كاملة وليست حكومة مشاركة تخضع لسلطة رئيس النظام.
وفي مقابلة نشرتها وكالة “ريا نوفوستي” العامة الروسية امس، قال الاسد “المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة (النظام)” في الحكومة الجديدة المفترض أن تنبثق عن محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة، معتبراً أن تشكيل الحكومة لن يكون معقداً وان أي قضية يمكن حلها من خلال محادثات السلام في جنيف.
ورأى أن الانتقال السياسي “لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد”، زاعماً أن “الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي”.
وأضاف ان “صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع، الخبراء موجودون.. هناك مقترحات جاهزة يمكن أن تجمع. ما يستغرق وقتاً هو النقاش، يبقى هنا السؤال ليس كم تستغرق من الوقت صياغة الدستور، السؤال هو ما هي العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور؟”.
ونصت ورقة جنيف التي وزعتها الامم المتحدة خلال جولة المفاوضات بين النظام والمعارضة الاسبوع الماضي على ان “الانتقال السياسي في سورية يشمل آليات حكم ذي مصداقية وشامل.. وجدولا زمنيا وعملية جديدة لاعداد الدستور وتنظيم انتخابات”، على ان “يشارك فيها جميع السوريين بمن فيهم السوريون المغتربون المؤهلون للتصويت”.
وقال رئيس النظام “حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئا أنجز في محادثات جنيف، ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات”.
كما اعتبر الأسد أن معظم الاكراد يريدون العيش ضمن سورية “موحدة” ويعارضون النظام الفيدرالي الذي اعلن في شمال البلاد.
وقال “لا أعتقد أن سورية مهيأة لفيدرالية”، وان “معظم الأكراد يريدون أن يعيشوا في ظل سورية موحدة بنظام مركزي بالمعنى السياسي وليس فيدرالي”.
وإذ أشار إلى أن سورية بحاجة لوقت طويل لهزيمة الارهاب، فتح الأسد الباب أمام وجود عسكري دائم في بلاده بقوله ان سورية تحتاج الوجود العسكري الروسي حتى إذا استقر الوضع الامني، معتبراً أن هذا الوجود، من خلال القاعدتين العسكريتين في طرطوس وحميميم باللاذقية “ضروري لضمان توازن القوى في العالم”.
وأكد أن الدعم الروسي كان محوريا في الانتصارات العسكرية التي حققتها قواته في الفترة الاخيرة، وأشاد كذلك بدور ايران و”حزب الله” اللبناني.
واعتبر ان فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان وراء سقوط مدينة تدمر في قبضة تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أنه بعد تحرير تدمر هناك حاجة للتوجه شرقاً الى دير الزور وبدء التحرك باتجاه الرقة، في إشارة إلى معقلي “داعش” الرئيسيين في شمال وشرق سورية.
ورداً على سؤال بشأن تقييمه حجم الدمار الذي تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية، قال الأسد ان “الأضرار الاقتصادية وفي ما يتعلق بالبنى التحتية، تتجاوز المئتي مليار دولار (منذ 2011). الجوانب الاقتصادية يمكن ترميمها مباشرة عندما تستقر الأوضاع في سورية”، لكن اصلاح مرافق البنى التحتية سيستغرق “وقتا طويلا”.
وأضاف “نحن بدأنا عملية إعادة الإعمار حتى قبل أن تنتهي الأزمة لكي نخفّف قدر الإمكان من الأضرار الاقتصادية وأضرار البنية التحتية على المواطن السوري”، مشيراً إلى أن دمشق ستعتمد في عملية الإعمار بشكل أساسي على الدول الصديقة للنظام، وتحديداً روسيا وإيران والصين.
ورداً على تصريحات رئيس النظام، أكدت المعارضة ان سورية بحاجة الى هيئة حكم انتقالي بصلاحيات وسلطات تنفيذية كاملة وليست حكومة مشاركة تخضع لسلطة بشار الاسد.
وقال جورج صبرا المفاوض بالهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة في محادثات جنيف “الحكومة إن كانت جديدة أو قديمة طالما أنها بوجود بشار الاسد ليست جزءا من العملية السياسية، لذلك ما يتحدث عنه بشار الاسد لا علاقة له بالعملية السياسية”.
بدوره، قال أسعد الزعبي عضو الهيئة العليا للمفاوضات ان “ما تريده المعارضة هو ما نص عليه بيان جنيف… هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات والسلطات التنفيذية بما فيها صلاحيات رئاسة الجمهورية”.
السعودية تطالب المجتمع الدولي بفرض الحل السلمي في سوريا وواشنطن: لا حكومة جديدة مع الأسد
المستقبل.. (رويترز، أ ف ب، واس، آكي)
رفض البيت الأبيض أمس مشاركة بشار الأسد في أي حكومة جديدة باعتبار أن ذلك سيقضي على مساعي إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مع مطالبة المملكة العربية السعودية للمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته بفرض الحل السلمي في سوريا، وألا يكون للأسد وأعوانه أي دور في مستقبل البلاد.

وجاء الموقف الأميركي هذا رداً على قول الأسد في مقابلة مع وكالتي أنباء روسيتين، إنه لن يكون من الصعب الاتفاق على حكومة سورية ائتلافية جديدة تضم شخصيات من المعارضة ومستقلين وموالين.

وفي توافق مع آراء المعارضة السورية التي رفضت هذه الفرضية كلياً، استبعدت واشنطن امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست إن مشاركة الاسد «أمر غير مطروح للنقاش».

وفي مقابلة نشرتها وكالة «ريا نوفوستي« العامة الروسية، قال الاسد من «المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة». وأضاف ان «الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي».

وتستأنف محادثات سلام حول سوريا في جنيف في 10 نيسان المقبل برعاية الامم المتحدة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «لا أعرف ما إذا كان يتصور نفسه جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية تلك. نرى أن هذا سينسف قطعاً العملية من أساسها».

ولا توافق واشنطن على تبني موسكو بقاء الأسد في السلطة بعد المرحلة الانتقالية، على الرغم من تنسيقها بشأن العملية السياسية مع روسيا. ووفق وكالة «انترفاكس« فإن التعاون بين روسيا وأميركا قد يتعدى الديبلوماسية إلى تنسيق ميداني لتحرير مدينة الرقة من تنظيم «داعش» الذي يتخذها عاصمة لنفوذه في سوريا.

ونقلت الوكالة الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف قوله أمس إن روسيا والولايات المتحدة تبحثان التنسيق العسكري «الملموس» في سبيل تحرير مدينة الرقة السورية من قبضة «داعش».

ورداً على تصريحات الأسد، قال رئيس الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة اسعد الزعبي لوكالة «فرانس برس»: «كل القرارات الدولية تتحدث عن انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس»، مشدداً على انه «لا يمكن للأسد ان يبقى ولو ساعة واحدة بعد تشكيل» هذه الهيئة.

ورأى الزعبي أن كلام الأسد عن الحكومة الائتلافية «يعبّر عن احلام واحلام يقظة فقط»، معتبراً ان «بشار الاسد ورموز حكمه خارج الواقع وهم يعيشون على كوكب اخر».

وأضاف «لا يهمنا مفهوم الاسد للمرحلة الانتقالية، ما يهمنا هو المفهوم الدولي الذي تحدث عن انتقال سياسي للحكم، اي ان ننتقل من المرحلة الراهنة غير المقبولة الى مرحلة جديدة تقوم على نظام تعددي مدني ديمقراطي».

وفي السياق نفسه، قال عضو وفد الهيئة العليا للتفاوض المعارضة جورج صبرة «الحكومة إن كانت جديدة أو قديمة طالما أنها بوجود الأسد فليست جزءاً من العملية السياسية، لذلك ما يتحدث عنه الأسد لا علاقة له بالعملية السياسية».

وفي سويسرا، لفت موقف للمملكة العربية السعودية عبّرت عنه في مؤتمر حول اللاجئين السوريين، حيث أكدت أهمية وضرورة تحمّل الدول وعلى الأخص المتقدمة منها مسؤوليتها الدولية في رفع المعاناة عن الشعب السوري والاستمرار في تخفيف العبء عن الدول المجاورة التي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الملاذ الآمن للاجئين السوريين.

وقال المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى السفير فيصل طراد في الكلمة التي ألقاها أمام اجتماع رفيع المستوى حول تقاسم المسؤولية الدولية لقبول اللاجئين السوريين، إن السعودية تعد من أوائل الدول التي أسهمت في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق من خلال تقديم الدعم المادي المباشر للمنظمات الدولية المعنية أو تلك التي تعمل داخل الأراضي السورية، أو من خلال مساعدات مباشرة مادية أو عينية لدول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين.

وأوضح أنه على المستوى الوطني فقد تحملت المملكة ولا تزال تتحمل عبء استضافة مليون سوري، مشيراً إلى أنه لا يمكن وصفهم باللاجئين بل بالضيوف حيث تتم معاملتهم بصفتهم مقيمين يتم السماح لهم بحرية التنقل والعمل وتقدم لهم الخدمات الصحية والتعليمية مجاناً ويبلغ عدد الطلبة السوريين في المدارس والجامعات السعودية 100 ألف طالب وطالبة.

وأكد السفير طراد ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الكاملة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري الشقيق طبقاً لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لبناء مستقبل واعد جديد لسوريا لا يكون لبشار الأسد وأعوانه أي دور فيها.

وفي سياق آخر، رجّحت أوساط سورية مطلعة أن يتم تغيير رئيس وفد النظام إلى مؤتمر جنيف بشار الجعفري، وأشارت إلى أن نائب وزير خارجية الأسد هو المرشح لمتابعة المفاوضات كرئيس للوفد.

وأشارت المصادر في تصريح لوكالة «آكي« الإيطالية للأنباء إلى مناقشة قيادة النظام السوري مسألة تغيير الجعفري، وقالت إن أكثر الأسماء المرشحة لاستلام رئاسة الوفد هو فيصل مقداد نائب وزير الخارجية.

ووفق المصادر نفسها، فإن المقداد «أعلى منصباً من الجعفري وأكثر قبولاً من الأطراف الدولية ومن المبعوث الدولي لسوريا (ستيفان دي ميستورا)، وحتى من أطراف المعارضة السورية، وأقل التصاقاً بإيران».
قضم ثالث أهم بنود مفاوضات جنيف ووعد موسكو بإعادة الإعمار.. الأسد يعترف بأن بقاءه كلف سوريا 200 مليار دولار
المستقبل.. (سبوتنيك، أورينت نت، أ ف ب)
لم يجد رئيس النظام السوري بشار الأسد خجلاً من الاعتراف بأن بقاءه على كرسي الحكم كلف بلاده أكثر من 200 مليار دولار، متناسياً طبعاً التكلفة البشرية التي فاقت الـ 500 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى وعشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والمغيبين قسراً، فضلاً عن 11 مليون لاجئ ونازح، معترفاً في الوقت نفسه بأن التدخل الروسي هو الذي ضمن بقاءه.

وفي مقابلة مع وكالتي «سبوتنيك» و»ريا نوفوستي» الحكوميتين الروسيتين، قضم الأسد أهم وأبرز بنود المفاوضات وهي تشكيل «هيئة حكم انتقالي«، حاصراً حديثه في «تشكيل حكومة جديدة»، التي وصفها بالعملية غير المعقدة، والتي يمكن حلها من خلال محادثات السلام في جنيف.

ورأى الأسد أن الحكومة السوريا الجديدة، يجب أن تتألف من ثلاثة أطراف وهي «المعارضة والقوى المستقلة والموالون له«.

وقال: «أستطيع أن أقول الآن بأن ما تمّ إنجازه في الجولة الماضية، هو بداية وضع منهجية لمفاوضات ناجحة، إن استمررنا بهذه المنهجية، ستكون أيضاً باقي الجولات جيدة، أو منتجة«.

وكأن الدمار والموت الشامل في سوريا أمر عادي يمكن تجاوزهما بعملية إعادة إعمار «هي عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، وخاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها«، وهي بالترتيب الذي أورده: روسيا ثم الصين فإيران.

واعترف الأسد أن «الأضرار الاقتصادية وفي ما يتعلق بالبنى التحتية، تتجاوز 200 مليار دولار«. وقال «الهجرة ليس سببها فقط الإرهاب والوضع الأمني، وإنما الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على سوريا. كثير من الأشخاص هاجروا من مناطق آمنة، ليس فيها إرهاب، بسبب الوضع المعاشي، المواطن لم يعد قادراً على تأمين احتياجاته. فإذاً، بالنسبة لنا كدولة، لا بد من القيام بأعمال ولو أولية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي في سوريا، وهذا ما نقوم به الآن بالنسبة لإعادة الإعمار.

واعتبر أن «عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، وخاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها. طبعاً نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سوريا خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران. لكن أنا أعتقد بأن كثيراً من الدول التي وقفت ضد سوريا، وأقصد الدول الغربية بالدرجة الأولى، ستحاول أن ترسل شركاتها لتكون جزءاً من هذه العملية. لكن بالنسبة لنا في سوريا لا شك بأن التوجّه الأساسي سيكون باتجاه الدول الصديقة. بكل تأكيد لو سألتَ هذا السؤال لأي مواطن سوري سيكون جوابه سياسياً، عاطفياً، بأننا نرحّب أولاً بشركات هذه الدول الثلاث وفي مقدّمتها روسيا. وعندما نقول بنية تحتية، فهي تشمل ربما ليس عشرات المجالات والاختصاصات، بل المئات منها، لذلك أعتقد بأن المجال سيكون واسعاً جداً لكل الشركات الروسية للمساهمة في إعادة إعمار سوريا».

وفي تعظيم لـ»الحليف الروسي«، رأى «أن التواجد العسكري الروسي في سوريا ضروري لضمان توازن القوى في العالم« ومحاربة الإرهاب. وقال «إذا تحدّثنا عن المرحلة الحالية، مرحلة الإرهاب، نعم، بكل تأكيد نحن بحاجة لوجودها (القواعد العسكرية الروسية) لأنها فاعلة في مكافحة الإرهاب، حتى ولو عاد الوضع في سوريا من الناحية الأمنية مستقراً. فعملية مكافحة الإرهاب ليست سريعة أو عابرة. الإرهاب انتشر عبر عقود في هذه المنطقة وبحاجة لفترة طويلة لكي تتم مكافحته. هذا من جانب، من جانب آخر هي لا ترتبط فقط بمكافحة الإرهاب، هي ترتبط بالوضع الدولي العام، فمع كل أسف، الغرب خلال الحرب الباردة وبعدها وحتى اليوم لم يغيّر سياسته، هو يريد أن يهيمن على القرار الدولي، مع كل أسف لم تتمكن الأمم المتحدة من القيام بدور في حفظ السلام في العالم. إذاً حتى ذلك الوقت، حتى تستعيد الأمم المتحدة دورها الحقيقي، القواعد العسكرية ضرورية، لنا، لكم، للتوازن الدولي في العالم، هذه حقيقة سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، ولكنها الآن هي حالة ضرورية«.

واعتبر الأسد أن القواعد العسكرية الروسية «ليست احتلالاً، بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة، وتعزيز للاستقرار والأمن، وهذا ما نريده«.

ورفض الأسد فكرة الفدرالية التي طرحها «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وقال: «من ناحية الجغرافيا، سوريا صغيرة جداً لكي يكون فيها فيدرالية، هي ربما أصغر من معظم الجمهوريات الموجودة في روسيا (...) نحن كدولة نقول بأن ما يوافق عليه الشعب هو ما نوافق عليه. موضوع الفيدرالية مرتبط بالدستور، والدستور بحاجة لموافقة شعبية. ولكن هناك مفهوم، بحاجة لتصحيح، بالنسبة لفيدرالية كردية. معظم الأكراد يريدون أن يعيشوا في ظلّ سوريا موحّدة، بنظام مركزي بالمعنى السياسي وليس فيدرالي، فعلينا ألا نخلط بين بعض الأكراد الذين يريدون النظام الفيدرالي وكل الأكراد. وهناك ربما مكوّنات أخرى غير كردية، صغيرة بالحجم جداً، تسعى لهذا الشيء أيضاً. أما فكرة أن يكون هناك فيدرالية فهي ليست طرحاً عاماً في سوريا، لذلك لا أعتقد بأن هذا الطرح، في حال طُرح على التصويت، سيحظى بموافقة الشعب السوري«.
"أحرار الشّام" تقتل "سفاح بانياس" في ريف اللاّذقيّة تركيّ من شبّيحة الأسد ومسؤول عن مجزرة البيضا
إيلاف...علي الابراهيم
إصطاد مقاتلو حركة "أحرار الشام" التّركيّ معراج أورال أو "سفاح بانياس"، أحد كبار شبّيحة الأسد والمسؤول عن جريمة البيضا، بقصف استهدفه في اجتماع في قمّة النّبيّ يونس في ريف اللاّذقيّة.
 أثار مقتل معراج أورال، القيادي في جبهة لواء تحرير إسكندرون المساندة لقوات الأسد والمعروف باسم علي كيالي، تساؤلات عدة حول طريقة تنفيذ هذه العملية، فالرجل متّهم بارتكاب مجازر عدة في سوريا، أكبرها مجزرة البيضا في محافظة طرطوس غربي سوريا، في الثاني والثالث من أيار (مايو) 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 72 مدنيًّا.
أكد أبو يوسف المهاجر، الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام الاسلامية، لـ"إيلاف" مقتل سفاح مجزرة بانياس معراج أورال في معارك ريف اللاذقية قبل أيام بنيران الثوار.
وقال: "لاحظنا حركة غير طبيعية وتجمع سيارات كبيرة في قمة النبي يونس، فرصدنا مكان القمة وقصفنا بناءً هناك فيه غرفة عمليات النظام التي يديرها الروس في معركة الساحل، وتم تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الموجودين فيها، وبعد ذلك تأكدنا من مصادر في داخل المشفى أن معراج أورال قتل، وبرفقته عدد من ضباط النظام، وأرجح أن يكون بين القتلى جنود روس".
جاء استهداف غرفة العمليات في قمة جبل النبي يونس ردًا على قصف قوات النظام ريف إدلب منذ أيام، وعلى محاولات التقدم المستمرة التي تبديها قوات الأسد باتجاه ريف الساحل المحرر، بحسب المهاجر.
والجدير ذكره هنا أن "معراج أورال" أو "سفاح بانياس"، هو من "شبّيحة" الأسد المخلصين والمسؤول الرئيس عن عدة مجازر في الساحل السوري، ينتمي إلى علويي تركيا، ويعرف نفسه بأنه أحد قادة يما يسمى "جبهة تحرير لواء إسكندرون". وتتهمه السلطات التركية بتدبير التفجير الذي وقع في مدينة الريحانية التركية الحدودية مع سوريا في العام 2013.
وكان "معراج أورال: يفاخر بقيامه، مع مجموعة من علويي أنطاكية، بتفجير مقر حزب الفضيلة المنحل في تركيا خلال فترة رئاسة نجم الدين أربكان للحكومة التركية، إضافة إلى اعترافه بنسف مركز للجندرمة التركية في أنطاكية. كما يتباهى بالعلاقة التي تجمعه بزعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، والذي أقام معه في منزله أكثر من 17 عامًا بحسب قوله، وبصلة الوصل بينه وبين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، كشفت صحيفة "يني شفق" التركية أن "معراج أورال" يعمل لصالح المخابرات السورية ويدرّب مقاتلين أتراك في معسكرات في مناطق سيطرة النظام في اللاذقية على تنفيذ عمليات "انتحارية"، لتنفيذها في تركيا.
الأسد يعتبر الدعم الروسي محورياً لقوّاته والمعارضة ترفض دعوته لحكومة تضمّهما
غارات وهجمات برية لروسيا وقوّات النظام على مختلف جبهات الحرب في سوريا
 (اللواء - وكالات)
سجّلت جبهات الحرب في سوريا انتهاكات متعددة واسعة لاتفاق التهدئة، من قبل قوات النظام والطائرات الروسية تمثلت بقصف مدفعي وغارات ومحاولات تقدم تصدت لها المعارضة وافشلتها.
سياسيا، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان الحكومة الانتقالية يجب ان تشمل النظام الحالي والمعارضة. وقد ابدت الاخيرة رفضها تصريحات الاسد، معتبرة انه لا يمكن له البقاء في الحكم عند بدء الانتقال السياسي.
فقد شنت المقاتلات السورية والروسية عدة غارات على أرياف دمشق وحمص وحلب ومدينة دير الزور، مخلفة قتلى وجرحى، في حين استهدفت قوات النظام مخيما للنازحين بريف اللاذقية.
وقتل شخص جراء قصف جيش النظام السوري بقذائف الهاون مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق بالتزامن مع شن طيران النظام 12 غارة بالبراميل المتفجرة على بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي، فضلا عن غارة أخرى على مدينة حرستا، بحسب ما ذكر ناشطون.
وفي ريف دمشق، استهدفت قوات الأسد مسجدا في مدينة دوما وفق فيديو بثه ناشطون.
من جهتها، أفادت وكالة مسار برس بأن قوات النظام المتمركزة بقرية جبورين استهدفت قريتي أم شرشوح والهلالية ومزارع مدينة الرستن الجنوبية في ريف حمص الشمالي بقذائف الهاون والمدفعية، مما أدى إلى وقوع إصابات بصفوف المدنيين، حالة بعضهم خطرة.
وفي ريف حمص الشرقي أفاد المصدر ذاته بأن الطيران الروسي شن امس نحو عشرين غارة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية مستهدفا بلدة القريتين ومحيطها، تبعها إلقاء الطيران السوري المروحي عشرة براميل متفجرة على البلدة.
ووفق المصدر نفسه، فقد حاولت قوات النظام - مدعومة بمليشيا حزب الله - التقدم باتجاه بلدة القريتين من محورين، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية تصدى لها وأجبرها على التراجع.
كما أفاد ناشطون بأن قوات النظام استهدفت براجمات الصواريخ مخيما للنازحين قرب بلدة الحمبوشية بجبل الأكراد بريف اللاذقية، مما أدى إلى اشتعال النيران وتصاعد سحب الدخان منه، بينما قتل شاب جراء استهداف الطيران السوري بالغارات الجوية حي العرضي في مدينة دير الزور.
وذكر ناشطون أن طيران النظام نفذ غارات على بلدتي خان طومان والزربة، تزامنا مع قصف مدفعي على بلدة عندان بريف حلب، في وقت سقط فيه جرحى جراء انفجار عبوة ناسفة في قرية عين العبد بريف القنيطرة.
من جانبه، أفاد المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية بتمكن مسلحيها من قتل وإصابة العشرات من عناصر لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية اللتين تتهمان بمبايعتهما تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى تدمير دبابتين لهما خلال الاشتباكات على أطراف بلدة حيط في ريف درعا الغربي، بحسب ما نقل ناشطون.
كما أعلنت حركة أحرار الشام مساء الثلاثاء مسؤوليتها عن مقتل قائد ما يسمى «جبهة تحرير لواء إسكندرون» مهراج أورال، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وذلك بعملية عسكرية بريف اللاذقية (شمال غربي سوريا)، وفق ما أفادت به وكالة الأناضول.
في هذه الأثناء، بدأت قوات الأمن السورية تطهير مدينة تدمر من الألغام وإبطال مفعول متفجرات أخرى خلفها تنظيم الدولة في المدينة.
وقال الجيش السوري إن مدينة تدمر - التي تضم بعضا من أهم آثار الإمبراطورية الرومانية- ستصبح قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية ضد التنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور باتجاه الشرق.
وفي الخصوص، نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن روسيا والولايات المتحدة تبحثان التنسيق العسكري «الملموس» في سبيل تحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
حكومة الأسد والمعارضة ترفض
 في هذا الوقت، أبدت المعارضة السورية رفضها تصريحات الاسد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرة انه لا يمكن للاخير البقاء في الحكم عند بدء الانتقال السياسي، وفق ما اكد رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال اسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض الى جنيف للوكالة «كل القرارات الدولية تتحدث عن انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس» مشددا على انه «لا يمكن للاسد ان يبقى ولو ساعة واحدة بعد تشكيل» هذه الهيئة.
وكان الرئيس السوري اعتبر ان الحكومة الانتقالية يجب ان تشمل النظام الحالي والمعارضة .
وقال الاسد في مقابلة نشرتها وكالة ريا نوفوستي العامة الروسية امس من «المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة».
واعتبر الاسد إن مسودة اتفاق بشأن وضع دستور جديد لسوريا يمكن أن تكون جاهزة في غضون أسابيع.
وتنص خارطة الطريق لحل النزاع السوري على انتقال سياسي يشمل تنظيم انتخابات وصياغة دستور جديد.
وأضاف الاسد ان الانتقال السياسي «لا بد أن يكون تحت الدستور الحالى حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد مبينا أن الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي».
وتابع: «صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع، الخبراء موجودون.. هناك مقترحات جاهزة يمكن أن تجمع. ما يستغرق وقتا هو النقاش، يبقى هنا السؤال ليس كم تستغرق من الوقت صياغة الدستور، السؤال هو ما هي العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور».
 ونصّت ورقة جنيف التي وزعتها الامم المتحدة خلال جولة المفاوضات بين النظام والمعارضة الاسبوع الماضي على ان «الانتقال السياسي في سوريا يشمل اليات حكم ذي مصداقية وشامل.. وجدولا زمنيا وعملية جديدة لاعداد الدستور وتنظيم انتخابات» على ان «يشارك فيها جميع السوريين بمن فيهم السوريون المغتربون المؤهلون للتصويت».
وتابع الرئيس السوري «حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئا أنجز في محادثات جنيف، ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات».
الى ذلك، اعتبر الاسد ان معظم الاكراد في سوريا يريدون العيش ضمن سوريا «موحدة» ويعارضون النظام الفدرالي الذي اعلن في شمال البلاد.
وقال في هذا السياق «لا اعتقد بأن سوريا مهيأة لفيدرالية» مضيفا «معظم الأكراد يريدون أن يعيشوا في ظل سورية موحدة بنظام مركزي بالمعنى السياسي وليس فيدرالي».
وعلى صعيد آخر، أوضح الرئيس السوري ان الأضرار التي خلفتها الحرب منذ 2011 تتجاوز 200 مليار دولار.
وقال بأنّ «الجوانب الاقتصادية يمكن ترميمها مباشرة عندما تستقر الأوضاع في سوريا» لكن اصلاح مرافق البنى التحتية سيستغرق «وقتا طويلا».
وأضاف: «نحن بدأنا عملية إعادة الإعمار حتى قبل أن تنتهي الأزمة». واوضح ان «عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة (...) نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سوريا خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران».
وبالنسبة للمهجرين، اكد الاسد طبعا «لا توجد أرقام دقيقة» انما «تقريبية لأن هناك أشخاصا ينتقلون داخل سورية (...) لكن لا أعتقد أن المشكلة تكمن بالرقم (...) المشكلة الاساسية هي الإرهاب».
كما قال الأسد إن الدعم الروسي كان محوريا في الانتصارات العسكرية التي حققتها قواته في الفترة الأخيرة وأشاد كذلك بدور إيران وحزب الله اللبناني. وقال الأسد أيضا إن فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان وراء سقوط مدينة تدمر في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
رغم إعلان الانسحاب «الإكسبريس السوري» روسيا تشحن إلى سوريا أكثر ممّا تنقل منها
اللواء... (رويترز)
عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين سحب معظم القوات الروسية من سوريا توقع البعض أن تعود كاسحة الجليد ياوزا التابعة للبحرية الروسية - وهي من سفن الإمداد الرئيسية في المهمة الروسية في سوريا - إلى قاعدتها في المحيط القطبي الشمالي.
وبدلا من ذلك انطلقت السفينة من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود متوجهة إلى ميناء طرطوس حيث توجد منشأة بحرية روسية في سوريا وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان بوتين في 14 آذار.
وكانت السفينة ياوزا إحدى سفن أسطول الإمداد الذي زود القوات الروسية باحتياجاتها وأطلق عليه اسم «الاكسبريس السوري».
وأيا كان ما تحمله السفينة فقد كانت الحمولة ثقيلة إذ غطس جزء كبير من السفينة في الماء حتى أن خط التحميل كان مرئيا بالكاد.
ويظهر تحليل أجرته رويترز أن تحركاتها وتحركات سفن روسية أخرى في الأسبوعين اللذين انقضيا منذ إعلان بوتين عن انسحاب جزئي تشير إلى أن موسكو شحنت إلى سوريا في واقع الأمر من العتاد والإمدادات أكثر مما سحبته في تلك الفترة.
ولا يعرف شيء عما كانت تلك السفن تحمله أو حجم المعدات التي نقلت بطائرات الشحن العملاقة المرافقة للطائرات الحربية العائدة.
لكن هذه التحركات - رغم كونها تمثل صورة جزئية - تشير إلى أن روسيا تعمل بلا كلل للحفاظ على بنيتها التحتية العسكرية في سوريا وتزويد الجيش السوري بما يمكنه من رفع مستوى أدائه إذا اقتضى الأمر.
ولم يذكر بوتين تفاصيل عما قد يدفع إلى هذه الخطوة لكن من المرجح أن يستدعي أي خطر قد يحدق بالقواعد الروسية في سوريا أو بالرئيس بشار الأسد أوثق حلفاء موسكو في الشرق الأوسط عودة روسية قوية.
وتدير روسيا قاعدة جوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس. وقد قال بوتين إن روسيا ستحتفظ بالاثنتين وإنهما ستحتاجان لحماية مشددة.
وقال ميخائيل بارابانوف الزميل الباحث بمركز كاست للأبحاث العسكرية الذي يتخذ من موسكو مقرا له «حيث أن الجزء الرئيسي من القوة الفعلية بقي هناك فلا داعي لتقليل الحركة. كما أن الإمدادات للجيش السوري لا تزال كبيرة.»
ولم تكشف موسكو عن حجم قوتها في سوريا أو تفاصيل عن انسحابها الجزئي.
وأظهرت حسابات أجرتها رويترز أن نصف القوة الجوية الضاربة من الطائرات الحربية المرابطة في سوريا غادرتها في الأيام التي أعقبت الإعلان عن تقليص حجم القوات الروسية.
وكان عدد الطائرات الروسية على وجه الدقة سرا لكن التحليل يشير إلى أن حوالي 36 طائرة حربية كانت موجودة في سوريا.
ويوم الاثنين عرض التلفزيون الروسي مشاهد لنقل ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية ثقيلة من سوريا مع بعض العاملين من أطقم الدعم.
غير أن تفحص بيانات الشحن البحري والمعلومات الرسمية ومعلومات المصادر الأمنية البحرية والصور التي نشرها مدونون لسفن روسية تمر عبر مضيق البوسفور في طريقها من البحر الأسود إلى البحر المتوسط لا يظهر أي بادرة على أن «الاكسبريس السوري» خفت حركته.
ويوضح تحليل أجرته رويترز لبعض البيانات أن من المرجح أن روسيا أبدلت سفنا جديدة بأي سفن حربية ربما تكون قد غادرت البحر المتوسط لتضمن أن قوة نيرانها البحرية مازالت ثابتة.
وهذا يعني أن سفنها قريبة نسبيا من الساحل السوري ويمكنها أن توفر الحماية لسفن الشحن. كما يتيح ذلك لموسكو إمكانية إطلاق صواريخ كروز من البحر.
ويبدو أن لروسيا أكثر من عشر سفن حربية في البحر المتوسط من بينها وفقا لما تقوله وسائل إعلام رسمية سورية وقاعدة بيانات أخبار البوسفور البحرية - وهي مشروع تركي على الانترنت - السفينة زليني دول المزودة بصواريخ كروز من نوع كاليبر التي تطير على ارتفاعات منخفضة وتبلغ من الدقة في إصابة أهدافها ما لا يبعدها أكثر من ثلاثة أمتار عن الهدف.
وقال بارابانوف إن من المرجح أن تحتفظ موسكو بتلك القدرة.
وأضاف «روسيا ليس لديها سفن كثيرة جدا يمكن إبقاؤها في البحر المتوسط. فقد كان دور القوة هو ضمان نشاط ‘الاكسبريس السوري‘ واستعراضه أمام الغرب وأمام تركيا فيما بعد.»
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة عما تفعله البحرية الروسية في البحر المتوسط أو ما إذا كان لديها خطط لتقليص وجودها فيه.
ولا تظهر السفن الحربية وأغلب سفن المعاونة الروسية في قواعد البيانات المتاحة لمستخدمي الانترنت. لكن أغلب السفن تظهر وتلتقط لها صور عندما تمر عبر مضيق البوسفور في طريقها من روسيا إلى البحر المتوسط أو بالعكس.
وفي أغلب الأحوال من المستحيل تتبع الشحنات العسكرية حتى الموانئ التي تتجه إليها وهو ما يعني أن البيانات المتاحة جزئية.
ومنذ بدأت موسكو تقليص حجم قواتها في سوريا أرسلت روسيا سفينتي إنزال من السفن التي تستخدم في نقل الجنود والعتاد هما السفينتان سيزر كونيكوف وساراتوف إلى البحر المتوسط مع كاسحة الجليد ياوزا المستخدمة كسفينة لشحن الإمدادات.
وبدا أن السفينة ساراتوف كانت محملة عندما مرت عبر المضيق يوم الخميس متجهة جنوبا صوب سوريا. وكان من الواضح أن خط التحميل فوق سطح المال كان أدنى مما كان عليه في 14 آذار عندما تم تصويرها وهي في طريقها في الاتجاه المعاكس متجهة إلى روسيا.
وفي الوقت نفسه صور مدونون أتراك السفينتين الحربيتين الكسندر أوتراكوفسكي ومينسك وسفينة الإمدادات دفينيتسا-50 أثناء مرورها عبر البوسفور في طريق العودة إلى روسيا.
وبدا أن اثنتين على الأقل من السفن الثلاثة العائدة هما الكسندر أوتراكوفسكي ودفينيتسا-50 غير محملتين.
وأظهرت صور أن السفينة أوتراكوفسكي وهي سفينة إنزال كبيرة كانت طافية على مستوى أعلى في المياه أثناء عودتها إلى روسيا بالمقارنة مع ما بدت عليه في الثاني من آذار عندما عبرت المضيق في الاتجاه الآخر. ولم يتضح ما إذا كانت تحمل قوات أو عتاد.
كما كان خط التحميل للسفينة دفينيتسا-50 أعلى في المياه عندما التقطت لها صور في البوسفور يوم 20 آذار في طريق عودتها إلى روسيا.
ويبدو مستبعدا أن أيا من السفن العائدة كانت تحمل قوات روسية أو عتادا. ولم يظهر ما يشير إلى وجود عتاد ثقيل على سطح السفن.
وقد اتجهت السفينة مينسك عائدة إلى سوريا مرة أخرى. فقد ظهرت في صور التقطت يوم الثلاثاء وهي تعبر المضيق. وكانت مقدمتها غاطسة في الماء لكن لم يمكن التحقق مما تحمله.
كذلك فإن حركة الشحن غير العسكرية بين روسيا وسوريا مستمرة دون أي بادرة على تراجعها.
فقد زارت أربع سفن شحن لها دور في عملية الإمدادات سوريا في الأسبوعين اللذين سبقا إعلان بوتين تقليص حجم القوات.
ومن المحتمل أن سفينة خامسة وصلت إلى سوريا هي السفينة الكسندر تكاشينكو التي سبق تصويرها وهي تحمل على ظهرها شاحنات عسكرية.
وأظهرت قاعدة بيانات رويترز لحركة الشحن البحري أنها كانت تقترب من سوريا ثم اختفت بضعة أيام قبل أن تعاود الظهور في طريقها إلى روسيا وهو ما يعني أن أجهزة التتبع بالسفينة توقفت خلال تلك الفترة لسبب ما.
كما وصلت خمس سفن شحن من بينها ناقلة نفط إلى سوريا في الأسبوعين اللذين أعقبا إعلان بوتين عن خفض حجم القوات الروسية.
موسكو تتحدث عن محادثات مع واشنطن لـ «تنسيق» عملية طرد «داعش» من الرقة
الحياة...موسكو - رائد جبر 
كشفت موسكو للمرة الأولى عن محادثات تجريها مع واشنطن لتنسيق عمليات مشتركة بهدف تحرير مدينة الرقة، العاصمة الفعلية لتنظيم «داعش» في شمال سورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، أن «العسكريين الروس يناقشون مع نظرائهم الأميركيين جوانب معينة لمثل هذا التعاون، مع الأخذ بعين الاعتبار سحب جزء من قواتنا من سورية». وزاد أن واشنطن «بدأت تبصر الحقيقة حول ضرورة تبادل المعلومات، للحيلولة دون تنامي الخطر الإرهابي وتصاعد الهجمات التي نشهدها. ثمة فهم بدأ يتبلور بأنه علينا الشروع في التنسيق الفعلي في محاربة الإرهاب».
وأوضح أن موسكو كانت منذ البداية مستعدة لتنسيق المواقف مع واشنطن، وخصوصاً ما يتعلق بالوضع في الرقة. وذكّر بأن روسيا تتمسك دائماً بخطها الرامي إلى إقامة «تعاون بنّاء» مع الشركاء الدوليين والإقليميين في حل المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، في إطار مجموعة دعم سورية وخلال الاتصالات الثنائية على حد سواء. وأكد أن الجانب الروسي يولي اهتماماً كبيراً للحوار المكثف مع واشنطن حول الملف السوري.
بالتزامن، أعلن في موسكو أمس، أن نائب وزير الخارجية الأميركي توماس شينون أجرى جولة محادثات مطولة مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف ركزت على ملفات التعاون الثنائي وتسوية الأزمة السورية والملف الإيراني. وكانت واشنطن وموسكو أكدتا أن زيارة شينون إلى موسكو التي تستمر يومين، تأتي امتداداً لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا الأسبوع الماضي. وشدد ريابكوف على أن موسكو وواشنطن «لم تبحثا منذ فترة طويلة موضوع تنفيذ إيران خطة العمل الشاملة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، على ما يبدو، تعتبر إطلاق إيران صواريخ أخيراً، انتهاكاً لقرار مجلس الأمن، إلا أن موسكو تتبنى «موقفاً مختلفاً من هذه المسألة».
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إعرابها عن خيبة أمل موسكو من منع الدول الغربية مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان أعدته روسيا «للترحيب بتحرير مدينة تدمر». وقالت زاخاروفا، وفق تصريحها الذي أوردته «سانا»، «إننا لم نفاجأ بقدر كبير من الموقف الغربي ولكننا نشعر بخيبة أمل منه ونستغرب حقيقة نيات الدول الغربية في ما يتعلق بعملية التسوية السياسية للأزمة في سورية». وتابعت أن روسيا تنوي طرح مشروع بيان مماثل في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو يتضمن دعوة إلى إعادة بناء تدمر بعد طرد «داعش»، منها يوم الأحد الماضي.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,848,532

عدد الزوار: 7,714,931

المتواجدون الآن: 1